
الأزمة بين فرنسا والجزائر... عود على بدء
إيطاليا تلغراف نشر في 19 أبريل 2025 الساعة 5 و 49 دقيقة
إيطاليا تلغراف
عمر المرابط
مهندس معلوماتيات
باحث، كاتب وخبير في الشؤون السياسية
نائب عمدة سابقا في الضاحية الباريسية.
لم تعمّر فترة التهدئة بين باريس والجزائر طويلاً، فبعدما كانت مؤشّرات توحي بقرب انتهاء الأزمة الدبلوماسية بينهما، خاصّة بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الجزائر في 6 إبريل/ نيسان الجاري، ها هي العلاقات ترجع خطوةً إلى الوراء مع اندلاع أزمة أخرى بعد إعلان الجزائر الاثنين الماضي (14 إبريل) طرد 12 موظّفاً في السفارة الفرنسية طالبة منهم مغادرة البلاد في غضون 48 ساعة، متّخذة هذا القرار احتجاجا على اعتقال ثلاثة من مواطنيها، أحدهم موظّف في القنصلية الجزائرية في مدينة كريتاي جنوب باريس، ما دفع فرنسا إلى الردّ بلسان جان نويل بارو نفسه، الذي زار الجزائر قبل أيام قلائل، قائلاً إن بلاده مستعدّة لاتخاذ إجراءات انتقامية فورية.
قبل الحديث عن دواعي انفراط عقد المصالحة بين البلدَين، حتى قبل بدئها، ما يُظهِر عمق الأزمة وتعقيداتها، ويبدي للعلن زوايا خفيةً في علاقة البلدَين، بدأت تنكشّف تدريجياً مع وصول جيل جديد من الحكّام في فرنسا لم يعش فترة الارتباط العاطفي والوجداني بين حكام البلدَين في فترة الاستعمار وما بعده. قبل ذلك، لا بدّ من الرجوع إلى أطوار القضية التي تكشف مدى التغيير الذي حصل في الباراديغم (النموذج) السياسي الذي يحكم علاقة البلدَين، الذي كان مبنياً على ركيزة أساسية مفادها مصلحة فرنسا مقابل مصلحة عسكر الجزائر، بما يضمن ولاء هؤلاء سرّاً.
أعلنت النيابة الوطنية الفرنسية لمكافحة الإرهاب الجمعة الماضي (11 إبريل) اعتقال ثلاثة جزائريين بتهمة 'الاختطاف والاحتجاز التعسّفي في إطار مشروع إرهابي'، في قضية ترجع أحداثها إلى إبريل/ نيسان من العام الماضي (2024)، بعد اتهامهم (وفتح تحقيق معهم) في قضية إجرامية تتعلّق بالتعدّي على معارض ومؤثّر جزائري يتابعه عند كتابة هذه السطور، أكثر من 1.1 مليون متابع في 'تيك توك'، و242 ألفَ متابع في 'إكس'، و212 ألفَ متابع في 'إنستغرام'، وتجذب فيديوهاته المنتقدة للنظام الجزائري عشرات آلاف من المشاهدات كلّ يوم. وسلاح وسائل التواصل الاجتماعي أصبح يخيف الأنظمة العربية منذ 'الربيع العربي'، ويسعى بعضهم إلى إخراسه بكلّ الوسائل المتاحة، والغاية تبرّر الوسيلة.
سلاح وسائل التواصل الاجتماعي أصبح يخيف الأنظمة العربية منذ 'الربيع العربي'، ويسعى بعضهم لإخراسه بكلّ الوسائل المتاحة، والغاية تبرّر الوسيلة
يُذكر أن الخارجية الحزائرية استدعت، قبل إعلان طرد الدبلوماسيين، السفير الفرنسي في الجزائر، ستيفان روماتيه، قائلةً، في بيانها المنشور في منصّة إكس، إن اعتقال الموظّف القنصلي من دون إشعار عبر القنوات الدبلوماسية، 'انتهاك صارخ للحصانة الدبلوماسية وللممارسات والأعراف الدبلوماسية الجاري بها العمل بين البلدَين'، معتبرةً اعتقال موظّفها 'عملاً تعسّفياً' لا يرتكز على حجج دامغة، بل على 'اتهامات' واهية في حقّهم بالمشاركة في اختطاف 'مزعوم' للمعارض الجزائري أمير بوخرص، الذي تصفه بـ'المارق' (الوصف الذي يشي بصحّة التهمة عوض نفيها)، متّهمةً جهاتٍ فرنسيةً بعرقلة 'إعادة بعث وتنشيط العلاقات الثنائية' المتّفق عليها بين رئيسَي البلدَين.
