
هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النووية
لطالما كانت الحرب النووية موضوعا مرعبا يتجنبه معظم الناس، لكن مع تصاعد التوترات العالمية بات تصور احتمال اندلاعها مصدرا للقلق وموضوعا يثير الفضول في آن واحد.
ولأن السينما سلطت الضوء مرارا على هذه التجربة، لا سيما خلال توترات الحرب الباردة في ثمانينيات القرن الماضي، نستعرض في ما يلي أبرز الأفلام التي حاول صنّاعها تجسيد هذا الكابوس الذي يهدد بفناء البشرية.
وفي زمن لا تزال فيه الترسانات النووية قائمة، تدق هذه الأفلام ناقوس الذاكرة، مؤكدة أن الفناء ليس خرافة بل احتمال تقني داهم. إنها ليست مجرد أفلام عن الحرب، بل مرآة تعكس هشاشة الحضارة من جهة، ومن جهة أخرى تبرز قدرة الفن على صوغ المخاوف الجمعية في صور بصرية تهز الوجدان والضمير الإنساني.
فإذا أردت مشاهدة السينما وهي تنبّهك بدلا من أن تسليك، فهذه القائمة لا بد أن تكون نقطة انطلاق:
1- فيلم "دكتور سترينغلوف" (Dr. Strangelove)
من أبرز الأعمال في هذا السياق فيلم "دكتور سترينغلوف" من إخراج ستانلي كوبريك المعروف باستخدامه التركيبات البصرية المتقنة والزوايا الواسعة لإبراز هشاشة الشخصيات في مواجهة العالم.
صدر الفيلم عام 1964 وترشح لـ4 جوائز أوسكار، كما حلّ في المرتبة 78 ضمن قائمة أفضل 250 فيلما في تاريخ السينما. تناول الفيلم فكرة الدمار المتبادل وعبثية سباق التسلح النووي بأسلوب ساخر اعتمد على الكوميديا السوداء والرمزية التي تعكس القلق الذكوري في عالم يوشك على الانفجار في ظل جنون المؤسستين السياسية والعسكرية.
2- فيلم "الفشل الآمن" (Fail Safe)
في العام نفسه، قدم سيدني لوميت المعروف بإخلاصه للواقعية الاجتماعية والسياسية فيلمه "الفشل الآمن" الذي جاء برؤية قاتمة وجادة. تدور أحداثه حول خلل تقني يؤدي إلى توجه قاذفة أميركية نحو الاتحاد السوفياتي، فيضطر الرئيس الأميركي (أدى دوره هنري فوندا) إلى اتخاذ قرارات مأساوية.
جسّد فوندا صراع رجل الدولة أمام كارثة محققة بأداء اتسم بالهدوء المأساوي والتماسك، عاكسا التوتر الداخلي بين ما هو إنساني وما هو وظيفي.
3- فيلم "لعبة الحرب" (The War Game)
قررت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" منع عرض الفيلم الوثائقي "لعبة الحرب" منذ عام 1966 حتى 1985، بسبب واقعيته الشديدة التي اعتُبرت مرعبة وغير مناسبة للبث التلفزيوني. ورغم ذلك، فاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، إلى جانب جائزتي بافتا.
على مدى 48 دقيقة فقط، استعرض الفيلم آثار الضربات النووية على مدينة "كنت" وسكانها، كاشفا زيف خطة الدفاع المدني البريطانية.
4- فيلم "اليوم التالي" (The Day After)
تناول فيلم "اليوم التالي" الذي عُرض عام 1983 مشاهد مؤثرة عن المحرقة النووية والإشعاع، وانهيار الخدمات العامة، وشاهده أكثر من 100 مليون شخص، وأدى إلى نقاشات سياسية حول فاعلية استخدام السلاح النووي.
5- فيلم "خيوط" (Threads)
أما فيلم "خيوط" (Threads) فتميز بواقعيته المرعبة إذ عرض آثار الحرب من وجهة نظر المواطنين العاديين بعيدا عن زوايا نظر السياسيين والعسكريين. فاز الفيلم بـ4 جوائز بافتا، ونال تقييما بلغ 7.9 نقاط على موقع IMDb.
