logo
أبو الغيط كشف لـ"نداء الوطن" عن أخطر موقف للشرع

أبو الغيط كشف لـ"نداء الوطن" عن أخطر موقف للشرع

العربية٢٠-٠٤-٢٠٢٥

كانت صدفة غير متوقعة أن تلتقي "نداء الوطن" الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال زيارته الأخيرة لبيروت. تحقق اللقاء عندما كان المسؤول العربي الكبير يتنزّه على الواجهة البحرية عشية مشاركته في مؤتمر "الاسكوا" الذي رعاه رئيس الجمهورية جوزاف عون بالحضور والكلام.
افتتحت "نداء الوطن" الحوار في حضور مساعد الأمين العام السفير حسام زكي وعدد من مرافقي الأمين العام باستعادة المذكرات التي نشرها أبو الغيط قبل أعوام قليلة والتي بلغت طبعاتها عندما تلقى كاتب هذه السطور نسخة عنها في نيسان 2022، إحدى عشرة طبعة. حمل الكتاب الأول عنوان "شاهد على الحرب والسلم". وحمل الكتاب الثاني من هذه المذكرات عنوان "شهادتي السياسة الخارجية المصرية 2004-2011". وصدرت هذه المذكرات عن "دار نهضة مصر".
وانطلق الحوار من زاوية لا بد من إظهارها ألا وهي أن المذكرات تمثل خطوة نادرة في العالم العربي منذ أكثر من نصف قرن التي يمتلك فيها المسؤول شجاعة إبلاغ القارئ اسراراً عاشها. فكيف الحال أن يبوح بهذه الأسرار من وصل في مساره الدبلوماسي إلى أعلى الهرم الدبلوماسي في مصر، وزيراً للخارجية ثم لينتقل بعد ذلك الى موقع الأمين العام لجامعة الدول العربية ولا يزال إلى اليوم.
بلغت حصّة لبنان في هذه المذكرات قدراً كبيراً كمّاً ونوعاً. ويمكن للمرء أن يتصوّر لو أنّه جرى العمل على هذه المذكرات مجدداً لكي يتم نشر ما ورد فيها حول لبنان من قريب أو بعيد. وسيتبيّن عندئذ أنه سيكون بين أيدينا كتاب يحمل على سبيل المثال عنوان "شهادة أبو الغيط : لبنان في أخطر مراحل تاريخه الحديث".
ما باح به الأمين العام لجامعة الدول العربية لـ"نداء الوطن" من معطيات قبل أيام، يضيف معطى مهم عمّا كان يدور في لبنان وخارجه قبل 21 عاماً. ولا ضير في استعادة ما كتبه أبو الغيط حول تلك المرحلة قبل ذكر هذه المعطيات.
جاء في المذكرات: "بدأت اتصالاتي مع السوريين بموافاتهم بتقرير مهم وصل إلينا من بعثتنا في نيويورك حول نوايا فرنسية وأميركية ضد سوريا بالنسبة للقرار 1559 الخاص بالوضع في لبنان. ثم التقيت وزير خارجية سوريا (وليد المعلم) بالقاهرة حيث تناولنا بالتقييم المشترك الوضع في لبنان، وأهمية أن تتحسب سوريا من احتمالات إثارة المشاكل لها في لبنان أو على حدودها مع العراق بسبب مواقفها مع إيران وتجاه العراق. وكان الهدف تنبيههم ونصحهم وليس تحذيرهم أو العمل ضدهم. والتقيت في أيلول 2004 رفيق الحريري الذي كان بطبيعة الحال، يؤيد كل متطلبات القرار 1559، سواء الانسحاب (السوري) من لبنان، أو تناول موضوع سلاح "حزب الله". وأخذ الحريري يعبّر عن إنتقادات حادة لسوريا رغم سعيه للحفاظ على علاقات عمل معها".
