logo
الشاعرة والإعلامية بروين حبيب: الإعلام التهم حصة كبيرة من الجانب الإبداعي عندي

الشاعرة والإعلامية بروين حبيب: الإعلام التهم حصة كبيرة من الجانب الإبداعي عندي

الدستور١١-٠٢-٢٠٢٥

نضال برقان
استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء الاثنين الماضي، الشاعرة والناقدة والإعلامية البحرينية الدكتورة بروين حبيب في لقاء بعنوان «شعر وأحاديث.. مع بروين حبيب»، بحضور عدد من الشعراء والكتاب والناشرين والمهتمين.
واستعرضت بروين، خلال اللقاء الذي أدارته الشاعرة وفاء جعبور، سيرتها الإبداعية في حقول الشعر والأدب والإعلام مبينة، أنها ترى نفسها في جميع الحقول التي تطل منها على الناس.
وأقرت بروين أن «الإعلام التهم حصة كبيرة من الجانب الإبداعي عندي»، كونه يحتاج استعداداً ذهنياً وبدنياً واجتماعياً، في حين أن الإبداع عزلة مع الذات، مؤكدة أنه «حين تحضر القصيدة لا نملك إلا الانقياد لأوامرها».
وأشارت إلى التقارب بين التجربة الإعلامية والإبداعية، فكلاهما مرتبط بالثقافة والكتابة.
وبينت أن «كل قصيدة تعتمد على العاطفة فقط هي تجربة مراهقة ساذجة، وكل قصيدة تعتمد على المعرفة فقط هي مقال فكري»، لذلك فهي ترى أن «الشعر لغة الروح، يُبنى على تجربة عاطفية أحياناً يؤطرها تراكم معرفي من خلال القراءات والتأمل، والجمع بينهما إلى حد التماهي حلم كل شاعر».
وأكدت وجود تجارب عربية تقترب من الاكتمال الشعري، كرحلة البحريني قاسم حداد مع التجريب الذي لا ينتهي، ومحمود درويش بقدرته الاستثنائية على الجمع بين الغنائية العالية والبناء الفكري للقصيدة والتأمل الفلسفي، وغيرهما.
وألقت بروين مجموعة من قصائدها الشعرية والتي منها: سرير يتيم، العاشقة، يوسف، في انتظار المستحيل، روح الروح، وحدهن الجميلات، الحزن أقوى، وكل شيء ينبغي أن يعاش مرة ثانية.
وجاء في مطلع قصيدة في انتظار المستحيل: «بَشِّرِي يَا خَالَتِي يَا أُمَّ جَاسِمْ/ بَشِّرِي هَلْ عَادَ طُرَّاقُ المَوَاسِمْ؟/ أَشْهُرٌ يَنْخُرُ فِي جِسْمِي الحَنِينْ/ وَأَنَا أَبْنِي عَلَى السَّيْفِ أَمَانِي/ مِثْلَمَا يَفْعَلُ كُلُّ الحَالِمِينْ/ أَرْتَجِي عَوْدَتَهُ لِلْبَيْتِ سَالِمْ/ وَيَعُدُّ الشَّوْقُ فِي قَلْبِي الثَّوَانِي/ إِنَّنِي أَحْمِلُ فِي بَطْنِي جَنِينْ/ يَشْتَكِي مِثْلِي لَهِيبَ الإِنْتِظَارْ/ آمِلًا أَنْ يُرْجِعَ البَحْرُ أَبَاهْ/ يَحْمِلُ اللُّؤْلُؤَ وَالحُبَّ مَغَانِمْ/ فَلَكَمْ تَغْدُرُ بِالحُلْمِ البِحَارْ!».
الدكتورة بروين حبيب هي شاعرة وكاتبة وخبيرة إعلامية بحرينية، ولدت عام 1969، وقد بدأت علاقتها بالكاميرا والجمهور في مرحلة مبكرة من حياتها، لتتجه بعدها للعمل في فضائية البحرين، ثم مذيعة في فضائية دبي. درست الأدب العربي في جامعة البحرين، ثم نالت شهادة الماجستير عام 1997 من جامعة عين شمس بالقاهرة، ثم شهادة الدكتوراه العام 2004 من معهد الدراسات في مصر عن دراسة بعنوان «لغة نص المرأة الشعري بالخليج».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشاعرة والإعلامية بروين حبيب: الإعلام التهم حصة كبيرة من الجانب الإبداعي عندي
الشاعرة والإعلامية بروين حبيب: الإعلام التهم حصة كبيرة من الجانب الإبداعي عندي

