logo
مها الصغير تعتذر عن سرقة لوحة فنية.. وبرنامج "معكم منى الشاذلي" يرد: نحترم المبدعين الحقيقيين

مها الصغير تعتذر عن سرقة لوحة فنية.. وبرنامج "معكم منى الشاذلي" يرد: نحترم المبدعين الحقيقيين

الجزيرة٠٧-٠٧-٢٠٢٥
في واقعة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الفنية والإعلامية، اعترفت الإعلامية المصرية مها الصغير بخطئها بعد اتهامها بالاستيلاء على عمل فني ونسبه لنفسها خلال ظهورها ضيفة في برنامج "معكم منى الشاذلي".
وقدمت اعتذارا علنيا قالت فيه: "أنا غلطت، غلطت في حق الفنانة الدانماركية ليزا، وفي حق كل الفنانين، وفي حق المنبر اللي اتكلمت منه، والأهم غلطت في حق نفسي.. مروري بأصعب ظروف في حياتي لا يبرر ما حدث، أنا آسفة وزعلانة من نفسي".
من جانبها، تداركت إدارة برنامج "معكم منى الشاذلي" الموقف بإصدار بيان عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أكدت فيه أن اللوحة موضوع الجدل تعود للفنانة الدانماركية ليزا لاش نيلسون، وقالت: "نحترم المبدعين الحقيقيين، ونقدر إبداعاتهم الأصلية في كل المجالات".
لوحة على الهواء
بدأت الأزمة في بداية يونيو/حزيران الماضي، عندما ظهرت مها الصغير -الإعلامية ومصممة الديكور وطليقة الفنان أحمد السقا- ضيفة على برنامج "معكم منى الشاذلي" على قناة "ON E"، إذ تحدثت خلال اللقاء عن شغفها بالفنون التشكيلية، مشيرة إلى أنها تمارس هواية الرسم منذ سنوات، وعُرضت على الشاشة لوحة فنية قيل إنها من أعمالها، بعنوان "صنعت لنفسي بعض الأجنحة".
لم تمر أيام حتى ظهرت الفنانة الدانماركية ليزا لاش نيلسون، عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، لتفجر مفاجأة مدوية: "اللوحة التي ظهرت في البرنامج هي عملي الفني الذي رسمته عام 2019، واستُخدم في مناسبات عدة كرمز للكفاح من أجل الحرية.. لكن مها الصغير نسبت العمل لنفسها، والتلفزيون المصري لم يذكر اسمي، بل تجاهل أي إشارة إليّ".
View this post on Instagram
A post shared by Lisa Lach-Nielsen art (@lisa.lachnielsen)
اتهامات بالسرقة الفنية وانتهاك الحقوق
أكدت نيلسون أن مها الصغير لم تقتصر فقط على تقليد أسلوبها الفني، بل عرضت صورة لوحتها الأصلية ونسبتها إلى نفسها على الهواء، وهو ما اعتبرته انتهاكا واضحا لاتفاقية برن الدولية لحماية الملكية الفكرية، بالإضافة إلى القانون المصري.
إعلان
كما كشفت الفنانة الدانماركية عن أنها حاولت التواصل مع مها الصغير والقناة المنتجة للبرنامج، لكنها لم تتلقَ أي رد، فقررت نشر القصة بنفسها، مضيفة: "أشعر بالأسف، لأن فنانين مجهولين أو غير معروفين دوليا، يُعتدى على حقوقهم من دون أي اعتبار، لمجرد أنهم خارج دائرة الشهرة".
تدخل المجلس الأعلى للإعلام