أضاف أبو الغيط: "أصبحت الاتصالات المصرية السورية ذات إيقاع عال. وفي زيارة الى دمشق، إلتقيت الرئيس بشار الأسد في بداية شباط 2005، وكان هناك الكثير من الاحاديث عن عودة سوريا وإسرائيل للمفاوضات المتوقفة منذ عام 2000. واستفسرت من الأسد عن الموقف في هذا الشأن، فأفاد بأنه يبلغ الجميع باستعداده للعودة الى المفاوضات، ولكن من النقطة التي توقفت عندها في السابق، في إشارة الى ما سبق أن حصلت عليه سوريا من إسرائيل بخصوص خط الحدود والانسحاب من الجولان... كان الطرح السوري، طبقاً لتحليلي للموقف، هو محاولة تفادي الضغوط الغربية المتصاعدة ضدّ دمشق في مسألة الانسحاب من لبنان، واستخدام المفاوضات مع إسرائيل لتهدئة التحركات الأميركية ضدّها بسبب الوضع العراقي".
وتابع أبو الغيط: "وقع اغتيال رفيق الحريري يوم 14 شباط 2005 أثناء وجودي في واشنطن (14 شباط بتوقيت الشرق الأوسط). وكان تقييمي أن هذه الجريمة ستكون لها إنعكاساتها على الموقف في لبنان، وستمثل فرصة للولايات المتحدة وحلفائها في المزيد من الضغط على سوريا بشكل غير مسبوق. وأتلقى إتصالاً تلفونياً من فاروق الشرع (وزير الخارجية السوري) قبل دقائق من لقائي مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، يطلب فيه نقل رسالة سورية بضرورة ألا تكون ردود الأفعال الأميركية متعجلة، وأنهم في سوريا، ليس لهم أي صلة بهذا الاغتيال. وأنقل الرسالة الى الوزيرة الأميركية، ويجيء التعليق، برفض الموقف السوري والتقليل من مصداقيته. ويحضر فاروق الشرع للقاهرة بعد عودتي من واشنطن بعدة أيام. وأقول له أن على سوريا التحرّك بإيجابية في موضوع تنفيذ القرار في موضوع تنفيذ القرار 1559، وأن ردود الفعل في واشنطن، كانت غير إيجابية في مواجهة سوريا.
وأضيف ان عدم البدء في تنفيذ متطلبات القرار، سيؤدي الى مشاكل لهم في العالم العربي، وأن إغتيال الحريري، سيستخدم كمبرّر للهجوم عليهم. ويرد الشرع، بأنهم سيتفاعلون مع القرار، لكن سوريا لا تنوي الانسحاب من كل لبنان، بل ستبقى داخل البقاع لحين التوصل الى تسوية للنزاع العربي الإسرائيلي أو السوري الإسرائيلي، إذ أن تخلّي دمشق عن هذه المنطقة، سيسهّل على إسرائيل القيام بعمليات عسكرية تهدّد سوريا من هذه المناطق. وأذكر لفاروق الشرع، أن الاميركيين يتحدثون عن التنفيذ الفوري للقرار، في حين أن فرنسا تظهر بعض المرونة، حيث تتحدث عن التدرج في التنفيذ. ويصمّم فاروق الشرع على رؤيته التي نقلها الى الرئيس مبارك معه. وأتحدث من جانبي مع الرئيس مبارك، قائلاً: إنّني إطلعت على نوايا سيئة تجاه سوريا بواشنطن، وأن وجود الأميركيين في العراق، هو عنصر مهم يجب ألا يغيب عن السوريين. ويعقّب الرئيس مبارك بتسخيف الموقف السوري من البقاء في البقاع، بإعتباره مطلباً دفاعياً حيوياً لسوريا، ويقول إن إسرائيل، إذا ما رغبت في مهاجمة سوريا، فهي لن تستخدم القوات البرية، ولا يتصور انها ستسعى لدخول دمشق، أو فرض معاهدة سلام على سوريا من خلال المزيد من إحتلال الأراضي السورية، بل ستقوم بعمليات جوية ضد الأهداف السورية الحيوية، وبما يضعف النظام السوري".
