انتخابات الصحفيين (1- 3) الكباب والانتماء
أخيرًا وبعد فترة انتظار طويلة قاربنا على حسم السباق الانتخابى فى نقابه الصحفيين.
ولأول مرة من أكثر من 13 عامًا أشعر بأننى حرة من القيود، وأستطيع أن أعلن وأؤيد وأشجع فريقى الانتخابى نقيبًا وأعضاء.فمنذ توليت رئاسة تحرير جريدة «الفجر» قطعت عهدًا على نفسى بألا أعلن عن انحيازاتى واختياراتى للنقيب والأعضاء، ستة انتخابات ألتزم فيها الصمت، وهو لو تعملون كم كان قاسيًا لصحفية تحب الكلام والنميمة والتحليل والتنظير.وقد اتخذت موقفى ليس خوفًا من التأثير على الزميلات والزملاء فى «الفجر»، إذ نادرًا ما يستمع الشباب أو يقتنع بكلام المسؤولين أو الكبار، كما أننى أشهد بأن لديهم الوعى الكافى لاختيار من يمثلهم إلا فيما ندر.ولكن اخترت الصمت حرصًا على مصالح زملائى، ففى النهاية نحن بشر وقد يؤثر إعلانى التأييد لمرشح ما على علاقتى بالنقيب والمجلس فى حالة عدم فوز مُرشحِىَّ، ورئيس التحرير الواعى يعرف أن النقابة ظهر وسند له وللجريدة وأبنائها فى حالة الأزمات.الآن تحررت من القيود، خاصة الصمت فى اتجاه مرشحى التاريخ الأسود زى الباذنجان المقلى فى زيت السيارات.وهناك سبب آخر للفرحة فى هذه الانتخابات، فطوال مدة رئاستى للتحرير كان علىَّ أن استقبل ال80 أو ال100 مرشح بمنتهى الحيادية وحسن الاستقبال والابتسامة، وكنت أتعاطف مع كل المرشحين، فمجهود اللف على كل الصحف والمواقع والروابط والشعب مُضنٍ، ويكاد يكون غير إنسانى، ولذلك قررت أن يكون الاستقبال لكل المرشحين منزليًا بالعصائر الفريش وفواكه الموسم تخفيفًا عن المجهود القاسى الذى يبذله المرشح. فعلت ذلك مع كل المرشحين من أحببت وأيدت أو من كرهت طريقتهم وتمنيت لهم الفشل الذريع. لأنى لم ولن أنسى ما قاله لى أستاذى الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين: (عاملى كل الناس بموضوعية.. فإذا لم يكن الطرف الآخر يستحق ذلك فأنت تستحقين).وأنا أستحق الحرية الآن من كل القيود والحياد فى أهم حدث صحفى ونقابى.لقد بدأت علاقتى بالانتخابات قبل التخرج بعام، وكنت أتدرب فى مجلة «صباح الخير» حينما اختارتنى الصديقة الرائعة نجلاء بدير لمهمة كنت أراها خطيرة وهى توزيع الدعاية الانتخابية يوم الانتخابات للزملاء من تيار الاستقلال المهنى، ومازلت أتذكر سعادتى وإحساسى بالفخر، وأنا أؤدى هذه المهمة لسنوات. وذكرياتى عن هذه الفترة تخللتها رائحة الكباب. فقد كان مرشح الدولة يوزع وجبة كباب من أبوشقرة على مؤيديه وأنصاره يوم الانتخابات، وكانت رائحة الكباب تفوح من الطرقات وتتخطى أسوار النقابة، أما مرشح التيار فكان الزملاء الأكبر سنًا منى يجمعون أموالًا قليلة تكفى لسندوتشات الفول والبطاطس ومازلت أيضًا أحتفظ بطعمها اللذيذ حتى الآن.ولكن صديقًا من الشباب (لم أذكر اسمه لأنه صار إعلاميًا شهيرًا) أفتى بأن أموال الكباب هى أموال عامة، ولذلك لا بأس أن نأكل كباب مرشح الدولة وننتخب أو نساند مرشح التيار. وأضاف مثلًا فلاحيًا (كُل عيش حبيبك تسره، وكُل عيش عدوك تضره)، وهو مثل لاشك قاله (مفجوع) كبير. ولم أطمئن لهذه الفتوى، خاصة مع معرفتى ببخل الصديق وحرصه ألا يفوت وجبة دسمة مجانية، ولكننى أكلت سندوتشات الكباب مرة عندما ألح أحد الزملاء، وكان المرشح لمنصب النقيب مارًا فأصر أن نأكل جميعًا (عيش وملح) لأننا فى النهاية أبناء مهنة واحدة. رحم الله الرجل الذى تعامل برقى حتى فى تجاوزاته.فلم أنسَ كيف كان الكبار يتعاملون برقى مع المنافسين ومؤيديهم.. أتذكر النقيب والكاتب الكبير الراحل مكرم محمد أحمد وقد شاهدنى أحمل صورة منافسه، فقال أمام الجميع: (إنت صحفية شاطرة ومشروع كاتبة ساخرة بس مجنونة)، كان يتكلم بود وكتب مشيدًا بى ثلاث مرات، وهو شرف أعتز به، ولم يتأثر بمواقفى النقابية.وقد أعطيت صوتى مرة للأستاذ مكرم وبلغ بى غرور الشباب أن ذهبت إليه أزف له بشرى أنه حصل أخيرًا على صوتى، فقال بمنتهى التواضع وهو واثق من الفوز: (صوتك يفرق معاى).وهذا سلوك كاد يختفى من بعض المرشحين الذين يثيرون النعرات بين المؤسسات ويشوهون منافسيهم.لا أدرى كيف تحولت انتخابات فئة من النخبة، وتضم مثقفين وكتاب رأى، إلى ساحة للتشويه والأكاذيب والتجاوز فى حق المنافسين فى نقابة الحريات. وفى مقالى القادم أمارس حريتى بإعلان انحيازى التام الخاص للأصدقاء والزملاء على منصب النقيب والعضوية.. أو لماذا اخترت خالد البلشى ومحمد سعد عبدالحفيظ وعمرو بدر وإيمان عوف. وإلى لقاء.■ ■ ■كفلاحة لا تأكل سوى البيض البلدى قال لى البائع إن البيضة ب6.5 جنيه زادت نص جنيه بسبب زيادة البنزين، قلت له هو البيض البلدى بيركب مرسيدس ولا أنا معرفش.■ ■ ■الشيطان شاطر.. عندما قرأت تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى أنه لا يقلقه لو هاجر 10 آلاف طبيب فى العام، ذكرنى شيطانى بتصريحه منذ عامين بأن مصر لن يكون بها فقراء فى 2024.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
