logo
إتيكيت وبروتوكول دفن البابا: طقوس ملكية بين التقليد والتجديد

إتيكيت وبروتوكول دفن البابا: طقوس ملكية بين التقليد والتجديد

النهار٢٥-٠٤-٢٠٢٥

تخضع مراسم دفن البابا لبروتوكول فاتيكاني عريق متوارث عبر القرون، إذ تبدأ بإعلان الوفاة رسمياً، يتبعه قرع أجراس كاتدرائية القديس بطرس وتنكيس علم الفاتيكان. ينقل الجثمان إلى كاتدرائية القديس بطرس، حيث يُعرض للعامة مرتدياً اللباس البابوي الأحمر رمز الاستشهاد، ليتسنّى لهم إلقاء النظرة الأخيرة قبل إقامة الجنازة الرسمية بعد 4 إلى 6 أيام. تُقام المراسم الكبرى في ساحة القديس بطرس برئاسة عميد مجمع الكرادلة، بحضور شخصيات رفيعة من رؤساء دول وملوك وزعماء دينيين، ليُوارى البابا الثرى في سرداب خاص تحت الكاتدرائية داخل ثلاثة توابيت متعاقبة: خشبي، معدني، ثم خشبي خارجي.
الإتيكيت الديبلوماسي في وداع البابا
تخضع المشاركة الديبلوماسية لقواعد دقيقة تحدّد مستويات التمثيل وترتيب الجلوس وأصول المظهر. ترسل أمانة سر دولة الفاتيكان الدعوات الرسمية الى رؤساء الدول والحكومات وقادة روحيين، مع ترك الحرية لكل دولة لتحديد مستوى تمثيلها، وفيما ترسل بعض الدول قادتها، تكتفي دول أخرى بوزير أو سفير.
يلتزم الحاضرون لباساً رسمياً صارماً: يرتدي الرجال بدلات سوداء داكنة مع ربطة عنق سوداء، والنساء يرتدين فساتين سوداء طويلة مع طرحة رأس (Mantilla)، باستثناء الملكات الكاثوليكيات اللواتي يتمتّعن بـ"الامتياز الأبيض" ويرتدين الأبيض في هذه المناسبة.
في مراسم الجلوس، تُراعى الأسبقية الديبلوماسية لا القوة السياسية أو الاقتصادية، بحيث يجلس السفراء حسب ترتيب اعتمادهم لدى الكرسي الرسولي، كما يتم فصل الوفود بحسب القارات مع تخصيص مضيفين فاتيكانيين لمرافقتهم.
لا يُسمح بإلقاء خطابات خلال الجنازة، بل يُكتفى بتوقيع دفاتر التعازي الرسمية.
جنازة البابا يوحنا بولس الثاني (2005): مشهد ديبلوماسي تاريخي
شكّلت جنازة يوحنا بولس الثاني سابقة تاريخية من حيث حجم الحضور الديبلوماسي. فقد حضرها أكثر من 200 وفد رسمي من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك 4 ملوك، 5 ملوك سابقين، 70 رئيس دولة، و17 رئيس حكومة، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والجامعة العربية.
مشهد نادر جمع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن مع والده جورج بوش الأب والرئيس الأسبق بيل كلينتون، إضافة إلى حضور الأمير تشارلز الذي أجّل زفافه احتراماً للجنازة. ومن المشاهد اللافتة جلوس الرئيس الإيراني محمد خاتمي قرب الوفد الإسرائيلي، وسط ترتيبات بروتوكولية دقيقة لتجنب التوترات.
جنازة البابا بنديكتوس السادس عشر (2023): بساطة مع احترام التقاليد
اختلفت جنازة البابا بنديكتوس السادس عشر عن سابقاتها من حيث الحضور والزخم السياسي، إذ شارك عدد أقل من رؤساء الدول، واقتصرت تمثيلات كثيرة على وزراء وسفراء. أُجريت المراسم بهدوء، مع احترام البروتوكولات الفاتيكانية المعتادة، ولكن من دون الطابع الملكي الذي ميّز جنازة يوحنا بولس الثاني.
