
بوتين والحكم المؤقت في أوكرانيا
خلال زيارته لإحدى المدن الروسية ' مورمانسك ' ، تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، بخيار جديد ، قد يكون الدافع لتحقيق السلام في أوكرانيا في نهاية المطاف ، ومنح فرصة تاريخية للشعب الأوكراني بتعزيز الديمقراطية واجراء أنتخابات رئاسية جديدة في البلاد ، وتشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب، وهو أمر مهم لمواصلة المفاوضات بشأن معاهدة السلام ، وخيارا آخر لتسوية الصراع الأوكراني ، من شأنه أن يناسب موسكو ، وهو الحكم المؤقت لأوكرانيا تحت رعاية الأمم المتحدة، بدعم من الولايات المتحدة وشركاء محتملين آخرين للاتحاد الروسي ، والإشارة إلى أن روسيا كانت ولا تزال منفتحة على المفاوضات والحل السلمي للصراع في أوكرانيا.
وترتبط مبادرة بوتن لإجراء انتخابات في أوكرانيا ، في وقت السيطرة الخارجية المحتملة بحقيقة أن الفترة الرئاسية الشرعية للرئيس الأوكراني فلديمير زيلينسكي ، قد انتهت في 20 يناير 2024 ، ولم تكن هناك انتخابات أخرى في البلاد ، وتأكيد زيلينسكي أنه طالما استمرت الأحكام العرفية في البلاد ، فلن تكون هناك انتخابات ، وقد مدد الزعيم الأوكراني هذه الاتفاقية عدة مرات، اعتبارا من فبراير/شباط 2022.
وتعتبر فكرة نقل السيطرة الخارجية على أوكرانيا ، إلى الأمم المتحدة بدعم من الولايات المتحدة ، وشركاء محتملين آخرين للاتحاد الروسي، والتي عبر عنها فلاديمير بوتين، إحدى الطرق الممكنة لحل النزاع ، جاءت بعد ان شهد العالم ميل الدولة الاوكرانية إلى فقدان السيطرة ، كما ان الرئيس الروسي ، ذكر الأمم المتحدة ، ان ما يطرحه هي مجرد فكرة واحدة ، ولكنها فكرة وفي ظل التطورات الدولية والخلافات بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي ، فكرة يجب أخذها في الاعتبار ، لأنها تعتمد بالدرجة الاساس على إجراء انتخابات رئاسية ديمقراطية في البلاد، وأن نتائجها سترضي، في المقام الأول، الشعب الأوكراني نفسه.
والآن، ووفقا للزعيم الروسي، فإن السلطة في أوكرانيا أصبحت فعليا في أيدي النازيين الجدد ، وإن هذه الوحدات، بما في ذلك 'آزوف' (المحظورة في الاتحاد الروسي)، تخطط لتعزيزها وإنشاء فرق منها أيضًا ، وهذا يعني أن هؤلاء الأشخاص سيحصلون على المزيد والمزيد من الأسلحة، والمزيد والمزيد من المؤيدين، ويضعون الآخرين تحت السلاح، ويفرضون آراءهم عليهم .
وعلى الرغم من ان الرد الامريكي الذي جاء على لسان متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي (لم يذكر اسمه) لرويترز إن 'نظام الحكم في أوكرانيا يحدده الشعب ودستور البلاد' ، ما يعنيه هذا ليس واضحا تماما ، فواشنطن نفسها ترغب في أن تجري كييف انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول نهاية عام 2025 ، وروسيا الاتحادية تؤكد على أهمية التزام كييف بالدستور، الذي لا يعطي الرئيس الحق في تمديد فترة ولايته دون انتخابات ، كما ان زيلينسكي هو الآخر أعلن في 23 فبراير/شباط ، إنه مستعد للتنحي إذا كان ذلك يعني السلام لأوكرانيا ، وفي الوقت نفسه، بدأ على الفور في عرض مقايضة رحيله بعضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي ، وأكد لاحقا: لا يمكن إجراء انتخابات رئاسية جديدة في أوكرانيا إلا بعد رفع الأحكام العرفية في البلاد.
