
مرآتكِ الحقيقية لتجنب داء السكري: تعرفي معنا ما هو السكر التراكمي.. وأهم الأعراض وطرق العلاج
عندما نتحدث عن السكر التراكمي، فإننا بطبيعة الحال نتحدث عن ميزةٍ خاصة بداء السكري Diabetes من الضروري فهمها والتعامل معها بالطرق المناسبة.
يصيب مرض السكري الملايين حول العالم، ويؤدي إلى العمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف. وفي عام 2021، أُصيب 537 مليون بالغ على مستوى العالم (شخصٌ واحد من كل 10 أشخاص) بالسكري؛ ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 643 مليون شخص بحلول عام 2030 و783 مليون شخص بحلول عام 2045.
يعيش أكثر من 75% من البالغين المصابين بالسكري في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ويعاني ما يقرب من 36٪ من المصابين بالسكري من الضغوط النفسية، فيما يخشى 63٪ منهم من المضاعفات، ويكافح 28٪ منهم للاحتفاظ بموقفٍ إيجابي إزاء حالتهم. وتؤكد هذه الأرقام على تحديات الصحة النفسية الكبيرة التي يتعيَن التصدي لها في مجال التدبير العلاجي للسكري، والحاجة إلى دعم شامل؛ فالسكري ليس مرضًا بحد ذاته، بل مضاعفاته والآثار السلبية الناجمة عنه، هي ما يضع مريض السكري في معركةٍ دائمة وقلقٍ وتوجس مما ينتظره.
ويعاني إقليم شرق المتوسط من أعلى معدلات انتشار السكري في العالم، بحسب ما جاء على موقع منظمة الصحة العالمي؛ وهو يضم 6 بلدان من بين 10 دول لديها أعلى المعدلات على مستوى العالم. وفي الوقت الحالي، يعاني من المرض 73 مليون شخص بالغ (شخصٌ واحد من كل 6 أشخاص). وبحلول عام 2045، من المتوقع أن يرتفع العدد بنسبة 86%، ليصل إلى 136 مليون شخص، وهو ثاني أكبر زيادة على مستوى العالم. مع الإشارة إلى أن ثلث الحالات لم يتم تشخيصها، مما يُسلَط الضوء على وجود فجواتٍ في الكشف والرعاية، وسُجلت 796000 حالة وفاة مرتبطة بالسكري في عام 2021. كما يعاني الإقليم من أعلى نسبة (24.5%) من الوفيات الناجمة عن السكري في صفوف الأفراد في سن العمل.
السكر التراكمي: تساؤلاتٌ بحاجة لإجابات وافية
الدكتورة نجوى عكاشة أخصائي الغدد الصماء والطب الباطني في المستشفى الدولي الحديث
كل هذه الأرقام والتوقعات المخيفة، تطرح الكثير من الأسئلة حول السُبل الأنجع والأسرع لتقليص حجم الإصابات بهذا الداء حول العالم. ويبقى الوعي الذاتي والتثقيف الصحي حول السكر التراكمي، مسألةٌ مهمة، لتجنب الإصابة بالمرض؛ خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخٌ عائلي للإصابة، مثلي. فقد أجريتُ منذ فترةٍ فحصًا للسكر التراكمي، والحمدالله، جاءت النتيجة 5.2 (في حين أن المعدل الطبيعي لهذا المؤشر يجب أن يكون دون 5.7)؛ وهو ما أراحني بعض الشيء، كون والدتي توفيت بسبب مرض السكري، ولديَ حاليًا ستة من أخواتي يعانون من هذا الداء.
لكن ما هو السكر التراكمي، ولماذا يجب أن نحتفظ به ضمن مستوياتٍ منخفضة، لدرء خطر السكري؟ ما هي الأعراض التي تترافق مع ارتفاعه، وكيف يمكننا علاجه؟ أسئلةٌ عدة حملناها إلى الدكتورة نجوى خليل عكاشة؛ أخصائي الغدد الصماء والطب الباطني في المستشفى الدولي الحديث دبي، التي أفادتنا مشكورةً بالمعلومات التالية..