استثناءات متوقّعة في جنازة البابا فرنسيس
لم يكفّ البابا فرنسيس، حتى في وداعه الأخير، عن التعبير عن روحه البسيطة التي ميّزت حبريّته منذ البداية، رافضاً المظاهر الباذخة التي لطالما رافقت منصب البابوية. فمنذ تولّيه السدة البابوية، كان حريصاً على الابتعاد عن الأزياء الفخمة والسكن في الشقق البابوية الفخمة، مفضّلاً العيش في بيت الضيافة البسيط "كازا سانتا مارتا" داخل الفاتيكان.
وانسجاماً مع هذا النهج، أجرى البابا تعديلات جوهرية على طقوس الجنازة البابوية عام 2024، بهدف تبسيط مراسم الوداع. فبدل أن يُعرض جثمانه المحنّط على منصة مرتفعة في القصر الرسولي، كما جرت العادة منذ القرن الثالث عشر، قرّر إلغاء هذه الممارسة، واختار أن تكون المشاهدة العامة مباشرة في بازيليكا القديس بطرس. وسيبقى الجثمان داخل النعش، من دون رفعه على منصة، في خطوة أراد من خلالها "التأكيد على التواضع بدلاً من التمجيد"، بحسب المؤرّخ الكنسي أغوستينو بارافيتشيني باجلياني.
وبحسب ما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن من أبرز التغييرات التي أدخلها فرنسيس على الطقوس، قراره أن يُدفن في نعش واحد فقط مصنوع من الخشب ومبطّن بالزنك، مخالفاً التقليد القديم الذي كان يقضي باستخدام ثلاثة توابيت متداخلة. وسيُغطّى وجه البابا بوشاح حريري أبيض في الليلة ما قبل الجنازة، ويُدفن مع حقيبة تحتوي على عملات نقدية تم سكّها خلال حبريته، إضافة إلى وثيقة "الروغيتو" (Rogito) التي تلخّص أبرز معالم حياته وحبريته، وتُقرأ بصوت عالٍ قبل إغلاق النعش.
وبخلاف التقاليد التي تفرض الدفن في سرداب كاتدرائية القديس بطرس، استفاد البابا فرنسيس من التعديلات الجديدة التي تسمح بدفن البابا في كنيسة أخرى، فاختار أن يُدفن في بازيليكا القديسة مريم الكبرى (Santa Maria Maggiore)، الكنيسة العزيزة على قلبه، والتي كان يزورها للصلاة أمام أيقونة العذراء "سالوس بوبولي روماني" قبل كل رحلة رسولية وبعدها.
أما مراسم الجنازة الرسمية، فستبدأ العاشرة صباح السبت 26 نيسان/أبريل 2025، أمام ساحة كاتدرائية القديس بطرس، بعدها سينقل النعش الى داخل الكاتدرائية ثم إلى بازيليكا القديسة مريم الكبرى، حيث يوارى، وفقاً لوصيته الأخيرة.
يبقى أن مراسم دفن البابا، وإن حملت عبر التاريخ طابعاً ملكياً بامتياز، تعكس اليوم صراعاً هادئاً بين المحافظة على التقاليد العريقة من جهة، وروح البساطة والتجديد التي يحملها البابا فرنسيس من جهة أخرى. وبين رهبة اللحظة ودقة البروتوكول، يظل وداع رأس الكنيسة الكاثوليكية حدثاً عالمياً يختزل في تفاصيله الإيمان والرمزية والامتداد التاريخي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزيرة الخارجية الأسترالية: ندين منع المساعدات لغزة وندعو لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين
وزيرة الخارجية الأسترالية: ندين منع المساعدات لغزة وندعو لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