6- فيلم "ميراكل مايل" (Miracle Mile)
ينتمي فيلم "ميراكل مايل" إلى التيار الرومانسي، ويحكي عن هاري (أنتوني إدواردز) الذي يكتشف مصادفة أن ضربة نووية ستستهدف لوس أنجلوس خلال ساعة واحدة.
يركز الفيلم على السباق مع الزمن، ويطرح تساؤلات الأولوية عند اقتراب النهاية: هل يجب إنقاذ العالم أم عيش ما تبقى من اللحظات مع من نحب؟ ويعكس هذا العمل التوتر النفسي والقلق الجمعي وسط تساؤلات فلسفية حادة.
7- فيلم "عندما تهب الرياح" (When the Wind Blows)
يُعد فيلم "عندما تهب الرياح" للمخرج جيمي تي. موراكامي، والمقتبس عن رواية مصورة صدرت عام 1982، من أبرز أفلام الرسوم المتحركة للكبار التي تناولت الحرب النووية.
يروي العمل قصة زوجين متقاعدين يحاولان اتباع التعليمات الحكومية استعدادا للحرب، لكنهما يعجزان عن فهمها فينتهي بهما الأمر إلى مصير مؤلم. يتميز "عندما تهب الرياح" بجمعه بين الرسم اليدوي وتقنية إيقاف الحركة، بالإضافة إلى شريط صوتي وأغانٍ مناهضة للحرب، مما خلق توازنا بين الحميمية والرعب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 19 ساعات
- الجزيرة
بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخيرا!
بعد 35 عاما من ترشيحه الأول لجائزة الأوسكار، سيحصل النجم الأميركي توم كروز أخيرا على الجائزة المرموقة في حفل توزيع الجوائز المزمع في 16 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بلوس أنجلوس كالعادة. فقد أعلنت الأكاديمية السينمائية أمس الثلاثاء أن كروز، ومصممة الرقصات ديبي ألين، ومصمم الإنتاج لفيلم "افعل الصواب" (Do The Right Thing) وين توماس، تم اختيارهم لجائزة الأوسكار الفخرية خلال الحفل السنوي المقبل. كما ستُكرَّم الممثلة والمغنية دوللي بارتون بجائزة جان هيرشولت الإنسانية تقديرا لعملها الخيري الممتد لعقود في مجالي محو الأمية والتعليم. وتُمنح هذه الجوائز للأفراد الذين قدموا إنجازات بارزة على مدار حياتهم المهنية، وساهموا في تطور فنون وعلوم السينما، وقدموا خدمات مميزة للأكاديمية، ويتم اختيارهم من قبل مجلس المحافظين في الأكاديمية. وقالت رئيسة الأكاديمية جانيت يانغ في بيان "سيحتفي حفل هذا العام بـ4 أشخاص أسطوريين، تركت مسيرتهم الاستثنائية والتزامهم بمجتمع صناعة الأفلام تأثيرا دائما". تاريخيا، لم يفز معظم الحاصلين على الجوائز الفخرية بجائزة أوسكار تنافسية. وقد رُشح كروز (62 عاما)، 4 مرات، مرتين لجائزة أفضل ممثل عن فيلمي "ولد في الرابع من يوليو" (Born on the Fourth of July) و"جيري ماغواير" (Jerry Maguire)، ومرة لجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم "ماغنوليا" (Magnolia)، ومرة لجائزة أفضل فيلم عن "توب غن: مافريك" (Top Gun: Maverick). وكان كروز من أبرز داعمي عرض الأفلام في صالات السينما والإنتاج السينمائي الضخم في هوليود خلال جائحة كورونا (كوفيد-19). أما ديبي ألين (العمر 75 عاما)، فلم يسبق لها التُرشّح لجائزة أوسكار. لكنها، بصفتها