الدستور

time١١-٠٢-٢٠٢٥

  • الدستور

الشاعرة والإعلامية بروين حبيب: الإعلام التهم حصة كبيرة من الجانب الإبداعي عندي

نضال برقان استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء الاثنين الماضي، الشاعرة والناقدة والإعلامية البحرينية الدكتورة بروين حبيب في لقاء بعنوان «شعر وأحاديث.. مع بروين حبيب»، بحضور عدد من الشعراء والكتاب والناشرين والمهتمين. واستعرضت بروين، خلال اللقاء الذي أدارته الشاعرة وفاء جعبور، سيرتها الإبداعية في حقول الشعر والأدب والإعلام مبينة، أنها ترى نفسها في جميع الحقول التي تطل منها على الناس. وأقرت بروين أن «الإعلام التهم حصة كبيرة من الجانب الإبداعي عندي»، كونه يحتاج استعداداً ذهنياً وبدنياً واجتماعياً، في حين أن الإبداع عزلة مع الذات، مؤكدة أنه «حين تحضر القصيدة لا نملك إلا الانقياد لأوامرها». وأشارت إلى التقارب بين التجربة الإعلامية والإبداعية، فكلاهما مرتبط بالثقافة والكتابة. وبينت أن «كل قصيدة تعتمد على العاطفة فقط هي تجربة مراهقة ساذجة، وكل قصيدة تعتمد على المعرفة فقط هي مقال فكري»، لذلك فهي ترى أن «الشعر لغة الروح، يُبنى على تجربة عاطفية أحياناً يؤطرها تراكم معرفي من خلال القراءات والتأمل، والجمع بينهما إلى حد التماهي حلم كل شاعر». وأكدت وجود تجارب عربية تقترب من الاكتمال الشعري، كرحلة البحريني قاسم حداد مع التجريب الذي لا ينتهي، ومحمود درويش بقدرته الاستثنائية على الجمع بين الغنائية العالية والبناء الفكري للقصيدة والتأمل الفلسفي، وغيرهما. وألقت بروين مجموعة من قصائدها الشعرية والتي منها: سرير يتيم، العاشقة، يوسف، في انتظار المستحيل، روح الروح، وحدهن الجميلات، الحزن أقوى، وكل شيء ينبغي أن يعاش مرة ثانية. وجاء في مطلع قصيدة في انتظار المستحيل: «بَشِّرِي يَا خَالَتِي يَا أُمَّ جَاسِمْ/ بَشِّرِي هَلْ عَادَ طُرَّاقُ المَوَاسِمْ؟/ أَشْهُرٌ يَنْخُرُ فِي جِسْمِي الحَنِينْ/ وَأَنَا أَبْنِي عَلَى السَّيْفِ أَمَانِي/ مِثْلَمَا يَفْعَلُ كُلُّ الحَالِمِينْ/ أَرْتَجِي عَوْدَتَهُ لِلْبَيْتِ سَالِمْ/ وَيَعُدُّ الشَّوْقُ فِي قَلْبِي الثَّوَانِي/ إِنَّنِي أَحْمِلُ فِي بَطْنِي جَنِينْ/ يَشْتَكِي مِثْلِي لَهِيبَ الإِنْتِظَارْ/ آمِلًا أَنْ يُرْجِعَ البَحْرُ أَبَاهْ/ يَحْمِلُ اللُّؤْلُؤَ وَالحُبَّ مَغَانِمْ/ فَلَكَمْ تَغْدُرُ بِالحُلْمِ البِحَارْ!». الدكتورة بروين حبيب هي شاعرة وكاتبة وخبيرة إعلامية بحرينية، ولدت عام 1969، وقد بدأت علاقتها بالكاميرا والجمهور في مرحلة مبكرة من حياتها، لتتجه بعدها للعمل في فضائية البحرين، ثم مذيعة في فضائية دبي. درست الأدب العربي في جامعة البحرين، ثم نالت شهادة الماجستير عام 1997 من جامعة عين شمس بالقاهرة، ثم شهادة الدكتوراه العام 2004 من معهد الدراسات في مصر عن دراسة بعنوان «لغة نص المرأة الشعري بالخليج».