ماهو السكر التراكمي؟
السكر التراكمي (HbA1c) هو تحليلٌ يُستخدم لقياس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية. ويعتمد الاختبار على نسبة الهيموغلوبين المرتبط بالجلوكوز في الدم، وهو أداةٌ أساسية لتشخيص مرض السكري ومتابعة فعالية العلاج لدى المصابين به.
المعدل الطبيعي للسكر التراكمي: أقل من 5.7%
ما قبل السكري: من 5.7% إلى 6.4%
السكري: 6.5% أو أكثر.
لماذا يعتبر فحص السكر التراكمي مهمًا؟
التغذية السليمة من طرق علاج ارتفاع السكر التراكمي
لأنّه يقدّم صورةً شاملة عن استقرار مستويات السكر، على عكس الفحوصات اللحظية؛ مثل سكر الصائم أو بعد الأكل، التي قد تتأثر بعوامل يومية كالطعام أو التوتر.
بالطبع، يحتاج الأشخاص الذين لديهم تاريخٌ عائلي للإصابة بمرض السكري، لإجراء فحص السكر التراكمي حسبما ينصح الطبيب. لكن من المؤكد، أن ثمة حاجةٍ ملحة للقيام بهذا الفحص في حال الشعور بأعراضٍ غير طبيعية يمكن أن تُنبأ بارتفاع معدلاته عن الطبيعي.
ما هي أعراض ارتفاع السكر التراكمي؟
وفقًا للدكتورة نجوى، فارتفاع السكر التراكمي يعني أن معدلات السكر في الدم كانت مرتفعةً لفترةٍ طويلة.
ومن أبرز الأعراض التي تؤشر لذلك:
1. العطش الشديد وجفاف الفم.
2. كثرة التبول، خاصة ليلاً.
3. التعب والإرهاق المزمن.
4. تشوش الرؤية.
5. بطء التئام الجروح.
6. فقدان الوزن المفاجئ (رغم تناول الطعام).
7. الالتهابات المتكررة، خاصةً الجلدية أو البولية.
8. وخز أو تنميل في الأطراف (اليدين والقدمين).
ظهور مثل هذه الأعراض، يستلزم مراجعة الطبيب المختص الذي سوف يعمل على تحديد مُسببات الارتفاع وكيفية علاجه. وهنا يُطرح السؤال المهم: ما الأسباب التي قد تؤدي لارتفاع السكر التراكمي؟
السكر التراكمي هو تحليلٌ يُستخدم لقياس متوسط مستوى السكر في الدم
تشير الدكتورة عكاشة إلى مجموعة عوامل وأسباب، قد تقف وراء ارتفاع السكر التراكمي عن مستوياته الطبيعية؛ وتتمثل فيما يلي:
• ضعف التحكم في النظام الغذائي.
• عدم الانتظام في تناول أدوية السكري أو الأنسولين.
• قلة النشاط البدني.
• الضغوط النفسية المزمنة.
• الإصابة بأمراضٍ أخرى تؤثر على التمثيل الغذائي.
• سكري الحمل.
ما هي طرق علاج ارتفاع السكر التراكمي؟
من الضروري التنويه إلى أن ارتفاع معدلات السكر بالدم، ومنها ارتفاع السكر التراكمي، هي مسألةٌ في غاية الأهمية ولا ينبغي إغفالها أبدًا؛ كي نتجنب مضاعفات هذه الارتفاعات على الصحة.
ويحتاج ارتفاع السكر التراكمي لعلاجٍ دوائي، بجانب إجراء تعديلاتٍ على نمط الحياة؛ تُطلعنا عليها الدكتورة نحوى في التالي:
1. التغذية السليمة: تناول كميات معتدلة من الكربوهيدرات المُعقدة (حبوب كاملة، خضار)؛ الابتعاد عن السكريات البسيطة والمشروبات الغازية؛ وتقسيم الوجبات إلى 5-6 وجبات صغيرة طوال اليوم.
