
الاتحاد الأوروبي يخطط لتقليص تعويضات التأخير في قطاع النقل
ناقشت دول الاتحاد الأوروبي اقتراحًا من المفوضية الأوروبية ينص على منح تعويضات فقط في حالات التأخير الطويلة جدًا مقارنة بما هو معمول به حاليًا. وقال المدافعون عن المستهلك إن الركاب المتضررين من تأخير
الرحلات الجوية
قد يحصلون على عدد أقل بكثير من المطالبات بالتعويض في المستقبل.
ففي حين تكفل لائحة حقوق الركاب لعام 2004 (EC 261) تعويضًا ثابتًا يتراوح بين 250 و600 يورو عند التأخير لمدة ثلاث ساعات أو أكثر، يقترح التعديل الجديد رفع هذه العتبة إلى ما بين 5 ساعات و12 ساعة، بحسب مسافة الرحلة. ما قد يؤدي، بحسب منظمات الدفاع عن المستهلك، إلى إلغاء نحو 80% من حالات التعويض الحالية.
هذا الخبر ليس استثناءً، بل هو جزء من اتجاه أوسع داخل الاتحاد الأوروبي لإعادة صياغة القواعد المنظمة لحقوق المسافرين الجويين، وسط تحذيرات متزايدة من منظمات
المستهلكين
من أن هذه التعديلات المقترحة قد تُضعف بشكل جذري من مستوى الحماية الممنوحة للمستهلكين في قطاع
النقل الجوي
.
وتشمل المقترحات أيضًا مراجعة قواعد الأمتعة اليدوية، ما يفتح الباب أمام فرض رسوم إضافية على حقائب المقصورة، رغم أن محكمة العدل الأوروبية اعتبرتها جزءًا أساسيًا من الحق في السفر. كما تُثير بنود "عدم الحضور"، التي تلغي تذكرة العودة تلقائيًا عند تفويت الرحلة الأولى، اعتراضًا واسعًا، إلى جانب النقاشات الجارية حول وضع حدود قصوى للتعويضات وإعادة تعريف "الظروف الاستثنائية" بطريقة قد تعفي شركات الطيران من مسؤولياتها المالية في كثير من الحالات.
وفي ظل هذه التطورات، أعربت منظمات الدفاع عن المستهلك عن خشيتها من أن يُشكل هذا التراجع سابقة عالمية تؤثر في معايير السفر الجوي خارج حدود الاتحاد الأوروبي. فالركاب الدوليون الذين يمرون عبر أوروبا – سواء للترانزيت أو الرحلات المشتركة – سيكونون أول المتضررين من ضعف منظومة الحماية. ويُذكر أن بيانات عام 2024 أظهرت أن 218 ألف رحلة انطلقت من الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية والمملكة المتحدة قد أُلغيت أو تأخرت أكثر من ثلاث ساعات، بنسبة تعطل بلغت 2.7% في هولندا وحدها، وهي من أعلى النسب المسجلة.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
اتفاق بريطانيا والاتحاد الأوروبي بخصوص ملفات السياحة والأغذية والصيد
رغم أن القواعد الحالية الخاصة بتعويض الركاب تعود إلى عام 2005، فإن محاولات إصلاحها بدأت فعليًا منذ عام 2013، لكنها تعثرت بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء. وعاد الموضوع إلى الواجهة مطلع 2025 عندما أعادت بولندا – التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي – إدراج القضية على جدول أعمال المجلس، مع توقعات بأن يُبتّ في المقترحات خلال شهر يونيو/حزيران المقبل.
