هل وضعت الحرب التجارية أوزارها؟
بعد نزع الولايات المتحدة والصين فتيل حرب تجارية هزت أسواق المال العالمية وهددت بتباطؤ اقتصادي شامل، لا تزال الضبابية تسود في أوساط المراقبين بشأن مآلات الصراع، وما بعد انقضاء مهلة الـ 90 يوما للخفض الكبير في الرسوم الجمركية المتبادلة.
قبل الحديث عن مستقبل التجارة العالمية بعد الاتفاق والإجابة عن سؤال من الرابح والخاسر من تداعياته.. المنطق يقول أن الخاسر في الحرب دائما هو من يصرخ أو يرفع الراية أولا، فالتهدئة المؤقتة للتوترات التجارية جاءت بتنازلات من الجانبين واتفاق على خفض الرسوم بمقدار 115 نقطة مئوية لتصل الرسوم الأمريكية إلى 30% والصينية إلى 10%.
للوهلة الأولى يبدو بأن ترمب خرج رابحا، لأنه أجبر معظم دول على العالم على إعادة التفكير في شروط التجارة مع أكبر اقتصاد في العالم، وقد تكون سياسة الضغط القصوى، الذي تتبعها إدارته في السياسة والاقتصاد ناجعة في حل معضلات لا يمكن التوصل إليها عبر سياسة الدبلوماسية الناعمة، لكن واقع الحال يقول أنه التراجع عن معظم الرسوم تحت ضغوط داخلية وخارجية بضغط من أجنحة في الحزب الجمهوري الأمريكي ولوبيات الأعمال، حيث يعي المستشارون في البيت الأبيض أن الانتخابات النصفية التشريعية لا بد من التحضير لها مبكرا كي لا تأتي بمفاجئات ورود فعل عكسية على سياسات البيت الأبيض.
وحتى نكون واقعيين أكثر، لا تبدو واشنطن ولا حتى بكين جاهزتين لفك الارتباط بين أكبر اقتصادين في العالم، ولا مصلحة لطرفي المعادلة بالانفصال في عالم تجاري مهدد بتعددية الأقطاب الاقتصادية وخروج العولمة عن مسارها.
الحرب التجارية لا تبدو حتى الآن في نهاياتها، ويتوقع أن تأخذ أدوات جديدة غير سلاح الرسوم الجمركية، وهنا نتحدث عن التفوق الأمريكي الذي يفرض نفسه على دول العالم في مجالات التكنولوجيا وأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، ومن غير المنصف القول إن أمريكا تدفع ثمن سياساتها في وأد العولمة وإضعاف منظمة التجارة العالمية، التي صنعتها بنفسها.
كثير من دول العالم أصبحت على قناعة اليوم بأن عليها شراء مزيد من المنتجات المصنعة في الولايات المتحدة، وهناك قناعة أيضا بأن وجود أمريكا قوية هو ضمان للسلم والاستقرار الاقتصادي العالمي، والاتفاق التجاري بين واشنطن ولندن يتعدى أطنان اللحوم الذي سمحت بريطانيا بتصديرها إلى أسواقها، حيث سيفتح هذا الاتفاق آفاق شراكة أمريكية - بريطانية تلقي بظلالها على معادلات وسياسات المنافسة في أوروبا والغرب عموما.
في الجهة المقابلة في آسيا تبدو اليابان وكذلك جارتها كندا ضمن أكبر المستفيدين من اتفاق عادل مع أمريكا يبقي اقتصاداتها قوية بعيدا عن النزاعات التجارية التي تقوض قواعد الاقتصاد العالمي.