بين المزايدات السياسية والشعبوية من الجانبَين، وتسلسل أحداث هذه الأزمة الجديدة المفاجئة، يمكن أن نقول إن مردّ هذه التجاذبات يرجع إلى عدّة أسباب. أولاً، شخصيتي قائدَي البلدَين ونرجستيهما الواضحة الفاضحة، فالرئيس ماكرون الذي طالما مدّ كلتي يديه في اتجاه الجزائر (راجع للكاتب: 'أرجوحة باريس بين الجزائر والرباط'، 'العربي الجديد'، 28/8/2022)، وجد قبالته الثنائي الحاكم في الجزائر، الرئيس عبد المجيد تبّون والجنرال السعيد شنقريحة، اللذين أكثرا من المزايدات فخسرا كلّ شيء، ودفعا، من حيث لم يشعرا، ماكرون في اتجاه المغرب، فازدادا حنقاً وغضباً، إلى أن جاءت تصريحات تبّون أواخر الشهر الماضي (مارس/ آذار)، التي خفّف فيها لهجته تجاه فرنسا، معطياً عدّة إشارات عن رغبته في عودة العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى سابق عهدها، موضّحاً أن بلاده كانت تعلم أن فرنسا تؤيّد المغرب في ملفّ الصحراء المغربية، وأن المشكل ليس في التأييد، ولكن في إعلانه صراحةً أمام الملأ من دولة عضو دائم في مجلس الأمن. وهكذا، مهّد الطريق للتهدئة بعد أن اعترف ضمناً أن سبب التصعيد لم يعد ذا مغزى.
تغيير الباراديغم السياسي لعلاقة فرنسا بالجزائر، المبني على مصلحة فرنسا مقابل مصلحة عسكر الجزائر لضمان ولائهم سرّاً
يرجع المعطى الثاني إلى اختلافات التقدير داخل البلدَين، ففي الوقت الذي يريد ماكرون ووزير خارجيته تحسين علاقة البلدَين، يجدان نفسيهما مكبّلَين بالمنظومة الحزبية التي تحيط بهما، وبالواقع السياسي الداخلي الهشّ، والمشتّت بين أقطاب ثلاثة، أولهما اليمين المتطرّف ومواقفه معروفة لأسباب تاريخية، وأخرى متعلّقة بالهجرة ومخلّفاتها، وثانيهما اليمين التقليدي بأطيافه كلّها (مع الوسط)، وهو في أغلبه حانق، لئلا نقول معادٍ للطرح الجزائري لأسباب انتخابية، ليبقى قطب اليسار، وهو منقسم في مواقفه. هذا في العموم، إلا بعض الأصوات النشاز هنا وهناك. وإذا علمنا قوّة الإعلام اليميني المحافظ والمتشدّد، الذي يصنع الرأي العام ويُخضع الطبقة السياسية، فلا عجب. أمّا في الجزائر، فالمصالح الشخصية للعسكر رهنت مصالح الدولة لمصالحها، ومن ثمّة يُلاحظ التذبذب في المواقف، والهوّة العميقة بين الخطاب السياسي الرنّان (ليس في هذه القضية فحسب) والفعل السياسي الباهت، خاصّة مع محيط إقليمي تفنّن قادةُ الجزائر في إيجاد العداوة معه غرباً وجنوباً، وهذا هو المعطى الثالث، إذ دفع تراجع نفوذ البلدَين كليهما في منطقة الساحل والصحراء فرنسا إلى إيجاد بديل يكون وسيطاً بينها وبين دول المنطقة، وهذا ما استطاع المغرب تحقيقه. أمّا المعطى الرابع والأخير، فإن تراجع أثمان الغاز والبترول قلّل من القيمة السوقية لنفوذ الجزائر في الساحة الجيوستراتيجية، بل لم تعد ذات جدوى أحياناً، وحان الوقت لسبلٍ جديدة تسمح بالوئام داخلياً وخارجياً. . عودالأزمة بين فرنسابدءعلىعمر المرابطوالجزائر..
