logo
كريمة ختيم لـ'الشروق':  إقصاء مبرمج للنخب الفرانكو-جزائرية من وسائل الإعلام الفرنسية

كريمة ختيم لـ'الشروق': إقصاء مبرمج للنخب الفرانكو-جزائرية من وسائل الإعلام الفرنسية

الشروق٠٦-٠٤-٢٠٢٥

قالت كريمة ختيم، في تصريحات لـ'
الشروق/الشروق أونلاين
'، وهي المنتخبة عن حزب 'فرنسا الأبية' في لو بلان ميسنيل، بإقليم سين سان دوني ورئيسة جمعية 'الاتحاد الفرنسي الجزائري للتضامن والتجديد'، التي تضم مئات المنتخبين والفاعلين الرئيسيين في المجتمع المدني الفرنسي، أن الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وباريس، والتي يغذيها الخطاب اليميني المتطرف ويقودها في اتجاه الصدام، تستهدف بشكل مباشر الجالية الجزائرية هناك، ما خلق مناخا مشحونا.
وأضافت ختيم أن الذي يعيشه مزدوجو الجنسية يثير عدة قضايا عميقة ومترابطة، تنبع من سياق سياسي واجتماعي فرنسي يتميز بتوترات تاريخية، وانقسامات إيديولوجية، وتحدّيات هيكلية داخل
الجمهورية الخامسة
.
واعتبرت أن 'الفرانكو -جزائريين' يعيشون مع تأثيرات العلاقات المضطربة بين فرنسا والجزائر منذ عقود؛ فاستهداف المهاجرين الجزائريين ثم أبنائهم بفرنسا ليس وليد اليوم، حيث أن اليمين المتطرف هو '
الثمرة السياسية المسمومة للاستعمار الفرنسي في الجزائر
'، كما وصفه المؤرخ فابريس ريسيوتي في حوار سابق لـ'الشروق أونلاين'.
وشدّدت كريمة ختيم على أن 'حملات التشويه والدعاية ضد الجزائر والجزائريين هي السمة المميزة لليمين المتطرف، الذي تأسّس تاريخيا على الخرافات والأساطير حيث يلعب الكذب دورا رئيسيا. والمجتمع الجزائري المقيم في فرنسا، ككل، يدفع الثمن بشكل كامل، لأنه يطالب بالاعتراف بنسيج اجتماعي متغير، ولأن وجوده على الأراضي الفرنسية منذ ستة أجيال هو حقيقة لا يمكن إنكارها، فهو بمثابة الحبل السري الذي يضمن هذه الجسرية المرجوة بين البلدين'.
الفرانكو -جزائريون.. بين نيران اليمين المتطرف وضجيج الإعلام
وأوضحت أن 'الشتات الجزائري، المستهدف اليوم، يعيش جحيما على الأراضي الفرنسية، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة'، من خلال استغلال الجزائريين كأداة سياسية، 'الجزائري متهم يوميا ويستخدم ككبش فداء، ضحية للشعبوية الاستبدادية السياسية والإعلامية، فاليمين المتطرف، في غياب مشاريع حقيقية، يغذي حملة كراهية ضد الهوية الجزائرية في عمقها التاريخي'.
هذا السياق الذي ينظر فيه للجزائريين والفرنسيين من أصول جزائرية، لم يتوقف أو ينقطع وإن خفتت شدته في فترات معينة، فإنه سرعان ما يعود إلى الواجهة، فليست هذه هي المرة الأولى التي يعيش فيها أبناء المهاجرين الجزائريين في فرنسا هذه الوضعية. بل مع كل أزمة من هذا النوع، يتم النظر إليهم، أولا وقبل كل شيء من خلال أصولهم، ما يعكس فشل فرنسا في دمج هؤلاء المهاجرين بالكامل.
