
مؤتمر الحسكة يوحد موقف الأقليات قبل لقاء باريس: دعوة لدولة لامركزية ورفض للإقصاء
ويُعدّ هذا المؤتمر تجمّعاً سياسياً واسعاً يهدف إلى بلورة موقف موحد داعم لنظام حكم لامركزي في سوريا، قبيل اجتماع مرتقب في باريس يجمع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، ووزير خارجية الحكومة المؤقته أسعد الشيباني.
وأكدت مصادر مشاركة في المؤتمر لوسائل إعلام محلية أن الهدف من التظاهرة هو إظهار التماسك الداخلي بين المكونات، وعرض نموذج الإدارة الذاتية كإطار قابل للتوسع في سياق حل سياسي شامل، في مواجهة أي محاولات لإعادة فرض المركزية.
وأكد سيبان حمو،** قائد وحدات حماية الشعب، أن قوات سوريا الديمقراطية لن تنضم إلى الجيش النظامي ما دام النظام "يواصل سياساته التهميشية ويرفض الاعتراف بالتنوع"، مضيفاً: "هدفنا ليس الانفصال، بل بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية تضمن المساواة والمشاركة".
وشهد المؤتمر دعماً دينياً وسياسياً مباشراً من خارج مناطق شمال وشرق سوريا. فقد وجّه الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، رسالة مصوّرة أكد فيها أن المؤتمر "ليس مجرد اجتماع سياسي، بل نداء للضمير الوطني واستجابة لصرخة شعب أنهكته الحروب والتهميش".
وأضاف الهجري: "نقف إلى جانب إخوتنا من الكرد والعرب والسريان والأيزيديين والتركمان والشركس وباقي المكونات"، مشدداً على أن "التنوع في سوريا ليس تهديداً، بل كنز يعزز وحدة المجتمع"، داعياً إلى أن يكون المؤتمر "بداية لمسار جديد ومنارة تضيء دروب الكرامة وترسخ حرية الإنسان في وطن لا يُقاس فيه المرء بانتمائه، بل بإنسانيته ومساهمته في البناء".
كما شارك الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا، في المؤتمر عبر رسالة دعم أكد فيها ضرورة إقامة "دولة مدنية علمانية تعددية لا مركزية" في سوريا، "تحترم جميع المكونات ولا تهمّش أحداً تبعاً لمذهبه أو دينه"، معتبراً أن "الحل العادل يمر عبر نظام لامركزي يضمن المساواة والعدالة والمشاركة الحقيقية".
وأضاف غزال: "لا يمكن بناء مستقبل آمن لسوريا دون اعتراف بالآخر، وضمان حقوقه في الدستور والمؤسسات"، داعياً إلى "إعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية حديثة تُكرّس الحريات وتُنهي منطق القمع والتهميش".
من جهته، دعا حسين عثمان، الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، إلى "تكثيف الجهود في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ المنطقة"، محذراً من "محاولات زرع الفتن والانقسامات"، ومشدداً على أن "المرحلة تتطلب أعلى درجات المسؤولية الوطنية والمجتمعية، والسعي لرسم مستقبل يليق بتضحيات شعوب المنطقة".
وأصدر المشاركون بياناً ختامياً، رفضوا فيه الإعلان الدستوري الراهن، واعتبروه "لا يلبي تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة الإنسانية"، داعين إلى "إعادة النظر فيه بما يضمن تشاركية أوسع وتمثيلاً عادلاً في المرحلة الانتقالية".
وأكد البيان أن "العمق التاريخي والثراء الثقافي للمكونات في شمال وشرق سوريا" كان ضحية "التهميش والإقصاء من قبل الأنظمة المركزية المتعاقبة"، وأن "ما يجري اليوم من ممارسات بحق أبناء الشعب السوري، خصوصاً في الساحل والسويداء والمسيحيين، يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية"، ويتطلب "تحقيقاً حيادياً شفافاً ونزيهاً".
وشدد المشاركون على أن "التعدد القومي والديني والثقافي في شمال وشرق سوريا هو مصدر غنى وقوة"، وطالبوا بترسيخه في البنى السياسية، مع ضمان تمثيل عادل لكافة المكونات، مؤكدين أن "نموذج الإدارة الذاتية هو تجربة تشاركية قابلة للتطوير والارتقاء".
