
ترامب – نتنياهو: هل عادت المياه إلى مجاريها؟
مرّت علينا أيّامٌ بدت فيها علاقة الرئيس دونالد ترامب مع نتنياهو مضطربةً وقلقة بفعل تجاهل الأخير لرغبة الرئيس في تحقيق إنجازٍ ولو جزئيّاً يتّصل بالحرب على غزّة، وإن لم يصل حدّ وقفها ولو مؤقّتاً، في إدخال المساعدات الإنسانية إليها.
جرت مبالغاتٌ في تقدير مغزى بعض الوقائع التي حدثت دفعة واحدة، في الوقت الذي كان فيه الرئيس ترامب يتأهّب للقيام بزيارته التاريخية للسعوديّة وقطر والإمارات. أهمّها، وربّما الأكثر إثارةً، استثناء إسرائيل من الزيارة، مع أنّ هذا الاستثناء أُعلن مبكراً بسبب رغبة الرئيس ترامب في تركيز الثقل الإعلامي على زيارته للسعودية وأخواتها من دول الخليج، ولسببٍ آخر هو أنّه منذ أن عاد إلى البيت الأبيض لم تتوقّف اتّصالاته الهاتفية بنتنياهو، مع منحه ميزة أن يكون أوّل زعيم 'أجنبي' يلتقيه ترامب في البيت الأبيض، ولو أنّ ترامب استثنى إسرائيل بعد أن تكون وُضعت في برنامج الزيارة، لكان في الأمر ما يشير إلى أنّ الاستثناء عقاب، أما وقد تمّ بالطريقة التي أُعلنت، فالأمر لا يستحقّ ما بُنيَ عليه من دلالات.
مرّت علينا أيّامٌ بدت فيها علاقة الرئيس دونالد ترامب مع نتنياهو مضطربةً وقلقة بفعل تجاهل الأخير لرغبة الرئيس في تحقيق إنجازٍ ولو جزئيّاً يتّصل بالحرب على غزّة
مخالفة صارخة
جرى أيضاً تضخيم حكاية الاتّفاق مع الحوثي الذي سبق الزيارة، وكأنّ ما حدث هو أكثر من كونه لقطةً استعراضيّةً تباهى فيها ترامب المعروف بولعه بالمبالغة في تقدير كلّ ما يفعل حتّى لو كان صغيراً هامشيّاً.
أُقيم أيضاً وزنٌ كبيرٌ للاتّصالات الأميركية المباشرة مع 'حماس' في الدوحة، فوُصفت في إعلام المعارضة الإسرائيلية بأنّها صفعةٌ لنتنياهو وائتلافه، وأمّا المدلول الحقيقي لِما حدث فهو أنّ الجبل تمخّض فولد إفراجاً عن عيدان ألكساندر، دون أن يتجاوز الأمر هذا الحدّ.
بمقتضى قانون الدلال الأميركي الدائم لإسرائيل، كلّ ما تقدّم على محدوديّته وهامشيّته بدا مخالفةً صارخةً لهذا القانون.
بوسعنا القول إنّ الأمور عادت إلى مجاريها الطبيعية بين ترامب ونتنياهو، وهو ما تجلّى في آخر اتّصالٍ هاتفي بين الاثنين، بعد حادثة واشنطن، تجدّد فيه أهمّ ما يسعى إليه رئيس الوزراء في أصعب فترة صراع بينه وبين معارضيه، وهو أن تكون أميركا إلى جانبه، وما يعنيه الآن وقبل كلّ شيء أن يتجدّد دعمها وتبنّيها لأهداف حربه.
بعد إتمام صفقة عيدان ألكساندر، وهي ذات حجم لا يستحقّ المتاجرة به، قال المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى آدم بوهلر، صاحب مأثرة الاتّصال المباشر مع 'حماس'، إنّ أميركا تؤيّد وتدعم حرب نتنياهو على غزّة، خصوصاً في مرحلتها الحاليّة، وجدّد مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأكيد المشترَك مع نتنياهو، وهو ربط إنهاء الحرب على غزّة بخلوّها التامّ من السلاح. وأخيراً في الاتّصال الهاتفي الذي تمّ بالأمس بين نتنياهو وترامب، جرى تأكيد المؤكّد دون خروجٍ عن المسار الأساسي لعلاقة البيت الأبيض وترامب بالذات، ليس بدولة إسرائيل وإنّما بحكومتها وعلى رأسها بنيامين نتنياهو.
