logo
الصوت الذي أزعج الأغلبية الحكومية في اقليم الحوز

الصوت الذي أزعج الأغلبية الحكومية في اقليم الحوز

صوت العدالةمنذ 5 أيام
صوت العدالة- عادل ايت بوعزة .
في زمن الصمت السياسي وتواطؤ 'السكوت مقابل المقعد'، يصبح من يمارس المعارضة الحقيقية هدفًا للاتهام والتشويش.
هذا بالضبط ما حدث مع المؤتمر الإقليمي الأخير الذي نظمته الحركة الشعبية بإقليم الحوز، حيث سارعت بعض الأصوات المحسوبة على أحزاب الأغلبية لاتهام المنظمين بـ'الركوب على معاناة الساكنة'.
لكن، علينا ان نطرح السؤال بوضوح: من يركب على من؟
هل 'الركوب' يكون بتنظيم مؤتمر سياسي إقليمي، يفتح النقاش حول مشاكل الصحة والبنية التحتية والتهميش و اعادة الإعمار ؟ أم يكون في استغلال معاناة الحوز في البلاغات الوزارية، ثم طيّ الملف بمجرد أن تنطفئ كاميرات الإعلام؟
الحقيقة أن هذه الحملة لم تكن موجهة فقط ضد المؤتمر، بل ضد الحركي محمد أوزين بالدرجة الأولى، الذي تحوّل في الشهور الماضية إلى صوت مرتفع داخل البرلمان، يُربك الحكومة بأسئلته ويفضح بطء تنفيذ الوعود، خاصة تلك المتعلقة بزلزال الحوز.
لقد كان أوزين من أوائل السياسيين الذين حذّروا من ترك الساكنة لمصيرها بعد انتهاء 'الصورة الرسمية'، وألحّ على ضرورة المرور من مرحلة التضامن إلى مرحلة الدولة الاجتماعية الفعلية، لا الشعارات. هو من كشف أن الحكومة تعِد على الورق أكثر مما تنجز في الميدان.
وهنا مكمن الإزعاج.فالحكومة التي اعتادت على برلمان صامت، وعلى معارضة شكلية، فوجئت بنائب يجرّ الملفات من رفوف التجاهل إلى واجهة النقاش. نائب لا يخشى أن يقول: 'فشلتم'، حين يكون الفشل واضحًا، ولا يجامل باسم 'الوطنية' حين تكون الوطنية في قول الحقيقة.
اتهام المعارضة بـ'الركوب على المعاناة' ليس جديدًا. إنها الذريعة القديمة التي تستخدمها كل سلطة كلما افتضح تقصيرها. فمن الأسهل دائمًا مهاجمة من يُنبه، من التوقف لمراجعة السياسات. لكن ما يُقلق فعلًا، هو أن هذه الاتهامات صدرت عن أطراف من داخل الأغلبية، وكأنهم نسوا أنهم في موقع المسؤولية، لا التعليق.
من حق أي حزب أن يعقد مؤتمره في الحوز أو غيره، ومن واجبه أن يُسمع صوت المواطن، خاصة حين يصمت من يُفترض بهم أن يُدافعوا عنه. فالديمقراطية لا تكتمل إذا حوّلنا المعارضة إلى متهم دائم، وكل من ينتقد إلى مزايد أو شعبوي.
المؤتمر الأخير لم يكن عرضًا مسرحيًا، بل لحظة سياسية، حمل فيها الحركيون رسائل واضحة: كفى صمتًا، كفى تهميشًا، وكفى تسويقًا لإنجازات غير مرئية.وإذا كان ذلك يُزعج من يفضلون الصمت الجماعي، فليكن. لأن دور السياسي ليس تقليم الحقائق لتناسب المزاج الرسمي، بل فضح التقصير وتذكير الجميع بأن المواطن في الحوز لا يعيش بالشعارات، بل ينتظر فعلًا حقيقيًا، لا مزايدات لفظية
لكن الغريب – والمقلق في آن – هو أن تُتهم الأصوات التي تنتقد وتُنبّه وتحمل همّ المواطن، بأنها تُهيّج الناس وتُغذي الاحتقان. وكأن المطلوب من السياسي اليوم، أن يُجامل الفشل، ويصمت أمام المعاناة، ويصفق للحكومة كي لا يُتهم بالشعبوية أو 'الركوب'.
في الحقيقة، هذا النوع من الخطاب – أي النقد السياسي الصريح – ليس تهييجًا، بل ممارسة ديمقراطية مسؤولة، ما دامت تستند إلى الوقائع، وتخاطب المؤسسات، وتطالب بالإصلاح، لا بالفوضى. فدور المعارضة ليس نشر الطمأنينة الكاذبة، بل تنبيه الرأي العام، ودق ناقوس الخطر حين تتراكم الاختلالات. أما الخطر الحقيقي، فهو أن يسود الصمت، ويغيب السؤال، ويُترك المواطن ليواجه مصيره وحده تحت خيام الزلزال أو في هوامش النسيان.
في بلد يُفترض أنه اختار الديمقراطية طريقًا، لا يمكن اعتبار كل خطاب صادق ومزعج بمثابة تهييج، بل هو ضمانة لليقظة الجماعية، ورافعة لإصلاح السياسات، إن كانت هناك إرادة حقيقية للإصلاح. أما من يخشى هذا النوع من الخطاب، فربما لأنه يخاف الحقيقة أكثر مما يخاف من 'الركوب' عليها.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصدر من مقاطعة الفداء: إعفاء سعيد بوناكي جاء استجابة لطلباته المتكررة من أجل اعفائه
مصدر من مقاطعة الفداء: إعفاء سعيد بوناكي جاء استجابة لطلباته المتكررة من أجل اعفائه