وأضافت كريمة ختيم، أن اليمين المتطرف و'الفاشوسفير' لم يتقبلوا أبدا حقيقة أن الجزائر انتزعت استقلالها ولم يمنح لها من قبل فرنسا، التي لم تستطع أبدا أن تعترف بأن الشعب الجزائري قام بثورة في 1954، وانتزع استقلاله وقال 'لا' لفرنسا الاستعمارية. لقد كان استغلال الجزائريين دائما رافعة لسياساتهم. وحتى اليوم، يتم اتهام الجزائري يوميا واستخدامه ككبش فداء، ضحية للشعبوية السياسية والإعلامية الاستبدادية، حيث تختلط الوقائع الإخبارية، والماضي الاستعماري، وأزمة الهجرة.'
وأكدت المتحدثة أن اليمين المتطرف، وفي افتقاده لمشاريع حقيقية يقترحها للمجتمع الفرنسي، فإنه 'يغذي حملة كراهية ضد الهوية الجزائرية في عمقها التاريخي'. وهذا ضمن 'تاريخ طويل من استغلال 'الجزائر-فوبيا' كوقود انتخابي، واستخدام قضايا إجرامية معزولة لتعميمها على مجتمع بأكمله'.
صناعة إمبراطورية 'بولوري' للصور السلبية عن الجزائريين
وشدّدت كريمة ختيم على أن عددا كبيرا من 'الفرانكو -جزائريين'، أصبحوا يشكّلون نخبة المجتمع الفرنسي في مجالات عدة، إلا أنه لم تسمع أصواتهم كثيرا في وسائل الإعلام الفرنسية التي لم تمنحهم الكلمة. وبالرغم من أن الجزائر، أصبحت وسط هذه الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، موضوعا رئيسيا في وسائل الإعلام المهيمنة في فرنسا، حيث تخصّص لها برامج تلفزيونية وصفحات عديدة في الصحف، لكن نادرا ما تمنح الكلمة لـ'الفرانكو -جزائريين'، وفي الحالات النادرة أين حصل ذلك، فإنهم غالبا ما كانوا عرضة لهجمات، ويتهمون بأنهم 'أعداء للجمهورية'. وفضحت من خلال تجربتها الشخصية؛ كيف يتم التعامل مع هذا المكون الأساسي داخل المجتمع الفرنسي في بلاطوهات التلفزيون، أثناء مرورها في برنامج '
مورانديني لايف
' على قناة الملياردير فانسان بولوري 'CNews'يوم الجمعة 10 جانفي 2025، حيث طلب منها مقدم البرنامج جون مارك مورانديني، وفي لقاء متوتر حول رفض الجزائر استقبال 'مؤثر' بعد طرده من طرف وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو: 'تسمين نفسك فرانكو جزائرية، لكنك تدافعين فقط عن الجزائر! دافعي عن فرنسا أيضا!'، ولا يختلف الأمر في شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام اليمينية المتطرفة، التي تشن هجوماتها ضد أي صوت معتدل ويسعى إلى إبراز سردية مختلفة عن سردية اليمين؛ مثلما
عاشه الباحث في السياسة، نجيب سيدي موسى
، وهذا بعد موقفه من خطاب الكاتب الموقوف بوعلام صنصال، أثناء مروره يوم الأحد، 24 نوفمبر 2024، في حصة C Politique التي بثتها قناة 'فرانس 5' العمومية، تحت عنوان 'فرنسا ـ الجزائر.. الحرب التي لا نهاية لها'.
إقرأ أيضا – وسائل الإعلام الفرنسية: في خدمة ماذا ومن؟