ويجد الاتحاد الأوروبي نفسه اليوم على مفترق طرق بين تعزيز حماية المستهلكين أو الانحياز لمطالب
شركات الطيران
التي تسعى إلى تقليل التكاليف التنظيمية. وفي حين تقول المفوضية الأوروبية إن التعديلات تهدف إلى "إيجاد توازن أفضل"، يرى المدافعون عن المستهلك أن هذا التوازن لا ينبغي أن يأتي على حساب راحة وأمان وحقوق الركاب، خاصة في وقت تتزايد فيه تحديات السفر الجوي عالميًا.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
بين الهبوط والصعود: فينيسيوس يتفوق على مبابي في إدارة الأندية
تفوّق النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور (24 عاماً)، لاعب نادي ريال مدريد ، على زميله الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً) في مجال إدارة الأندية، إذ نجح نادي ألفيركا، الذي يملك فينيسيوس حصة فيه، في تحقيق صعود تاريخي إلى الدوري البرتغالي بعد احتلاله المركز الثاني في الترتيب العام. في المقابل، عاش نادي كان، الذي يتولّى مبابي الإشراف على شؤونه، خيبة الهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة، في مفاجأة غير متوقعة، جاءت نتيجة لسوء النتائج وغياب الدعم الفني والتعاقدات النوعية. وراهن النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور على نادي ألفيركا حين استحوذ على أغلبية أسهمه، ليُصبح المالك الفعلي للفريق. ومنذ لحظة تسلّمه، باشر العمل إلى جانب طاقم إداري يثق به، واضعاً هدف الصعود نصب عينيه، رغم حدّة المنافسة مع أندية عريقة مثل تونديلا وفيرينسي. وجاءت الجولة الأخيرة حاسمة، بعدما تفوّق ألفيركا على بورتيمونينسي بنتيجة هدفَين لهدف، ليضمن بطاقة الصعود إلى الدوري البرتغالي الممتاز، وصيفاً لفريق تونديلا بفارق نقطة واحدة فقط، في إنجاز يؤكّد حجم العمل الذي قاده النجم البرازيلي منذ توليه المسؤولية بداية عام 2025. وشكّل قدوم فينيسيوس دفعة معنوية كبيرة لنادي ألفيركا، الذي كان آنذاك يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب، ومع انضمامه، واصل الفريق أداءه التصاعدي حتى ضمن بطاقة الصعود إلى دوري الأضواء، وفي الموسم المقبل، سيكون على موعد مع تحديات جديدة بمواجهة كبار الدوري، مثل سبورتينغ لشبونة المدجج بالنجوم، وبنفيكا وبورتو العريقَين. وتسعى إدارة النادي إلى تعزيز الصفوف بعدد من الأسماء القادرة على صناعة الفارق، وسط دعم متواصل من فينيسيوس، الذي تُقدّر ثروته في عام 2025 بقرابة 55 مليون يورو، ومن المرجّح أن ترتفع على نحوٍ لافت في حال قبوله عرضاً مغرياً من أحد أندية الدوري السعودي. كرة عالمية التحديثات الحية مبابي يهدّد حلم صلاح في سباق الحذاء الذهبي الأوروبي وعلى النقيض تماماً، عاش النجم الفرنسي كيليان مبابي تجربة إدارية مخيبة للآمال، بعدما تسببت إدارته في هبوط نادي كان إلى دوري الدرجة الثالثة الفرنسية، ما فجّر موجة غضب عارمة بين جماهير النادي، وكانت الجماهير استبشرت كثيراً بقدوم مهاجم ريال مدريد، وعلّقت عليه آمالاً كبيرة لإعادة الفريق إلى الواجهة، لكن النهاية جاءت صادمة، إذ لم يقتصر الأمر على الإخفاق داخل الملعب، بل تصاعد التوتر حتى بلغ حد تبادل الاتهامات بين اللاعبين داخل غرفة الملابس، في مشهد يعكس عمق الانهيار الذي ضرب النادي. وزادت فايزة العماري، والدة كيليان مبابي البالغة من العمر 51 عاماً، من تأزيم الوضع في نادي كان، بعدما أطلقت تصريحات نارية عقب هبوط الفريق، إذ اتهمت الجماهير بالمبالغة في انتقاد عائلتها "المالكة"، كما كشفت أنها طلبت من كيليان الانسحاب من المشروع أكثر من مرة، بحجّة أن هؤلاء المشجعين لا يستحقون ما تقدّمه العائلة. وتؤكد هذه التصريحات حجم التحديات التي تواجهها عائلة مبابي، بقيادة نجلها، في سعيها لإدارة شؤون نادٍ فرنسي عريق وسط ضغوط جماهيرية متزايدة.


