
مليشيات متحالفة تُغرق السودان في وحشية داعشية وسط كارثة إنسانية
في مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، يشهد السودان فصلاً جديداً من فصول العنف الوحشي، حيث نفّذت مليشيات متحالفة مع الجيش السوداني هجمات مروعة ضد مدنيين من قبيلة دار حمر، بتهمة دعمهم لقوات الدعم السريع. هذه الهجمات، التي تضمنت إعدامات علنية وقطع رؤوس، تكشف عن أوجه تشابه صارخة مع أساليب تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا، وتُبرز تحالفاً مقلقاً بين الجيش السوداني وجماعات متطرفة تدفع البلاد نحو هاوية الإرهاب والفوضى.
وحشية مُمنهجة في الخوي
وفقاً لشهادات شهود عيان تم جمعها بعناية، استهدفت المليشيات الإسلامية شبابًا مدنيين في الخوي، حيث نفّذت إعدامات جماعية أمام عائلات الضحايا. وصف أحد الناجين، الذي طلب حماية هويته، المشهد بقوله: "لقد اقتادوا الشباب وضربوهم بشكل مبرح قبل أن يجلسوهم على ركبهم ويقوموا بذبحهم كما في أفلام داعش، لقد ذبحوهم أمام الجميع كأنهم خراف وليسوا بشرًا.. إنهم وحوش."
هذه الأساليب، التي تشمل قطع الرؤوس والإعدامات العلنية، ليست مجرد أعمال عنف عشوائية، بل تُظهر استراتيجية متعمدة لنشر الرعب وترسيخ السيطرة عبر الإرهاب.
تكشف الدوافع وراء هذه الجرائم عن طابع عرقي وانتقامي واضح. فقد واجه المدنيون من دار حمر، وهي إثنية تُتهم بدعم قوات الدعم السريع، استهدافًا ممنهجًا.
أشارت تقارير موثقة إلى أن المليشيات استخدمت خطابًا طائفيًا وعرقيًا لتبرير جرائمها، مما يعكس فكرًا متطرفًا يتجاوز الصراع العسكري إلى أبعاد إبادة جماعية.
تشابه مع أساليب داعش
إن الإعدامات العلنية، ونشر الرعب، والاستهداف العرقي/الطائفي ليست جديدة على الساحة السودانية، لكنها تحمل بصمات تنظيم داعش بشكل لا يمكن إنكاره.
أشار تقرير صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (في نيسان/أبريل 2025) إلى أن "شبكات المليشيات المتحالفة مع الجيش السوداني تعتمد على خطاب ديني متطرف لتبرير أعمالها، مما يعكس أيديولوجيات الجماعات الإرهابية مثل داعش." هذا الخطاب، الممزوج بالعنف الوحشي، يُظهر كيف تستلهم هذه المليشيات أساليب داعش في السيطرة على المجتمعات المحلية من خلال الخوف.
على غرار داعش، تعتمد هذه المليشيات على العروض المرئية للعنف لتكريس سلطتها. فقد أظهرت مقاطع فيديو وصور تم تداولها على منصات محلية مشاهد مروعة لإعدامات علنية في الخرطوم وولاية الجزيرة، تهدف إلى إخضاع السكان وردع أي مقاومة. يعكس هذا النهج استراتيجية داعش في استخدام العنف كأداة نفسية للسيطرة.
تحالف الجيش مع الإرهاب
يواجه الجيش السوداني، الذي يُفترض أنه يمثل المؤسسة الرسمية للدولة، اتهامات متزايدة بتعاونه مع هذه المليشيات المتطرفة. فبدلاً من مواجهة الجماعات الإرهابية، يبدو أن الجيش يستغلها كقوة موازية لمواجهة خصومه، لا سيما قوات الدعم السريع.
أثار هذا التحالف قلقاً دولياً، حيث أشار تقرير للأمم المتحدة في آذار/مارس 2025 إلى أن "الجيش السوداني يعتمد بشكل متزايد على مليشيات متطرفة لتعويض نقص الموارد، مما يعزز الفوضى ويؤجج العنف الطائفي."
يُفاقم رفض الجيش السوداني لمقترحات السلام هذا الوضع. ففي مفاوضات جنيف الأخيرة في شباط/فبراير 2025، أصر الجيش على استمرار العمليات العسكرية، متجاهلاً دعوات وقف إطلاق النار التي تهدف إلى فتح ممرات إنسانية. يثير هذا الرفض، إلى جانب تحالفه مع مليشيات متطرفة، تساؤلات حول التزامه بحل الصراع أو حماية المدنيين.
الكارثة الإنسانية في السودان
يزداد الوضع الإنساني في السودان تدهوراً مع استمرار الصراع. فوفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا OCHA)، يحتاج أكثر من 25 مليون سوداني - نصف السكان - إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ويُفاقم المعاناة نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخلياً وخارجياً، إلى جانب انهيار النظام الصحي ونقص حاد في الغذاء. وأشار تقرير لمنظمة "سيبري" إلى أن "الاحتياجات الإنسانية في السودان تتفاقم بسبب استمرار الصراع وغياب التدخلات السياسية الفعالة."
في الخوي ومناطق أخرى، تعيق المليشيات وصول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من عزلة المجتمعات المتضررة. يعكس هذا الحصار المتعمد استراتيجية داعش في استخدام الجوع كسلاح لإخضاع السكان.
صرخة من أجل العدالة
إن حادثة الخوي ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الإسلامية المتحالفة مع الجيش السوداني. تتطلب هذه الجرائم، التي تتسم بالوحشية والطابع الإرهابي، تحقيقاً دولياً عاجلاً لمحاسبة المسؤولين. والمجتمع الدولي مدعو للضغط على الجيش السوداني لوقف تحالفه مع الجماعات المتطرفة، وفتح ممرات إنسانية، والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي خضم هذه الكارثة، تظل أصوات الضحايا والناجين هي الأعلى. وكما قال أحد الناجين من الخوي: "نريد العدالة، نريد أن يعرف العالم ما يحدث لنا." يجب ألا تُهمل هذه الصرخة، فالسودان على شفا كارثة إنسانية وإرهابية قد تُعيد إحياء شبح داعش في القرن الأفريقي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 19 ساعات
- موقع كتابات
روسيا وأوكرانيا أدرى بِشِعابها
تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس ، قبيل المحادثة المهمة التي أجراها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الامريكي دونالد ترامب ، والتي اكد خلالها فانس 'أن روسيا والغرب لا يثقان ببعضهما البعض، وأن الرئيس دونالد ترامب يرغب في تجاوز تلك الخلافات القديمة ' ، تلك التصريحات لخصت وبشكل لا يقبل الشك ، الأسباب الحقيقة وراء المكالمة الهاتفية التي جرت بين بوتين وترامب ، وأن الأخير أعتبر أن هذا أحد الأمور التي يعتبرها بصراحة أمرا سخيفاً، (فهو يعتقد) أنه يجب أن يكونوا قادرين على تخطي أخطاء الماضي، لكن هذا يتطلب جهودا من كلا الجانبين ، وأعرب عن إستعداده لذلك، ولكن في حال لم تكن روسيا مستعدة، كما اكد فانس 'فسنقول في النهاية ببساطة: هذه ليست حربنا'. أشارة ترامب في مكالمته الهاتفية الى أخطاء الماضي ، بالتأكيد يعني بها تلك الأخطاء التي ارتكبها الاوربيون