وأشار البيان إلى أن "الحل المستدام للأزمة السورية يمر عبر دستور ديمقراطي يكرّس التنوع، ويؤسس لدولة لا مركزية تضمن المشاركة الحقيقية، وحرية المعتقد، والعدالة الاجتماعية، والحوكمة الرشيدة".
كما دعا المؤتمر إلى إطلاق مسار فعلي للعدالة الانتقالية يقوم على "كشف الحقيقة، والمساءلة، وجبر الضرر، وضمان عدم التكرار"، وضمان "عودة آمنة وكريمة وطوعية للمهجرين"، مع رفض "جميع أشكال التغيير الديمغرافي".
وتشهد سوريا منذ الـ8 من كانون الأول 2024 تحولاً سياسياً جديداً بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد من قبل هئية تحرير الشام المدرجة على لوائح الإرهاب العالمي. والتي نصب على إثرها أحمد الشرع رئيس سوريا للمرحلة الإنتقالية. ارتكب في عهده العديد من المجازر في الساحل والسويداء والقتل المنتشر في عموم البلاد الأمر الذي دفع الكثير من الشخصيات السياسية والدينية إلى الدفع بخطوات جديدة للحفاظ على المكونات السورية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ ساعة واحدة
- يورو نيوز
تعقب العلماء وتفكيك الدفاعات.. كيف نفذ الكوماندوز الإسرائيلي سلسلة الضربات في حرب الـ12 يومًا؟
كشف تقرير لصحيفة "ProPublica، استند إلى محادثات موسّعة مع 10 من المسؤولين الحاليين والسابقين في أجهزة المخابرات الإسرائيلية، أن العمليات الإسرائيلية داخل إيران نُفذت عبر مجموعتين من وحدات الكوماندوز، ضمت كل منهما 14 فريقًا مكوّنًا من أربعة إلى ستة عناصر، جُنّدوا من قبل إسرائيل. وكان بعض هؤلاء العناصر يقيمون مسبقًا في إيران، فيما ينتمي آخرون إلى معارضين أجانب للجمهورية الإسلامية دخلوا البلاد قُبيل تنفيذ العمليات السرية، إضافة إلى عناصر تم تجنيدهم من دول مجاورة. وأشار التقرير إلى أن دوافع المشاركين تراوحت بين الانتقام من النظام الإيراني، والحصول على مكافآت مالية، أو فرص للعلاج والدراسة في الخارج. ومن بين العناصر، شاب إيراني يُدعى "س. ت"، شارك فجر 13 يونيو، مع ما وُصف بـ"فيلق أجنبي" بالموساد الإسرائيلي مؤلف من نحو 70 كوماندوز، في هجوم نُفذ بطائرات مُسيرة وصواريخ استهدف مواقع محددة لأنظمة الدفاع الجوي وقاذفات الصواريخ الباليستية. وفي اليوم التالي، نفذت مجموعة أخرى تضم إيرانيين وعناصر من قوات إقليمية هجومًا ثانيًا داخل إيران. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، لعبت عملية الكوماندوز التي خطط لها جهاز الموساد قبل أكثر من عام دورًا محوريًا في النجاحات الجوية لإسرائيل خلال يونيو، وسمحت للقوات الجوية الإسرائيلية بشن سلسلة من الضربات المعاكسة دون فقدان أي طائرة. واستندت القوات الإسرائيلية، وفقًا للتقرير، إلى معلومات قدّمها عملاء للموساد داخل الأراضي الإيرانية، مما مكّنها من استهداف منشآت نووية، حيث دُمّر نحو نصف الصواريخ الباليستية الإيرانية البالغ عددها 3000 صاروخ، إضافة إلى 80% من قاذفات الصواريخ، كما تم استهداف مواقع سكنية لعلماء نوويين وقادة عسكريين إيرانيين. الاختراق الناجح لأنظمة الاتصالات الإيرانية وكما هو الحال في عملية جهاز النداء "البيجر" وجهاز الاتصال اللاسلكي ضد حزب الله، استغل الجواسيس الإسرائيليون، وفق ما أوردت مجلة «بروبوبليكا»، نقاط الضعف في أنظمة الاتصالات الإيرانية للوصول إلى شبكات داخلية حساسة. وفي الساعات الأولى من الضربات الجوية، نجحت وحدات الحرب الإلكترونية الإسرائيلية في استدراج القادة العسكريين الإيرانيين إلى ما سُمي بـ"اجتماع وهمي" في مخبأ تحت الأرض، من خلال إرسال رسائل مزيفة تنسب إلى مسؤولين إيرانيين كبار. ثم شنّ مقاتلون إسرائيليون هجومًا دقيقًا على الموقع، أسفر عن مقتل 20 من كبار القادة الإيرانيين. تغيير نهج الموساد وفقًا للتقرير، شهد الموساد تحوّلًا في نهجه التشغيلي قبل 15 عامًا، تمثّل في الانتقال من الاعتماد على عملاء إسرائيليين إلى تجنيد وتوظيف عملاء إيرانيين. وفي عام 2018، اقتحم عملاء إسرائيليون مدربون مستودعًا غير محمي في طهران، واستخدموا آلات قطع بالبلازما ذات درجة حرارة عالية لفتح خزائن تحتوي على خرائط، وبيانات، وأقراص كمبيوتر، وكتب برمجة، ثم نقلوا المحتويات، التي بلغ وزنها أكثر من 450 كيلوغرامًا، إلى أذربيجان عبر شاحنتين. وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوثائق خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، مؤكدًا أن ما تم استرداده يثبت أن إيران كذبت بشأن طبيعة وأهداف برنامجها النووي. وبعد عامين من تلك العملية، اغتال الموساد محسن فخري زاده، رئيس منظمة الأبحاث والابتكار الدفاعية في وزارة الدفاع الإيرانية، وأحد أبرز المسؤولين في البرنامج النووي الإيراني، من خلال نظام إطلاق نار مُتحكم به عن بُعد، مُثبت بالقرب من الفيلا الخاصة به، وتم توجيهه باستخدام تقنية التعرف على الوجه القائمة على الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لمخططي الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران في يونيو، نُقلت شحنات كبيرة من «المعدات المعدنية» إلى داخل إيران عشية الهجمات، عبر شاحنات يقودها سائقون لم يكونوا على دراية بطبيعة الحمولة، والتي تضمنت قطع غيار أسلحة وطائرات مُسيرة تستخدمها وحدات الكوماندوز. وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، لم يكن العملاء الذين شاركوا في العمليات الثلاث — اقتحام الخزائن، وتدمير أنظمة الدفاع الجوي، ورصد مواقع العلماء النوويين — من الإسرائيليين. بل كانوا جميعًا من الإيرانيين أو مواطنين من دول ثالثة. وقد كانت مثل هذه المهام تُنفَّذ سابقًا بشكل حصري على يد عملاء ميدانيين إسرائيليين، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن الاستياء المتزايد من الحكومة الإيرانية في الأوساط الداخلية جعل تجنيد العملاء أكثر سهولة في السنوات الأخيرة. ومن بين هؤلاء العملاء، الشاب الإيراني S.T.، الذي نشأ في بلدة قريبة من طهران، وعايش صراعات مع التعبئة الطلابية، وتم احتجازه خلال فترة دراسته، ما زرع لديه مشاعر انتقام من النظام. ووفقًا للتقرير، عرّف أحد أقاربه المقيمين في الخارج، عبر تطبيق تواصل مشفر، على جاسوس إسرائيلي متخصص في تحديد الإيرانيين المنتمين إلى شرائح مناهضة للنظام. وبعد تبادل الرسائل، وافق S.T. على السفر المجاني إلى دولة مجاورة. خلال تلك الرحلة، اجتمع مع أحد ضباط جهاز الموساد، الذي عرض عليه التعاون ضد إيران، فوافق على شرط ضمان حماية إسرائيل لعائلته في حال تعرضها لأي مكروه. وتم تدريب S.T. لعدة أشهر خارج إيران على يد متخصصين في الأسلحة والاستخبارات الإسرائيلية، قبل أن يعود سرًا إلى إيران، متسللًا مع فريق صغير من المرافقين، تمهيدًا لتنفيذ دور محوري في واحدة من أكثر العمليات العسكرية تعقيدًا وشمولًا في تاريخ إسرائيل. كيف جند الموساد عناصر من داخل إيران؟ قال مسؤول كبير سابق في جهاز الموساد، كان مكلفًا بإدارة الوحدات المسؤولة عن التعامل مع العملاء الأجانب: «إقناع شخص بخيانة بلده ليس بالمهمة السهلة. إنها عملية تآكل تدريجي تبدأ بطلب بسيط وتافه، ثم يُطلب منه المزيد تدريجيًا. إذا نفذ المهمة بنجاح، تُسنَد إليه مهمة أكبر وأهمية، وإذا رفض، يُمكن اللجوء إلى أدوات النفوذ مثل الضغط أو التهديدات أو الابتزاز». وأضاف: «من الأفضل توجيه الفرد بطريقة تحفّزه على اتخاذ الخطوة الأولى بمحض إرادته، دون إشعاره بأنه تحت ضغط مباشر»، مشيرًا إلى أن الموساد يُفضل تجنيد العملاء عبر الإقناع والتحفيز، وتجنب استخدام الإكراه أو التهديد كلما أمكن. وأكد المسؤول أن «العنصر الأكثر أهمية في أي علاقة استخباراتية هو الثقة». مشيرًا إلى أن العميل يجب أن يكون مخلصًا ومرتبطًا عاطفيًا بمنسقه، موضحًا: «مثل الجندي الذي يواصل التقدم رغم الخطر لأنه يثق برفاقه، كذلك يدخل العميل إلى المهمة مدفوعًا بثقة عميقة في منسقه وإحساس بالمسؤولية تجاهه». ووفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين في الموساد، رغم أن أغلب الأشخاص الذين رفضوا التعاون توقعوا مقابل مالي مقابل مخاطرهم، فإن الدافع الحقيقي للكثيرين ممن وافقوا على العمل ضد بلادهم غالبًا ما يكون أعمق وأكثر بدائية، ويرتكز على الكراهية، أو الرغبة في الانتقام، أو الدافع الأيديولوجي. «الكوماندوز الإيراني» أفادت مجلة 'ProPublica' بأن طيارين إسرائيليين، تلقوا تدريبًا من الولايات المتحدة، كانوا يحلقون سرًا فوق إيران منذ عام 2016، بهدف دراسة الجغرافيا بدقة وتحديد مسارات طيران تقلل من احتمالية اكتشافها. وكشف التقرير أن إسرائيل كانت تعدّ لهجمات على المنشآت الإيرانية منذ منتصف عام 2024، واعتبرت أن الفرصة "الذهبية" لتنفيذ العملية قد تحققت بعد تدهور قدرات حزب الله وعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وأشار إلى أن منشأة " فوردو" النووية كانت مبنية بدرجة عالية من التحصين، لدرجة أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يكن يمتلك في البداية خططًا قابلة للتنفيذ لتدميرها جويًا. ولذلك، وضع المخططون العسكريون الإسرائيليون خطة بديلة محفوفة بالمخاطر تعتمد على عملية برية، تتضمن نقل وحدات كوماندوز نخبوية سرًا إلى موقع "فوردو"، والدخول إلى المنشأة فجأة. وكانت المهمة تشمل تفجير أجهزة الطرد المركزي، واستخراج كميات من اليورانيوم المخصب، ثم الانسحاب بسرعة. إلا أن رئيس جهاز الموساد، ديفيد بارنيا، أبدى ترددًا حيال العملية. وعلى الرغم من دعمه الطويل للإجراءات العدائية ضد البرنامج النووي الإيراني، وكونه العقل المدبر لاغتيال محسن فخري زاده قبل توليه رئاسة الجهاز، إلا أنه اعتبر الهجوم البري على منشأة فوردو مجازفة كبيرة، وعبّر عن مخاوفه من فقدان بعض أفضل العناصر في القوات الخاصة والشبكات الاستخباراتية، سواء بالقتل أو الأسر. وللاستعداد للهجمات، كثّف جهازا الموساد و"أمان" (المخابرات العسكرية الإسرائيلية) جهودهما في تعقّب القادة العسكريين الإيرانيين، وأعضاء الوفود النووية، لتحديد مواقعهم وتحليل تحركاتهم، استعدادًا للضربات الدقيقة. وفقًا لبعض مخططي العملية، قام رئيس