logo
محسن مهداوي طالب فلسطيني تعتقله السلطات الأميركية قبيل التجنيس

محسن مهداوي طالب فلسطيني تعتقله السلطات الأميركية قبيل التجنيس

الجزيرة١٦-٠٤-٢٠٢٥

محسن مهداوي، أحد أبرز الناشطين الذين قادوا الحراك الطلابي في الولايات المتحدة الأميركية ، بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة بيرزيت بمدينة بيت لحم ، وفي عام 2021 انضم إلى جامعة كولومبيا لدراسة الفلسفة، وكان من المقرر أن يتخرج في مايو/أيار 2025، غير أن السلطات الأميركية اعتقلته عند وصوله إلى مكتب الهجرة لأداء امتحان الجنسية الأميركية.
المولد والنشأة
ولد محسن المهداوي في أحد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وسط شرقي فلسطين المحتلة.
انتقل لاحقا إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني لاستكمال مسيرته الأكاديمية، كما حصل على بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد).
الدراسة والتكوين
بدأ محسن مهداوي مسيرته الأكاديمية في جامعة بيرزيت بمدينة بيت لحم الفلسطينية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب عام 2014.
وفي عام 2016، التحق بكلية دارتموث في الولايات المتحدة، ودرس علوم الحاسوب ضمن برنامج أكاديمي مكثف امتد حتى عام 2017.
لاحقا، واصل دراسته في جامعة ليهاي في علوم الحاسوب، وفي الوقت نفسه قاد أنشطة طلابية، كما أسّس وترأس منظمة "طلاب من الشرق الأوسط"، وكان عضوا في مجلس الطلبة، وأطلق "اتحاد ليهاي"، وهو إطار طلابي يسعى إلى تعزيز التنوع الثقافي وتحقيق العدالة الطلابية بمبادرات مؤثرة، أبرزها مشروع "السلام عبر السرد القصصي".
في عام 2021، انضم إلى جامعة كولومبيا لدراسة الفلسفة، وكان من المتوقع أن يتخرج في مايو/أيار 2025.
النشاط الطلابي
كان محسن مهداوي أحد أبرز الوجوه القيادية في الحركة الطلابية المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا، وكان له دور محوري في الحشد والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني داخل الحرم الجامعي، غير أنه أعلن لاحقا الابتعاد جزئيا عن المشاركة النشطة في تلك الحركة، مفضلا التركيز على تعزيز الحوار وبناء جسور التفاهم مع رابطة اليهود داخل الجامعة، حينها تبنّى نهجا يهدف إلى التقريب بين وجهات النظر وتعزيز الفهم المشترك، دون أن يتخلى عن قناعاته السياسية أو دعمه للقضية الفلسطينية.
شارك مهداوي في تأسيس جماعة "دار" الطلابية الفلسطينية، وهي جمعية طلابية تُعنى بالتفاعل مع الثقافة والتاريخ والهوية الفلسطينية، وذلك بإقامة الفعاليات والبرامج الثقافية.
وكان من قادة حملة جامعة كولومبيا ضد الفصل العنصري ، وهي مبادرة طلابية سلطت الضوء على ازدواجية المعايير والانتهاكات الواقعة بحق الفلسطينيين. إضافة لذلك ساهم مهداوي، إلى جانب الطالب محمود خليل ، في تأسيس اتحاد الطلاب الفلسطينيين في كولومبيا عام 2023، وهو كيان يعنى بتنظيم الاحتجاجات والمبادرات المناصرة للقضية الفلسطينية.
الاعتقال
في 15 أبريل/نيسان 2025، توجّه الناشط الفلسطيني محسن مهداوي إلى مكتب الهجرة في وايت ريفر، بولاية فيرمونت الأميركية، لإجراء امتحان الحصول على الجنسية الأميركية، بعد أن أمضى عشر سنوات من الإقامة القانونية في أميركا. إلا أن عددا من المسلحين بلباس مدني ووجوه مغطاة، قيدوا يديه بالأصفاد واعتقلوه على الفور، رغم حصوله على البطاقة الخضراء التي تضمن له حق الإقامة القانوني.