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
فيراتي يرد الدّين لفريقه السابق بشراء حصة مهمة من أسهمه
يعتزم لاعب نادي العربي القطري ، الإيطالي ماركو فيراتي (32 عاماً)، شراء حصة مهمة في فريقه السابق، نادي بيسكارا الإيطالي، الذي شهد انطلاقته في عالم كرة القدم، ومنحه فرصة إظهار قدراته، ليفوز لاحقاً بفرصة التعاقد مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، في موسم 2011ـ2012، ويخط مسيرة تاريخية مع النادي، بعدما ظل أساسياً طوال مواسم عديدة، وخاض أكثر من 400 مباراة مع الفريق، وأسهم في عودته القوية محلياً وأوروبياً. كذلك فإنه انضمّ إلى المنتخب الإيطالي، وتُوّج معه بطلاً لأوروبا في عام 2021، قبل أن يرحل عن الفريق، ليخوض تجربة مع نادي العربي منذ موسمين. وأكد موقع تيرنانا نيوز الإيطالي، أمس السبت، أن فيراتي سيحصل على نسبة 40 بالمائة من أسهم فريق بيسكارا، الذي يُواجه صعوبات مالية كبيرة، وهذا التصرف سينقذ النادي، الذي يُصارع من أجل الصعود إلى الدرجة الثانية الإيطالية. وذكرت صحيفة ويست فرانس الفرنسية أن فيراتي شرع بالتفاوض مع إدارة النادي منذ أشهر عديدة، بهدف شراء حصة مهمة، مقابل 1.5 مليون يورو، ليصبح صاحب أكبر نسبة في أسهم النادي، ومِن ثمّ يكون صاحب القرار الأول، إذ يرغب في ردّ الدّين للنادي، الذي كان وراء بروزه، ولا يُستبعد أن ينهي مسيرته الرياضية مع بيسكارا. بعيدا عن الملاعب التحديثات الحية بين الهبوط والصعود: فينيسيوس يتفوق على مبابي في إدارة الأندية واختار عدد كبير من نجوم كرة القدم الاستثمار في الأندية الرياضية، من خلال شراء نسبة من الأسهم، ليصبحوا مالكين، مثل الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي فينيسيوس جونيور ومواطنه رونالدو "الظاهرة"، ولكن هذه الخطوات لم تكن ناجحة في معظم الحالات، ذلك أن مبابي يواجه انتقادات قوية من جماهير نادي كون الفرنسي، وكذلك رونالدو، الذي اضطرّ إلى بيع حصته في نادي بلد الوليد الإسباني بعد الانتقادات التي تعرّض لها.


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
النفط والبنوك ومشاريع الإعمار أبرز المستفيدين من تخفيف العقوبات عن سورية
في خطوة أولى لتنفيذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سورية، أصدرت وزارة الخزانة، أول من أمس الجمعة، قراراً يمنح تخفيفاً فورياً للعقوبات المفروضة على الدولة التي تعاني انهياراً اقتصادياً ودماراً واسعاً خلفه نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، كما أصدرت وزارة الخارجية إعفاءً لمدة 180 يوماً من العقوبات الإلزامية المفروضة بموجب قانون قيصر، الأمر الذي رحبت به الحكومة المؤقتة في البلاد، مؤكدة أن "المرحلة المقبلة ستكون مرحلة إعادة بناء ما دمّره النظام البائد واستعادة مكانة سورية الطبيعية في الإقليم والعالم"، فيما أشار خبراء اقتصاد إلى استفادة قطاعات حيوية، على رأسها النفط والبنوك والمبادلات التجارية وجذب الاستثمارات، ما يساعد في تعافي البلاد اقتصادياً وتحسن قيمة عملتها المتهاوية. وأصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، "الرخصة العامة 25 لسورية" والتي تسمح بإجراء معاملات محظورة بموجب لوائح العقوبات على سورية، مما يؤدي فعلياً إلى رفع العقوبات عن البلاد، بحسب البيان الصادر عن وزارة الخزانة. ومن شأن هذه الرخصة أن تسهم في "فتح المجال للاستثمارات