
محمد خروب : «الجنائية الدولية».. إّذ «تقبل استئناف» دولة العدو..!!
أخبارنا :
فيما يستعد مجرم الحرب الفاشي/ نتنياهو، لزيارة «اول» دولة إسلامية هي/أذربيجان، بعد ان زار «أول» دولة أوروبية/ المجر او هنغاريا، وكان قام قبلها بـ«اول» زيارة خارجية له، منذ صدور مذكرة اعتقال بحقه عن الجنائية الدولية الى واشنطن، كان مثيرا ولافتا بل باعثا على الريبة والشكوك العميقة والمخاوف الجدية الماثلة، بإمكانية حدوث تغيير او بوادر صفقة يتم إعدادها في الخفاء على نار هادئة، لإلغاء او «تجميد» قرار المحكمة باعتقال نتنياهو ووزير حربه المُقال مجرم الحرب/غالنت.
احتفل العدو على مستويات عديدة.. رسمية وخصوصا إعلامية وسياسية بقرار كهذا، على نحو بات يتم فيه الحديث بصوت عالٍ محمول على تفاؤل وغطرسة، عن «قناعات» صهيونية بان «دولاً عديدة» أعضاء في المحكمة، «لن تُنفذ» مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت. على ما قالت هيئة البث الإسرائيلية، اول امس/الجمعة، بزعمها إن تل أبيب «تُقدّر» أن الدول الأعضاء بالجنائية الدولية «لن تنفذ» مذكرتي اعتقال بتُهمتيّ ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب» بحق الفلسطينيين في غزة. عِلما أن المذكرتيْن صدرتا في 21 تشرين الثاني/2024.
ماذا في التفاصيل؟
قالت الجنائية الدولية في بيان، الخميس الماضي/ 24 نيسان الجاري، إن غرفة الاستئناف التابعة لها أصدرت «حُكمها» بشأن المذكرة التي تقدم بها العدو الصهيوني، التي «تطعن في اختصاص» المحكمة، و«تطلب» من قُضاة المحكمة «رفض طلبات مذكرتيْ الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالنت. لافتة (المحكمة) إلى ان العدو قدّمَ رسمياً في 15 كانون الأول الماضي، «استئنافاً» ضد مُذكرتي الاعتقال، بخصوص ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
حُكم المحكمة يعني ــ من بين أمور أخرى ــ أن «الجنائية الدولية».. (ستعاوِد التداول في القضية) من أجل النظر في الاعتراضات التي قدمها العدو بشأن مذكرتي الاعتقال. مع العِلم أن المحكمة ذاتها «رفضت سابقاً» مُذكرة تقدم بها العدو في 23 أيلول الماضي، «تطعن في اختصاص المحكمة»، طلبَ فيها من قضاة المحكمة «رفض طلبات مذكرتي الاعتقال ضد نتنياهو وغالنت».
هنا والآن يجب التوقف للتدقيق في ما وردَ من تفسيرات مريبة تدعو للشك، جاءت في ما أسمته المحكمة بـ» التوضيحات» عندما قالت: إن غرفة الاستئناف خلُصتْ إلى أن «حُكمها يضمُ أو يتأسّس على حكم بـ«خصوص الولاية القضائية» للمحكمة، ونتيجة لذلك ـ أضافت مُوضِحة/ إقرأ «مًبرّرة» فإنها تعتبِر «الاستئناف مقبولاً». ما يعني «إقراراّ من المحكمة بأن غرفة المرحلة «التمهيدية للتقاضي»، اقترفت «خطأ قانونياً» نظراً لـ«عدم تعاطيها مع ما تقدمّت به تل أبيب».