التالي
الأزمة بين فرنسا والجزائر… عود على بدء

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 7 ساعات
- الخبر
قدرات عسكرية أمريكية تنتشر في الشرق الأوسط
صرّح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، أمس الإثنين، بأن بلاده ستحمي وجودها العسكري والدبلوماسي في الشرق الأوسط بنشر "قدرات إضافية". وقال هيغسيث في حديثه لقناة "فوكس نيوز": "نحن على أهبة الاستعداد، أكدنا منذ البداية أننا موجودون بهذه المنطقة لحماية مواطنينا وقواتنا". وأكد أن القوات الأمريكية ستحمي الوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي المنتشر في منطقة الشرق الأوسط، وذلك على خلفية الاشتباك الراهن بين إيران والكيان الصهيوني. وذكر وزير الدفاع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يأمل في السلام بين الكيان وإيران والتوصل إلى اتفاق في الشأن النووي. وفي منشور على منصة "إكس" وجه هيغسيث بنشر "قدرات إضافية" في الشرق الأوسط لحماية القوات الأمريكية في المنطقة. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أمس، توجيه حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" بكامل مجموعتها الهجومية، من بحر الصين في الجنوب إلى الشرق الأوسط، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين الكيان الصهيوني وإيران. وأظهر برنامج لتتبع الرحلات الجوية، أن أكثر من 28 ناقلة تابعة لسلاح الجو الأميركي أقلعت من قواعدها منذ الأحد، وبدأت بالتحليق فوق المحيط الأطلسي، وذلك وفقاً لموقع "ذا وور زون"، وتستخدم هذه الناقلات لتزويد المقاتلات والقاذفات العسكرية الأميركية بالوقود أثناء تحليقها جواً. ودخلت يو إس إس نيمتز الخدمة عام 1976، وتعد أقدم حاملة طائرات عاملة في البحرية الأميركية ومن المقرر إخراجها من الخدمة العام المقبل 2026. وقالت "فوكس نيوز": تكمن أهمية انتشارها في الشرق الأوسط في هذا الوقت في أنها كانت في المنطقة أيضاً عام 1980 وكانت مروحياتها جزءاً من العملية الأميركية غير الناجحة آنذاك المعروفة باسم "مخلب النسر" لإنقاذ الرهائن الأميركيين المحتجزين في السفارة الأميركية في طهران.


إيطاليا تلغراف
منذ 7 ساعات
- إيطاليا تلغراف
دونالد ترامب يدعو جميع سكان طهران إلى "الإخلاء فوراً" ويغادر قمة مجموعة السبع قبل الأوان
إيطاليا تلغراف دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، جميع سكان العاصمة الإيرانية طهران إلى 'الإخلاء فوراً'. وقال ترامب على منصته الاجتماعية تروث سوشال 'كان يجب على إيران توقيع الاتفاق عندما طلبت منها التوقيع. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررتُ ذلك مراراً وتكراراً! على الجميع إخلاء طهران فوراً!'. ولم يقدّم ترامب أي تفاصيل حول منشوره. وبعد وقت قصير من التصريح، أعلن البيت الأبيض أنّ ترامب سيغادر قمة مجموعة السبع في كندا قبل يوم مما كان مقرراً، 'بسبب الأحداث في الشرق الأوسط'، فيما أفادت قناة فوكس نيوز بأنّ الرئيس الأميركي طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة عمليات. ونقلت 'رويترز' عن ترامب قوله: 'يجب أن أعود إلى واشنطن في أقرب وقت ممكن لأسباب واضحة'. وأفادت شبكة 'سي أن أن' الأميركية بأنّ رسالة ترامب بدت مُصممة لزيادة الضغط على إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقد وجّه ترامب أعضاء فريقه، بمن فيهم مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لمحاولة عقد اجتماع مع مسؤولين إيرانيين في أسرع وقت ممكن، وفقاً لما نقلته الشبكة عن شخص مطلع على الأمر ومسؤول أميركي، في إطار سعيه الحثيث لتحديد مدى جدية إيران في اللجوء إلى الدبلوماسية لحل الصراع مع إسرائيل. وبعيد الإعلان عن مغادرته كندا، أوضح ترامب أن مغادرته المبكرة لقمة مجموعة السبع 'لا علاقة لها بوقف إطلاق نار' بين إسرائيل وإيران، آخذاً بشدة على الرئيس الفرنسي تقديمه الوضع على هذا النحو. وكتب ترامب عبر 'تروث سوشال': 'الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المحب للدعاية الشخصية، قال خطأ إنني غادرت قمة مجموعة السبع في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على (وقف إطلاق نار) بين إسرئيل وإيران. هذا خطأ! لا يملك أي فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن، لكن بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق نار. بل أكبر من ذلك بكثير. إيمانويل يخطئ الفهم دائماً. إبقوا على السمع!'