logo
"يأكلون مما نأكل".. طعام الأسير الإسرائيلي "أفياتار" يعكس معاناة الغزيين مع المجاعة

"يأكلون مما نأكل".. طعام الأسير الإسرائيلي "أفياتار" يعكس معاناة الغزيين مع المجاعة

غزة/ محمد عيد
بجسد نحيل وشعر رأس كبير، ظهر الأسير الإسرائيلي في غزة أفياتار دافيد من داخل الأسر ليشرح لعائلته وللجمهور الإسرائيلي آثار المجاعة المفتعلة من رئيس الوزراء المجرم بنيامين نتنياهو، التي تعصف بسكان القطاع للشهر السادس على التوالي دون سماح الجيش بدخول الإمدادات الغذائية والدوائية والحياتية للسكان المدنيين البالغ عددهم 2.4 مليون إنسان.
وبحسب الأسير أفياتار، خلال مقطع فيديو نشرته كتائب القسام، إنه بالكاد يجد ما يسد رمقه، "لا يوجد طعام لي، وبالكاد توجد مياه للشرب، انظروا إليَّ كم أنا نحيف، هذا ليس خيالا، هذه حقيقة".
وتحدث عن معاناته واصفا إياها بـ"صعبة جدا .. لا أعلم ماذا سآكل، أنا لم آكل منذ أيام متتالية"، هذا ما التقطه الحاج حسين شاهين (58 عاما) خلال متابعته مقطع الفيديو عبر هاتف نجله.
وعبر شاهين في حديثه لـ "فلسطين أون لاين" عن ارتياحه من مشهد جسد الأسير الإسرائيلي، وربط ذلك بأجساد الغزيين التي تحولت مع المجاعة لـ"هياكل عظمية" ووجوه شاحبة وأعباء حياتية متفاقمة.
"ليعيش هؤلاء ذات معاناتنا، ليأكلوا فتات الطعام كما تأكل عائلاتنا وأبناءنا" هذا ما يريده شاهين لهؤلاء الأسرى حتى يشكل الجمهور الإسرائيلي حالة ضغط على رئيس حكومتهم المطلوب للجنائية الدولية وصولا لوقف حرب الإبادة على غزة.
ووفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة فإن أزمة الجوع في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، مؤكدا أن شخصا من بين كل 3 من سكان القطاع لا يتناول الطعام أياما.
يشير شاهين بيده إلى جسده، ويتحدث عن نقصان وزنه 20 كيلو غرام منذ إيعاز نتنياهو لجيشه الدموي إغلاق جميع معابر ومنافذ غزة في 2 مارس/ آذار وحتى اللحظة.
يختم رأيه بأن هذا المقطع "من أفضل وأقوى الفيديوهات" التي كان من المفترض أن تخرج قبل هذا الوقت.
"عدس" و"فاصوليا"
في ذات المقطع المصور للأسير "أفياتار"، أمسك قلما وشرح على ورقة علقها على حائط سجنه، يدّون عبرها طعامه اليومي من "العدس" أو "الفاصوليا" وأحيانا يبقى لعدة أيام دون تناول أي طعام، مؤكدا أن هناك أيام عديدة لم يتناول فيها شيئا مطلقا.
وتساءلت هنا الفتاة أحلام شقورة (23 عاما): "من أين ستأتي لهم (حماس) بالطعام؟ .. غزة تعيش مجاعة قاسية للشهر السادس بتنفيذ إسرائيلي وأمريكي".
وسخرت في حديثها من كلامه حول طعامه الذي يبلغ ثمن الكيلو من العدس– إن وجد – (35 شيقل/ 10 دولار) وكذلك "الفاصوليا" وقد بلغ ثمنهما أكثر من ذلك (70 شيقل/ 20 دولار) الأسابيع الماضية.
