logo
مقال لضابط إسرائيلي سابق: الأوهام تُسير الحرب بغياب أية إستراتيجية #عاجل

مقال لضابط إسرائيلي سابق: الأوهام تُسير الحرب بغياب أية إستراتيجية #عاجل

جو 24٠٨-٠٤-٢٠٢٥

جو 24 :
انتقد الضابط الإسرائيلي السابق ورئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب مايكل ميلشتاين حالة "غياب الإستراتيجية" التي تعيشها إسرائيل في ظل الحرب الجارية في قطاع غزة والتوترات الإقليمية المتصاعدة.
واعتبر أن إسرائيل دخلت في مرحلة أصبحت فيها الحرب "حقيقة دائمة" وليست وسيلة لتحقيق هدف سياسي أو أمني واضح، بل غاية بحد ذاتها.
وفي مقال نشره بصحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "الحرب هي الإستراتيجية"، قال ميلشتاين إن القيادة الإسرائيلية الحالية "تحافظ على الصراع" دون هدف أو إطار زمني، وترفض من حيث المبدأ صياغة أي إستراتيجية، لأن ذلك قد يتطلب اتخاذ قرارات تمس بنية الائتلاف الحاكم.
وأضاف أن "الحكومة تحولت إلى إدارة أزمات دائمة، تقود عمليات عسكرية في غزة ولبنان وسوريا، وتستعد لاحتمال مواجهة مع إيران، دون أن تطرح للجمهور أو لصناع القرار تساؤلات أساسية عن الهدف من كل ذلك، أو التكلفة المتوقعة".
ويرى الضابط الإسرائيلي أن غياب الإستراتيجية دفع القيادة الإسرائيلية إلى الاعتماد على "أوهام" وأحلام غير واقعية، وعلى رأسها "تحقيق نصر مطلق" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، استنادا إلى الفرضية الخاطئة بأن استخدام المزيد من القوة سيجعل الحركة أكثر مرونة أو يدفعها إلى الانهيار.
ومن هذه الأوهام أيضا، كما يقول، الاعتقاد بإمكانية تنفيذ ما يُعرف بـ"خطة ترامب" لإعادة إعمار غزة في غياب أي دولة مستعدة للتعاون، حتى في ظل فتور متزايد من قبل واشنطن تجاهها، وكذلك "الاعتقاد بأن سحق مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية سيقضي على الذاكرة الجمعية الفلسطينية ويُنهي التطرف".
وأشار إلى أن صناع القرار في إسرائيل يتصرفون كما لو أنهم بصدد تشكيل شرق أوسط جديد، أكثر استقرارا وودا لإسرائيل، متجاهلين الوقائع على الأرض والمواقف المعلنة من دول رئيسية كالمملكة العربية السعودية التي ترفض التطبيع دون مسار سياسي مع الفلسطينيين.
وحمّل ميلشتاين جزءا من هذا "التيه الإستراتيجي" إلى عودة النزعة نحو "الاستيلاء على الأراضي" باعتبارها وسيلة ردع.
ووفق رأيه، تُظهر الجبهات في غزة وسوريا، وحتى جزئيا في لبنان، أن هناك قناعة متزايدة في إسرائيل بأن "العرب لا يفهمون إلا إذا أُخذت منهم أراض"، وهو ما اعتبره تبنيا لمفهوم بائد أثبت التاريخ فشله، كما في أعقاب حرب 1967، التي أثبتت أن احتلال الأراضي لم يؤد إلى الردع.
وأوضح أن هذه النظرة تجد دعما من أوساط اليمين الديني الصهيوني، خاصة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي صرح مؤخرا بأن هدفه هو "تغيير الحمض النووي" للضفة الغربية، وأنه مستعد لقبول ضم رسمي لأراض فيها بموافقة أميركية.
وأكد ميلشتاين أن إسرائيل لا تزال تعاني من "فقر في فهم العدو"، سواء كان حماس أو حزب الله أو إيران، معتبرا أن القيادة تستخف بهذه الأطراف رغم أنها "تلقت ضربات مؤلمة ونجت"، وتتجاهل جوهر منطقها وهويتها، وتخوض مواجهتها معها بأدوات كلاسيكية لا تصلح للصراع غير المتكافئ.
وحذر من أن "الإنجازات الإستراتيجية الدراماتيكية التي تحققت بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول بدأت تتآكل، نتيجة الإصرار على استمرار القتال من دون رؤية واضحة"، منتقدا ما وصفه بانعدام الشفافية بين القيادة والجمهور الإسرائيلي.
إعلان
واستشهد الضابط بالمثال التاريخي لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل خلال الحرب العالمية الثانية، الذي خاطب شعبه بعبارات صريحة عن التضحيات، قائلاً: "دم وعرق ودموع"، داعيا القيادة الإسرائيلية اليوم إلى تبني النهج ذاته، بدلا من إدارة الحرب كـ"عملية كوماندوز سرية" بعيدا عن حوار وطني صريح.
وأوضح أن التوجه نحو "احتلال قطاع غزة" -إن حصل- سيحتاج إلى موارد ضخمة، وقد يعني استحالة التوصل إلى صفقة لتحرير "الرهائن"، لكنه رغم ذلك يُدفع قدما دون نقاش علني حول تداعياته أو كلفته، وحتى دون وجود توافق داخلي حوله.
وختم ميلشتاين مقاله بالتشكيك في قدرة القيادة السياسية والعسكرية الحالية على خوض هذه المعركة، مشيرا إلى أن "من كان مسؤولا عن كارثة 7 أكتوبر يصعب أن يكون هو من يصوغ المستقبل"، خاصة في ظل تصدعات في صفوف الاحتياط وغياب الدعم الشعبي، وشعور متزايد بأن "الاعتبارات السياسية للبقاء في السلطة" تتفوق على أي اعتبارات مهنية أو وطنية.
وفي حين دعا الحكومة إلى "التخلي عن الشعارات والأوهام التي تسببت في أضرار جسيمة، وتقديم أهداف إستراتيجية واضحة في كل ساحة"، فقد قال إن "على الجمهور الإسرائيلي على أن يُدرك أنه لم يعد بوسعه الوثوق بتلك النخبة الحاكمة التي تقول له ببساطة: نحن نعرف ما نفعل".
المصدر : يديعوت أحرونوت
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد انتقاده حصار غزة.. نتنياهو يهاجم ماكرون ويتهمه بالوقوف مع حماس
بعد انتقاده حصار غزة.. نتنياهو يهاجم ماكرون ويتهمه بالوقوف مع حماس