وزيرة الخارجية الأسترالية: ندين منع المساعدات لغزة وندعو لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أكدت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ أن بلادها تنضم إلى شركائها الدوليين في الدعوة إلى السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل التقارير "المرعبة" الصادرة عن الأمم المتحدة بشأن المخاطر التي تهدد حياة الرضع والأطفال في القطاع المحاصر. وأوضحت أن إسرائيل منعت وصول جزء كبير من المساعدات الأسترالية المخصصة لدعم المدنيين في غزة، مجددة معارضة بلادها لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، ومشددة على أن التهجير القسري للفلسطينيين يشكل انتهاكًا للقانون الدولي. كما وونغ دانت التصريحات التي وصفتها بـ"البغيضة" الصادرة عن بعض أعضاء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تجاه سكان غزة، مشيرة إلى أن أستراليا تنسق مع شركائها للضغط من أجل وقف إطلاق النار، وتأمين عودة الاسرى، وضمان حماية المدنيين.

غارات إسرائيلية مكثفة على غزة.. القتلى والجرحى في ارتفاع
غارات إسرائيلية مكثفة على غزة.. القتلى والجرحى في ارتفاع

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

غارات إسرائيلية مكثفة على غزة.. القتلى والجرحى في ارتفاع

أفادت مصادر طبية لقناتي "العربية" و"الحدث"، الأربعاء، بارتفاع عدد الضحايا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى نحو 100 قتيل، وذلك نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع. يأتي ذلك فيما تنفذ الطائراتُ الإسرائيلية سلسلةَ غاراتٍ على بلدةِ القرارة شمالي خان يونس، كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلاً سكنياً في بلدة جباليا البلد، وآخر في دير البلح وسط غزة، بالإضافة إلى خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى. وواصلت القوات الإسرائيلية التوغل في عبسان وخزاعة جنوب القطاع، وفي بلدة بيت لاهيا والسلاطين، تزامناً مع عمليات نسف منازل سكنية غرب بيت لاهيا شمالي غزة. وواصلت إسرائيل هجومها العسكري الجديد على قطاع غزة رغم تزايد الانتقادات الدولية، فيما أفاد مسؤولون إسرائيليون أيضا بالسماح بدخول عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات. وبعد يومين من بدء دخول المساعدات إلى غزة، لم تصل الإمدادات الجديدة التي تحتاجها المنطقة بشدة إلى السكان بعد، وذلك حسب الأمم المتحدة. وحذر الخبراء من أن كثيرا من سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة يواجهون خطر المجاعة. وتحت الضغط، وافقت إسرائيل هذا الأسبوع على السماح بدخول كمية "ضئيلة" من المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، بعد أن منعت دخول الطعام والدواء والوقود في محاولة للضغط على حركة حماس. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه رغم دخول المساعدات إلى غزة، لم يتمكن العاملون في المجال الإنساني من إيصالها إلى نقاط التوزيع حيث الحاجة ماسة، بعد أن أجبرت القوات الإسرائيلية العاملين على إعادة تحميل الإمدادات على شاحنات منفصلة ولم يكن لديهم الوقت الكافي. وقالت الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن الإشراف على المساعدات الإنسانية (كوجات) إن خمس شاحنات دخلت يوم الاثنين، و93 شاحنة دخلت يوم الثلاثاء. لكن دوجاريك أكد أن الأمم المتحدة أكدت دخول عدد قليل فقط من الشاحنات إلى غزة يوم الثلاثاء. وشملت المساعدات دقيقا للمخابز، وطعاما لمطابخ الحساء، وطعاما للأطفال ومواد طبية. وقالت وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إنها تعطي أولوية في الشحنات الأولى إلى حليب الأطفال. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

هذا الفيديو للبابا لاوون الرابع عشر مرحباً بالمساعدات الصينية لغزة ومنتقداً ترامب زائف FactCheck#
هذا الفيديو للبابا لاوون الرابع عشر مرحباً بالمساعدات الصينية لغزة ومنتقداً ترامب زائف FactCheck#

النهار

timeمنذ 3 ساعات

  • النهار

هذا الفيديو للبابا لاوون الرابع عشر مرحباً بالمساعدات الصينية لغزة ومنتقداً ترامب زائف FactCheck#