إدارة ترمب تركت الباب مواربا بالإبقاء على رسوم بنسبة 10% على معظم السلع البريطانية، وتسعى لإبقائها تعريفة في حدها الأدنى لمعظم الدول الأخرى، وبذلك تضع شكلا آخر أقل صدامية لعلاقاتها مع شركائها، والخلاصة إن التوصل إلى اتفاق هدنة مع الصين يشكل استدارة تكتيكية وعودة أمريكية إلى سياسة الواقعية في علاقاتها الاقتصادية الخارجية، فالحرب بين الكبار لا رابح فيها مهما كانت سجالاتها وانتصاراتها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 21 دقائق
- الاقتصادية
بقيمة كوب قهوتك اليومية .. ما الذي يمكنك شراؤه خلال عام؟
قد لا يبدو كوب القهوة اليومي عبئا على الميزانية، لكنه مع مرور الوقت يتحول إلى رقم لا يُستهان به، فكيف يمكن لعادة يومية بسيطة أن تترجم إلى خيارات شرائية ملموسة مع نهاية العام؟ بحسب وحدة التحليل المالي في "الاقتصادية"، بلغ متوسط سعر كوب القهوة المقطرة 18 ريالا، فيما وصلت قيمة الإنفاق عليه بشكل يومي إلى 6570 ريالا سنويا. هذا المبلغ يمكن من خلاله، شراء 94 ماكينة تحضير قهوة بسعر 69 ريالا للواحدة، أو 4 مكيفات سبليت بسعر 1699 ريالا للمكيف، أو 6 غسالات ملابس بسعر 1049 ريالا للغسالة. وبنفس القيمة، يمكن شراء آيفون 16 برو ماكس بـ4899 ريالا، أو 3 أجهزة لاب توب هواوي Core i5 بـ1999 ريالا للجهاز، أو 4 شاشات تلفزيون 70 بوصة بـ1699 ريالا للشاشة. وأيضا بالقيمة نفسها، يمكن شراء 3 أجهزة بلاي ستيشن 5 بسعر 2079 ريالا للجهاز، أو 4 أجهزة نينتندو سويتش بسعر 1499 ريالا للجهاز. في نهاية المطاف، الوعي بالتكرار المالي اليومي يمكن أن يعيد تشكيل أولويات الإنفاق على المدى الطويل، وذلك عبر إنفاق مبلغ صغير بشكل مستمر. يذكر أن وحدة التحليل المالي استندت في تقريرها إلى بيانات أسعار متاجر متخصصة في القهوة، مثل (بيلونج، خطوة جمل، فليم، عنوان القهوة، نمق، كويارد، ميد ساج، كارف، نسج القهوة، بيكا، عنبر، IK، هجين، إكسير البن، كيرف، كيكتسرز)، إضافة إلى أسعار الأجهزة من موقع اكسترا. وحدة التحليل المالي


الاقتصادية
منذ 21 دقائق
- الاقتصادية
كيف ينعكس تخفيض الجدارة الائتمانية لأمريكا على "امتيازها الباهظ"؟
ارتفعت عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل بعد أن أصبحت موديز آخر وكالة تصنيف ائتماني تُخرج الولايات المتحدة من قائمتها الخاصة بالمقترضين الرئيسيين. أدى تخفيض ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني الأمريكي في 2011 إلى ارتفاع سندات الخزانة الأمريكية، حين سعى المستثمرون -خلافا للمتوقع- إلى البحث عن ملاذ آمن في السندات الحكومية. إلا أن الوضع اليوم يبدو مختلفًا، مع تزايد المخاوف بشأن تفاقم العجز وقرب تخفيضات الضرائب. وفقا لمجلة "فورتشن"، فإن تخفيض موديز للتصنيف الائتماني الأمريكي يوم الجمعة لم يكن مفاجئا لكثيرين في وول ستريت، أو واشنطن حتى وزير الخزانة، سكوت بيسنت، حاول التقليل من شأنه بوصفه "مؤشرا متأخرا". كانت الصدمة أضعف كثيرا مما كانت عليه قبل 14 عامًا، عندما أصبحت ستاندرد آند بورز أول وكالة تصنيف ائتماني تخفض الجدارة الائتمانية لأمريكا. هذه المرة جاء رد فعل سوق السندات أكثر اعتدالا. هدأت موجة بيع طفيفة في سندات الخزانة الطويلة الأجل يوم