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

بعد انتقاده حصار غزة.. نتنياهو يهاجم ماكرون ويتهمه بالوقوف مع حماس

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متهما إياه بالوقوف بجانب حماس، و ترويج "فريّة الدم" ضد إسرائيل. اضافة اعلان جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، ردا على انتقاد الرئيس ماكرون، الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، ومطالبته بدولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل. وقال نتنياهو: "اختار ماكرون مجددا الوقوف إلى جانب منظمة إرهابية إسلامية قاتلة (في إشارة لحماس)، ويردد دعايتها الدنيئة، متهما إسرائيل بفحش الدم"، على حد تعبيره. وزعم أن "إسرائيل تخوض حربا متعددة الجبهات من أجل وجودها، عقب المجزرة المروعة التي ارتكبتها حماس بحق الأبرياء في 7 أكتوبر، والتي شملت قتل واختطاف عشرات الفرنسيين". وأضاف: "يُطالب ماكرون إسرائيل مجددًا بالاستسلام ومكافأة الإرهاب. لن تتوقف إسرائيل ولن تستسلم"، على حد زعمه. وتابع مكتب نتنياهو: "رئيس الوزراء نتنياهو عازم على تحقيق جميع أهداف حرب إسرائيل، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن، وتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وضمان ألا تُشكل غزة تهديدًا لإسرائيل مرة أخرى". ويأتي هجوم نتنياهو على ماكرون بعد تصريح الأخير لقناة فرنسية، أكّد فيه أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة "غير مقبولة" و"مخزية". ووفق هيئة البث العبرية الرسمية، فإن الهجوم على الرئيس الفرنسي جاء بعد تصريح له مع قناة فرنسية، شدد فيه أن ما تفعله حكومة نتنياهو اليوم غير مقبول. وفي مقابلة مطولة مع قناة "TF1" الفرنسية، مساء الثلاثاء، استنكر ماكرون، "منع الإسرائيليين" دخول "كل المساعدات التي أرسلتها فرنسا وغيرها من البلدان". ولفت إلى أنه أحد القادة القلائل الذين وصلوا إلى معبر رفح، حيث رأى "أسوأ المشاهد". وقال ماكرون: "رأيت كل المساعدات التي أرسلتها فرنسا ودول أخرى، والمساعدات التي كانت مكدسة"، ومنع الإسرائيليون إدخالها إلى غزة. وأكد أن الأزمة الإنسانية في القطاع هي "الأخطر على الإطلاق" منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأشار ماكرون، إلى أن إعادة النظر في اتفاقات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل "مطروحة بجدية"، لا سيما بعد مطالبة هولندا المفوضية الأوروبية بفحص امتثال تل أبيب للمادة 2 التي تربط الشراكة باحترام حقوق الإنسان. وتنص المادة على أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل تستند إلى احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية. وهذا ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها نتنياهو الرئيس الفرنسي، إذ سبق أن شن عليه هجوما حادا بعد تصريحات للرئيس الفرنسي، أكد فيها نية باريس الاعتراف بدولة فلسطينية. واعتبر نتنياهو، حينها، أن ماكرون "مخطئ بشدة" في دعمه لهذه الخطوة. وقال إنه لا يمكن قبول دروس في الأخلاق تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية من قبل دول تعارض استقلال كورسيكا وكاليدونيا الجديدة، على حد قوله.