التهميش المنهجي، وتغذية الصور النمطية السلبية عن الجزائريين الذي تنتهجه عدد من وسائل الإعلام المهيمنة في فرنسا 'يعكس شكلا من أشكال التمييز المنهجي، مما يعطي انطباعا بوجود حملة سياسية وإعلامية منسّقة بين بعض الفاعلين الإعلاميين والمصالح السياسية لصالح الأوليغارشية. الحملة الشرسة والمركّزة التي تستهدف الجزائر وجيشها عبر بعض المنابر الإعلامية الفرنسية وشبكات التواصل الاجتماعي ليست سوى الجزء الظاهر من حرب خبيثة معلنة'، وفقا للمتحدثة، والتي تعتقد أن 'الأزمة العالمية وصلت إلى أبعاد غير مسبوقة، حيث تتدخل القوى الكبرى في كل مكان لفرض قواعدها. الحراك المبارك، الإصلاحات العميقة، وهذه الجزائر الجديدة المنتصرة تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في جميع المجالات، والنتائج المحققة حتى الآن على مختلف المستويات، كلها أثارت لدى الشعب الجزائري آمالا كبيرة في مستقبل أفضل. الجزائر لن تنحني أبدا، وهي غير متأثرة بالمناورات التي تستهدفها، وشعبها يستمد قوته وصموده من دماء الشهداء التي روت الأرض الجزائرية المباركة'.
فرنسا تمر بأزمة متعدّدة الأبعاد مع صعود الشعوذة السياسية
وترى كريمة ختيم، أنه من الضروري 'أخذ التعقيدات التاريخية والسياسية والاجتماعية التي تميّز العلاقات بين فرنسا والجزائر في الاعتبار من أجل تهدئة التوترات واستعادة علاقة مستقرة بين البلدين'، مشيرة إلى أن 'فرنسا تمر حاليا بأزمة متعدّدة الأبعاد، تتميز بصعود الشعوذة السياسية. نقص الثقافة السياسية لدى القادة الفرنسيين الحاليين يمثل مشكلة معقدة تتطلب نهجا شاملا لمعالجتها. لقد أخذ اليمين المتطرف الفرنسي العلاقات الجزائرية-الفرنسية كرهينة لخدمة مصالحه السياسية حتى عام 2027، للأسف'.
وتضيف في ختام حديثها لـ'
الشروق/الشروق أونلاين
'، أن 'دورنا كمواطنين مزدوجي الجنسية، في الدفاع عن مصالح الجزائر ومواقفها، لاسيما في مواجهة التضليل الإعلامي غير المسبوق على المستوى الفرنسي. في هذا الصدد، فإن الحفاظ على الذاكرة الوطنية من خلال الشهادات والموضوعات المتعلقة بتاريخ الجزائر الغني، سيمكّننا من معالجة القضايا المتعلقة بحاضرها بشكل أفضل لفهم مستقبلها بصورة أوضح.'
يذكر أن 'الاتحاد الفرنسي الجزائري للتضامن والتجديد'، وهي جمعية فرنسية تهدف إلى 'تعزيز وتنفيذ مشاريع مشتركة لتقوية العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا'، وتسعى إلى توحيد الجالية الجزائرية من خلال كيان واضح، منظم ومحمي، من أجل إيصال رسائل الإخاء بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وهي مكونة من مئات المنتخبين والفاعلين الرئيسيين في المجتمع المدني، تعمل على أن تكون 'أكثر عددا وتأثيرا بثقل اجتماعي معتبر، وتمثل كتلة انتخابية ليست فقط كبيرة ولكن أيضا إستراتيجية خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بطاقة المقاول الذاتي لممارسة نشاط 'الاستيراد المصغّر'
بطاقة المقاول الذاتي لممارسة نشاط 'الاستيراد المصغّر'

