
الدورة الرابعة لـ "أسبوع القاهرة للصورة".. حكايات عن "اكتشاف المشهد"
لسبعة أيام في أجواء مايو شديدة الحرارة، استضافت منطقة وسط البلد بالقاهرة فعاليات الدورة الرابعة من "أسبوع القاهرة للصورة (CPW)"، والذي نظمته مؤسسة "فوتوبيا" تحت شعار "اكتشاف المشهد" تحت رعاية وزارتي السياحة والآثار والثقافة وهيئة تنشيط السياحة.
وبمشاركة مجموعة من المصورين المحليين والدوليين المحترفين، إلى جانب مؤسسات دولية مرموقة مثل World Press Photo، وVogue، وNational Geographic، وGetty Images، ظهر أكثر من 20 معرضًا فرديًا وجماعيًا في 14 موقعًا مختلفا.
وأهدى منظمو الفعاليات الدورة الرابعة من "أسبوع القاهرة للصورة" إلى صمود الشعب الفلسطيني، كما صُمم جدار تذكاري يضم أسماء 230 شهيدا من الصحفيين والمصورين ممن فقدوا حياتهم منذ بدء الحرب في غزة، وهي القائمة التي قدمتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين، كما أنتج التعاون مع سامي الرميان رئيس لجنة "التصوير من أجل الإنسانية" في تنظيم معرضا لدعم المصورين الفلسطينيين.
وبخلاف المعارض، تضمن برنامج "أسبوع القاهرة للصورة" أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل وعروضًا توضيحية مباشرة، بمشاركة خبراء وفنانين عالميين، وذلك بالتعاون مع عدد من السفارات، منها الهولندية، والإيطالية، والإسبانية، والفرنسية، والسويسرية، والدنماركية، إلى جانب المركز الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي.
"الديناصور".. الاحتفاء بحياة المصور ياسر علوان في مصر
تقديرا لمسيرته الإبداعية، استضاف أسبوع القاهرة للصورة معرض "الديناصور" تكريما لذكرى المصور الراحل ياسر علوان، والذي تضمن أكثر من ثلاثين صورة تمثل جزءا من أرشيف المصور العراقي- الأمريكي، والذي يضم مئات الصور التي التقطها بعدسته منذ انتقاله إلى مصر والتي عاش فيها أكثر من ثلاثين عاما، عمل خلالها في تدريس التصوير الفوتوغرافي في عدد من المؤسسات التعليمية المرموقة منها الجامعة الألمانية حتى وفاته عام 2022.
وكان المصور الراحل قد حصل على ماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، وعرضت صوره الفوتوغرافية في القاهرة، نيويورك، فرانكفورت، سان فرانسيسكو، لندن، كانتربري، وأبوظبي. كما استضافت جامعة نيويورك أبوظبي معرضًا لأعماله خلال العام الأكاديمي 2011-2012، وقدم عدد من الكتب منها: "حرية الظهور" و"الأعوام الذهبية للسينما المصرية"، و"تخيل مصر: صور لينيت ولاندروك"، و"الصرخة" و"مرآة أم نافذة: كيف تفك شفرة الصورة الفوتوغرافية".
ومن خلال أعماله، كان المصور ياسر علوان يحاول تأويل التاريخ ويشتبك مع التراث الذي ينتمي إليه مصورون مثل فيلكس تينارد وفرانسيس فيرث وصموئيل بورن، ويعمل كذلك على تغيير هذا التراث.
وفي منتصف التسعينيات من القرن العشرين، كان يزور الأسواق الشعبية وبائعي الكتب في القاهرة، حيث اشترى مطبوعات وأفلامًا فوتوغرافية قديمة تعود أغلبها إلى عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وهي مجموعة تقدم طيفًا واسعًا للحياة اليومية في مصر خلال العقود التي سبقت ثورة 1952، وهي المجموعة التي أطلق عليها اسم "عكاسة".
عن المعرض، ذكرت منسقته نادية منير أن الفنان الراحل ياسر علوان يمتلك أرشيفا ضخما "وهو صاحب مدرسة خاصة في التصوير الفوتوغرافي فقد كان يصور بكاميرات عادية غير رقمية "أنالوج"، وكانت صوره بالأبيض والأسود، وفي اختيارنا للأعمال من مجموعته ركزنا على الصور المطبوعة بالفعل وحصلنا عليها من خلال التعاون مع أسرته".
وأضافت في تصريحات صحفية: "اخترنا أن يركز المعرض على أربعة أفكار رئيسية تحت كل منها مجموعة تمثلها، فهناك مجموعة مراهنات سباق الخيل التي كان مهتم بتصويرها، والمجموعة الثانية هي صور العمال في الشارع وأصحاب المهن الخاصة في القاهرة مثل عمال المحاجر والمدابغ، وتضم المجموعة الثالثة مشاهد من شوارع القاهرة، أما المجموعة الرابعة فهي شديدة التميز وغير معتادة في المعارض وتضم مجموعة صور للأصدقاء والعائلة والذين كانت تجمعهم بالفنان ياسر علوان علاقة وطيدة وهي بذلك ترتبط بفكرة المعرض بشكل كبير لأنها تظهر الحب والتقدير الدائم الذي يجمع بين الأهل والأصدقاء مهما مر الوقت وكيف استطاع ياسر علوان أن يُشرك كل من حوله في عالمه الخاص بالتصوير".
وتجد نادية منير أنها كمصورة وكمنسق للمعرض تشعر بمسؤولية كبيرة في تعاملها مع أرشيف ياسر علوان، كما أن شعورا كبيرا بالافتقاد كان يتملكها وهي تمسك بالصور والأفلام الخاصة به، لكنها أيضا كمصورة استطاعت أن تضع تصنيفا يعبر عن أعماله المقدمة خاصة الجزء الخاص بالأسرة والأصدقاء لأنه غير معتاد في المعارض، وهو ما أكد عليه أيضا اسم المعرض "الديناصور" وهو الاسم الذي أطلقه عليه أطفال أصدقاء ياسر علوان عليه لأنه اعتاد أن يلعب معهم لعبة الديناصور فيجعل نفسه مثل الديناصور الكبير الذي يجري خلف الديناصورات الصغيرة ويحاول الإمساك بهم.
كما أشارت مروة أبو ليلة، منظمة "أسبوع القاهرة للصورة"، إلى أن الفنان الراحل ياسر علوان صاحب بصمة مميزة في الصور التي التقطها من قلب الشارع المصري وتعبر عن واقع الحياة وتنوع المجتمع "ومن خلال معرض "ديناصور" حاولنا أن نقدم في أسبوع القاهرة للصورة لفتة تكريم وتقدير لفنان ساهم في تشكيل الهوية البصرية في الثقافة المعاصرة".
"صاحبة الجلالة".. معرض يوثق تاريخ الصور الصحفية في مصر
في احتفاء بأهمية ودور التصوير الفوتوغرافي في الصحافة المصرية، كان معرض "صاحبة الجلالة"، الذي قدم ضمن فعاليات الدورة الرابعة لـ "أسبوع القاهرة للصورة" توثيقا بصريا لتاريخ الصورة الصحفية، وأهم اللحظات التي التقطتها عدسات المصورين الصحفيين خلال أحداث تاريخية فارقة في تاريخ مصر.
واستعرض "صاحبة الجلالة" صورا صحفية على مدار أكثر من 80 عاما، بداية من فترة أربعينيات القرن العشرين، وحتى الوقت الحالي، وأهم المحطات التي مر بها والصور التي تعد أيقونات في الصحافة المصرية بسبب رصدها بشكل صادق للحظات هامة وفارقة في تاريخ مصر.
كما عرض الصور الصحفية المصرية التي فازت في مسابقة world press photo ومنها مجموعة صور اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات التي التقطها المصور مكرم جاد الكريم والذي اختارته مجلة "باري ماتش" كأحد أهم عشرة مصورين في القرن العشرين، وصور محمد اللو في عام 2011 والذي انفرد بصورة محاكمة الرئيس الراحل حسني مبارك. كما ضم المعرض صورا نادرة ومنها صورة لعودة موكب المحمل أيام الملكية تعود لعام 1946، وصورة أخرى لآخر محمل خرج من مصر أثناء عرضها للشعب في الأزهر قبل سفرها عام 1962.