ووفقا لما نشرته صحيفة "ذا إنترسبت"، شرعت سلطات الهجرة الأميركية في إجراءات ترحيله إلى الضفة الغربية المحتلة، وبذلك أصبح ثاني ناشط طلابي مشارك في الحراك الاحتجاجي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة يُعتقل ويواجه خطر الإبعاد، رغم وضعه القانوني الرسمي في البلاد.
احتجاز غير قانوني
وفي تصريح لموقع ذا إنترسبت وصفت المحامية لونا دروبي، احتجاز موكّلها محسن مهداوي بأنه "غير قانوني"، مؤكدة أن السبب الوحيد وراء توقيفه هو "هويته الفلسطينية". وتابعت "جاء محسن إلى هذا البلد على أمل أن يكون حرا في التعبير عن الفظائع التي شهدها، لكنه يُعاقَب الآن على هذا الحق الأساسي".
وأشار الموقع إلى أن مهداوي كان قد تعرض لهجمات من نشطاء مؤيدين لإسرائيل، على خلفية نشاطه الرافض للحرب على غزة.
وفي هذا السياق، قدّم محامو مهداوي طعنا رسميا في قانونية احتجازه، متهمين الحكومة بانتهاك حقوقه الدستورية بمعاقبته على خلفية مواقفه العلنية بشأن العدوان على الفلسطينيين.
وأشار الالتماس إلى أن الترحيل المحتمل يتم استنادا إلى بند قانوني مبهم، استُخدم مؤخرا في قضايا مشابهة، يتيح لوزير الخارجية ماركو روبيو تصنيف بعض المقيمين على أنهم "تهديد للسياسة الخارجية الأميركية".
ويأتي اعتقال مهداوي بعد 3 أيام فقط من إصدار قاضية هجرة أميركية، قرارا يسمح لإدارة الرئيس دونالد ترامب بالمضي قدما في ترحيل الطالب بجامعة كولومبيا والناشط الفلسطيني محمود خليل الذي اعتقل بمدينة نيويورك في مارس/آذار 2025.
ردود الفعل الأميركية
أثار الاعتقال موجة من الإدانات السياسية، إذ وصفته النائبة الأميركية رشيدة طليب بأنه "اختطاف صريح"، وكتبت على منصة إكس"وزارة الأمن الداخلي اختطفت فلسطينيا آخر يحمل إقامة قانونية دائمة، فقط بسبب نشاطه النبيل في مواجهة الإبادة الجماعية. استهدفوه لحظة اقترابه من نيل الجنسية الأميركية. يجب أن تتوقف هذه الممارسات القمعية. أطلقوا سراح محسن الآن".
من جانبه، عبّر السيناتور الأميركي بيرني ساندرز عن رفضه القاطع للاعتقال، معتبرا أن احتجاز مهداوي على يد إدارة الهجرة والجمارك "غير قانوني"، ومؤكدا أن مهداوي مقيم شرعي ويستحق كل حقوقه القانونية، بما في ذلك الإفراج الفوري.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رواندا تستضيف أول مؤتمر دولي للأمن في أفريقيا لتعزيز الحلول المحلية
رواندا تستضيف أول مؤتمر دولي للأمن في أفريقيا لتعزيز الحلول المحلية

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

رواندا تستضيف أول مؤتمر دولي للأمن في أفريقيا لتعزيز الحلول المحلية

شهدت العاصمة الرواندية كيغالي، أول مؤتمر دولي يركز على قضايا الأمن في أفريقيا، في خطوة تُعتبر نقطة تحول مهمة في جهود تعزيز السلام والاستقرار بالقارة. وجاء تنظيم المؤتمر بدعوة من الرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي شدد على أهمية أن تكون الحلول الأمنية أفريقية المنشأ، تعكس خصوصيات القارة وتلبي تطلعات شعوبها. ووصف كاغامي المؤتمر بأنه "منتظر منذ زمن بعيد"، مؤكدا أن مستقبل القارة لا ينبغي أن يُترك بيد قوى خارجية، بل يجب على الدول الأفريقية أن تتولى مسؤولية ضمان سلامها واستقرارها بنفسها. وأشار إلى أن أفريقيا كثيرا ما عُوملت كعبء يُلقى على عاتق أطراف خارجية، غالبا دون استشارة كافية أو فهم حقيقي للسياق المحلي، مما أدى إلى إخفاقات أمنية ملموسة. وشدد كاغامي كذلك على أهمية تعزيز المؤسسات الإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن، لتتولى زمام قيادة جهود مواجهة التحديات الأمنية وتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية. وأكد أن "المفتاح لتجاوز هذه التحديات يكمن في قدرتنا على ابتكار حلولنا الخاصة"، داعيا إلى توحيد الإرادة السياسية والخبرات الفنية والمصالح الوطنية مع الأولويات القارية لتحقيق هذا الهدف. يأتي هذا المؤتمر في وقت تتصاعد فيه التحديات الأمنية المتنوعة التي تواجه أفريقيا، مما يستدعي وضع إستراتيجيات متكاملة تركز على البناء الذاتي للسلام وتعزيز الاستقرار، بعيدا عن الاعتماد التقليدي على التدخلات الخارجية. ويأمل القادة الأفارقة من خلال هذا الحدث أن يعيدوا رسم مستقبل أمن القارة بما يخدم مصالحها ويضمن سيادتها.

بشارة بحبح أكاديمي مقدسي في الدائرة السياسية لترامب
بشارة بحبح أكاديمي مقدسي في الدائرة السياسية لترامب

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

بشارة بحبح أكاديمي مقدسي في الدائرة السياسية لترامب

بشارة بحبح أكاديمي وناشط سياسي أميركي من أصل فلسطيني، ولد في القدس عام 1958. تابع دراسته الجامعية في الولايات المتحدة وحصل على الدكتوراة من جامعة هارفارد. بعد تجربة مهنية قصيرة بالقدس انتقل بشارة بحبح إلى أميركا وانخرط في العمل الأكاديمي والسياسي، فكان له دور كبير في حشد أصوات الناخبين العرب لدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وأصبح أحد المقربين من دائرته الخاصة. يؤمن بشارة بحبح بإمكانية "تحقيق السلام" في الشرق الأوسط عبر "الحوار والتواصل مع كل الأطراف المعنية بالموضوع"، وتقول بعض المصادر الصحفية إنه أسهم في عقد مفاوضات مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإدارة الأميركية عام 2025. المولد والنشأة ولد بشارة بحبح عام 1958 في البلدة القديمة بمدينة القدس من أب مقدسي وأم تنحدر من عائلة ثرية في مدينة يافا ، داخل الخط الأخضر. كانت عائلته تعيش في القدس لكنها اضطرت عام 1948، في خضم النكبة التي تلت إعلان قيام إسرائيل ، للنزوح إلى الأردن. ويرتبط نزوح عائلة بحبح خارج فلسطين بشكل وثيق بحادث تفجير قنبلة في فندق الملك داود في القدس عام 1946، والذي أسفر عن سقوط 71 قتيلا بينهم 41 فلسطينيا. كان والد بشارة بحبح يملك محلا للحلاقة في ذلك الفندق الفاخر، وكان في عمله يوم الانفجار ونجا بأعجوبة بعدما اضطر للقفز من الطابق الثاني قبل لحظات من العملية، التي كانت وراءها عناصر من عصابة الأرغون الصهيوينة التي كان يقودها مناحيم بيغن. أمضى والدا بشارة بحبح عامين في مخيم للاجئين الفلسطينيين بمدينة الزرقاء وسط الأردن، وهناك وُلدت إحدى أخواته. يعرّف بشارة بحبح نفسه بأنه لاجئ وابن لاجئين، ويقول إن حياته في القدس اتسمت بالفقر وعدم الاستقرار، لذلك صمّم على أن يجنب أولاده العيش في ظروف مماثلة. وعن ظروف تنشئته، قال بشارة بحبح في تصريحات صحفية "كنا تسعة أفراد في غرفة نوم واحدة، بلا ماء أو كهرباء. أتذكر طفولتي وأنا أدرس تحت ضوء فانوس. كما أتذكر عندما كانت مياه الأمطار تتسرب عبر السقف، والغرفة مليئة بالدلاء لجمعها". كان بشارة بحبح يحمل بطاقة الهوية الزرقاء، التي تمنحها عادة سلطات الاحتلال لسكان القدس المحتلة، وفي عام 2009 سحبها منه الاحتلال بحجة أنه لم يعد مقيما بشكل دائم في القدس. لا يزال بشارة يحتفظ ببطاقة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أ ونروا)، والتي تبين حصص الطعام الشهرية التي كانت عائلته تتلقاها بمخيم الزرقاء ثم في