ومن أجل تنفيذ هذه الإدارة ، قد يكون من الضروري إدخال قوات لحفظ السلام تتولى مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار والاتفاقيات المبرمة، فعلى سبيل المثال، كانت الإدارة الخارجية سارية المفعول في تيمور الشرقية من عام 1999 إلى عام 2002 ، ثم تم جلب قوات حفظ السلام إلى البلاد ، وتم تنفيذ وظائف الهيئات الحاكمة من قبل الإدارة المؤقتة للأمم المتحدة ، وفي عام 2022، وبعد إجراء الانتخابات في البلاد واستكمال العمل على مسودة الدستور، تم حل الإدارة المؤقتة ، كما أن هناك سوابق أيضاً للحكم الخارجي تحت رعاية الأمم المتحدة ، في غينيا الجديدة وأجزاء من يوغوسلافيا السابقة.
ونفى الكريملين وعلى لسان متحدثه ديميتري بيسكوف ، ان تكون فكرة الرئيس بوتين وقضية الحوكمة الخارجية في أوكرانيا ، قد تمت مناقشتها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وأكد بيسكوف أنه 'لم تكن هناك أي مناقشات على الإطلاق حول هذا الموضوع' ، وأن هذا الموضوع لم يُطرح خلال المفاوضات في الرياض ، وأن 'هذه هي وجهة نظر رئيس الاتحاد الروسي، استنادا إلى حقائق لا تقبل الجدل تتعلق بالوضع الراهن الحالي في أوكرانيا' ، خصوصا بعد عدم سيطرة القيادة الأوكرانية على القوات المسلحة للبلاد ، والتي، وفقا له، لا تتبع الأوامر، على وجه الخصوص، لتجنب الضربات على مرافق البنية التحتية للطاقة ، وأن 'محاولات تنفيذ هذه الضربات تتواصل بشكل يومي' ، رغم توصل روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاقات بشأن وقف الهجمات على منشآت الطاقة الأوكرانية ، وفي الوقت نفسه، بطبيعة الحال، يحتفظ الجانب الروسي بالحق، في حال عدم امتثال نظام كييف لهذا القرار، في عدم الامتثال له أيضًا، كما قال بيسكوف.
إن النقاش حول السيطرة الخارجية للغرب على أوكرانيا مستمر منذ عدة سنوات ، مما تسبب في آراء متضاربة بين الخبراء والسياسيين ، وزعم البعض أن البلاد تخضع لتأثيرات خارجية كبيرة ، وخاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين رأى آخرون أن مثل هذه التصريحات تلاعبية ولا تعكس الواقع ، فقد كانت محادثات مماثلة جارية بالفعل في عام 2020، أي قبل عدة سنوات من بدء الصراع مع روسيا ، تم نشر أطروحات الخبراء من قبل المعهد الأوكراني للتنمية العالمية واستراتيجيات التكيف ، وعلى سبيل المثال، قال البروفيسور إيليا كونونوف من جامعة شيفتشينكو الوطنية ، إن السيطرة الخارجية هي تعبير عن التبعية السياسية ، حيث تتحول البلاد إلى أداة للمصالح الأجنبية ، واستشهد بحججه بشأن اعتماد أوكرانيا على القروض الخارجية والصراع في الشرق (دونباس).
أن المنظمات الدولية، وخاصة مجموعة السبع، والولايات المتحدة بشكل منفصل، تدخلت بشكل مباشر في شؤون أوكرانيا، وأملت تعليماتها المتعلقة بحكم البلاد ، وتحدث رئيس المنصة الوطنية للمصالحة والوحدة، سيرغي سيفوكو، أيضًا عن اعتماد كييف المالي على الدول الأجنبية ،وأكد أيضًا أن الحوكمة الخارجية لأوكرانيا هي قضية لم تكن ذات صلة في السنوات القليلة الماضية، بل منذ عقود ، وبشكل عام، اتفق الخبراء على أنه على الرغم من وجود علامات على وجود سيطرة خارجية على أوكرانيا ، تحدث بعضهم عن ضرورة توحيد جهود النخبة من رجال الأعمال والحكومة ، لتحديد مستقبل أوكرانيا كدولة مستقلة نسبيا أو إقليم تحت النفوذ الخارجي.