. وكان ماكرون قد قال، الاثنين، إنّ الرئيس الأميركي قدّم عرضاً بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقال لصحافيين خلال قمة مجموعة السبع 'هناك بالفعل عرض للقاء والتواصل. تم تقديم عرض خصيصاً للتوصل إلى وقف إطلاق نار ومن ثم بدء مناقشات أوسع نطاقاً'. وأضاف ماكرون أن محاولة تغيير النظام في إيران بالقوة ستكون 'خطأ استراتيجياً'، مردفاً 'كل من يعتقد أن الضرب بالقنابل من الخارج سينقذ بلداً رغماً عنه فهو مخطئ'. ودعا الرئيس الفرنسي إلى وقف الضربات ضد المدنيين في إيران وإسرائيل. وقال 'إذا كان بإمكان الولايات المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإنه أمر جيد جيداً'. وفيما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عن مشاركة أميركية مباشرة في الضربات ضد إيران، بالتزامن مع دوي انفجارات، ليل الاثنين الثلاثاء، في منطقة نظنز التي تضم منشآت نووية، نفى مساعد في البيت الأبيض عبر منصة إكس هذه الأنباء، قائلاً 'ليس صحيحاً أنّ الولايات المتحدة تهاجم إيران'. من جهة أخرى، قال مسؤول أميركي إنّ ترامب لن يوقّع على مسودة بيان صادر عن قادة مجموعة السبع يدعو إلى تهدئة الصراع الإسرائيلي الإيراني. وتتضمن المسودة التزاماً بحماية استقرار السوق، بما في ذلك أسواق الطاقة، وتؤكد على 'حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها'. من جانبه، قال الناطق باسم البيت الأبيض أليكس فايفر إن القوات الأميركية تحافظ على 'وضعية دفاعية' في الشرق الأوسط، مضيفاً على مواقع التواصل الاجتماعي 'سندافع عن المصالح الأميركية' في المنطقة. وفي الأثناء، قال وزير الدفاع بيت هيغسيث لقناة فوكس نيوز 'ما ترونه في الوقت الفعلي هو السلام من خلال القوة وأميركا أولاً. نحن في وضعية دفاعية في المنطقة، لنكون أقوياء، سعياً للتوصل إلى اتفاق سلام، ونأمل طبعاً بأن يتحقق ذلك'. ومع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في وقت سابق من أمس الاثنين، أنها وجهت حاملة الطائرات 'يو إس إس نيميتز' من بحر الصين الجنوبي إلى منطقة الشرق الأوسط. والاثنين، قال ترامب خلال لقائه رئيس وزراء كندا مارك كارني، على هامش اليوم الأول من قمة زعماء مجموعة السبع (G7) المنعقدة في منطقة ألبرتا الكندية، إنه يجب على إيران أن تعود إلى طاولة المفاوضات. وأضاف أن إيران ترغب في التفاوض، لكنها تأخرت كثيراً، وأن ما يجري مؤلم للطرفين، مشدداً على أن 'إيران لن تربح هذه الحرب، ويجب أن تعود إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان'، وأشار إلى أنه منح إيران مهلة مدتها 60 يوماً للعودة إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي، إلا أن طهران لم تُبدِ رغبة في التوصل إلى اتفاق.


أخبار اليوم الجزائرية
منذ 8 ساعات
- أخبار اليوم الجزائرية
صواريخ طهران تحرق تل أبيب
المواجهة العسكرية تتصاعد صواريخ طهران تحرق تل أبيب تواصل المواجهة العسكرية بين إيران والكيان الإرهابي الصهيوني تصعيدها بوتيرة متسارعة في واحدة من أكثر جولات الصراع حدّة منذ عقود مع تبادل كثيف للهجمات بين الجانبين مساء الأحد أوقع عشرات القتلى وألحق دماراً في مواقع استراتيجية فقد شنّت إيران هجوماً صاروخياً استهدف مواقع في الشمال والجنوب المحتل وأدى إلى إصابات مباشرة في مبان بمدينة حيفا واندلاع حرائق في محطة الطاقة القريبة من ميناء حيفا وأخرى في مناطق مفتوحة في القدس والشمال بينما أعلن الاحتلال عن موجة غارات استهدفت منصات صواريخ تقع غربي إيران وقصف مناطق في محافظة أذربيجان الشرقية وردّت الدفاعات الإيرانية بإطلاق المضادات الأرضية في مدينة الأهواز. ق.