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، البابا لاوون الرابع عشر "مرحّباً بالمساعدات الصينية الكبيرة الاخيرة لغزة"، واصفاً موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب من قضية غزة بأنه "مخيّب ومثير للغضب". الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. الحقيقة: هذا الفيديو تزييف، والكلام الذي يُسمَع فيه على لسان البابا لاوون الرابع عشر مركّب بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وقد استُخدِمت في عملية التركيب مشاهد أصلية تظهر البابا خلال القداس الاحتفالي في بداية حبريته، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، الاحد 18 ايار 2025. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر المشاهد البابا لاوون الرابع عشر قائلا: "سمعتُ أن الصين قدّمت مساعداتٍ كبيرةً لغزة، وهذا يُؤثّر بي ويُريحني حقًا. لقد جلبت سعةُ صدر الصين وأعمالها المُخلصة بصيصَ أملٍ لأهل غزة العالقين في وضعٍ مُزرٍ. لقد غذّت هذه المساعدة الإنسانية حياةً مزقتها الحرب. وأتمنى لو ألتقي هذا الصديق الذي لم أرَه من قبل. في المقابل، فإن موقف ترامب من قضية غزة مُخيّبٌ ومُثيرٌ للغضب. لقد هدد مرارًا وتكرارًا بالسيطرة على غزة، متعاملًا مع هذه الأرض التي مزقتها الحرب كبيدق على رقعة شطرنج، محاولًا تحويلها ما يُسمى منطقة حرة. غزة تحمل آمال أعداد لا تُحصى من الناس وأحلامهم. إنها ليست سلعة تُشترى أو تُباع أو تُستغل بحسب الرغبة. فكرة ترامب تتجاهل تماما إرادة شعب غزة، وتدوس على كرامته، وتتحدى بشكل صارخ المبادئ الأساسية للقانون الدولي والعلاقات العالمية. وهنا، أدعو الحكومة الأميركية، بخاصةً ترامب، إلى التخلي عن هذه العقلية المهيمنة والعودة إلى طريق السلام والعدالة. اوقفوا الأعمال التي تؤذي الأبرياء". وقد تكثّف التشارك في المقطع خلال الساعات الماضية عبر حسابات كتبت معه: "سمعتُ أن الصين قدّمت مساعداتٍ كبيرةً لغزة، وهذا يُؤثّر بي ويُريحني حقًا. أخيرًا، بابا يُعبّر عن الحقيقة". الا أن هذه المزاعم خاطئة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها. فالبحث عن لقطات البابا لاوون الرابعه عشر في المقطع المتناقل، بتجزئتها الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا الى المشاهد الاصلية منشورة في حساب موقع "فاتيكان نيوز" في يوتيوب، الاحد 18 ايار 2025، بعنوان: قداس تنصيب البابا لاوون الرابع عشر في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، في 18 ايار 2025". ويمكن مشاهدة البابا ملقياً عظته بالايطالية (وليس بالانكليزية كما في المقطع المتناقل) خلال القداس ابتداء من التوقيت 2.05.36 في الفيديو أدناه. لقطة من الفيديو المنشور في حساب موقع فاتيكان نيوز في يوتيوب، في 18 ايار 2025 وفي هذه المشاهد الاصلية، بدا البابا لاوون الرابع عشر، كما في المقطع المتناقل، واضعاً حول عنقه "الباليوم"، وهو وشاح أبيض مصنوع من صوف خراف يوضع فوق بدلة الكهنوت على كتفي البابا تذكيرا بمهمته الأساسية وهي رعاية الخراف، أي المؤمنين. بعد عشرة أيام على انتخابه، شدّد رأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,4 مليار شخص عبر العالم، على السلام والوحدة خلال قداس تنصيبه الذي احتفل به بلغات عدة، وسط إجراءات أمنية مشددة في ساحة القديس بطرس، بحضور نحو 200 ألف شخص، بحسب السلطات الإيطالية، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". وقال البابا الذي أمضى عقدين في منطقة فقيرة في البيرو، في عظته: "لا نزال نرى الكثير من الانقسامات والجراح الناتجة من الكراهية والعنف والأحكام المسبقة والخوف من المختلف عنا، ومن أنماط اقتصادية تستنزف موارد الأرض وتهمش الفقراء". وبذلك، أكد لاوون الرابع عشر، وهو أول بابا من الولايات المتحدة، الوجهة الاجتماعية لحبريته، بعدما اختار