كما شهد العالم في القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين، فترة من الاستعمار، حيث أصبحت العديد من البلدان مستعمرات، وازدهرت مدنها الكبرى على حساب الموارد الأجنبية ، وتظهر أمثلة على هذا النوع من الحكم في التاريخ الحديث: بلغاريا كجزء من الاتحاد الأوروبي، وأوكرانيا تحت نفوذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعد عام 2014، والهند كجزء من الإمبراطورية البريطانية، وأوكرانيا تحت السيطرة الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، ومنشوريا تحت سيطرة الإمبراطورية اليابانية ،وهذه مجرد أمثلة قليلة على السيطرة الخارجية، والتي يمكن أن تتخذ أشكالاً عديدة، بدءاً من السيطرة الجذرية إلى التأثير الخارجي الأكثر دقة.
إن إدخال الحكم المؤقت في أوكرانيا تحت رعاية الأمم المتحدة ، قد يكون لحظة مهمة في حل الأزمة ، ومن شأن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ، أن تسمح بإجراء انتخابات رئاسية في الدولة المجاورة، وبعدها يمكن لموسكو وكييف توقيع اتفاق سلام ، وحذر الكرملين من أن السلطات في أوكرانيا غير شرعية حاليا من وجهة نظر دستورها، الأمر الذي يجعل من المستحيل عمليا إبرام أي اتفاقيات بين أطراف النزاع ،ويعتقد البرلمان الروسي 'الدوما ' ، أن تنفيذ الفكرة سيتطلب إدخال قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، لكن هذه القوات يجب أن تشمل ممثلين عن دول محايدة فقط.
أصرار الاتحاد الأوروبي أيضًا على الانضمام إلى مفاوضات السلام ، وتصريحات رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ، التي أكد فيها أن ذلك يعود إلى مشاركة الدول الأوروبية في تقديم الضمانات الأمنية لكييف ، تجعل من الصعب للغاية العثور على أرضية مشتركة بين روسيا ( التي سبق وان اعلنت استعدادها للعمل مع أوروبا ) ، ومعظم البلدان الأوروبية ، لانهم يتصرفون بطريقة غير منسقة ، حيث تشكل في الغرب 'تحالف الراغبين'، الذي يسعى إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا ، ويحاول زيادة الدعم العسكري لكييف ، والدول الأكثر نشاطا في هذا الاتجاه هي بريطانيا العظمى وفرنسا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 5 ساعات
- شفق نيوز
الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر "السكان اليائسون" وصول الطعام
تسببت كمية الغذاء المحدودة التي وصلت إلى غزة بعد رفع الحصار الإسرائيلي جزئياً، في انتشار الفوضى، مع استمرار انتشار الجوع بين سكان القطاع. فقد اكتظت المخابز التي توزع الطعام بالحشود وأُجبرت على الإغلاق يوم الخميس، وفي الليل هاجم لصوص مسلحون قافلة مساعدات، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع مسؤولي أمن حماس، الذين استهدفتهم غارة لطائرة إسرائيلية مُسيرة، بحسب شهود عيان. وتؤكد الحادثة التي وقعت في وسط غزة، ورواها شهود عيان وصحفيون محليون ومسؤولون من حماس لبي بي سي، على تدهور الوضع الأمني في غزة، حيث انهارت حكومة حماس وعمّت الفوضى. ووقعت الحادثة أثناء توجه قافلة مكونة من 20 شاحنة تحمل الدقيق من معبر كرم أبو سالم إلى مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة دير البلح، ودخلت القطاع بتنسيق من برنامج الغذاء العالمي. ورافق القافلة ستة عناصر من أمن حماس عندما تعرضت لكمين نصبه خمسة مسلحين مجهولين، أطلقوا النار على إطارات الشاحنة وحاولوا الاستيلاء على حمولتها. وقال شهود عيان لبي بي سي نيوز إن فريق التأمين التابع لحماس اشتبك مع المهاجمين في تبادل إطلاق نار قصير. وبعد وقت قصير من بدء الاشتباك، استهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة فريق حماس بأربعة صواريخ، ما أدى إلى مقتل ستة ضباط وإصابة آخرين. EPA وأصدرت حماس بياناً أدانت فيه الهجوم ووصفته بأنه "مجزرة مروعة"، متهمة إسرائيل باستهداف الأفراد المكلفين بحماية المساعدات الإنسانية عمداً. بينما رد الجيش الإسرائيلي ببيان قال فيه إن إحدى طائراته حددت هوية "عدد من المسلحين، من بينهم إرهابيون من حماس"، بالقرب من شاحنات مساعدات إنسانية