الاثنين، ولا تزال العائدات -التي ترتفع مع انخفاض سعر السند- في مستوى مرتفع وسط مخاوف من أن تؤدي تخفيضات ضريبية واردة في مشروع قانون جمهوري إلى تفاقم العجز الفيدرالي المتضخم أصلًا. مشروع القانون الذي قدر مكتب الميزانية في الكونجرس أنه سيضيف 4.5 تريليون دولار إلى العجز حتى 2034، كان هو المبرر الذي دفع موديز إلى إخراج الولايات المتحدة من قائمة المقترضين الرئيسيين – التي ظلت فيها منذ أن أصدرت الوكالة أول تصنيف للسندات الحكومية 1919. ويعني انخفاض التصنيف أنَّ من المرجح أن يكون لصقور الجمهوريين نفوذا أكبر، في الوقت الذي يتوجه فيه مشروع القانون إلى مجلس النواب، ثم إلى مجلس الشيوخ. كتب جيم ريد، رئيس قسم الأبحاث الكلية العالمية في دويتشه بنك، في مذكرة صباح الاثنين: "هناك شيء واحد يبرز، هو أنه في هذه المرحلة لا توجد أي علامات على ضبط جدي للعجز". ليس سراً أن الدين الوطني في الولايات المتحدة يمضي على مسار غير مستدام، خاصة بعد إنفاق سخي من جانب إدارتي ترمب وبايدن السابقتين. وفقا لمكتب الميزانية في الكونجرس، العجز الفيدرالي للسنة المالية 2025 يبلغ 1.9 تريليون دولار، أي 6.2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أكبر عجز في تاريخ البلاد خارج زمن الحرب أو الركود. وتتوقع موديز أن يمثل الدين الذي يحمله الجمهور 134% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035، مقارنة بـ98% اليوم. كتب ريد: "المجهول الكبير هو عندما ينقلب كل شيء (...) الامتياز الباهظ للولايات المتحدة -قدرتها على الاقتراض بأقل من القيمة العادلة- يتآكل تدريجيا. نظرا لمكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية، وثقة المستثمرين بأن الحكومة الأمريكية ستسدد فواتيرها دائمًا، تقترض الولايات المتحدة بأسعار فائدة أفضل ما تسمح به ماليتها الأساسية. ويشير الخبراء عادةً إلى هذا الوضع بالامتياز الباهظ". يُقدّر دويتشه بنك أن هذا "الامتياز" خفض تكاليف الاقتراض الأمريكية نحو 70 نقطة أساس. لكن إذا أدى عدم الاستقرار السياسي، أو العجز المتزايد إلى تزايد الشكوك في سمعة سندات الخزانة الأمريكية بوصفها ملاذا آمنا، فمن شأن ذلك أن يضع ضغوطًا تصاعدية على أسعار الفائدة على الرهن العقاري، وقروض الشركات الصغيرة، وغيرها من أنواع الاقتراض الشائعة.


مباشر
منذ 25 دقائق
- مباشر
ترامب يهاجم سياسات بايدن بشأن الهجرة ويفتخر بأكبر خفض ضريبي في تاريخ أمريكا
مباشر: انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سياسات الهجرة التي تنتهجها إدارة الرئيس جو بايدن، متهماً إياها بفتح الحدود أمام المجرمين والمهاجرين غير الشرعيين. وقال ترامب في تصريحات له، اليوم الثلاثاء: "بايدن فتح حدودنا أمام المجرمين والمهاجرين غير الشرعيين، وهناك الكثير منهم يحصلون على خدمات دون مقابل"، مشيرًا إلى أن تلك السياسات تُحمّل دافعي الضرائب أعباء إضافية. وفي الشأن الاقتصادي، أكد ترامب أن مشروع التمويل الذي قدمه خلال فترة رئاسته يمثل "أكبر خفض للضرائب في تاريخ البلاد"، معتبرًا أنه إنجاز بارز لخدمة المواطنين. وشدد، على أن إدارته كانت تسعى دائمًا إلى معاملة الشعب الأمريكي بمساواة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا