logo
عبدالله: يا جابر عثرات الكرام

عبدالله: يا جابر عثرات الكرام

عمونمنذ 4 أيام
ذرفت الدمع مدراراً وأن أستمع إلى أهل غزة، وألسنتهم تلهج بعبارات الشكر إلى جلالة الملك، وإلى الشعب الأردني العظيم، وهم يحملون أكياس الطحين إلى بيوتهم لإطعام أطفالهم الجوعى، وذرفت الدمع وأنا أستمع إلى أصوات زمامير الشاحنات الأردنية وهي تنطلق في اتجاه غزة، وقلت لنفسي الثكلى المثل الشعبي القائل: "ما بِحِن على العود إلا قِشرُه"، والقشرة هي الغلاف الخارجي التي تحيط بثمار الشجر حماية لها، وغلاف الأردن ليس كغلاف الموز والتفاح والحمضيات، ليس أملساً، وإنما كقشر البندق الذي يتطلب الكسر كما كسر عبدالله ابن الحسين الحصار على أهل غزة، مرة تلو مرة، فأنقذ أرواحاً، وجبر خواطر، ومنح الأمل، وأرسل رسالة قوية مجلجلة حانية لأهل غزة الأبرار: لستم وحدكم، ولن نترككم وحدكم.
ذلك واجب وطني وإنساني قاده جابر عثرات الكرام؛ الملك الهمام، والشعب الأردني العظيم بحق، وفي مقدمته الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالتزامن فإن الأردن وجه شاحنات مساعداته إلى الإخوة المنكوبين في سوريا، وهذا هو الأردن الذي عهدته منذ كنت طفلاً، وهذا هو الأردن الذي عرف أجدادي منذ نضالات السلف من العشائر الأردنية دفاعاً عن فلسطين، ومنذ استشهاد أول الشهداء كايد بن مفلح بن جبر بن فندي العبيدات، واستشهد المئات من بعد في غير موقع في فلسطين دفاعاً عن أهلها وترابها، وروت الدماء الطاهرة باب الواد، واللطرون، والنوتردام، وقولة، وعراق سويدان، ورامات راحيل، وأزقة القدس وعند خواصر أبوابها.
ليس غريباً على الأردن هذه الشهامة، وليس دم الغزيين بغريب عن دماء أهل الأردن في شرقي النهر، وقد سمعت غلطاً ولغطاً وتشكيكاً على مدى اشهر ماضية بموقف الأردن، وأحياناً واسمحوا لي على استخدام المفردة: "بذاءة" في الحديث عن الأردن من أطراف متعددة، وبعضها للأسف من المغتربين، أو "الأغراب" من أهل البلاد في الخارج، ولم يفت ذلك عضدي قيد أنملة، ذلك أن ما ينفع الناس يبقى في الأرض، وأما الزبد فيذهب جفاءً، وعندما يصر الأردن على كسر الحصار على أهل غزة، فإنه لا يقصد أن يسجل مواقف، أو يثبت حسن نوايا وسلوك، وإنما يقوم بواجبه وكفى، ولا ينتظر من الآخرين حمداً ولا شكوراً، وإنما يقوم بما يقدر عليه في ظروف دولية شديدة التعقيد والصعوبة، لكن الأردن لا يجيد الصمت، ولا كتف الأيدي، لا الملك، ولا شعبه، ولا قواه الأمنية، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بشعب فلسطين.
حيا الله الملك جابر عثرات الكرام، والشعب الأردني كله جابر، ومعين، وسند، وكل أبنائه شرفاء مخلصين نشامى، وكل نسائه نشميات حرائر، وقد قبل الأردن بقدر كتبه الله له، أن يكون في مقدمة السدنة، وأن يكفكف الجراح ما استطاع إليه سبيلا، وسيبقى هذا البلد شامخاً قوياً كصخرة شماء لا تتزحزح، تتكسر عليها كل المؤامرات والدسائس الخبيثة التي عهدناها على مر تاريخ هذا البلد المسقوف بالعنفوان والكرامة، والوحدة الوطنية الصادقة، والمحفوظ بحفظ الله، وحيا الله مرة أخرى جابر عثرات الكرام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة
التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة

الوكيل

timeمنذ 40 دقائق

  • الوكيل

التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة

الوكيل الإخباري- ينعى وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة ،والامين العام للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة ،والامين العام للشؤون الادارية والمالية الدكتورة سحر شخاترة، ومدير التربية والتعليم للواءي الطيبة والوسطية الدكتور رعد خصاونة، بمزيد من الحزن والاسى وفاة الطالب عبد الله صالح العلاونة من طلبة الصف الرابع في مدرسة علي بن ابي طالب الأساسية للبنين. اضافة اعلان كما يتقدمون باحر مشاعر التعزية والمواساة إلى والده الزميل المعلم صالح العلاونة، سائلين المولى عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان. وكان قد انتقل الى رحمة الله الطالب عبدالله صالح العلاونة اثر حادث دهس تعرض له قبل 10 ايام مما تسبب بدخوله بغيبوبة وما لبث الا ان فارق الحياة. عبدالله هو احد مشجعي ولاعبي نادي الحسين -اربد وكان يطمح بان يصبح لاعبا كبيرا وفقا لما قال ابن عمه لـ "الوكيل الاخباري".

التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة
التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة

الوكيل

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوكيل

التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة

الوكيل الإخباري- ينعى وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة ،والامين العام للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة ،والامين العام للشؤون الادارية والمالية الدكتورة سحر شخاترة، ومدير التربية والتعليم للواءي الطيبة والوسطية الدكتور رعد خصاونة، بمزيد من الحزن والاسى وفاة الطالب عبد الله صالح العلاونة من طلبة الصف الرابع في مدرسة علي بن ابي طالب الأساسية للبنين. اضافة اعلان كما يتقدمون باحر مشاعر التعزية والمواساة إلى والده الزميل المعلم صالح العلاونة، سائلين المولى عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان. وكان قد انتقل الى رحمة الله الطالب عبدالله صالح العلاونة اثر حادث دهس تعرض له قبل 10 ايام مما تسبب بدخوله بغيبوبة وما لبث الا ان فارق الحياة. عبدالله هو احد مشجعي ولاعبي نادي الحسين -اربد وكان يطمح بان يصبح لاعبا كبيرا وفقا لما قال ابن عمه لـ "الوكيل الاخباري".

مستوطنون يهاجمون ويحرقون.. بلدة فلسطينية تحت الهجوم مجددا
مستوطنون يهاجمون ويحرقون.. بلدة فلسطينية تحت الهجوم مجددا

الرأي

timeمنذ 2 ساعات

  • الرأي

مستوطنون يهاجمون ويحرقون.. بلدة فلسطينية تحت الهجوم مجددا

هاجم مستوطنون، فجر الاثنين، بلدة الطيبة شرق رام الله، وأحرقوا مركبتين، وخطوا شعارات عنصرية على الجدران. وأفادت مصادر فلسطينية بأن مستوطنين تسللوا إلى البلدة فجر الاثنين، وهاجموا منازل فلسطينيين، وأضرموا النار في مركبتين، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، كما خطوا شعارات عنصرية على الجدار الخارجي لأحد المنازل. وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال بعدة آليات عسكرية اقتحمت البلدة عقب الهجوم. وفي 4 حزيران الماضي، أقام المستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أنقاض بيوت عائلة فلسطينية جرى تهجيرها قبل نحو عام، بعد سلسلة هجمات عنيفة، في بلدة الطيبة. وفي 7 تموز، أضرم مستوطنون النار قرب مقبرة وكنيسة القديس جاورجيوس (الخضر) التاريخية في البلدة، ما أثار ردود فعل كنسية ودولية واسعة، والتي نددت باعتداءات المستوطنين على المقدسات ودور العبادة. وفي 14 تموز، زار عدد من بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، ودبلوماسيون من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، بلدة الطيبة، في ظل التصاعد الخطير في اعتداءات المستوطنين على البلدة، وممتلكاتها، ومقدساتها، خاصة الكنائس والمقابر المسيحية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store