logo
خطاب البرهان وتجريب المجرب

خطاب البرهان وتجريب المجرب

التغيير١٠-٠٢-٢٠٢٥

1
أشار خطاب البرهان أمام مؤتمر لقوى سياسية داعمة للجيش بتاريخ: السبت 8 فبراير 2025 الى عفو عن كل سياسي يتخلى عن دعمه السياسي لمليشيا الدعم السريع، ولا مكان للتنسيقية ما لم توقف دعم التمرد وسنرحب بكل من يصحح موقفه من السياسيين'. وأشار إلى أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير برسالة أخرى، نبههم فيها بأن كل من يحارب بجانب الجيش تحت لافتة سياسية عليه إلقاء السلاح، متعهداً بعدم منح فرصة لحزب البشير للحكم مرة أخرى على أشلاء شعبنا، واعلن عن نيته تعيين رئيس وزراء مدني بالتوافق لتشكيل حكومة من التكنوقراط خلال الفترة المقبلة.
خطاب البرهان يواصل تجريب المجرب الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب، ويأتي للاستهلاك ونتيجة للضغوط الاقليمية والدولية، والمراوغة ونقض العهود والمواثيق التي عرفت عنه منذ انقلاب اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ في 11 أبريل 2019، وفي مجزرة فض الاعتصام بعد تصريحاته بعدم فضه، وخرق الوثيقة الدستورية التى شبعت خرقا وموتا حتى القضاء عليها بانقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي أدي للحرب اللعينة الجارية حاليا، وما تم فيها من جرائم الحرب من الطرفين المتحاربين، التي تتطلب المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، ومن عجب ان يتحدث عن عفو للمعارضين في حين أنه غارق في جرائم الحرب، فمن يحتاج للعفو؟.
2
ماعادت البلاد تحتمل مراواغات البرهان، فالمدخل للحل يكمن في:
– وقف الحرب واسترداد الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد ومن المدن والأحياء.
– حل الدعم السريع ومليشيات الكيزان وبقية المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية.
– ورفض التسوية التي تعيد الشراكة مع العسكر والدعم السريع وتعيد إنتاج الحرب بشكل أوسع من السابق، كما في المحاولات الجارية للعودة للاتفاق الإطاري مثل: مشروع 'المنامة' أو العودة لما قبل 25 أكتوبر، والإبقاء على اتفاق جوبا.
– وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي.
– عدم الإفلات من العقاب وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات.
– تحسين مستوى المعيشة التي تدهورت بعد الحرب، نتيجة انخفاض قيمة الجنيه السوداني والارتفاع الجنوني في الأسعار، وتاخير صرف مرتبات العاملين، ومواصلة قيام النقابات لتحسين أوضاع العاملين، وتوفير خدمات الصحة والدواء والتعليم، و عودة خدمات الاتصالات والانترنت، وإصلاح شبكات المياه والكهرباء التي دمرتها الحرب اللعينة، وإنقاذ العام الدراسي في التعليم العام والعالي، وإصلاح النظام المصرفي الذي زاد تدهورا بعد الحرب… الخ.
– إصلاح ما خربته الحرب، وعودة الحياة لطبيعتها، والنازحين لمدنهم ومنازلهم وقراهم، وتعويض المتضررين من الحرب، وصرف مرتبات العاملين..
– قيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم، وتحقيق السيادة الوطنية وحماية ثروات البلاد من النهب، فقد تأكد رغم الحرب يستمر التعدين ونهب موارد البلاد، وعدم اهتمام حكومة الأمر الواقع بقضايا ومناطق التعدين رغم نهب مواردها من الذهب.
مما يتطلب مواصلة الثورة، وتعمير ما خربته الحرب، وتحقيق أهداف الثورة التي حاول طرفا الحرب تصفيتها وطمس معالمها، ولكنها زادت توهجًا، وتأكد ضرورة مواصلتها حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفنانة ميادة قمر الدين تسخر من ذكرى الثورة وتتراجع بعد الهجوم الإسفيري
الفنانة ميادة قمر الدين تسخر من ذكرى الثورة وتتراجع بعد الهجوم الإسفيري