وقالت أحلام التي كانت تشاهد مقطع الفيديو داخل استراحة شيدها صاحبها من قماش خيام النازحين: إن غالبية سكان غزة لا يجدون ما يسد رمقهم خلال يوم أو اثنين أو ثلاثة، وهناك غالبية لا تتناول الطعام إلا من المطابخ الخيرية "التكايا".
وذكرت أن أسرتها تتناول طعام العدس أو المعلبات الغذائية – إن توفرت – كما أنها تقضى أيام طويلة دون خبز.
ورأت أن المجرم نتنياهو غير آبه بالأسرى الإسرائيليين داخل غزة مقابل الحفاظ على مكاسبه الشخصية والسياسية وراء استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد غزة المستمرة منذ 22 شهرا.
وهذا ما يتقاطع مع حديث الأسير في رسالته التي وجهها إلى رئيس وزراء كيانه: "أشعر أنه تم التخلي عني هنا (غزة)، من المفترض أن تهتم بي وبجميع الأسرى" الإسرائيليين.
"أسراهم.. كأسرانا"
في المقابل، لا يرى والد الأسير جواد النقلة أجواء حياتية للأسرى الإسرائيليين في غزة، غير ذلك الظاهرة في مقطع الفيديو، مشددا على ضرورة التعامل معهم كما يتعامل الاحتلال مع أهالي غزة وأبناءنا الأسرى في سجونه.
واشتكى النقلة في حديثه لـ "فلسطين أون لاين" من غياب المؤسسات الدولية والحقوقية عن زيارة الأسرى الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه لا يعلم ظروف سجن نجله منذ ثلاثة سنوات إلا عبر الأسرى المحررين.
يرسل الابن لوالده التحية، لكن الأسرى المحررين يبلغوه بأن جسده نحيل جدا ويغزو الشيب رأسه والأمراض الجلدية تنهش جسده، متمنيا رؤية نجله بمقطع فيديو أو أسيرا محررا عبر صفقة تبادل قادمة.
وقال الأب: "ليعش هؤلاء (الإسرائيليين) ذات معاناتنا وجوعنا.. من كان يريد أسراه ليبرم صفقة تبادل" وذلك في إشارة لتهرب نتنياهو من مفاوضات وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى مع المقاومة.
ولا تقتصر معاناة أهالي غزة على نقص الطعام بل نقص الماء والدواء وجميع المستلزمات الحياتية والمعيشية، وهي ذات المعاناة التي يواجها الأسرى في سجون الاحتلال. بحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية أكثر من 9900 أسير وأسيرة ممن تعرف هوياتهم يقبعون في 27 سجنا ومركز تحقيق أو توقيف، يضاف إليهم أعداد أخرى تقدر بالآلاف لأسرى من غزة رهن "الإخفاء القسري".
وشكّلت جرائم التّعذيب بكافة مستوياتها وجريمة التجويع والجرائم الطبية والاعتداءات الجنسية ومنها الاغتصاب، الأسباب الأساسية التي أدت إلى استشهاد أسرى ومعتقلين بوتيرة أعلى مقارنة مع أي فترة زمنية أخرى، وذلك استنادا لعمليات الرصد والتوثيق التاريخية المتوفرة لدى تلك المؤسسات.
المصدر / فلسطين أون لاين
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا يُقتل المئات يوميًا في غزة؟
لماذا يُقتل المئات يوميًا في غزة؟