كازاوي

timeمنذ 29 دقائق

  • كازاوي

مصدر من مقاطعة الفداء: إعفاء سعيد بوناكي جاء استجابة لطلباته المتكررة من أجل اعفائه

أكد مصدر من مقاطعة الفداء بالدار البيضاء، أن إعفاء سعيد بوناكي،لم يكن تطهيرا للمصلحة أو عقابا له بل كان استجابة لطلباته المتكررة من أجل إعفائه ، وتمت الاستجابة لطلبه في هذا الوقت لسببين : أولهما تعيين مهندس معماري بالمصلحة من شانه أن يملا الفراغ ،ومن جهة ثانية إحالة مصطفى معرف على التقاعد بصفته مسؤلا عن الفضاء الثقافي الفداء. ويضيف ذات المصدر ،أنه إطار ترشيد تدبير العنصر البشري تم منح مسؤولية الفضاء الثقافي الفداء لسعيد بوناكي حيث أن المشاكل وضغوطات العمل بهذا الفصاء اقل بكثير من قطاع التعمير فليس من المعقول أن يعاقب الرئيس موظفا باعفائه من مهام المسوولية ويمنحه مباشرة مسولية أخرى،على حد تعبير ذات المصدر.

الحوثيون يتوعدون باستهداف سفن الشركات المتعاملة مع إسرائيل ويعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد العسكري
الحوثيون يتوعدون باستهداف سفن الشركات المتعاملة مع إسرائيل ويعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد العسكري

المغرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المغرب اليوم

الحوثيون يتوعدون باستهداف سفن الشركات المتعاملة مع إسرائيل ويعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد العسكري

هدد الحوثيون باستهداف أي سفن تابعة لشركات تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها، وذلك في إطار ما أطلقوا عليه "المرحلة الرابعة من عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل". وقال المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان إن الشركات التي ستتجاهل التحذيرات ستتعرض سفنها للهجوم بغض النظر عن وجهتها. كما أضاف سريع أن الحوثيين يحذرون كافة الشركات بوقف تعاملها مع الموانئ الإسرائيلية "ابتداء من ساعة إعلان هذا البيان". كذلك تابع: "إذا لم تستجب الشركات، فسوف تتعرض سفنها وبغض النظر عن وجهتها للاستهداف في أي مكان يمكن الوصول إليه أو تطاله صواريخنا ومسيراتنا". فيما أردف أن "العمليات العسكرية" ستتوقف فور وقف الحرب على غزة ورفع الحصار عن القطاع الفلسطيني. يذكر أنه منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بغزة في أكتوبر 2023، نفذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل وضد سفن في البحر الأحمر قالوا إنها مرتبطة بها، في خطوة أدرجوها ضمن ما سمّوه "إسناد غزة". بينما ترد إسرائيل على هجمات الحوثيين بشن ضربات على مواقعهم في اليمن. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

التامني تسائل بوريطة عن إجراءات حماية المغربي البقالي المعتقل ضمن نشطاء "حنظلة"
التامني تسائل بوريطة عن إجراءات حماية المغربي البقالي المعتقل ضمن نشطاء "حنظلة"

اليوم 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليوم 24

التامني تسائل بوريطة عن إجراءات حماية المغربي البقالي المعتقل ضمن نشطاء "حنظلة"

وجهت النائبة البرلمانية عن فيديرالية اليسار الديمقراطي، فاطة التامني، مساء أمس السبت، سؤالا كتابيا إلى وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، حول الإجراءات التي قامت وزارته باتخاذها أو تعتزم القيام بها لحماية المواطن المغربي محمد البقالي، الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية إلى جانب نشطاء أخرين كانوا على متن سفينة « حنظلة » المتوجهة لكسر الحصار على غزة. وقالت التامني إن البقالي « كان يؤدي مهمة إعلامية إنسانية تهدف إلى تغطية عملية مدنية ترمز إلى التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، ورفض الحصار المفروض على غزة »، مستنكرة ما وصفته بـ « السكوت الرسمي غير المبرر إلى حدود الساعة ». وتسائلت النائبة البرلمانية « بقلق » عن الإجراءات الرسمية المتخذة لحماية البقالي وضمان سلامته الجسدية والنفسية، مطالبة بالتدخل من أجل الإفراج الفوري عنه، « على غرار ما بادرت إليه دول أخرى من أجل مواطنيها المشاركين في نفس المهمة ». وكان أسطول الحرية قد أعلن، مساء أمس السبت، أن الجيش الإسرائيلي قام باقتحام السفينة « حنظلة » التابعة له، التي يوجد على متنها 19 ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، إلى جانب البقالي ومصور من جنسية أمريكية، وذلك بينما كانت تبحر في المياه الدولية في طريقها نحو غزة. وعقب ذلك نشر مصطفى البقالي تدوينة في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها إن شقيقه، محمد البقالي، الصحافي المغربي، ومراسل قناة الجزيرة « كان ضمن من اختطفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، في عملية قرصنة غير قانونية بالمياه الدولية، بينما كان يؤدي واجبه المهني والإنساني في تغطية رحلة سفينة حنظلة ». كما انتشر مقطع فيديو آخر، قام محمد البقالي بتصويره قبل انطلاق السفينة وأوصى بنشره في حالة اعتراضها، يطالب فيه المغرب والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتدخل لدى الاحتلال للإفراج عنه وعن النشطاء المتواجدين معه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store