التغيير

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • التغيير

الفنانة ميادة قمر الدين تسخر من ذكرى الثورة وتتراجع بعد الهجوم الإسفيري

تعرضت الفنانة السودانية ميادة قمر الدين لهجوم 'اسفيري' من قبل مرتادي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعد أن دونت منشورا على صحفحتها الشخصية تسخر فيه من ذكرى ثورة أبريل وسقوط المخلوع عمر البشير قبل أن تحذف المدونة لاحقا. الخرطوم ـــ التغيير وكتبت قمر الدين : «حديقة 6 أبريل ليه كمان عاملين ليها يوم ومحتفلين بيها ؟ في إشارة مبطنة للسخرية من ذكرى ثورة أبريل التي احتفل بها الثوار على مواقع التواصل الاجتماعي». وعرفت ميادة بتلون مواقفها طبقا لمصالحها الشخصية حيث كانت من المؤيدين لثورة ديسمبر المجيدة في بادئ الأمر قبل أن تهاجمها. وسبق أن ظهرت ميادة في برنامج تلفزيوني في 2020 تهاجم فيه الحكومة الانتقالية وتستعرض ما أسمته بفشلها في ادارة أزمات الوقود والخبز والكهرباء. وأنتجت قمر الدين أغنية وقتذاك تشكو فيها من سوء الحال على الرغم من أنها طيلة فترة النظام البائد لم تتجرأ على التحدث عن الفساد المستشري وأزمات المعيشة والحريات وغيرها. وإبان الفترة الانتقالية خرجت ميادة قمر الدين بأغنية تتحسر فيها على أيام الرئيس المخلوع عمر البشير وتهاجم منسوبي قوى إعلان الحرية والتغيير بالقول بإنهم يرتدون البذلات النظيفة وقلوبهم متسخة. تناقض قمر الدين وتلون مواقفها ظهر جليا بعد أن كانت مناصرة للثورة حيث كتبت وقتذاك في 2022 (تنحنى هامتى أمام سطوة النضال… وأصغى بقلب صاغر لصوت الثورة وهتافات الرجال… أقدم فروض إحترامى عاماً تلو عام لكل الذين ضحوا من أجلنا… ويظل رأسى فى إنحنائة نحو الأرض المتشربة بالدماء الطاهرة حتى يستقيم الحال. مليونيه_30يونيو. وعادت الفنانة المثيرة للجدل لتنقض غزلها بيديها في حوار تلفزيوني مؤخرا بالقول : قوى الحرية والتغيير لم تنفذ شعاراتها حيث رددوا بأن الطلقة ما بتقتل، بقتل سكات الزول، لكنهم هربوا بعد قيام الحرب. حديث ميادة وجد سخرية لاذعة حيث اعتبر ناشطون أنها غير مدركة لعبارات الثورة ومفاهيمها وفي نفس الوقت متلونة لا تثبت على موقف. وفي ذات الحوار وقعت ميادة في خطأ حين خلطت مفهوم الثكنات العسكرية حيث قالت: اذا ذهب العسكر للثكنات لمات جميع الشعب حينها، وهو ما جعل بعض المعلقين في فيسبوك يتهمونها بالجهل. وواصلت ميادة في تناقضاتها حيث ذكرت في الحوار أن ثورة الانقاذ كانت في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري. وتمادت ميادة في هجومها على القوى المدنية والثورية بالقول: فى ذكرى فض الإعتصام.. وبعد أن ذالت الغشاوة عن العيون… أصبحنا نرى بوضوح أن هذه المسرحية الدموية كان يقف خلف إخراجها من وراء الكواليس مايعرف بقوى الحرية والتغيير وأذنابها). وبين احتفالها مع الجنود ودعمها للحرب واستمرارها بالاغنيات، غنت الفنانة ميادة قمر الدين (جمرة بتحرق الواطيها قلنا الروب عديل وغلبنا) ليرد عليها جمهور مواقع التواصل الداعم لإيقاف الحرب وسخر منها بالقول : (نسيتي كلامك بتاع.. تاح تاح تحسم بالسلاح؟). واعتبرت فئة أن أخذ رأي الفنانات غير المثقفات في أمور الدولة ومصير الشعب هو إحدى إفرازات الحرب، واستدلوا بجهلها في احدى منشوراتها التي اخطأت فيها في تفسير آيات القرآن الكريم بسطحية جلبت لها السخرية، يومها كتبت؛ لو كان الناس فيهم خيرا لما استعاذ منهم الله تعالى.