2. ممارسة الرياضة: على الأقل 30 دقيقة يومياً، مثل المشي السريع، السباحة أو ركوب الدراجة. وتساعد التمارين في تحسين حساسية الجسم للأنسولين.
3. الالتزام بالأدوية: لمرضى السكري، ينبغي تناول أدوية السكر أو حقن الأنسولين حسب تعليمات الطبيب؛ ومراجعة الجرعة في حال تغيّر الوزن أو النظام الغذائي.
4. المراقبة المنتظمة: من خلال فحص السكر التراكمي كل 3 أشهر، ومتابعة مستويات سكر الدم اليومي باستخدام جهاز القياس المنزلي.
5. تقليل التوتر: الذي يؤثر بصورةٍ سلبية على مستويات السكر؛ ولتحقيق ذلك، يمكنكِ ممارسة التأمل أو اليوغا أو التنفس العميق.
هل يمكن خفض السكر التراكمي دون أدوية؟
مارسي الرياضة بانتظام للوقاية من ارتفاع السكر التراكمي
في بعض الحالات، أجل، تقول الدكتورة عكاشة؛ خاصةً عند مرضى ما قبل السكري، يمكن خفض السكر التراكمي بتغيير نمط الحياة فقط. لكن في حالات السكري المؤكد، غالبًا ما تكون الأدوية ضروريةً بالتوازي مع تغيير نمط الحياة.
كيف أحمي نفسي وأتحكم في السكر التراكمي؟
من خلال بعض الخطوات البسيطة، التي يُساعد الالتزام بها، في منع ارتفاع مستويات السكر التراكمي:
1. راقبي وزنكِ، وحاولي الوصول إلى وزنٍ صحي بإشراف طبيب أو أخصائية تغذية.
2. توقفي عن التدخين.
3. احرصي على نومٍ كافٍ ومنتظم.
4. تناولي وجبة فطور متوازنة.
5. ابتعدي قدر الإمكان عن الأطعمة المُعالجة والمقلية.
في الختام؛ فإن السكر التراكمي ليس مجرد رقم، بل هو مرآةٌ حقيقية لصحة مريضات السكري والتزامهنَ بالعلاج. وتُعدَ المتابعة الدقيقة، والنمط الحياتي السليم، والعلاج المنتظم مفاتيح الحفاظ على سكرٍ تراكمي طبيعي وتجنّب المضاعفات الخطيرة مثل أمراض القلب والكلى والعيون.
لذا لا تتأخري عزيزتي في إجراء فحص السكر التراكمي عند الطبيب المعالج، في حال ساورتكِ الشكوك بإمكانية ارتفاعه؛ خصوصًا في ظل بعض الأعراض غير الطبيعية التي قد تُنذر بالارتفاع. ولتكن حياتكِ مفعمةً بالصحة والرفاه، بعيدًا عن مرض السكري وما يحمله من تبعاتٍ صحية قاسية على المرضى ومحيطهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 7 ساعات
- صحيفة سبق
الصحة العالمية: 844 اعتداءً على الرعاية الصحية في الضفة.. وشحنة مساعدات طبية تصل غزة
وثّقت منظمة الصحة العالمية (844) حالة اعتداء على الرعاية الصحية في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من أكتوبر 2023م، شملت هجمات على المستشفيات وسيارات الإسعاف والعيادات، إضافة إلى احتجاز الطواقم الطبية والمرضى في مدن طولكرم وجنين ونابلس. وأفاد ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الدكتور ريك بيبركورن، أن عمليات الإغلاق والقيود الإسرائيلية الجديدة تعيق وصول الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الرعاية الصحية. وأوضح بيبركورن أن التأخيرات المستمرة على الحواجز في نابلس وسلفيت وقلقيلية، إلى جانب إغلاق البوابات في الخليل، ورفض إصدار التصاريح للفرق الطبية والعيادات