وفي تطور رسمي، أعلنت لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر استدعاء الممثل القانوني لقناة "ON E"، للتحقيق في الواقعة بعد أن تبين من رصد الإدارة العامة للمجلس عرض أعمال فنية منسوبة لغير أصحابها من دون التحقق من الحقوق الأصلية.
توترات بين مها الصغير وأحمد السقا
تأتي هذه الأزمة في ظل ظروف شخصية غير مستقرة تعيشها مها الصغير بعد انفصالها عن زوجها الفنان أحمد السقا، عقب زواج دام أكثر من 24 عاما. وقد أثمر زواجهما 3 أبناء: ياسين، ونادية، وحمزة.
وتشهد العلاقة بين الطرفين توترا، وصل إلى أقسام الشرطة بعد بلاغ تقدمت به مها ضد أحمد السقا تتهمه بالتعدي عليها وعلى سائقها، ولا تزال القضية قيد التحقيق.
كما أظهرت الواقعة حساسية الجمهور المحلي والدولي تجاه حقوق المبدعين، مما يؤكد ضرورة وجود آليات واضحة للتصحيح والاعتذار، ليس فقط من الأفراد، بل من المؤسسات الإعلامية أيضا.
ورغم اعتراف مها الصغير علنا بالخطأ، واعتذار البرنامج الذي استضافها، فإن المساءلة القانونية والأخلاقية تبقى قائمة، خاصة في ظل وضوح الواقعة وعلنية التجاوز. فوفقا للقانون المصري وقوانين حماية الملكية الفكرية الدولية مثل اتفاقية برن، يعد نسب عمل فني لشخص آخر من دون إذن أو إشارة للمصدر الأصلي انتهاكا صريحا يعرض مرتكبه للمساءلة القانونية، التي قد تصل إلى غرامات مالية أو تعويضات للفنان المتضرر، وربما تشمل إجراءات جنائية في حالات التربح أو التكرار المتعمد.
عودة قضية غادة والي إلى المشهد
تُعيد أزمة مها الصغير إلى الأذهان واقعة سابقة مشابهة أثارت جدلا واسعا، بطلتها المصممة المصرية الشهيرة غادة والي، التي اتُهمت عام 2022 بالاستيلاء على أعمال الفنان الروسي جورجي كوراسوف، واستخدامها في تصميمات جدارية ضخمة بمحطة مترو كلية البنات بالقاهرة، من دون إذنه أو الإشارة إليه على أنه المصدر.
حينها، نشر كوراسوف منشورات موثقة على حساباته الرسمية، مرفقا أعماله الأصلية إلى جانب صور الجداريات المنفذة في المترو، مؤكدا أن التصاميم المصرية نُفذت باستخدام لوحاته دون أي تعديل يُذكر. وقد أحدثت الواقعة صدمة في الأوساط الفنية والثقافية، ودارت حولها نقاشات حادة بشأن أخلاقيات التصميم واحترام حقوق الفنانين، خصوصا في المشروعات العامة.
اللافت أن غادة والي لم تقدم اعتذارا رسميا، مما زاد من حدة الانتقادات. وأمام الضغط الإعلامي والدولي، اضطرت وزارة النقل إلى إزالة بعض التصميمات لاحقا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين "المهمة المستحيلة" و"فورمولا 1″.. توم كروز وبراد بيت في سباق النجاة من النسيان
بين "المهمة المستحيلة" و"فورمولا 1″.. توم كروز وبراد بيت في سباق النجاة من النسيان

