
سلطان الجابر يشارك في «منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي» بواشنطن
تم تحديثه الأربعاء 2025/6/18 12:27 م بتوقيت أبوظبي
أكد الدكتور سلطان الجابر خلال منتدى الطاقة في واشنطن أن الإمارات، برؤية قيادتها، تعزز ريادتها العالمية وتدعو لتكاتف عالمي لمواكبة متطلبات الذكاء الاصطناعي.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"أدنوك" ومجموعة شركاتها، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة "XRG"، إن دولة الإمارات، وبفضل رؤية القيادة الرشيدة، نجحت في ترسيخ مكانتها الرائدة عالمياً عبر نهج تعزيز التعاون الدولي وبناء شراكات استراتيجية تسهم في خلق مستقبل أفضل للبشرية، خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
وأشار الجابر إلى ضرورة تضافر جهود قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسياسات بكفاءة وفاعلية للاستفادة من الفرص الاستثمارية المهمة والاستثنائية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في الدورة التاسعة من "منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي"، المُنعقدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور عدد من أبرز المسؤولين السياسيين وقيادات قطاع الطاقة.
وقال الدكتور سلطان الجابر إن الذكاء الاصطناعي يشكل المرحلة التالية من التطور البشري، مؤكداً أن تلبية متطلباته تستلزم نقلة نوعية في سياسات واستثمارات قطاع الطاقة وبنيتها التحتية، وأن التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي يتجاوز تطوير برمجياته وأكواده ويعتمد على توفير الطاقة التي يحتاج إليها، لافتا إلى أن كل تقدم تشهده حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي يتطلب استهلاك المزيد من الطاقة، وأن منظومة الطاقة العالمية غير جاهزة لذلك في التوقيت الحالي، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى إمدادات كهرباء جديدة تقدر بما يتراوح بين 50 إلى 150 غيغاواط بحلول عام 2030 وبحسب مصدر الطاقة المستخدم لتوليدها، وهو ما يعادل إجمالي استهلاك عشرات المدن الكبرى.
وأشار إلى خريطة الطريق الشاملة للتعامل مع هذا التحدي، والتي تم وضعها بالشراكة بين "XRG" و"MGX" و"المجلس الأطلسي" وتضمنت توصيات بتسريع إصدار التراخيص، وتحديث الشبكات، وتنفيذ استثمارات إستراتيجية في الغاز والطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة، مؤكِّداً أن تطوير وتشغيل تكنولوجيا المستقبل لا يمكن أن يتم بالاعتماد على شبكات الكهرباء القديمة.
وأضاف أن تأخر إصدار التراخيص اللازمة وتحديات سلاسل التوريد تعيق الوصول إلى النتائج المطلوبة في هذا المجال، لافتاً إلى ضرورة تطوير سياسات داعمة للتقدم، وأهمية الاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة من خلال تبني نهج الشراكة، موضحاً أن اتباع هذا النهج أسهم في تعزيز العلاقة القوية والشاملة التي تربط دولة الإمارات بالولايات المتحدة عبر القطاعات المختلفة.
وقال الجابر: "الولايات المتحدة هي ضمن أولوياتنا وتشكل بالنسبة لنا وجهةَ استثمارٍ أساسية، وتُعد الشركات الأمريكية من أكبر شركاء الامتيازات النفطية في دولة الإمارات، حيث تستثمر بشكل فعال في الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وأيضاً في التكرير والتصنيع والتسويق. كما تتعاون شركات إماراتية مع الشركات الأمريكية في 18 ولاية عبر 50 منشأة، في مختلف مجالات الطاقة بدءاً من الغاز والكيماويات، وصولاً إلى البنية التحتية لقطاع الطاقة وحلولها".
وأردف: "أن "شركة "XRG" ، شريك أساسي في أكبر منشأة للغاز الطبيعي المسال في تكساس، وذلك من خلال قيامها بإنتاج الكيماويات المتخصصة في أنحاء الولايات المتحدة، كما ارتفعت السعة التشغيلية لشركة أبوظبي للطاقة المتجددة "مصدر" إلى 5.5 غيغاواط في مختلف الأراضي الأمريكية، وهذه هي البداية فقط، ولمزيد من المساهمة في تحقيق طموحنا، افتتحنا مؤخراً مكتباً مشتركاً لكلٍ من "XRG" و"مصدر" في العاصمة واشنطن".