تجاه موسكو، فعلى مدار 30 عاما كان الغرب يخدع روسيا ، والتي لديها أكثر من أسباب كافية لعدم الثقة في الجانب الاوربي ، وأنه لم يتم تنفيذ أي من الاتفاقيات الأساسية التي أبرمت مع الغرب بعد عام 1991 ، ولذلك لا يمكن الوثوق بالغرب لا في كلامه ولا على الورق ، وقد أثبتت تجربة الثلاثين سنة الماضية ذلك بالفعل ، وإن الغرب، دون تفكير، وفي أي لحظة يريد فيها كبح جماح تطوره، وهذا هو الهدف بالتحديد – كبح جماح تطور المنافسين – وسوف يستغل كل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع روسيا . الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرص في حديثه مع ترامب ، على اعطاء الأخير فرصة النجاح في مساعيه ، وأكد بوتين أن روسيا تؤيد وقف الأعمال القتالية، لكن من الضروري تطوير أكثر المسارات فعالية نحو السلام'، وان روسيا مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني، من خلال مذكرة تفاهم بشأن معاهدة سلام مستقبلية محتملة، تحدد عددًا من المواقف، مثل مبادئ التسوية، وتوقيت اتفاق السلام المحتمل، وما إلى ذلك، بما في ذلك إمكانية وقف إطلاق النار لفترة زمنية محددة ، في حال التوصل إلى اتفاقات مناسبة ، والإشارة إلى الحاجة لإيجاد حلول وسط تناسب جميع الأطراف ، والتشديد على ان موقف روسيا بشأن الوضع في أوكرانيا واضح ، والأمر الرئيسي هو القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة ، وقال بوتين 'علينا ببساطة أن نحدد المسارات الأكثر فعالية نحو السلام'. اما بالنسبة للاوربيين ، فكيف لموسكو ان تضع ثقتها بالاوربيين ، واسلوبها العدائي معها مستمر حتى اليوم ، فبدلا من دعمها لجهود الرئيس الامريكي في مساعيه السلمية ، وبعد اتصاله الهاتفي مع بوتين ، وافقوا (الاوربيين ) على تشديد العقوبات على روسيا ، كذلك لا يمكن نسيان ما فعلوه في يوغسلافيا ، وخانوا الاتفاقات مع موسكو بشأنها ، واثبتت الوقائع في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بانها كانت منافقة أو كاذبة ، كما انهم كانوا ' يخادعون ' روسيا واعترافهم بانهم كانوا ' يسايرون ' موسكو خلال مناقشاتهم لاتفاقات 'مينسك' الخاصة بالتسوية في أقليم الدونباس' ، ووهو ما اعترفت به المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ، والرئيس الفرنسي الاسبق فرانسو هولاند ، حتى اكتمال عملية تسليح أوكرانيا ، وتهيأتها بشكل كامل لمواجهة روسيا عسكريا . وحتى قبل بدء العملية الخاصة، كانت الدول الأوروبية تعارض الاتحاد الروسي باستمرار، ولكن مع بدء العملية الخاصة ، بدأت تتصرف بشكل عدائي علني ، وحتى هذه اللحظة ، قدمت وتقدم لأوكرانيا كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي لمواجهة روسيا ، وعندما توصلت موسكو وكييف لآتفاقات سلمية في اسطنبول عام 2022 ، اجبروا الرئيس المنتهية ولايته زيلينسكي ' على رفض الاتفاق' ، والاستمرار في مواجهة روسيا ، لتحقيق أهدافهم الرامية الى أستنزافها ، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل ، وتكبدت أوكرانيا خسائر