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

بين "المهمة المستحيلة" و"فورمولا 1″.. توم كروز وبراد بيت في سباق النجاة من النسيان

استعد الجميع لإلقاء كلمات الوداع لجيل النجوم الذين ظهروا في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الـ20، نجوم مثل توم كروز، براد بيت، جورج كلوني وغيرهم، إذ لم يعودوا مناسبين -في رأي البعض- لبطولة الأفلام اليوم، بعدما تغيرت شريحة المشاهدين، وحان الوقت لدخولهم مرحلة "التاريخ" وتعاقب الأجيال الحتمي. بيد أن عام 2025 أتى ليغير الدفة ويخبرنا أن هؤلاء النجوم لم ينتهوا بعد، بل أغلق فصل من حياتهم المهنية، ليبدأ فصل جديد مختلف وناجح. تعرض دور السينما حاليا فيلمين لاثنين من هؤلاء النجوم، الأول "المهمة المستحيلة" (Mission Impossible)، والآخر -الأحدث ومحل حديثنا اليوم- هو "فورمولا 1" (F1) من بطولة براد بيت. سباق جديد لبراد بيت "فورمولا 1" من إخراج جوزيف كوسينسكي، الذي أخرج سابقا فيلم "توب غن: مافريك" (Top Gun: Maverick). يشارك براد بيت البطولة كل من دامسون إيدريس، خافيير بارديم، وكيري كوندون. وتدور أحداث الفيلم في إطار درامي رياضي، وتم تصويره جزئيا في سباقات "فورمولا 1" الحقيقية حول العالم. وتحكي القصة عن سوني هايز (براد بيت)، وهو سائق سابق لسباقات "فورمولا 1″، اعتزل بعد حادثة خطيرة كادت أن تودي بحياته. عانى لاحقا من إدمان القمار، وعاد بعدها إلى التسابق في سباقات محلية محدودة الأهمية والشهرة، ويعيش حياته يوما بيوم. تأتيه دعوة من صديقه روبين (خافيير بارديم) للعودة إلى "فورمولا 1" لمرة أخيرة، لإنقاذ فريق روبين الذي يعاني من ضعف النتائج. ولن يقتصر دوره على العودة كسائق فقط، بل سيكون أيضا مدربا ومرشدا للسائق الشاب الموهوب جوشوا بيرس (دامسون إيدريس). ولم تقتصر شخصية سوني هايز على دور راعي البقر الوحيد، أو الرجل في منتصف العمر الذي يشعر بالضياع بعدما تحطمت أحلامه مبكرا، بل تجاوزت ذلك. فهو يرى في جوشوا بيرس مرآة لماضيه، فالشاب الذي يبلغ نفس عمر سوني حين أصيب في حادثة "فورمولا 1″، عانى من اليتم مثله، ويحمل نفس الموهبة والطموح والاندفاع. لذلك، لم ينجرف إلى منافسته كما رغب الشاب، بل اختار دورا مختلفا: المعلم الذي ينقل له خبراته ويعاونه على تجاوز أخطر مرحلة في مسيرته. وتتشابه هذه الفكرة إلى حد كبير مع ما قدمه توم كروز في فيلم "توب غن: مافريك"، حيث نجد الشخصية التي لا تزال بارعة في حرفتها -بل الأبرع- ولكن حان الوقت لتمرير هذه الخبرات إلى الجيل الأصغر، الأمر الذي يهدد ثقة البطل بنفسه، وقد تحول من نجم إلى شخصية ناضجة تصلح لأن تكون معلمة أكثر من كونها مصدرا للإعجاب. هذا الدرس تحديدا هو ما تعلمه كل من توم كروز وبراد بيت، وأنقذ مسيرتيهما من النقطة المفصلية التي تعثر عندها كثير من النجوم السابقين. فقد استطاعا تجاوزها حين أدركا أنهما لن يقدرا على لعب دور الرجل الوسيم والخطِر إلى الأبد، بل هما بحاجة لاختيار أدوار مختلفة. هذه الأدوار بالذات هي ما سمحت لهما بالاستمرار في المنافسة على شباك التذاكر العالمي حتى اليوم. فيلم يستحق العرض السينمائي استحوذت شركة آبل على حقوق التوزيع ضمن صفقة عملاقة، بينما حصلت شركة "وارنر برذرز بيكتشرز" (Warner Bros. Pictures) على حقوق التوزيع السينمائي. وسيُعرض الفيلم لاحقا على منصة "آبل تي في بلس" (Apple TV+)، ليصبح بذلك من أكبر الأفلام التي تحصل على هذا العرض المزدوج. فالجميع يعرف الآن أن مآل الأفلام هو المنصات، لكن الاتفاقية أوضحت أن الفيلم سيُعرض على آبل لاحقا، وهو متاح حاليا ليس فقط في صالات السينما، بل أيضا بتقنية عرض "آيماكس". ويُتيح ذلك للمتفرجين الاستمتاع بتجربة سينمائية كاملة، وقد تم تصويره بتقنية الآيماكس، وفي حلبات السباق الحقيقية لسباقات "فورمولا 1″، وكانت تلك الحلبات لا تزال تعمل أثناء التصوير، مما يعني أن المشاهد لم تكن مصطنعة أو معتمدة على تقنيات المؤثرات البصرية "سي جي آي" (CGI)، بل سباقا حقيقيا. كما صرح صناع الفيلم في أكثر من لقاء بأنهم حرصوا على تقديم تجربة بصرية "تجعل المتفرج يشعر وكأنه في قلب الحلبة"، وقد بدا ذلك واضحا في طريقة التصوير، خاصة في اللقطات التي تم التقاطها من داخل سيارات السباق. من العوامل التي زادت من قيمة الفيلم بشكل كبير الموسيقى التصويرية من تأليف هانز زيمر، أحد أبرز مؤلفي الموسيقى التصويرية في هوليود، والذي اشتهر بابتكاراته السمعية التي جمعت بين الأوركسترا الكلاسيكية والتكنولوجيا الحديثة. ويتجلى ذلك بوضوح في موسيقى "فورمولا 1″، حيث لعبت موسيقاه دورا محوريا في تعزيز الأثر الدرامي والإثارة، بالإضافة إلى مجموعة الأغاني المتنوعة في شريط الصوت التي أداها عدد من أهم المغنين المعاصرين. ختاما، فيلم "فورمولا 1″، رغم نهايته المتوقعة وتصاعده الدرامي المألوف في أفلام سباقات السيارات، قدم للمتفرج تجربة سمعية وبصرية مميزة، إلى جانب أداء تمثيلي ممتاز وتشويق متقن. هو بلا شك أحد أبرز أفلام عام 2025 حتى الآن.

