logo
المشهد السياسي بلا بنكيران: رتابة تُهدد خصومه قبل أنصاره

المشهد السياسي بلا بنكيران: رتابة تُهدد خصومه قبل أنصاره

أكادير 24منذ 12 ساعات

agadir24 – أكادير24/سعيد الغماز-كاتب وباحث
لنتجرأ على الخيال، ولنمنح عقولنا لحظة من التأمل السياسي المجرد، ونتصور الساحة السياسية بدون رئيس الحكومة السابق الأستاذ عبد الإله بنكيران. كيف سيبدو المشهد السياسي المغربي؟
دعونا نتخيل مغربًا بلا بنكيران، بلا خطاباته التي أربكت الخصوم، وأثارت الحلفاء، وأعادت الحياة إلى النقاش العمومي. تصوروا معي ساحة سياسية لا نجد فيها سوى تجمعات حزب الأحرار، وخطابات نمطية متكررة، لا نجد فيها سوى صوتا واحدا، صوت المديح ولا شيء سوى المديح: 'اليوم أخنوش غير مفهوم السياسة فالبلاد '، 'أخنوش أفضل رئيس حكومة في تاريخ المملكة'، 'أخنوش صالح المغاربة مع البحر ومع السردين'، وتمثيلية 'كيف لا.. وأخنوش هو زعيم الحزب'.
تصوروا معي ساحة سياسية بلا بنكيران وبلا حزب العدالة والتنمية، ولا نجد في الأخبار الحزبية سوى قُفف جود مقابل بطاقة الحزب، وشاحنة الجماعة تُفرغ قفف جود في منزل الناطق الرسمي باسم حكومة أخنوش. كل صباح نستفيق على إدانة المحكمة لمنتخب من أحزاب الأغلبية الحكومية، وعزل رئيس جماعة من الحزب الحاكم، واعتقال برلماني ومتابعة آخرين….
السياسة في المغرب بدون عبد الإله بنكيران، تجربة فكرية قد تبدو بسيطة، لكنها تكشف الكثير عن هشاشة الخطاب السياسي، وضعف التأثير الجماهيري لعدد من الزعامات الحالية.
في غياب بنكيران، تغيب الإثارة، ويُصاب النقاش العام بالركود، وتفقد السياسة طابعها الإنساني التفاعلي.
المفارقة أن أول المتضررين من غياب بنكيران هم خصومه أنفسهم، ممن لا يحققون نسب مشاهدة أو تفاعل إلا حين يكون بنكيران
حاضرًا في العنوان، عنوان غرفة الفار وبرامج عصابة مثلثة الأضلع.
والأغرب هو أن 'اللي كايهضر عليه أكثر، هم اللي كيقولو ما كيستاهلش الاهتمام'!
فحتى غرفة الفار والمثلث المتوازي الأضلع لا يستطيعون العيش بدونه.
السياسة ليست مجرد خطط وبرامج، بل هي أيضًا رموز ومواقف وتوازنات نفسية داخل المجتمع.
وبنكيران، مهما اختلفنا معه، شكّل عنصرًا حيويًا في هذا التوازن.
في غياب بنكيران، تصبح السياسة أقرب إلى رتابة تقارير إدارية باردة. تغيب الإثارة، ويختفي التفاعل، وتبقى الشاشات والمواقع تعيد نفس العناوين بلا نبض ولا معنى. في هذا العالم المفترض، كل عناصر الاكتئاب السياسي متوفّرة: لا خطاب صادم، لا مواقف مفاجئة، لا جدل فكري، ولا حتى مواجهة صريحة بين فاعلين مختلفين حقًا.
العيش وسط هذه الأحداث، في غياب خرجات بنكيران، وخطاب رئيس الحكومة الأسبق، سيجعل جميع عناصر الاكتئاب متوفرة لخلق مجتمع مكتئب، قد يكون في حاجة ماسة لرئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، فهو الوحيد الذي يجمع بين السياسة والطب النفسي. لذلك غرفة الفار لا تستحيي إعلان التضامن مع مؤلف كتاب 'الاكتئاب…نحو معرفة أعمق وتعامل أفضل'.
المفارقة العجيبة أن أول من يُصاب بالضرر في حال غياب بنكيران، هم خصومه أنفسهم. أولئك الذين يصفونه بـ'المعزول' و'المنتهي سياسيًا'، وفي ذات الوقت لا يستطيعون العيش بدونه. فهم يخصصون له الحلقات، ويمنحونه أضعاف ما يمنحونه لأي زعيم حزبي آخر. مواقعهم ومنابرهم تحقق أعلى نسب المتابعة حين يكون العنوان: 'بنكيران قال'، أو 'بنكيران عاد'.