كبيرة بالمعدات والجنود ، وتدمير بنيتها العسكرية والصناعية ، وتكبد الغرب خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة ، وهاهم اليوم يعودون مرة أخرى يحاولون قطع أي مفاوضات مباشرة ، بين روسيا وأوكرانيا للتوصل الى اتفاق سلمي يوقف الصراع بينهما . وفي الوقت الذي يتابع فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفعل ، قضية التسوية في أوكرانيا، وان كانت لتحقيق مكاسب شخصية ، فإن الأوربيين يتخذون موقفا صريحا مؤيدا لأوكرانيا ، وإذا كان موقف ترامب محايدا إلى حد ما ، وهو فعلا يعمل على قضايا التسوية، فإن موقفهم (القادة الأوروبيين) صريح في تأييد أوكرانيا، وأن حسابات السياسيين الأوروبيين تهدف إلى إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتبني موقفهم ، وعملوا بشتى الطرق 'التأثير' على ترامب قبل محادثته مع الرئيس بوتين ، وكل حساباتهم وكما عبر عنها السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف ' تهدف إلى إمالة ترامب لجانبهم'. وبالنسبة لنظام كييف نفسه، فكل شيء هنا سيء للغاية ، فقد أراد من خلال مناوراته ، وموافقته على مبادرة الرئيس بوتين ببدء المفاوضات في أسطنبول ، اللعب على طاولة المفاوضات لإظهار استعداده للسلام ، وبالتالي عدم إعطاء ترامب سببا للانسحاب من الصراع ، ولكنه فقد السيطرة على جدول الأعمال – فبدلاً من 'خطة النصر' التي اقترحها الرئيس المنتهية ولايته ، والتي باركها زعماء الغرب وتضع شروطاً استسلامية لروسيا، فإن الحوار الآن سوف يتبع السيناريو الروسي ، ما أضطرها ( كييف ) إلى التسرع في اليوم السابق للمفاوضات وتغيير تصريحاته ( زيلينسكي ) عدة مرات ، حول ما إذا كنت بحاجة إلى المشاركة فيها أم لا ، ولعب إلى حد أن الروس أصدروا له مطالب نهائية – وفي ضوء ذلك، اضطر مبعوثو زيلينسكي إلى الموافقة على مواصلة عملية التفاوض ، والآن أصبح زيلينسكي مضطرا فعليا إلى اتباع مسار عملية التفاوض التي أشارت بها موسكو إليه ، والتحرك نحو خيار حل النزاع الذي تحتاجه موسكو. ومع ذلك، ورغم كل هذا، فإن عملية التفاوض في اسطنبول أتسمت بقدر من التصنع ، وهذا ليس عجيبًا – ففي النهاية، بدأ الأمر عندما لم يكن من المفترض أن يبدأ ، فوفقًا لجميع القوانين والقواعد ، أولاً، لأنه لا يوجد حتى أدنى إشارة إلى وجود تفاهم على التسوية بين الطرفين ،وكانت المواقف التي دخلت بها موسكو وكييف المفاوضات متعارضة تماما ، ومن النادر جدًا تحقيق تقدم حقيقي في محادثات السلام في الاجتماعات بين الزعماء أنفسهم، ولدى الروس بعض الأسباب للاعتقاد ، بأن هذه مناورة أو حيلة من زيلينسكي لكسب ود ترامب ، وليس اقتراحًا جادًا'، وأن نجاح الجيش الروسي على الجبهة يشكل حجة مهمة لموسكو في المفاوضات، ولن تتنازل عنها روسيا حتى يتم التوصل إلى اتفاق كامل. أما الاتحاد الأوروبي ، فإن لعبة التفاوض بالنسبة له لا تسير على ما يرام ، فبروكسل وكما اسلفنا لا تحتاج إلى مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة ، خاصة على أساس أجندة إسطنبول 2022 ، وليس