المتنقلة، كلها تحرم الفلسطينيين من الحصول على الرعاية اللازمة. وفي قطاع غزة، سلمت المنظمة في 25 يونيو الجاري أول شحنة من الإمدادات الطبية منذ 2 مارس الماضي، ونُقلت عبر معبر كرم أبو سالم، حيث تضمنت (9 شاحنات) محمّلة بمستلزمات طبية أساسية، وألفي وحدة دم، و(1500) وحدة بلازما، وسيتم توزيعها على المستشفيات خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار الدكتور بيبركورن إلى أهمية إيصال الدم والبلازما إلى مستشفيات غزة، في ظل تدفّق الإصابات الجماعية وطبيعة الإصابات المعقّدة الناجمة عن الانفجارات وحالات الطوارئ الجراحية، واصفًا هذه الإمدادات بأنها "قطرة في بحر" مقارنة بحجم الاحتياج المتزايد. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة وصول المساعدات الطبية إلى غزة بشكل مستدام ودون عوائق، عبر جميع الطرق الممكنة، مشيرة إلى أن فرق الطوارئ الطبية تواجه تحديات كبيرة وعقبات خطيرة تعيق حركتها الآمنة.


مجلة هي
منذ 13 ساعات
- مجلة هي
ماهو السكر التراكمي؟ أهم الأعراض وطرق العلاج
عندما نتحدث عن السكر التراكمي، فإننا بطبيعة الحال نتحدث عن ميزةٍ خاصة بداء السكري Diabetes من الضروري فهمها والتعامل معها بالطرق المناسبة. يصيب مرض السكري الملايين حول العالم، ويؤدي إلى العمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف. وفي عام 2021، أُصيب 537 مليون بالغ على مستوى العالم (شخصٌ واحد من كل 10 أشخاص) بالسكري؛ ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 643 مليون شخص بحلول عام 2030 و783 مليون شخص بحلول عام 2045. يعيش أكثر من 75% من البالغين المصابين بالسكري في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ويعاني ما يقرب من 36٪ من المصابين بالسكري من الضغوط النفسية، فيما يخشى 63٪ منهم من المضاعفات، ويكافح 28٪ منهم للاحتفاظ بموقفٍ إيجابي إزاء حالتهم. وتؤكد هذه الأرقام على تحديات الصحة النفسية الكبيرة التي يتعيَن التصدي لها في مجال التدبير العلاجي للسكري، والحاجة إلى دعم شامل؛ فالسكري ليس مرضًا بحد ذاته، بل مضاعفاته والآثار السلبية الناجمة عنه، هي ما يضع مريض السكري في معركةٍ دائمة وقلقٍ وتوجس مما ينتظره. ويعاني إقليم شرق المتوسط من أعلى معدلات انتشار السكري في العالم، بحسب ما جاء على موقع منظمة الصحة العالمي؛ وهو يضم 6 بلدان من بين 10 دول لديها أعلى المعدلات على مستوى العالم. وفي الوقت الحالي، يعاني من المرض 73 مليون شخص بالغ (شخصٌ واحد من كل 6 أشخاص). وبحلول عام 2045، من المتوقع أن يرتفع العدد بنسبة 86%، ليصل إلى 136 مليون شخص، وهو ثاني أكبر زيادة على مستوى العالم. مع الإشارة إلى أن ثلث الحالات لم يتم تشخيصها، مما يُسلَط الضوء على وجود فجواتٍ في الكشف والرعاية، وسُجلت 796000 حالة وفاة مرتبطة بالسكري في عام 2021. كما يعاني الإقليم من أعلى نسبة (24.5%) من الوفيات الناجمة عن السكري في صفوف الأفراد في سن العمل. السكر التراكمي: تساؤلاتٌ بحاجة لإجابات وافية الدكتورة نجوى عكاشة أخصائي الغدد الصماء والطب الباطني في المستشفى الدولي الحديث كل هذه الأرقام والتوقعات المخيفة، تطرح الكثير من الأسئلة حول السُبل الأنجع والأسرع لتقليص حجم الإصابات بهذا الداء حول العالم. ويبقى الوعي الذاتي والتثقيف الصحي حول السكر التراكمي، مسألةٌ مهمة، لتجنب الإصابة بالمرض؛ خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخٌ عائلي للإصابة، مثلي. فقد أجريتُ منذ فترةٍ فحصًا للسكر التراكمي، والحمدالله، جاءت النتيجة 5.2 (في حين أن المعدل الطبيعي لهذا المؤشر يجب أن يكون دون 5.7)؛ وهو ما أراحني بعض الشيء، كون والدتي توفيت بسبب مرض السكري، ولديَ حاليًا ستة من أخواتي يعانون من هذا الداء. لكن ما هو السكر التراكمي، ولماذا يجب أن نحتفظ به ضمن مستوياتٍ منخفضة، لدرء خطر السكري؟ ما هي الأعراض التي تترافق مع ارتفاعه، وكيف يمكننا علاجه؟ أسئلةٌ عدة حملناها إلى الدكتورة نجوى خليل عكاشة؛ أخصائي الغدد الصماء والطب الباطني في المستشفى الدولي الحديث دبي، التي أفادتنا مشكورةً بالمعلومات التالية.. ماهو السكر التراكمي؟ السكر التراكمي (HbA1c) هو تحليلٌ يُستخدم لقياس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية. ويعتمد الاختبار على نسبة الهيموغلوبين المرتبط بالجلوكوز في الدم، وهو أداةٌ أساسية لتشخيص مرض السكري ومتابعة فعالية العلاج لدى المصابين به. المعدل الطبيعي للسكر التراكمي: أقل من 5.7% ما قبل السكري: من 5.7% إلى 6.4% السكري: 6.5% أو أكثر. لماذا يعتبر فحص السكر التراكمي مهمًا؟ التغذية السليمة من طرق علاج ارتفاع السكر التراكمي لأنّه يقدّم صورةً شاملة عن استقرار مستويات السكر، على عكس الفحوصات اللحظية؛ مثل سكر الصائم أو بعد الأكل، التي قد تتأثر بعوامل يومية كالطعام أو التوتر. بالطبع، يحتاج الأشخاص الذين لديهم تاريخٌ عائلي للإصابة بمرض السكري، لإجراء فحص السكر التراكمي حسبما ينصح الطبيب. لكن من المؤكد، أن ثمة حاجةٍ ملحة للقيام بهذا الفحص في حال الشعور بأعراضٍ غير طبيعية يمكن أن تُنبأ بارتفاع معدلاته عن الطبيعي. ما هي أعراض ارتفاع السكر التراكمي؟ وفقًا للدكتورة نجوى، فارتفاع السكر التراكمي يعني أن معدلات السكر في الدم كانت مرتفعةً لفترةٍ طويلة. ومن أبرز الأعراض التي تؤشر لذلك: 1. العطش الشديد وجفاف الفم. 2. كثرة التبول، خاصة ليلاً. 3. التعب والإرهاق المزمن. 4. تشوش الرؤية. 5. بطء التئام الجروح. 6. فقدان الوزن المفاجئ (رغم تناول الطعام). 7. الالتهابات المتكررة، خاصةً الجلدية أو البولية. 8. وخز أو تنميل في الأطراف (اليدين والقدمين). ظهور مثل هذه الأعراض، يستلزم مراجعة الطبيب المختص الذي سوف يعمل على تحديد مُسببات الارتفاع وكيفية علاجه. وهنا يُطرح السؤال المهم: ما الأسباب التي قد تؤدي لارتفاع السكر التراكمي؟ السكر التراكمي هو تحليلٌ يُستخدم لقياس متوسط مستوى السكر في الدم تشير الدكتورة عكاشة إلى مجموعة عوامل وأسباب، قد تقف وراء ارتفاع السكر التراكمي عن مستوياته الطبيعية؛ وتتمثل فيما يلي: • ضعف التحكم في النظام الغذائي. • عدم الانتظام في تناول أدوية السكري أو الأنسولين. • قلة النشاط البدني. • الضغوط النفسية المزمنة. • الإصابة بأمراضٍ أخرى تؤثر على التمثيل الغذائي. • سكري الحمل. ما هي طرق علاج ارتفاع السكر التراكمي؟ من الضروري التنويه إلى أن ارتفاع معدلات السكر بالدم، ومنها ارتفاع السكر التراكمي، هي مسألةٌ في غاية الأهمية ولا ينبغي إغفالها أبدًا؛ كي نتجنب مضاعفات هذه الارتفاعات على الصحة. ويحتاج ارتفاع السكر التراكمي لعلاجٍ دوائي، بجانب إجراء تعديلاتٍ على نمط الحياة؛ تُطلعنا عليها الدكتورة نحوى في التالي: 1. التغذية السليمة: تناول كميات معتدلة من الكربوهيدرات المُعقدة (حبوب كاملة، خضار)؛ الابتعاد عن السكريات البسيطة والمشروبات الغازية؛ وتقسيم الوجبات إلى 5-6 وجبات صغيرة طوال اليوم. 2. ممارسة الرياضة: على الأقل 30 دقيقة يومياً، مثل المشي السريع، السباحة أو ركوب الدراجة. وتساعد التمارين في تحسين حساسية الجسم للأنسولين. 3. الالتزام بالأدوية: لمرضى السكري، ينبغي تناول أدوية السكر أو حقن الأنسولين حسب تعليمات الطبيب؛ ومراجعة الجرعة في حال تغيّر الوزن أو النظام الغذائي. 4. المراقبة المنتظمة: من خلال فحص السكر التراكمي كل 3 أشهر، ومتابعة مستويات سكر الدم اليومي باستخدام جهاز القياس المنزلي. 5. تقليل التوتر: الذي يؤثر بصورةٍ سلبية على مستويات السكر؛ ولتحقيق ذلك، يمكنكِ ممارسة التأمل أو اليوغا أو التنفس العميق. هل يمكن خفض السكر التراكمي دون أدوية؟ مارسي الرياضة بانتظام للوقاية من ارتفاع السكر التراكمي في بعض الحالات، أجل، تقول الدكتورة عكاشة؛ خاصةً عند مرضى ما قبل السكري، يمكن خفض السكر التراكمي بتغيير نمط الحياة فقط. لكن في حالات السكري المؤكد، غالبًا ما تكون الأدوية ضروريةً بالتوازي مع تغيير نمط الحياة. كيف أحمي نفسي وأتحكم في السكر التراكمي؟ من خلال بعض الخطوات البسيطة، التي يُساعد الالتزام بها، في منع ارتفاع مستويات السكر التراكمي: 1. راقبي وزنكِ، وحاولي الوصول إلى وزنٍ صحي بإشراف طبيب أو أخصائية تغذية. 2. توقفي عن التدخين. 3. احرصي على نومٍ كافٍ ومنتظم. 4. تناولي وجبة فطور متوازنة. 5. ابتعدي قدر الإمكان عن الأطعمة المُعالجة والمقلية. في الختام؛ فإن السكر التراكمي ليس مجرد رقم، بل هو مرآةٌ حقيقية لصحة مريضات السكري والتزامهنَ بالعلاج. وتُعدَ المتابعة الدقيقة، والنمط الحياتي السليم، والعلاج المنتظم مفاتيح الحفاظ على سكرٍ تراكمي طبيعي وتجنّب المضاعفات الخطيرة مثل أمراض القلب والكلى والعيون. لذا لا تتأخري عزيزتي في إجراء فحص السكر التراكمي عند الطبيب المعالج، في حال ساورتكِ الشكوك بإمكانية ارتفاعه؛ خصوصًا في ظل بعض الأعراض غير الطبيعية التي قد تُنذر بالارتفاع. ولتكن حياتكِ مفعمةً بالصحة والرفاه، بعيدًا عن مرض السكري وما يحمله من تبعاتٍ صحية قاسية على المرضى ومحيطهم.