الموساد ديفيد بارنيا بتوسيع قسم الوحدة المعني بتجنيد وتدريب العملاء غير الإيرانيين بشكل كبير، واتخذ قرارًا بتسليح "الفيلق الأجنبي" بأحدث المعدات الإسرائيلية المستخدمة في العمليات شبه العسكرية ونُظم الاتصالات. وتم إدخال هذه المعدات إلى إيران بالتعاون مع مهربين من الدول المجاورة، وجرى تسليمها إلى ما يُعرف بـ"وكلاء البنية التحتية" — أي شبكات الموساد السرية داخل إيران — الذين يمتلكون القدرة على إخفائها وصيانتها لفترات طويلة. وبحسب مسؤولين سابقين في الجهاز، يمكن أن تظل هذه المعدات مخزنة في منازل آمنة لسنوات، ويتم تحديثها أو إصلاحها تدريجيًا مع تطور التكنولوجيا. وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن العناصر المكلفة بتنفيذ العمليات داخل إيران، من القوات الخاصة غير الإيرانية، خضعوا لبرنامج تدريبي استمر نحو خمسة أشهر. وجرى استدعاء بعضهم إلى إسرائيل لإجراء تدريبات على نماذج محاكاة دقيقة، بينما تلقى آخرون تدريبهم في دول ثالثة. وتم تشكيل مجموعتين من وحدات الكوماندوز، ضمت كل منهما 14 فريقًا، يتكون كل فريق من أربعة إلى ستة عناصر. وكان بعض هؤلاء العناصر يقيمون بالفعل داخل إيران، بينما انضم آخرون من أجانب معارضين للنظام عادوا سرًا إلى البلاد قُبيل بدء العمليات. وقد تلقى كل فريق تعليمات محددة المهام، مع الحفاظ على اتصال مباشر مع المخططين الإسرائيليين، لتمكينهم من إدخال تعديلات فورية على خطة التنفيذ عند الحاجة. وتم تكليف معظم الفرق باستهداف منشآت وأنظمة الدفاع الجوي، وفق قائمة أولويات أعدّها سلاح الجو الإسرائيلي. وأوضح المسؤولون أن الموساد منح كل فريق اسمًا رمزيًا خاصًا، اعتمد على تكوين المقطوعات الموسيقية، كوسيلة للتشفير والتمويه في الاتصالات التشغيلية. الساعات الأولى من الهجمات في ليلة 12 يونيو، تم نشر فرق الكوماندوز في مواقعها وفق الخطة المقررة بدقة، بحسب ما أوردته "ProPublica". ووجه الإسرائيليون المشرفون على العملية أوامر صارمة للعملاء بعدم ترك أي معدات حيوية وراءهم في مواقع العمليات. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع: إن «100% من أنظمة الدفاع الجوي التي حددتها القوات الجوية الإسرائيلية للموساد تم تدميرها بنجاح». في الساعات الأولى من الهجوم، نفذ أحد الفرق عملية استهداف لقاذفة صواريخ باليستية إيرانية. ووفقًا للمحللين الإسرائيليين، كان لتلك المهمة تأثير استراتيجي غير متناسب، إذ دفع ذلك جمهورية إيران الإسلامية إلى تأخير إطلاق صواريخ انتقامية، خشية من استهداف قاذفات أخرى داخل الأراضي الإيرانية من قبل عناصر تعمل من الداخل. وبالرغم من أن شعبة "أمان" (الاستخبارات العسكرية) والقوات الجوية الإسرائيلية هما من توليا الجوانب اللوجستية والتنفيذية للعملية، فإن جهاز الموساد قدم المعلومات الاستخباراتية الحاسمة التي مكّنت من اغتيال كبار القادة والعلماء النوويين الإيرانيين. فقد جمع الموساد بيانات مفصلة حول عادات ومسارات حياة 11 عالمًا نوويًا إيرانيًا، بما في ذلك مواقع منازلهم وتحديد إحداثيات غرف نومهم بدقة على الخرائط، وفق ما كشفته "ProPublica". وفي صباح يوم 13 يونيو، أطلقت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي صواريخ دقيقة الإصابة على هذه الإحداثيات، ما أسفر عن مقتل جميع العلماء الأحد عشر في وقت واحد.


فرانس 24
منذ ساعة واحدة
- فرانس 24
الحكومة السورية تهاجم مؤتمر الحسكة "الطائفي" وترفض الاجتماع مع "قسد" في باريس
رفضت الحكومة السورية، السبت، الانخراط في أي مفاوضات جديدة مع قوات سوريا الديمقراطية، بما في ذلك الاجتماعات المخطط لها في باريس، وذلك عقب انعقاد مؤتمر موسع للإدارة الذاتية الكردية بمدينة الحسكة، شمال شرق البلاد، وصفته دمشق بأنه يقوّض جهود الحوار الجارية. وحضرت المؤتمر شخصيات كردية إلى جانب ممثلين عن الزعامات الروحية الدرزية والعلوية، الذين دعا بعضهم عبر كلمات مسجلة إلى مؤتمر وطني سوري شامل، يضم جميع القوى الوطنية والديمقراطية. مطالب المشاركين وشهدت مدينة الحسكة، انعقاد مؤتمر موسع جمع مكونات كردية مع شخصيات بارزة من الطائفتين العلوية والدرزية، في خطوة اعتبرت الأولى من نوعها منذ تصاعد التوترات العرقية والطائفية مؤخرا. دعا البيان الختامي للمؤتمر إلى دستور ديمقراطي يرسخ التنوع القومي والثقافي والديني، ويؤسس لدولة لا مركزية تضمن مشاركة حقيقية لكافة المكونات السورية في العملية السياسية والإدارية. ردود الحكومة السورية وتصاعد الاتهامات أدانت دمشق بشدة المؤتمر، معتبرة مشاركة قادة "انفصاليين ومتورطين في أعمال عدائية" خرقا لاتفاق 10 آذار/مارس، وحملت قيادة قسد المسؤولية عن تداعيات هذا المسار. وأكدت الحكومة أنها لن تشارك في اجتماعات باريس، وأن الحوار يجب أن يكون حصريا بين السوريين داخل العاصمة دمشق"العنوان الشرعي والوطني"، رافضة المساعي لتدويل الشأن الداخلي أو إعادة فرض العقوبات الخارجية على سوريا. انعكاسات عنف الشهر الماضي ازدادت مخاوف الأكراد وسائر المكونات، خاصة بعد أحداث العنف الطائفي والاشتباكات الدامية في السويداء ذات الغالبية الدرزية في يوليو، وما سبقها من أعمال عنف في منطقة الساحل العلوية، التي اتهمت فيها السلطات جماعات موالية للرئيس المخلوع بشار الأسد بشن هجمات تسببت بسقوط عشرات الضحايا. وسلطت هذه الأحداث الضوء على التساؤلات حول قدرة السلطة الانتقالية على فرض الأمن وضمان حقوق الأقليات في الدولة السورية المرتقبة، في ظل استمرار الخلافات حول أسس الدستور والنظام السياسي وتحقيق التمثيل العادل لجميع الفئات.


يورو نيوز
منذ 2 ساعات
- يورو نيوز
كندا تُعلن خطة إنفاق عسكري ضخمة لمواجهة التهديدات وتحقيق أهداف الناتو بحلول 2035
أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الجمعة، عن حزمة إنفاق عسكري تبلغ 9 مليارات دولار كندي لعام 2025، في خطوة تُعد الأكبر في عقود لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد، وتأكيد التزام كندا بتحقيق هدف حلف شمال الأطلسي (الناتو) المتمثل في تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، وذلك خلال العام الحالي. وجاء الإعلان خلال كلمة ألقاها كارني في قاعدة عسكرية في مقاطعة أونتاريو، أكد فيها أن "النظام الدولي الذي بُني بعد الحرب العالمية الثانية، وأُعيد تشكيله بعد انتهاء الحرب الباردة، يواجه اليوم ضغوطاً غير مسبوقة". وأضاف: "لقد اعتبرنا أمننا أمراً مسلماً به لفترة طويلة جداً. لكن الواقع تغير، وعلينا أن نواكب هذا التغير". وأشار كارني إلى تزايد التهديدات الجيوسياسية، بما في ذلك احتمال عدوان روسي على السيادة الكندية في القطب الشمالي، إلى جانب التغيرات في التزامات الولايات المتحدة تجاه الأمن الجماعي، وفق ما وصفه بـ"غموض متزايد" حول دور واشنطن في النظام الأمني العالمي. وأوضح أن الحزمة تشمل تخصيص ملياري دولار كندي لزيادة رواتب العسكريين، مع رفع رواتب أدنى الرتب بنسبة 20%، في مسعى للاحتفاظ بالعناصر العسكرية وتعزيز التجنيد في صفوف الجيش الكندي. كما تشمل الاستثمارات تطوير القدرات القتالية من خلال شراء مركبات عسكرية حديثة، وطائرات مُسيرة، ومعدات اتصالات ودفاع إلكتروني، إضافة إلى تعزيز الوجود العسكري في القطب الشمالي. وأكد كارني أن كندا "ستحقق هدف الناتو بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي هذا العام"، معلناً في المقابل عن "تعهد جديد" بالوصول إلى استثمار دفاعي سنوي نسبته 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035. وتأتي هذه الخطوة في سياق مطالبات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بضرورة زيادة حلفاء الناتو لإنفاقهم الدفاعي، وتحذيره من احتمال امتناع الولايات المتحدة عن الدفاع عن الدول التي لا تُسهم بما يكفي في جهود التحالف.