هناك حاجة أيضاً إلى التقارب الروسي الأميركي ، وإن أوروبا مهتمة إما بجر الولايات المتحدة إلى صراع عسكري مع روسيا ، أو على الأقل بمواصلة الرعاية الأميركية لنظام كييف ، والآن أصبح كلا السيناريوهين أقل احتمالا ، وإن الحد الأدنى من البرنامج المتاح للاتحاد الأوروبي ، هو على الأقل الحصول على مقعد على طاولة المفاوضات الروسية الأوكرانية، لكن أوروبا محرومة حتى من هذا. وليس من قبيل المصادفة أن تضع موسكو هذه المفاوضات ، في إطار استمرار للمفاوضات التي جرت في إسطنبول في ربيع عام 2022 ،ومن خلال تشجيع نظام كييف على المشاركة فيها، فإن بوتين يجبر معارضيه على العودة إلى أجندة إسطنبول 2022 ، وهذا يعني الاعتراف بالأراضي، ونزع النازية، وما إلى ذلك، وبالتالي تحويل أجندة إسطنبول إلى الشكل الوحيد الممكن والمعترف به دوليا لعملية التفاوض ، ولذلك، لم تكتف واشنطن بدعم اقتراح بوتين باستئناف مفاوضات إسطنبول بشكل كامل، بل أجبرت رئيس نظام كييف على إرسال وفده إليها. وحقيقة أن المفاوضات أجريت حصريا بين موسكو وكييف كانت تناسب الأميركيين أيضا، إذ يدرك ترامب أنه لن يكون هناك أي تقدم على الطاولة الآن، وبالتالي لا جدوى من تعديل مواقف الأطراف. إن روسيا اليوم هي الأكثر نجاحا حتى الآن ، أذ تدرك موسكو جيداً ، أن نظام كييف ' مكبل ' بقيود القادة الاوربيين ( دير لاين وماكرون وستارمر و ميرتس ميلوني ) ، وغير مستعد لتقديم تنازلات ، وأن المفاوضات لا يمكن أن تؤدي إلا إلى إحراز تقدم على المسار الإنساني ، وان كا هذا مهما (وتبادل الأسرى مهم)، ولكن ليس له علاقة مباشرة بموضوع إنهاء الحرب ، ولكن في الوقت نفسه، تساعد هذه المفاوضات روسيا على التخلص من الفخ الذي نصبه لها الغرب ، وذلك بالابتعاد عن فكرة الهدنة المؤقتة لمدة 30 يوما ، التي فرضتها كييف وحلفاؤها قبل بدء العملية الدبلوماسية. لقد بات معروفا لترامب ومبعوثه ، أن مهمة فلاديمير زيلينسكي ، كانت تتمثل في إفشال المفاوضات مع موسكو في إسطنبول ، لدفع الولايات المتحدة إلى أن يجعل الأمريكيين يفرضون أقسى العقوبات، ويفسد كل شيء، ثم يعود 'إلى بلده منتصرا'، والسلام في أوكرانيا بالنسبة لزيلينسكي يمثل 'سجنا بعواقب غير معروفة'، لأن السلام يعني إجراء انتخابات ، وإلغاء الأحكام العرفية، وهو ما سيتسبب بحسب رئيس الحكومة الاوكرانية الاسبق ' نيكولاي أزاروف 'في تقطيعه إربا من قبل معارضيه'. إن روسيا وأوكرانيا كما قال الرئيس الأمريكي بعد أتصاله الهاتفي مع نظيره الروسي ، ستبدآن فورا مفاوضاتٍ ' نحو وقف إطلاق النار، والأهم من ذلك إنهاء الحرب' ، وسيتم التفاوض على شروط ذلك بين الطرفين، وهو أمر لا مفر منه ، لأنهما يعرفان تفاصيل المفاوضات التي لا يعلمها أحد سواهما ، وبذلك بعث ترامب إشارة الى الأوربيين ، مفادها أن 'أهل روسيا وأوكرانيا أدرى بشعابهما '، وبالتالي لن يكون هناك دور أو مقعد للاوربيينالمرتقبة ، تجاهلهما من قبل الرئيسين الروسي والامريكي .


موقع كتابات
منذ 20 ساعات
- موقع كتابات
قمة بغداد العربية : التحديات والنتائج!!