"شومان" تستضيف الشاعرة والإعلامية بروين حبيب
"شومان" تستضيف الشاعرة والإعلامية بروين حبيب

عمون

time١١-٠٢-٢٠٢٥

  • عمون

"شومان" تستضيف الشاعرة والإعلامية بروين حبيب

عمون - استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء الاثنين، الشاعرة والناقدة والإعلامية البحرينية الدكتورة بروين حبيب في لقاء بعنوان "شعر وأحاديث.. مع بروين حبيب"، بحضور عدد من الشعراء والكتاب والناشرين والمهتمين. واستعرضت بروين خلال اللقاء الذي أدارته الشاعرة وفاء جعبور؛ سيرتها الإبداعية في حقول الشعر والأدب والإعلام مبينة، أنها ترى نفسها في جميع الحقول التي تطل منها على الناس. وأقرت بروين أن "الإعلام التهم حصة كبيرة من الجانب الإبداعي عندي"، كونه يحتاج استعداداً ذهنياً وبدنياً واجتماعياً، في حين أن الإبداع عزلة مع الذات، مؤكدة أنه "حين تحضر القصيدة لا نملك إلا الانقياد لأوامرها". وأشارت إلى التقارب بين التجربة الإعلامية والإبداعية، فكلاهما مرتبط بالثقافة والكتابة. وبينت أن "كل قصيدة تعتمد على العاطفة فقط هي تجربة مراهقة ساذجة، وكل قصيدة تعتمد على المعرفة فقط هي مقال فكري"، لذلك فهي ترى أن "الشعر لغة الروح، يُبنى على تجربة عاطفية أحياناً يؤطرهاء تراكم معرفي من خلال القراءات والتأمل، والجمع بينهما إلى حد التماهي حلم كل شاعر". وأكدت وجود تجارب عربية تقترب من الاكتمال الشعري، كرحلة البحريني قاسم حداد مع التجريب الذي لا ينتهي،ء ومحمود درويش بقدرته الاستثنائية على الجمع بين الغنائية العالية والبناء الفكري للقصيدة والتأمل الفلسفي، وغيرهما. وألقت بروين مجموعة من قصائدها الشعرية والتي منها: سرير يتيم، العاشقة، يوسف، في انتظار المستحيل، روح الروح، وحدهن الجميلات، الحزن أقوى، وكل شيء ينبغي أن يعاش مرة ثانية. وجاء في مطلع قصيدة في انتظار المستحيل: بَشِّرِي يَا خَالَتِي يَا أُمَّ جَاسِمْ بَشِّرِي هَلْ عَادَ طُرَّاقُ المَوَاسِمْ؟ أَشْهُرٌ يَنْخُرُ فِي جِسْمِي الحَنِينْ وَأَنَا أَبْنِي عَلَى السَّيْفِ أَمَانِي مِثْلَمَا يَفْعَلُ كُلُّ الحَالِمِينْ أَرْتَجِي عَوْدَتَهُ لِلْبَيْتِ سَالِمْ وَيَعُدُّ الشَّوْقُ فِي قَلْبِي الثَّوَانِي إِنَّنِي أَحْمِلُ فِي بَطْنِي جَنِينْ يَشْتَكِي مِثْلِي لَهِيبَ الإِنْتِظَارْ آمِلًا أَنْ يُرْجِعَ البَحْرُ أَبَاهْ يَحْمِلُ اللُّؤْلُؤَ وَالحُبَّ مَغَانِمْ فَلَكَمْ تَغْدُرُ بِالحُلْمِ البِحَارْ! أما في قصيدة وحدَهُنَّ الجميلات! فجاء مطلعها: الجميلاتُ هنَّ البديناتُ وجهٌ بغَمّازتينِ يُرَفرِفُ فيه الفرَحْ بسمةُ الضَّوءِ مِن قمرٍ مُستديرٍ وبابٌ -إذا اليأسُ عَرْبَدَ بينَ الضّلوعِ- انْفَتَحْ البديناتُ: روحُ التَّفاؤلِ في جَسدِ المُستحيلْ يوغِلُ العَتْمُ .. يَلعبْنَ أو غَيْرَةٌ كَشَّرَتْ نابَها .. يَتضاحكْنَ هنَّ الفراشاتُ في خِفّةٍ يَتطايرْنَ غيرُ البديناتِ ظِلٌّ ثقيلْ! حيثما كنَّ يُزهِرُ لوزٌ ويَغرَقُ في عطرِه الياسمينْ يُغازِلُهُنَّ مُحِبُّ الحياةِ فيهمِسُ في غِبْطَةٍ: «أموتُ لتَعشَقَني يا سَمينْ» الدكتورة بروين حبيب هي شاعرة وكاتبة وخبيرة إعلامية بحرينية، ولدت عام 1969، وقد بدأت علاقتها بالكاميرا والجمهور في مرحلة مبكرة من حياتها، لتتجه بعدها للعمل في فضائية البحرين، ثم مذيعة في فضائية دبي. درست الأدب العربي في جامعة البحرين، ثم نالت شهادة الماجستير عام 1997 من جامعة عين شمس بالقاهرة، ثم شهادة الدكتوراه العام 2004 من معهد الدراسات في مصر عن دراسة بعنوان "لغة نص المرأة الشعري بالخليج". العمل الإعلامي لا يلخص السيرة المهنية لبروين حبيب، فهي أكاديمية وناقدة وشاعرة وكاتبة للأطفال وكاتبة مقال صحفي دائم. بدأت النشر في عامها الأول بالجامعة بعد أن شجعها الشاعر علوي الهاشمي على نشر خواطرها في صفحة حقيبة الأدب بمجلة «هنا البحرين»، ثم تطورت تجربتها من كتابة الخواطر إلى كتابة الشعر. وقد تقلدت عددا من المناصب الثقافية في الجامعة حيث كانت رئيسة لنادي المسرح الجامعي، وعضوة بجمعية اللغة العربية، ومسؤولة الإذاعة بالجامعة وفي الأخير رئيسة اللجنة الثقافية لنادي خريجي الجامعة. ووسط كل هذا، تحوّلت بروين من التمثيل إلى الشعر، ثم بكالوريوس في الأدب العربي والتربية، في جامعة البحرين، وماجستير في الأدب العربي والدراسة الأسلوبية في شعر نزار قباني من جامعة عين شمس في القاهرة، وهي حاصلة كذلك على درجة الدكتوراه في النقد الأدبي ودراسة في «لغة نص المرأة الشعري بالخليج» من عام 1975م إلى عام 2004م من جامعة الدول العربية في جمهورية مصر العربية. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات على المستوى الوطني والعربي والعالمي وهي عضوة في العديد من اللجان منها: عضوة أسرة الأدباء والكتاب في البحرين، وفي اللجنة الإعلامية لمؤتمر النقد الادبي بجامعة البحرين، وعضوة في الملتقى الأهلي الثقافي في البحرين وعضوة مؤسس في جمعية البحرين لرعاية المتخلفين عقلياً، وعضوة مؤسسة للجنة الثقافية لنادي خريجي جامعة البحرين، وعضوة لجنة تقييم الجمعيات الطلابية بجامعة البحرين، وعضوة في نادي دبي للصحافة، عضوة في لجنة تحكيم مهرجان القاهرة للإعلام العربي، وعضوة لجان تحكيم مرة أخرى مهرجان القاهرة للإعلام العربي في السادس عشر من ديسمبر عام 2010م، وعضو لجنة أساليب تحديث تعليم اللغة العربية في مبادرة ميثاق.