أيضا، قدم المعرض مجموعة من الصور للمصورين الأجانب الذين غطوا فعاليات في مصر خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين. مثل مايك نلسون، ونوربرت شيلر منها صور زيارة محمد على كلاي لمصر في التسعينيات، وصورة لحراسة الرئيس الأسبق حسني مبارك وهم يدفعون شخصا خلال محاولته تقديم طلبا للرئيس مبارك.
كما ضم المعرض لقطات نادرة في تاريخ الرياضة المصرية في فترة الأربعينيات وحتى الثمانينيات، مثل صورة عادل مبارز لحسن شحاتة لاعب الزمالك وهو يرتدي فانلة الأهلي بينما محمود الخطيب يرتدى فانلة الزمالك لإبراز الروح الرياضية بين الفريقين، وصورة الخطيب وهو يطير في الهواء والتي تعتبر لقطة نادرة بسبب بطء سرعة الكاميرات في ذلك الوقت. ومن بداية الألفية، قدم المعرض صورا هامة لثورة 25 يناير 2011، ومنها صورة المدرعة الشهيرة لطارق وجيه، وصورة مكتبة الإسكندرية.
ومن المشاركين في المعرض المصورين، أحمد يوسف، فتحي حسين، محمد بدر، محمد لطفي، محمد عبد الرحمن، محمد عبد الغني، إميل كرم، خالد الفقي، شوقي مصطفى، رشاد القوصي، راندا شعث، عمرو عبد الله دالش، خالد دسوقي، عمرو نبيل، فاروق إبراهيم، عبد الناصر النوري، أحمد جمعة، مصعب الشامي، رحاب الدليل، حازم جودة، أحمد بدوي، أنطوان ألبير، أحمد ناجي دراز، هبة خميس، نجدي إبراهيم، فريد قطب، حسين فتحي حسين، أميرة مرتضى، محمد بدوي، محمد سماحة، منى شرف، سليمان العطيفي، وجمال هلال.
وقال المصور الصحفي القائم على إعداد الصور بالمعرض، الدكتور عمرو نبيل مؤسس شعبة المصورين بنقابة الصحفيين: "بدأت فكرة تنظيم معرض يقدم تاريخ التصوير الصحفي في مصر ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للصورة منذ حوالي 6 أشهر بمبادرة من مؤسسة فوتوبيا مروة أبو ليلة، وكان لدينا أكثر من رؤية تنفيذية".
وأضاف في تصريحات صحفية: "اتفقنا على التواصل مع أسر أساتذة التصوير الصحفي ممن فارقوا الحياة، وتوجيه دعوة للمصورين الذين غطوا بعدساتهم فترة هامة في تاريخ مصر، ومنهم الأستاذ عبد الوهاب السهيتي وهو من أهم المصورين في فترة الثمانينيات والذين قدموا من خلال صورهم انفرادات هامة، وكذلك المصور الكبير حسام دياب من خلال صوره وأرشيف والده المصور الكبير حسن دياب -المصور الخاص للرئيس جمال عبد الناصر- كما تواصلنا مع نقابة الصحفيين لطلب إعارة 17 صورة من مقتنيات النقابة، وهي الصور التي تظهر مشانق دنشواى، والرؤساء محمد نجيب وعبد الناصر، والزعيم سعد زغلول، وهي مجموعة أيقونية، كذلك تواصلنا مع مؤسسة أخبار اليوم لعرض مجموعة هامة من الصور الأرشيفية".
وتابع: "تقدم كل صور المعرض رؤيا تاريخية صادقة عن مصر؛ فمثلا صور علاء الدين عبد النبي لضحايا الباخرة سالم إكسبرس عام 1991، والناجون وهم يلفون أنفسهم بالبطاطين من البرد القارص فوق سطح البحر يمكن ربطها بالصورة التي التقطها تحت الماء بعد سنوات طويلة المصور الشاب فادي عزت لنفس الباخرة الغارقة وقد غطتها الطحالب وحولها الغطاسين في جولة غطس؛ فالصورتين بجانب بعضهما يعيدا هذا الحدث الهام مرة أخرى للذاكرة ويظهران تأثيره بعد أكثر من ثلاثة عقود على وقوعه".
وأوضحت هبة خميس منسقة المعرض إلى أن "تاريخ الصحافة المصرية طويل جدا وثري ولعبت فيه الصورة دورا كبيرا؛ لهذا لم نتبع الحقب الزمنية في تنسيق المعرض لكن ركزنا على شكل تغطية الصور الصحفية لأحداث هامة وفارقة في تاريخ مصر بكل محافظاتها"، مشيرة إلى أن "كل حائط في المعرض بمثابة صفحة من جريدة، وشعر زائر المعرض كما لو أنه داخل جولة في جريدة تذكيرا بتجربة اندثرت في عصر التكنولوجيا؛ فمثلا كانت الصفحة الأخيرة من المطبوعات المصرية تحتوي دائما على صورة تحكي قصة مميزة وخفيفة وليست خبرا".
وأضافت في تصريحات صحفية: "خلال التحضير للمعرض تعاوننا مع الأساتذة المصورين حسام دياب وفريد قطب لتجميع أرشيف رواد التصوير الصحفي في مصر من الحقب القديمة مثل محمد يوسف مؤسس أول قسم تصوير صحفي في مصر عام 1944؛ فقبلها كانت الجرائد تتعاون مع الاستديوهات للتصوير وهي الفترات التي تم جمع صور منها، أيضا عثرنا على أول صورة صحفية تنشر في جريدة الأهرام عام 1881".
وأكدت أن المعرض ساعد الجيل الجديد على فهم تاريخ الصورة الصحفية وتطورها، كما يسهم في خلق حالة من التبادل الثقافي والمعرف، مستعرضًا كيف تعاملت الصحف المصرية مع الصورة منذ أول صورة نشرت في "الأهرام" عام 1888، وكيف تغيرت أساليب تقديم الصور في مختلف الصفحات.
"كرة القدم".. معرض فوتوغرافي يحتفي بجوهر اللعبة التي يعشقها الملايين
في أحد الفناءات النابضة بالحياة استقر معرض "كرة القدم" مرحبا بالزوّار في عالم اللعبة الحقيقي "الشوارع"، حيث تعيش كرة القدم بروحها الخام وغير المفلترة. وقد جاء المعرض كمساهمة في برنامج يحتفي بالإبداع في المنطقة بتنظيم من Digitent World وMiddle East Archive، مع عرض خاص للمصورة الضيفة أمينة زاهر.
جمع المعرض أرشيفًا بصريًا غنيًا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، إلى جانب بورتريهات مؤثرة للاعبين دوليين بعدسة زاهر. حيث شكّلت هذه الأعمال معًا قصة واحدة وقوية حول كيف تتجاوز كرة القدم الحدود والخلفيات واللغات لتوحّدنا جميعًا.
هنا، تحولت الجدران الخرسانية إلى لوحات فنية، بينما يُعيد الجرافيتي إحياء أمثال شعبية نعرفها جميعًا، وتعلّق القمصان في الهواء كأعلام لانتصارات منسية. وفي القلب، تقف كرة قدم مجسّمة وعاكسة كتمثال يكرّم كل طفل ركل الكرة في زقاق، حالمًا بشيء أعظم. ليصير المعرض ليس مجرد احتفاء بالرياضة، بل هو تذكير ببداياتها المتواضعة، وبقوتها في جمع الناس، ومكانتها في القصص اليومية.
وأشارت مروة أبو ليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة "فوتوبيا"، القائمة على تنظيم المعرض إلى أن كرة القدم "واحدة من الموضوعات التي تلتقط فيها عدسة الكاميرا لحظات لا تنسى لبدايات من الطموح والأمل في الشوارع قبل أضواء الملاعب والجمهور الصاخب".
وقالت: "في الشوارع تبدأ الأحلام، وتسجل الكاميرا لقطات تؤكد الإيمان بأن كل شيء ممكن، وهو ما نؤكد عليه أيضا من خلال الاحتفاء بأبطال من الأطفال والشباب بدون مأوى استطاعوا تحقيق إنجازات عظيمة ويستحقون أن يحصلوا على فرصة للاحتفال بهم".
"موسم من مسلسلاتنا".. معرض يحتفي بنجوم الدراما المصرية
في احتفاء بنجوم الدراما المصرية، أقيم معرض "موسم من مسلسلاتنا"، والذي قدم مجموعة من البوسترات لعدد من الأعمال الدرامية التي عرضت في السنوات الأخيرة وبورتريهات للنجوم المشاركين فيها، مثل "رسالة الإمام محمد ابن إدريس الشافعي"، "إخواتي"، "مسار إجباري"، "مفترق طرق"، "ساعته وتاريخه"؛ وغيرها من الأعمال الدرامية التي التُقطت بعدسة عائشة الشبراوي وأحمد هيمن، في تحية بصرية لصناعة الدراما المصرية ونجومها.
وقالت المصورة عائشة الشبراوي إن فكرة المعرض تعود إلى مروة أبو ليلة، مؤسس أسبوع القاهرة للصورة، مشيرة إلى أنها اختارت الأعمال المشاركة بالتعاون مع هبة معاذ- منسقة المعرض- من بين العديد من بوسترات الأعمال الدرامية التي تستحق تسليط الضوء عليها، وحرصت على أن تكون كل صورة تمثل روح العمل الفني.
وأضافت الشبراوي أن "موسم من مسلسلاتنا" المعرض الأول لها منذ ثماني سنوات، مشيرة إلى سعيها الدائم لالتقاط إحساس الشخصية وروحها من خلال الصورة، مؤكدة أن المخرجين أصبحوا يولون أهمية كبيرة للبُوستر كواجهة أولى للعمل قبل طرحه للجمهور.
وأكد المصور أحمد هيمن على حرصه أثناء العمل على إظهار "روح الشخصية" التي يقدمها الفنان، بحيث تعكس الصورة طبيعة العمل الفني نفسه، مشيرًا إلى أنه يخوض عدة جلسات عمل مع فريق العمل والمخرج، ويقرأ السيناريو جيدًا قبل تنفيذ البوستر للوصول إلى الشكل النهائي الذي يخدم الرؤية الفنية.
وأضاف أن منسقة المعرض هبة معاذ كانت مسؤولة عن اختيار أماكن العرض وتنسيق الصور والإضاءة، إلى جانب اختيار الفكرة العامة للمعرض، وأنه إلى جانب عرض أعماله في المعرض فهو يشارك في عدد من الفعاليات والجلسات النقاشية خلال أسبوع القاهرة للصورة.
من جانبها، أوضحت منسقة المعرض هبة معاذ أن هناك غنى بصري واضح في بوسترات الدراما الحديثة، مما أتاح فرصة للاحتفاء بكل من الأعمال القديمة والحديثة وليس التراثية فقط؛ مشيرة إلى أن اختيار الأعمال المعروضة تأثر بمساحة المكان المتاحة، ما استدعى تنسيقًا دقيقًا بين الأعمال، فتم تقسيم المساحة بين الشبراوي وهيمن، مع الحرص على تقديم "حكاية بصرية" متكاملة، وليس فقط عرض البوسترات كصور ثابتة، مؤكدة على أهمية مكان العرض والإضاءة في إبراز الأعمال، حيث تُعد هذه العناصر من العوامل الحاسمة في نجاح تجربة الزائر داخل المعرض.
سخرت من الاستعمار.. أكثر من 20 ألف زائر لمعرض نيرمين همام "وتيكو"
كان معرض "Wetico/ وتيكو" للفنانة الفوتوغرافية نيرمين همام واحدا من أكثر المعارض الذي تم زيارته خلال الدورة الرابعة من "أسبوع القاهرة للصورة" من الجمهور العام ومن المتخصصين، حيث تعدى الـ20 ألف زائر من كل الأعمار. ربما جاء ذلك لكونه يقدم سخرية من الإستعمار في كل أشكاله على مر العصور بشكل مختلف عن باقي المعارض التي قدمها أسبوع الصورة.
نرمين همامهي فنانة فوتوغرافية مقيمة في القاهرة، وتعرف بأعمالها المركبة التي تمزج بين التصوير الفوتوغرافي والتقنيات التصويرية المستوحاة من الرسم، وتتطرق في أعمالها الي موضوعات الهوية، والإدراك، والسلطة من خلال إعادة تخيّل الصور وتحويلها إلى لوحات بصرية غنية بالرموز.
تلقت نيرمين تدريبها غي مجال صناعة الأفلام في كلية "تيش" للفنون بجامعة نيويورك، وهو ما أثري خلفيتها السينمائية بشكل كبير على ممارستها الفوتوغرافية، حيث تتجلي في تسلسلات سردية تشبه المشاهد السينمائية تستوحي أعمالها من شخصيات مثل أندريه تركوفسكي وإنجمار بيرجمان، وغالبا ما تصور شخصيات في حالات انتقالية أو هشة، كاشفة عن البني العاطفية والمجتمعية المستترة، حيث تتحدي أعمالها الصورة النمطية من خلال إعادة صياغة الرموز الثقافية وتقديم أعمال بصرية مركبة تستحضر رموزا قديمة وتتصدي لتوترات معاصرة في آن واحد.
وفي تصريحات، قالت الفنانة نيرمين همام إن "وتيكو" أو "فيروس العقل للجنون الجماعي" هو المفهوم الراديكالي عند أهل أمريكا الأصليين للقوة الدافعة للجنون الجمعي والدمار، وهو مفهوم منتشر حاليا في مختلف أنحاء العالم "ومن بداية نشأة وتيكو من الثقافات الألجونكية بما في لك Cree و Ojibwe متمثلا في روح شريرة أو مرض نفسي طفيلي معدي يتملك ويسطيرعلى العقل البشري، ويحول الإبداع إلي دمار، ويستبدل التعاطف بجوع لا يشبع، يظهر أولئك الين أصابهم وتيكو أنانية شديدة وجشعا وشره للإستهلاك، كما هو الحال في حالات نادرة من أكلي لحوم البشر، أو مجازيا من خلال إستغلال موارد الأخرين والأرض وكلك روح الشعوب".
وأضافت: "وتيكو ليست مجرد أسطورة ولكنها عدسة تشخيصية لفهم أنماط التدمير الذاتي للبشرية، إنه يزدهر في الإغتراب لإقناع الأفراد والمجتمعات بأن الهيمنة أمر طبيعي والإستهلاك تقدم، بعد تجربتي في القاهرة، بدأتُ أرى أوجه تشابه بين الصور الأسطورية للفنانين المراسلين في الغرب الأمريكي المتوحش -مثل فريدريك ريمينجتون وتشارلز ماريون راسل- وتأثير المجتمع الدولي في العالم العربي. في كلتا الحالتين، استُخدمت الصور شديدة التأثير على نطاق واسع لتبرير العدوان".
وتابعت: "بالاستناد إلى هذه التشابهات، أردتُ ابتكار عمل فني يعكس ملاحظاتي ويتحدى مفاهيمنا المسبقة. يلعب الفن دورًا مهمًا في تقديرنا لتفاصيل الثقافة والمعتقدات. كما يُمكن للفن أن يُوصل طرقًا لتفكيك هذه التفاصيل. ومثال واضح على ذلك الدعاية الإخبارية، إذا غيّرنا عنصرًا واحدًا في صورة ما، فقد يؤثر ذلك على قراءتنا الكاملة للمشهد. وبالمثل، إذا استبدلنا عنصرًا بآخر، يُمكن إعادة سرد قصة".
وأشارت "تتكون السلسلة من تسع عشرة صورة مركبة، مقسمة إلى لوحات استشراقية وأخرى غربية أمريكية. كانت الخطوة الأولى هي اختيار اللوحات التي أردت استخدامها، والتي تم إقرانها بعد ذلك بصور إخبارية معاصرة جُمعت من الإنترنت لإنشاء صورة متماسكة ذات سرد جوهري، بتعديل العنصرين، تتغير قراءة الصورة بأكملها".
بعد حصول 6 من المشاركين على جوائز
"سرد".. قصص مختلفة عن الحرب في فلسطين والحنين للأسرة وانتكاسة التعافي من الإدمان
في ختام أسبوع القاهرة للصورة (CPW) تم الإعلان عن المشروعات الفائزة في معرض "سرد"، الذي أقيم هذا العام تحت شعار "استكشاف السرد من خلال التصوير الفوتوغرافي والصوت"، وتنافست في مسابقته عشر مشروعات من مصر ولبنان والأردن وفلسطين والمغرب والعراق، تعرض قصصا فوتوغرافية توثق مشاهد وقضايا من مصر والمنطقة العربية، بعدسات مصورين محترفين وناشئين، واستخدم للمرة الأولى هذا العام الصوت كأحد العناصر المكملة للصورة؛ ما يمنح المشروع المقدم بعدا أكثر عمقا وتأثيرا، ويخلق تجربة متعددة الطبقات للمشاهد.
وفارت مشروعات "حرق قش الأرز في مصر" عبد الحمن أبو ليلة، و"رصد هدم المقابر التاريخية في القاهرة" دعاء عادل، و"رياضة كرة القدم النسائية في المغرب" إيمان دجميل، و"التغيرات التي تحدث على المدينة" محمود طلعت، و"تأثير مرض الألزهايمر" مصطفى الشامي، و"فقدان الفلسطينيين لأطرافهم بسبب العدوان الإسرائيلي" نضال رحمي.
وخلال الإعلان عن الجوائز أشار المنظمون إلى أنه "تستحق الكثير من الأحداث وتفاصيل الحياة حولنا توثيقها، وعدسة الكاميرا حينما تلتقط صورة فهي تنقل من خلالها تحولات الأماكن والأحداث، وما يشعر به البشر وتكشفه ملامح وجوههم؛ لهذا فالصورة وثيقة تاريخية هامة وشديدة الصدق، وهذا العام تلقينا أكثر من 150 مشاركة من مصورين من مصر والدول العربية، وتم اختيار 10 منها لتقديمها في المعرض، وهناك دول تشارك للمرة الأولى مثل العراق".
ويقول فارس زيتون منسق معرض "سرد" وضيف شرف الدورة الرابعة للمعرض: " يعتبر الصوت أحد العناصر الهامة في اختيار الأعمال، ولا نعني بالصوت الموسيقى فحسب، فأحد المشروعات استخدم أصوات طائرات الدرونز للتعبير عن الحرب في غزة، ومشروع آخر استخدم الشعر؛ لذلك كان مناسبة الصوت للفكرة إلى جنب قوتها من العناصر الأساسية في اختيار الأعمال المشاركة في "سرد".
وأضاف أن مهنة المنسق في المعرض تركز على ضمان وصول قصص المصورين للجمهور بشكل واضح وهو ما يعني التعامل مع كل تفاصيل الأعمال المشاركة بداية من اختيار عدد الصور المشاركة في كل مشروع، وصولا إلى مناسبتها لمكان العرض، وقد تعاون في تنسيق المشروع مع زميله إبراهيم بهاء؛ فمعرض "سرد" هذا العام يقام في Stand Alone Villa والتي ظلت مهجورة لسنوات؛ لذلك اخترنا عدم ترميم الجدران أو دهانها مثلا لتعبر عن فكرة الحرب الموجودة في أحد المشروعات، أو الحنين للأسرة أو التجارب الشخصية، كما قررنا أن يكون استخدام الصوت من خلال سماعات شخصية حتى لا تتداخل الأصوات في المشروعات معا ونضمن تجربة خاصة ومتكاملة للحضور.
"زيتون "الذي تم اختياره كضيف شرف "سرد" هذا العام شارك بمشروع "I have been there" "كنت هناك" والذي يحكي من خلال الصورة تجربة الانتكاسة من التعافي من الإدمان، وهي الفكرة التي بدأت في أحد ورش التصوير عام 2017.
وقال المصور الفلسطيني نضال رحمي أنه مقيم في مصر منذ عام ونصف وبعمل على مشروعه الخاص بتوثيق استهداف القوات الإسرائيلية للفلسطينيين منذ تسع سنوات رصد خلالها تزايد أعداد الفلسطينيين ليس القتلى فحسب، لكن كذلك من يفقدون أطرافهم حتى وصل إلى ما يزيد عن عشرة آلاف شخص ورغم ذلك يستمرون في حياتهم وهم نموذجا للصمود الفلسطيني.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ يوم واحد
- البوابة
شابة مصرية.. من شغف الخرز إلى العالمية
لم تكن جود بن حليم فتاةً عادية وهي تصنع الأساور في ركن صغير بمنزلها في القاهرة، كانت تحمل في عينيها وهجًا يسبق عمرها، وشغفًا يرفض الاكتفاء بالهواية، في سن السابعة عشرة، حين كان معظم أقرانها يتخبطون في اختياراتهم، كانت جود تبني ملامح حلمه الأول مع والدتها رنا العزم، فأسستا معًا علامة مجوهرات حملت اسمهما. من شغف الخرز إلى العالمية جود، ذات الأصول الليبية والسورية والمولودة في مصر، لم تدرس تصميم المجوهرات، بل السينما، لكنها آمنت بأن الإبداع لا تحده شهادة، ولا يقيّده مسار تقليدي، وبينما كانت تصوغ حكاياها بالكاميرا في الجامعة الأمريكية، وجدت أن قصتها الأجمل تُحكى بالمعادن، وبألوان الحجارة المصبوبة يدويًا، بدأت من المنزل، برأسمال لا يتعدى 650 دولارًا، وكانت ترد على الرسائل، وتغلف القطع، وتوصل الطلبات بنفسها. لم تملك وقتها سوى الحلم، ومساندة أم مؤمنة، ومهارة فنية استثنائية. شاركت في معرض للحرف اليدوية، فباعت كل القطع في يوم واحد. حينها فقط، أدركت أن ما بين يديها ليس مشروعًا صغيرًا، بل بذرة لعلامة فاخرة، جود لم تتوقف عند حدود السوق المحلي، بل صنعت خطا بصريًا خاصًا بها، يمزج بين الجرأة الشرقية والهندسة الحديثة، ومجوهراتها مصنوعة من النحاس المطلي بالذهب والفضة، مزينة براتنجات ملونة بعناية، وتحمل نقوشًا عربية بأسلوب معاصر، وكانت ترفض تقديم مجموعات موسمية تقليدية، وتطلق تصاميمها فقط عندما تشعر بالإلهام، لا بناءً على ضغط السوق. في حديثها لمجلة 'Vogue' العالمية قالت: 'أنا لا أصمم من أجل البيع، بل من أجل قول شيء. كل قطعة عندي هي فكرة تُلبس، وصوت يُرى.'، ومنذ البداية، اختارت أن يكون لعلامتها رسالة أبعد من الجمال، فوظفت نساء من خلفيات مهمشة في استوديوها بالقاهرة، ودربتهن على الحرف، وقدمت لهن الفرص التي حُرمن منها، وبالنسبة لها، المجوهرات ليست فقط للزينة، بل أداة لتمكين النساء، ومنصة لإحياء التراث اليدوي في زمن التكنولوجيا. وفي أقل من عقد، وصلت تصاميم جود إلى خزانة كيندال جينر وكريسي تيجن وفانيسا هادجنز، وافتتحت ثلاثة متاجر في مصر، إلى جانب متجر إلكتروني يشحن إلى مختلف دول العالم، وأُدرج اسمها على قائمة 'فوربس الشرق الأوسط' لـ'30 تحت الثلاثين' لعام 2023، لكن رغم ذلك، لا تهدف جود للانتشار الكمي، بل للتميز النوعي، وتقول بثقة: 'لا أريد متاجر في كل زاوية، أريد قطعًا تروي قصصًا في كل زاوية.' واليوم، رغم نمو شركتها وتحقيق مبيعات بمئات آلاف الدولارات سنويًا، تفضل جود الإبقاء على شركتها صغيرة، مرنة، وخلاقة، وتعتبر التصميم عالمًا حرًا، ترفض فيه القوالب الجامدة، وتؤمن بأن الفن لا يُقاس بعدد الفروع، بل بعمق الأثر، وجود بن حليم ليست فقط مصممة مجوهرات، بل نموذج لامرأة شابة كسرت التوقعات، ومزجت بين الفن وريادة الأعمال، وأثبتت أن النجاح لا ينتظر الوقت المناسب، بل يُصنع حين تؤمن بأن شغفك يستحق المجازفة. ومن بين ضوضاء السوق، وازدحام العلامات التجارية، بقيت جود وفية لنفسها، ولفكرتها الأولى، تلك التي وُلدت بين يدَي فتاة في السابعة عشرة، تحمل خرزًا، وتحلم بالعالم. IMG_2405 IMG_2404 IMG_2403 IMG_2402 IMG_2401 IMG_2400