وأوضح أن أي مركز بيانات جديد يمكن أن يستهلك نفس كمية الكهرباء التي تستهلكها مدينة بحجم بيتسبرغ، وأن تلبية هذا الطلب تُمثِّل تحدياً تقنياً، وكذلك فرصةً استثمارية مهمّة واستثنائية تتطلب تحقيق نقلة نوعية شاملة تتضافر فيها جهود قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسياسات، وتعمل معاً بشكل متناغمٍ وفعال.
ولفت إلى أن تلبية احتياجات مراكز البيانات العملاقة تتطلب زيادة إمدادات الطاقة بشكل كبير، والاستفادة من مصادر الطاقة الموثوقة مثل الغاز والطاقة النووية لتأمين الحمل الأساسي، وكذلك من الطاقة المتجددة المدعومة بالإمكانيات اللازمة لتخزينها.
ونوه إلى أهمية تحقيق تقدم جوهري في التقنيات الجديدة مثل "المفاعلات المعيارية الصغيرة"، و"الطاقة الاندماجية"، كما دعا إلى تبنّي نهج واقعي وعملي، يشمل وقف الإغلاق المبكر لمحطات الطاقة الحالية، بالتزامن مع إعادة تفعيل الطاقة النووية.
وشدد الدكتور سلطان الجابر على الحاجة العاجلة لتطوير منظومة شبكات الكهرباء، في ضوء احتمالية تجاوز وقت الانتظار لتسليم بعض المكوّنات الرئيسية للشبكات، مثل المحوِّلات، ثلاث سنوات، موضحاً أن سبب هذا التأخير لا يقتصر على سلاسل التوريد، بل هو من التحديات الأساسية للنمو الصناعي. وأن الاستفادة من فرص تطوير شبكات الكهرباء يتطلب تسريع عمليات إصدار التراخيص، وتأهيل القوى العاملة، وخفض مخاطر رؤوس الأموال.
وأضاف معالي الدكتور سلطان الجابر: "يعمل قطاع التكنولوجيا وفق أطر زمنية ربع سنوية، بينما يعمل قطاع الطاقة وفق أطر تمتد لعقودٍ من الزمن. وعلينا معالجة هذه الفجوة من خلال خفض مخاطر الاستثمارات الرأسمالية الكبيرة، وتطوير سياسات تدعم التقدم ولا تؤخره. وفي الوقت الحالي، هناك سعة إنتاجية مخططة للكهرباء في أنحاء العالم تبلغ 2600 غيغاواط تحتاج إلى توصيلها بالشبكات، وعلينا إزالة المعوقات أمام تنفيذ هذا التوسع".
وأشار إلى أن توليد الكهرباء هو جانب واحد من جوانب المعادلة، حيث إن توصيلها إلى المستخدم النهائي يُضيف مستوىً آخر من التعقيد، مؤكداً على ضرورة تدريب مليون فني كهربائي مطلوبين لتشغيل شبكات الكهرباء في القرن الحادي والعشرين، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي للإسهام في رفع كفاءة إدارة أنظمة الطاقة.
وتطرق إلى الوضع الحالي في المنطقة وتأثيره على السِلم الإقليمي وأمن الطاقة، وأكد أن دولة الإمارات ستظل دائماً من الداعمين للحوار والحلول الدبلوماسية لفض النزاعات وخفض التصعيد، ودعا الأطراف كافة إلى ضبط النفس واحترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي.
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور سلطان الجابر، إلى تعزيز مجالات التعاون للاستفادة من أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي والفرص الاقتصادية الواعدة التي يوفرها. وقال إن "الاستفادة القصوى من كامل إمكانيات الذكاء الاصطناعي تتطلب توفير إمدادات الكهرباء اللازمة له، وهذا يبدأ عبر إعداد خريطة طريق متكاملة، يُمكن تطبيق خطواتها على المستوى المحلي وتوسيع نطاق انتشارها عالمياً. كما نحتاج إلى وضع سياسات داعمة، وتطوير بنية تحتية تُلائم الأحمال المطلوبة، وتنفيذ استثماراتٍ تواكب متطلبات المرحلة الحالية".
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي والطاقة توأمان يسهمان في تقدم البشرية، ومحركان يدفعان العجلة في اتجاه واحد لتسريع الانطلاق نحو المستقبل.