قرابة الحبر أقوى من قرابة الدم وأتوقع الخلود في قلوب قرائي
قرابة الحبر أقوى من قرابة الدم وأتوقع الخلود في قلوب قرائي

الدستور

time٠٩-١١-٢٠٢٤

  • الدستور

قرابة الحبر أقوى من قرابة الدم وأتوقع الخلود في قلوب قرائي

الشارقة – نضال برقانأكدت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، شخصية العام الثقافية للدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، سعادتها بالمحبة الكبيرة التي كسبتها من جمهورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها خلقت علاقة مباشرة بين الكاتب والقارئ.وقالت: «كسبت الكثير من المحبة، وأتوقع أنني سأخلد في قلوب قرائي، لأنهم سيذكرون أنني أحببتهم بصدق ودون سؤال». لكنها في الوقت نفسه كشفت عن خسارتها الكثير من الكتب والراحة بسبب العالم الافتراضي، مشيرة إلى أن هذا العالم لم يعد يسمح لها بالكتابة بالنفس الطويل والمتواصل الذي أبدعت به «ذاكرة الجسد»؛ لأن الحياة مع وسائل التواصل أصبحت مختلفة تماماً عما كانت في السابق.جاء ذلك في لقاء مع الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، أجابت خلاله عن سؤال الجلسة «هل وسائل التواصل تخدم الإبداع أم تغتاله؟»، وحاورتها فيه الإعلامية الدكتورة بروين حبيب.وفي حديثها عن العلاقة المتشابكة بين الإبداع والخصوصية، تطرقت الروائية أحلام مستغانمي إلى جانب آخر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتها الأدبية والشخصية؛ إذ أكدت قائلة: «أنشر ما هو في متناول الجميع، وأتحاشى الصور الاستعراضية التي تجعل قارئي يشعر باختلافي عنه، فالقارئ يحب كاتباً بالذات لأنه يشبهه لا لأنه يبهره، ذلك دور النجوم». وأشارت إلى أن القارئ لا يرى دائماً الصورة بعين الكاتب، مستشهدة بصورة شاركتها من شرفة منزلها بإطلالة على البحر، فرأى القراء في ذلك المنظر محفزاً للإبداع، لترد قائلة: «الكاتب لا يحتاج إلى إطلالة على منظر جميل، بل إلى مكان يطلّ فيه على نفسه، يحتاج إلى نظرة صادقة في أعماق النفس، فأعظم الأعمال الإبداعية كتبت في السجون لأنها تأتي من تأمل الداخل».وأضافت مستغانمي أن الكاتب في الماضي كان يحتفظ بمسافة مع قارئه، الذي لم يكن يهتم بالتفاصيل الشخصية، كالوضع المالي أو نمط حياة الكاتب، وهل هو يعيش ما يكتبه أم حياته تخالف كتاباته، مستشهدة برواية «البؤساء» التي لم يتدخل فيها القارئ بحياة فيكتور هوغو الذي كان ثرياً. أما الآن، في زمن وسائل التواصل الاجتماعي فإن القارئ، كما عبّرت مستغانمي، «يتلصص ويتجسس، يريد أن يتأكد إلى أي حد يشبه الكاتب كتاباته» بعد أن أتاحت له وسائل التواصل اختراق خصوصيته، وإمكانية الحكم عليه مع كل منشور.وتحدثت مستغانمي عن أعظم مسؤولية يتحملها الكاتب، وهي كسب ثقة القراء، مشيرة إلى أنها تزن كلماتها بعناية وتفكر ملياً في خطواتها؛ لأن الثقة التي تُبنى عبر الزمن يمكن أن تُفقد في لحظة واحدة. وأكدت عمق هذا التحدي قائلة: «أصعب شيء أن تكون عند حسن ظن الأموات، فالحي يمكنك أن تعتذر له، لكن من مات وأخطأت في حقه، لا يمكنك تصحيح خطأك معه». وأضافت: «إن احترام ذكرى الأموات من الكتاب الذين عرفناهم، وعدم استباحة إرثهم هو واجب أخلاقي».وتطرقت مستغانمي إلى الجانب الإيجابي من تواجدها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أتاح لها ذلك التعرّف على من تتوجّه إليهم بعد أن كانت تكتب سابقاً لقارئ مجهول، مما جعل «سجلها العائلي» الأدبي يضم الملايين، معتبرة أن «قرابة الحبر أقوى من قرابة الدم». إلا أن هذا القرب وهذه «القرابة» أوجدت لها واجبات جديدة؛ إذ يستنجد بها بعضهم لمشاركة تفاصيل مؤلمة وشخصية من حياتهم، فهي هنا لتقديم «الإسعافات الأولية» لمن يستنجد بها، برغم العبء النفسي الذي يتركه على حياتها.