فنانة متعددة المواهب -إذ تعمل أيضا ممثلة ومنتجة- أدت دورا محوريا في الحفل السنوي، حيث أشرفت على تصميم الرقصات 7 مرات. وقد رُشِّحت 4 من هذه الحفلات لجائزة إيمي. كما لم يسبق أن رُشِّح وين توماس، أحد أبرز مصممي الإنتاج السينمائي، رغم أن العديد من أفلامه وصلت إلى ترشيحات أفضل فيلم، بل فازت إحداها، فيلم "عقل جميل" (A Beautiful Mind) للمخرج رون هاوارد. ويُعرف توماس بتعاونه الطويل مع المخرج سبايك لي، بدءا من "إنها بحاجة إلى ذلك" (She's Gotta Have It) و"مالكوم إكس" (Malcolm X) وحتى "الإخوة الخمسة" (Da 5 Bloods). أما دوللي بارتون، فقد رُشحت مرتين لجائزة أفضل أغنية أصلية، غير أن تكريمها هذا العام يهدف إلى الاحتفاء بجهودها الإنسانية عبر السنين، من خلال مؤسسات مثل "مؤسسة دوليود" وبرنامجها الأدبي "مكتبة خيال دوللي بارتون". وكان من بين المكرّمين في العام الماضي المنتج الراحل كوينسي جونز، ومنتجا أفلام "جيمس بوند" باربرا بروكولي ومايكل جي ويلسون، والمخرج ريتشارد كيرتس، ومديرة اختيار الممثلين جولييت تايلور.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
يوتيوب.. عملاق الفيديو الذي انطلق بـ"حديقة الحيوان"
موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت أحدث ثورة في عالم التواصل عبر الشبكة العنكبوتية، بما أتاحه من تبادل مواد الفيديو بين المستخدمين عبر العالم، ويحظى بنحو أربعة مليارات مشاهدة يوميا، كان له دور في ثورات الربيع العربي، وساهم في تغيير مفهوم سيادة الدول واحتكارها لوسائل الإعلام خصوصا المرئية منها. يتكرر حجبه في أكثر من دولة مثيرا جدلا حقوقيا وسياسيا وقانونيا. حمل أول فيديو رفع به اسم "أنا في حديقة الحيوان". في عام 2005 شهدت وسائل التواصل الاجتماعي مولودا جديدا أطلق عليه آباؤه اسم يوتيوب (YouTube)، وكعادة مواليد هذا العالم الافتراضي شبّ الوليد عن الطوق في زمن قياسي فارضا نفسه في هذا العالم الذي لا يكف عن الجديد كل يوم، فأصبح قبلة ناشري مقاطع الفيديو ومشاهديها على اختلاف اهتماماتهم ونوعياتهم وأعمارهم. تأسس يوتيوب من قبل ثلاثة موظفين سابقين في شركة باي بال (PayPal) عام 2005 في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، هم تشاد هرلي وستيف تشن وجاويد كريم. درس هرلي التصميم في جامعة إنديانا بولاية بنسيلفينيا، أما تشن وكريم فدرسا علوم الحاسوب في جامعة إلينوي. وأراد الثلاثة نشر فيديو لأصدقائهم فلم يجدوا في الإنترنت الأداة المناسبة، ومن ثم فكروا في إنشاء موقع يحل تلك المشكلة ومن ثم تمّ العمل على تصميم الموقع لبضعة أشهر. يعد الفيديو المرفوع من قبل جاويد كريم بعنوان "أنا في حديقة الحيوان" (Me at the zoo) أول فيديو وضع على موقع يوتيوب، وذلك في تاريخ 23 أبريل/نيسان 2005، ومدته 0:19 ثانية. وافتتح الموقع تجربيًّا في مايو/أيار 2005، وافتتح رسمياً بعد ستة أشهر. افتتح يوتيوب للعامة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2005، وأعلن