
مكافحة التلوث البلاستيكي.. إخفاق جنيف يعمّق الأزمة عالمياً
فشلت محادثات تهدف للتوصل إلى معاهدة دولية بشأن مكافحة تلوث البلاستيك الجمعة مع عدم توصل الدول المشاركة إلى توافق بشأن مواجهة آفة متصاعدة تهدد الكوكب بكامله.
وسعى مفاوضون ومندوبون من 185 دولة بعد انقضاء المهلة المحددة للمباحثات الخميس وطوال الليل، للبحث عن أرضية مشتركة بين دول تريد إجراءات جريئة مثل الحد من إنتاج البلاستيك، ودول منتجة للنفط تفضل التركيز أكثر على إدارة النفايات، دون التوصل لنتيجة في نهاية المطاف.
وأعربت دول عدة عن استيائها لكنها أبدت استعدادها لمفاوضات مستقبلية، رغم إجراء ست جولات من المحادثات خلال ثلاث سنوات.
وقالت كوبا "أضعنا فرصة تاريخية لكن علينا المضي قدما والتحرك بشكل عاجل. الكوكب والأجيال الحالية والمستقبلية يحتاجون لهذه المعاهدة".
بدورها اعتبرت كولومبيا أن "هذه المفاوضات كانت تتعرقل دائما من جانب عدد صغير من الدول التي ببساطة لا تريد التوصل إلى اتفاق".
ورأت توفالو، متحدثة باسم 14 من الدول الجزرية الصغيرة النامية في المحيط الهادئ، أنها تغادر خالية الوفاض مرة أخرى.
وقالت هذه الدولة، وهي جزء من أرخبيل بولينيزيا، "بالنسبة لجزرنا، هذا يعني أنه بدون تعاون عالمي وتحرك حكومي، سيستمر إلقاء ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية في محيطاتنا، ما يؤثر على نظامنا البيئي وأمننا الغذائي وسبل عيشنا وثقافتنا".
لا يمكن أن تتوقف هنا
وسعت مجموعة من الدول "الطموحة" من بينها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا والعديد من الدول الأفريقية وأمريكا اللاتينية، للتوصل إلى نص بشأن الحد من إنتاج البلاستيك والتخلص التدريجي من المواد الكيميائية السامة المستخدمة في البلاستيك.
وقالت وزيرة التحول البيئي الفرنسية أنييس بانييه-روناشيه "أشعر باستياء وغضب"، مشيرة إلى أن عدداً قليلاً من الدول "مدفوعة بمصالح مالية قصيرة الأجل" عرقلت اعتماد معاهدة طموحة.
ولم يتضح على الفور مستقبل التفاوض.
ودعت بعض الدول إلى جولة سابعة من المحادثات، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي المسودة الأخيرة "أساسا جيدا لاستئناف المفاوضات".
وشددت جنوب أفريقيا على أن المحادثات "لا يمكن أن تنتهي هنا".
وكانت المفاوضات التي انعقدت في جنيف قد بدأت في الخامس من أغسطس/آب. ودعي اليها بعد انهيار الجولة الخامسة والتي كان يفترض أن تكون الأخيرة في كوريا الجنوبية أواخر العام الماضي.
محاولة في اللحظة الأخيرة
ومع تباعد مواقف الدول، قدّم رئيس المفاوضات لويس فاياس فالديفييسو الأربعاء مسودة استناداً إلى نقاط التقارب المحدودة.
لكن سرعان ما رفضتها جميع الأطراف ما أغرق المحادثات في فوضى، إذ وجدتها الدول "الطموحة" خالية من أي تأثير، بينما قالت المجموعة المنتجة للنفط إنها تجاوزت خطوطها الحمراء.
وقدم فاياس نسخة جديدة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة. ثم عقد المفاوضون الرئيسيون اجتماعا مغلقا لبحث ما إذا كان النص يتضمن ما يكفي لمواصلة المحادثات. ولكن قبيل شروق الشمس الجمعة، أعلن اخفاق المفاوضات.
وينتج العالم أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك كل عام، نصفها مخصص للاستخدام لمرة واحدة. وبينما تُجمع 15% فقط من النفايات البلاستيكية لإعادة التدوير، يعاد تدوير 9% فقط.
وينتهي المطاف بنحو نصف هذه النفايات، أي 46%، في مكبات القمامة، بينما يُحرق 17% منها، ويُساء إدارة 22% فتتحول إلى نفايات متناثرة.
ومشكلة التلوث البلاستيكي منتشرة إلى حد كبير، حتى أن جزيئات البلاستيك الدقيقة المعروفة بالميكروبلاستيك وُجدت على أعلى قمم الجبال وفي أعماق المحيطات وحتى في أجسام البشر.