أول من يستفيد من تواجد بنكيران في الساحة السياسية هم خصومه. وحتى الثلاثي الذي يصف نفسه بالعصابة، لا يستطيع العيش دون بنكيران. يصفه بالرجل الضعيف والمعزول، ويخصص له حلقة كاملة لم يخصصها من قبل لأي زعيم سياسي.
هذا الاهتمام ببنكيران، قد يجعل غرفة الفار بدون عمل في عالم نتخيل فيه غياب بنكيران. فأنجح محتوى لديهم هو ذاك الذي يتناول الرجل، بالسخرية تارة، وبالتحليل المزعوم تارة أخرى.
قد يكون 'الفار' بأضلعه الثلاثة، أول المتضررين في عالم سياسي يغيب فيه بنكيران. فأنجح برامج الفار، هي تلك التي يتحدث فيها عن بنكيران. والبرامج التي تتطرق للسيد رئيس الحكومة، لا تُحقق ما ترجوه صورة الموقع وصوت المذياع.
ألا يستحق بنكيران تحية عسكرية من طرف غرفة الفار، كتلك التي يقوم بها الجندي؟
حتى من يكره بنكيران، لا يستطيع تجاوز الحديث عنه، وتناول خطاباته عقب كل خروج إعلامي. يبدأ بالتقليل من شأنه، ثم ينتهي بالتحذير من تأثيره. إنه العجز الصامت عن تجاوزه، لا حبًا فيه، بل لأن غيابه يكشف خواءً سياسيًا يصعب ستره.
إنه إكراه بوجهين: وجه الحديث عن بنكيران وشد الجمهور، ووجه تجاهل الحديث عنه وفقدان الجمهور. ورغم الكره الدفين لبنكيران، تجد العصابة بأضلعها الثلاثة، مُكرهة بالحديث عن بنكيران، ولو كانت الأضلع الثلاثة محصورة في زاوية أوسع من 'تكشيطة النكافات'.
الواقع أن اختفاء بنكيران لن يكون خسارة لحزبه فقط، بل سيكون اختناقًا لمنافسيه، وغيابه لن يملأه خطاب منمق، ولا قفة مزينة بشعار 'جود'.
إنه الرجل الذي مهما اختلفنا معه، يبقى الوحيد الذي يقول الأشياء كما هي، لا كما يريدها مستشارو الصورة.
في نهاية المطاف، خصوم بنكيران هم أكثر الناس حرصًا على بقائه، وإن ادّعوا عكس ذلك. ليس حبًا فيه، بل لأنه يضمن لهم مادة يومية، ونقاشًا جماهيريًا، وجمهورًا يضمن استمرارهم. فهل يُشكر بنكيران من قِبَلهم؟ لعل الجواب الإيجابي هو ما يخشون الاعتراف به علنًا.
السياسة بدون بنكيران يكون الخاسر فيها هم خصوم رئيس الحكومة الأسبق، ويكون الأحرص على بقاء بنكيران هو خصومه خاصة قاطني وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي. فهم يعرفون أكثر من غيرهم، أن غياب بنكيران سيجعل السياسة كئيبة، وخطاب رئيس الحكومة لا يهتم به العموم، وهو ما سيجعل الإعلامي والصحفي والاستاذ الجامعي الذي تخلى عن تكوينه الأكاديمي ليتحول إلى محلل يبيع الحقيقة كما يُباع ديبلوم الماستر، يدخلون في حالة اكتئاب إذا فقدوا جمهورا يتابعهم، ليس لكي يستفيد من كلام لا هو ثقافة ولا هو تحليل، ولكن 'على ود بنكيران'.
وإن شئنا الصراحة: السياسة المغربية في غياب بنكيران تصبح مشهدًا صامتًا، كأنك تشاهد مسرحية بلا ممثل رئيسي، فقط ديكور باهت وخطابات محفوظة.
فحتى من يكره بنكيران، يحتاج عبد الإله بنكيران. وحتى خصومه لا يستطيعون العيش بدونه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المشهد السياسي بلا بنكيران: رتابة تُهدد خصومه قبل أنصاره
المشهد السياسي بلا بنكيران: رتابة تُهدد خصومه قبل أنصاره