مؤسسوه في يوليو/تموز 2006 أن موقعهم ترفع عليه أكثر من 65 ألف فيديو، ويمر به نحو مئة مليون مشاهد يوميا، مما يعني سرعة نمو هائلة. يحتل يوتوب المركز الثالث حسب إحصائيات موقع ألكسا بعد غوغل وفيسبوك. يوجد مقر يوتيوب في كاليفورنيا الأميركية. في أكتوبر/تشرين الأول 2006 اشترت شركة غوغل موقع يوتيوب مقابل 1.65 مليار دولار. وتنفق الشركة ملايين الدولارات بشكل دوري على الموقع، والاستفادة المادية الأساسية التي تجنيها مصدرها الإعلانات التي تظهر بجانب الفيديو أو تظهر داخل الفيديو نفسه. ولئن كانت غوغل لا تصرح بمعلومات محددة عن الأرباح والتكاليف المرتبطة بهذا الموقع، فإن مجلة فوربز المتخصصة في المال والأعمال قدرت دخل غوغل عبر يوتيوب بنحو 200 مليون دولار، مبرزة تطوّر المكاسب بشكل مستمر في عالم الإعلانات. ويربح موقع اليوتيوب ومنشئو المحتوى المختارون أرباحًا إعلانية من نظام غوغل أدسنس ( Google AdSense ) وهو برنامج يستهدف نشرالإعلانات وفقًا لمحتوى الموقع وتفضيلات الجمهور. ومع أن الغالبية العظمى من مقاطع الفيديو مجانية للمشاهدة، ولكن هناك استثناءات، بما في ذلك القنوات المدفوعة القائمة على الاشتراك، وتأجير الأفلام، بالإضافة إلى خدمات اليوتيوب ميوزيك واليوتيوب بريميم ، وهي خدمات اشتراك تقدم محتوى موسيقي وترفيهي متميز وخالي من الإعلانات. واستنادًا إلى عائدات الإعلانات ربع السنوية المبلغ عنها، يُقدر أن إيرادات يوتيوب السنوية من الإعلانات تبلغ 15 مليار دولار أمريكي. تقنية ولغات يستخدم يوتيوب تقنية "أدوبي فلاش" لتشغيل المقاطع المتحركة، وبلغ استهلاك يوتيوب من السعة الإلكترونية عام 2007 حجم ما استهلكته الشبكة العنكبوتية مجتمعة عام 2000، وهو ما يعتقد أنه يكلف مليون دولار يوميا. وواجهة يوتيوب متاحة بلغات متعددة بلغت 54 لغة من ضمنها الكتلانية والدانماركية والفنلندية واليونانية والنرويجية والسلوفينية، ويتنوع محتواه بين مقاطع الأفلام والتلفزيون، ومقاطع الموسيقى، والفيديو المنتج من قبل الهواة، وغيرها. لم يعد يوتيوب مجرد موقع لمشاهدة مقاطع الفيديو الطريفة أو لمشاهدة الأفلام والمسلسلات، بل أصبح مصدراً للأخبار، وفرض نفسه نوعا جديدا من الصحافة المرئية، وتستفيد منه وسائل الإعلام بعرض مقاطع الفيديو التي لم تتمكن شبكات مراسيلها من الحصول عليها, وتعتمد على يوتيوب مصدرا للأخبار في العديد من الحالات وخاصة صور الكوارث الطبيعية أو الكوارث البشرية، والاضطرابات السياسية، وغير ذلك من المقاطع التي أصبح بإمكان أي شخص تصويرها عبر هاتفه المحمول. ومن بين أكثر مقاطع الفيديو الإخبارية مشاهدةً تلك التي تعرض الكوارث الطبيعية أو الاضطرابات السياسية التي تتضمن عادةً مشاهد قاسية. وقد كانت مشاهد زلزال اليابان وموجة تسونامي هي الأكثر مشاهدةً على يوتيوب بين المقاطع التي تمت دراستها، إذ حظي بنسبة 5% من المشاهدات. وفي عام 2011، كانت الأحداث الإخبارية هي أكثر ما تم البحث عنه ضمن يوتيوب، وتضمنت