الشروق

timeمنذ 2 أيام

  • الشروق

بطاقة المقاول الذاتي لممارسة نشاط 'الاستيراد المصغّر'

أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد، بتسوية شاملة ونهائية لوضعية الشباب العاملين في الاستيراد المصغر الذاتي، أو ما يعرف شعبيا بتجارة 'الكابة'. وجاء في بيان الاجتماع أن الرئيس تبون، و'اهتماما بوضعية مختلف الفئات الشبانية'، أمر بحماية هؤلاء التجار بـ'إدماجهم في النشاط النظامي للتجارة الخارجية. من خلال تمكينهم من مزايا القانون الخاص بالمقاول الذاتي'. حيث وجّه الرئيس بمنح تجار 'الكابة' صفة أعوان اقتصاديين، مما يوفر لهم امتيازات اجتماعية وتجارية. بحيث تكون بديلا لهم عن وضعيتهم الحالية غير القانونية، إزاء عمليات الاستيراد المصغر عبر الموانئ والمطارات. كما أمر الرئيس تبون الوزير الأول بـ'تكوين لجنة لتحديد آليات نشاط هؤلاء الشباب. الذين يستثمرون رؤوس أموالهم المتواضعة في تلبية حاجيات بسيطة، لها أثرها في السوق، وبكميات محدودة'. على أن تحدّد هذه اللجنة التي يرأسها الوزير الأول، قائمة المواد المسموح لهؤلاء الشباب باستيرادها. بما يكفل استمرار نشاطهم، مع الالتزام بالضوابط القانونية والجبائية المُنظّمة. وفي 20 جانفي 2024، أطلقت المنصة الرقمية المخصّصة لتسجيل الراغبين في حمل بطاقة المقاول الذاتي. التي تسمح لممارسي نحو 1300 نشاط بشكل فردي ومستقلّ، بالعمل بصفة قانونية. وتعود فكرة إصدار بطاقة مهنية للمقاول الذاتي (الفريلانسر) في الجزائر، إلى العام 2021. بالضبط في اجتماع عقده وزير القطاع مع مجموعة 'المؤسسات الجزائرية الناشطة في المجال الرقمي' (GAAN). ويستفيد حاملو هذه البطاقة، من ضريبة تفضيلية لا تتجاوز نسبتها 0.5 بالمئة من رقم الأعمال السنوي. إلى جانب نظام خاص للاشتراك في صندوق الضمان الاجتماعي. هارون: لهذا السبب لن يكون هناك تداخل بين تنظيم نشاط الاستيراد المصغّر ونشاط المستوردين الكبار واعتبر أستاذ الاقتصاد الدكتور عمر هارون في تصريح لـ'الشروق أونلاين'، أن أوامر الرئيس تبون بتنظيم الاستيراد المصغّر، تؤكد أن سلطات البلاد تعمل على تنظيم الاستيراد، وليس الحدّ منه. 'خاصة أن هؤلاء الشباب ينشطون في استيراد مجموعة من السلع الصغيرة، في إطار نشاطات تجارية مبسّطة ومصغّرة'، يردف الخبير الاقتصادي. وأشار هارون إلى أن 'إدماج هذه الفئة من التجار الصغار، في نظام المقاول الذاتي، سيمنحهم تغطية اجتماعية ويوجّههم نحو مسار قانوني، مقابل دفع ضرائب لا تتعدى نسبتها 0.5 بالمئة'. مضيفا أن 'اللجنة التي سيتم استحداثها، ستحدّد السلع والكميات المعنية بنشاط الاستيراد المصغّر'. 'ومن هنا، لن يكون هناك تداخل بين النشاط المصغّر لتجار 'الكابة'، الذين سيمارسون نشاطهم بأريحية وبشكل قانوني ووفق رؤية تخدم مصلحتهم الدولة ومصالحهم أيضا. ونشاط المستوردين الكبار وممثلي العلامات التجارية الأجنبية الذين يُدخلون إلى البلاد كميات كبيرة من سلع مختلفة'. وختم الدكتور هارون حديثه بالقول إن 'الدولة الجزائرية ليست ضد أبنائها، لكنها مع تنظيم النشاط الاقتصادي. بما يخدم صالح الاقتصاد الوطني، وصالح الشباب الجزائري أيضا'. جمعية التجار والحرفيين: تسوية وضعية المستوردين غير النظاميين سيضمن لهم 'مصدر دخل مشروع وقانوني' من جهتها، ثمّنت جمعية التجار والحرفيين في بيان، قرار رئيس الجمهورية بتسوية وضعية المستوردين غير النظاميين، وتحديد آليات نشاطهم وإعداد قائمة المواد المسموح لهم باستيرادها، وقالت إنه سيضمن لهذه الفئة 'مصدر دخل مشروع وقانوني'، ويحميها من الحجز والعقوبات. 'كما يساهم القرار في تقليص حجم السوق الموازية، التي تستنزف الخزينة العمومية، وتعرقل الاستثمار، وتقضي على شروط المنافسة الشريفة'، تضيف الجمعية. مؤكدة أن القرار 'سيشجع الشباب عموما على الاندماج في النشاطات الاقتصادية النظامية'. ودعت جمعية التجار والحرفيين مسؤولي البلديات إلى 'استغلال المساحات المهملة والمحلات المغلقة، وفتحها أمام الشباب الراغبين في ممارسة نشاطاتهم التجارية والحرفية في إطار قانوني'.

مسيرة حاشدة ضد الإسلامفوبيا وخطاب الكراهية لليمين المتطرّف
مسيرة حاشدة ضد الإسلامفوبيا وخطاب الكراهية لليمين المتطرّف

المساء

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • المساء

مسيرة حاشدة ضد الإسلامفوبيا وخطاب الكراهية لليمين المتطرّف

❊ "روتايو استقيل" أبرز مطالب المتظاهرين ❊ روتايو دنّس العقيدة السياسية الفرنسية بزرع الفتنة داخل المجتمع ❊ وزير منبوذ يحرّض على العنف والمساس بالإطار الاجتماعي لفرنسا أصبحت فرنسا على صفيح ساخن بسبب السياسة العدائية التي يروّجها اليميني المتطرّف وزير الداخلية برونو روتايو، وخطاب الكراهية الذي أدخل بلاده في نفق مسدود، حيث تفاقمت المشاكل الاجتماعية بسبب سلسلة قوانينه التعسّفية التي انعكست سلبا على المواطنين، ما أدى إلى تنظيم سلسلة من المظاهرات بمختلف المدن الفرنسية، منها المسيرة الحاشدة التي نظّمت، أمس، بباريس وأماكن أخرى في فرنسا للتنديد بظاهرة الإسلاموفوبيا وتكريم المهاجر المغتال أبو بكر سيسي، آخر ضحايا الخطاب العنصري. حمل آلاف المتظاهرين الذي شاركوا في المسيرة العارمة التي نظمت بمبادرة من منظمات وشخصيات بارزة للتنديد بـ"الإسلاموفوبيا"، دعوة عامة لمحاربة الأفكار العنصرية التي ينشرها اليمين المتطرّف، خاصة بعد الأحداث الأليمة التي شهدتها فرنسا، حيث دعا المنظمون من القوى السياسية والدينية والمجتمع المدني في البلاد إلى الاتحاد لمحاربة العنصرية ضد المسلمين. ووجّه المتظاهرون الغاضبون الذين جاؤوا من مختلف المدن الفرنسية رسائل قوية لروتاويو حاملين لافتات تطالبه بالاستقالة، في حين عبّرت أخرى عن رفضها القاطع للأفكار العنصرية التي يروّجها اليمين المتطرّف، كونها لن تزيد سوى في تفكيك النسيج الاجتماعي الفرنسي. ولم تتوقف حناجر المحتجين الذين تقدّمهم أعضاء حزب فرنسا الأبية، على غرار، لويس بوبوارد، جان لوك ميلونشون ودانييل اوبونو، من إطلاق هتافات تطالب وزير الداخلية الفرنسي للتنحي وهي "روتايو ديقاج"، و"روتايو ديميسون" و"لا للإسلاموفوبيا"، ما يعبّر درجة الحنق التي تعتري الشارع الفرنسي. كما جاء في لافتات المتظاهرين "العنصرية تبدأ بالكلمات وتنتهي مثل أبوبكر"، و"إنهم ليسوا معادين للإسلام، لكنهم فقط لا يحبّون المسلمين"، في حين هتف متظاهرون آخرون بالقول "مع وفاة أبوبكر سيسيه، تمّ تجاوز خط أحمر". وعبر النائب البرلماني عن حزب العمال الفرنسي إريك كوكريل في تصريح للاعلام عن أسفه لـ"الزيادة التي لا يمكن إنكارها في معاداة الإسلام، والتي أدت إلى وفاة أبو بكر سيسيه في أحد المساجد"، فيما أعرب ياسين بن يطو، الأمين الوطني لجمعية الشباب والمشارك في تنظيم المسيرة التي حملت أيضا الأعلام الفلسطينية، عن أسفه للخوف المستمر والمتزايد في أوساط المجتمع المسلم، معتقدا أن "الخطاب غير المقيد" لجزء من الطبقة السياسية يغذي مناخا معاديا للمسلمين و"يقوض أمن جزء من الشعب الفرنسي". ويأتي حراك الشعب الفرنسي ليدق ناقوس الخطر إزاء الممارسات غير الأخلاقية للوزير روتايو الذي دنّس العقيدة السياسية الفرنسية، من خلال زرع الفتنة داخل المجتمع والتحريض على ممارسة العنف ضد الأجانب، علاوة على المساس بالإطار الاجتماعي للمواطنين ما أثار الكثير من الغضب على المستويين السياسي والشعبي. والواقع أن هذه الاحتجاجات عكست حجم التوتر المتصاعد داخل فرنسا، بسبب الخطاب الإقصائي المستفز الذي تتبناه بعض الأطراف، وفي مقدمتها اليمين المتطرّف الذي زاد في تأجيج الغضب الشعبي وزيادة حالة الاحتقان، بسبب محاولة اختزال قضايا الأمن والتعايش في بعد هوياتي ضيق، لا يسهم سوى في تعميق الفجوة بين مكوّناته ما يهدّد السلم الاجتماعي.