في وسط غزة "وضربت المسلحين بعد التعرف عليهم". وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيبذل "كل الجهود الممكنة لضمان عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى أيدي المنظمات الإرهابية". وسمحت إسرائيل بمرور كمية صغيرة من الغذاء إلى غزة هذا الأسبوع؛ حيث عبرت حوالي 130 شاحنة محملة بالمساعدات إلى داخل القطاع في الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن رفع الجيش الإسرائيلي جزئياً الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً. وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة من الإمدادات يومياً. وحذرت وكالات دولية، منها الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، مرارا وتكرارا من أن انعدام الأمن المتزايد يعوق توصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي يحتاجها السكان بشدة، ومعظمهم من النازحين داخل غزة. وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، كما اتهمت حماس أيضاً بسرقة الإمدادات، وهو ما نفته الحركة. وأكد برنامج الأغذية العالمي نهب 15 شاحنة مساعدات تابعة له مساء الخميس، قائلاً إن "الجوع واليأس والقلق حول إمكان وصول المساعدات الغذائية يساهم في تفاقم انعدام الأمن". ودعت المنظمة الدولية إسرائيل إلى المساعدة في ضمان المرور الآمن للإمدادات. وكتب فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على منصة إكس، أنه لا ينبغي أن "يتفاجأ" أحد "أو يشعر بالصدمة" من نهب المساعدات؛ لأن "أهل غزة يعانون الجوع والحرمان من الأساسيات مثل المياه والأدوية لأكثر من 11 أسبوعاً". وقبل دخول قافلة المساعدات يوم الخميس، تجمع فلسطينيون غاضبون وجائعون خارج المخابز في غزة، في محاولة يائسة للحصول على الخبز، لكن سرعان ما تحول الوضع إلى حالة من الفوضى، ما اضطر السلطات إلى وقف التوزيع. كما اضطرت معظم المخابز لتعليق عملياتها، مشيرة إلى انعدام الأمن. وأعرب العديد من السكان في مختلف أنحاء غزة عن شعورهم بالإحباط المتزايد، بسبب طريقة توزيع المساعدات، وانتقدوا برنامج الأغذية العالمي الذي يشرف على تسليم الأغذية. وطالب البعض بتوزيع الدقيق مباشرة على السكان بمعدل كيس واحد لكل أسرة، بدلاً من توزيعه على المخابز لإنتاج الخبز وتوزيعه على السكان. ويقول السكان المحليون إن توزيع الدقيق سوف يسمح للأسر بالخبز في المنازل أو في الخيام، ما سيكون "أكثر أماناً من الانتظار في مراكز المساعدات المزدحمة." EPA كما تحدث فلسطينيون على الأرض عن انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية، التي يواجهها من يعيشون وسط القتال أو أجبروا على ترك منازلهم، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في تصعيد عملياته العسكرية ضد حماس. ومن داخل أحد مخيمات النازحين في المواصي جنوبي قطاع غزة، قال عبد الفتاح حسين لبي بي سي، عبر تطبيق واتساب، إن الوضع "يزداد سوءاً" بسبب عدد الموجودين في المنطقة. وأضاف، وهو أب لطفلين، أنه "لا توجد مساحة" في المواصي، كما أن الجيش الإسرائيلي أمر سكان المنطقة بمغادرة منازلهم التوجه إلى مكان آمن. وأكد أنه "لا يوجد كهرباء ولا طعام ولا مياه شرب كافية ولا أدوية متاحة"، والغارات الجوية المتكررة، خاصة أثناء الليل، تفاقم المعاناة". ووصف حسين شاحنات المساعدات القادمة بأنها "قطرة في بحر احتياجات سكان غزة." وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيُسمح أخيراً بدخول بعض الإمدادات "الأساسية" فقط من الاحتياجات إلى القطاع. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن كمية الغذاء التي دخلت غزة في الأيام الأخيرة لا تقترب حتى من الكمية المطلوبة لإطعام نحومليوني فلسطيني يعيشون هناك، في حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 500 شاحنة كانت تدخل القطاع في المتوسط يومياً قبل الحرب. وحذرت منظمات إنسانية من مجاعة "تهدد قطاع غزة على نطاق واسع." وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن 400 شاحنة حصلت على الموافقة لدخول غزة هذا الأسبوع، لكن الإمدادات التي دخلت جُمِعت من 115 شاحنة فقط، مضيفا أنه لم يصل شيء "إلى الشمال المحاصر" حتى الآن. ورغم وصول بعض الطحين/الدقيق وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية إلى غزة، وبدء بعض المخابز في الجنوب العمل مرة أخرى، قال غوتيريش إن ذلك يعادل "ملعقة صغيرة من المساعدات بينما هناك حاجة إلى طوفان من المساعدات". وأضاف أن "هناك إمدادات محملة على 160 ألف منصة متنقلة، تكفي لملء نحو 9 آلاف شاحنة، مازالت في الانتظار". وقالت رضا، وهي قابلة تعمل على توليد الحوامل من خلال جمعية مشروع الأمل الخيرية في دير البلح، إن النساء يأتين إليها في حالة إغماء، ويلجأن إلى طلب مساعدتها بسبب عدم تناول أي طعام حتى وجبة الإفطار. وأضافت أن الكثير من النساء يحصلن على وجبة واحدة فقط في اليوم، ويعيشن على البسكويت عالي الطاقة الذي تقدمه لهم الجمعية الخيرية. وتضيف القابلة: "بسبب سوء التغذية، دائماً ما تشكو النساء من عدم حصول أطفالهن على ما يكفي من المكملات الغذائية من الرضاعة، ولا يتوقفوا عن البكاء. إنهم يحتاجون دائماً إلى الرضاعة الطبيعية، لكن الصدور خالية من اللبن". أما صبا ناهض النجار، فهي مراهقة تعيش في خان يونس، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، تمهيداً لعملية عسكرية "غير مسبوقة" هناك، بحسبه. وقالت صبا إن عائلتها بقيت في منزلها المدمر جزئياً، مضيفة "صدر أمر إخلاء لمنطقتنا، لكننا لم نغادر لأننا لا نجد مكاناً آخر نذهب إليه". وتابعت: "لا يوجد عدد كبير من المواطنين في المنطقة. النازحون ينامون في الشارع ولا يوجد طعام. الظروف متدهورة وصعبة للغاية". وقالت المراهقة الفلسطينية في رسالة عبر تطبيق واتساب، وهي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتحدث إلى الناس في غزة لأن الجيش الإسرائيلي يمنع الصحفيين من دخولها، إن "القصف مستمر بطريقة وحشية". وأكدت أنه لم يتبق لها ولأسرتها سوى القليل، مضيفة: "ليس لدينا طعام، ولا دقيق، ولا أي ضروريات أساسية للحياة".


الزمان
منذ 17 ساعات
- الزمان
الإرادة التي لا تقهر
منذ اكثر من سبعةٍ وسبعين سنة وحكام العرب الافذاذ متمسكين بالأمم المتحدة ومنظماتها وملتزمين حرفيا بقراراتها وتوصياتها حول كل قضاياهم المصيرية على أمل أن يتحقق لهم شيء من أبسط حقوقهم ولو حسب قراراتها على ما فيها من ظلم واجحاف دون جدوى تذكر ورغم تطاير الحكام الواحد تلو الاخر منذ اغتصاب فلسطين الى اليوم باستثناء القضايا التي تمس مصالح كبار الأمم المتحدة الذين يتحكمون في قراراتها او التي تغيير من واقع فرضته على منطقتنا فإنها تجتمع وتقرر وتنفذ فورا بينما مصالحنا وقضايانا تبقى محصورة فقط في دائرة القلق الابدي المزمن للأمم المتحدة وامينها ألعام والكبار المؤثرين فيها دون التحرك تجاهها ولو قيد انملة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف حكامنا امام العدو الخارجي والمنظمات الاممية الداعمة له والمتجاهلة لنا عدا القلق المنافق الكاذب الذي لا يدل الا على النظرة الدونية التي ينظر بها هؤلاء إلينا والاستخفاف المذل لأمة اذلها حكامها قبل اعداءها فكلما ضاع لهم حق انبروا بالشجب والاستنكار واللجوء الى الأمم المتحدة ومجلسها المحكوم بدكتاتورية الفيتو وهم يعلمون جيدا أن الحق لا يعيده الا الرجال الاشداء الذين يقولون ويفعلون دون اللجوء إلى التوسل والتباكي على أبواب محكمة الفيتو الذي أُعِدَ خصيصا للعرب دون غيرهم حيث لم نسمع بفيتو استخدم ضد اية قضية غير عربية . متى يكون عندنا رجال كالرجال العظام الذين يقودون الباكستان حيث الحسم القوي الفوري لأي عدوان او تهديد يمس امن بلدهم دون الشكوى لمن لا يعملون شيء سوى القلق وطلب ضبط النفس الى ان تضيع الحقوق وتداس الكرامة وتهان الدولة وشعبها. فمتى نمتلك تلك الإرادة الباكستانية التي لا تقهر مع انها دولة واحدة ونحن (22) اثنان وعشرون دولة و(22) اثنان وعشرون جيشاً ومختلف صنوف القوى العسكرية والاستخباراتية والامنية التي لا يبدو انها تعد لمجابهة الاعتداءات الخارجية انما فقط لمواجهة الشعب وحماية الحاكم .