هذه الأحداث زلزال اليابان ومقتل أسامة بن لادن. و39% من المقاطع الأكثر مشاهدةً كانت من إنتاج مواطنين عاديين، مقابل 51% للمؤسسات الإخبارية، وإن كان بعضها يعتمد على مقاطع فيديو لمستخدمين عاديين وليس لصحفيين، بينما جاءت 5% من المقاطع من مجموعات تجارية أو سياسية. وأعلن يوتيوب أن المستخدمين يرفعون أكثر من 72 ساعة إلى الموقع في كل دقيقة، كما يحقق أربعة مليارات مشاهدة يومياً. وحسب موقع كومسكور (comScore) المختص في أبحاث السوق، فإن يوتيوب هو الموقع الأول لعروض الفيديو في الولايات المتحدة، ومكّن مستخدميه في يناير/كانون الثاني 2009 من رفع 20 ساعة مشاهدة من الفيديو كل دقيقة، كما أصبح يحتل المرتبة الثالثة عالميا، حسب ألكسا، بعد غوغل و ياهو. وتختلف من سنة لأخرى مقاطع الفيديو التي تتصدر نسبة المشاهدة، وتتنوع ما بين مقاطع الموسيقى والإعلانات التجارية والبرامج التلفزية وغيرها. واعتبارًا من مايو 2019، كان هناك أكثر من 500 ساعة من المحتوى يتم تحميله على اليوتيوب كل دقيقة ومليار ساعة من المحتوى تتم مشاهدته على اليوتيوب يوميًا. قنوات بحسب دراسة نشرها مركز بو"Pew" للأبحاث، سرعان ما نشأت سريعا قنوات تلفزيونية على يوتيوب. وغيّرت التجربة سلوك شريحة واسعة من المشاهدين الذين هجروا التلفزيون ليتجهوا نحو شاشات أجهزتهم الإلكترونية. وإن كان لا يزال من الصعب على أي شخص امتلاك قناة على التلفزيون، لأن الشاشات الفضائية باهظة التكاليف، فإن ذلك أصبح ممكنا على يوتيوب، وأصبح هاجس هؤلاء هو كيفية استقطاب أكبر عدد من المشاهدين والمشتركين والاشتراكات في أقصر فترة ممكنة وكيف يحققون من خلال ذلك مصدرا مهما للدخل والربح. ولم يعد يوتيوب حكراً على مؤسسات إعلامية أو قنوات تلفزيونية فضائية, أو أشخاص مهتمين من الصحفيين وغيرهم, بل صار متاحاً لكل من يرغب في الحصول على موقع خاص به, ابتداء من كبار القادة والمسؤولين في العالم إلى عامة الناس بمختلف فئاتهم العمرية وخصوصاً الشباب منهم, لما يقوم به هذا الموقع من خدمات مميزة خصوصاً دوره البارز في أحداث العالم الأخيرة. وانخرط بعض الشباب العرب في التجربة مسجلين ثورة في مجال إنشاء القنوات الشبابية بأشكالها ومضامينها المختلفة. تتضمن بعضها ملامح من الواقع السياسي والاجتماعي القائم في بلدانهم بأسلوب ساخر وجذاب، وتعتمد معظم هذه القنوات في إنتاجها وتصويرها وتقديمها على العنصر الشبابي، وتناقش قضايا وموضوعات مختلفة ضمن قوالب مبتكرة تختلف عما ألفه المشاهد على الشاشة التقليدية، كما توظف أسلوبا خطابا شبابيا بلهجة عامية تجعله يصل بسهولة إلى أذهان المشاهدين بعيدا عن لغة الحوار التقليدية. انتقادات وحجب يقدم يوتيوب نفسه على أنه وسيلة سهلة لتبال مقاطع الفيديو، تسمح لعدد كبير من المستخدمين بنشر أفكارهم وتقديم أنفسهم للآخرين، إلا أن المضمون الذي يبثه المستخدمون يجعل هذه الأداة مفيدة في بعض الأحيان عندما تنشر المعارف والأخلاق، ورسالة مدمرة عندما تنشر العنصرية