أكادير 24

timeمنذ 12 ساعات

  • أكادير 24

المشهد السياسي بلا بنكيران: رتابة تُهدد خصومه قبل أنصاره

agadir24 – أكادير24/سعيد الغماز-كاتب وباحث لنتجرأ على الخيال، ولنمنح عقولنا لحظة من التأمل السياسي المجرد، ونتصور الساحة السياسية بدون رئيس الحكومة السابق الأستاذ عبد الإله بنكيران. كيف سيبدو المشهد السياسي المغربي؟ دعونا نتخيل مغربًا بلا بنكيران، بلا خطاباته التي أربكت الخصوم، وأثارت الحلفاء، وأعادت الحياة إلى النقاش العمومي. تصوروا معي ساحة سياسية لا نجد فيها سوى تجمعات حزب الأحرار، وخطابات نمطية متكررة، لا نجد فيها سوى صوتا واحدا، صوت المديح ولا شيء سوى المديح: 'اليوم أخنوش غير مفهوم السياسة فالبلاد '، 'أخنوش أفضل رئيس حكومة في تاريخ المملكة'، 'أخنوش صالح المغاربة مع البحر ومع السردين'، وتمثيلية 'كيف لا.. وأخنوش هو زعيم الحزب'. تصوروا معي ساحة سياسية بلا بنكيران وبلا حزب العدالة والتنمية، ولا نجد في الأخبار الحزبية سوى قُفف جود مقابل بطاقة الحزب، وشاحنة الجماعة تُفرغ قفف جود في منزل الناطق الرسمي باسم حكومة أخنوش. كل صباح نستفيق على إدانة المحكمة لمنتخب من أحزاب الأغلبية الحكومية، وعزل رئيس جماعة من الحزب الحاكم، واعتقال برلماني ومتابعة آخرين…. السياسة في المغرب بدون عبد الإله بنكيران، تجربة فكرية قد تبدو بسيطة، لكنها تكشف الكثير عن هشاشة الخطاب السياسي، وضعف التأثير الجماهيري لعدد من الزعامات الحالية. في غياب بنكيران، تغيب الإثارة، ويُصاب النقاش العام بالركود، وتفقد السياسة طابعها الإنساني التفاعلي. المفارقة أن أول المتضررين من غياب بنكيران هم خصومه أنفسهم، ممن لا يحققون نسب مشاهدة أو تفاعل إلا حين يكون بنكيران حاضرًا في العنوان، عنوان غرفة الفار وبرامج عصابة مثلثة الأضلع. والأغرب هو أن 'اللي كايهضر عليه أكثر، هم اللي كيقولو ما كيستاهلش الاهتمام'! فحتى غرفة الفار والمثلث المتوازي الأضلع لا يستطيعون العيش بدونه. السياسة ليست مجرد خطط وبرامج، بل هي أيضًا رموز ومواقف وتوازنات نفسية داخل المجتمع. وبنكيران، مهما اختلفنا معه، شكّل عنصرًا حيويًا في هذا التوازن. في غياب بنكيران، تصبح السياسة أقرب إلى رتابة تقارير إدارية باردة. تغيب الإثارة، ويختفي التفاعل، وتبقى الشاشات والمواقع تعيد نفس العناوين بلا نبض ولا معنى. في هذا العالم المفترض، كل عناصر الاكتئاب السياسي متوفّرة: لا خطاب صادم، لا مواقف مفاجئة، لا جدل فكري، ولا حتى مواجهة صريحة بين فاعلين مختلفين حقًا. العيش وسط هذه الأحداث، في غياب خرجات بنكيران، وخطاب رئيس الحكومة الأسبق، سيجعل جميع عناصر الاكتئاب متوفرة لخلق مجتمع مكتئب، قد يكون في حاجة ماسة لرئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، فهو الوحيد الذي يجمع بين السياسة والطب النفسي. لذلك غرفة الفار لا تستحيي إعلان التضامن مع مؤلف كتاب 'الاكتئاب…نحو معرفة أعمق وتعامل أفضل'. المفارقة العجيبة أن أول من يُصاب بالضرر في حال غياب بنكيران، هم خصومه أنفسهم. أولئك الذين يصفونه بـ'المعزول' و'المنتهي سياسيًا'، وفي