في السطر الأخير.. بإنتظار ما ستُسفر عنه مداولات القضاة، في شأن الإستئناف الصهيوني على مذكرتي الإعتقال، فإن من المهم الإشارة الى قرار «لافت ايضاً»، أصدرته المحكمة متزامنا مع فبولها الاستئناف، وجاء على النحو التالي: أن قضاة غرفة الاستئناف (قرّروا بالأغلبية «رفضَ الاستئناف» الذي تقدمت به تل ابيب، لـ«تعليق» تنفيذ مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالنت). ورفضَ القضاة كذلك «تعليق أي إجراءات قانونية أخرى، مُستندة إلى ذلك القرار». ما يعني ان إعتقال نتنياهو/وغالنت ما يزال مطلوباً من الدول المُوقعة على ميثاق روما، مثل هنغاريا/ المجر ودول اوروبية وآسيوية عديدة، يمكن لـ«طائرة نتنياهو الفخمة» المسماة/ جناح صهيون، ان تعبر اجواءها لتقوم بإنزالها واعتقاله.
إستدراك:
«العدل الدولية» تمنح «العدو» تأجيلاً مدته 6 أشهر في قضية «الإبادة الجماعية»؟؟
على نحو مُواز ومتزامن ــ ربما غير مقصود ــ منحتْ محكمة «العدل الدولية» حكومة العدو «تأجيلاً» لمدة 6 أشهر في قضية الإبادة الجماعية، ما إعتبره/العدو «نصرا» تحقق له،على ما زعمت صحيفة » جيروساليم بوست»، لافتة إلى أن «انتصار إسرائيل في محكمة العدل الدولية الخميس/الماضي، بالحصول على التأجيل، يُعد ّأمرا مؤقتا ولكنه بالغ الأهمية. موضحة أنه نصر «مؤقت» لأن على إسرائيل، أن «تُقدمَ ردا على ادعاءات الإبادة الجماعية المتعلقة بسلوكها في الحرب الحالية في كانون الثاني/2026، وهو أمر ــ اردفت الصحيفة ـ بالغ الأهمية، لأنه يعني أن إسرائيل «لن تخضعَ» لأي عواقب جديدة كبرى، من الناحية القانونية أو الدبلوماسية قبل عام/2026 أو ربما/2027. مستطردة: ان الحصول على هذا الوقت الإضافي (مِزية أخرى لتحسين سير التحقيقات الجنائية، التي يبلغ عددها حوالي 90 تحقيقا، وأكثر من ألف مراجعة للجرائم وسوء السلوك الذي ارتكبه جنودها). ــ الراي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 10 ساعات
- سرايا الإخبارية
أحمد علي يكتب: سرق تريليونات العرب .. وغزة تموت جوعاً
بقلم : - ابو النحس المتشائل - لم يعد ولم يبقى شيء يخيفه أو يخشاه ،سيحكم العالم اربع فترات ،جمع المال لأمريكا وللشعب الامريكي ، بأكثر من وسيلة وطريقة كرئيس يحمل عقلية التاجر ، ويلعب على حبل جائزة نوبل ، ويحقيق مصالح بلاده ، فأعاد فتح البحر الاحمر والعربي أمام سفن وتجارة العالم ، عدا سفن وبوارج العدو ، وخفف بذلك تكاليف الشحن وانعكاساته على دول العالم وبالتالي على أسعار السلع والبضائع وعلى المواطن بالضرورة ، في كل أرجاء العالم ،وبذلك جنب بلاده بهذا الاتفاق حرب خاسرة * مع الحوثيين ، واستثنى طفله المدلل نتن ياهو من هذا الاتفاق ،بكل تحد وعدم اكتراث،*مفضلا تحقيق مصالح بلاده ويعمل على إنهاء الصراع مع إيران التي يمكن أن تؤذيه وبلاده في أي حرب قادمة بينهما ،وبذلك حطم كل طموحات النتن الإجرامية تجاه إيران، ورفع من قدر المقاومة في غزة بأن فاوضها كند من خلال قطر ومصر ، لإطلاق سراح الاسير مزدوج الجنسية الأمريكية الاسرائيليه ،عيدان الكسندر ودون علم ومعرفة النتن ،مقابل أمور