د/وكالات دخلت المواجهة بين الكيان الصهيوني وإيران يومها الرابع الذي شهد هجوما جديدا وصفته طهران بأنه الأقوى والأكثر تدميرا في حين أكدت مصادر من داخل الاحتلال مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بينما ووجه الرئيس الإيراني انتقادات حادة للولايات المتحدة وقال إنها تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدولية بالسماح للكيان بالاعتداء علينا . في المقابل قال جيش الاحتلال إنه شن غارات جوية على مقرات لفيلق القدس والجيش الإيراني في العاصمة طهران فيما تعهد الناطق باسم جيش الاحتلال بمواصلة التحرك شرقا لضرب التهديد النووي وبرنامج الصواريخ الإيراني. وأوضح جيش الاحتلال أن الهجمات استهدفت 20 مقرا كما أعلن تصفية قائد فيلق القدس خلال الهجمات على إيران. سياسيا قال الرئيس الإيراني إن بلاده صامدة بكل قوة ولا تخشى شيئا وطلب من شعبه الصبر على الأزمات التي فرضها الكيان المتوحش حسب وصفه. وفي تصريحات جديدة نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء صباح امس أكد بزشكيان أن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي بناء على سياسات المرشد وهذا اعتقاد راسخ لدينا . من جهته أكد بنيامين نتنياهو أن الهجوم على إيران سينتهي عندما يتم القضاء على قدراتها النووية. *طهران تتوعد من جهته توعّد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العقيد رضا صياد بأن الأيام المقبلة ستكون صعبة للغاية داعياً الصهاينة إلى مغادرة البلاد حفاظاً على أرواحهم ومؤكداً امتلاك إيران بنك أهداف استراتيجية في عمق الاحتلال. وتواصلت التصريحات المتوعدة من طهران إذ حذّر قادة عسكريون من إشعال المنطقة برمتها إذا استمر العدوان بينما تحدثت وسائل إعلام من داخل الاحتلال عن إمكانية استمرار العملية العسكرية لأسابيع بدعم ضمني من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأبلغت إيران قطر وسلطنة عمان اللتين تقومان بدور وسيط بأنها لن تتفاوض في ظل الهجوم وفق ما أفاد مسؤول مطلع على المحادثات. وقال المصدر: أبلغ الإيرانيون الوسطاء القطريين والعمانيين بأنهم لن يجروا مفاوضات جادة إلا بعد أن تستكمل إيران ردها على الضربات مع توضيح أنهم لن يتفاوضوا في ظل الهجوم . وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انفتاحه على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة في النزاع بين إيران والاحتلال الصهيوني. وأكد ترامب في الوقت نفسه أنه ليس هناك موعد نهائي لعودة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات وفق ما أفادت صحافية في شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية صباح الأحد. وأوضح الرئيس الأمريكي بحسب منشور على منصة إكس للصحافية رايتشل سكوت أنه ليس هناك موعد نهائي. لكنّ الإيرانيين يتحدثون. إنهم يرغبون في إبرام اتفاق . ودعا ترامب إيران الجمعة إلى إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي فيما كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة الأحد في سلطنة عمان لكن مسقط أعلنت السبت إلغاءها. وأفادت وكالة رويترز بأن ترامب عارض خلال الأيام الماضية خطة صهيونية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي معتبراً أن استهداف القيادة السياسية غير مطروح ما لم تُقتل أرواح أمريكية. ورغم ذلك لم يستبعد الرئيس الأمريكي تدخل بلاده عسكرياً لدعم الكيان في القضاء على البرنامج النووي الإيراني مؤكداً في منشور على منصة تروث سوشال أن الجانبين سيتوصلان إلى اتفاق قريب وأن جهوداً دبلوماسية تُبذل لتحقيق سلام دائم رغم ضراوة التصعيد القائم. *رئيس إيران: الاحتلال يسعى لضرب المسلمين واحدا تلو الآخر الى ذلك قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده لا تسعى للتسلط في حين أن الاحتلال هي من تسعى لضرب المسلمين واحدا تلو الآخر وفرض إملاءاتها عليهم. وفي تصريحات جديدة نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء صباح امس الاثنين أكد بزشكيان أن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي بناء على سياسات المرشد وهذا اعتقاد راسخ لدينا . وأضاف أن بلاده لم تكن من ترك المفاوضات (بشأن ملفها النووي) وما نطالب به هو حقنا القانوني مؤكدا أنه لا يحق لأحد أن يسلب إيران حق الانتفاع بالطاقة النووية والأبحاث التي تصب في مصلحة شعبها. في الوقت نفسه قال بزشكيان إن إيران صامدة بكل قوة ولا تخشى شيئا وتطلب من شعبها الصبر على الأزمات التي فرضها الكيان المتوحش على حد وصفه. ووجه الرئيس الإيراني انتقادات حادة للولايات المتحدة وقال إنها تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدولية بالسماح للاحتلال بالاعتداء علينا . حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة