"المشهد الجنسي والجنس الديني في الرواية العربية" لسلام عبود
مجهود ضخم، كنتُ على علم بشروعه به منذ سنوات طويلة، وعلى علم أيضا بتصدّيه لمهمة أقسى في السنوات الأخيرة، ألا وهي ضرورة اختزال المادة الضخمة، التي انتهت بالتالي إلى صدور الكتاب بنحو 719 صفحة. لذا هو ليس بالكتاب الذي تصحبه إلى الفراش لتستأنس بقراءة بضع صفحات منه قبل النوم، لثقله وزناً ومحتوى! وقولي للمفارقة يدعمه الاقتباس الذي اختاره عبود ليتصدّر الكتاب: "ليس كتابنا هذا في الحقيقة كتاب سمر، وإنما هو كتاب علم ونظر" – من مقدمة كتاب
(تحفة العروس ومتعة النفوس)
ل
محمد بن احمد التِجانيّ
.
كيفية بناء المشهد الجنسي، كيف عالجت الروائية والروائي مواضيع كالاعتداء، العنف، الاغتصاب، وكيف تمّ التعبير عنها، إذا ما توافرت لها أو له الحرية اللازمة للتعبير عنها! الموازنة بين الصورة الجنسية المتخيلة والواقعية، وما الحدود الفاصلة بين تناول الجنس أدبيا وفنيا، وتناوله بطريقة إباحية، بين التاريخ واللا تاريخ، بين المفردة والسياق ومحاكمة النص الأدبي أخلاقيا، والعلاقة بين الجنس الديني والتسويق الثقافي.
تصعب حقيقةً الإشارة إلى الكتاب بشكل واف وعادل، إذ تحسبه الدليل الشامل، ليس للأدب بالعلاقة مع الجنس فقط، إنما الأدب واللغة في السرد العربي برمّته، عودة إلى تراث المجتمعات في ماضيها، وصولاً إلى السرد الحديث ليومنا هذا، متطرقاً إلى ثيمات شتى تخص الدين، الجنس، الأخلاق، السياسة، الأيديولوجيا، الفلسفة، التربية والتقاليد، ومرجعيات السرد الثانوية أو المساعدة. تم تناول ذلك عبر عشرات من الروايات العربية، لروائيات وروائيين عرب توزّعوا في أنحاء الوطن العربي، وفي المنفى، (من بينهم
جرجي زيدان
،
فتحي غانم،
توفيق الحكيم
،
إحسان عبد القدوس
،
فؤاد التكرلي
،
عبد الرحمن مجيد الربيعي،
برهان الخطيب
،
حيدر حيدر
،
واسيني الاعرج
،
الطاهر
بن جلون
،
هاني الراهب
،
علوية صبح،
هيفاء زنكنة
،
دنى غالي
،
سلوى النعيمي
،
آمنة الوسلاتي
،
حبيب عبد الرب سروري
،
علي المقري
،
أحمد ناجي
، وغيرهم..) عدا الرجوع إلى عشرات المصادر.
قسّم الباحث سلام عبود الثيمات في أبواب رئيسة ثلاث (الأول منها هو نظرة تاريخية موجزة – الثاني هو الدين، المرأة، السياسة (تجارب عربية)- والثالث هو ظواهر عربية)، وتحت كل باب جاءت فصول عديدة، تفرعت إلى أكثر من عنوان.
البحث في مفهوم الجنس، وفي مقومات الكاتب والناقد ومرجعياته، من دون شك إشكالية كبرى، لارتباط الجنس بالمرأة والحرية الجنسية وحقوق المرأة في هذا الجانب، الذي تحكمه بالتالي سلطة الرجل، الدين والنظام والمجتمع.
لذا فهذا الجهد الكبير برأيي، بكل طروحاته وكشوفاته و"انتقاداته"، وبكل مساءلاته للنصوص الأدبية، عن مدى وعي وتفاعل أصحابها مع العالم والوجود، وصدقهم إنسانيا وفنيا، كل هذا ما هو إلا تثمين للمنتج الأدبي أولا، ورصد لحركته المتواصلة بكل تطوراتها وتغيراتها، عبر مراحل تاريخية، جرت خلالها أحداث كبرى، تجسدت بأفعال، بسلوكيات، كان لها تأثيرها، حتى في الذائقة وتحسّس الجمال، وتطور الصورة الأدبية للسرد بالتالي في هذا الجانب.
لكن تبقى اللغة هي العامل الثابت والمتحرك في هذه المباحث، هي التي تمتلك ناصية السرد وتوجهاته وتتدخل برأيي، حتى في اقترابنا من النص أو ابتعادنا عنه.
(*) مدونة نشرتها الروائية العراقية دنى غالي في صفحتها الفايسبوكية حول كتاب "المشهد الجنسي والجنس الديني في الرواية العربية" للكاتب والباحث العراقي سلام عبود.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- المدن
"المشهد الجنسي والجنس الديني في الرواية العربية" لسلام عبود
مجهود ضخم، كنتُ على علم بشروعه به منذ سنوات طويلة، وعلى علم أيضا بتصدّيه لمهمة أقسى في السنوات الأخيرة، ألا وهي ضرورة اختزال المادة الضخمة، التي انتهت بالتالي إلى صدور الكتاب بنحو 719 صفحة. لذا هو ليس بالكتاب الذي تصحبه إلى الفراش لتستأنس بقراءة بضع صفحات منه قبل النوم، لثقله وزناً ومحتوى! وقولي للمفارقة يدعمه الاقتباس الذي اختاره عبود ليتصدّر الكتاب: "ليس كتابنا هذا في الحقيقة كتاب سمر، وإنما هو كتاب علم ونظر" – من مقدمة كتاب (تحفة العروس ومتعة النفوس) ل محمد بن احمد التِجانيّ . كيفية بناء المشهد الجنسي، كيف عالجت الروائية والروائي مواضيع كالاعتداء، العنف، الاغتصاب، وكيف تمّ التعبير عنها، إذا ما توافرت لها أو له الحرية اللازمة للتعبير عنها! الموازنة بين الصورة الجنسية المتخيلة والواقعية، وما الحدود الفاصلة بين تناول الجنس أدبيا وفنيا، وتناوله بطريقة إباحية، بين التاريخ واللا تاريخ، بين المفردة والسياق ومحاكمة النص الأدبي أخلاقيا، والعلاقة بين الجنس الديني والتسويق الثقافي. تصعب حقيقةً الإشارة إلى الكتاب بشكل واف وعادل، إذ تحسبه الدليل الشامل، ليس للأدب بالعلاقة مع الجنس فقط، إنما الأدب واللغة في السرد العربي برمّته، عودة إلى تراث المجتمعات في ماضيها، وصولاً إلى السرد الحديث ليومنا هذا، متطرقاً إلى ثيمات شتى تخص الدين، الجنس، الأخلاق، السياسة، الأيديولوجيا، الفلسفة، التربية والتقاليد، ومرجعيات السرد الثانوية أو المساعدة. تم تناول ذلك عبر عشرات من الروايات العربية، لروائيات وروائيين عرب توزّعوا في أنحاء الوطن العربي، وفي المنفى، (من بينهم جرجي زيدان ، فتحي غانم، توفيق الحكيم ، إحسان عبد القدوس ، فؤاد التكرلي ، عبد الرحمن مجيد الربيعي، برهان الخطيب ، حيدر حيدر ، واسيني الاعرج ، الطاهر بن جلون ، هاني الراهب ، علوية صبح، هيفاء زنكنة ، دنى غالي ، سلوى النعيمي ، آمنة الوسلاتي ، حبيب عبد الرب سروري ، علي المقري ، أحمد ناجي ، وغيرهم..) عدا الرجوع إلى عشرات المصادر. قسّم الباحث سلام عبود الثيمات في أبواب رئيسة ثلاث (الأول منها هو نظرة تاريخية موجزة – الثاني هو الدين، المرأة، السياسة (تجارب عربية)- والثالث هو ظواهر عربية)، وتحت كل باب جاءت فصول عديدة، تفرعت إلى أكثر من عنوان. البحث في مفهوم الجنس، وفي مقومات الكاتب والناقد ومرجعياته، من دون شك إشكالية كبرى، لارتباط الجنس بالمرأة والحرية الجنسية وحقوق المرأة في هذا الجانب، الذي تحكمه بالتالي سلطة الرجل، الدين والنظام والمجتمع. لذا فهذا الجهد الكبير برأيي، بكل طروحاته وكشوفاته و"انتقاداته"، وبكل مساءلاته للنصوص الأدبية، عن مدى وعي وتفاعل أصحابها مع العالم والوجود، وصدقهم إنسانيا وفنيا، كل هذا ما هو إلا تثمين للمنتج الأدبي أولا، ورصد لحركته المتواصلة بكل تطوراتها وتغيراتها، عبر مراحل تاريخية، جرت خلالها أحداث كبرى، تجسدت بأفعال، بسلوكيات، كان لها تأثيرها، حتى في الذائقة وتحسّس الجمال، وتطور الصورة الأدبية للسرد بالتالي في هذا الجانب. لكن تبقى اللغة هي العامل الثابت والمتحرك في هذه المباحث، هي التي تمتلك ناصية السرد وتوجهاته وتتدخل برأيي، حتى في اقترابنا من النص أو ابتعادنا عنه. (*) مدونة نشرتها الروائية العراقية دنى غالي في صفحتها الفايسبوكية حول كتاب "المشهد الجنسي والجنس الديني في الرواية العربية" للكاتب والباحث العراقي سلام عبود.


ليبانون 24
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- ليبانون 24
فنانة لبنانية تكشف عن علاقة جمعتها بدبلوماسي مهم: توفى عندي ومني مذكرة اسمه
اعتبرت الفنانة اللبنانية ليال عبود أنّ تعاونها مع الفنان السوري علي الديك كان من أفضل الثنائيات ، وذلك بإعتراف الجميع. وأشارت إلى أنّها توقفت عن التعامل معه حاليا، قائلة:" خَلينا شوي لغيرنا وصاروا يقلدونا". وأكّدت ان هذا الثنائي كمّل بعضه. #ليال_عبود تتحدث عن ثنائيتها مع #علي_الديك ولهذا السبب توقف التعاون بينهما #والله_لنكيف #الجديد @Layal_Abboud @AmalTaleb — AL Jadeed Tv (@AlJadeed_TV) April 16, 2025 وكشفت عبود عن حادثة خطيرة حصلت معها إذ أشارت إلى أنّ ممرضا أعطاه إبرة لمريض السرطان عن طريق الخطأ، وكادت أن تفقد حياتها. #ليال_عبود كادت تخسر حياتها بسبب "إبرة لمريض سرطان" وتكشف تفاصيل تعرضها للسرقة والخطف #والله_لنكيف #الجديد @Layal_Abboud @AmalTaleb — AL Jadeed Tv (@AlJadeed_TV) April 16, 2025 وتكلمت عبود عن علاقة جمعتها بدبلوماسي مهم، حيث قالت: "توفى عندي ومني مذكرة اسمه"، في إشارة إلى أنها نسته. #ليال_عبود تكشف عن علاقة جمعتها بـ دبلوماسي مهم وتضيف : توفى عندي ومني مذكرة اسمه #والله_لنكيف #الجديد @Layal_Abboud @AmalTaleb — AL Jadeed Tv (@AlJadeed_TV) April 16, 2025


IM Lebanon
٢٢-١١-٢٠٢٤
- IM Lebanon
حجوزات طيران الأعياد بملاءة 80 بالمئة!