نسبية الإلتفاف الشعبي حول الجيش
نسبية الإلتفاف الشعبي حول الجيش

التغيير

time١٤-٠٣-٢٠٢٥

  • التغيير

نسبية الإلتفاف الشعبي حول الجيش

نسبية الإلتفاف الشعبي حول الجيش بعض الكتّاب المرموقين، وفيهم من ينشر في بعض الصحف العربية الدولية، يحاولون دائما في كتاباتهم تصوير نصف الحقيقة على أنها الحقيقة الكاملة , ويبنون سردياتهم على ذلك دون أن يضعوا أي إعتبار لنسبية ما يزعمون . من تلك السرديات المضللة في تقديري ؛ تصوير الشعب السوداني وهو ملتف حول الجيش عبر هتاف جيش واحد شعب واحد، لذلك يصبح هذا الهتاف مدعاة لتفويضه بشؤون الحكم، ولعل بعضهم يستند إلى حماد عبدالله حماد من الدندر، صاحب الترند المشهور على الوسائط ؛ وهو يفوّض الجيش السوداني إلى يوم القيامة، ويشتم بلفظ بذئ ؛ الدعّامة . صحيح هناك جزء من الشعب يفعل ذلك، ولكن ليس على الإطلاق . دعونا نعود قليلا إلى ما سبق الحرب، فقد ظلّ قسم من السودانيين/ات يلتفون حول حركات كفاح مسلّح، وبالتالي يلتفون حول جيوش غير الجيش السوداني . ومنها حركات جيش تحرير السودان في دارفور بمختلف فصائلها، وحركة العدل والمساواة بمسمياتها المتعددة، والحركة الشعبية لتحرير السودان بفصيلين على الأقل . هنا يوجد مجموعات من السودانيين لم يلتفوا حول الجيش ولم يفوضوا قائده عمر البشير بشؤون الحكم والإقتصاد . بل أكثر من ذلك ما من إتفاقية سلام أبرمت إلا وكان بند إصلاح الجيش والمنظومة الأمنية حاضرا وممهورا بتوقيعات قادة الجيش أنفسهم، هذا يعني ببساطة أنّ عطبا ما يتخلل هذه المنظومة العسكرية /الأمنية، وهو السبب في عدم إكتمال الإلتفاف الشعبي حولها كما يزعم الزاعمون الآن، إذ لم تجر عملية الهيكلة والإصلاح المنصوص عليها في آخر إتفاق للسلام المشهور بإتفاق جوبا، فهل تجاوز الناس الأعطاب التي تستوجب الإصلاح، أم أنها أصلحت تلقائيا بإنطلاق رصاصة الحرب الأولى ؟ ولأنّ عملية الإصلاح المنشود كانت تغوص عميقا في الحقيقة لتشمل العقيدة العسكرية، ودور المؤسسات الأمنية وخضوعها للسلطة المدنية .. إلخ، فهل تحقق أيا من هذه الوصفات الإصلاحية بحيث صار الجيش الآن هو الجيش الموصوف في تلك الإتفاقات , وبالتالي جاز الإلتفاف الشعبي حوله ؟ ثمّ وفي خضم الحرب نفسها، هل حاز الجيش على الإلتفاف الشعبي من كل أو معظم السودانيين أم أنّ ما يوصف بالإلتفاف حدث من بعض وفي أجزاء من البلاد . هل يمكن مثلا إعتماد هذا المعيار للشعب في الضعين أو كاودا والفولة، بل حتى في قرى شرق الجزيرة وأنحاء من شمالها، وبعض المناطق في ولاية سنار . وبعض أحياء وقرى ولاية الخرطوم . فقد إلتف جزء من الشعب حول قوات الدعم السريع في مناطق عديدة، وانضم شباب مقاتل في صفوفه وهو يخوض الحرب ضد الجيش . هذه وقائع وحقائق لا يمكن التغافل عنها لمصلحة ما يرغبه الكاتب أو الناشر لراي، فمن المنطقي الزعم بأن غالبية المواطنين في ولايات الشرق والشمال مثلا يلتفون حول