الجديدة، ونشاط القطاع الخاص". وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية إعفاءً لمدة 180 يوماً من العقوبات الإلزامية المفروضة بموجب قانون قيصر، "وذلك لضمان ألا تعيق العقوبات قدرة شركائنا على تنفيذ استثمارات تعزز الاستقرار، وتدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار في سورية"، وفق البيان الصادر عن الوزارة. وأضافت أن الإعفاء "سيسهل توفير الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي، كما سيمكّن من الاستجابة الإنسانية بشكل أكثر فاعلية في جميع أنحاء سورية". وكان الرئيس الأميركي أعلن من الرياض، خلال زيارته الخليجية في منتصف مايو/أيار الجاري، عن عزمه رفع كل العقوبات عن سورية. وسبق أن أصدرت الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي تصريحاً مؤقتاً يسمح بإجراء معاملات مع مؤسسات الدولة السورية وبيع الطاقة إلى البلاد. ووفق وزارة الخزانة، فإن هذا الإجراء مجرد "جزء من جهود أوسع نطاقاً تبذلها الحكومة الأميركية لإزالة الهيكل الكامل للعقوبات المفروضة على سورية بسبب انتهاكات نظام بشار الأسد". اقتصاد عربي التحديثات الحية أبرزهم الشرع.. 28 شخصية ومؤسسة سورية رفعت عنهم واشنطن الحظر وأكدت الخزانة الأميركية أن "الرخصة العامة 25 لسورية" تُعد خطوة أولى رئيسيةً لتنفيذ إعلان الرئيس ترامب في 13 مايو/أيار الحالي بشأن وقف العقوبات على سورية. مشيرة إلى أن تخفيف العقوبات مُنح "للحكومة السورية الجديدة، بشرط أن تضمن البلاد أمن الأقليات الدينية والعرقية، وعدم توفير ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية". وأكدت أن الولايات المتحدة "ستواصل مراقبة التقدم والتطورات الميدانية في سورية". وصرّح وزير الخزانة، سكوت بيسنت، على منصة إكس بأن وزارتي الخزانة والخارجية تُنفِّذان "تفويضات لتشجيع الاستثمارات الجديدة في سورية". وتأتي خطوة وزارة الخزانة الأميركية بعد ثلاثة أيام فقط من قرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، وتعهده بالمساهمة في التعافي المبكر وجهود إعادة الإعمار في المستقبل بما يتماشى مع التطورات. وعرقلت الحرب والعقوبات تأهيل مرافق وبنى تحتية خدمية، وجعلت التعاملات مع القطاع المصرفي السوري مستحيلة. ويأتي رفع العقوبات في وقت تحاول فيه السلطات دفع عجلة التعافي الاقتصادي بعد سنوات الحرب التي استنزفت الاقتصاد ومقدراته ودمّرت البنى التحتية في البلاد وقدرة البلاد على توفير الخدمات الرئيسية من كهرباء ووقود، إذ تقدر الأمم المتحدة كلفة إعمار البلاد بنحو 400 مليار دولار. ورغم توقعات المحللين بأن الآثار المباشرة لرفع العقوبات قد تكون محدودة في الوقت الراهن، لافتين إلى أنها تتطلب اتخاذ السلطات إجراءات وتدابير عدة منها تهيئة بنية حاضنة للاستثمار وإظهار شفافية في توقيع عقود استثمارية ضخمة، إلا أنهم أكدوا أهميتها في تعافي الاقتصاد تدريجياً والخروج من عثرته. ومنذ إعلان ترامب رفع العقوبات عن سورية، تحسّنت قيمة العملة المحلية في السوق السوداء، مستفيدة من حالة التفاؤل، ليسجّل سعر الصرف نحو تسعة آلاف ليرة مقابل الدولار، بعدما كان قد لامس عتبة 13 ألفاً. اقتصاد الناس التحديثات الحية تفاؤل واسع بين السوريين بعد رفع العقوبات والأسواق تستعد للانتعاش إعادة الحياة إلى جوهر بنية الاقتصاد الباحث الاقتصادي محمد السلوم، يشير في تصريحه لـ"العربي الجديد" إلى