ذات الوقت لا يستطيعون العيش بدونه. فهم يخصصون له الحلقات، ويمنحونه أضعاف ما يمنحونه لأي زعيم حزبي آخر. مواقعهم ومنابرهم تحقق أعلى نسب المتابعة حين يكون العنوان: 'بنكيران قال'، أو 'بنكيران عاد'. أول من يستفيد من تواجد بنكيران في الساحة السياسية هم خصومه. وحتى الثلاثي الذي يصف نفسه بالعصابة، لا يستطيع العيش دون بنكيران. يصفه بالرجل الضعيف والمعزول، ويخصص له حلقة كاملة لم يخصصها من قبل لأي زعيم سياسي. هذا الاهتمام ببنكيران، قد يجعل غرفة الفار بدون عمل في عالم نتخيل فيه غياب بنكيران. فأنجح محتوى لديهم هو ذاك الذي يتناول الرجل، بالسخرية تارة، وبالتحليل المزعوم تارة أخرى. قد يكون 'الفار' بأضلعه الثلاثة، أول المتضررين في عالم سياسي يغيب فيه بنكيران. فأنجح برامج الفار، هي تلك التي يتحدث فيها عن بنكيران. والبرامج التي تتطرق للسيد رئيس الحكومة، لا تُحقق ما ترجوه صورة الموقع وصوت المذياع. ألا يستحق بنكيران تحية عسكرية من طرف غرفة الفار، كتلك التي يقوم بها الجندي؟ حتى من يكره بنكيران، لا يستطيع تجاوز الحديث عنه، وتناول خطاباته عقب كل خروج إعلامي. يبدأ بالتقليل من شأنه، ثم ينتهي بالتحذير من تأثيره. إنه العجز الصامت عن تجاوزه، لا حبًا فيه، بل لأن غيابه يكشف خواءً سياسيًا يصعب ستره. إنه إكراه بوجهين: وجه الحديث عن بنكيران وشد الجمهور، ووجه تجاهل الحديث عنه وفقدان الجمهور. ورغم الكره الدفين لبنكيران، تجد العصابة بأضلعها الثلاثة، مُكرهة بالحديث عن بنكيران، ولو كانت الأضلع الثلاثة محصورة في زاوية أوسع من 'تكشيطة النكافات'. الواقع أن اختفاء بنكيران لن يكون خسارة لحزبه فقط، بل سيكون اختناقًا لمنافسيه، وغيابه لن يملأه خطاب منمق، ولا قفة مزينة بشعار 'جود'. إنه الرجل الذي مهما اختلفنا معه، يبقى الوحيد الذي يقول الأشياء كما هي، لا كما يريدها مستشارو الصورة. في نهاية المطاف، خصوم بنكيران هم أكثر الناس حرصًا على بقائه، وإن ادّعوا عكس ذلك. ليس حبًا فيه، بل لأنه يضمن لهم مادة يومية، ونقاشًا جماهيريًا، وجمهورًا يضمن استمرارهم. فهل يُشكر بنكيران من قِبَلهم؟ لعل الجواب الإيجابي هو ما يخشون الاعتراف به علنًا. السياسة بدون بنكيران يكون الخاسر فيها هم خصوم رئيس الحكومة الأسبق، ويكون الأحرص على بقاء بنكيران هو خصومه خاصة قاطني وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي. فهم يعرفون أكثر من غيرهم، أن غياب بنكيران سيجعل السياسة كئيبة، وخطاب رئيس الحكومة لا يهتم به العموم، وهو ما سيجعل الإعلامي والصحفي والاستاذ الجامعي الذي تخلى عن تكوينه الأكاديمي ليتحول إلى محلل يبيع الحقيقة كما يُباع ديبلوم الماستر، يدخلون في حالة اكتئاب إذا فقدوا جمهورا يتابعهم، ليس لكي يستفيد من كلام لا هو ثقافة ولا هو تحليل، ولكن 'على ود بنكيران'. وإن شئنا الصراحة: السياسة المغربية في غياب بنكيران تصبح مشهدًا صامتًا، كأنك تشاهد مسرحية بلا ممثل رئيسي، فقط ديكور باهت وخطابات محفوظة. فحتى من يكره بنكيران، يحتاج عبد الإله بنكيران. وحتى خصومه لا يستطيعون العيش بدونه.