قمة بغداد العربية حققت العديد من النتائج الإيجابية للعراق، حيث أظهرت العراق كدولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة، ولعل وصف مستشار حكومي قمة بغداد بأنها انتصار دبلوماسي ورسالة عراقية واضحة إلى العرب والعالم هو أدق وصف لها، مما يدل على نجاح العراق في استضافة القمة وتحقيق أهدافها. أظهرت القمة استعداد الدول المشاركة للانفتاح على العراق والبدء بصفحة جديدة عنوانها عودة العراق إلى دوره الرائد في المنطقة. كما أكدت القمة على أهمية احترام سيادة العراق ورفض التدخلات الخارجية بأشكالها كافة. ومع ذلك، هنالك تحديات منها ان العراق يعاني من خروقات أمنية متكررة سواء من قبل تنظيم داعش أو فصائل مسلحة، مما أثر هامشيا على سير باقي الملفات الأخرى. ولعبت التدخلات التدخلات الخارجية على استقرار العراق ونجاحه في تحقيق أهدافه الاقتصادية والسياسية، لكن بشكل عام، يمكن القول إن قمة بغداد العربية حققت العديد من النتائج الإيجابية للعراق، ولكن هناك تحديات يجب معالجتها لضمان استمرار نجاح العراق في المرحلة المقبلة. قمة بغداد العربية ابرزت دور العراق كوسيط ومحرك إقليمي، حيث استطاعت إحداث نقلة نوعية على عدة مستويات، خاصةً فيما يتعلق باللقاءات الثنائية بين قادة الفرقاء في المنطقة. هذه القمة، التي عقدت في ظل أزمات إقليمية ودولية متعددة، أظهرت العراق بمظهر الدولة الفاعلة والمؤثرة، وليس فقط كساحة لتصفية الحسابات والحروب بالوكالة. ركزت القمة على تأسيس مرحلة استثمارية اقتصادية مع الدول المشاركة، وفتح الباب أمامها لمد جسور التواصل والتبادل التجاري. أظهرت القمة استعداد الدول المشاركة، خاصةً العربية منها، للانفتاح على العراق والبدء بصفحة جديدة عنوانها عودة العراق إلى دوره الرائد في المنطقة. الإعلان عن مشاريع اقتصادية واعدة، مثل مشروع المشرق الجديد الذي يضم مصر والأردن والعراق، وصندوق استثمارات سعودي – عراقي بحجم 3 مليارات دولار لدعم الاستثمار في العراق. النتائج الإيجابية للقمة عملت على تعزيز الثقة بالحكومة العراقية وقدرتها على تحقيق مصالح البلاد. قد تؤدي المشاريع الاقتصادية المعلن عنها بالقمة التنموية إلى تحسين الوضع الاقتصادي في العراق وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين. ساهمت القمة في تخفيف حدة التوترات السياسية في العراق، خاصةً إذا تمكنت الحكومة من تحقيق نتائج ملموسة في مجال الاستثمار والتعاون الإقليمي، وقد تؤدي بعض القرارات أو الاتفاقيات إلى تأثيرات سلبية على بعض الفئات أو المناطق في العراق، خاصةً إذا لم يتم توزيع الفوائد بشكل عادل. و يعد الملف الأمني عائقًا أمام سير باقي الملفات الأخرى، حيث يعاني العراق من خروقات أمنية متكررة سواء من قبل تنظيم داعش أو فصائل مسلحة. تُشير بعض التصريحات إلى رفض التدخلات الخارجية بأشكالها كافة، واحترام سيادة الدول. لقد شارك في القمة عدد كبير من القادة والمسؤولين العرب، مما يدل على أهمية هذه القمة والاهتمام بالتعاون العربي، وتم الإعلان عن مشاريع اقتصادية واعدة، مثل مشروع المشرق الجديد الذي يضم مصر والأردن والعراق، وصندوق استثمارات سعودي – عراقي بحجم 3 مليارات دولار لدعم الاستثمار في العراق و أظهرت القمة استعداد الدول المشاركة للانفتاح على العراق والبدء بصفحة جديدة عنوانها عودة العراق إلى دوره الرائد في المنطقة. وبعثت برسالة قوية أرسلت إلى العالم بأن العراق دولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة، وليس فقط كساحة لتصفية الحسابات والحروب بالوكالة. ومع ذلك، هناك بعض النقاط التي ربما قداثرت على تقييم نجاح القمة، فقد غاب بعض القيادات العربية الكبيرة عن القمة، مما قد يؤثر على مستوى التأثير والنتائج، فضلا عن ان المنطقة تواجه العديد من التحديات الإقليمية، مثل الملف الأمني والتدخلات الخارجية، مما قد يؤثر على نجاح القمة.


