
الفاتيكان خائف على التنوّع: البابا يزور لبنان في ت2؟!
ويستحضر الفاتيكان صورة العراق بعد الغزو الأميركي له في العام 2003، والذي كان السبب الرئيس في تصاعد التنظيمات المتطرّفة ذات الطابع الأصولي والتكفيري التي خرج من رحمها «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» (داعش). وقد تسبّب ذلك بتناقص هائل في عدد مسيحيِّي بلاد الرافدَين بعدما غادروها إلى بلدان الهجرة الدائمة، أو إلى سهل نينوى في إقليم كردستان – العراق. ويؤكّد المطّلعون على سياسة البابا لاوون الرابع عشر، أنّه لا يشارك رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب كثيراً من آرائه السياسية والاجتماعية، وفي بعض المحطات يبدوان على طرفَي نقيض، لكن من دون أن تأخذ العلاقات بينهما أي منحى صدامي. فهما استبقيا هامشاً من التأثير المتبادل يمكّنهما من التوافق حول كثير من القضايا. على أنّ الفاتيكان الذي لم يُخفِ غضبه وألمه من المذبحة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، التي لا تُميِّز بين المدنيِّين والمقاتلين، ودور العبادة المسيحية والمساجد والمستشفيات وفِرَق الإسعاف، هو في الوقت عينه يُكثّف متابعته للشأن اللبناني، مُعرباً عن رفضه للانتهاكات اليومية لاتفاق وقف النار، وتزداد شكوكه حيال نيّات إسرائيل في مضاعفة الضغط مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية على الحكومة اللبنانية، لدفعها إلى حل موضوع حصرية السلاح بأي وسيلة، ولو كانت عنفية، والإصرار على مبدأ التسليم ثم الحوار. وهذا دونه عقبات قد تؤدّي إلى اهتزاز السلم الأهلي، وافتعال توترات مذهبية. وإن حصل ذلك – لا قدّر الله – فلن يكون في مصلحة الوجود المسيحي في لبنان الذي يُعاني أيضاً من نزف الهجرة الشبابية الحاد. ومن هنا، فإنّ الكرسي الرسولي يعمل لدى واشنطن لضبط إيقاعها لموضوع حصر السلاح بيَد السلطة اللبنانية على عقارب ساعة بعبدا وتحديداً الرئيس جوزاف عون، الذي يعرف طريقة مقاربة الموضوع، كونه كان قائداً للجيش ويُدرك جيداً طبيعة الأرض، ويُلمّ بالتوقيت المناسب.
في ضوء هذه الأجواء والمعطيات، يجتهد المسؤولون في دوائر الفاتيكان لوضع تصوّر يساعد لبنان في عبور استحقاقاته الكبرى بالحدّ الأقصى من التوافق الممكن. وهناك بحث جاد في زيارة يقوم بها البابا للبنان. وذكر مرجع روحي على إطلاع واسع، أنّه قد تكون هناك زيارة مرتقبة للبابا إلى وطن الأرز في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، من دون أن يجزم أو يُقدِّم مزيداً من التفاصيل. وربما تأتي هذه الزيارة – إذا تقرّرت – تعويضاً عن تجاهل البابا فرنسيس لبنان في الجولات التي قام بها سابقاً إلى عدد من الدول العربية مثل: مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق والبحرين، حيث التقى شيخ الازهر، وآية الله السيستاني، وشارك في إعلان وثيقة «الأخوة الإنسانية» وتوقيعها في أبو ظبي، وألقى كلمة مهمّة في «منتدى البحرين للحوار» الذي نظّم مؤتمراً بعنوان: «الشرق والغرب من أجل تعايش إنساني». كان غريباً ولافتاً ألّا يزور البابا فرنسيس في حينه لبنان، وهو البلد الذي لم يَغِب عن تصريحاته وأدبياته يوماً. وقيل في تفسير ذلك الكثير، ممّا لا فائدة من إيراده سوى إثارة عدد من المشكلات وفتح كثير من الملفات التي يُفضِّل المعنيّون أن تظل مغلقة.
