
اليمن: شراكة القطاع الخاص والدولي تُسدل الستار على 'مختبر الابتكار الاجتماعي' في تعز
شهد الحفل الختامي حضور مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة تعز، نبيل جامل، ورئيس فريق العمل في إقليم اليمن لمجموعة هائل سعيد أنعم، نذير الشميري، ورئيس جامعة السعيد، سامح العريقي، إلى جانب ممثلين عن جامعة تعز والتعليم الفني وممثلين عن الشركاء المحليين والدوليين.
عرضت الفرق مشاريعها التعليمية أمام لجنة التحكيم التي منحت ستة فرق جوائز مالية قيمتها 5,000 دولار لكل منها، إضافة إلى جائزة خاصة بقيمة 1,000 دولار لفريق من ذوي الاحتياجات الخاصة من محافظة الحديدة، ليبلغ إجمالي الجوائز 36,000 دولار. وأوضح الشميري أن هذه الجوائز تمثل «دعماً تأسيسياً لتحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع عملية»، مضيفاً أن مجموعة هائل سعيد أنعم تتابع مراحل الاحتضان الفني والتشغيلي للمشروعات لضمان استدامتها وربطها بشركاء القطاعين العام والخاص.
من جانبه، أكد جامل أن السلطة المحلية ستسهل إجراءات الدعم الإداري واللوجستي للمشروعات الفائزة، مشيراً إلى أهمية توسيع تجربة المختبر لتشمل محافظات أخرى وتفعيل دور المؤسسات الحكومية في تبني هذه المبادرات ضمن خطط التنمية المحلية.
وتتضمن مرحلة الاحتضان، التي تمتد ثلاثة أشهر، تقديم الدعم الفني والمالي والتدريبي للمشاريع الفائزة. وتعمل مؤسسة رواد على توفير برامج لتنمية قدرات الفرق في إعداد دراسات الجدوى وخطط العمل واستراتيجيات التسويق، فيما تضطلع مؤسسة ديب روت بتنفيذ ورش عمل حول منهجيات التعلم التجريبي وتصميم النماذج الأولية.
يرتبط مختبر الابتكار الاجتماعي بأهداف استراتيجية تتعلق بتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية المجتمعية، وتحديات تمكين الشباب في ظل أزمة بطالة يقدر معدلها محلياً بنحو 45%، فضلاً عن الحاجة إلى رفع جودة الخدمات التعليمية في المناطق الحضرية والريفية. وتهدف الجهات الداعمة إلى بناء آليات للاستثمار في الأفكار الريادية كجزء من حلقة تنموية متكاملة تشمل القطاعين الرسمي وغير الرسمي.
أظهرت نتائج المختبر اهتماماً خاصاً بالابتكار الشامل؛ فتخصيص جائزة لفريق من ذوي الاحتياجات الخاصة يعكس توجهاً لإدماج الفئات الأكثر هشاشة في مسارات ريادة الأعمال الاجتماعية. وفي هذا السياق، قال العريقي إن «جامعة السعيد ستتيح مساحة لاختبار المشاريع على أرض الواقع من خلال تطبيقات تجريبية في بعض أقسامها الأكاديمية».
ويقتضي دعم نجاح هذه المبادرات التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لإدراج بعض النماذج الواعدة ضمن برامج تجريبية في المدارس الرسمية، بالإضافة إلى وضع أطر قانونية وتشريعية مبسطة لتسجيل المؤسسات الاجتماعية الصغيرة وتسهيل حصولها على الحوافز الضريبية والتمويل المستدام.
يأتي المختبر في سياق مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه، التي تعمل في قطاعات الزراعة والصناعات التحويلية والخدمات، عبر وحدة مبادرات التنمية الاقتصادية التي تتبنى مبدأ توجيه جزء من الأرباح لدعم المشاريع المجتمعية. ويعد الاتحاد الأوروبي أحد أهم المانحين للقطاع التنموي في اليمن، حيث يقدم المنح التقنية والتدريبية تحت معايير تتعلق بالحوكمة وحقوق الإنسان. أما مؤسسة رواد فتمتلك خبرة في تأسيس وتسريع الشركات الاجتماعية، ومؤسسة ديب روت متخصصة في التعليم التجريبي والتنمية الريفية.
من المتوقع أن يشهد المرحلون الجدد من الاحتضان مراحل تقييم دورية بناءً على مؤشرات أداء تشمل عدد المستفيدين والإيرادات والخدمات المقدمة. وتشمل التوصيات رفع مستوى التمويل طويل الأجل عبر إنشاء صندوق استثماري تنموي مشترك، وتفعيل لجنة مشتركة مع الجهات الحكومية لوضع سياسات داعمة لريادة الأعمال الاجتماعية، وتوسيع الشراكات مع حاضنات دولية لتمكين فرق المختبر من الوصول إلى أسواق جديدة.