البوابة
منذ 2 أيام
- البوابة
الدورة الرابعة لـ "أسبوع القاهرة للصورة".. حكايات عن "اكتشاف المشهد"
لسبعة أيام في أجواء مايو شديدة الحرارة، استضافت منطقة وسط البلد بالقاهرة فعاليات الدورة الرابعة من "أسبوع القاهرة للصورة (CPW)"، والذي نظمته مؤسسة "فوتوبيا" تحت شعار "اكتشاف المشهد" تحت رعاية وزارتي السياحة والآثار والثقافة وهيئة تنشيط السياحة. وبمشاركة مجموعة من المصورين المحليين والدوليين المحترفين، إلى جانب مؤسسات دولية مرموقة مثل World Press Photo، وVogue، وNational Geographic، وGetty Images، ظهر أكثر من 20 معرضًا فرديًا وجماعيًا في 14 موقعًا مختلفا. وأهدى منظمو الفعاليات الدورة الرابعة من "أسبوع القاهرة للصورة" إلى صمود الشعب الفلسطيني، كما صُمم جدار تذكاري يضم أسماء 230 شهيدا من الصحفيين والمصورين ممن فقدوا حياتهم منذ بدء الحرب في غزة، وهي القائمة التي قدمتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين، كما أنتج التعاون مع سامي الرميان رئيس لجنة "التصوير من أجل الإنسانية" في تنظيم معرضا لدعم المصورين الفلسطينيين. وبخلاف المعارض، تضمن برنامج "أسبوع القاهرة للصورة" أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل وعروضًا توضيحية مباشرة، بمشاركة خبراء وفنانين عالميين، وذلك بالتعاون مع عدد من السفارات، منها الهولندية، والإيطالية، والإسبانية، والفرنسية، والسويسرية، والدنماركية، إلى جانب المركز الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي. "الديناصور".. الاحتفاء بحياة المصور ياسر علوان في مصر تقديرا لمسيرته الإبداعية، استضاف أسبوع القاهرة للصورة معرض "الديناصور" تكريما لذكرى المصور الراحل ياسر علوان، والذي تضمن أكثر من ثلاثين صورة تمثل جزءا من أرشيف المصور العراقي- الأمريكي، والذي يضم مئات الصور التي التقطها بعدسته منذ انتقاله إلى مصر والتي عاش فيها أكثر من ثلاثين عاما، عمل خلالها في تدريس التصوير الفوتوغرافي في عدد من المؤسسات التعليمية المرموقة منها الجامعة الألمانية حتى وفاته عام 2022. وكان المصور الراحل قد حصل على ماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، وعرضت صوره الفوتوغرافية في القاهرة، نيويورك، فرانكفورت، سان فرانسيسكو، لندن، كانتربري، وأبوظبي. كما استضافت جامعة نيويورك أبوظبي معرضًا لأعماله خلال العام الأكاديمي 2011-2012، وقدم عدد من الكتب منها: "حرية الظهور" و"الأعوام الذهبية للسينما المصرية"، و"تخيل مصر: صور لينيت ولاندروك"، و"الصرخة" و"مرآة أم نافذة: كيف تفك شفرة الصورة الفوتوغرافية". ومن خلال أعماله، كان المصور ياسر علوان يحاول تأويل التاريخ ويشتبك مع التراث الذي ينتمي إليه مصورون مثل فيلكس تينارد وفرانسيس فيرث وصموئيل بورن، ويعمل كذلك على تغيير هذا التراث. وفي منتصف التسعينيات من القرن العشرين، كان يزور الأسواق الشعبية وبائعي الكتب في القاهرة، حيث اشترى مطبوعات وأفلامًا فوتوغرافية قديمة تعود أغلبها إلى عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وهي مجموعة تقدم طيفًا واسعًا للحياة اليومية في مصر خلال العقود التي سبقت ثورة 1952، وهي المجموعة التي أطلق عليها اسم "عكاسة". عن المعرض، ذكرت منسقته نادية منير أن الفنان الراحل ياسر علوان يمتلك أرشيفا ضخما "وهو صاحب مدرسة خاصة في التصوير الفوتوغرافي فقد كان يصور بكاميرات عادية غير رقمية "أنالوج"، وكانت صوره بالأبيض والأسود، وفي اختيارنا للأعمال من مجموعته ركزنا على الصور المطبوعة بالفعل وحصلنا عليها من خلال التعاون مع أسرته". وأضافت في تصريحات صحفية: "اخترنا أن يركز المعرض على أربعة أفكار رئيسية تحت كل منها مجموعة تمثلها، فهناك مجموعة مراهنات سباق الخيل التي كان مهتم بتصويرها، والمجموعة الثانية هي صور العمال في الشارع وأصحاب المهن الخاصة في القاهرة مثل عمال المحاجر والمدابغ، وتضم المجموعة الثالثة مشاهد من شوارع القاهرة، أما المجموعة الرابعة فهي شديدة التميز وغير معتادة في المعارض وتضم مجموعة صور للأصدقاء والعائلة والذين كانت تجمعهم بالفنان ياسر علوان علاقة وطيدة وهي بذلك ترتبط بفكرة المعرض بشكل كبير لأنها تظهر الحب والتقدير الدائم الذي يجمع بين الأهل والأصدقاء مهما مر الوقت وكيف استطاع ياسر علوان أن يُشرك كل من حوله في عالمه الخاص بالتصوير". وتجد نادية منير أنها كمصورة وكمنسق للمعرض تشعر بمسؤولية كبيرة في تعاملها مع أرشيف ياسر علوان، كما أن شعورا كبيرا بالافتقاد كان يتملكها وهي تمسك بالصور والأفلام الخاصة به، لكنها أيضا كمصورة استطاعت أن تضع تصنيفا يعبر عن أعماله المقدمة خاصة الجزء الخاص بالأسرة والأصدقاء لأنه غير معتاد في المعارض، وهو ما أكد عليه أيضا اسم المعرض "الديناصور" وهو الاسم الذي أطلقه عليه أطفال أصدقاء ياسر علوان عليه لأنه اعتاد أن يلعب معهم لعبة الديناصور فيجعل نفسه مثل الديناصور الكبير الذي يجري خلف الديناصورات الصغيرة ويحاول الإمساك بهم. كما أشارت مروة أبو ليلة، منظمة "أسبوع القاهرة للصورة"، إلى أن الفنان الراحل ياسر علوان صاحب بصمة مميزة في الصور التي التقطها من قلب الشارع المصري وتعبر عن واقع الحياة وتنوع المجتمع "ومن خلال معرض "ديناصور" حاولنا أن نقدم في أسبوع القاهرة للصورة