اسمه تيمنا بلاوون الثالث عشر (1878-1903)، مهندس العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، والذي ندد باستغلال العمال في نهاية القرن التاسع عشر. وخلال القداس الزاخر بالطقوس، بدا البابا الجديد متأثرا عند تسلمه الرمزين البابويين: الباليوم، وخاتم الصياد الذي يقدم لكل بابا جديد ويتلف بعد وفاته في دلالة على انتهاء حبريته. وعبّر لاوون الرابع عشر مجددا عن امتنانه لاختياره بابا في الثامن من أيار، مشددا على "وحدة" الكنيسة وداعيا إلى "المحبة المتفانية (...) وليس السيطرة على الآخرين بالقوة أو بالدعاية الدينية أو بوسائل السلطة بل بالمحبة فقط". وبمراجعة نص عظته الكاملة ، كما نشرها الموقع الرسمي للفاتيكان ، يتبيّن ان ا لبابا لم يأتِ فيها على ذكر غزة او الصين او ترامب. والعثور على المشاهد الاصلية للبابا ونص عظته يعني، إذاً، ان المقطع المتناقل تزييف، اذ ركّب على لسان البابا كلاماً بالانكليزية لم يدل به أصلا، وذلك بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وما يجب معرفته ايضا هو أن البابا لاوون الرابع أتى بالفعل على ذكر غزة ، في ختام القدّاس الإلهيّ في بداية حبريّته، الاحد 18 ايار 2025، قائلا: "في فرح الإيمان والشّركة والوَحدة، لا يمكننا أن ننسى الإخوة والأخوات الذين يتألّمون بسبب الحروب. في غزة، يُترك الأطفال والعائلات والمسّنون الناجون فريسة للجوع. وفي ميانمار، أودت الأعمال العدائية الجديدة بحياة شبّان أبرياء. أمّا أوكرانيا الجريحة، فهي لا تزال تنتظر مفاوضات من أجل سلام عادل ودائم" (التوقيت 3.06.38 في فيديو "فاتيكان نيوز"). يُشار الى ان مستخدمين تداولوا المقطع نقلاً عن حساب frv13172kk1@ في تيك توك ، والذي نشره قبل يوم، ولكن مع ملاحظة أسفله ان "مولّده صنّفه أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي". والى جانب الخطاب الزائف للبابا، تضمّن المقطع أيضا مشاهد لا علاقة لها بالصين. مثلاً، في التوقيت 0.08، سترون لقطات لطائرات تحلّق فوق منطقة الأهرامات في الجيزة بجنوب القاهرة، وذلك في ختام فعاليات التدريب الجوي المصري- الصيني المشترك "نسور الحضارة 2025" (6 ايار 2025)، وليس لـ"طائرات صينية تخرق الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة"، كما تم زعمه خطأ. هذا الفيديو ليس لطائرات صينية تخترق الحصار الإسرائيلي على غزة وتنزل مساعدات إنسانية للفلسطينيين FactCheck# وفي التوقيت 00.10، سترون لقطات قديمة لانزال مساعدات في قطاع غزة ، تعود الى 19 تشرين الاول 2024 ، يوم أعلنت القوات المسلحة المصرية "تنفيذ مصر والإمارات عمليات إنزال جوي لشحنات مساعدات على شمال القطاع". ولا علاقة لهذه اللقطات بأي انزال جوي صيني للمساعدات زعمت منشورات حصوله أخيرا في القطاع. في الواقع، هذه المنشورات التي روجت أخيرا ان الصين كسرت الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة غير صحيحة. وكانت الصين ارسلت ، في شباط 2025، مساعدات انسانية الى قطاع غزة، عبر الاردن، على ما أورت وكالة شينخوا الصينية الرسمية. و سبق ان ارسلت مساعدات مماثلة بعد هجوم 7 تشرين الاول 2023. تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان البابا لاوون الرابع عشر "رحّب بالمساعدات الصينية الكبيرة الاخيرة لغزة"، واصفاً موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب من قضية غزة بأنه "مخيّب ومثير للغضب". في الحقيقة، هذا الفيديو تزييف، والكلام الذي يُسمع فيه على لسان البابا لاوون الرابع عشر مركّب بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وقد استُخدمت في عملية التركيب مشاهد اصلية تظهر البابا خلال القداس الاحتفالي في بداية حبريته، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، الاحد 18 ايار 2025.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store