
صحة الحوض عند الرجال: الجانب المُهمل في الطب الذكوري
عندما يواجه الرجال مشكلات مثل السلس البولي، أو آلام الحوض المزمنة، أو حتى ضعف الانتصاب، تتجه الأنظار مباشرة نحو البروستاتا كمتهم رئيسي. وفي كثير من الحالات، تبدأ الفحوصات والعلاجات بناءً على هذا الاعتقاد، دون التوقف عند السبب الأعمق والأكثر شيوعًا مما يعتقد: ضعف عضلات الحوض. ورغم أن هذا الضعف يناقش عادة في سياق صحة النساء، خصوصًا بعد الولادة، إلا أن تأثيره على الرجال لا يقل أهمية ولا شدة، ومع ذلك نادرًا ما يُسلّط عليه الضوء في الأوساط الطبية والإعلامية.
تُعرف عضلات قاع الحوض بأنها مجموعة من العضلات التي تمتد كالدعامة بين عظام العانة والعصعص، وتشكل قاعدة للأعضاء السفلية في الجسم مثل المثانة، المستقيم، والبروستاتا. وتتحكم هذه العضلات بعمليات الإخراج والتبول والانتصاب، إضافة إلى دورها في دعم العمود الفقري وأسفل الظهر. عند ضعف هذه العضلات، تتأثر تلك الوظائف الحيوية، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة ومحرجة قد تؤثر في جودة حياة الرجل النفسية والجسدية.
هذا وهناك عدة عوامل قد تؤدي إلى ضعف عضلات الحوض لدى الرجال، منها التقدم في العمر، الجلوس لفترات طويلة، ضعف النشاط البدني، زيادة الوزن، أو الخضوع لجراحات في منطقة الحوض، مثل استئصال البروستاتا. كذلك، فإن التوتر والضغط النفسي المزمن يمكن أن يؤدي إلى توتر عضلي دائم في تلك المنطقة، ما يضعف الأداء العضلي الوظيفي بمرور الوقت.
من أبرز الأعراض التي قد تشير إلى ضعف عضلات الحوض: السلس البولي خصوصًا عند العطس أو الضحك أو ممارسة الرياضة، الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل، آلام في أسفل الظهر أو الحوض، وصعوبة في الانتصاب أو الحفاظ عليه. وللأسف، يتم غالبًا ربط هذه الأعراض بمشكلات البروستاتا أو الأعصاب، دون التفكير بإمكانية أن تكون عضلات الحوض هي السبب الجذري.
إنّ التشخيص الدقيق يتطلب تقييمًا متخصصًا من قبل طبيب مسالك بولية أو معالج فيزيائي متخصص في صحة الحوض. يشمل ذلك الفحص السريري وتقييم قوة العضلات وقدرتها على الانقباض والاسترخاء. وفي بعض الحالات، قد يُستخدم تخطيط كهربي للعضلات أو التصوير بالموجات فوق الصوتية للتأكد من مدى قوة العضلات وتنسيقها.
أما الخبر الجيد، فهو أن معظم حالات ضعف عضلات الحوض يمكن تحسينها أو علاجها بالكامل من خلال تمارين تقوية مخصصة، تُعرف باسم "تمارين كيجل للرجال". هذه التمارين تستهدف عضلات قاع الحوض تحديدًا، وتُنفذ بطرق مدروسة تدريجيًا بإشراف مختصين. كما يُمكن أن يُوصى بالعلاج الفيزيائي الذي يشمل تحفيزًا كهربائيًا، وتقنيات التنفس، وتمارين لتحسين التحكم العضلي.
إلى جانب ذلك، تُعدّ تغييرات نمط الحياة مثل فقدان الوزن، تجنّب الإمساك، ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنّب الجلوس الطويل من العوامل المساعدة في تقوية هذه العضلات والوقاية من مشاكلها مستقبلاً.