حماس مجرد قشه
حماس مجرد قشه

وطنا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • وطنا نيوز

حماس مجرد قشه

د. عادل يعقوب الشمايله اعتاد نتنياهو على النظر الى حماس والتعامل معها على أنها القشة التي تُنقذه من الغرق وتجيء به الى الحكم وتبقيه في الحكم، وتنقذه من انياب المحكمة. دور حماس ووظيفتها كقشةٍ وكرافعةٍ لنتنياهو ولليمين الاسرائيلي مارسته حماس بإخلاص منذ نشأتها. ولذلك، كانت اسرائيل هي التي تمرر الاموال لحماس من المصادر المتعددة وبعضها مشبوه ومرتبط بأجندات خبيثة تآمرية. وللتغطية على ممارسة حماس لهذه الوظيفة ظلت حكومات نتنياهو المتعاقبة تغض الطرف على تهريب السلاح لحماس، واحيانا تسهل لها الحصول عليه حتى من مصادر اسرائيلية حتى تظهر حماس للعرب بأنها حركة مقاومة وليس شركة مقاولة. المقاومةُ الوحيدةُ الموجودةُ في غزة والصامدةُ في غزة هي مقاومةُ الشعب الغزاوي الاعزل المبتلى بالثنائي الصهيوني النتنياهوي والحمساوي، واوهام اليمين الفلسطيني واليمين الصهيوني. التمسك بالسلاح وبالمقاومة المسلحة التي تروج لها حماس ويتغنى ويتشدقُ بها مؤيدوها المطموس على اعينهم وقلوبهم وعقولهم مبنيةٌ على بندقية الغول ومتفجرات شواذ ومفرقعات الكاتيوشا مع أنها لم تعرقل تقدم الجيش الاسرائيلي ساعةً من الزمن ولم تحرم اجواء غزة على طيران اسرائيل ولم تخدش طائرة. الجيش الاسرائيلي يسرح ويمرح من اقصى الشمال وحتى رفح في اقصى الجنوب وكأنه يرقص على انغام 'وين عارامالله' التي كان تغنيها المطربة سلوى. السلاح الفلسطيني لم يختلف في عنترياته وقصوره وقلة حيلته عن صواريخ عبدالناصر الظاهر والقاهر والعاثر، ومدفع صدام عابر القارات والكيماوي المزدوج وصواريخ سكود واوهام رابع جيش في العالم التي ابتدعها رئيس امريكا بوش. انهزم الجيش المصري الى ما بعد قناة السويس بعد أن دُمرت طائرات العرط والاستعراض في ساعات. وتبخر جيش صدام ولم يطلق على الامريكان طلقة واحدة، ولم يتساقط الجنود الامريكان على اسوار بغداد كما وعد صدام، بل أُسقطت تماثيل صدام، وسقط صدام من على مقصلة الاعدام. في غزة دُمرت الانفاق التي كان يجب ان يلجأ اليها المدنيون لا المحاربون، لأن المكان الطبيعي للمحاربين هو في الخنادق على خطوط المواجهة والتصدي والاحتدام والارتطام لإعاقة ومنع تقدم المهاجمين. اسرائيل تكذب عندما تقول ان حماس استعادت قوتها. اسرائيل تختلق الذرائع للاستمرار في تدمير غزة حتى آخر طوبة وحجر. اصلا حماس لم يكن لديها قوة، لأن ليس من سياسة اسرائيل أن تسمح لاعدائها بامتلاك القوة. سياسة طبقتها اسرائيل على العرب وعلى المسلمين. وايران مثال على ذلك. حماس من ناحيتها ابتهجت بالمزاعم الاسرائيلية، وهاهي تستمر في تصوير افلام المقاومة والتفجير فيما تبقى من انفاق تحت المستشفيات ووسط خيام المدنيين المقهورين. ويمضي نتنياهو في سياسة التجويع والتهجير. حماس تتفرج وتفش غلها هي والمخدوعين بها بالدعاء على اسرائيل ويلحون في الدعاء

ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب .. وما علاقته بحماس؟
ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب .. وما علاقته بحماس؟

وطنا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • وطنا نيوز

ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب .. وما علاقته بحماس؟

وطنا اليوم:في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد مرور عام كامل على الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة بدعم من الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة أكثر من 53.000 فلسطيني، أصدرت مؤسسة 'هيريتيج فاونديشن' (Heritage Foundation) ومقرها واشنطن، ورقة سياسية بعنوان 'مشروع إستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية'. هذه المؤسّسة الفكرية المحافظة هي الجهة ذاتها التي تقف خلف 'مشروع 2025″، وهو خُطة لإحكام السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، ولبناء ما قد يكون أكثر نماذج الديستوبيا اليمينية تطرفًا على الإطلاق. أما 'الإستراتيجية الوطنية' التي يقترحها 'مشروع إستير' المسمى نسبةً إلى الملكة التوراتية التي يُنسب إليها إنقاذ اليهود من الإبادة في فارس القديمة، فهي في جوهرها تتلخص في تجريم المعارضة للإبادة الجماعية الحالية التي تنفذها إسرائيل، والقضاء على حرية التعبير والتفكير، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى. أوّل 'خلاصة رئيسية' وردت في التقرير تنصّ على أن 'الحركة المؤيدة لفلسطين في أميركا، والتي تتسم بالعداء الشديد لإسرائيل والصهيونية والولايات المتحدة، هي جزء من شبكة دعم عالمية لحماس (HSN)'. ولا يهم أن هذه 'الشبكة العالمية لدعم حماس' لا وجود لها فعليًا – تمامًا كما لا وجود لما يُسمى بـ'المنظمات الداعمة لحماس' (HSOs) التي زعمت المؤسسة وجودها. ومن بين تلك 'المنظّمات' المزعومة منظمات يهودية أميركية بارزة مثل 'صوت اليهود من أجل السلام' (Jewish Voice for Peace). أما 'الخلاصة الرئيسية' الثانية في التقرير فتدّعي أن هذه الشبكة 'تتلقى الدعم من نشطاء وممولين ملتزمين بتدمير الرأسمالية والديمقراطية'- وهي مفارقة لغوية لافتة، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة نفسها تسعى في الواقع إلى تقويض ما تبقى من ديمقراطية في الولايات المتحدة. عبارة 'الرأسمالية والديمقراطية'، تتكرر ما لا يقل عن خمس مرات في التقرير، رغم أنه ليس واضحًا تمامًا ما علاقة حركة حماس بالرأسمالية، باستثناء أنها تحكم منطقة فلسطينية خضعت لما يزيد عن 19 شهرًا للتدمير العسكري الممول أميركيًا. ومن منظور صناعة الأسلحة، فإن الإبادة الجماعية تمثل أبهى تجليات الرأسماليّة. وبحسب منطق 'مشروع إستير' القائم على الإبادة، فإنّ الاحتجاج على المذبحة الجماعية للفلسطينيين، يُعد معاداة للسامية، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المقترحة التي تهدف إلى 'اقتلاع تأثير شبكة دعم حماس من مجتمعنا'. نُشر تقرير مؤسسة 'هيريتيج' في أكتوبر/ تشرين الأول، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، والتي وصفتها المؤسسة بأنها 'معادية لإسرائيل بشكل واضح'، رغم تورّطها الكامل والفاضح في الإبادة الجارية في غزة. وقد تضمّن التقرير عددًا كبيرًا من المقترحات لـ'مكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة، عندما تكون