مجلة سيدتي
منذ 15 ساعات
- مجلة سيدتي
اكتشفي دور السيلينيوم في التمثيل الغذائي وأهميته للجسم وفق طبيبة
السيلينيوم عنصر ضروري للجسم بكميات صغيرة، لكنه يؤدي أدواراً كبيرة ومهمة جداً في التمثيل الغذائي ووظائف الجسم الأخرى. معدن نادر يوجد بشكل طبيعي في التربة وفي بعض الأطعمة، حتى إن هناك كميات صغيرة في الماء الذي نشربه، أما الشيء الذي يجعله ذا قيمة فهو دوره في نشاط مضادات الأكسدة، وبوصفه مكوناً من مكونات الإنزيمات المضادة للأكسدة وخاصة الجلوتاثيون؛ فإنه يدعم الحفاظ على الأنسجة السليمة في جميع أنحاء الجسم. ونظراً إلى أنه يزيد من القدرات المضادة للأكسدة ونوعية تدفق الدم؛ فإنه يمكن أن يساعد في تعزيز المقاومة ضد الأمراض والآثار السلبية للتوتر، ويُعتقد أن قدرته على محاربة الإجهاد التأكسدي والالتهابات ترجع إلى أنواع مختلفة من بروتينات السيلينوم الموجودة في هذا المعدن. إليكِ شرحاً مفصلاً عن دور السيلينيوم في التمثيل الغذائي وفق الدكتورة في علم التغذية والغذاء سينتيا الحاج من خلال هذا المقال. ما دور السيلينيوم في التمثيل الغذائي؟ دعم مضادات الأكسدة. تنظيم وظيفة الغدة الدرقية وهرمونات الطاقة. حماية الكبد والخلايا من الأكسدة. المشاركة في إنتاج بروتينات تنظم العمليات الحيوية في الجسم. ما أدوار السيلينيوم الصحية؟ السيلينيوم له تأثير مضاد للسرطان: في حين أن مستويات السيلينيوم الكافية ترتبط بانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان ، إلا أن الإفراط في تناوله يمكن أن يكون ضاراً. تشير الأبحاث إلى أن تأثيرات السيلينيوم المضادة للسرطان قد تكون مرتبطة بدورها في إصلاح الحمض النووي، دعم الجهاز المناعي وتعديل الإجهاد التأكسدي. من الضروري الحفاظ على التوازن الأمثل للسيلينيوم، حيث يرتبط كل من النقص والزيادة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان؛ ما يسلط الضوء على أهمية الاعتدال في تناوله. للسيلينيوم أدوار متنوعة في الجسم: يعمل بوصفه مكوناً رئيسياً للبروتينات السيلينية، وهي مجموعة من البروتينات التي تحتوي على السيلينيوم على شكل حمض أميني. تلعب هذه البروتينات أدواراً متنوعة في الدفاع المضاد للأكسدة، استقلاب هرمون الغدة الدرقية، توليف الحمض النووي وإصلاحه، وظيفة الجهاز المناعي والحماية من العدوى. دور مضاد للأكسدة: تُعتبر خصائص السيلينيوم المضادة للأكسدة ذات أهمية خاصة للصحة، يمكن للجذور الحرة التي يتم إنشاؤها كمنتجات ثانوية لعمليات التمثيل الغذائي الطبيعية أو من خلال التعرض للعوامل البيئية مثل التلوث والأشعة فوق البنفسجية؛ أن تسبب تلفاً خلوياً وتساهم في عملية الشيخوخة. يساعد السيلينيوم من خلال دوره في الدفاع المضاد للأكسدة على مواجهة التأثيرات الضارة للجذور الحرة ودعم قدرة الجسم على الحفاظ على سلامة الخلايا. كما يشارك في استقلاب هرمون الغدة الدرقية. استقلاب هرمون الغدة الدرقية: السيلينيوم ضروري لتحويل هرمون الغدة الدرقية إلى شكله