سيظل نجاح المختبر مرهوناً بمدى قدرته على تأسيس بيئة مؤسسية تضمن استمرارية المشاريع بعد انتهاء فترة الدعم الأولي، والتنسيق الفاعل بين القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية والممولين الدوليين. وعليه، تبرز أهمية المتابعة المستمرة من قِبل مكتب التخطيط والتعاون الدولي ووزارة التربية والتعليم، بما يضمن دمج الابتكار الاجتماعي ضمن خطط التنمية المحلية، وقياس أثره على المدى المتوسط والطويل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ ساعة واحدة
- الرأي
روسيا تخفض ضريبة تصدير القمح إلى الصفر
ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء اليوم الجمعة نقلا عن وزارة الزراعة الروسية أن روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، خفضت ضريبة تصدير القمح إلى الصفر اعتبارا من التاسع من يوليو. وهذه هي المرة الأولى التي تلغي فيها موسكو الضريبة منذ فرضها في عام 2021 لحماية السوق المحلية من ارتفاع الأسعار والحد من الصادرات المفرطة. وتُحسب الضريبة على أساس 70 في المئة من الفرق بين السعر الاسترشادي الذي يُشتق من بيانات عقود التصدير ويُحدّث أسبوعيا، وسعر الأساس الذي تحدده وزارة الزراعة. ويؤدي ارتفاع سعر الأساس إلى انخفاض قيمة الضريبة. وجرى تحديد السعر الاسترشادي للقمح اليوم الجمعة عند 228.7 دولار للطن، وبالتالي تقلصت الضريبة إلى الصفر. وبلغت الضريبة أعلى مستوياتها على الإطلاق في يناير كانون الثاني عندما وصلت إلى 4699.6 روبل (59.87 دولار) للطن. ويطلب المزارعون من الحكومة بانتظام إلغاء الضريبة أو تخفيضها، قائلين إنها تضر بربحية زراعة القمح وإن جزءا صغيرا من الأموال المحصلة يعود إلى القطاع.


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
«ويفا» يغرّم برشلونة وتشلسي لانتهاك قواعده المالية
كان برشلونة الإسباني وتشلسي وأستون فيلا الإنكليزيان من بين العديد من الاندية التي غرمها الاتحاد الاوروبي لكرة القدم «ويفا» الجمعة لانتهاكها قواعده للاستدامة المالية. وقالت الهيئة الكروية الاعلى في أوروبا إن الاندية لم تلتزم بقواعده المتعلقة بأرباح كرة القدم. كما عوقب تشلسي وفيلا لخرقهما قواعد الحد الاقصى من الرواتب ومصاريف التشكيلة. وغُرِّم تشلسي 31 مليون يورو (36.5 مليون دولار أميركي) نتيجة هذين الانتهاكين تحت طائلة مضاعفة الغرامة الى 60 مليونا في حال عدم الالتزام بفترة الأربع سنوات الممنوحة ضمن اتفاق تسوية. أنفق الـ«بلوز» أموالا فاقت أي نادٍ آخر في أوروبا منذ أن اشترى رجل الأعمال الأميركي تود بوهلي حصص الاغلبية في النادي الانكليزي في عام 2022. من جهته، غُرم برشلونة 15 مليون يورو، بالإضافة إلى 45 مليونا أخرى مشروطة باتفاقية تسوية لمدة عامين. ويتعين على فيلا دفع 11 مليونا مع خطر التعرض لعقوبة اخرى تبلغ 15 مليونا في حال انتهاكه للقواعد خلال فترة ثلاث سنوات. ووافق ليون الفرنسي على الاستبعاد من المسابقات الأوروبية في حال تأكد هبوطه إلى دوري الدرجة الثانية في فرنسا لأسباب مالية. كما غُرِّم بمبلغ 12.5 مليون يورو.


المدى
منذ 6 ساعات
- المدى
السياحة الأميركية تتراجع: خسائر محتملة بـ29 مليار دولار في 2025
توقّع المجلس العالمي للسفر والسياحة أن تتكبّد الولايات المتحدة خسائر تصل إلى 29 مليار دولار من عائدات السياحة الدولية خلال عام 2025، في ظل تراجع حاد بأعداد الزوار الأجانب، وذلك على خلفية سياسات الهجرة والدخول المشدّدة التي تتبعها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يجعلها الدولة الوحيدة بين 184 بلداً يشملها التقرير التي تسجّل تراجعاً في الإنفاق السياحي. وبحسب الدراسة الصادرة مؤخراً عن المجلس، والذي يُعدّ من أبرز الهيئات العالمية المتخصصة في تحليل الأثر الاقتصادي للسفر، فإن الولايات المتحدة ستخسر هذا العام 12.5 مليار دولار مقارنةً بعام 2024. وبيّنت الدراسة أنّ هذه الأرقام قد تكون أقل من الحجم الفعلي للخسائر، لا سيما أن التقديرات الأصلية كانت تشير إلى إمكانية تحقيق نمو بنسبة 9% في أعداد الزوار الدوليين، وهو ما كان سيعني إيرادات إضافية تُقدّر بنحو 16.3 مليار دولار. غير أن شركة 'اقتصاديات السياحة' التابعة لمؤسسة 'أكسفورد إيكونوميكس' عدّلت تلك التقديرات بشكلٍ جذري، فتوقعت بدلاً من النمو تسجيل تراجع بنسبة 8.2% في عدد الوافدين إلى الولايات المتحدة، أي بفارق يبلغ 17.2% عن التوقعات السابقة البالغة 9%، ما يضع الاقتصاد الأميركي أمام فجوة مالية كبيرة في قطاع السفر. وفي ضوء هذا التباين، يتراوح العجز بين 25 مليار دولار (وفق تقديرات اقتصاديات السياحة) و29 مليار دولار (حسب مجلس السفر والسياحة العالمي)، وهو ما ينعكس سلباً على الوظائف والقطاعات الخدمية المرتبطة بالسياحة، خاصةً في المدن الكبرى مثل نيويورك ولوس أنجلوس وميامي التي تعتمد بشكلٍ كبير على الزوار الدوليين.