ساحة التحرير
منذ يوم واحد
- ساحة التحرير
سوريا….في ظل حكم الجولاني المكنى زورا بالشرع!ميلاد عمر المزوغي
سوريا….في ظل حكم الجولاني المكنى زورا بالشرع! ميلاد عمر المزوغي ما لاحظناه على الاقل منذ الاتيان بالجولاني رئيسا للبلاد باسناد قوي من امير المؤمنين اردوغان ,ان الاوضاع في سوريا لا تسير نحو اقامة الدولة المدنية ,بل خلق فتنة بين مكونات الدولة ومنها مجازر الساحل بحق العلويين ومجازر اخرى بحق الشيعة وكذلك الدروز, أي ان غالبية المكونات تعاني من الحكم الجديد. بالأمس يقول الامريكان بان الجولاني وتنظيمه ارهابي ويرصدون اموالا طائلة لمن يقبض عليه ,فجأة يصبح ذلك الارهابي يستقبل من قبل رئيس الدولة التي رصدت المبلغ؟ ويوصف بانه شاب يسعى الى بناء دولته؟ ,كنا ندرك تماما ان ما يسمى بالتنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم داعش من صنع امريكا ويصفونه بانه تنظيم اسلامي متطرف ,ها قد اوصلوه الى سدة الحكم ,ويطلبون منه قطع أي اتصال بري بين إيران ولبنان، ترك السماء مفتوحة للطيران الأمريكي والإسرائيلي، عدم تصدير الأفكار 'الثورية والمتطرفة' لدول الجوار التي تدور في فلك امريكا ، تدمير ما تبقى من ترسانة الجيش السوري, هذا ان تبقى منها شيء بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة . الحكام العرب الذين ساهموا في إمداده بكل ما استطاعوا وفق الأوار الامريكية يستقبلون الجولاني بالبسط الحمراء ,انه صديق حميم لهم لانهم جميعا سواسية في طاعة ولي الامر امريكا من اجل ان ترضى عنهم وتبقيهم في السلطة. رفع العقوبات عن النظام الجديد ومحاولة المساهمة في عمليات الاعمال بسبب الخراب الذي طال البلد جراء دعمهم(الامريكان وبعض الحكام العرب) للفصائل التكفيرية ,فما يكون من الرئيس المؤمن بالنهج التكفيري, الا القول بانه سيكون هناك مشروع برج يحمل اسمه في دمشق 'برج ترامب', الاشياء تم ترتيبها مسبقا ولم تكن وليدة اللحظة تفتيت الامة واحياء دور الاقليات التي كانت تعيش بأمان وسلام في كنف الدولة الاسلامية على مر العصور, إنها محاولة لإحداث الفوضى في المنطقة, لكي يهنأ الكيان المحتل لفلسطين لا نقول الابن المدلل لأمريكا بل لأنه (العدو) يملك القدرة على الاتيان بالرئيس الذي يخدم مصالح الصهاينة. لا نقول بان الجولاني تلقى دعوة لزيارة البيت الابيض, بل تلقّى امرا بالمجيء الى هناك, كي يسمع ما يجب عليه فعله, سيبقى الامريكان في شرق سوريا لتامين منابع النفط, ورصد أي حركة يكون من شانها الاضرار بمصالح امريكا والصهاينة. لعل السؤال الاهم هو, هل سيخنع الشعب السوري لإملاءات امريكا من خلال بيدقها الجولاني؟. الذي نعرفه ان السوريين بمختلف اطيافهم العرقية والدينية, قاموا بالثورة ضد المستعمر العثماني (رغم تشدقه بإقامة شرع الله) الذي امعن فيهم قتلا وتعذيبا ,كذلك انتفض الشعب السوري ضد المستعمر الفرنسي الى ان اجبره على الرحيل المخزي والمذل. نتمنى من الطائفة الدرزية الكريمة بسوريا, ان تبتعد عن الكيان الصهيوني وتصرفاته الحمقاء بشان مساعدته لها, وان تتبرأ من كل من يتعاون مع الصهاينة ضد ابناء سوريا, فالمحتل الى زوال هكذا قرانا بكتب التاريخ والخزي والعار للخونة, دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة 2025-05-19 The post سوريا….في ظل حكم الجولاني المكنى زورا بالشرع!ميلاد عمر المزوغي first appeared on ساحة التحرير.