شفق نيوز
منذ 20 ساعات
- شفق نيوز
"عولمة الانتفاضة": هجوم المتحف اليهودي بواشنطن تذكير بخطورة الدعوات المناهضة للصهيونية
ذكرت تقارير إعلامية أن المشتبه بتنفيذه الهجوم قرب المتحف اليهودي في واشنطن، ردد عبارة "الحرية لفلسطين" عند توقيفه، فهل يمكن وضع هذه الحادثة بالتوازي مع المظاهرات والخطابات المؤيدة للفلسطينيين التي انطلقت في الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب في غزة؟ هذا ما يناقشه مقال أفردته صحيفة وول ستريت جورنال. وفي هآرتس، نقرأ مقالاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، ينتقد فيه سياسة الحكومة الإسرائيلية بشأن غزة، ويطرح فيه "الخطة الواقعية" التي كان من المفترض تطبيقها بدلاً من الاستمرار في الحرب؟ وفي القدس العربي، نقرأ مقالاً يناقش أساليب سرائيل بالتعامل مع الانتقادات التي تصدر عن دول حليفة لها. نقرأ في افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً يناقش خطورة ما يصفه فريق التحرير بالخطاب المعادي للصهيونية في الولايات المتحدة، وذلك على خلفية الهجوم المسلّح الذي وقع قرب المتحف اليهودي في واشنطن وأدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية. تستعرض الصحيفة بعض الزوايا المرتبطة بهجوم الأربعاء في واشنطن، فتذكر ما أورده شهود عيان بأن المشتبه به، إلياس رودريغيز، كان يردد عبارة: "الحرية لفلسطين، فعلت ذلك من أجل غزة" بعد تنفيذه الهجوم. تضع الصحيفة بالتوازي عبارات ترددت في الجامعات وخلال المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة منذ بدء الحرب في غزة، تتعلق بـ "عولمة الانتفاضة"، وتقصد هنا "الانتفاضة الفلسطينية"، وتقول إن ما حدث في واشنطن الأربعاء "تحذير خطير". تشير الصحيفة إلى بيان نُسب إلى المشتبه به، وتضمن "الافتراءات المعتادة عن إسرائيل"، وهي افتراءات، بحسب ما ترى الصحيفة، تتجدد باستمرار، وتطرح مثالاً على ذلك بتصريح لمسؤول إنساني في الأمم المتحدة، قال فيه إن 14 ألف طفل في غزة قد يموتون جوعاً خلال الـ 48 ساعة القادمة. وهو ما تقول الصحيفة أنه "كذب بإقرار الجميع"، لكن "كذب ذلك التصريح تبين بعد انتشاره بشكل واسع". وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، قد حذر قبل أيام على شاشة بي بي سي من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزّة. وقال في تصريحه الذي لاقى انتشاراً واسعاً: "هناك 14 ألف طفل سيموتون خلال الـ48 ساعة القادمة إذا لم نتمكن من الوصول إليهم". التصريح أثار موجة تفاعل واسعة، ولاحقاً أوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (OCHA) أنّ الرقم لا يشير إلى وفيات محتملة خلال 48 ساعة، بل إلى عدد الأطفال المعرضين لسوء تغذية حادّ خلال عام كامل، استناداً إلى تقديرات شراكة تصنيف الأمن الغذائي المرحلي (IPC)، وهي مبادرة دولية تعنى بتحليل مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في الدول المتأثرة بالنزاعات والكوارث. وتشير وول ستريت جورنال كذلك، إلى حزب الاشتراكية والتحرير الأمريكي، وتزعم أن صحيفته عرّفت المشتبه به في عام 2017 على أنه عضو في الحزب، لكن الحزب بدوره أكّد أنه لم تعد له أي علاقة بالمشتبه به منذ ذلك الحين. تقول الصحيفة إن هذا حزب "مرتبط بالصين، وكان من أبرز منظمي المظاهرات المناهضة لإسرائيل"، ومن