
"فتح" تعيد ترتيب بيتها الداخلي في لبنان... وسلاح المخيمات يراوح مكانه
ففي خطوة لافتة، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بصفته رئيسًا لحركة "فتح"، قرارًا بإلغاء تعيين أشرف دبور، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، وعضو المجلس الثوري، كنائب للمشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان (وهو عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد)، المعتمد بتاريخ 23 تموز 2018، أي قبل نحو سبع سنوات تمامًا.
وأوضحت مصادر فلسطينية لـ"النشرة" أن قرار إعفاء السفير دبور محصور بمهامه الفتحاوية فقط وليس الدبلوماسية، ويأتي في إطار إعادة ترتيب "البيت الفتحاوي" وهيكلته، وفصل الأطر الحركية عن السفارة وربطها بالداخل، حيث يقوم أعضاء اللجنة العليا لمتابعة الشأن الفلسطيني في الساحة اللبنانية بإعداد دراسات شاملة وتقييم لقوات الأمن الوطني والإعلام و اللجان الشعبية .
كما أصدر الرئيس الفلسطيني عباس قرارًا، بناءً على توصيات اللجنة العليا أكد فيه على ان مرجعية اللجان الشعبية للمخيمات الفلسطينية في الجمهورية اللبنانية سياسيًا وقانونيًا وإداريًا، يعود لدائرة لشؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية ، بصفتهما الجهة المركزية المخولة بإدارة ومتابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين . بحيث يكون لها كامل الصلاحيات بالاتصال والتواصل والتنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية فيما يتعلق بإدارة المخيمات وعمل اللجان الشعبية.
كما دعا القرار إلى إعادة تشكيل هيكلة اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية ، مع مراعاة شروط التمثيل العادل والشامل لجميع القوى والفصائل الفلسطينية الممثلة في منظمة التحرير. الكفاءة والنزاهة والالتزام الوطني لدى الأعضاء. إشراك المرأة والشباب والكفاءات والفاعليات المجتمعية والمدنية داخل المخيمات.
السلاح الفلسطيني
وفي الملف الثاني، أبلغت مصادر فلسطينية مسؤولة "النشرة"، أن ملف سحب سلاح المخيمات لم يطرأ عليه أي جديد، وهو يراوح مكانه بين الإصرار اللبناني على سحبه دون تراجع، وبين إسقاط المهل الزمنية التي أُعلن عنها سابقًا، بعد تأجيل تنفيذ المرحلة الأولى التي كانت مقررة منتصف حزيران 2025 من ثلاث مخيمات في بيروت، هي: شاتيلا، وبرج البراجنة، ومار الياس.
وعاد السلاح الفلسطيني إلى واجهة الاهتمام بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان في 21 أيار الماضي، حيث اتفق مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على بدء العملية ضمن خطة متدرجة تُنفَّذ على مراحل، وتهدف إلى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها المخيمات، وعلى حصر السلاح بيد الدولة.
وأوضحت المصادر أن جملة من الأسباب جعلت الملف يراوح مكانه، ومنها انتظار التوافق الفلسطيني على موقف موحّد، بعدما طرح تحالف القوى الفلسطيني والقوى الإسلامية وأنصار الله والجبهة الشعبية رؤية مشتركة تقوم على مقاربة شاملة لقضايا اللاجئين إنسانيًا، وقانونيًا، وسياسيًا، وعدم حصرها بالجانب الأمني، دون التطرّق مباشرة إلى مسألة "سحب السلاح"، بل "تنظيمه وضبطه" من خلال "القوة الأمنية المشتركة"، وبإشراف "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" وبالتنسيق مع الجيش اللبناني ومخابراته. بينما جرى تشكيل لجان مشتركة بين الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية.
وثالث الملفات، مع مراوحة السلاح مكانه بانتظار التوافق الفلسطيني الداخلي من جهة، ومع الجانب اللبناني من جهة أخرى، عبر استكمال الزيارات وعقد اللقاءات لمناقشة كل التفاصيل والآليات، لفت الانتباه التوترات الأمنية المتنقلة التي شهدتها بعض المخيمات الفلسطينية بدءًا من شاتيلا في العاصمة بيروت، مرورًا بعين الحلوة في منطقة صيدا، وصولًا إلى البرج الشمالي في منطقة صور.