فرنسا: آلاف المتظاهرين بباريس ينددون بتصاعد العنصرية والإسلاموفوبيا – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
فرنسا: آلاف المتظاهرين بباريس ينددون بتصاعد العنصرية والإسلاموفوبيا – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري

التلفزيون الجزائري

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • التلفزيون الجزائري

فرنسا: آلاف المتظاهرين بباريس ينددون بتصاعد العنصرية والإسلاموفوبيا – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري

شهدت العاصمة الفرنسية باريس, اليوم الأحد, مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف, للتنديد بتصاعد العنصرية و'الإسلاموفوبيا' في فرنسا, عقب مقتل الشاب المسلم أبوبكر سيسي في مسجد بجنوب البلاد. المظاهرات التي جاءت تلبية لدعوة عدد من الشخصيات والمنظمات وبمشاركة عدد كبير من ممثلي الأحزاب السياسية الفرنسية, على غرار رئيس حزب 'فرنسا الأبية' جان لوك ميلونشون والنائبين من ذات التشكيلة السياسية, لويس بويارد وإيريك كوكريل, رفع خلالها المتظاهرون لافتات تحمل شعارات ضد وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو مثل 'حتى لو لم يرغب روتايو, فنحن هنا', كما تم ترديد شعارات ضد العنصرية و'الإسلاموفوبيا' على غرار 'العنصرية تبدأ بالكلمات وتنتهي مثل أبوبكر' و 'لا للإسلاموفوبيا'. و دعت منظمات مناهضة للعنصرية إلى تنظيم مسيرات في العاصمة وأماكن أخرى في فرنسا للتنديد بتصاعد ظاهرة 'الإسلاموفوبيا' وضد اليمين المتطرف وتخليدا لأبوبكر سيسي, فيما تجمع المئات أمام مبنى البلدية في أفينيون (جنوب شرق). وفي هذا الصدد, أعرب النائب الفرنسي إيريك كوكريل, عن أسفه 'للزيادة التي لا يمكن إنكارها في معاداة الإسلام بفرنسا والتي أدت إلى مقتل أبوبكر سيسي في أحد المساجد', مضيفا أن الوزير روتايو 'يدمج اليمين واليمين المتطرف'. وعن المظاهرات التي جاءت أيضا ردا على الإجراء الذي أطلقه وزير الداخلية الفرنسي لحل مجموعة 'لا جون غارد', قال النائب رافائيل أرنو: 'إنهم يريدون حل المجموعات التي تحارب العنصرية, لأن ذلك استمرار لأجندة وسياسة عنصرية', مضيفا أنه بعد مقتل أبوبكر سيسي, 'علينا أن نظهر أنه حتى لو أرادوا ذلك, فلن يتمكنوا من إسكاتنا'. ولا يزال وزير الداخلية الفرنسي يواجه انتقادات واسعة النطاق بسبب سلوكه 'المتغطرس' و'غير المسؤول' فيما يتعلق برد فعله على مقتل الشاب المسلم أبوبكر سيسي. وكان السيناتور الفرنسي, إيان بروسات, قد أكد أن 'وزير الداخلية الفرنسي ساهم في نشر الكراهية ضد المسلمين في فرنسا خلال الأشهر الأخيرة', منددا بهوس هذا الأخير بقضية الإسلام. وشهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري زيادة بنسبة 72 بالمئة في الأعمال المعادية للمسلمين بفرنسا, مقارنة بذات الفترة من عام 2024, مع تسجيل 79 حالة اعتداء, وفقا لإحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store