النشط. تُعتبر وظيفة الغدة الدرقية المناسبة على قدر من الأهمية لتنظيم عملية التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة والنمو والتطور بشكل عام. دور مركزي في المناعة: يلعب السيلينيوم أيضاً دوراً حيوياً في وظيفة الجهاز المناعي، ويشارك في تنشيط وتعديل الخلايا المناعية؛ ما يساعد الجسم على الاستجابة بفاعلية للعدوى والأمراض. ترتبط مستويات السيلينيوم بتحسن الاستجابات المناعية وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع العدوى. السيلينيوم والقلب: تناول الأطعمة الغنية بالسيلينيوم يعزز صحة القلب والأوعية الدموية كونه مضاداً للالتهاب، كما يساعد المعدن على زيادة تدفق الدم، وقد يساهم في الحد من فرص الإصابة بأمراض القلب. تقليل أعراض الربو: أظهرت الدراسات القائمة على الملاحظة أن المرضى الذين يعانون من الربو المزمن قد يكون لديهم كميات أقل من السيلينيوم في وجباتهم الغذائية، تبعاً للدراسات عندما يتناول الأشخاص المصابون بالربو مكملات السيلينيوم، فإنهم يعانون من أعراض مرتبطة بالربو أقل من أولئك الذين يتناولون دواءً وهمياً. يعتقد الخبراء أن المكملات قد تكون علاجاً إضافياً مفيداً لمرضى الربو المزمن. يحسن صحة الشعر: يحافظ على صحة الشعر؛ إذ يحمي الخصلات من أي ضرر ويعزز نموها، كما أنه يقلل من قشرة الرأس ويساعد في تقليل تساقط الشعر. يحسن صحة البشرة: يساعد السيلينيوم في محاربة الجذور الحرة؛ ما يقلل من أضرار البشرة، الالتهابات وحب الشباب، وقد يقي أيضاً من سرطان الجلد. كما أنه يحافظ على صحة البشرة عبر حمايتها من الأضرار الخارجية كأشعة الشمس. ما مصادر السيلينيوم الغذائية؟ عنصر السيلينيوم هو معدن موجود في التربة، كما يوجد بشكل طبيعي في الماء وبعض الأطعمة مثل: المحار، التونة، سمك الهلبوت، السردين، البيض، صدور الدجاج، بذور دوار الشمس والجوز البرازيلي. من الجدير ذكره أن كمية السيلينيوم تختلف في الأطعمة النباتية اعتماداً على محتوى السيلينيوم في التربة التي نمت فيها. هذا، وتوجد أيضاً مكملات السيلينيوم التي يمكن الاستفادة منها في حالات معينة، وخاصة لدى المرضى المصابين بمرض قصور الغدة الدرقية الخفيف ومرض الغدة الدرقية المناعي الذاتي، حيث يمكن أن تحسن حبوب السيلينيوم من وظيفة الغدة الدرقية. يؤدي نقص السيلينيوم لفترة طويلة إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك ضعف العضلات والتعب وزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض. وبما إنه عنصر نادر؛ فإن الجسم يحتاج إلى كمية صغيرة منه يومياً، على عكس الفيتامينات والمعادن الأساسية الأخرى التي يحتاجها بكمية كبيرة. تشمل المصادر الغذائية الجيدة للسيلينيوم: المكسرات خاصة الجوز البرازيلي. البذور. الأسماك. الدواجن واللحوم الخالية من الدهون. الحبوب الكاملة، مثل: الفاصوليا والعدس والبازلاء. البيض وخصوصاً الصفار. بعض الخضروات مثل البروكلي، والسبانخ، والبطاطس. الشوفان. الفطر. الكبدة.