وأوضح مسؤول فلسطيني بارز لـ"النشرة" أن هذه الحوادث الأمنية لا تعدو أكثر من كونها إشكالات فردية أو انتقامية، وتخلّلها إطلاق نار وسقوط ضحايا وجرحى، ولكنها أثارت تساؤلات حول توقيتها وحقيقتها وخلفيتها، خاصةً وأنها تزامنت مع سيلٍ من الشائعات التي حاولت إيقاع الفتنة، وتحدّثت حينًا عن استنفارٍ عسكريّ هنا أو متبادلٍ هناك.
وأكد المسؤول أن القوى الفلسطينية التي أجرت اتصالات وعقدت لقاءات، جدّدت حرصها على حفظ أمن واستقرار المخيمات والجوار اللبناني، وأوعزت إلى عناصرها التحلّي بضبط النفس وعدم الانجرار إلى أي استفزاز من جهة، وإلى القوة الأمنية المشتركة –حيثما وجدت– باتخاذ إجراءات احترازية لتمرير المرحلة بأقل الخسائر الممكنة، بانتظار جلاء صورتها في المستقبل القريب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 44 دقائق
- الميادين
حزب الله يدين مجزرة وادي فعرا: تصعيد خطير يتطلب تحركاً رسمياً حازماً
دان حزب الله بشدّة، المجزرة المروّعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في منطقة وادي فعرا في البقاع الشمالي، بحق مواطنين لبنانيين وسوريين، من خلال استهداف حفارة لآبار المياه، ما أدى إلى استشهاد 12 شخصاً، بينهم 7 أفراد سوريين، وسقوط عدد من الجرحى. اليوم 16:32 اليوم 16:12 واعتبر الحزب أن هذا الاعتداء الخطير "يشكّل تصعيداً كبيراً" في سياق العدوان المتواصل على لبنان وشعبه، ويؤكد مجدداً "الطبيعة الإجرامية للعدو الذي لا يقيم وزناً لأيّ من القوانين أو المواثيق الدولية، ولا يتورّع عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين الآمنين". كذلك، طالب حزب الله، الدولة اللبنانية "بكسر الصمت غير المجدي، والتحرك فوراً" لمطالبة الجهات الدولية، خصوصاً الولايات المتحدة، بتحمّل مسؤولياتها "كجهة ضامنة"، متهماً إياها بالتواطؤ "عبر مبادرات تخدم مصالح العدو وتمنحه غطاءً لارتكاب المجازر". وحذّر من أن غياب الموقف الرسمي والتقاعس الدولي "سيؤديان إلى مزيد من الاعتداءات"، مؤكداً أن الاحتلال يحاول "كسر الإرادة الوطنية بالدم والنار، لكن الشعب اللبناني سيزداد تمسكاً بخيار المقاومة دفاعاً عن كرامة الوطن وسيادته".


تيار اورغ
منذ ساعة واحدة
- تيار اورغ
مشيخة العقل دانت بشدّة الإرتكابات اللاإنسانية في السويداء!