واذا لم تتخذ اجراءات عاجلة قد يتضاعف إنتاج البلاستيك المصنوع من الوقود الأحفوري ثلاث مرات تقريبا بحلول عام 2060 ليبلغ 1,2 مليار طن، بينما ستتجاوز النفايات البلاستيكية مليار طن، وفقا لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
aXA6IDEwNC4yMjIuMTg0LjE2MiA=
جزيرة ام اند امز
NL

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
وزيرة البيئة تستعرض تقريرا حول مخرجات مشاركة مصر في مفاوضات التلوث البلاستيكي
استعرضت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، تقريرا حول مخرجات مشاركة الوفد المصري برئاسة الدكتور على أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة، في الجولة الثانية من الدورة الخامسة للجنة التفاوض الحكومية الدولية (INC-5.2) لوضع صك دولي ملزم قانونًا بشأن التلوث البلاستيكي، متضمنا البيئة البحرية، والذى عقد في جنيف سويسرا، في الفترة من 5 إلى 15 أغسطس 2025، بحضور أكثر من 2600 ممثلا عن 183 دولة عضوًا و400 منظمة مراقبة، بما في ذلك جماعات بيئية، وجامعو مخلفات، وشباب. مواجهة تحدى التلوث البلاستيكي وأكّدت عوض، في بيان لها اليوم الأحد، على اهمية التوصل لاتفاق عالمي لمواجهة تحدى التلوث البلاستيكي والذي يؤثر البيئة والصحة العامة لمختلف الكائنات الحية، والذي يؤثر بدوره على التوازن البيئي واستمرار النمط المعتاد للحياة على الكوكب. وأوضحت د. منال عوض أن الوفد المصري قد ساهم برئاسة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة د/على أبو سنة وبمشاركة كل من وزارات الخارجية والبترول والثروة المعدنية والاتحاد المصري للصناعات ممثلا في كل من غرفة الصناعات الكيماوية ومكتب الالتزام البيئي، في دعم الموقف الوطني التفاوضي خلال كافة مجموعات العمل، حيث تناولت المفاوضات الموضوعات المتعلقة بالإنتاج المستدام للبلاستيك، والمواد الخام المستخدمة في تصنيع المنتجات البلاستيكية، وتحديد مسئولية عن تمويل تنفيذ المعاهدة المستقبلية. وانتهت الجولة التفاوضية إلى إتاحة الفرصة لممثلي الدول مرة أخرى للتوصل إلى اتفاق من خلال جولة اخرى سيحدد موعدها لاحقا، للوصول إلى اعتماد معاهدة جديدة لإنهاء التلوث البلاستيكي. فى سياق أخر عقد رئيس جهاز شئون البيئة عدد من اللقاءات الثنائية مع ممثلي دول ألمانيا والنرويج وأمريكا وبنجلاديش والمملكة المتحدة، إضافة إلى المشاركة في اجتماعات المجموعات الإقليمية للاتفاق على آليات العمل مثل المجموعة الافريقية والمجموعة العربية ومجموعة العقول متشابهة الفكر، إلى جانب المشاركة في الشق الوزاري في الفترة من 12-13 أغسطس 2025 نيابة عن وزيرة البيئة. تأتي أهمية الانتهاء إلى نص توافقي في ظل الحاجة الملحة لمواجهة تلوث البلاستيك كتحدٍ بيئي يتفاقم بسرعة كبيرة، وهو ما يتوجب معه التفاعل على نفس القدر من السرعة والمسئولية من خلال حلول جماعية.