وصلت إلى أكثر من مليون مستمع.. فرقة مولدة بالذكاء الاصطناعي تكتسح "سبوتيفاي"
وصلت إلى أكثر من مليون مستمع.. فرقة مولدة بالذكاء الاصطناعي تكتسح "سبوتيفاي"

الجزيرة

timeمنذ 13 ساعات

  • الجزيرة

وصلت إلى أكثر من مليون مستمع.. فرقة مولدة بالذكاء الاصطناعي تكتسح "سبوتيفاي"

استطاعت إحدى فرق المطربين الوصول إلى المرتبة الأولى في الأغاني الأكثر استماعا عبر منصة "سبوتيفاي" في الأيام الماضية، وذلك قبل أن تكشف الفرقة عن كونها مولدة بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي ، وذلك وفق تقرير "غارديان". ووصل الحساب الرسمي لفرقة "ذا فيلفيت سانداون" (The Velvet Sundown) في منصة "سبوتيفاي" إلى أكثر من مليون مستمع شهريا، وذلك بعد طرح ألبومين من الأغاني الناجحة ورغم كون عمرها لم يتجاوز الأسبوعين في المنصة قبل أن يتم الكشف عن حقيقة الفرقة وفق التقرير. وجاء الكشف عن حقيقة الفرقة عبر شخص يدعي أنه عضو مساعد للفرقة، إذ قال إن كافة أغانيها مولدة باستخدام أداة ذكاء اصطناعي موسيقية تدعى "سونو" (Suno) فضلا عن كون المشروع بأكمله أقرب إلى خدعة فنية لأن كل ما يتعلق بالفرقة بما فيها القصة الخاصة بأفرادها وصورهم مولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك حسب تقرير "غارديان". ولكن في البداية أنكرت حسابات الفرقة عبر منصات التواصل الاجتماعي هذا الادعاء، موضحة أن هوية الفرقة تعرضت للسرقة، وبعد ذلك أطلقت بيانا رسميا تؤكد فيه أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي حسب تقرير "غارديان". وأثار ظهور الفرقة ونجاحها ضجة واسعة بين أوساط الموسيقيين، إذ لا توجد قوانين تجبر "سبوتيفاي" ومنصات البث الأخرى على التوضيح إن كانت المقاطع الموسيقية مولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي أم لا، وذلك وفق تصريحات نشرتها "غارديان". ومن جانبه وضح روبرتو نيري الرئيس التنفيذي لأكاديمية إيفورز الموسيقية في حديثه مع "غارديان" أن ظهور مثل هذه الفرق يطرح العديد من الأسئلة حول حقوق الملكية والإبداع والشفافية، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي إذا تم استخدامه بشكل أخلاقي يمكن أن يعزز كتابة الأغاني، ولكنه أعرب عن قلق منظمته بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى. وترى صوفي جونز كبيرة الإستراتيجيين في هيئة صناعة التسجيلات الصوتية البريطانية أن توضيح مصدر الموسيقى ووضع علامات تميز الموسيقى المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي هو الحل، مؤكدة أن دور الذكاء الاصطناعي هو تعزيز الإبداع البشري وليس استبداله، وذلك وفق ما جاء في تقرير "غارديان". View this post on Instagram A post shared by The Velvet Sundown (@thevelvetsundownmusic) وأشار التقرير إلى أن غياب المعلومات حول نموذج الذكاء الاصطناعي الذي استخدمته الفرقة والمقاطع الموسيقية التي اعتمدت عليها في تدريبه يوحيان باستغلال بعض المقاطع الموسيقية لفنانين مستقلين دون توضيح ذلك. وحول هذا الأمر قالت جونز إن ظهور فرق الغناء المولدة بالذكاء الاصطناعي بالكامل ونجاحها بهذا الشكل يؤكد أن الشركات التقنية كانت تدرب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام بعض الأعمال الإبداعية دون الحصول على التراخيص اللازمة من الفنانين أو تعويضهم ماليا عن استخدام أعمالهم ونجاحها الكبير. وأكد أوريليان هيرولت الرئيس التنفيذي للابتكار في منصة "ديزر" (Deezer) لبث الموسيقى أثناء حديثه مع "غارديان"، أن المنصة تعتمد على أداة لكشف المقاطع المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي ووضع العلامات اللازمة عليها، وأضاف قائلا إن المنصات بحاجة إلى وضع علامات تنبئ المستخدمين أن هذه المقاطع مولدة بالذكاء الاصطناعي أم لا، وذلك لفترة محدودة حتى يصبح الفن المولد بالذكاء الاصطناعي رائجا. ومن جانبها، أكد مسؤول في "سبوتيفاي" للصحيفة أن المنصة لا تعتمد ترويج المقاطع الموسيقية المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، فضلا عن كون كافة المواد الموسيقية الموجودة في المنصة هي ملك للأطراف الخارجية التي قامت برفعها داخل المنصة، ويذكر أن "سبوتيفاي" حاليا لا يضع علامات للمقاطع المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