ماذا ينبغي أن يقال عند المرور على مقابر المسلمين؟.. المفتي يوضح
تلقى الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، سؤالا ورد إليه، نصه: ما الذي ينبغي أن يقال عند المرور على مقابر المسلمين؟ فإني أمرُّ على المقابر كثيرًا لقربها من الطريق في بلدتي، فأرجو من فضيلتكم بيان الأذكار أو الأدعية التي تُقال عند المرور على مقابر المسلمين؟ وهل هذا خاص بالرجال؟ وقال فضيلة المفتي عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية: يُسن أن يقول المارُّ بالمقابر: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ"، وأن يدعو لهم بما يشاء من الرحمة والمغفرة وغير ذلك، وكذا يجوز له قراءة سورة الفاتحة، أو قل هو الله أحد، وهبة ثواب ذلك لمن في المقبرة، إذ الأمر في هذا واسع، ويستوي في ذلك الرجال والنساء. مرصد الأزهر يحذر: منظمات الهيكل تحرض على اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى الاثنين المقبل الأزهر يُدين همجية الاحتلال وإطلاقه النار على وفد دولي من 25 سفيرًا.. ويطالب بسرعة إدخال المساعدات لغزة ما الذي ينبغي أن يقال عند المرور على مقابر المسلمين؟ وتابع: ندب الشرع الشريف إلى الدعاء للأموات، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ، سورة الحشر، الآية رقم: 10، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى على جنازة قال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ، رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، والحاكم. وأضاف: وقد أجمع العلماء على أن الدعاء ينفع الموتى ويصل إليهم ثوابه، ينظر: الأذكار للإمام النووي، وعمدة القاري للإمام العيني، وشرح متن الرسالة للإمام زروق.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : الدكتور على جمعة يوضح دور الصحابة فى جمع ونشر السنة النبوية
الجمعة 23/مايو/2025 - 01:50 ص 5/23/2025 1:50:13 AM أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، دور الصحابة واتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم- في جمع ونشر وتدوين السُنة النبوية، قائلًا:" إن عملية توثيق السنة النبوية الشريفة بدأت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أذن لبعض الصحابة بكتابتها مثل حديث "اكتبوا لأبي شاه"، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص من أوائل من دوَّن السنة في صحيفة سُميت بـ"الصحيفة الصادقة". وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن مرحلة جديدة من التوثيق بدأت في عصر التابعين، حين أخذ وهب بن منبه صحيفة تحتوي على 132 حديثًا وبدأ في روايتها للتابعين، ومن أبرزهم الإمام محمد بن شهاب الزهري، أحد كبار علماء المدينة، والذي تتلمذ على أيدي الصحابة وكبار التابعين، وكان له دور محوري في حفظ السنة وتعليمها لتلاميذ عظام مثل الإمام مالك وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذئب. وأشار إلى أن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، الذي عُرف بعدله وورعه، هو أول من أمر بتدوين السنة بشكل رسمي على مستوى الدولة، حيث أرسل إلى أبي بكر بن حزم – وكان من كبار العلماء آنذاك – يطلب منه جمع الأحاديث من العلماء وتوثيقها، إلا أن المشروع واجه صعوبات بسبب الدقة الشديدة في نقل ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحفّظ بعض الرواة خشية التحريف أو الزيادة أو النقص. وأوضح أن الإمام الزهري، الذي كان يرى هذا الجهد، بادر من تلقاء نفسه بالمساهمة الفعالة في جمع الأحاديث، مستفيدًا من علاقاته الواسعة بعلماء المدينة وتتلمذه على أيدي الصحابة، فكان ما قام به الزهري من تدوين ممنهج وموسع بمثابة اللبنة الأساسية لمشروع توثيق السنة، وهو الذي سلّم الراية لتلاميذه من أمثال الإمام مالك، الذي دوّن "الموطأ" كأول كتاب حديث جامع وصلنا بشكل منظم.

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه
بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، يتقدم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بخالص العزاء إلى المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، في وفاة شقيقه عادل منصور، الذي انتقل إلى جوار ربه. كما يتقدم فضيلته بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد الراحل، داعيًا المولى -عز وجل- أن يرحمه رحمة واسعة، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وينزله منازل الأبرار، ويرزق أهله وذويه الصبر والسُّلوان.اقرأ أيضا | شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يدعوان لوقف الحرب في غزة وأوكرانيا والسودان