الجيش، وهو إلتفاف نسبي، ويخضع في تقديري لمسألة الولاء للأعنف أكثر من كونه إلتفافا حقيقيا، مثلما هي الحالة مع الدعم السريع، ولعل الناس في ولايات الجزيرة وسنار مثلا شاهدوا بأعينهم أفراد الجيش يزاحمونهم في الكباري والطرق وهم في مهربهم نازحين ومشردين أمام جحافل الدعم السريع . فمن أين أتت فرية إلتفاف الشعب حول الجيش . إذا صدق المحللون وقالوا إنّ بعض المواطنين في الولايات التي لم تطالها قوات الدعم السريع قد استجابوا لخطة جماعة الإسلاميين ؛المؤتمر الوطني التي تهدف إلى القضاء على الثورة الشعبية السودانية , وانخرطوا في كتائب الجهاديين تحت اسم الدلع (المقاومة الشعبية) حسبما صرّح د. عبدالحي يوسف، فهذا تعبيردقيق، لأنه يعبر عن واقع معلوم . فقد تمت تعبئة هذه العناصر الجهادية بشكل سافر ضد رموز وقوى الثورة أكثر من تعبئتهم ضد قوات الدعم السريع أو المليشيا كما أطلقوا عليها، بعد أنْ كانت مولودا شرعيا من رحم الجيش , ويده اليمنى وساعده الجسور وكان أفراده يكنون بالأشاوس ويلتف الشعب حولهم ويسخر بعض الإعلاميين بمن فيهم من استوزر الآن من هتافات الشارع (الجنجويد ينحل) . هذا تاريخ قريب جدا لم تمح ذكراه من عقول الناس وإنْ كان بعضهم يتغافل ويجاهد لطرد الحقائق من ذهنه ليثبّتْ بالعافية المزاعم الراهنة . نعم، من رجحان الراي في تقديري ,أنْ يصار إلى نظر عميق في بناء دولة سودانية وطنية جديدة، الترقيع أو الترميم لا يجدي شيئا . هناك خلل أساسي في البناء الذي تهدّم بالفعل الآن . من الأفضل النقاش بموضوعية حول المعطيات الراهنة، واستدراك العبرة من تجارب الماضي للوصول إلى المستقبل، أمّا محاولة القفز مباشرة وتصور المستقبل بموجب الحاضر فقط و بنفس معطيات الماضي فهذا عبث لا طائل من ورائه، وإذا صحّ عزم الناس بإعتبار وعظة هذه الحرب في الحسبان فإنّ مسارات تفكيرهم وتحليلهم يجب أن تتجاوز السقوف البالية التي ظلوا محبوسين تحتها لعقود طويلة . ولقد لعبت قيادات الجيش نفسه أكبر الأدوار في البناء المايل وفي حبس الناس تحت سقفه البالي، فلا أقل من مواجهة الحقيقة، ومؤداها، الحكم العسكري لم يصلح حالا في الماضي والحاضر وبالضرورة لن يصلح المستقبل . الجيش يحتاج لجمة من الهيمنة على السلطة والإقتصاد والتجارة والتفرغ لمهمة بنائه كجيش بمهام وأدوار محددة ليس من ضمنها أبدا إعتماد الوثائق الدستورية أو الخوض في مناقشات سياسية مع القوى المدنية، فنتيجة هذا المسار هو ما نعيشه اليوم من واقع الإنقسام الشعبي وليس الإلتفاف، فهناك على الطرف الآخر شعب سوداني يلتف حول قوات الدعم السريع والجيش الشعبي وجيش حركة تحرير السودان، على الأقل، إلا إذا كان معيار الشعب السوداني الملتف نفسه ؛ يستبعد هؤلاء المواطنين من درجات مؤشره فيحصرها فقط في مسمى النهر والبحر , أو ما شابهها من مسميات ؛ عندئذ يبقى الوضوح مطلوب لمن يمسك قلما يسطر به رأيا يريد أن يستهدي به الناس .