العين الإخبارية
منذ 8 ساعات
- العين الإخبارية
تسوية حرب أوكرانيا.. مقترحات على طاولة «تحالف الراغبين»
ينعقد، الأحد، مؤتمرا عبر الفيديو بين قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ودول أخرى في إطار ما يُعرف بـ«تحالف الراغبين»، لمناقشة آفاق تسوية الحرب في أوكرانيا. يأتي هذا في وقت استبعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقفًا فوريًا لإطلاق النار، مشيرًا إلى أنه يسعى مباشرة إلى «اتفاق سلام» مع موسكو، وذلك غداة قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. مقترحات أمنية ودبلوماسية وسيشارك في المؤتمر الافتراضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، إلى جانب ممثلي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وكندا، حيث يتوقع أن تتركز المناقشات على الضمانات الأمنية التي قد تُمنح لكييف في إطار أي اتفاق محتمل. وكان ترامب قد اقترح منح أوكرانيا ضمانات أمنية مستوحاة من نظام الردع الجماعي لحلف «الناتو»، لكن من دون انضمامها رسميًا إلى الحلف، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا مباشرًا لحدودها. بدورها، أوضحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنّ أي مسار للتسوية يتطلب صياغة «بند للأمن الجماعي» يسمح لجميع الشركاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، بالتحرك إذا تعرضت أوكرانيا لهجوم جديد. عودة بوتين وقدّمت قمة ألاسكا الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة للعودة إلى الساحة الدبلوماسية الدولية بعد عزلة أعقبت غزوه أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، من دون أن تُسفر القمة عن وقف للأعمال القتالية أو فرض عقوبات إضافية على موسكو. وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد أبدى ترامب استعدادًا للنظر في مقترحات روسية، من بينها تعزيز نفوذ موسكو في شرق أوكرانيا. وتطالب روسيا بأن تغادر القوات الأوكرانية منطقة دونباس، ما يعني عمليًا تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك، مع تجميد القتال في جبهتي خيرسون وزابوريجيا جنوب البلاد. وكانت موسكو قد أعلنت ضم هذه المناطق الأربع في سبتمبر/أيلول 2022، رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل. ومن المقرر أن يستقبل ترامب، غدًا الاثنين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، في زيارة يترقبها المجتمع الدولي. وأكد زيلينسكي أنه غير قادر دستوريًا على تقديم أي تنازلات إقليمية، محذرًا في الوقت نفسه من أن رفض موسكو لوقف إطلاق النار «يعقّد الوضع أكثر». معادلات الحرب والسلام وبعد 3 سنوات ونصف من الحرب التي تُعد الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يسيطر الجيش الروسي على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك معظم لوهانسك وأجزاء واسعة من دونيتسك، فيما تبقى مراكز حضرية رئيسية في خيرسون وزابوريجيا تحت سيطرة كييف. ويرى حلفاء أوروبيين لأوكرانيا أن تخلي ترامب عن خيار وقف إطلاق النار يصب في مصلحة بوتين، ويعتبرون هذه المقاربة مجرد وسيلة تمنح موسكو وقتًا إضافيًا لتوسيع نفوذها. مع ذلك، شدد ترامب على شبكته الاجتماعية «تروث سوشال» أن «التوجه مباشرة إلى اتفاق سلام هو الخيار الأفضل لإنهاء الحرب»، مشيرًا إلى أن اتفاقات وقف إطلاق النار غالبًا ما تفشل في الصمود. ولمّح الرئيس الأمريكي إلى إمكانية عقد قمة ثلاثية تجمعه ببوتين وزيلينسكي إذا «سارت الأمور على ما يرام»، رغم التوترات التي رافقت لقاءاته السابقة مع نظيره الأوكراني. FR


البوابة
منذ 16 ساعات
- البوابة
بعد قمة ألاسكا.. الاتحاد الأوروبي يطرح مبادرة لعقد لقاء ثلاثي
دعا قادة الاتحاد الأوروبي إلى عقد قمة ثلاثية لبحث إحلال السلام في أوكرانيا وإنهاء الحرب، مؤكدين دعمهم لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى إبرام اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وبحسب بيان صادر عن مفوضية الاتحاد الأوروبي فقد أبلغ القادة في بيان مشترك هذا المطلب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. وقالوا إن عقد قمة ثلاثية حول أوكرانيا سيعزز من احتمالات السلام في أعقاب القمة الثنائية التي شهدتها الاسكا الجمعة الماضي بين ترامب وبوتين. وجاء في بيان قادة الاتحاد الأوروبي أنهم مستعدون للدفع باتجاه عقد قمة ثلاثية تجمع قادة أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة معا. كما جاء في البيان تأكيد من قادة الاتحاد الأوروبي على أن إبرام أي اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا هو قرار أوكراني أولا وأخيرا إلا إنهم أشاروا إلى ضرورة "ألا تكون القوة المسلحة وسيلة لتغيير حدود الدولة". وجاء بيان قادة الاتحاد الأوروبي حاملا توقيعات كل من ارسولا فوندر لاين مفوضة الاتحاد الأوروبي، ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، وجورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية، وكير ستارمر رئيس الحكومة البريطانية. كما وقع البيان رئيس فنلندا ورئيس وزراء بولندا وانطونيو كوستا رئيس المفوضية الأوروبية. ومن المقرر بحسب مفوضية الاتحاد الأوروبي عقد لقاء بالفيديو كونفرنس بين قادة من الاتحاد الأوروبي والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي اليوم الأحد لمناقشة قضيه إحلال السلام في أوكرانيا. كما عبر القادة الأوروبيون في بيانهم عن تقديرهم للجهود الأمريكية لإحلال السلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا متطلعين إلى إبرام اتفاق سلام صلب يضمن المصالح الحيوية للجميع.