أن الكيانات التي شملها الترخيص العام رقم 25 الصادر عن وزارة الخزانة الأميركية، مثل المصرف المركزي السوري، المصرف الصناعي، البنك التجاري السوري، شركة المحروقات، الشركة العامة للنفط، شركة بانياس لتكرير النفط، ووزارة السياحة، لم تكن مجرّد مؤسسات عامة، بل تشكّل في جوهرها البنية التحتية للاقتصاد السوري، ورفع العقوبات عنها يعني إعادة إحياء عجلة الاقتصاد من مركزها، لافتاً إلى أن الاستفادة الأولى والأكثر أهمية تتعلق بإمكانية العودة التدريجية لهذه المؤسسات إلى النظام المالي العالمي. فعندما يُرفع الحظر عن المصرف المركزي السوري على وجه الخصوص، يُفتح الباب أمام دمشق لاستعادة جزء من دورها في شبكة المدفوعات الدولية، وربما العودة إلى استخدام نظام سويفت، ما يسهّل تحويل الأموال وفتح اعتمادات للتجارة الخارجية بشكل قانوني وآمن. وهذا التطور له أثر مباشر على القدرة الاستيرادية للقطاعين العام والخاص، بما يسهم في كسر الحصار الاقتصادي الذي طاول السلع الأساسية وقطع الغيار والمواد الأولية، وفق السلوم. أما بالنسبة للمصارف الحكومية الأخرى مثل المصرف الصناعي والبنك التجاري، فاعتبر الباحث الاقتصادي السوري، أن رفع العقوبات عنها يعيد إليها شرعية العمل مؤسسات وسيطة لتمويل المشاريع الإنتاجية، لا سيما في قطاعي الزراعة والصناعة، وهذا سينعكس إيجاباً على تنشيط السوق المحلية وتوفير السيولة اللازمة لروّاد الأعمال، خاصة في المناطق التي بدأت تتعافى من آثار الحرب. وفي ما يتعلق بقطاع النفط، فإن استثناء مؤسسات مثل الشركة العامة للنفط وشركة بانياس لتكرير النفط من الحظر يمهد الطريق لعودة الإنتاج النفطي إلى مساره الطبيعي، وربما التعاون مع شركات أجنبية ضمن إطار تعاقدات استثمارية طويلة الأجل، وهذا التطور ينعكس على الخزينة العامة للدولة من خلال تحسين الإيرادات، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد أو التهريب، كما يسهم في تحسين توافر المحروقات في السوق المحلية، ما يخفف من معاناة المواطنين ويخفض من تكاليف الإنتاج. ولفت السلوم إلى أن الاستفادة تمتد أيضاً إلى القطاع السياحي، بعد شمول وزارة السياحة والخطوط الجوية السورية بالترخيص، ما قد يمهّد لعودة حركة الطيران المدني واستقبال الوفود، لا سيما من دول عربية أو آسيوية غير مقيدة بعقوبات إضافية. ويمكن أن يتحول هذا القطاع السياحي إلى رافعة اقتصادية حقيقية، في حال استُثمر هذا الانفتاح بتنظيم معارض ومؤتمرات واستقطاب الاستثمارات السياحية، في بلد لطالما كان يتمتع بمقومات جذب عالمية. واعتبر أن كل ذلك مرهون بطبيعة تنفيذ القرار، ومدى تجاوب الشركاء الدوليين مع هذا الانفتاح، وبدرجة استعداد البيئة التشريعية والإدارية في سورية لتأمين مناخ ملائم وآمن للتعاملات الجديدة. لكن المؤكد أن هذه الخطوة تمثل انفراجة حقيقية، ولو كانت جزئية، ويمكن البناء عليها لإطلاق عملية تعافٍ اقتصادي حقيقي، يشمل إعادة هيكلة القطاعات الأساسية، وتحسين شروط المعيشة، واستعادة الثقة بالاقتصاد الوطني مجالاً للاستثمار والعمل والإنتاج. أسواق التحديثات الحية رفع عقوبات سورية يضغط على عقارات الأردن إصلاحات هيكلية لجذب استثمارات مستدامة بدوره، يقول الخبير الاقتصادي عبد الرحمن محمد في تصريحه لـ"العربي الجديد" إن "رفع العقوبات يفتح باباً لتعافي الاقتصاد السوري، لكن نجاحه مرهون بتحقيق استقرار سياسي وشفافية في الإدارة، إذ تحتاج سورية إلى إصلاحات هيكلية مثل تحديث النظام المصرفي ومكافحة الفساد لجذب استثمارات مستدامة، خاصة في ظل التحديات المتراكمة منذ عقود". وأشار إلى أن تخفيف العقوبات من شأنه زيادة الإيرادات الحكومية من قطاعي النفط والغاز، إذ سيتمكن القطاع من تصدير النفط والغاز إلى الأسواق الدولية، مما يُدِر عائدات كبيرة بالدولار تُستخدم لإعادة الإعمار وتمويل الخدمات العامة، كما سيُسمح بإصلاح المنشآت النفطية المتضررة كالمصافي واستئناف الإنتاج، مما يعزز الطاقة الإنتاجية ويوفر فرص عمل، إضافة إلى تقليل الاعتماد على الدول الخارجية، مما يُحسّن الاستقرار الاقتصادي ويقلل الضغوط السياسية. أما بالنسبة للتأثير على المصارف، فيرى محمد، أن هذا الأمر سيساهم في استقرار سعر الصرف، إذ سيستعيد المصرف المركزي الوصول إلى الأصول المجمدة في الخارج (مثل الذهب والعملات الأجنبية)، مما يعزز احتياطاته ويساهم في استقرار الليرة السورية، ناهيك عن تسهيل التجارة الخارجية من خلال إعادة اندماج المصارف السورية في النظام المالي العالمي ما سيُسهل التحويلات المالية الدولية، ويقلل تكلفة الاستيراد. كما يمكن من خلال استثناء هذه الكيانات من العقوبات جذب الاستثمارات، إذ سيتمكن القطاع الصناعي من استيراد التكنولوجيا الحديثة، مما يعزز الإنتاج المحلي ويخلق فرص عمل، وفي سياق متصل، أشار محمد إلى أن عدم شمول المصارف الخاصة في قرار تخفيف العقوبات، ربما يرجع إلى الاشتباه بتعامل بعضها مع شبكات تمويل غير مشروعة (مثل تهريب النفط أو المخدرات) أو ارتباطها بشخصيات مُستهدفة بالعقوبات، مما يمنع رفع القيود عنها، علماً أن لهذا الأمر تأثيرات سلبية كاستمرار عزلة هذه المصارف وصعوبة التحويلات المالية الدولية، وارتفاع تكاليف الاستيراد، وعرقلة نشاط الشركات الصغيرة والمتوسطة. عمل بلا خوف في مشاريع إعادة الإعمار وحول تعليق قانون قيصر لمدة 180 يوماً، فيعتبر محمد أنه يمكن للشركات الأجنبية من خلال ذلك المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار (مثل الطاقة والمياه) دون خوف من عقوبات، وتحسين الخدمات الأساسية كالكهرباء والوقود ومياه الشرب عبر استيراد المعدات اللازمة، مما يُخفف الأزمة الإنسانية، كما يمكن إقامة مشاريع قصيرة الأجل خاصة في قطاع الطاقة والبنية التحتية، وإبرام عقود استثمار سريعة، مشيراً إلى أن هذه الفترة المؤقتة هي بمثابة اختبار لنوايا الحكومة الجديدة لمراقبة التزام سورية بشروط رفع العقوبات الدائمة (مثل مكافحة الإرهاب وحماية الأقليات). من جهته، يؤكد الباحث السياسي وائل علوان، أن سورية تنظر اليوم بعين إيجابية وبمزيد من التفاؤل والأمل بكل خطوة للوصول إلى الاستقرار، معتبراً في تصريحه لـ"العربي الجديد" أن الخطوات تبدو اليوم سريعة على مستوى الثقة بالنظام السياسي الجديد والإدارة الجديدة وقدرتها على تحقيق الاستقرار، كما أن الإجراءات تتم بنفس التسارع الذي يتم به القرار السياسي، وهذا يعني أن سورية ستلمس قريباً مفاعيل رفع العقوبات من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى أن هذا القرار كان مهماً جداً لتحقيق البيئة المناسبة للاستقرار لبناء سورية الجديدة، كما أن ذلك يعطي مسؤولية كبيرة للحكومة من المجتمع الدولي لتثبت أنها قادرة على ضبط الأوضاع وخلق استقرار أمني وسياسي واجتماعي، ومشاركة جميع المكونات السورية، أي أن الدول ستراقب أداء الحكومة بشكل أكبر.