خمس حقائق عن الوضع في السودان: أكبر أزمة إنسانية في العالم
خمس حقائق عن الوضع في السودان: أكبر أزمة إنسانية في العالم

التغيير

time١٥-٠٢-٢٠٢٥

  • التغيير

خمس حقائق عن الوضع في السودان: أكبر أزمة إنسانية في العالم

التغيير: وكالات تقترب الحرب المدمرة في السودان من إكمال عامها الثاني في أبريل 2025، تاركة إرثا من سوء التغذية والنزوح الجماعي للسكان وانعدام مزمن للأمن. وبينما تستعد الأمم المتحدة لإطلاق نداء إنساني للحصول على تمويل قياسي بقيمة 4.2 مليار دولار لدعم عمليات الإغاثة في البلاد، نلقي نظرة على أبرز الأشياء التي تحتاجون لمعرفتها عن الأزمة في السودان التي وُصِفت بأنها 'أكبر وأكثر الأزمات الإنسانية وأزمات الحماية تدميرا في العالم اليوم'. 1- الحرب: اشتباكات الخرطوم في 2023 تنذر بنهاية عملية السلام بحلول نهاية عام 2022، كانت هناك آمال في أن تتمخض عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة عن إدارة مدنية في السودان، بعد فترة مضطربة شهدت سقوط عمر البشير، تلاه قمع شديد للاحتجاجات التي كانت تدعو إلى حكم مدني. في ديسمبر 2022، قال الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس، 'إن الاتفاق السياسي النهائي يجب أن يمهد الطريق لبناء دولة ديمقراطية'. ومع ذلك، حذر من أن 'القضايا الخلافية الحرجة' لا تزال قائمة، لا سيما اندماج القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وتصاعدت التوترات بين الجانبين في أوائل عام 2023، واتسمت بالاشتباكات المتقطعة. لكن بداية الحرب الأهلية الحالية وقعت مع هجوم قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم في 15 أبريل 2023. وأجبر القتال، الذي امتد بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من البلاد، الأمم المتحدة على إخلاء الخرطوم، ونقل مقر عملياتها إلى مدينة بورتسودان المستقرة نسبيا والمطلة على البحر الأحمر. وأدانت الأمم المتحدة بشدة القتال ومعاناة المدنيين. ودعا الأمين العام، أنطونيو غوتيريش إلى حوار عاجل بين أطراف الصراع. ويواصل المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، دعم جهود السلام، بالتعاون الوثيق مع المنظمات الإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي. 2- الأزمة الإنسانية: أكثر من 30 مليون شخص يحتاجون المساعدات كانت الحرب كارثية بالنسبة للمدنيين في السودان. فنحو 30.4 مليون شخص ــ أي أكثر من ثلثي إجمالي السكان ــ في حاجة إلى المساعدة، من الصحة إلى الغذاء وغير ذلك من أشكال الدعم الإنساني. وأدى القتال إلى انهيار اقتصادي، مما أسفر عن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والسلع الأساسية الأخرى، الأمر الذي جعلها بعيدة عن متناول العديد من الأسر. كما أن الجوع الحاد مشكلة متنامية، حيث يواجه أكثر من نصف السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتم الكشف عن ظروف المجاعة في خمسة مواقع في ولاية شمال دارفور وجبال النوبة الشرقية. ومن المتوقع أن تنتشر المجاعة إلى خمس مناطق أخرى بحلول شهر مايو من هذا العام. المنسقة المقيمة ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمانتين نكويتا سلامي، حذرت من أن 'هذه لحظة حرجة، حيث بدأت بالفعل أجزاء من جنوب كردفان تشعر بعواقب انعدام الأمن الغذائي، إذ تعيش الأسر على إمدادات غذائية محدودة بشكل خطير، وترتفع معدلات سوء التغذية بصورة حادة'. تمت إعاقة الجهود الإنسانية بشدة بسبب انعدام الأمن، مما يفرض قيودا شديدة على الوصول الإنساني، ويعقد حركة الإمدادات ويعرض عمال الإغاثة للخطر. وعلى الرغم من المخاطر، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون الوصول إلى السكان المعرضين للخطر. وينقذ برنامج الأغذية العالمي آلاف الأرواح كل يوم، كما نجحت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في توزيع البذور على أكثر من نصف مليون أسرة خلال موسم الزراعة. وإجمالا، تلقى حوالي 15.6 مليون شخص شكلا واحدا على الأقل من أشكال المساعدة من الأمم المتحدة في عام 2024. أما النظام الصحي فهو في حالة يرثى لها، حيث تعرضت المرافق الصحية للهجوم وأُجبِر العديد من العاملين الصحيين على الفرار. ولا تزال منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تعملان، وتدعمان التحصين ضد الكوليرا والملاريا، وتنشران فرقا طبية متنقلة. 