لفتة تكريم وتقدير لفنان ساهم في تشكيل الهوية البصرية في الثقافة المعاصرة". "صاحبة الجلالة".. معرض يوثق تاريخ الصور الصحفية في مصر في احتفاء بأهمية ودور التصوير الفوتوغرافي في الصحافة المصرية، كان معرض "صاحبة الجلالة"، الذي قدم ضمن فعاليات الدورة الرابعة لـ "أسبوع القاهرة للصورة" توثيقا بصريا لتاريخ الصورة الصحفية، وأهم اللحظات التي التقطتها عدسات المصورين الصحفيين خلال أحداث تاريخية فارقة في تاريخ مصر. واستعرض "صاحبة الجلالة" صورا صحفية على مدار أكثر من 80 عاما، بداية من فترة أربعينيات القرن العشرين، وحتى الوقت الحالي، وأهم المحطات التي مر بها والصور التي تعد أيقونات في الصحافة المصرية بسبب رصدها بشكل صادق للحظات هامة وفارقة في تاريخ مصر. كما عرض الصور الصحفية المصرية التي فازت في مسابقة world press photo ومنها مجموعة صور اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات التي التقطها المصور مكرم جاد الكريم والذي اختارته مجلة "باري ماتش" كأحد أهم عشرة مصورين في القرن العشرين، وصور محمد اللو في عام 2011 والذي انفرد بصورة محاكمة الرئيس الراحل حسني مبارك. كما ضم المعرض صورا نادرة ومنها صورة لعودة موكب المحمل أيام الملكية تعود لعام 1946، وصورة أخرى لآخر محمل خرج من مصر أثناء عرضها للشعب في الأزهر قبل سفرها عام 1962. أيضا، قدم المعرض مجموعة من الصور للمصورين الأجانب الذين غطوا فعاليات في مصر خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين. مثل مايك نلسون، ونوربرت شيلر منها صور زيارة محمد على كلاي لمصر في التسعينيات، وصورة لحراسة الرئيس الأسبق حسني مبارك وهم يدفعون شخصا خلال محاولته تقديم طلبا للرئيس مبارك. كما ضم المعرض لقطات نادرة في تاريخ الرياضة المصرية في فترة الأربعينيات وحتى الثمانينيات، مثل صورة عادل مبارز لحسن شحاتة لاعب الزمالك وهو يرتدي فانلة الأهلي بينما محمود الخطيب يرتدى فانلة الزمالك لإبراز الروح الرياضية بين الفريقين، وصورة الخطيب وهو يطير في الهواء والتي تعتبر لقطة نادرة بسبب بطء سرعة الكاميرات في ذلك الوقت. ومن بداية الألفية، قدم المعرض صورا هامة لثورة 25 يناير 2011، ومنها صورة المدرعة الشهيرة لطارق وجيه، وصورة مكتبة الإسكندرية. ومن المشاركين في المعرض المصورين، أحمد يوسف، فتحي حسين، محمد بدر، محمد لطفي، محمد عبد الرحمن، محمد عبد الغني، إميل كرم، خالد الفقي، شوقي مصطفى، رشاد القوصي، راندا شعث، عمرو عبد الله دالش، خالد دسوقي، عمرو نبيل، فاروق إبراهيم، عبد الناصر النوري، أحمد جمعة، مصعب الشامي، رحاب الدليل، حازم جودة، أحمد بدوي، أنطوان ألبير، أحمد ناجي دراز، هبة خميس، نجدي إبراهيم، فريد قطب، حسين فتحي حسين، أميرة مرتضى، محمد بدوي، محمد سماحة، منى شرف، سليمان العطيفي، وجمال هلال. وقال المصور الصحفي القائم على إعداد الصور بالمعرض، الدكتور عمرو نبيل مؤسس شعبة المصورين بنقابة الصحفيين: "بدأت فكرة تنظيم معرض يقدم تاريخ التصوير الصحفي في مصر ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للصورة منذ حوالي 6 أشهر بمبادرة من مؤسسة فوتوبيا مروة أبو ليلة، وكان لدينا أكثر من رؤية تنفيذية". وأضاف في تصريحات صحفية: "اتفقنا على التواصل مع أسر أساتذة التصوير الصحفي ممن فارقوا الحياة، وتوجيه دعوة للمصورين الذين غطوا بعدساتهم فترة هامة في تاريخ مصر، ومنهم الأستاذ عبد الوهاب السهيتي وهو من أهم المصورين في فترة الثمانينيات والذين قدموا من خلال صورهم انفرادات هامة، وكذلك المصور الكبير حسام دياب من خلال صوره وأرشيف والده المصور الكبير حسن دياب -المصور الخاص للرئيس جمال عبد الناصر- كما تواصلنا مع نقابة الصحفيين لطلب إعارة 17 صورة من مقتنيات النقابة، وهي الصور التي تظهر مشانق دنشواى، والرؤساء محمد نجيب وعبد الناصر، والزعيم سعد زغلول، وهي مجموعة أيقونية، كذلك تواصلنا مع مؤسسة أخبار اليوم لعرض مجموعة هامة من الصور الأرشيفية". وتابع: "تقدم كل صور المعرض رؤيا تاريخية صادقة عن مصر؛ فمثلا صور علاء الدين عبد النبي لضحايا الباخرة سالم إكسبرس عام 1991، والناجون وهم يلفون أنفسهم بالبطاطين من البرد القارص فوق سطح البحر يمكن ربطها بالصورة التي التقطها تحت الماء بعد سنوات طويلة المصور الشاب فادي عزت لنفس الباخرة الغارقة وقد غطتها الطحالب وحولها الغطاسين في جولة غطس؛ فالصورتين بجانب بعضهما يعيدا هذا الحدث الهام مرة أخرى للذاكرة ويظهران تأثيره بعد أكثر من ثلاثة عقود على وقوعه". وأوضحت هبة خميس منسقة المعرض إلى أن "تاريخ الصحافة المصرية طويل جدا وثري ولعبت فيه الصورة دورا كبيرا؛ لهذا لم نتبع الحقب الزمنية في تنسيق المعرض لكن ركزنا على شكل تغطية الصور الصحفية لأحداث هامة وفارقة في تاريخ مصر بكل محافظاتها"، مشيرة إلى أن "كل حائط في المعرض بمثابة صفحة من جريدة، وشعر زائر المعرض كما لو أنه داخل جولة في جريدة تذكيرا بتجربة اندثرت في عصر التكنولوجيا؛ فمثلا كانت الصفحة الأخيرة من المطبوعات المصرية تحتوي دائما على صورة تحكي قصة مميزة وخفيفة وليست خبرا". وأضافت في تصريحات صحفية: "خلال التحضير للمعرض تعاوننا مع الأساتذة المصورين حسام دياب وفريد قطب لتجميع أرشيف رواد التصوير الصحفي في مصر من الحقب القديمة مثل محمد يوسف مؤسس أول قسم تصوير صحفي في مصر عام 1944؛ فقبلها كانت الجرائد تتعاون مع الاستديوهات للتصوير وهي الفترات التي تم جمع صور منها، أيضا عثرنا على أول صورة صحفية تنشر في جريدة الأهرام عام 1881". وأكدت أن المعرض ساعد الجيل الجديد على فهم تاريخ الصورة الصحفية وتطورها، كما يسهم في خلق حالة من التبادل الثقافي والمعرف، مستعرضًا كيف تعاملت الصحف المصرية مع الصورة منذ أول صورة نشرت في "الأهرام" عام 1888، وكيف تغيرت أساليب تقديم الصور في مختلف الصفحات. "كرة القدم".. معرض فوتوغرافي يحتفي بجوهر اللعبة التي يعشقها الملايين في أحد الفناءات النابضة بالحياة استقر معرض "كرة القدم" مرحبا بالزوّار في عالم اللعبة الحقيقي "الشوارع"، حيث تعيش كرة القدم بروحها الخام وغير المفلترة. وقد جاء المعرض كمساهمة في برنامج يحتفي بالإبداع