الإدارة المتعاونة في البيت الأبيض'. وبعد سبعة أشهر، تُظهر تحليلات نشرتها صحيفة 'نيويورك تايمز' أن إدارة الرئيس دونالد ترامب -منذ تنصيبه في يناير/ كانون الثاني- تبنّت سياسات تعكس أكثر من نصف مقترحات 'مشروع إستير'. من بينها التهديد بحرمان الجامعات الأميركية من تمويل فدرالي ضخم في حال رفضت قمع المقاومة لعمليات الإبادة، بالإضافة إلى مساعٍ لترحيل المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة فقط لأنهم عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين. علاوة على اتهام الجامعات الأميركية بأنها مخترقة من قبل 'شبكة دعم حماس'، وبترويج 'خطابات مناهضة للصهيونية في الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، غالبًا تحت مظلة أو من خلال مفاهيم مثل التنوع والعدالة والشمول (DEI) وأيديولوجيات ماركسية مشابهة'، يدّعي مؤلفو 'مشروع إستير' أن هذه الشبكة والمنظمات التابعة لها 'أتقنت استخدام البيئة الإعلامية الليبرالية في أميركا، وهي بارعة في لفت الانتباه إلى أي تظاهرة، مهما كانت صغيرة، على مستوى جميع الشبكات الإعلامية في البلاد'. ليس هذا كل شيء: 'فشبكة دعم حماس والمنظمات التابعة لها قامت باستخدام واسع وغير خاضع للرقابة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، ضمن البيئة الرقمية الكاملة، لبث دعاية معادية للسامية'، وفقاً لما ورد في التقرير. وفي هذا السياق، تقدم الورقة السياسية مجموعة كبيرة من التوصيات لكيفية القضاء على الحركة المؤيدة لفلسطين داخل الولايات المتحدة، وكذلك على المواقف الإنسانية والأخلاقية عمومًا: من تطهير المؤسسات التعليمية من الموظفين الداعمين لما يسمى بمنظمات دعم حماس، إلى تخويف المحتجين المحتملين من الانتماء إليها، وصولًا إلى حظر 'المحتوى المعادي للسامية' على وسائل التواصل، والذي يعني في قاموس مؤسسة 'هيريتيج' ببساطة المحتوى المناهض للإبادة الجماعية. ومع كل هذه الضجة التي أثارها 'مشروع إستير' حول التهديد الوجودي المزعوم الذي تمثله شبكة دعم حماس، تبين – وفقًا لمقال نُشر في ديسمبر/ كانون الأول في صحيفة The Forward- أنَّ 'أيَّ منظمات يهودية كبرى لم تُشارك في صياغة المشروع، أو أن أيًّا منها أيدته علنًا منذ صدوره'. وقد ذكرت الصحيفة، التي تستهدف اليهود الأميركيين، أن مؤسسة 'هيريتيج' 'كافحت للحصول على دعم اليهود لخطة مكافحة معاداة السامية، والتي يبدو أنها صيغت من قبل عدة مجموعات إنجيلية مسيحية'، وأن 'مشروع إستير' يركز حصريًا على منتقدي إسرائيل من اليسار، متجاهلًا تمامًا مشكلة معاداة السامية الحقيقية القادمة من جماعات تفوّق البيض والتيارات اليمينية المتطرفة. وفي الوقت نفسه، حذر قادة يهود أميركيون بارزون -في رسالة مفتوحة نُشرت هذا الشهر- من أن 'عددًا من الجهات' في الولايات المتحدة 'يستخدمون الادعاء بحماية اليهود ذريعةً لتقويض التعليم العالي، والإجراءات القضائية، والفصل بين السلطات، وحرية التعبير والصحافة'. وإذا كانت إدارة ترامب تبدو اليوم وكأنها تتبنى 'مشروع إستير' وتدفعه قدمًا، فإن ذلك ليس بدافع القلق الحقيقي من معاداة السامية، بل في إطار خطة قومية مسيحية بيضاء تستخدم الصهيونية واتهامات معاداة السامية لتحقيق أهداف متطرفة خاصة بها. ولسوء الحظ، فإن هذا المشروع ليس إلا بداية لمخطط أكثر تعقيدًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store