أسعار اللحوم الحمراء تشتعل قبل عيد الأضحى ونائبة برلمانية تحذر من الاحتكار وتُسائل الحكومة
أسعار اللحوم الحمراء تشتعل قبل عيد الأضحى ونائبة برلمانية تحذر من الاحتكار وتُسائل الحكومة

أكادير 24

timeمنذ 16 ساعات

  • أكادير 24

أسعار اللحوم الحمراء تشتعل قبل عيد الأضحى ونائبة برلمانية تحذر من الاحتكار وتُسائل الحكومة

agadir24 – أكادير24 تواصل أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب تسجيل مستويات قياسية قبيل عيد الأضحى، ما أثار موجة استياء واسعة في أوساط المستهلكين الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن مجاراة هذه الزيادات غير المسبوقة. في هذا السياق، وجّهت فاطمة التامني، النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار، سؤالًا كتابيًا إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تسائل فيه عن أسباب هذا الارتفاع الحاد الذي فاق 150 درهمًا للكيلوغرام الواحد، وسط غياب أي تدخل واضح لضبط الأسعار. النائبة أشارت إلى أن معطيات ميدانية تفيد بوجود ممارسات احتكارية تقوم بها بعض شبكات تجار الجملة والجزارين، تعتمد تقليص العرض بشكل ممنهج بهدف إحداث 'ندرة مصطنعة'، ما يؤدي إلى تضاعف الأسعار خلال ظرفية اجتماعية حساسة. وأوضحت التامني أن بعض الأطراف المتحكمة في السوق فرضت سقفًا للذبح، ما أثر بشكل مباشر على توازن العرض والطلب، وفاقم الوضع في ظل غياب بدائل مناسبة أو رقابة حكومية فعالة. وسجلت النائبة أن هذه الزيادات تتزامن مع إلغاء شعيرة عيد الأضحى، وهو ما انعكس سلباً على مسالك التوزيع وأدى إلى مزيد من الاضطراب في سلاسل التموين. وطالبت التامني بالكشف عن الإجراءات المستعجلة التي تنوي الحكومة اتخاذها لحماية المستهلك المغربي من المضاربة، وضمان استقرار الأسعار، مع تساؤلات مشروعة عن مدى فاعلية السياسات الفلاحية المتبعة في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز قدرة الأسر على التكيف مع الارتفاعات المتكررة في كلفة المعيشة.