في المنطقة بتنظيم من Digitent World وMiddle East Archive، مع عرض خاص للمصورة الضيفة أمينة زاهر. جمع المعرض أرشيفًا بصريًا غنيًا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، إلى جانب بورتريهات مؤثرة للاعبين دوليين بعدسة زاهر. حيث شكّلت هذه الأعمال معًا قصة واحدة وقوية حول كيف تتجاوز كرة القدم الحدود والخلفيات واللغات لتوحّدنا جميعًا. هنا، تحولت الجدران الخرسانية إلى لوحات فنية، بينما يُعيد الجرافيتي إحياء أمثال شعبية نعرفها جميعًا، وتعلّق القمصان في الهواء كأعلام لانتصارات منسية. وفي القلب، تقف كرة قدم مجسّمة وعاكسة كتمثال يكرّم كل طفل ركل الكرة في زقاق، حالمًا بشيء أعظم. ليصير المعرض ليس مجرد احتفاء بالرياضة، بل هو تذكير ببداياتها المتواضعة، وبقوتها في جمع الناس، ومكانتها في القصص اليومية. وأشارت مروة أبو ليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة "فوتوبيا"، القائمة على تنظيم المعرض إلى أن كرة القدم "واحدة من الموضوعات التي تلتقط فيها عدسة الكاميرا لحظات لا تنسى لبدايات من الطموح والأمل في الشوارع قبل أضواء الملاعب والجمهور الصاخب". وقالت: "في الشوارع تبدأ الأحلام، وتسجل الكاميرا لقطات تؤكد الإيمان بأن كل شيء ممكن، وهو ما نؤكد عليه أيضا من خلال الاحتفاء بأبطال من الأطفال والشباب بدون مأوى استطاعوا تحقيق إنجازات عظيمة ويستحقون أن يحصلوا على فرصة للاحتفال بهم". "موسم من مسلسلاتنا".. معرض يحتفي بنجوم الدراما المصرية في احتفاء بنجوم الدراما المصرية، أقيم معرض "موسم من مسلسلاتنا"، والذي قدم مجموعة من البوسترات لعدد من الأعمال الدرامية التي عرضت في السنوات الأخيرة وبورتريهات للنجوم المشاركين فيها، مثل "رسالة الإمام محمد ابن إدريس الشافعي"، "إخواتي"، "مسار إجباري"، "مفترق طرق"، "ساعته وتاريخه"؛ وغيرها من الأعمال الدرامية التي التُقطت بعدسة عائشة الشبراوي وأحمد هيمن، في تحية بصرية لصناعة الدراما المصرية ونجومها. وقالت المصورة عائشة الشبراوي إن فكرة المعرض تعود إلى مروة أبو ليلة، مؤسس أسبوع القاهرة للصورة، مشيرة إلى أنها اختارت الأعمال المشاركة بالتعاون مع هبة معاذ- منسقة المعرض- من بين العديد من بوسترات الأعمال الدرامية التي تستحق تسليط الضوء عليها، وحرصت على أن تكون كل صورة تمثل روح العمل الفني. وأضافت الشبراوي أن "موسم من مسلسلاتنا" المعرض الأول لها منذ ثماني سنوات، مشيرة إلى سعيها الدائم لالتقاط إحساس الشخصية وروحها من خلال الصورة، مؤكدة أن المخرجين أصبحوا يولون أهمية كبيرة للبُوستر كواجهة أولى للعمل قبل طرحه للجمهور. وأكد المصور أحمد هيمن على حرصه أثناء العمل على إظهار "روح الشخصية" التي يقدمها الفنان، بحيث تعكس الصورة طبيعة العمل الفني نفسه، مشيرًا إلى أنه يخوض عدة جلسات عمل مع فريق العمل والمخرج، ويقرأ السيناريو جيدًا قبل تنفيذ البوستر للوصول إلى الشكل النهائي الذي يخدم الرؤية الفنية. وأضاف أن منسقة المعرض هبة معاذ كانت مسؤولة عن اختيار أماكن العرض وتنسيق الصور والإضاءة، إلى جانب اختيار الفكرة العامة للمعرض، وأنه إلى جانب عرض أعماله في المعرض فهو يشارك في عدد من الفعاليات والجلسات النقاشية خلال أسبوع القاهرة للصورة. من جانبها، أوضحت منسقة المعرض هبة معاذ أن هناك غنى بصري واضح في بوسترات الدراما الحديثة، مما أتاح فرصة للاحتفاء بكل من الأعمال القديمة والحديثة وليس التراثية فقط؛ مشيرة إلى أن اختيار الأعمال المعروضة تأثر بمساحة المكان المتاحة، ما استدعى تنسيقًا دقيقًا بين الأعمال، فتم تقسيم المساحة بين الشبراوي وهيمن، مع الحرص على تقديم "حكاية بصرية" متكاملة، وليس فقط عرض البوسترات كصور ثابتة، مؤكدة على أهمية مكان العرض والإضاءة في إبراز الأعمال، حيث تُعد هذه العناصر من العوامل الحاسمة في نجاح تجربة الزائر داخل المعرض. سخرت من الاستعمار.. أكثر من 20 ألف زائر لمعرض نيرمين همام "وتيكو" كان معرض "Wetico/ وتيكو" للفنانة الفوتوغرافية نيرمين همام واحدا من أكثر المعارض الذي تم زيارته خلال الدورة الرابعة من "أسبوع القاهرة للصورة" من الجمهور العام ومن المتخصصين، حيث تعدى الـ20 ألف زائر من كل الأعمار. ربما جاء ذلك لكونه يقدم سخرية من الإستعمار في كل أشكاله على مر العصور بشكل مختلف عن باقي المعارض التي قدمها أسبوع الصورة. نرمين همامهي فنانة فوتوغرافية مقيمة في القاهرة، وتعرف بأعمالها المركبة التي تمزج بين التصوير الفوتوغرافي والتقنيات التصويرية المستوحاة من الرسم، وتتطرق في أعمالها الي موضوعات الهوية، والإدراك، والسلطة من خلال إعادة تخيّل الصور وتحويلها إلى لوحات بصرية غنية بالرموز. تلقت نيرمين تدريبها غي مجال صناعة الأفلام في كلية "تيش" للفنون بجامعة نيويورك، وهو ما أثري خلفيتها السينمائية بشكل كبير على ممارستها الفوتوغرافية، حيث تتجلي في تسلسلات سردية تشبه المشاهد السينمائية تستوحي أعمالها من شخصيات مثل أندريه تركوفسكي وإنجمار بيرجمان، وغالبا ما تصور شخصيات في حالات انتقالية أو هشة، كاشفة عن البني العاطفية والمجتمعية المستترة، حيث تتحدي أعمالها الصورة النمطية من خلال إعادة صياغة الرموز الثقافية وتقديم أعمال بصرية مركبة تستحضر رموزا قديمة وتتصدي لتوترات معاصرة في آن واحد. وفي تصريحات، قالت الفنانة نيرمين همام إن "وتيكو" أو "فيروس العقل للجنون الجماعي" هو المفهوم الراديكالي عند أهل أمريكا الأصليين للقوة الدافعة للجنون الجمعي والدمار، وهو مفهوم منتشر حاليا في مختلف أنحاء العالم "ومن بداية نشأة وتيكو من الثقافات الألجونكية بما في لك Cree و Ojibwe متمثلا في روح شريرة أو مرض نفسي طفيلي معدي يتملك ويسطيرعلى العقل البشري، ويحول الإبداع إلي دمار، ويستبدل التعاطف بجوع لا يشبع، يظهر أولئك الين أصابهم وتيكو أنانية شديدة وجشعا وشره للإستهلاك، كما هو الحال في حالات نادرة من أكلي لحوم البشر، أو مجازيا من خلال إستغلال موارد الأخرين والأرض وكلك روح الشعوب". وأضافت: "وتيكو ليست مجرد أسطورة ولكنها عدسة تشخيصية لفهم أنماط التدمير الذاتي للبشرية، إنه يزدهر في الإغتراب لإقناع الأفراد والمجتمعات بأن الهيمنة