إلى ذلك، إنّ ضعف عضلات الحوض عند الرجال ليس أمرًا محرجًا، بل هو حالة طبية تستدعي الوعي والعلاج الصحيح. تجاهلها لا يؤدي فقط إلى تفاقم الأعراض، بل قد يؤثر في ثقة الرجل بنفسه وعلاقاته اليومية. لذلك، فإن تسليط الضوء على هذا الموضوع، ودمجه في برامج التوعية الصحية الموجهة للرجال، هو خطوة ضرورية نحو صحة أفضل، وجودة حياة أعلى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
جولة تفقديّة لوزير الصحة على مُستشفيات النبطيّة: مُلتزمون دعم وتطوير كلّ القطاعات رغم الإعتداءات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب جال وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين على المستشفيات الحكومية والخاصة في مدينة النبطية، في اطار جولة جنوبية له هي الاولى له للمنطقة، رافقه رئيس دائرة المستشفيات في الوزارة هشام فواز والمستشار الاعلامي رضا الموسوي. وكانت محطته الاولى في مستشفى نبيه بري الحكومي، حيث عقد لقاء في قاعة المحاضرات تخلله البحث في وضع المستشفى واحتياجاتها والمشاكل التي عانت منها، وخصوصا في فترة عدوان الـ 66 يوما. وقال ناصر الدين: "ان شاء الله منذ اليوم الاول كما كان خطاب القسم والبيان الوزاري، الدولة ملتزمة امام ابنائها وامام جميع ابنائها، والجنوب هو الاصل وهو عنوان هذا الوطن، وهو البوصلة وهو القضية الام، وامام العدوان المستمر وامام الاعتداءات المتكررة، وامام عدو همجي لا يراعي اتفاقيات ولا مواثيق، فمن واجب الدولة ان تقف وتلتزم امام مواطنيها"، مضيفا "زيارتي تحمل طابعا معنويا، وبالنسبة لي ان اكون بين اهلي وناسي ووالدتي وزوجتي جنوبية، وجئت لاشعر وألمس المعاناة التي اسمعها من الناس ومن مدراء المستشفيات الذين ألتقيهم في الوزارة يوميا، عن القطاع الصحي الذي يعاني ما عاناه خلال العدوان ويستمر بالمعاناة". وتابع: "اما رمزية الزيارة هي كوزير للصحة، زرت مرجعيون وحاصبيا وميس الجبل واقول ان هذا الجنوب يستحق منا كدولة ان نقف الى جانبه وندعمه. ونحن عنواننا جامع ولا يمكن ان نستثني احدا. والتزامنا امام مستشفى كبير قام بدور انساني كبير، وسمعت خلال العدوان الكثير من القصص والبطولات عنه، ومنها الممرضة التي ولدت هنا ورفضت ان تغادر وتترك عملها وغيرها من القصص التي من واجبي كوزير ان اكرم هؤلاء الابطال من اطباء وممرضين وموظفين ومسعفين، هم وغيرهم من الابطال في القطاع الصحي في الجنوب، والانسانية ورسالتنا الطبية والجميع يعرف انها تحمل هم انساني". وقال: "هدفنا اليوم ليس فقط دعم المستشفيات الحكومية، بل دعم المواطن الذي يلجأ الى هذه المستشفيات الحكومية والذي لايوجد لديه جهة تغطيه، او تضمنه او لديه قدرة مادية لكي يتعالج في الكثير من المستشفيات ومنها بعض المستشفيات الخاصة". بعد ذلك، جال ناصر الدين في اقسام المستشفى، لينتقل بعدها الى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول، وعقد لقاء تخلله عرض فيلم عن العدوان "الاسرائيلي" الذي استهدف المستشفى مباشرة وفي محيطها خلال حرب الـ 66 يوما وخلف اضرارا كبيرة فيها. وتحدث ناصر الدين عن خطة وزارته لدعم المستشفيات وخاصة في ظل العدوان المستمر، "فموازنة الوزارة امام حجم المطالب والحاجات قليلة جدا وغير عادلة، ولكن نحاول ان نكون على مسافة واحدة من الجميع ونحن زرنا العديد من المناطق ومستشفياتها، ونأمل ان نحقق ما طالبتمونا به ونأمل رفع سقف التغطيات في العديد من الاعمال الطبية". وكانت جولة لناصر الدين في بعض اقسام المستشفى، ثم انتقل الى مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية، حيث قال ناصر الدين "شراكتنا معكم مستمرة وسنقدم ما يتوجب علينا من خدمات وفواتير طبية. ونحاول ان نسدد كل الفواتير خلال 6 اشهر بعد تقديم الفواتير المثلى، ومستشفى النجدة رائدة في العمل الطبي والوقوف الى جانب اهلها". مرجعيون وكانت جولة لوزير الصحة في مستشفى مرجعيون الحكومي، وذلك خلال جولة تفقدية على عدد من المستشفيات الجنوبية، إستُهلت بمستشفى حاصبيا الحكومي، من أجل تحديد سبل الدعم لهذه المستشفيات. والتقى ناصر الدين، برئيس مجلس الإدارة المدير العام لمستشفى مرجعيون الحكومي الدكتور مؤنس كلاكش، والكادر الطبي والإداري في المستشفى، واطلع على سير العمل واحتياجات المستشفى، كما ناقش سبل تطوير وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في المنطقة. وقال وزير الصحة: "نحن في الحكومة والوزارة، ملتزمون دعم وتطوير كل القطاعات، رغم التدمير الممنهج والإعتداءات، ودعم صمود الاهالي في هذه الظروف الصعبة، هو من الأولويات الملقات على عاتقنا، وواجبنا تقديم الخدمة الإستشفائية في المستشفيات الحكومية للذين يحتاجونها، بخاصة في قرى الأطراف في الجنوب، وأنا أدرك جيداً معنى هذا الأمر". وفي إطار تنفيذ الخطة الإستراتيجية للصحة، ولدعم المستشفى الحكومي، تعهد وزير الصحة بدعم مستشفى مرجعيون الحكومي، مقدماً مجموعة من الأجهزة الحديثة والمعدات المتطورة: جهاز Radiography يعمل بالأشعة السينية، وجهاز الناضور (المنظار) الجراحي الذي يُستخدم في العمليات الجراحية، جهاز mammography لتصوير الثدي، جهاز "بانوركس" لالتقاط صورة بانورامية شاملة للفكين والأسنان. ووعد ناصر الدين، بـ"وضع كل طاقاته وامكاناته الشخصية، لدعم وتطوير المستشفى، وأعلنها بصراحة لرئيس المستشفى الدكتور كلاكش، بأنه لا يعده في ما خص تجهيز وتأهيل المستشفى الجديد، نظراً للإمكانات المحدودة في الوزارة".