"خماسية النهر".. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
"خماسية النهر".. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد

الجزيرة

timeمنذ 17 ساعات

  • الجزيرة

"خماسية النهر".. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد

الآن وبعد 45 عاما يكتب فتحي إمبابي كلمة الختام في روايته "خماسية النهر"، رواية كان "النيل" فيها هو البطل، وكل ما يجري على ضفتيه من حجر وبشر وحضارات هي كلها من صنعه وخلقه. رحلة صعبة وطويلة لم يكن النيل فيها هادئا مثل "نهر الدون"، ولم يكن غاضبا مثل نهر المسيسيبي، بل كان عازفا لحن الحياة، صانعا الحضارات على مدى آلاف السنين. تلك هي "سيرة النهر" التي سطرها من خلال خماسية: "نهر السماء"، "عتبات الجنة"، "رقص الإبل"، "عشق"، و"منازل الروح" في جزأين: "الحرية أو الموت"، و"العودة إلى الوطن"، هي قصة أفريقيا الجنة، والإنسان المطارد بين فكي النهب والسلب والاستبداد. وعن بداية الكتابة يقول فتحي إمبابي: |لم تكن الكتابة مقصدي، ولا خططت لأن أكون كاتبا، ولكنها اللعنة والغواية، لعنة أن تكون عربيا في زمن مستبد لا تعرف فيه الصديق من الغريب، ولا الشقيق من العدو، ولعنة أن تكون مشرقيا في وجه مستعمر غاشم، لا تكفيه أرضك وتاريخك، ولا يلهيه عرضك وجسدك، ولا يقنعه إلا مص دمائك ومحو ذاكرتك، وغواية أن تتبعه، ولا تصدق أن السكين التي في يده ليست لفك قيدك، بل لقطع رقبتك. وما بين مستبد ومستعمر عشت مكمم الفم، عاجزا عن دفع سكين القصاب، عشت الأوهام بكل جبروتها، وتجرعت المرارات كلها، لأجد نفسي في النهاية كاتبا رغما عن أنفي، ووجدت في حنو القلم وصدقه ما لم أجده في صحبة الرفاق والأصدقاء. جلست أكتب مسودات عن عالم يفتقد الرشاد ويسوده الظلم، ورسمت على الورق أحلاما مستحيلة في عالم محكوم عليه بالاعتقال والموت، لعل يوما يأتي وتجد أحلامي أرضا سعيدة.| والروائي فتحي إمبابي (1949) مهندس إنشاء أنفاق ساهم بشكل فعال في إنشاء شبكة أنفاق القاهرة الكبرى، لكن أصابته الغواية، ووقع في شرك الكتابة، التقيناه في بيته بالقاهرة، وبعد أكثر من نصف قرن من كتابة عشرات الروايات والقصص القصيرة والكتب الفكرية و"خماسية النهر" سألناه: إعلان ما شغلني منذ اللحظة الأولى هو سؤال الهوية والمصير، شغلتني هجرة المصريين إلى النفط في ليبيا ودول الخليج، فكانت روايات "مراعي القتل"، و"أقنعة الصحراء"، و"شرف الله". ورأيت رفاق الحركة الطلابية من جيل السبعينيات وهم يتساقطون ويموتون كمدا وقهرا في عمر الزهور، فكتبت عن أروى صالح وسهام صبري والروافد الاجتماعية لجيل السبعينيات. سؤال الهوية "خماسية النهر" رواية امتدت بطول نهر النيل، من القاهرة إلى الخرطوم إلى أوغندا ، فمنابع النيل العليا، متى بدأت كتابتها؟ وهل خططت لها منذ البداية، أم أنها جاءت عفو الخاطر؟ قد لا تصدقني إن قلت إنها هي التي كتبتني، عندما بدأت كتابة رواية "نهر السماء" لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة أنني سأكتب جزءا ثانيا للرواية، كان سؤال الهوية هو الذي دفعني أولا إلى القراءة، ثم إلى الكتابة رغما عن أنفي، كانت مرارة الهزيمة في عام 1967 أمرا صعبا للغاية، لجيل نشأ وترعرع على حب وطنه وعلى آمال قومية وأحلام وطنية عريضة. في تلك السن الحرجة كنت أنا ورفاقي في الجامعة يشغلنا سؤال: لماذا هزمنا؟ ثم جاءت التحولات التي ألمت بالشخصية المصرية وما حدث بعد حرب 1973: الانتقال من الشرق إلى الغرب، وانتشار روح التعصب الديني، كل هذا كان يدهشني ويشغلني ويعصف بعقلي بعنف. ومن هنا بدأت الحكاية.. حكاية "خماسية النهر" وفاتحتها رواية "نهر السماء"، ولأجل التجهيز لهذه الرواية كتبت ملازم ضخمة جدا وأنا أغوص في التاريخ، بدءا من القرن الـ18 حتى مطلع القرن الـ20 مرورا بالثلاثينيات وحتى مرحلة الستينيات. مأساة حكم العبيد ومن هذه النقطة بالذات بدأت أعي أنني أقف على سر ما جرى، وأثر بعنف على المنطقة، وهي القرون الستة التي سبقت الحملة الفرنسية على مصر ، وتحديدا فترة الحكم المملوكي، بداية من سنة 1275 ميلادية، حيث بدأت أكتب عن الحياة المصرية تحت حكم المماليك. وكان السؤال الذي أرقني كثيرا: من هم المماليك؟ وبالبحث، اكتشفت أنهم عبيد حكمونا لمدة 6 قرون، وكانت صدمة مرعبة، عبيد جاؤوا من أواسط آسيا ومن شرق أوروبا ومن الحبشة، وأغلبهم كانوا يدينون بديانات أخرى أو بلا دين أساسا ولا لهجة ولا ثقافة، ولا علاقة لهم بالإسلام أو العرب، ومع ذلك حكموا مصر 600 عام، هذا اكتشفته وأنا ابن الفترة الناصرية التي كانت تتحدث بثقة عن أن "الشعب هو المعلم"، فكان ذلك بمثابة مطرقة ثقيلة هوت على تفكيري. ثم كانت الصدمة الثانية: أن حكم العبيد لمصر -والذي استمر 600 عام- استمر كل هذه الفترة بمساندة رجال الدين، نحن إزاء قضية من أخطر ما واجهت مصر طوال تاريخها، وهي أنه لولا مساندة رجال الدين لما قام حكم المماليك ولا استمر. وعلى جانبي التاريخ والجغرافيا اكتشفت عاملا آخر كان هو سبب الحضارة والتمدن وهو النيل، النيل صانع الحضارة والتاريخ ومهندس الجغرافيا. والمصريون والسودانيون والأفارقة على ضفتيه مثل النمل الذي يكد ويعمل بلا كلل، وبشغف في كل الظروف الصعبة، وتحت مقصلة الطاعون الذي يتكرر كل 5 سنوات، ثم يأتي الطوفان ليدمر كل شيء في طريقه من أجل خلق جديد أو إعادة خلق الشعب المصري، ومن هنا كانت البداية، وكان الاكتشاف الذاتي الذي انطلقت منه لأكتب "خماسية النهر". ماذا حدث بعد "نهر السماء"؟ وكيف صارت بك الأحوال والمقادير لتكتب جزءا ثانيا للرواية، ثم لتكتب خماسية أو ملحمة للنهر من 6 كتب تقترب صفحاتها من ألفي صفحة؟ الموضوع لم أخطط له، وكما قلت لم يكن في بالي أن أكتب جزءا ثانيا لـ"نهر السماء"، ولكن لأني مفتون بقراءة وشراء الكتب التاريخية بشكل خاص وقع في يدي كتاب بعنوان "المديرية الاستوائية" لمؤلفه الدكتور جميل عبيد، ويتناول الكتاب موضوع الوجود المصري في الجمهورية الاستوائية (دولة جنوب السودان حاليا)، وهنا بدأت أكتب رواية "عتبات الجنة"، وحتى هذه اللحظة لم يخطر ببالي أن أكتب جزءا ثانيا لرواية "نهر السماء". بدأت أكتب عن قصة الأورطة المصرية (الكتيبة) التي شاركت في الثورة العرابية إلى جانب أحمد عرابي، وبعد أن احتل الإنجليز مصر وفشلت الثورة تم نفيهم إلى المنطقة الاستوائية، كانوا 12 ضابطا برفقة أسرهم، بدأت أفتش عن قصة هؤلاء الضباط: ما هو مصيرهم؟ أين ذهبوا؟ وأين قتلوا؟ ولم يرجع منهم إلى مصر سوى ضابط واحد فقط. رواية "عتبات الجنة" تدور أحداثها عقب الثورة العرابية واحتلال بريطانيا مصر، الرواية صراع بين الجغرافيا والزمن، وتنتهي ببلوغ هؤلاء الضباط أو هذه الأورطة البحيرات العظمى ولقائهم بملك أوغندا الذي يعترف بالسيادة المصرية على مناطق أعالي النيل. وتم ذلك في مدينة لادو التي كانت عاصمة جمهورية جنوب السودان أو عاصمة المديرية الاستوائية المصرية كما كان يطلق عليها، وكان الوجود المصري هناك وجودا حضاريا عمر الأرض ونشر التعليم وحارب تجارة العبيد. لما كتبت "عتبات الجنة" بدأت تتشكل ما يمكن تسميتها بالثلاثية، ومع وجود الضباط الـ12 كان لكل ضابط منهم قصة، هذه الحكايات هي ما نكملها في الجزء الثالث الذي خططت له وهو "منازل الروح"، حيث أختم الثلاثية بهذا الجزء، ولكن يحدث ما لم أتوقعه أنا ولا يمكن لأحد أن يتوقعه. دعتني صديقة سودانية لزيارة السودان، وهناك عشت وسط السودانيين، وخلال فترة إقامتي مع الإخوة السودانيين رأيت شعبا لا تملك إلا أن تعشقه، إجادتهم للغة العربية ونطقهم بالعربية الفصحى شيء يذهلك، وعلاقتهم بالثقافة العربية عالية جدا، علاقتهم بالشعر مخيفة، شعراء من طراز رفيع، لكن هذا غير ظاهر، ويتميزون بتنوع سياسي وثقافي عال وبطلاقة وفهم عميق لروح الثقافة العربية. ومن خلال معايشتي للسودانيين في تلك الفترة غيرت بوصلة الرواية عندي وأجّلت كتابة "منازل الروح"، وبدأت أكتب عن الحرب بين المهدية والجيش المصري وطبيعة الثورة المهدية، وأشير في هذه الرواية إلى أن هناك شخصين فقط هما من شكّلا السودان الحديث، وهما محمد علي باشا والمهدي. استطعت في رواية "رقص الإبل" أن أروي حكاية "المرحال"، وهذا شيء عظيم في تاريخ السودان، ومع ذلك لم يتعرض له الكتاب السودانيون. "المرحال" هو رحلة الشتاء والصيف، حيث تقوم قبائل السودان برحلتها ما بين الخريف والصيف والحركة وراء المطر، تبدأ الرحلة من الأبيض ووسط كردفان حتى بحر العرب، وتصل إلى بحر الغزال على النيل الأبيض، وتمتد حتى البحيرات العظمى. يأتي "المرحال" من وسط كردفان ويسير مسافة طويلة وسط غابات السافانا، وهناك مئات الآلاف من الأبقار والأغنام. هي رحلة رعي عظيمة يتوزع فيها الرعاة إلى نوعين: رعاة الإبل ويسمون "الأبالة" ورعاة البقر ويسمون "البقارة"، وهناك منطقتان أعشقهما: أرض النهود، وبحيرة الرهد. وأسأل الإخوة السودانيين مع كامل الاحترام لرواية "موسم الهجرة إلى الشمال" وللمبدع الطيب صالح، أقول لهم: السودان في حد ذاته هو عشرات الروايات الكبرى التي يمكن أن تقف جنبا إلى جنب مع روايات مثل "الحرب والسلام" لتولستوي، و"لمن تقرع الأجراس؟" لهيمنغواي، و"عوليس" لجيمس جويس، و"الصخب والعنف" لوليام فوكنر. كيف يكون عندكم هذا "المرحال" الذي يقام سنويا منذ مئات السنين وتتحرك فيه عشرات القبائل من "البقارة" و"الأبالة" وأهل الحمير، يقطعونه ذهابا وإيابا، ويضم حكايات من العشق والحب والحرب والقتل والكره والصراع والكفاح والكد والجد، ويحملون معهم العنقريب، ويقيمون المخيمات في رحلتهم، وتنسج الملاحم التي لا تنتهي، ثم تتركون كل هذا لتكتبوا عن امرأة بيضاء؟! ثم بدأت الحرب من الخرطوم إلى الأبيض، حيث قام المهدي بحرق القرى الواقعة في طريق الجيش المصري، ومنع عنهم الماء، وجهز خطة لهزيمة الجنود المصريين بقيادة القائد الإنجليزي. تتخلل الرواية أحداث كثيرة في سياق صراع الجيش المصري مع الحركة المهدية، وتمكن المهدي في النهاية من إبادة 13 ألف جندي وقتل معهم القائد البريطاني. الجزء الأخير من الخماسية يبدأ بدخول المهدي الخرطوم في أول يناير 1885، وقتله للقائد البريطاني تشارلز غوردون الذي أرسلته الملكة. ومن قبله تم قتل القائد هيكس. ويقال إن المهدي غضب من قتل غوردون، لأنه كان يريد مقايضته بالزعيم أحمد عرابي، وبقي الحال على ما هو عليه: شمال ووسط السودان تحت حكم المهدي، والجيش المصري في الجنوب، مع انقطاع خطوط الاتصال بينه وبين مصر. "منازل الروح" بجزأيها "الحرية أو الموت"، و"العودة إلى الوطن" هي سرد لما تبقى من فلول الجيش المصري المهزوم، فبعد إعادة بقايا الجيش إلى الخدمة وقتل القائد الإنجليزي غوردون انقطعت العلاقة تماما بين الجيش في الجنوب والحكومة في مصر، استقال شريف باشا وجاء نوبار باشا، وأرسل رسالة إلى الجيش تقول "أنتم أحرار، من يأتي يأتي، ومن يريد البقاء فليبق، ولا علاقة لكم بالسلطة في مصر"، وبجرة قلم ألقوا ببقايا الجيش في العراء. الواقع أشد سوداوية من الخيال كتبت عن المصريين في المهجر وعن غزو العراق وعن الشام والخليج العربي، ولم يكن لقضية فلسطين أثر واضح في كتاباتك وأنت المهموم بعروبتك؟ كنت أجهز للسفر إلى فلسطين، وكان لدي مشروع أعد له منذ فترة، عن الحروب الأربع: 1948، 1956، 1967، 1973، وهذا المشروع لن يكون بعيدا عن فلسطين وما جرى في مدنها من ظلم وعنصرية بغيضة. انتهيت من كل قصصي المفتوحة، ووضعت على الجرح النازف ملحا، ورسمت خطتي المستقبلية للسفر إلى الضفة وغزة لأكتب قصة فلسطين، فأنا لا أؤمن إلا بالكتابة من خلال المعايشة. لكن تفاجئني أحداث 7 أكتوبر وتقطع علي الطريق، ولم أدر ماذا أفعل، جلست أشاهد مجزرة على الهواء بكل لغات العالم، لم يترك الصهاينة حرمة لطفل أو لامرأة أو لجريح في مستشفى، بل لم يتركوا كرامة لحجر أو شجر أو رصيف لشارع، كانوا بحق "أعداء الحياة". وما أذهلني هو صمت العالم عما يجري، ويكاد الخذلان العربي أن يذهب بعقلي، أتساءل: كيف ينام العرب؟! كيف يأكلون؟! كيف تحلو لهم الحياة في ظل مذبحة موثقة تبث على الهواء ترتكب بحق أشقائهم؟! والآن، أنا لا أقدر على الكتابة ولا أستطيع أن أفعل شيئا وأنا أشاهد مذابح الفلسطينيين على الهواء مباشرة والعالم صامت لا يتحرك، في مشهد يفوق الخيال بؤسا وسوداوية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store