كتبت ميريام بلعة في 'المركزية': 'لبيروت… من قلبي سلامٌ لبيروت'. سلامُ المغتربين لبيروت ليس شعراً جمّلتهُ فيروز بعبيق حُنجرتها، إنما عادةً ما يتبعه موعدٌ… فلقاءُ. هذا اللقاء يبلغ ذروة الحنين وقمة الفرح عندما يكون في مواسم الأعياد… وكَم بالحريّ إذا كان في عيدَي الميلاد ورأس السنة! لكن المشهديّة التي تظلّل لبنان اليوم، جبهات مشتعلة وغارات صاروخية مدمِّرة ونزوح نازف… تشكّل مجتمعةً لوحة موزاييك من المأساة والهلع.. والخوف مما هو آتٍ. فهل لا يزال المغتربون اللبنانيون على حنينهم متشبثين بحماستهم عشية الأعياد ليقضونها مع مَن يحبّون في وطنهم الأمّ؟! …'المغتربون سيأتون إلى لبنان مهما كانت الظروف! فانتماؤهم للوطن والعائلة يبقى الأقوى من كل شيء' يقول نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود لـ'المركزية'، لكن هذه القناعة لم تمنعه من اعتبار أن هذه الحركة 'لا تُطعِم خبزاً' على حدّ تعبيره… فشركة الطيران الوطنية الـ'ميدل إيست' 'لا تزال الشركة الوحيدة العاملة في مطار بيروت الدولي، حيث تستوعب 15% إلى 20% من مجموع الركاب الذين كانوا يحطّون في مطار بيروت قبل الحرب'. ويكشف عن حركة حجوزات سُجِلت في الفترة الممتدة من 10 كانون الأول المقبل إلى 22 منه، بنسبة ملاءة تصل إلى حدود الـ80% و85%. 'لكن هذه النسبة لا تعني شيئاً مقابل ما شهدته الفترة ذاتها من العام الفائت، يقول عبود، 'حيث سُجّل إشغال 56 شركة طيران مقابل 75 رحلة يومياً… أما حالياً فبالكاد تصل إلى 15 أو 20 رحلة في اليوم الواحد. الفارق شاسع كبير جداً! كما أن مطار بيروت استقبل خلال زمن الميلاد من العام 2023 نحو 13 ألف راكب يومياً، في حين لا يتعدّى الـ3 آلاف و500 راكب خلال الأيام العشرة المرتقبة من الشهر المقبل'. ولم يغفل عبود الإشارة إلى 'النفقات التي سجّلها المغتربون في عيدّي الميلاد ورأس السنة من العام الفائت، أما هذا العام فسيبقى الإنفاق محدوداً جداً نظراً إلى خطورة الوضع الأمني في البلاد حيث تكون حركة التنقل شبه معدومة في ساعات الليل!'. ويُضيف: الشركات العالمية الكبرى التي كانت تتوجّه إلى مطار بيروت، أجرت جدولة على رحلاتها بفعل الحرب القائمة، وبالتالي يلزمها وقت طويل لتسحب طائراتها من خطوط جويّة معيّنة وإعادة توجيهها إلى مطار بيروت. وعلى رغم ذلك لم تُعلن أي شركة طيران أنها ستتوجّه إلى بيروت قبل سنة 2025! أي أنها لن تأتي في عيدَيّ الميلاد ورأس السنة. الأسعار تحكمها عوامل ثلاث… أما عن أسعار تذاكر السفر 'فيحكمها العرض والطلب' يقول عبود، 'حالياً الطلب يفوق العرض المحدود، ما يؤدي تلقائياً إلى ارتفاع أسعار تذاكر السفر. إضافة إلى عامل آخر يحرّك الأسعار صعوداً وهو ارتفاع الكلفة التشغيلية للطائرات ذهاباً وإياباً. ناهيك عن الارتفاع الكبير في كلفة التأمين العالمي على المخاطر بعد تصنيف بيروت 'Red Zone'. في ضوء هذه الصورة القاتمة، يخلص عبود إلى الإقرار بأن 'مساهمة السياحة في الدخل القومي هذا العام مخيِّبة … قد لا تتعدّى المليارَي دولار مقارنةً بـ6 مليار ونصف مليار دولار في العام 2023. التراجع يتراوح بين 80% و85% في الشكل والمضمون!'.