أصدرت مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان بيانا، توقفت فيه أمام "مجريات الأحداث الدامية والاعتداءات في السويداء"، وإذ دعت "المؤمنين إلى رفع الدعاء الى الله سبحانه وتعالى لإنقاذ السويداء من نار الشر والفتنة، اكدت النقاط التالية: أولاً: إدانة بشدّة للممارسات المؤدية الى تعكير صفو العيش الآمن الذي كان سائداً في مدينة السويداء، ومحاولات بث الفتن الطائفية والمذهبية، وتدعو الدولة السورية الى تحمّل مسؤولية ضبط الأمن وحقن الدماء والارتكابات والممارسات الاجرامية واللاإنسانية، التي قامت وتقوم بها عناصر غير منضبطة ومعاقبة فاعليها، كما تحمّل المسؤولية للأمن العام بخصوص الافعال المسيئة للرموز والشعائر الدينية والاستهزاء بها، وانتهاك حرية المعتقد. ثانياً: مباركة الخطوات ومساعي العقلاء والقيادات الدينية، وخاصة ما صدر عن الاجتماع الاخير في دارة سماحة الشيخ يوسف جربوع في السويداء، تلك المساعي الآيلة لمدّ يد التعاون والتنسيق مع الدولة السورية وتثبيت الاتفاقات التي حصلت، بما يحفظ كرامة المواطنين وسلامة الجبل، وما يثبّت هيبة الدولة في آن. ومناشدة الجميع العمل الجدّي والمسؤول لتجاوز الحوادث الدموية المؤلمة والحالات الصدامية وتفادي استعمال القوة في معالجة الأمور، والتطلّع نحو المستقبل بعين الحكمة والامل. ثالثاً: التوّجه الى الدولة السورية، لاحترام تاريخ وخصوصية وكرامة مجتمع طائفة الموحدين الدروز الناصع بهويته الإسلامية والعربية ونضالات قياداته، وفي طليعتهم قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش، ولعدم السمّاح للمتطرّفين ممارسة الاعتداء وارتكاب الانتهاكات والأعمال الإجرامية، ومحاسبة الحاقدين الذين يتعرضون للشيوخ والنساء والأطفال والأماكن الدينية، وينتهكون حرمات البيوت والأعراض والمؤسسات، والتعاون المسؤول لإخماد نار الفتن من الجهتين المتصادمتين وعدم تأجيجها. رابعاً: عدم التعرّض للعمال السوريين المتواجدين في لبنان، والتحلّي بالقيم الاخلاقية والانسانية الحكيمة السائدة".


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
مشيخة العقل تدين انتهاكات السويداء وتدعم الحل السلمي
أصدرت مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان بيانا، توقفت فيه أمام "مجريات الأحداث الدامية والاعتداءات في السويداء"، وإذ دعت "المؤمنين إلى رفع الدعاء الى الله سبحانه وتعالى لإنقاذ السويداء من نار الشر والفتنة، اكدت النقاط التالية: أولاً: إدانة بشدّة للممارسات المؤدية الى تعكير صفو العيش الآمن الذي كان سائداً في مدينة السويداء، ومحاولات بث الفتن الطائفية والمذهبية، وتدعو الدولة السورية الى تحمّل مسؤولية ضبط الأمن وحقن الدماء والارتكابات والممارسات الاجرامية واللاإنسانية، التي قامت وتقوم بها عناصر غير منضبطة ومعاقبة فاعليها، كما تحمّل المسؤولية للأمن العام بخصوص الافعال المسيئة للرموز والشعائر الدينية والاستهزاء بها، وانتهاك حرية المعتقد. ثانياً: مباركة الخطوات ومساعي العقلاء والقيادات الدينية، وخاصة ما صدر عن الاجتماع الاخير في دارة سماحة الشيخ يوسف جربوع في السويداء، تلك المساعي الآيلة لمدّ يد التعاون والتنسيق مع الدولة السورية وتثبيت الاتفاقات التي حصلت، بما يحفظ كرامة المواطنين وسلامة الجبل، وما يثبّت هيبة الدولة في آن. ومناشدة الجميع العمل الجدّي والمسؤول لتجاوز الحوادث الدموية المؤلمة والحالات الصدامية وتفادي استعمال القوة في معالجة الأمور، والتطلّع نحو المستقبل بعين الحكمة والامل. ثالثاً: التوّجه الى الدولة السورية، لاحترام تاريخ وخصوصية وكرامة مجتمع طائفة الموحدين الدروز الناصع بهويته الإسلامية والعربية ونضالات قياداته، وفي طليعتهم قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش، ولعدم السمّاح للمتطرّفين ممارسة الاعتداء وارتكاب الانتهاكات والأعمال الإجرامية، ومحاسبة الحاقدين الذين يتعرضون للشيوخ والنساء والأطفال والأماكن الدينية، وينتهكون حرمات البيوت والأعراض والمؤسسات، والتعاون المسؤول لإخماد نار الفتن من الجهتين المتصادمتين وعدم تأجيجها. رابعاً: عدم التعرّض للعمال السوريين المتواجدين في لبنان، والتحلّي بالقيم الاخلاقية والانسانية الحكيمة السائدة".