وأردف أبو الغيط قائلا :"يلتقي الرئيسان السوري والمصري في القمة العربية بالجزائر، ويتحدث الرئيس مبارك، في حضوري وحضور وزير خارجية سوريا، مع الأسد ناصحاً وبقوة أن تنسحب سوريا من لبنان تنفيذاً للقرار 1559. ويقول الأسد انه يحتاج لشهور لكي يوجد مقار داخل سوريا للقوات المنسحبة، ويرد عليه الرئيس المصري: نواياهم سيئة تجاهك، وعليك ان تتحرّك، وسنساعدك للتوصل الى ما يؤمّن سوريا. ونغادر إلى باريس لمقابلات رئاسية مصرية-فرنسية، ونطلب من الفرنسيين عدم الضغط الحاد على سوريا التي نعتقد أنها ستنفذ القرار، وكذلك نيتها في تنفيذ كل عناصر إتفاق الطائف عام 1989. وأقوم بزيارة إضافية لدمشق من الطمأنة والتنسيق مع سوريا، وأستشعر وجود قدر من العصبية لدى السوريين مع تأكيد نيتهم في تنفيذ الانسحاب من لبنان طبقاً للقرار 1559".
واستطرد أبو الغيط: "كان الصبر الأميركي في علاقته بسوريا واتهامها بالتدخل في العراق يقترب من النفاد. واخذت الاتهامات تنهال على السوريين ومسؤوليتهم في تدبير إغتيال رفيق الحريري، وأن معلومات المحققين الدوليين تشير الى مسؤولية شخصيات معينة في دائرة الحكم في سوريا لهم يد في قضية الحريري".
ويختم أبو الغيط في مذكراته ما يتعلق باغتيال الحريري قائلاً: "في لقاء مع ستيفن هيدلي، مستشار الامن القومي الأميركي الذي حلّ مكان رايس، ذكر في نهاية أيلول 2005، أن الولايات المتحدة تأمل في سقوط الأسد الذي يسمح بتسرّب عناصر عربية وإسلامية عبر الحدود الى العراق، وأن هذه العناصر هي المسؤولة عن أعمال القتل الجارية".
فتش عن ايران في لبنان
ماذا أضاف أبو الغيط الى هذه التفاصيل المثيرة حول الجريمة التي أحدثت زلزالا في لبنان والمنطقة؟ يقول لـ"نداء الوطن" الآتي: "سمعت من وزير خارجية سوريا وليد المعلم خلال لقاء لي مع الرئيس بشار الأسد في دمشق يقول إن ايران ضالعة في كل ما حدث في لبنان" في أعقد عامين مرت بسوريا (2004 - 2005) ما يعني ان ايران متورّطة حتى في اغتيال رفيق الحريري.
أحمد الشرع وأنور السادات
اصبح الأسد اليوم في منفاه الروسي، وحلّ مكانه نظام جديد على رأسه أحمد الشرع. ونقلت "نداء الوطن" الى أبو الغيط وقائع حوار حصل بين الرئيس السوري الجديد وبين رئيس حكومة لبنان السابق نجيب ميقاتي عندما زار سوريا في نهاية رئاسته للحكومة السابقة. وكانت المفاجأة عندما تولّى أبو الغيط الحديث ليقول إن ميقاتي نقل له وقائع الحوار الذي دار بينه وبين الشرع.
فقد بادر الأخير، أي الشرع، إلى سؤال ضيفه، أي ميقاتي: "هل تعتبر الرئيس المصري الراحل أنور السادات خائناً أم وطنياً؟". وبدا ميقاتي وكأنّه قد أخذ على حين غرة. وخلال فترة تردّد سيطرت على رئيس الحكومة اللبنانية بادر الرئيس السوري الى الجواب بنفسه على السؤال الذي طرحه، فقال: "إن الرئيس السادات كان وطنياً عندما أعاد الأراضي المصرية التي احتلتها إسرائيل وهو ما لم نستطع القيام به من خلال كل الوسائل التي جرّبناها حتى اليوم".