بينها مظاهرة نُظمت في ميدان تايمز سكوير، بعد يوم واحد من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، "تضامناً مع فرق الموت التابعة لحماس"، على حدّ تعبيرها. وفي اليوم ذاته الذي أعقب الهجوم، وبحسب الصحيفة، أشادت حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" الناشطة في الولايات المتحدة، بـ "انتصار تاريخي للمقاومة الفلسطينية". لا تجزم الصحيفة بشأن ما إذا كان مطلق النار في هجوم واشنطن قد استمع لأي من هذه الخطابات، لكنها ترى أن تنامي معاداة الصهيونية "على النمط السوفياتي"، بما يشمل إبداء الحماس لـ "تدمير إسرائيل بالكامل" ونبذ مؤيديها في الولايات المتحدة، هو أمر يُلحق الضرر بالولايات المتحدة، و"يثير أخطاراً قديمة محدقة باليهود". تختم وول ستريت جورنال افتتاحيتها بالقول إن مسؤولية التصدي لذلك تقع على عاتق الأمريكيين جميعاً، من مختلف الأديان والتوجهات السياسية. Reuters في صحيفة هآرتس، كتب السياسي الإسرائيلي البارز، رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق، إيهود باراك، مقالاً بعنوان: "على نتنياهو أن يختار بين صفقة الرهائن أو حرب الخداع". يفتتح باراك مقاله بتفسير أكثر استفاضة للعنوان، ويقول إن على نتنياهو في الأيام المقبلة أن يختار بين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من جهة، وبين دونالد ترامب وقادة العالم الحر من جهة أخرى. أو بكلمات أخرى، عليه أن يختار بين "حرب خداع سياسي" أو "إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب". يرى باراك أن ما تحتاجه إسرائيل في هذه المرحلة، هو قيادة تُدرك إمكانية إطلاق سراح جميع الرهائن دفعةً واحدة، ووقف ما يصفها بـ "الحرب العبثية"، وإنهاء الأزمة الإنسانية، واقتلاع حماس من السلطة، والقضاء على قدرتها على تشكيل خطر انطلاقاً من غزة. يقول باراك إن "حرب الخداع" يتم تصويرها بشكل "مضلل" على أنها حملة من أجل أمن البلاد ومستقبلها، بينما هي في الواقع "حرب سياسية، حرب من أجل السلام داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل"، وإن اختيار هذه الحرب من شأنه أن يكتب فصلاً جديداً في "مسيرة الحماقة"، على حدّ تعبيره. يشكك باراك في أن يؤدي استمرار الحرب في غزة إلى نتائج مختلفة عن الجولات السابقة من القتال، بل يجزم أن استمرارها سيؤدي إلى تفاقم "عزلة إسرائيل سياسياً وقانونياً"، وسيحرّك موجة من معاداة السامية، ويمثل "حكماً بالإعدام" لبعض الرهائن الأحياء. يقدّم باراك "الرؤية الواقعية" لما يمكن أن يكون عليه الحال في اليوم التالي للحرب، ويقول إن الطريقة الوحيدة لضمان ألّا تتمكن حماس من حكم غزة، وتهديد إسرائيل انطلاقاً من القطاع، هي باستبدالها بكيان آخر يحكم غزة، ويكون هذا الكيان شرعياً بنظر المجتمع الدولي ودول الجوار، وبنظر الفلسطينيين أنفسهم. يعني هذا من الناحية العملية، برأي باراك، تشكيل قوة عربية مشتركة مؤقتة تمولها دول الخليج، إضافة إلى حكومة تكنوقراط، ونظام بيروقراطي فلسطيني وجهاز أمني جديد غير تابع لحماس، يتم بناؤه تدريجياً تحت نظر القوة العربية المشتركة وبإشراف الولايات المتحدة. BBC لا يكتفي باراك في تقديم هذه الرؤية فحسب، بل ويطرح كذلك الموقف الإسرائيلي المفترض منها، إذ يرى أن على إسرائيل أن تقدم شرطين في هذا السياق، الأول ألا يشارك أي عضو من الجناح