يذكر أن كلمة الدكتور سلطان أحمد الجابر، جاءت بعد يوم من عقد الدورة الثانية من مجلس "ENACT" في واشنطن، التي جمعت قيادات من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والعمل الحكومي، لتطوير أجندة عمل مشترك عبر القطاعات لتلبية الزيادة الكبيرة في الطلب على الطاقة الناتجة عن نمو وتطور الذكاء الاصطناعي، وتسريع الاستثمار في البنية التحتية للقطاع، وتقديم حلول عاجلة وشاملة واسعة النطاق عبر المنظومة بأكملها.
واستناداً إلى مناقشات المجلس، تم وضع خريطة طريق جديدة لاتخاذ الإجراءات المطلوبة عبر تضافر جهود القطاعات المعنية تحت عنوان: "دعم المرحلة التالية من التقدم البشري"، تستعرض الفرص والحلول المتكاملة اللازمة لمعالجة الزيادة المُلِحة في الطلب على الطاقة الناتجة عن النمو السريع لمراكز البيانات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توجيه الاستثمارات طويلة الأمد نحو بناء منظومة طاقة أكثر ذكاءً ومرونة وكفاءة.
كما تُركّز خريطة الطريق على عدد من المنهجيات العملية على امتداد سلسلة القيمة للطاقة، وفرص الاستثمار والسياسات المطلوبة، والتي يعتمد العديد منها على أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، ويتضمن ذلك تعزيز القدرة الإنتاجية الحالية للطاقة، وتحديث وتوسيع نطاق البنية التحتية لشبكات الكهرباء، وإدارة المحفِّزات الداعمة للطلب، واختيار مواقع استراتيجية لمراكز البيانات الجديدة، وتسريع تبنّي تقنيات الجيل التالي.
وتؤكد خريطة الطريق كذلك على ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة عبر المنظومة بأكملها لضمان الاستفادة الكاملة من الإمكانيات النوعية للذكاء الاصطناعي.
aXA6IDgyLjIxLjIyOS4xMDQg
جزيرة ام اند امز
PL

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 6 ساعات
- صحيفة الخليج
شرطة دبي تبحث تعزيز العلاقات مع «أدنوك للتوزيع»
دبي: «الخليج» زار وفد من القيادة العامة لشرطة دبي ممثلة في مبادرة «على دربك»، شركة أدنوك للتوزيع، بهدف بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في جوانب تقديم أفضل الخدمات للجمهور عبر محطات أدنوك. وكان في استقبال الوفد كل من علي السعدي، نائب أول رئيس تنفيذي لمبيعات التجزئة، وسلطان الجنيبي مستشار الإدارة المتكاملة، وشيخة الخوري مدير إدارة الضمان التشغيلي، ومحمد الهاشمي مدير تطوير شبكة البيع بالتجزئة، وسيف الزعابي من إدارة مبيعات التجزئة، ومن طرف الوفد الزائر النقيب ماجد بن ساعد الكعبي رئيس مبادرة على دربك، ونائبه الملازم أول عيسى أهلي، وعدد من الضباط والمسؤولين. وقدّم النقيب ماجد بن ساعد الكعبي، عرضاً عن إنجازات المبادرة منذ انطلاقها، ومراحل تطورها والمهام التي تضطلع بها، وما تقدمه مبادرة «على دربك» من خدمات مختلفة للجمهور على مستوى إمارة دبي.