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
الصرع: أعراضه المبكرة وتداعياته على الفئات الأكثر عرضة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يعتبر الصرع من الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وينتج عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ يؤدي إلى نوبات متكررة من التشنجات أو فقدان الوعي أو تغيرات مؤقتة في السلوك أو الإحساس. يتسم الصرع بتنوع أعراضه وشدتها، ويختلف تأثيره على الحياة اليومية حسب نوع النوبات ودرجة السيطرة عليها. لذلك، فإن فهم تداعيات المرض والعلامات المبكرة له يمثل خطوة أساسية نحو التشخيص المبكر والعلاج الفعال، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى وتقليل المضاعفات. تبدأ أعراض الصرع غالبًا بعلامات مبكرة يمكن ملاحظتها إذا كان هناك وعي كافٍ بها، منها التشنجات العضلية المتكررة التي قد تكون مصحوبة بفقدان الوعي، والحركات اللاإرادية المفاجئة، بالإضافة إلى تغيرات في الإدراك أو السلوك مثل الهلوسة أو فقدان الذاكرة المؤقت. كما يمكن أن تظهر أعراض أقل وضوحًا، مثل الارتباك لفترات قصيرة أو الإغماء المتكرر. من الضروري التمييز بين هذه الأعراض وغيرها من الحالات الطبية المشابهة، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب المختص بمجرد ظهور أي من هذه العلامات للقيام بالفحوصات اللازمة، مثل تخطيط الدماغ (EEG) والتصوير بالرنين المغناطيسي، لتأكيد التشخيص. هذا وتتفاوت الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالصرع، وتشمل الأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ أو تاريخ عائلي للمرض. فعلى سبيل المثال، يعتبر الأطفال المصابون بمضاعفات الولادة أو الأمراض العصبية التنكسية أكثر عرضة للإصابة بالصرع، كما يزيد خطر الإصابة عند الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات دماغية أو التهابات في الجهاز العصبي مثل التهاب السحايا. إضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في بعض أنواع الصرع، حيث يمكن أن يكون المرض وراثيًا في بعض العائلات، مما يزيد من الحاجة إلى المراقبة الدقيقة للأفراد المعرضين. إلى ذلك تتعدد تداعيات الصرع، فتشمل التأثيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية على المريض. فمن الناحية الجسدية، قد يعاني المرضى من إصابات نتيجة للنوبات، مثل كسور العظام أو إصابات الرأس، بالإضافة إلى التعب الشديد بعد النوبة. أما من الناحية النفسية، فيمكن أن يؤدي الصرع إلى القلق والاكتئاب، نتيجة للخوف المستمر من حدوث نوبات مفاجئة. اجتماعيًا، قد يواجه المرضى صعوبات في الدراسة أو العمل، وكذلك في بناء العلاقات الاجتماعية بسبب وصمة العار المرتبطة بالمرض في بعض المجتمعات. لذلك، من المهم توفير دعم نفسي واجتماعي متكامل بجانب العلاج الطبي. إنّ علاج الصرع يتطلب متابعة دقيقة من قبل الفريق الطبي المختص، ويشمل استخدام الأدوية المضادة للصرع التي تساعد في تقليل تكرار النوبات وشدتها. في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، قد يتم اللجوء إلى جراحات دماغية أو تحفيز الأعصاب. بالإضافة إلى ذلك، يلعب نمط الحياة الصحي دورًا هامًا في السيطرة على المرض، مثل الحفاظ على نظام نوم منتظم، تجنب المحفزات المعروفة للنوبات كالضغط النفسي والتوتر، والابتعاد عن تناول الكحول أو المخدرات. التوعية المستمرة حول المرض وكيفية التعامل معه تسهم في تقليل المضاعفات وتحسين نوعية حياة المرضى وأسرهم. أخيراً، يُعد الصرع حالة صحية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا لتداعياته وأعراضه المبكرة، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للإصابة. التشخيص المبكر والعلاج المناسب، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، يمكن أن يحسن بشكل كبير من حياة المرضى ويخفف من العبء الذي يفرضه المرض على الأسرة والمجتمع. لذا، تبقى التوعية والبحث العلمي المستمران من أهم السبل لمواجهة هذا المرض وتحقيق نتائج أفضل في العلاج والرعاية.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