خلاف ترامب وماسك يشعل وول ستريت: تسلا تخسر 90 مليار دولار في يوم واحد
خلاف ترامب وماسك يشعل وول ستريت: تسلا تخسر 90 مليار دولار في يوم واحد

أكادير 24

timeمنذ يوم واحد

  • أكادير 24

خلاف ترامب وماسك يشعل وول ستريت: تسلا تخسر 90 مليار دولار في يوم واحد

agadir24 – أكادير24 شهدت العلاقة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، تصدعًا حادًا، بعد تصريحات متبادلة كشفت عن خلاف عميق بدأ ينعكس مباشرة على أسواق المال، ويهدد التحالف غير المعلن بين السياسة ورجال الأعمال في الولايات المتحدة. وأعرب ترامب عن 'خيبة أمل شديدة' من ماسك، مشيرًا إلى أن علاقتهما التي كانت 'رائعة' في السابق قد لا تستمر، خصوصًا بعد انتقادات لاذعة وجهها ماسك لحزمة الضرائب والإنفاق التي أقرها ترامب ووصفها بـ'البغيضة والمثيرة للاشمئزاز'. وفي سياق متصل، قال ترامب من المكتب البيضاوي: 'كان (ماسك) على دراية تامة بمشروع القانون هذا، ولم يواجه أي مشكلة إلا بعد مغادرته منصبه مباشرة'. وتوقع أن تتطور الأمور للأسوأ، ملمحًا إلى احتمال هجوم شخصي مرتقب من ماسك ضده. وفي رد مباشر عبر منصة 'إكس'، أكد إيلون ماسك أن دعمه السياسي كان حاسمًا في فوز ترامب بالانتخابات، بل إنه ساهم في ترجيح كفة الجمهوريين داخل الكونغرس. وقال: 'لولا دعمي، لكان ترامب خسر الانتخابات، ولسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب'. لكن ترامب رد بأن فوزه لم يكن رهينًا بدعم ماسك، خاصة في ولايات حاسمة مثل بنسلفانيا، قائلاً: 'كنت سأفوز بغض النظر عن إيلون'. انهيار العلاقة يضرب تسلا في وول ستريت تدهور العلاقة لم يبق في حدود السياسة، بل امتدت تداعياته إلى الأسواق المالية. فقد تراجعت أسهم شركة تسلا بنحو 9%، يوم الخميس، في استجابة فورية من 'وول ستريت' لانهيار الثقة بين اثنين من أقوى الشخصيات الاقتصادية والسياسية في البلاد. وأسفر هذا التراجع عن محو قرابة 90 مليار دولار من القيمة السوقية لتسلا، التي كانت تبلغ نحو 1.1 تريليون دولار في بداية اليوم، قبل أن تهوي أسهمها إلى أدنى مستوياتها خلال الجلسة. ويُرجّح أن رد ماسك المباشر على ترامب فاقم من قلق المستثمرين، خصوصًا في ظل المخاوف من أن تؤدي هذه التوترات إلى تراجع شعبيته التجارية، أو إلى تحوّل سياسي قد يؤثر على بيئة الأعمال التي تعتمد عليها شركات التكنولوجيا الكبرى. علامة تسلا تحت الضغط تجدر الإشارة إلى أن العلاقة الوثيقة بين ماسك وترامب كانت في السابق عاملاً محفزًا لارتفاع أسهم تسلا، خاصة بعد انتخابات 2024، غير أن هذه العلاقة باتت عبئًا في نظر بعض المستثمرين، إذ يُخشى أن تؤثر سلبًا على صورة تسلا التجارية لدى فئات واسعة من المستهلكين، خصوصًا في بيئة شديدة الاستقطاب سياسيًا. ويبدو أن وول ستريت بدأت في إعادة تقييم موقع ماسك من الخارطة السياسية الأمريكية، وما إذا كانت استثماراته السياسية الهائلة – التي بلغت 290 مليون دولار – قد تُهدد مستقبل شركاته، في حال تحوّلت من أدوات نفوذ إلى مصادر توتر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store