3- النزوح: نزوح جماعي يعادل إجمالي تعداد سكان سويسرا اضطرت أعداد هائلة من الناس إلى الفرار من ديارهم إلى مناطق آمنة نسبيا، سواء داخل السودان أو في البلدان المجاورة، مما فاقم عدم الاستقرار الإقليمي. ويُصنَف أكثر من ثلاثة ملايين شخص كلاجئين، ونحو تسعة ملايين كنازحين داخليا. ويفوق إجمالي عدد النازحين تعداد سكان سويسرا. ونظرا لتبدل خطوط المواجهة، كانت هناك موجات متتالية من النزوح، مما جعل مهمة الوصول إلى المحتاجين معقدة بشكل متزايد. ووصفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الوضع في السودان بأنه 'أكبر وأسرع أزمة نزوح نموا على مستوى العالم'. ويواجه النازحون، سواء بقوا في السودان أو انتقلوا إلى الخارج، انخفاضا في الوصول إلى الغذاء، وندرة الموارد الطبيعية، وقدرة محدودة على الوصول إلى الخدمات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر الأمراض مثل الكوليرا والحصبة في مخيمات اللاجئين والنازحين. وتعاني العديد من الدول المحيطة من مشاكل اقتصادية وأمنية خاصة بها، وبعضها من بين أفقر دول العالم، مع خدمات محدودة ومثقلة. المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعملان حيثما أمكن على حماية الأرواح ودعم الدول التي تستضيف اللاجئين وضمان تلبية احتياجات الفارين بكرامة. 4- انعدام الأمن: النساء والفتيات الأكثر تأثرا بالصراع تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 18,800 مدني منذ بداية الصراع، وتزداد مستويات العنف في السودان سوءا. في بداية فبراير، قُتل ما لا يقل عن 275 شخصا في أسبوع واحد فقط، وهو ما يزيد بثلاثة أضعاف عن عدد القتلى في الأسبوع السابق. ويتعرض المدنيون لقصف مدفعي وغارات جوية وهجمات بطائرات مسيرة، والمناطق الأكثر تضررا هي ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق. كما أن عمال الإغاثة كانوا هدفا للترهيب والعنف، مع تقارير تفيد بأن بعضهم اتُهِم زورا بالتعاون مع قوات الدعم السريع. ووثقت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان مجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان المروعة التي ارتكبتها كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودعت إلى إجراء تحقيقات في الانتهاكات، وتقديم الجناة إلى العدالة. وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، أوضح إدمور توندلانا، نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق لشؤون الإنسانية (أوتشا) في السودان، أن النساء والفتيات هن الأكثر تضررا من الصراع، مع ورود تقارير عن حالات اغتصاب وزواج قسري واختطاف. وأضاف: 'إذا نظرنا إلى الهجوم الأخير الذي أودى بحياة حوالي 79 شخصا في جنوب كردفان، حول كادوقلي، فإن أغلب القتلى كانوا من النساء والفتيات'. وأشار كذلك إلى أن الفتيان المراهقين معرضون أيضا لخطر كبير، مضيفا 'لا يمكن لهؤلاء التنقل بسهولة بين خطوط المواجهة. وسوف يُشتبه في أنهم يتجسسون'. وكان قد تم تجنيد أعداد كبيرة من الأطفال في الجماعات المسلحة، وأجبروا على القتال أو التجسس ضد الجانب الآخر. 5- التمويل: نحتاج إلى مليارات الدولارات يحد الافتقار إلى الأموال الكافية بشدة من قدرة الأمم المتحدة على مساعدة سكان السودان. وتمكنت مفوضية اللاجئين وشركاؤها من توفير أقل من الحد الأدنى من الدعم للاجئين، كما تم خفض حصص الطعام بشكل كبير، مما زاد من انعدام الأمن الغذائي. وفي 17 فبراير 2025، يطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية اللاجئين نداءً للحصول على التمويل، بناءً على خطط الاستجابة الخاصة بكل منهما للأزمة. وتم تقدير الاحتياجات الإنسانية للسودان بنحو 4.2 مليار دولار، وهو رقم قياسي، مع الحاجة إلى 1.8 مليار دولار إضافية لدعم أولئك الذين يستضيفون اللاجئين في البلدان المجاورة. وبينما قد يبدو المبلغ المطلوب كبيرا، يؤكد نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان أنه بالنظر إلى 'ما يمكن أن يفعله هذا لـ 21 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة، فإن الأمر يتعلق في الأساس بـ 200 دولار أمريكي للشخص الواحد سنويا. وإذا قسمناها بشكل أكبر، نجد أن الطلب هو في الأساس نصف دولار للشخص الواحد يوميا'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store