وفي أي حال، فإنّ لبنان يظلّ في قلب الكرسي الرسولي وعينه، لأنّه المعقل الأخير للتنوّع الإرادي، التاريخي، الحضاري والتلقائي، في المشرق العربي، لا التنوّع الذي تفرضه الإعتبارات الوظيفية. ومن هنا جاء تعريف البابا يوحنا بولس الثاني له بـ «وطن الرسالة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صيدا أون لاين
منذ 13 دقائق
- صيدا أون لاين
المهندس مصطفى حجازي يستقبل وفدا من المجلس التأسيسي لمركز وقف الفرقان
إستقبل رئيس إتحاد بلديات صيدا الزهراني رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي في مكتبه بالقصر البلدي وفدا من المجلس التأسيسي لمركز وقف الفرقان، برئاسة الشيخ عبد الكريم علوه، وذلك بحضور أعضاء المجلس البلدي : المهندسة براء الحريري والسادة خالد عفارة ووائل قصب وأحمد شعيب ومحمد الشماس. الشيخ علوه قدم عرضًا شاملًا عن مشروع مركز وقف الفرقان في الهلالية - صيدا، موضحًا رؤيته وأهدافه ودوره المنتظر في منطقة صيدا كصرحٍ علمي وتربوي واجتماعي جامع، مؤكدا أن المركز هو رسالة مجتمعية متكاملة تهدف إلى رفع مستوى الوعي، وتعزيز الانتماء، وتوفير بيئة تربوية وأخلاقية تليق بأبناء المدينة. وتطرّق الوفد في حديثه إلى "حجم الأمانة التي يتحمّلها المجلس البلدي أمام الله ثم أمام أهل المدينة" ، داعيًا إلى "التسديد والمقاربة في اتخاذ القرارات". من جهته أبدى رئيس البلدية وأعضاء المجلس ترحيبهم بالوفد ، وأكدوا على أهمية التكامل بين العمل البلدي ومبادرات المراكز التربوية الجادة لما فيه مصلحة المدينة وأهلها.


صيدا أون لاين
منذ 14 دقائق
- صيدا أون لاين
فرنجية يحذر من الفتنة
قال رئيس حزب المردة سليمان فرنجية: "إنّ المنطقة تمرّ في وضع صعب وخطير والمشروع الذي جاء إلى المنطقة منذ ٢٠١٠ وبدأ في مصر وتونس وليبيا وصولاً إلى سوريا تحت شعار الحرية والديمقراطية وإسقاط الديكتاتوريات لم يؤدّ إلا إلى الفوضى والإنهيار وإلى ضرب الأقليات وتخويفها وجرّها إلى المطالبة بالأمن الذاتي أو التقسيم كما هو حاصل ويحصل في الساحل السوري والسويداء والمناطق الكردية وهذا أمر خطير وقد ينسحب لا سمح الله على لبنان". وتابع فرنجية في تغريدة على أكس: "إنّ حصرية السلاح في يد الدولة مطلب وطني والكل موافق ولكن الاستعجال والتسرع يخفي خطراً ما ولو كانت نيّة البعض إيجابية لكنّ البعض الآخر وفي مقدّمهم بعض السفراء يعملون حسب أجندة محدّدة حيث تتقاطع مصالح دولهم مع مصالح اسرائيل التي تضمن استمراريتها بتفتيت دول المنطقة"


الجمهورية
منذ 38 دقائق
- الجمهورية
فرنجية يحذّر من الفتنة والانجرار الى وعود فارغة
أشار رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية إلى أنّ "المنطقة تمرّ في وضع صعب وخطير والمشروع الذي جاء إلى المنطقة منذ 2010 وبدأ في مصر وتونس وليبيا وصولاً إلى سوريا تحت شعار الحرية والديمقراطية وإسقاط الديكتاتوريات لم يؤدّ إلا إلى الفوضى والإنهيار وإلى ضرب الأقليات وتخويفها وجرّها إلى المطالبة بالأمن الذاتي أو التقسيم كما هو حاصل ويحصل في الساحل السوري والسويداء والمناطق الكردية وهذا أمر خطير وقد ينسحب لا سمح الله على لبنان". واعتبر أنّ "حصرية السلاح في يد الدولة مطلب وطني والكل موافق ولكن الاستعجال والتسرع يخفي خطراً ما ولو كانت نيّة البعض إيجابية لكنّ البعض الآخر وفي مقدّمهم بعض السفراء يعملون حسب أجندة محدّدة حيث تتقاطع مصالح دولهم مع مصالح اسرائيل التي تضمن استمراريتها بتفتيت دول المنطقة".