معا الاخبارية

timeمنذ 25 دقائق

  • معا الاخبارية

لماذا يُقتل المئات يوميًا في غزة؟

غزة – معا – ليست هذه حربًا بالمعنى التقليدي، بل سياسة عسكرية تقوم على القصف المكثف للمدنيين، وتدمير مقومات الحياة، وتفريغ الأرض من سكانها. ما يجري في غزة هو كارثة إنسانية وحقوقية يجب أن تُوثق وتُواجه بأدوات القانون الدولي والرأي العام العالمي. بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 61,258 شهيدًا، فيما وصل عدد الجرحى إلى 152,045، وكشف تقرير للأمم المتحدة أن النساء والأطفال يشكّلون قرابة 70% منهم. بحسبة بسيطة من تقسيم عدد الشهداء على عدد أيام الحرب (670 يوما) بما في ذلك أيام الهدنة فان النتيجة 92 شهيدا يوميا. هذه الأرقام تمثل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وتعكس سياسة عسكرية ممنهجة تستهدف السكان المدنيين في القطاع المحاصر. حسب منظمات حقوق الإنسان، تستخدم إسرائيل أسلحة مدمرة في مناطق مكتظة بالسكان بذريعة استهداف "عناصر معادية"، مما يؤدي إلى قتل عائلات بأكملها. أحد الأمثلة البارزة كان قصف بناية سكنية أسفر عن استشهاد أكثر من 130 فردًا من عائلة واحدة. الجيش الإسرائيلي أجبر أكثر من 1.9 مليون فلسطيني على النزوح من منازلهم عبر أوامر إخلاء شملت معظم قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي صُنفت "آمنة" سابقًا، في سياسة توصف بأنها تطهير عرقي تدريجي. استُهدفت المستشفيات، والمدارس، والجامعات، ومحطات المياه والكهرباء، مما أدى إلى انهيار تام في الخدمات الصحية والمعيشية، وزيادة أعداد الضحايا حتى بين المصابين. وكذلك تمنع سلطات الاحتلال دخول كميات كافية من الغذاء، والدواء، والوقود إلى القطاع، ما أدى إلى تفشي الأمراض وسقوط المزيد من الضحايا، خاصة الأطفال وكبار السن. المنظمات الحقوقية الدولية، ومنها منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، خلصت إلى أن إسرائيل قد ترتكب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في غزة، استنادًا إلى النية المعلنة بتدمير "بنية غزة التحتية" وسحق "الوجود الحمساوي" بأي ثمن. مدعمة فرضيتها بالخطاب الرسمي التحريضي لبعض الوزراء الإسرائيليين الذين وصفوا سكان غزة بـ"الحيوانات البشرية". واستمرار القتل الجماعي رغم الإدانات الدولية ومذكرات المحكمة الجنائية الدولية. وثقت عدة تحقيقات وتقرير من مؤسسات دولية صحفية وحقوقية عشرات الحوادث ففي تحقيق بصحيفة NPR الأميركية أثبت أن غالبية القتلى في غارات أكتوبر 2024 كانوا من المدنيين. في حين وثق تقرير لهيومن رايتس ووتش قصف مدارس ومستشفيات وبيوت دون تحذير مسبق. بينما أغلقت تحقيقات داخلية إسرائيلية دون محاسبة، ما يكرّس ثقافة الإفلات من العقاب. المنظمات الدولية طالبت بتوسيع نطاق التوثيق الإعلامي والحقوقي لمنع طمس الأدلة وفتح تحقيق دولي عاجل في جرائم الحرب والإبادة الجماعية ومحاسبة المسؤولين أمام المحكمة الجنائية الدولية وتجميد دعم الدول الغربية لإسرائيل عسكريًا حتى وقف العدوان.

تحذيرات "إسرائيلية" بشأن التكلفة الاقتصادية لخطة احتلال غزة
تحذيرات "إسرائيلية" بشأن التكلفة الاقتصادية لخطة احتلال غزة

فلسطين أون لاين

timeمنذ ساعة واحدة

  • فلسطين أون لاين

تحذيرات "إسرائيلية" بشأن التكلفة الاقتصادية لخطة احتلال غزة

متابعة/ فلسطين أون لاين نشرت صحيفة يسرائيل هيوم تقريرًا موسعًا تناول الجوانب الاقتصادية لخطة احتلال قطاع غزة، مشيرة إلى ضبابية تكتنف تقدير الكلفة الإجمالية للعملية، لا سيما من زاوية تأثيرها على دافع الضرائب الإسرائيلي. وبحسب الصحيفة، يعكس هذا الغموض حرص رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، على الحصول على تعليمات واضحة من القيادة السياسية، في ظل الحاجة إلى تحديد دقيق للمهمة العسكرية المنوطة بالجيش. تقديرات أولية: 100 مليار شيكل دفعة فورية تقدّر مصادر اقتصادية وعسكرية أن السيطرة الكاملة على القطاع – بما يشمل تولي مسؤولية جزئية عن السكان – قد تتطلب دفعة مالية أولية تصل إلى 100 مليار شيكل. تشير التقديرات إلى أن إدارة القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية ستتطلب ميزانية سنوية ضخمة، تتراوح بين 60 و130 مليار شيكل، ويؤكد التقرير أن الكلفة الأمنية، خصوصًا لحماية الجنود في المناطق المأهولة، تُعد من أبرز أعباء الموازنة. رام عمينياح، المستشار الاقتصادي السابق لرئيس الأركان، شدد على أن تعريف المهمة العسكرية هو العامل الأهم في تقدير الكلفة، مؤكدًا أن أي تغيير في المهمة ينعكس بدرجة كبيرة على النفقات. وأضاف أن الضغط الدولي المتوقع سيفرض على إسرائيل التعامل مباشرة مع سكان غزة، في ظل غياب أي التزام دولي بتغطية التكاليف. تتضمن الكلفة أيضًا نفقات إعادة تأهيل الجنود وعائلاتهم، بما يشمل تعويضات لعائلات القتلى، تأهيل الجرحى، ومخصصات دائمة للمعاقين، وهي بنود تُقدّر حاليًا بنحو 120 مليار شيكل، مرشحة للزيادة في حال تنفيذ اجتياح بري واسع. وهذه تمثل، بحسب الصحيفة، تحولًا جذريًا في طبيعة المهمة العسكرية والسياسية، وتتطلب ميزانيات ضخمة لا تزال خارج حسابات الحكومة الإسرائيلية حتى الآن. وتتزايد العزلة الدولية لإسرائيل بسبب استمرار الحرب، ويدعو معظم العالم إلى وقف فوري للأعمال العسكرية. احتلال غزة سيُثير إدانات دولية واسعة، وقد يزيد من الضغوط على تل أبيب، ويقود إلى تدهور صورة إسرائيل على الصعيد العالمي. ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية (الكابينت) جلسة اليوم الخميس، لمناقشة خطة احتلال مدينة غزة والمعسكرات الوسطى. وتأتي هذه التطورات بعد انسحاب إسرائيل، نهاية يوليو/تموز الماضي، من مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس كانت تجري في الدوحة، بسبب خلافات تتعلق بانسحاب الاحتلال وإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى. وبحسب استطلاع حديث أجراه معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، فإن 52% من الإسرائيليين يحمّلون حكومة نتنياهو مسؤولية الفشل في التوصل إلى اتفاق مع حماس.

تقرير يكشف: حماس تدفع رواتب موظفهيا عبر "نظام سري"
تقرير يكشف: حماس تدفع رواتب موظفهيا عبر "نظام سري"

معا الاخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • معا الاخبارية

تقرير يكشف: حماس تدفع رواتب موظفهيا عبر "نظام سري"

غزة -معا- رغم الدمار واسع النطاق الذي لحق بالبنية الإدارية والمالية لحركة حماس خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ قرابة عامين، نجحت الحركة في الإبقاء على نظام سري لدفع رواتب نحو 30 ألف موظف حكومي، بقيمة تصل إلى 7 ملايين دولار شهريا، وفقا لتقرير نشرته وكالة "بي بي سي" مؤخرا. وبحسب ما كشفته مصادر مطلعة تحدثت لشبكة "بي بي سي" البريطانية، يتلقى الموظفون المدنيون التابعون للحكومة التي تقودها حماس في غزة دفعات مالية نقدية كل 10 أسابيع، تعادل ما لا يزيد عن 20 بالمئة من رواتبهم السابقة، وقد أكد 3 موظفين استلامهم قرابة 300 دولار الأسبوع الماضي. وفي ظل غياب النظام المصرفي وتواصل الضربات الإسرائيلية، تلجأ حماس إلى آلية شديدة السرية في توزيع الرواتب. ويتلقى الموظفون غالبا رسالة مشفرة على هواتفهم أو هواتف أزواجهم تطلب منهم الذهاب إلى موقع معين في وقت معين لـ"لقاء صديق لتناول الشاي". وفي نقطة اللقاء، يقترب من الموظف رجل أو أحيانا امرأة ويقوم بتسليمه ظرفا مغلقا يحتوي على المال، ثم يختفي. يقول أحد موظفي "وزارة الأوقاف" في غزة: "كل مرة أذهب فيها لاستلام راتبي، أودع عائلتي كما لو أنها المرة الأخيرة. في إحدى المرات، نجوت من غارة إسرائيلية استهدفت نقطة توزيع مزدحمة في وسط المدينة". تقول "بي بي سي" إن الطريقة التي تتمكن بها حماس من تمويل هذه المدفوعات لا تزال محل تساؤل، خاصة بعد استهداف بنيتها المالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store