وأشارت مستغانمي إلى مقولاتها التي أصبحت متداولة على وسائل التواصل، موضحة أنها لم تتعمد إعداد تلك العبارات، بل إنها تكتب بتلقائية ودون تخطيط لأن تصبح جملها «مانشيتات» أو مقولات أيقونية. وقالت: «منذ (ذاكرة الجسد) شرع القراء بأخذ جمل من رواياتي وتحويلها إلى عبارات هي خلاصة فكرة أو تجربة، وهي مقولات تعيش لأنها تشبه القارئ وتلامسه في حقيقته».واستشهدت بتجربة الشاعر نزار قباني الذي قال لصديق تعجّب من رؤية ما سطّر من جمل عند قراءته لذاكرة الجسد: «أسطّر الجمل التي كتبتني فيها أحلام»، معتبرةً أن هذه المقولات التي يستخدمها العشاق وأصحاب القضايا هي التي كتبتهم فيها، وهو ما سيمنحها حياة أطول.وتحدثت مستغانمي عن واحدة من أبرز سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتعرض الكاتب لتحريف أقواله أو تنسب إليه أقوال لغيره لم يقلها وصرحت بقولها: «أفضِّل أن تُنسب أقوالي لشخص آخر على أن يُنسب لي ما لم أقله». واستذكرت مستغانمي في هذا الشأن حادثة طريفة عندما اكتشفت أن إحدى عباراتها عن أزمة المثقف قد نُسبت إلى الأديب الإنجليزي الشهير شكسبير، وهو ما لا يمكن أن يكون لأن موضوع المثقف لم يكن مطروحاً في زمانه. وهذا يبرز مدى التشويش الذي يمكن أن يحدث عبر هذه المنصات؛ لأن معظم القراء يستمدون معلوماتهم من الإنترنت لا من الكتب.وأوضحت الكاتبة الجزائرية أن هناك من ينسب إليها إعلان الحرب على الرجال، لتتوالى الشائعات ويبدأ البعض بتصديقها، قائلة: «للأسف، العالم الافتراضي ينصب الكمائن للكاتب مستبيحاً حياته كيفما شاء كخبر زواجي خمس مرات. آخرها فتى في سن أولادي، طبعاً لأن الصورة كانت مع ابني وبرغم أني تزوجت مرة واحدة ما زالت الشائعة تصادفني في المواقع».وحول نظرتها للفائدة المادية من وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد عدد المتابعين، أكدت مستغانمي أن الاستفادة المادية لم تكن يوماً هاجساً لها، رغم أنها تعيش في «زمن الأرقام» حيث يُستثمر كل شيء. وعبّرت بوضوح قائلة: «لا أترفع عن المكاسب والمال، لكن لكل مكسب مقابل. عليك أن تختاري: هل تقدمين حساباً للتاريخ أم لحسابك المصرفي؟ هل تريدين الخلود أم مكسباً فورياً؟» وأشارت إلى أن بعض الشركات المشهورة قدمت لها عروضاً مغرية، لكنها ككاتبة لا يمكنها أن تساوم على اسمها مقابل عقد أو ربح سريع.وأضافت مستغانمي: «يقال ليس للمال رائحة، لكنه يفسد رائحة كل شيء، فما بالك حين يختلط بالأدب». وأوضحت أنها لا تلوم المشاهير والنجوم والإعلاميين الذين يركّزون على اللحظة الحالية، غير معنيين بما سيكتب عنهم، شخصياً يصيبني الرعب من التاريخ، وخسرت الكثير من أجل أن أكسب تاريخي».وأضافت مستغانمي: «قد أسعد ببعض العروض المالية أحياناً، لكن ضميري أقسى عليّ من أعدائي، فأحاسب نفسي كل يوم وكأنني عدوة نفسي». وتابعت بأنها موجودة لتمنح جمهورها شيئاً حقيقياً لا لتأخذ منهم شيئاً، وذكرت موقفاً مؤثراً عندما كتبت لها قبل سنوات إحدى المتابعات: «ليس لي بعد الله إلا أنت». فراحت تسأل عنها وكانت السيدة من غزة، منذ ذلك الحين، شعرت أنها مسؤولة عن الرد والتواصل معها، واستمرت في الوقوف إلى جانبها لسنوات، إيماناً بأن الرسالة الحقيقية تكمن في العطاء الصادق.وأوضحت أنها مسكونة بالهم العربي، مما جعلها تتابع منصة «إكس» (تويتر سابقاً) أكثر من غيرها، إذ ترى فيها الوسيلة الأسرع والأهم لمتابعة آخر الأخبار، التي تخصّ نبض الواقع العربي، حتى إنها تستيقظ أحياناً ليلاً لترى فيها ما قد يكون قد حدث أثناء نومها. مشيرة إلى أن الهمّ العربي لا يفارقها ككاتبة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store