منذ بدء الحرب على غزّة، وعبر كلّ مراحلها كانت تظهر على نحوٍ يوميٍّ اعتراضات للإدارة الأميركية على سلوك نتنياهو
لغة وتكتيكات مختلفة
منذ بدء الحرب على غزّة، وعبر كلّ مراحلها مع أنّها في مجال القتل والتدمير والإبادة مرحلةٌ واحدة، كانت تظهر على نحوٍ يوميٍّ اعتراضات للإدارة الأميركية على سلوك نتنياهو، وكانت النتيجة دائماً تراجع الاعتراضات في الواقع من خلال مواصلة تقديم الدعم المغدَق للحرب ومستلزماتها، مع تغطيتها سياسيّاً بسلسلة فيتوهات غير مسبوقة العدد في التاريخ، وكان ذلك كما هو الآن مقترناً بدور الوسيط الذي كان عديم الفاعلية في أمر وقف الحرب، لكنّه كثير الكلام عن أهميّة وقفها.
يتكرّر الآن ما كان في عهد الإدارة الديمقراطية، لكن بلغةٍ مختلفةٍ وتكتيكاتٍ مختلفةٍ أيضاً، إلّا أنّ الجديد فيه هو شخصيّة الرئيس ترامب وطريقته في العمل، فما دام رئيس البيت الأبيض الحالي ومعاونوه ومبعوثوه متّفقين مع نتنياهو في الأهداف، فكلّ ما يُثار عن خلافاتٍ هو غبار لا يمسّ جوهر العلاقة والمشترَك الأساسي فيها.
أن نعرف الحقيقة مهما كانت صعبة هو الشرط المبدئي والأساسي لمواجهتها، وما زال أمامنا نحن العرب طريقاً طويلاً في التعامل مع أميركا بما يخدم موقفنا المشترك بشأن الوضع العامّ في الشرق الأوسط وجذره القضيّة الفلسطينية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ ساعة واحدة
- جفرا نيوز
زيادة الرسوم الأمريكية 50% قد تكلف ألمانيا 200 مليار يورو
جفرا نيوز - حذر معهد الاقتصاد الألماني (IW) من أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما على الواردات الأوروبية بقيمة 50% قد يكبد اقتصاد ألمانيا 200 مليار يورو. جاء ذلك بعد تصريحات ترامب التي أعلن فيها عن نيته فرض هذه الرسوم بدءا من أول يونيو المقبل واصفا المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي بأنها غير مجدية. وتوقع المعهد انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 0.1% هذا العام مع احتمال زيادة الخسائر في السنوات التالية كما قد يصل الانكماش السنوي إلى 1.1% بين 2025 و2028 ويمكن أن تزيد الخسائر إلى 250 مليار يورو في حال فرض الاتحاد الأوروبي رسوما مماثلة. وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة ستتأثر أيضا بهذه الإجراءات بسبب اعتمادها على بعض الواردات الألمانية مثل الرافعات الآلية التي تشكل 95% من واردات الولايات المتحدة في هذا القطاع. يذكر أن ترامب كان قد وقع في أبريل الماضي مرسوما بفرض رسوم على الواردات بدأت بنسبة 10% ثم رفعت لبعض الدول بناء على العجز التجاري قبل أن يعلن تعليق الزيادة لمدة 90 يوما بعد طلب أكثر من 75 دولة إجراء مفاوضات.


جفرا نيوز
منذ 3 ساعات
- جفرا نيوز
تفاصيل جديدة عن اغتيال محمد السنوار وقيادي آخر بارز
جفرا نيوز - كشفت القناة 12 الإسرائيلية مساء أمس الجمعة عن تفاصيل جديدة بشأن اغتيال محمد السنوار، القائد البارز في حركة حماس وشقيق يحيى السنوار، الذي اغتالته إسرائيل سابقًا وأُعلن عن الخبر بعد وقف إطلاق النار لتبادل الأسرى في مراحل لم ترى النور بعد انتهاء الأولى منها بسبب نقضها من قبل " النتن ياهو " وخوفه على حكومته بعد تهديد سموتريتش بالاستقالة. ووفقًا للتقرير، فقد لجأ محمد السنوار طوال فترة الحرب إلى استراتيجية تعتمد على إحاطة نفسه بـ"حزام من الأسرى" كدرع بشري لمنع محاولات اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي. اعتمد قادة حماس، بحسب التقرير، على "استخدام الأسرى كوسيلة ردع فعّالة تمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات اغتيال، نظرًا للحساسية المفرطة تجاه حياة الأسرى. محمد السنوار اتبع نفس التكتيك بعد استشهاد شقيقه، وكان تحركه محدودًا ولا يُعرف عنه سوى القليل". "الفرصة النادرة" كما يصف التقرير جاءت عندما التقى السنوار في اجتماع مغلق مع القيادي في حماس محمد شبانة، وبعض كبار المقاتلين، دون وجود أسرى إسرائيليين في المكان. جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تلقى إشارة تؤكد غياب أي أسرى، مما اعتُبر لحظة استثنائية لشن الهجوم، وفق تقرير القناة العبرية. وزعم مصدر أمني إسرائيلي: "إذا وُجد حتى احتمال بنسبة 1% لوجود أسرى في المكان – لا تتم الموافقة على العملية ولو كانت نتائجها تحييد شخصيات قيادية بارزة في حماس. وعقب التأكيد الاستخباراتي، انطلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي باتجاه الهدف: مجمع تحت الأرض قرب مستشفى الأوروبي في غزة، حيث كان يتواجد السنوار وشبانة. تم قصف الموقع وكل مداخله ومخارجه لمنع أي محاولة خروج. كل من حاول الوصول للمكان لإنقاذ مصابين أو إخراج جثامين تعرض لهجوم إضافي، بحسب التقرير.