والبغضاء وما ينافي الأخلاق أحايين أخرى. ويأخذ المنتقدون على يوتيوب عدم وضعه عوائق تذكر أمام المضامين غير المقبولة، واكتفائه بتحذيرات يراد منها رفع الحرج الأخلاقي والقانوني أكثر مما يراد بها التدخل لصالح القانون والأخلاق، خاصة أن هذا الموقع لا يعطي فرصة استعراض اللقطات قبل نشرها. وورد نقد يوتيوب على مستويات عدة، من ذلك ما يتعلق بالملكية الفكرية التي لا يضع لها الموقع احتياطات كبيرة حسب المؤسسات المتضررة، إذ يكتفي بوضع إعلان "لا تحمل مقاطع من التلفزيون"، ورفعت ضد يوتيوب عدة دعاوى قضائية لهذا السبب، وانتهى الأمر إلى اتفاق بين هذا الموقع والمؤسسات التي تنشر الأفلام يقضي بنوع من التعاون يسمح لهذه المؤسسات بنشر بعض إنتاجها عبر يوتيوب. تعرض يوتيوب للحجب في دول عديدة منها الصين وإيران وتايلند وباكستان والمغرب وتركيا وغيرها، وفي تونس تم منع الموقع منذ أغسطس/آب 2007 بسبب الفيديوهات السياسية للأحزاب المعارضة للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وتؤلف نكتا ساخرة عنه. وتم رفع الحجب يوم 13 يناير/كانون الثاني 2011 قبل خلعه. كما واجه موقع اليوتيوب انتقادات بشأن بعض عملياته، بما في ذلك تعامله مع المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر المتضمن في مقاطع الفيديو المحملة، وخوارزميات توصياته التي تدعم مقاطع الفيديو التي تروّج لنظريات المؤامرة والأكاذيب، واستضافة مقاطع فيديو تستهدف الأطفال ظاهريًا ولكنها تحتوي على عنف أو ايحاءات جنسية. اختارت مجلة تايم (تايم) الأمريكية موقع يوتيوب على الإنترنت كشخصية هامة عام 2006 لدورهِ في إعطاء الفرصة لزواره في إنتاج المواد التي يعرضونها في الموقع.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النووية
لطالما كانت الحرب النووية موضوعا مرعبا يتجنبه معظم الناس، لكن مع تصاعد التوترات العالمية بات تصور احتمال اندلاعها مصدرا للقلق وموضوعا يثير الفضول في آن واحد. ولأن السينما سلطت الضوء مرارا على هذه التجربة، لا سيما خلال توترات الحرب الباردة في ثمانينيات القرن الماضي، نستعرض في ما يلي أبرز الأفلام التي حاول صنّاعها تجسيد هذا الكابوس الذي يهدد بفناء البشرية. وفي زمن لا تزال فيه الترسانات النووية قائمة، تدق هذه الأفلام ناقوس الذاكرة، مؤكدة أن الفناء ليس خرافة بل احتمال تقني داهم. إنها ليست مجرد أفلام عن الحرب، بل مرآة تعكس هشاشة الحضارة من جهة، ومن جهة أخرى تبرز قدرة الفن على صوغ المخاوف الجمعية في صور بصرية تهز الوجدان والضمير الإنساني. فإذا أردت مشاهدة السينما وهي تنبّهك بدلا من أن تسليك، فهذه القائمة لا بد أن تكون نقطة انطلاق: 1- فيلم "دكتور سترينغلوف" (Dr. Strangelove) من أبرز الأعمال في هذا السياق فيلم "دكتور سترينغلوف" من إخراج ستانلي كوبريك المعروف باستخدامه التركيبات البصرية المتقنة والزوايا الواسعة لإبراز هشاشة الشخصيات في مواجهة العالم. صدر الفيلم عام 1964 وترشح لـ4 جوائز أوسكار، كما حلّ في المرتبة 78 ضمن قائمة أفضل 250 فيلما في تاريخ السينما. تناول الفيلم فكرة الدمار المتبادل وعبثية سباق التسلح النووي بأسلوب ساخر اعتمد على الكوميديا السوداء والرمزية التي تعكس القلق الذكوري في عالم يوشك على الانفجار في ظل جنون المؤسستين السياسية والعسكرية. 