البلدة القديمة بالقدس. الدراسة والتكوين العلمي تابع بشارة بحبح دراسته في القدس إلى غاية 1976 حين سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد حصوله على منحة دراسية من جامعة بريغهام يونغ في ولاية يوتا. واصل بشارة بحبح دراسته الجامعية وتخصص في العلوم السياسية والاقتصاد بجامعة هارفارد، ومنها حصل على الماجستير عام 1981، ثم الدكتوراه عام 1983 في قضايا الأمن الإقليمي. الحياة المهنية والأكاديمية عاد بشارة بحبح إلى القدس عام 1983، وفي بداية مشواره المهني عمل بين عامي 1983 و1984 رئيس تحرير الطبعتين العربية والإنجليزية من صحيفة "الفجر"، التي كانت تصدر في القدس الشرقية بين عامي 1972 و1993 وكانت مقربة من منظمة التحرير الفلسطينية. عاد لاحقا إلى الولايات المتحدة وبدأ مسارا في العمل الأكاديمي، إذ درّس في جامعة هارفارد، وكان مديرا مشاركا لمعهد الشرق الأوسط التابع لتلك الجامعة العريقة. إعلان إلى جانب ذلك كان بشارة بحبح، خبيرا ماليا مختصا في إدارة الثروات والديون والضرائب، وألف في هذا المجال كتابا بعنوان "إدارة الثروات في أي سوق" (2009) يعتبر دليلا شاملا يرشد الأفراد إلى سبل حماية أصولهم المالية وبناء ثرواتهم لمواجهة أي تقلبات. وقبل ذلك، ألف بشارة بحبح، بالاشتراك مع لينا بتلر، كتابا بعنوان " إسرائيل وأميركا اللاتينية: العلاقة العسكرية" (1986) سلط فيه الضوء على خلفيات التعاون العسكري بين إسرائيل وعدد من بلدان أميركا اللاتينية. النشاط السياسي يعتبر بشارة بحبح أن بوصلته في حياته هي خدمة القضية الفلسطينية من موقع كونه مواطنا فلسطينيا وأميركيا، وبما حققه من نجاحات في المجال الأكاديمي والاقتصادي. وكانت أولى تحركاته من خلال العضوية في الوفد الفلسطيني إلى محادثات السلام متعددة الأطراف حول ضبط الأسلحة والأمن الإقليمي، وذلك في أعقاب التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993. انخرط بشارة بحبح في الحياة السياسية الأميركية وتقلب بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وذلك على خلفية مواقف كل حزب من القضية الفلسطينية. يقول بشارة إنه صوت عام 2016 للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بسبب استيائه من مواقف الرئيس الديمقراطي آنذاك باراك أوباما الذي لم يقدم في نظره أي شيء للفلسطينيين. أما في انتخابات 2020 فقد صوّت للمرشح الديمقراطي جو بايدن بسبب اعتراف ترامب بالقدس "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة الأميركية إليها، وكذا اعترافه "بسيادة إسرائيل" على مرتفعات الجولان السوري المحتل. وفي انتخابات 2024، عاد بشارة بحبح ليصوّت مجددا لترامب بعد "خيبة الأمل الكبيرة" في صفوف الفلسطينيين من سياسات بايدن، وخاصة من العدوان الإسرائيلي على غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. دعم ترامب لم يكتف بحبح بالتصويت لترامب، بل كان له دور كبير في حشد أصوات الناخبين الأميركيين من أصل عربي، ولذلك أنشأ عام 2024 منظمة "العرب الأميركيون من أجل ترامب"، في خطوة احتجاجية على مواقف بايدن الداعمة بشكل مطلق لإسرائيل في حربها على قطاع غزة. ويبرر دعمه لترامب بعاملين أساسيين: الوعود بتحقيق وقف الحرب في غزة وتحقيق سلام دائم في المنطقة. ويرى أنه حقق الوعد الأول عندما ضغط بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني 2025. يؤكد بشارة بحبح أنه على اتصال مع بعض مستشاري الرئيس دونالد ترامب، وعلى الصعيد العربي يقول إنه التقى في شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 بثلاثة قادة عرب في الشرق الأوسط في إطار المساعي الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. إمكانية السلام لكن موقف بحبح تغير نسبيا من الرئيس ترامب عندما أعلن الأخير في فبراير/شباط عن خطط أميركية للاستيلاء على قطاع غزة بعد ترحيل سكانه إلى دول الجوار وتحويله إلى وجهة سياحية دولية سماها "ريفييرا الشرق الأوسط". وعلى إثر ذلك، بادر بشارة بحبح إلى تغيير اسم المنظمة التي أسسها عام 2024 دعما لترامب إلى "العرب الأميركيون من أجل السلام"، إيمانا منه أن فرص تحقيق السلام في الولاية الثانية لترامب ممكنة. وبحكم معرفته بدواليب العمل السياسي في الولايات المتحدة وآليات صنع القرار فيها، يرى بشارة بحبح أن مفتاح حل القضية الفلسطينية يوجد في أيدي اليهود الأميركيين، وأنه لا بد من فتح قنوات حوار معهم للتوصل إلى التسوية المنشودة. واتساقًا مع سعيه للسلام من خلال الحوار مع كافة الأطراف المعنية بالموضوع، رجحت مصادر مختلفة أن بشارة بحبح لعب دورا في التواصل بين حركة حماس والإدارة الأميركية للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر في 12 مايو/أيار 2025. وكان عيدان ألكسندر أسيرا لدى كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

8 أسئلة تشرح تفاصيل ما دار في اتصال ترامب وبوتين
8 أسئلة تشرح تفاصيل ما دار في اتصال ترامب وبوتين

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

8 أسئلة تشرح تفاصيل ما دار في اتصال ترامب وبوتين

في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن لحلحلة ملف الحرب الروسية الأوكرانية الذي يراوح مكانه منذ أزيد من 3 سنوات، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الاثنين- اتصالا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين استأثر باهتمام المتابعين وعُلقت عليه كثير من التطلعات للدفع بمسار السلام المتعثر. ويعد هذا الاتصال الثالث من نوعه بين الرئيسين خلال العام الجاري، وتكلل بإحراز "بعض التقدم" وفق ما أكده الطرف الأميركي، في حين قوبل بردود متباينة وبتصعيد أوروبي جديد لقبضة العقوبات على موسكو، مما قد يؤشر على أن ضوء السلام في نهاية نفق الحرب المتواصلة لا يزال بعيد المنال في الأمد المنظور على الأقل. فماذا جرى خلال اللقاء؟ وكيف كانت ردود فعل كل الأطراف على مخرجاته؟ وهل سيشكل مقدمة لحل سلمي للحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022؟ ماذا جرى قبل الاتصال؟ أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الرئيس ترامب اتصل بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل مكالمته مع بوتين. ونقل موقع أكسيوس عن مصدر مطلع أن ترامب تحدث مع زيلينسكي بضع دقائق. كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصدر قوله إن الرئيس الأميركي سأل نظيره الأوكراني عما ينبغي مناقشته مع بوتين. وأجاب زيلينسكي بأنه يريد بحث وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، كما طلب من ترامب مناقشة إمكانية عقد قمة روسية أوكرانية بحضوره. ماذا جرى خلال المكالمة؟ قال الكرملين إن الرئيسين بوتين وترامب ناقشا خلال الاتصال ما وصفها بآفاق "مبهرة" للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن البلدين يعملان على صفقة جديدة لتبادل السجناء، تشمل 9 أشخاص من كل جانب، لكن موعدها لم يحدد بعد. وقال يوري أوشاكوف، مساعد بوتين للسياسة الخارجية، إن الزعيمين لم يناقشا جدولا زمنيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن ترامب أكد اهتمامه بالتوصل إلى اتفاقيات بسرعة. وتابع قائلا "تحدث الرئيسان أيضا بتفصيل عن مستقبل علاقاتنا، ويمكنني القول إن الرئيس ترامب تحدث بتأثر عن آفاق هذه العلاقات". وأضاف "لقد أكد تحديدا أن آفاق العلاقات الثنائية بعد حل النزاع الأوكراني تبدو مبهرة، وأنه بصفته رئيسا للولايات المتحدة، يرى روسيا أحد أهم شركاء أميركا في الشؤون التجارية والاقتصادية". وأكد أوشاكوف أن ترامب وبوتين يؤيدان عقد لقاء شخصي، وسيكلفان فرقهما بالعمل على التحضير للاجتماع، ولكن لم يتم الاتفاق على مكان انعقاده بعد. وعندما سئل عما إذا كان الزعيمان ناقشا رفع العقوبات الأميركية، قال أوشاكوف "كما تعلمون، ذكر ترامب أن مجلس الشيوخ، من حيث المبدأ، لديه مشروع قانون جاهز بشأن عقوبات جديدة. لكنه ليس مؤيدا للعقوبات، بل إنه مؤيد للتوصل إلى اتفاقات". وأكد أوشاكوف دفء المحادثة، وقال إن الرئيسين خاطبا بعضهما باسميهما الأولين، وهنأ بوتين ترامب على ولادة حفيده الجديد. وأضاف "قال ترامب: فلاديمير، يمكنك الاتصال بالهاتف في أي وقت، وسأكون سعيدا بالرد عليك، وسأكون سعيدا بالتحدث معك". ماذا قال ترامب بعد الاتصال؟ أكد الرئيس الأميركي بعد الاتصال أن هناك فرصة جيدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، موضحا أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتطلعان لتوقف الحرب التي وصفها بأنها "مجزرة" ولم يرَ مثلها من قبل. كما قال إن "روسيا وأوكرانيا ستبدآن فورا مفاوضات لوقف إطلاق النار، والأهم من ذلك إنهاء الحرب". وأكد -عبر منصته تروث سوشيال- أنه "سيتم التفاوض على شروط ذلك بين الطرفين، وهو أمر لا مفر منه، لأنهما يعرفان تفاصيل المفاوضات التي لا يعلمها أحد غيرهما"، مضيفا أن "لهجة وروح المحادثة كانتا ممتازتين". وأضاف "ترغب روسيا في إبرام تجارة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة بعد انتهاء هذه المذبحة الكارثية، وأنا أتفق معها. هناك فرصة هائلة لروسيا لخلق فرص عمل وثروات هائلة. إمكاناتها لا حدود لها". كما قال إن أوكرانيا "يمكن أن تكون مستفيدا كبيرا من التجارة". وأشار ترامب إلى أنه أبلغ مضمون المكالمة فور انتهائها للقادة: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب. وتحدث ترامب للصحفيين في البيت الأبيض قائلا "الحرب في أوكرانيا ليست حربي، وأنا فقط أحاول المساعدة.. أعتقد أن بوتين يريد أن تنتهي الحرب. زيلينسكي رجل قوي وصعب المراس، لكنني أعتقد أنه يريد وقف الحرب". كما أشار إلى أنه تحدث مع بوتين مدة ساعتين ونصف الساعة تقريبا، ووصفه بأنه "رجل لطيف" كان يستمع "بجدية بالغة". وأضاف "أعتقد أن بعض التقدم قد تم إحرازه. الوضع هناك مروع.. ما يحدث مجزرة مطلقة. يُقتل 5 آلاف شاب أسبوعيا.. آمل أن نكون قد فعلنا شيئا ما". كما أكد أنه "سيكون من الرائع" أن تجري روسيا وأوكرانيا محادثات لوقف إطلاق النار في الفاتيكان، بعد أن أبدى البابا ليو الـ14 اهتمامه باستضافة المفاوضات. ماذا قال الروس؟ قال الرئيس بوتين بعد انتهاء المكالمة إن جهود إنهاء الحرب "تسير على الطريق الصحيح بشكل عام"، مؤكدا أن موسكو مستعدة للعمل مع كييف على اتفاق سلام محتمل. وأضاف -في لقاء صحفي قرب منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود- "اتفقنا مع رئيس الولايات المتحدة على أن روسيا مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني على مذكرة تفاهم بشأن اتفاق سلام مستقبلي محتمل". ووصف بوتين المحادثة مع ترامب بأنها ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية، معربا عن امتنانه لترامب لمشاركة الولايات المتحدة في استئناف المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا. وقال "روسيا تؤيد وقف الأعمال القتالية، لكن من الضروري تطوير أكثر المسارات فعالية نحو السلام"، لافتا إلى أن ترامب أعرب خلال المحادثة عن موقفه بشأن إنهاء الأعمال القتالية في أوكرانيا. وأوضح أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا لفترة زمنية معينة أمر ممكن إذا تم التوصل إلى الاتفاقات ذات الصلة، مشيرا إلى الحاجة لإيجاد حلول وسط تناسب جميع الأطراف. من جانبه، قال مستشار الكرملين للسياسات الخارجية، يوري أوشاكوف إن الاتصال بين بوتين وترامب جرى في أجواء "ودية وبناءة"، موضحا أن ترامب وبوتين لم يناقشا جدولا زمنيا لوقف إطلاق النار. كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله للصحفيين: "لا توجد مواعيد نهائية، ولا يمكن أن يكون هناك أي مواعيد نهائية. من الواضح أن الجميع يريد القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، ولكن، بالطبع، الشيطان يكمن في التفاصيل". ماذا قالت أوكرانيا؟ قال الرئيس الأوكراني عقب المكالمة إن كييف وشركاءها يدرسون عقد اجتماع يضم قادة أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية على بلاده. وأضاف أنه يأمل أن يُعقد الاجتماع في أقرب وقت ممكن وأن تستضيفه تركيا أو الفاتيكان أو سويسرا. وأكد أنه تحدث مع ترامب قبل اتصاله بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ثم أجرى محادثة هاتفية أخرى بعد ذلك شارك فيها قادة فرنسا وفنلندا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي. وذكر زيلينسكي أنه خلال مكالمته الأولى مع ترامب، شدد على ضرورة وقف إطلاق النار وفرض عقوبات على روسيا بالإضافة إلى ضرورة عدم إبرام حلفاء كييف اتفاقيات مع روسيا دون مشاركة أوكرانيا. كما قال إنه يتوقع أن تفرض أوروبا حزمة عقوبات جديدة "قوية" على روسيا، دون ذكر مزيد من التفاصيل، داعيا واشنطن إلى فرض عقوبات على قطاعي البنوك والطاقة في روسيا لتقليص إيراداتها التي تمول عملياتها العسكرية. ما الموقف الأوروبي؟ قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس -في منشور على منصة إكس- إن الزعماء الأوروبيين قرروا زيادة الضغط على روسيا عبر العقوبات بعد أن أطلعهم ترامب على نتائج مكالمته مع بوتين. لكن ترامب لم يبد استعدادا لدعم هذه الخطوة. وعندما سُئل عن سبب إحجامه عن فرض عقوبات جديدة لدفع موسكو إلى اتفاق سلام، قال للصحفيين: "حسنا، لأنني أعتقد أن هناك فرصة لإنجاز شيء ما، وإذا فعلت ذلك، فقد تزداد الأمور سوءًا. ولكن قد يأتي وقت يحدث فيه ذلك". وقالت لندن وبروكسل إن العقوبات الجديدة ستركز على "أسطول الظل" من ناقلات النفط والشركات المالية التي تساعد موسكو على الالتفاف على تأثير العقوبات الأخرى المفروضة عليها بسبب الحرب. هل من ردود إضافية؟ إيطاليا قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إن قادة أوروبا والولايات المتحدة تحدثوا وأبدوا ترحيبهم بتصريح الرئيس ترامب حول اهتمام البابا ليو الـ14 باستضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان، لكن الفاتيكان لم يؤكد أن البابا قد قدم مثل هذا العرض. وأفاد مكتب ميلوني -في بيان- بأنه "يجري العمل على البدء فورا في مفاوضات بين الطرفين يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن وتهيئة الظروف الملائمة من أجل إحلال سلام عادل ودائم في أوكرانيا". وجاء في البيان "في هذا الصدد، يعد استعداد البابا لاستضافة المحادثات في الفاتيكان أمرا إيجابيا. إيطاليا مستعدة للقيام بدورها لتسهيل الاتصالات والعمل من أجل السلام". ألمانيا أعلنت الحكومة الألمانية أن الولايات المتحدة وافقت على "التنسيق بشكل وثيق" مع الشركاء الأوروبيين في ما يخص المحادثات بشأن أوكرانيا، بعد المكالمة الهاتفية مع بوتين. كما قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول -على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل- "أوضحنا مرارا أننا نتوقع شيئا واحدا من روسيا وهو وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة". وأضاف أنه "سيتعين علينا الرد" بما أن روسيا لم تقبل بوقف إطلاق النار. وتابع "نتوقع أيضا ألا يتسامح حلفاؤنا الأميركيون مع ذلك". وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس "من الواضح أن بوتين يريد كسب الوقت، وللأسف علينا أن نقول إن بوتين غير مهتم حقا بالسلام". وأكد أنه يتعين على أوروبا زيادة الضغط على روسيا من خلال فرض مزيد من العقوبات، لا سيما على مبيعاتها من الطاقة. قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته -بعد مكالمة ترامب وبوتين- إن مشاركة الإدارة الأميركية في جهود تحقيق السلام في أوكرانيا "أمر إيجابي للغاية"، لكن يتعين استشارة الأوروبيين وأوكرانيا أيضا. أعلنت الصين تأييدها للمباحثات المباشرة بين موسكو وكييف، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن "الصين تؤيد كل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام"، مشيرة الى أن بكين "تأمل أن تمضي الأطراف المعنية قدما في الحوار والتفاوض". وأعربت المتحدثة عن أمل الصين "في أن تواصل الأطراف المعنية البحث عن اتفاق سلام عادل، دائم، وملزم، ومقبول من قبل الجميع، عبر الحوار والتفاوض". هل يشكل الاتصال مقدمة لحل سلمي؟ بعد الاتصال، قالت روسيا إنه يتعين على أوكرانيا أن تقرر إذا ما كانت ستتعاون في وضع مذكرة تفاهم قبل اتفاق سلام مستقبلي محتمل ناقشته موسكو مع الولايات المتحدة. وعبّر الرئيس بوتين عن استعداد موسكو للعمل مع أوكرانيا بشأن مذكرة تفاهم للتوصل لاتفاق سلام مستقبلي. وذكر أن المناقشات المتعلقة بالمذكرة ستشمل مبادئ تسوية وتوقيت وتعريفات وقف إطلاق نار محتمل، بما في ذلك إطاره الزمني. وعبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين عن أملها في أن تتخذ أوكرانيا موقفا وصفته بالبناء يتعلق بالمحادثات المحتملة حول المذكرة المقترحة من أجل "الحفاظ على مصالحها الخاصة". وأضافت "حاليا.. الكرة في ملعب كييف.. إنها لحظة مهمة". لكن مراقبين يرون أن أفق التوصل إلى حل نهائي للصراع أمامه تحديات كبرى، خاصة بعد أن قدمت موسكو مطالب وصفها الأوكرانيون بأنها "غير واقعية" خلال المحادثات الأخيرة بين الطرفين في إسطنبول، بما في ذلك مطالبة روسيا بالاحتفاظ بمساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها. كما أن تصعيد الأوروبيين لحزمة العقوبات ضد موسكو لا يعطي مؤشرات إيجابية على قرب استجابة الطرف الروسي لمطالب الغرب بوقف الحرب، وقد يزيد الطين بلة في علاقات روسيا المتوترة أصلا مع الغرب -خاصة المعسكر الأوروبي- ويضيق فرص التوصل لاتفاق قد ينهي الحرب في المدى القريب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store