التوتر على المائدة: كيف يدفعنا القلق إلى الإفراط في الأكل؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في عالم اليوم السريع والمتطلب، أصبح التوتر جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. سواء كان ناجمًا عن ضغط العمل، أو المشكلات العائلية، أو القلق المالي، فإن التوتر يؤثر بشكل مباشر على صحتنا النفسية والجسدية. من بين أبرز السلوكيات التي تظهر كردّ فعل للتوتر هي الإفراط في تناول الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. فما الذي يربط بين التوتر وتلك الرغبة المفاجئة في الأكل المفرط؟ وهل هي مجرد عادة سيئة، أم أنها ظاهرة نفسية-فسيولوجية لها جذور أعمق؟ عندما يتعرض الإنسان للتوتر، يفرز الجسم هرمونات عدة، أبرزها الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر. يعمل هذا الهرمون على تحفيز الجسم للاستعداد لمواجهة الخطر، وهو ما يعرف بردّ فعل "الكرّ أو الفرّ". لكن في حال استمرار التوتر لفترات طويلة، فإن الكورتيزول يبقى مرتفعًا في الجسم، ما يؤدي إلى تغيّرات في الشهية. تشير دراسات علمية إلى أن ارتفاع الكورتيزول يرتبط مباشرة بزيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، كطريقة دفاعية من الجسم لتعويض الإحساس بالخطر وتوفير الطاقة اللازمة. من جهة أخرى، يرتبط التوتر المزمن باضطرابات المزاج، مثل القلق والاكتئاب، وهي حالات غالبًا ما تدفع الإنسان إلى البحث عن "راحة مؤقتة" في الطعام. يُعرف هذا السلوك باسم "الأكل العاطفي"، حيث يتحول الطعام إلى وسيلة للهروب من المشاعر السلبية بدلاً من تلبية حاجة جسدية حقيقية. وعادةً ما ينجذب الأفراد في هذه الحالة إلى أطعمة تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون، لكونها تحفّز إفراز هرمونات السعادة المؤقتة مثل الدوبامين والسيروتونين. إنّ المشكلة لا تكمن فقط في السعرات الحرارية الزائدة التي تُستهلك، بل في الدورة المغلقة التي يُحدثها هذا النمط من الأكل. فبعد تناول الطعام المفرط، يشعر الشخص بالذنب وتأنيب الضمير، مما يزيد من التوتر، ويؤدي بالتالي إلى نوبة أكل أخرى، وهكذا دواليك. تتحول هذه الحلقة إلى نمط حياة مدمر يؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، فضلًا عن تدهور الصحة النفسية. ولمواجهة هذه الظاهرة، لا يكفي فقط التركيز على تنظيم النظام الغذائي، بل من الضروري معالجة جذور التوتر ذاته. يمكن أن تساعد تقنيات إدارة التوتر مثل التأمل، وتمارين التنفس العميق، واليوغا، والمشي المنتظم، على تقليل مستويات الكورتيزول وتحسين المزاج. كما أن اللجوء إلى الدعم النفسي، سواء من خلال جلسات العلاج السلوكي المعرفي أو مجموعات الدعم، يُعد خطوة مهمة لفهم العلاقة بين المشاعر والسلوكيات الغذائية. إنّ العلاقة بين التوتر والإفراط في تناول الطعام ليست بسيطة ولا عشوائية، بل هي نتيجة تفاعل معقد بين العوامل النفسية والهرمونية والسلوكية. إن الوعي بهذه العلاقة يشكل الخطوة الأولى نحو كسر الحلقة المفرغة، وبناء علاقة صحية مع الطعام تقوم على الاستجابة لحاجات الجسد الحقيقية، لا على الهروب من ضغوط الحياة.