2- فيلم "الفشل الآمن" (Fail Safe) في العام نفسه، قدم سيدني لوميت المعروف بإخلاصه للواقعية الاجتماعية والسياسية فيلمه "الفشل الآمن" الذي جاء برؤية قاتمة وجادة. تدور أحداثه حول خلل تقني يؤدي إلى توجه قاذفة أميركية نحو الاتحاد السوفياتي، فيضطر الرئيس الأميركي (أدى دوره هنري فوندا) إلى اتخاذ قرارات مأساوية. جسّد فوندا صراع رجل الدولة أمام كارثة محققة بأداء اتسم بالهدوء المأساوي والتماسك، عاكسا التوتر الداخلي بين ما هو إنساني وما هو وظيفي. 3- فيلم "لعبة الحرب" (The War Game) قررت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" منع عرض الفيلم الوثائقي "لعبة الحرب" منذ عام 1966 حتى 1985، بسبب واقعيته الشديدة التي اعتُبرت مرعبة وغير مناسبة للبث التلفزيوني. ورغم ذلك، فاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، إلى جانب جائزتي بافتا. على مدى 48 دقيقة فقط، استعرض الفيلم آثار الضربات النووية على مدينة "كنت" وسكانها، كاشفا زيف خطة الدفاع المدني البريطانية. 4- فيلم "اليوم التالي" (The Day After) تناول فيلم "اليوم التالي" الذي عُرض عام 1983 مشاهد مؤثرة عن المحرقة النووية والإشعاع، وانهيار الخدمات العامة، وشاهده أكثر من 100 مليون شخص، وأدى إلى نقاشات سياسية حول فاعلية استخدام السلاح النووي. 5- فيلم "خيوط" (Threads) أما فيلم "خيوط" (Threads) فتميز بواقعيته المرعبة إذ عرض آثار الحرب من وجهة نظر المواطنين العاديين بعيدا عن زوايا نظر السياسيين والعسكريين. فاز الفيلم بـ4 جوائز بافتا، ونال تقييما بلغ 7.9 نقاط على موقع IMDb. 6- فيلم "ميراكل مايل" (Miracle Mile) ينتمي فيلم "ميراكل مايل" إلى التيار الرومانسي، ويحكي عن هاري (أنتوني إدواردز) الذي يكتشف مصادفة أن ضربة نووية ستستهدف لوس أنجلوس خلال ساعة واحدة. يركز الفيلم على السباق مع الزمن، ويطرح تساؤلات الأولوية عند اقتراب النهاية: هل يجب إنقاذ العالم أم عيش ما تبقى من اللحظات مع من نحب؟ ويعكس هذا العمل التوتر النفسي والقلق الجمعي وسط تساؤلات فلسفية حادة. 7- فيلم "عندما تهب الرياح" (When the Wind Blows) يُعد فيلم "عندما تهب الرياح" للمخرج جيمي تي. موراكامي، والمقتبس عن رواية مصورة صدرت عام 1982، من أبرز أفلام الرسوم المتحركة للكبار التي تناولت الحرب النووية. يروي العمل قصة زوجين متقاعدين يحاولان اتباع التعليمات الحكومية استعدادا للحرب، لكنهما يعجزان عن فهمها فينتهي بهما الأمر إلى مصير مؤلم. يتميز "عندما تهب الرياح" بجمعه بين الرسم اليدوي وتقنية إيقاف الحركة، بالإضافة إلى شريط صوتي وأغانٍ مناهضة للحرب، مما خلق توازنا بين الحميمية والرعب.