سرايا الإخبارية
منذ 3 ساعات
- سرايا الإخبارية
أحمد علي يكتب: سرق تريليونات العرب .. وغزة تموت جوعاً
بقلم : - ابو النحس المتشائل - لم يعد ولم يبقى شيء يخيفه أو يخشاه ،سيحكم العالم اربع فترات ،جمع المال لأمريكا وللشعب الامريكي ، بأكثر من وسيلة وطريقة كرئيس يحمل عقلية التاجر ، ويلعب على حبل جائزة نوبل ، ويحقيق مصالح بلاده ، فأعاد فتح البحر الاحمر والعربي أمام سفن وتجارة العالم ، عدا سفن وبوارج العدو ، وخفف بذلك تكاليف الشحن وانعكاساته على دول العالم وبالتالي على أسعار السلع والبضائع وعلى المواطن بالضرورة ، في كل أرجاء العالم ،وبذلك جنب بلاده بهذا الاتفاق حرب خاسرة * مع الحوثيين ، واستثنى طفله المدلل نتن ياهو من هذا الاتفاق ،بكل تحد وعدم اكتراث،*مفضلا تحقيق مصالح بلاده ويعمل على إنهاء الصراع مع إيران التي يمكن أن تؤذيه وبلاده في أي حرب قادمة بينهما ،وبذلك حطم كل طموحات النتن الإجرامية تجاه إيران، ورفع من قدر المقاومة في غزة بأن فاوضها كند من خلال قطر ومصر ، لإطلاق سراح الاسير مزدوج الجنسية الأمريكية الاسرائيليه ،عيدان الكسندر ودون علم ومعرفة النتن ،مقابل أمور كثيرة لم تظهر بشكل كامل بعد، لصالح الغزيين كفتح المعابر وتوريد الغذاء والدواء وأمور أخرى وبذلك تجاوز كل الخطوط والمحرمات ، وذلك يعني اعترافا صريح وغير مباشر بالمقاومة في غزة ، ويقال إن الخبر المفاجئه هو خفض أسعار الدواء في امريكيا،*بنسبة تترواح بين 80/30% ويعتبر مختصون ان هذه الخطوة من أهم القرارات بتاريخ امريكيا ،*كل هذه الخطوات توكد أنه يعمل لصالح بلاده ومواطنيه أكثر مما يعمل من منطلقات وسياسات صهيونية وخطط نتن ياهو، انه يتطلع إلى بلاده من منظار دولي شامل، فخرج باتفاقيات مع الصين ترضي *سياساته الاقتصادية والتجارية والمصالح الامريكية، وها هو من ناحية أخرى *سينهي الحرب بين اكرانيا وروسيا ،واستحوذ على المعادن النادرة من اكرانيا بدل الدعم الذي قدمته امريكيا لأوكرانيا منذ بداية الحرب ،، واوقف الحرب بين حلفاءه الهند وباكستان، كل ذلك وعينه على جائزة نوبل ،ولسان حاله يقول ليذهب نتن ياهو إلى الجحيم، فقضايا امريكا الاستراتيجية تتعدى وتتفوق على خطط اسرائيل ونتن ياهو في غزة*والمنطقة بشكل عام، لكن المشكلة الأكبر للشعب العربي ,يبقى العدو وايضا لكل شعوب العالم التي تتوق للتحرر الانعتاق