أمر طبيعي والإستهلاك تقدم، بعد تجربتي في القاهرة، بدأتُ أرى أوجه تشابه بين الصور الأسطورية للفنانين المراسلين في الغرب الأمريكي المتوحش -مثل فريدريك ريمينجتون وتشارلز ماريون راسل- وتأثير المجتمع الدولي في العالم العربي. في كلتا الحالتين، استُخدمت الصور شديدة التأثير على نطاق واسع لتبرير العدوان". وتابعت: "بالاستناد إلى هذه التشابهات، أردتُ ابتكار عمل فني يعكس ملاحظاتي ويتحدى مفاهيمنا المسبقة. يلعب الفن دورًا مهمًا في تقديرنا لتفاصيل الثقافة والمعتقدات. كما يُمكن للفن أن يُوصل طرقًا لتفكيك هذه التفاصيل. ومثال واضح على ذلك الدعاية الإخبارية، إذا غيّرنا عنصرًا واحدًا في صورة ما، فقد يؤثر ذلك على قراءتنا الكاملة للمشهد. وبالمثل، إذا استبدلنا عنصرًا بآخر، يُمكن إعادة سرد قصة". وأشارت "تتكون السلسلة من تسع عشرة صورة مركبة، مقسمة إلى لوحات استشراقية وأخرى غربية أمريكية. كانت الخطوة الأولى هي اختيار اللوحات التي أردت استخدامها، والتي تم إقرانها بعد ذلك بصور إخبارية معاصرة جُمعت من الإنترنت لإنشاء صورة متماسكة ذات سرد جوهري، بتعديل العنصرين، تتغير قراءة الصورة بأكملها". بعد حصول 6 من المشاركين على جوائز "سرد".. قصص مختلفة عن الحرب في فلسطين والحنين للأسرة وانتكاسة التعافي من الإدمان في ختام أسبوع القاهرة للصورة (CPW) تم الإعلان عن المشروعات الفائزة في معرض "سرد"، الذي أقيم هذا العام تحت شعار "استكشاف السرد من خلال التصوير الفوتوغرافي والصوت"، وتنافست في مسابقته عشر مشروعات من مصر ولبنان والأردن وفلسطين والمغرب والعراق، تعرض قصصا فوتوغرافية توثق مشاهد وقضايا من مصر والمنطقة العربية، بعدسات مصورين محترفين وناشئين، واستخدم للمرة الأولى هذا العام الصوت كأحد العناصر المكملة للصورة؛ ما يمنح المشروع المقدم بعدا أكثر عمقا وتأثيرا، ويخلق تجربة متعددة الطبقات للمشاهد. وفارت مشروعات "حرق قش الأرز في مصر" عبد الحمن أبو ليلة، و"رصد هدم المقابر التاريخية في القاهرة" دعاء عادل، و"رياضة كرة القدم النسائية في المغرب" إيمان دجميل، و"التغيرات التي تحدث على المدينة" محمود طلعت، و"تأثير مرض الألزهايمر" مصطفى الشامي، و"فقدان الفلسطينيين لأطرافهم بسبب العدوان الإسرائيلي" نضال رحمي. وخلال الإعلان عن الجوائز أشار المنظمون إلى أنه "تستحق الكثير من الأحداث وتفاصيل الحياة حولنا توثيقها، وعدسة الكاميرا حينما تلتقط صورة فهي تنقل من خلالها تحولات الأماكن والأحداث، وما يشعر به البشر وتكشفه ملامح وجوههم؛ لهذا فالصورة وثيقة تاريخية هامة وشديدة الصدق، وهذا العام تلقينا أكثر من 150 مشاركة من مصورين من مصر والدول العربية، وتم اختيار 10 منها لتقديمها في المعرض، وهناك دول تشارك للمرة الأولى مثل العراق". ويقول فارس زيتون منسق معرض "سرد" وضيف شرف الدورة الرابعة للمعرض: " يعتبر الصوت أحد العناصر الهامة في اختيار الأعمال، ولا نعني بالصوت الموسيقى فحسب، فأحد المشروعات استخدم أصوات طائرات الدرونز للتعبير عن الحرب في غزة، ومشروع آخر استخدم الشعر؛ لذلك كان مناسبة الصوت للفكرة إلى جنب قوتها من العناصر الأساسية في اختيار الأعمال المشاركة في "سرد". وأضاف أن مهنة المنسق في المعرض تركز على ضمان وصول قصص المصورين للجمهور بشكل واضح وهو ما يعني التعامل مع كل تفاصيل الأعمال المشاركة بداية من اختيار عدد الصور المشاركة في كل مشروع، وصولا إلى مناسبتها لمكان العرض، وقد تعاون في تنسيق المشروع مع زميله إبراهيم بهاء؛ فمعرض "سرد" هذا العام يقام في Stand Alone Villa والتي ظلت مهجورة لسنوات؛ لذلك اخترنا عدم ترميم الجدران أو دهانها مثلا لتعبر عن فكرة الحرب الموجودة في أحد المشروعات، أو الحنين للأسرة أو التجارب الشخصية، كما قررنا أن يكون استخدام الصوت من خلال سماعات شخصية حتى لا تتداخل الأصوات في المشروعات معا ونضمن تجربة خاصة ومتكاملة للحضور. "زيتون "الذي تم اختياره كضيف شرف "سرد" هذا العام شارك بمشروع "I have been there" "كنت هناك" والذي يحكي من خلال الصورة تجربة الانتكاسة من التعافي من الإدمان، وهي الفكرة التي بدأت في أحد ورش التصوير عام 2017. وقال المصور الفلسطيني نضال رحمي أنه مقيم في مصر منذ عام ونصف وبعمل على مشروعه الخاص بتوثيق استهداف القوات الإسرائيلية للفلسطينيين منذ تسع سنوات رصد خلالها تزايد أعداد الفلسطينيين ليس القتلى فحسب، لكن كذلك من يفقدون أطرافهم حتى وصل إلى ما يزيد عن عشرة آلاف شخص ورغم ذلك يستمرون في حياتهم وهم نموذجا للصمود الفلسطيني.


العين الإخبارية
منذ 4 أيام
- العين الإخبارية
رومانسية كريم بنزيما ولينا خضري تسرق الأضواء في مهرجان كان
لفت النجم الفرنسي كريم بنزيما، مهاجم نادي الاتحاد السعودي، الأنظار خلال حضوره مهرجان كان السينمائي الدولي. وظهر بنزيما برفقة الممثلة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية لينا خضري، مؤكدًا علنًا علاقتهما العاطفية للمرة الأولى. ترافق الثنائي على السجادة الحمراء، متشابكي الأيدي، أمام عدسات وسائل الإعلام العالمية، في مشهد أنهى حالة الجدل التي دارت لأشهر بشأن طبيعة العلاقة بينهما، ليظهر الانسجام جليًا في أول إطلالة رسمية لهما معًا. جاء ذلك بالتزامن مع العرض الأول لفيلم خضري الجديد "13 يوماً، 13 ليلة" للمخرج مارتن بوربولون، والذي يتناول أحداث انسحاب القوات الفرنسية من العاصمة الأفغانية كابول صيف 2021، عقب عودة طالبان للسلطة. وعُرض الفيلم، خارج المسابقة الرسمية، على أن يبدأ عرضه في دور السينما أواخر يونيو/حزيران المقبل. وبينما كانت خضري تتألق بصفتها بطلة الفيلم، خطف بنزيمة الأضواء بإطلالته غير المعتادة على الساحة الفنية، حيث نادرًا ما يظهر في مناسبات من هذا النوع. ووصفت وسائل إعلام فرنسية، منها مجلة "Vogue"، هذه اللحظة بأنها من أبرز مشاهد الأمسية، حيث شكّل ظهورهما معًا مفاجأة أثارت اهتمام وسائل الإعلام والمتابعين. ويُعد هذا الظهور أحد أبرز المحطات العلنية في حياة بنزيما الشخصية، بعيدًا عن ميادين الكرة، خصوصًا أنه اختار مناسبة فنية رفيعة المستوى للكشف عن تفاصيلها. aXA6IDE0MC45OS4xODguOTgg جزيرة ام اند امز EE