العسكري لحماس في أي مستوى من ذلك الكيان الذي سيحكم غزة، والثاني أن يبقى الجيش الإسرائيلي عند تخوم القطاع، وألا ينسحب إلى الحدود إلا عند "استيفاء المعايير الأمنية المتفق عليها". يقول باراك إنه حين يفهم الجميع أن ما طرحه هو "الخطة الواقعية" الوحيدة لما بعد الحرب، وهي – برأيه - خطة لطالما تجنبها نتنياهو منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، فإن الجميع سيفهم كذلك أنه لا معنى للتضحية بحياة الرهائن، أو تعريض القوات الإسرائيلية للخطر "من أجل لا شيء". لكن باراك يرى أنه ما دامت إسرائيل "تصرّ على التهرّب من مثل هكذا نقاشات"، فإن الخطر يتزايد من انطلاق حملة دولية واسعة النطاق ضدها، بما يشمل الدعوات التي يطلقها "الجيران العرب لمقاطعة إسرائيل" واتخاذ خطوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما أن "الاحتلال الدائم لقطاع غزة، وإخراج مليوني فلسطيني وإعادة توطين الإسرائيليين في القطاع"، كلها، بنظر باراك، "رؤى خيالية لا أساس لها"، ومن شأنها أن ترتد على إسرائيل سلباً، وتسرّع "المواجهة مع بقية العالم". يختم باراك بالقول إن "هذا هو الخيار الذي تواجهه إسرائيل"، ويستبعد أن يكون نتنياهو وحكومته قادرين على التعامل معه انطلاقاً "من حرص حقيقي على أمن البلاد ومستقبلها"، وهذا – برأيه – سبب آخر يجعل الإسرائيليين في حاجة ماسّة "للتخلص من أسوأ حكومة في تاريخ البلاد". في مواجهة نيران الحلفاء في افتتاحية صحيفة القدس العربي، نقرأ مقالاً يحلل أبعاد حادثة إطلاق النار خلال زيارة لوفد ضم دبلوماسيين أوروبيين بمخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، يوم الأربعاء الماضي. تقول الصحيفة إن تلك الحادثة هي مثال جديد على "ارتفاع منسوب طبيعة العنف" لدى حكومة بنيامين نتنياهو ضد أي محاولة للتدقيق في أفعالها، ولو جاء ذلك "من أقرب حلفائها". تطرح الصحيفة ما تراها أساليب تتبعها الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الانتقادات التي توجهها الدول الحليفة لها، وأحد هذه الأساليب، بحسب الصحيفة، يتمثل في الدخول في "مهاترات تاريخية" مع الأمريكيين والأوروبيين، تتمحور حول عدم أحقية مسؤولي هذه الدول بالإدلاء بتصريحات تستنكر "الأفعال الإسرائيلية"، لأن دولهم سبق لها أن ارتكبت "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أفريقيا وفيتنام وأفغانستان والعراق وسوريا". تقول الصحيفة إن هذا المنطق يتجاهل إرث الإنسانية العميق في التعاون والتسامح والأخوة والعلاقات البشرية، ويتجاهل وجود الأمم المتحدة، والمحاكم الأممية المختصة، والقوانين الإنسانية. تطرح الصحيفة أسلوباً آخر، ترى أن إسرائيل تتبعه في التعامل مع الانتقادات، ويتمثل ذلك الأسلوب في "استغلال معاناة اليهود من العنصرية الغربية لخدمة مشروع إسرائيل"، وذلك برفع ما تسمّيه الصحيفة "سلاح معاداة السامية" الذي يضع إسرائيل "فوق النقد"، ويساوي بين معاداة الساميّة وأي فعل مناهض لإسرائيل، على حدّ تعبيرها تذكر الصحيفة في هذا السياق موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبعض المسؤولين الغربيين الآخرين، من إطلاق النار الذي أودى بحياة موظفَين إسرائيليين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، وتؤطر هذه المواقف كمثال على "المساواة بين معاداة الساميّة ومناهضة إسرائيل".