كثيرة لم تظهر بشكل كامل بعد، لصالح الغزيين كفتح المعابر وتوريد الغذاء والدواء وأمور أخرى وبذلك تجاوز كل الخطوط والمحرمات ، وذلك يعني اعترافا صريح وغير مباشر بالمقاومة في غزة ، ويقال إن الخبر المفاجئه هو خفض أسعار الدواء في امريكيا،*بنسبة تترواح بين 80/30% ويعتبر مختصون ان هذه الخطوة من أهم القرارات بتاريخ امريكيا ،*كل هذه الخطوات توكد أنه يعمل لصالح بلاده ومواطنيه أكثر مما يعمل من منطلقات وسياسات صهيونية وخطط نتن ياهو، انه يتطلع إلى بلاده من منظار دولي شامل، فخرج باتفاقيات مع الصين ترضي *سياساته الاقتصادية والتجارية والمصالح الامريكية، وها هو من ناحية أخرى *سينهي الحرب بين اكرانيا وروسيا ،واستحوذ على المعادن النادرة من اكرانيا بدل الدعم الذي قدمته امريكيا لأوكرانيا منذ بداية الحرب ،، واوقف الحرب بين حلفاءه الهند وباكستان، كل ذلك وعينه على جائزة نوبل ،ولسان حاله يقول ليذهب نتن ياهو إلى الجحيم، فقضايا امريكا الاستراتيجية تتعدى وتتفوق على خطط اسرائيل ونتن ياهو في غزة*والمنطقة بشكل عام، لكن المشكلة الأكبر للشعب العربي ,يبقى العدو وايضا لكل شعوب العالم التي تتوق للتحرر الانعتاق


خبرني
منذ 11 ساعات
- خبرني
التفكير المزدوج للعناني
خبرني - قادتني الصدفة قبل أيام لقراءة مقال للدكتور جواد العناني حمل عنوان" متى تسقط إسرائيل"؟ نشرها موقع العربي الجديد بعد طوفان الأقصى بشهر. مناسبة استحضار مضامين المقال، هو ما وجدته من تناقض بين ما جاء فيه من تحليلات وإستدلالات تاريخية عن الإحتلال وعقيدة وجوده، وبين ما أدلى به الدكتور جواد قبل يومين لقناة اسرائيلية يشرف نتنياهو على خطها التحريري. مُستخلصًا العناني في مقاله، حتمية زوال إسرائيل في حين أُتخمت مقابلته_ وبما حَملته من تأويلات تشوه الواقع _ بالدعوات للجار بالآمان وبسلام دافئ يغنيه عن تقلبات السياسة وحاجة السؤال . لقد أسقط الوزير المعتق الجالس على كرسي الإعتراف من حساباته وهو يحشو ذهن المشاهد برغباته الشخصية ومتضرعا إلى لله أن "يكون الجار في حالة آمنة" سعي هذا الكيان اللقيط إلى إلحاق الضرر بمصالح الجار وبسيادته ووصايته. هذا بعد أن قفز (الجواد) عن حرب إبادة لا تُبقي ولا تَذر. وبعيداً عن اختزال عامل المصلحة التي تظل دوماً حاضرة في تبني مثل هذه المواقف، أشار العناني في مقالته "متى تسقط إسرائيل" والمؤرخة بتاريخ 2 نوفمبر 2023 إلى أن إسرائيل في طريقها إلى الزوال، والسؤال ليس: "هل بل متى؟" متوقعا خروج شباب عرب وفلسطينيون يجسرون كل فجوات السلاح والتكنولوجيا والعلم والدعاية والإعلام. ولم يبق أمام إسرائيل إلا مصير واحد قصر الزمان عليه أم طال. وأن معركة " طوفان الأقصى" قد أكسبت القضية الفلسطينية زخماً واهتماماً أضاع كل الجهود الإسرائيلية للتمويه على وجودها وأهميتها. وبغض النظر عن نتائج هذه المعركة في غزة، وليست الحرب كما يدعي نتنياهو وزمرته، إلا أنها قد دقت عدداً من الأسافين التي تضع " عقيدة بن غوريون" الأمنية في مأزق حرج تجعلها فاقدة لكثير من مكوناتها، ويظهر من الدلائل التاريخية أن إسرائيل قد وصلت إلى ذروتها، وأن ليس أمامها إلا التراجع. وتساءل في المقالة "هل أثبتت معركة طوفان الأقصى" وامتداداتها أن إسرائيل باتت تقترب بسرعة أكثر من نهايتها ككيان؟ وقد يبدو السؤال في ظل ما نراه من وحشية وبربرية ونية واضحة للتطهير العرقي في غزة أن هذا السؤال يبدو ضرباً من الخيال وهروباً من الواقع، ولكنني أرى غير ذلك...الخ" . حقيقة ما يدعو للصدمة هو حجم التناقض ما بين مضامين المقالة، ومفردات اللقاء لدرجة الإصابة بالفصام اللحظي لعدم فهم مسوغات حديث الدكتور جواد ل(كان) العبرية، هذه الضبابية السياسية والتقلب الفائض بالمواقف أظهر وكأن جواد في نسخة ( 2023) مختلفاً عن نسخته في ( 2025 ) . اللافت في المقابلة التلفزيونية أن المذيع كان واثقا بخط سير المقابلة لصالح بلاده، والأخطر أن ضيفه المتصالح مع ذاته وإن حاول أن يضفي موضوعية على حديثه سمَن إسرائيل بوصفها ضمنيًا بدولة صديقة تستحق الحياة والسلام، لا بد من الإرتماء بإحضناها خدمة لمصالح الشعوب. قد يكون مفهوماً موقف العناني لو أنه رجل طارئ على البيئة السياسية، ولم يكن في مطبخ القرار الأردني لفترات طويلة، لكن غير المفهوم لماذا أطلق العناني، والذي يعتبر من أذكى مسؤولي الدولة الأردنية في المرحلة الماضية العنان لمخياله، حيث ظهر وكأنه يتحدث بلسان الإسرائيلي الذي يبحث عن الإنعتاق من نار الحرب، وليس بلسان الأردني الخائف على وطنه، والفلسطيني الذي شرد من وطنه، مقدماً نصائح ينقصها حسن التوقيت واستيعاب الواقع وكرامة الأوطان . معالي الوزير، هناك تساؤولات مستحثة ينتظر الرأي العام توضيحها حتى لا تتآكل ثقة الأردنيين بمن يصنعوا سياساتهم الوطنية .


العرب اليوم
منذ 13 ساعات
- العرب اليوم
ترامب – نتنياهو: هل عادت المياه إلى مجاريها؟
مرّت علينا أيّامٌ بدت فيها علاقة الرئيس دونالد ترامب مع نتنياهو مضطربةً وقلقة بفعل تجاهل الأخير لرغبة الرئيس في تحقيق إنجازٍ ولو جزئيّاً يتّصل بالحرب على غزّة، وإن لم يصل حدّ وقفها ولو مؤقّتاً، في إدخال المساعدات الإنسانية إليها. جرت مبالغاتٌ في تقدير مغزى بعض الوقائع التي حدثت دفعة واحدة، في الوقت الذي كان فيه الرئيس ترامب يتأهّب للقيام بزيارته التاريخية للسعوديّة وقطر والإمارات. أهمّها، وربّما الأكثر إثارةً، استثناء إسرائيل من الزيارة، مع أنّ هذا الاستثناء أُعلن مبكراً بسبب رغبة الرئيس ترامب في تركيز الثقل الإعلامي على زيارته للسعودية وأخواتها من دول الخليج، ولسببٍ آخر هو أنّه منذ أن عاد إلى البيت الأبيض لم تتوقّف اتّصالاته الهاتفية بنتنياهو، مع منحه ميزة أن يكون أوّل زعيم 'أجنبي' يلتقيه ترامب في البيت الأبيض، ولو أنّ ترامب استثنى إسرائيل بعد أن تكون وُضعت في برنامج الزيارة، لكان في الأمر ما يشير إلى أنّ الاستثناء عقاب، أما وقد تمّ بالطريقة التي أُعلنت، فالأمر لا يستحقّ ما بُنيَ عليه من دلالات. مرّت علينا أيّامٌ بدت فيها علاقة الرئيس دونالد ترامب مع نتنياهو مضطربةً وقلقة بفعل تجاهل الأخير لرغبة الرئيس في تحقيق إنجازٍ ولو جزئيّاً يتّصل بالحرب على غزّة مخالفة صارخة جرى أيضاً تضخيم