العين الإخبارية
منذ 7 ساعات
- العين الإخبارية
سلطان الجابر يبحث مع رئيس «بلاكستون» الأمريكية تسريع نمو الصناعات المتقدمة
تم تحديثه الخميس 2025/6/19 05:42 ص بتوقيت أبوظبي في إطار حضور إماراتي بارز ضمن فعاليات منتدى الطاقة العالمي في واشنطن، التقى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر مع ستيفن شوارزمان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون الأمريكية، إحدى أبرز المجموعات الاستثمارية الرائدة في العالم. وبحث الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة XRG، مع شوارزمان، دور الاستثمارات العالمية في دعم الاقتصادات وتسريع نمو الصناعات المتقدمة. ريادة إماراتية.. ورؤية لمستقبل الذكاء الاصطناعي وكان الدكتور سلطان الجابر أكد في كلمته أمام المنتدى، أن دولة الإمارات، بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، رسّخت مكانتها العالمية في ريادة الابتكار والتكنولوجيا، داعياً إلى تضافر جهود قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسياسات لمواكبة تسارع نمو الذكاء الاصطناعي ومتطلباته. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل المرحلة التالية من التطور البشري، وأن التفوق فيه لا يتطلب فقط تطوير الخوارزميات، بل يستدعي توفير طاقة هائلة لتشغيل مراكز البيانات العملاقة، ما يضع ضغوطاً غير مسبوقة على منظومة الطاقة. وأوضح الدكتور سلطان الجابر، أن شبكات الكهرباء القديمة لم تعد قادرة على تلبية احتياجات المستقبل، وأن الوقت قد حان لتطوير بنية تحتية حديثة، وتسريع إصدار التراخيص، واستثمار مليارات الدولارات في مصادر موثوقة مثل الطاقة النووية والغاز والطاقة المتجددة. شراكات استراتيجية.. وأرقام إماراتية لافتة وأكد الدكتور سلطان الجابر، أن الولايات المتحدة تُمثل وجهة استثمار رئيسية لدولة الإمارات، موضحاً أن الشركات الإماراتية تتعاون مع نظيراتها الأمريكية في أكثر من 50 منشأة عبر 18 ولاية، في مختلف مجالات الطاقة. ولفت إلى أن شركة XRG تُعد شريكاً أساسياً في أكبر منشأة للغاز الطبيعي المسال في تكساس، فيما ارتفعت السعة التشغيلية لشركة «مصدر» في أمريكا إلى 5.5 غيغاواط، معلناً عن افتتاح مكتب مشترك لـ«مصدر» و«XRG» في واشنطن، ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين. تحديات الكهرباء.. وخريطة طريق للحلول وقال الدكتور سلطان الجابر إن أي مركز بيانات حديث يستهلك كهرباء تعادل استهلاك مدينة كبرى مثل بيتسبرغ، وهو ما يتطلب مضاعفة إمدادات الطاقة، وتدريب أكثر من مليون فني كهربائي، إلى جانب تسريع تبني تقنيات الجيل التالي مثل «المفاعلات المعيارية الصغيرة» والطاقة الاندماجية. وكشف أن خريطة طريق شاملة تم وضعها بالتعاون مع «المجلس الأطلسي» و«MGX» و«XRG»، تضمنت حلولًا لتجاوز التحديات، أبرزها تطوير السياسات، وتأهيل الكوادر، وتسريع التراخيص، وإزالة المعوقات التي تواجه شبكات الكهرباء. الذكاء الاصطناعي والطاقة.. توأمان المستقبل وفي ختام كلمته، شدد الدكتور سلطان الجابر على أن الذكاء الاصطناعي والطاقة هما «توأمان للتقدم البشري»، محذراً من أن التأخر في تطوير شبكات الكهرباء يمكن أن يعيق تقدم البشرية بأسرها، مشيراً إلى أن معالجة هذا التحدي تبدأ بخريطة طريق واضحة، وسياسات داعمة، واستثمارات استراتيجية، ونهج عملي وشامل. وتأتي مشاركة دولة الإمارات في منتدى الطاقة العالمي في وقتٍ تؤكد فيه على موقعها كشريك عالمي موثوق في قضايا التكنولوجيا والطاقة، بما يعزز من مكانتها الجيوسياسية والاقتصادية في مسار التحول العالمي نحو المستقبل. aXA6IDgyLjI3LjI0My40MyA= جزيرة ام اند امز GR


الإمارات اليوم
منذ 9 ساعات
- الإمارات اليوم
الجابر: الذكاء الاصطناعي يتطلب نقلة نوعية في استثمارات الطاقة
أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «XRG»، الدكتور سلطان أحمد الجابر، أن دولة الإمارات، بفضل رؤية القيادة الرشيدة، نجحت في ترسيخ مكانتها عالمياً عبر نهج تعزيز التعاون الدولي، وبناء شراكات استراتيجية تسهم في خلق مستقبل أفضل للبشرية، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي والطاقة توأمان يسهمان في تقدم البشرية، ومحركان يدفعان العجلة في اتجاه واحد لتسريع الانطلاق نحو المستقبل. وأكد الجابر - في كلمة ألقاها بالدورة التاسعة من «منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي»، المُنعقدة في العاصمة الأميركية واشنطن - على أهمية تضافر جهود قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل، والسياسات، بكفاءة وفاعلية، للاستفادة من الفرص الاستثمارية المهمة والاستثنائية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يشكّل المرحلة التالية من التطور البشري، مؤكداً أن تلبية متطلباته تستلزم نقلة نوعية في سياسات واستثمارات قطاع الطاقة وبنيتها التحتية، وأن التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي يتجاوز تطوير برمجياته وأكواده، ويعتمد على توفير الطاقة التي يحتاج إليها. وأوضح أن كل تقدم تشهده حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي يتطلب استهلاك المزيد من الطاقة، وأن منظومة الطاقة العالمية غير جاهزة لذلك حالياً، مبيناً أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إمدادات كهرباء جديدة تقدر بما يراوح بين 50 و150 غيغاواط بحلول عام 2030، وبحسب مصدر الطاقة المستخدم لتوليدها، وهو ما يعادل إجمالي استهلاك عشرات المدن الكبرى. وأشار الجابر إلى خريطة الطريق الشاملة للتعامل مع هذا التحدي، حيث تم وضعها بالشراكة بين «XRG» و«MGX» و«المجلس الأطلسي»، وتضمنت توصيات بتسريع إصدار التراخيص، وتحديث الشبكات، وتنفيذ استثمارات استراتيجية في الغاز والطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة، مؤكداً أن تطوير وتشغيل تكنولوجيا المستقبل لا يمكن أن يتم بالاعتماد على شبكات الكهرباء القديمة. وأضاف أن تأخر إصدار التراخيص اللازمة وتحديات سلاسل التوريد يعيق الوصول إلى النتائج المطلوبة في هذا المجال، لافتاً إلى ضرورة تطوير سياسات داعمة للتقدم، وأهمية الاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة من خلال تبني نهج الشراكة، موضحاً أن اتباع هذا النهج أسهم في تعزيز العلاقة القوية والشاملة التي تربط دولة الإمارات بالولايات المتحدة عبر القطاعات المختلفة. وقال: «الولايات المتحدة هي ضمن أولوياتنا وتشكل بالنسبة لنا وجهة استثمار أساسية، وتُعد الشركات الأميركية من أكبر شركاء الامتيازات النفطية في دولة الإمارات، حيث تستثمر بشكل فعال في الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وفي التكرير والتصنيع والتسويق أيضاً، كما تتعاون شركات إماراتية مع الشركات الأميركية في 18 ولاية عبر 50 منشأة في مختلف مجالات الطاقة، بدءاً من الغاز والكيماويات، وصولاً إلى البنية التحتية لقطاع الطاقة وحلولها». وتابع: «شركة (XRG) شريك أساسي في أكبر منشأة للغاز الطبيعي المسال في تكساس، وذلك من خلال قيامها بإنتاج الكيماويات المتخصصة في أنحاء الولايات المتحدة، كما ارتفعت السعة التشغيلية لشركة أبوظبي للطاقة المتجددة (مصدر) إلى 5.5 غيغاواط في مختلف الأراضي الأميركية، وهذه هي البداية فقط». وأكد الجابر أن أي مركز بيانات جديد يمكن أن يستهلك كمية الكهرباء نفسها التي تستهلكها مدينة بحجم بيتسبرغ، وأن تلبية هذا الطلب تُمثِّل تحدياً تقنياً، وكذلك فرصة استثمارية مهمّة واستثنائية تتطلب تحقيق نقلة نوعية شاملة تتضافر فيها جهود قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسياسات. وأشار إلى أهمية تحقيق تقدم جوهري في التقنيات الجديدة مثل «المفاعلات المعيارية الصغيرة»، و«الطاقة الاندماجية»، داعياً إلى تبنّي نهج واقعي وعملي، يشمل وقف الإغلاق المبكر لمحطات الطاقة الحالية، بالتزامن مع إعادة تفعيل الطاقة النووية. وتطرق إلى الوضع الحالي في المنطقة وتأثيره على السِلم الإقليمي وأمن الطاقة، وأكد أن دولة الإمارات ستظل دائماً من الداعمين للحوار والحلول الدبلوماسية لفض النزاعات وخفض التصعيد. ودعا الأطراف كافة إلى ضبط النفس واحترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي. • شركات إماراتية تتعاون مع نظيرتها الأميركية في 18 ولاية عبر 50 منشأة في مختلف مجالات الطاقة.