حكاية الاتّفاق مع الحوثي الذي سبق الزيارة، وكأنّ ما حدث هو أكثر من كونه لقطةً استعراضيّةً تباهى فيها ترامب المعروف بولعه بالمبالغة في تقدير كلّ ما يفعل حتّى لو كان صغيراً هامشيّاً. أُقيم أيضاً وزنٌ كبيرٌ للاتّصالات الأميركية المباشرة مع 'حماس' في الدوحة، فوُصفت في إعلام المعارضة الإسرائيلية بأنّها صفعةٌ لنتنياهو وائتلافه، وأمّا المدلول الحقيقي لِما حدث فهو أنّ الجبل تمخّض فولد إفراجاً عن عيدان ألكساندر، دون أن يتجاوز الأمر هذا الحدّ. بمقتضى قانون الدلال الأميركي الدائم لإسرائيل، كلّ ما تقدّم على محدوديّته وهامشيّته بدا مخالفةً صارخةً لهذا القانون. بوسعنا القول إنّ الأمور عادت إلى مجاريها الطبيعية بين ترامب ونتنياهو، وهو ما تجلّى في آخر اتّصالٍ هاتفي بين الاثنين، بعد حادثة واشنطن، تجدّد فيه أهمّ ما يسعى إليه رئيس الوزراء في أصعب فترة صراع بينه وبين معارضيه، وهو أن تكون أميركا إلى جانبه، وما يعنيه الآن وقبل كلّ شيء أن يتجدّد دعمها وتبنّيها لأهداف حربه. بعد إتمام صفقة عيدان ألكساندر، وهي ذات حجم لا يستحقّ المتاجرة به، قال المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى آدم بوهلر، صاحب مأثرة الاتّصال المباشر مع 'حماس'، إنّ أميركا تؤيّد وتدعم حرب نتنياهو على غزّة، خصوصاً في مرحلتها الحاليّة، وجدّد مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأكيد المشترَك مع نتنياهو، وهو ربط إنهاء الحرب على غزّة بخلوّها التامّ من السلاح. وأخيراً في الاتّصال الهاتفي الذي تمّ بالأمس بين نتنياهو وترامب، جرى تأكيد المؤكّد دون خروجٍ عن المسار الأساسي لعلاقة البيت الأبيض وترامب بالذات، ليس بدولة إسرائيل وإنّما بحكومتها وعلى رأسها بنيامين نتنياهو. منذ بدء الحرب على غزّة، وعبر كلّ مراحلها كانت تظهر على نحوٍ يوميٍّ اعتراضات للإدارة الأميركية على سلوك نتنياهو لغة وتكتيكات مختلفة منذ بدء الحرب على غزّة، وعبر كلّ مراحلها مع أنّها في مجال القتل والتدمير والإبادة مرحلةٌ واحدة، كانت تظهر على نحوٍ يوميٍّ اعتراضات للإدارة الأميركية على سلوك نتنياهو، وكانت النتيجة دائماً تراجع الاعتراضات في الواقع من خلال مواصلة تقديم الدعم المغدَق للحرب ومستلزماتها، مع تغطيتها سياسيّاً بسلسلة فيتوهات غير مسبوقة العدد في التاريخ، وكان ذلك كما هو الآن مقترناً بدور الوسيط الذي كان عديم الفاعلية في أمر وقف الحرب، لكنّه كثير الكلام عن أهميّة وقفها. يتكرّر الآن ما كان في عهد الإدارة الديمقراطية، لكن بلغةٍ مختلفةٍ وتكتيكاتٍ مختلفةٍ أيضاً، إلّا أنّ الجديد فيه هو شخصيّة الرئيس ترامب وطريقته في العمل، فما دام رئيس البيت الأبيض الحالي ومعاونوه ومبعوثوه متّفقين مع نتنياهو في الأهداف، فكلّ ما يُثار عن خلافاتٍ هو غبار لا يمسّ جوهر العلاقة والمشترَك الأساسي فيها. أن نعرف الحقيقة مهما كانت صعبة هو الشرط المبدئي والأساسي لمواجهتها، وما زال أمامنا نحن العرب طريقاً طويلاً في التعامل مع أميركا بما يخدم موقفنا المشترك بشأن الوضع العامّ في الشرق الأوسط وجذره القضيّة الفلسطينية.