يعتقد كثيرون ان ما قاله الشرع في السادات هو أخطر موقف من موضوع السلام مع إسرائيل. وينطوي هذا الموقف على دلالات تتصل بمستقبل العلاقات بين سوريا وإسرائيل وهو موقف غير مسبوق في تاريخ سوريا الحديث.
يبقى القول، إن وقائع ما دار بين ميقاتي والشرع فتح نافذة ليقول أبو الغيط عبرها لـ"نداء الوطن" ما لم يرد في مذكرات ناهزت الألف صفحة. فقال: "كانت لدى السادات الشجاعة ليقوم بما عجز عنه سلفه الرئيس عبد الناصر. فقد خسر الأخير الحرب عام 1967. لم يستطع ان يفعل ما قام به السادات بسبب فارق هو ان عبد الناصر كان مثقلاً بتجارب قيّدته. أما السادات فقد بلغ الرئاسة وهو متحرّر من أيّ ماض. وذهب بشجاعة الى الاتفاق الذي أعاد كل شبر من أراضي مصر المحتلّة بعد انتصار حققته مصر في حرب عام 1973". وشرح أبو الغيط ان السادات حسم تردد القيادة العسكرية المصرية التي كانت تريد ارجاء قرار عبور القوات المصرية قناة السويس بالاصرار على انجاز العبور.
تعني الشجاعة الكثير عند من يكون في موقع المسؤولية. استحضر أبو الغيط الأمر على الواجهة البحرية لبيروت. فبدا ان هناك قدراً من الشجاعة ان يضيف من هو في مركز يتطلب اكبر قدر من الدبلوماسية هذه الإضافة الى مذكراته. ولعلّ لبنان قد فاز من هذه المذكرات هذا البوح بأسرار أخطر 20 عاماً عاش ويلاتها هذا البلد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"حزب الله" يواجه دعوات نزع سلاحه بتعزيز نفوذه عبر الانتخابات
"حزب الله" يواجه دعوات نزع سلاحه بتعزيز نفوذه عبر الانتخابات

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

"حزب الله" يواجه دعوات نزع سلاحه بتعزيز نفوذه عبر الانتخابات

وسط أنقاض خلفها القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان، تحث ملصقات دعائية الناخبين على التصويت لجماعة "حزب الله" في الانتخابات البلدية غداً السبت، وسط مساعي الجماعة إلى إظهار أنها لا تزال تتمتع بنفوذ سياسي على رغم الضربات الموجعة التي تلقتها العام الماضي في الحرب مع إسرائيل. والانتخابات البلدية بالنسبة إلى "حزب الله" أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ تتزامن مع تزايد الدعوات إلى نزع سلاح الجماعة واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وفي وقت لا يزال فيه كثير من قاعدتها الانتخابية من الشيعة يئنون تحت وطأة تداعيات الصراع. ومضت بالفعل ثلاث جولات انتخابية أجريت هذا الشهر بصورة جيدة بالنسبة إلى الجماعة المدعومة من إيران. وفي الجنوب لن تكون هناك منافسة في كثير من الدوائر، مما يمنح "حزب الله" وحلفاءه انتصارات مبكرة. وقال علي طباجة البالغ من العمر 21 سنة "بالدم نريد أن ننتخب"، في إشارة إلى ولائه لـ"حزب الله"، وسيدلي طباجة بصوته في مدينة النبطية بدلاً من قريته العديسة بسبب ما لحق بها من دمار، وأضاف "العديسة صارت صحراء، راحت كلها، لم يعد فيها شيء". ويعكس مشهد الأنقاض في الجنوب التداعيات المدمرة للحرب التي بدأت مع قصف جماعة "حزب الله" لإسرائيل "إسناداً" لحركة "حماس" مع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتطور الأمر إلى أن بلغ ذروته بهجوم إسرائيلي واسع النطاق. وباتت الجماعة أضعف مما كانت عليه في السابق بعد مقتل قيادتها وآلاف من مقاتليها وتضاؤل ​​نفوذها على الدولة اللبنانية بصورة كبيرة وتزايد نفوذ خصومها في البلاد. وفي مؤشر إلى مدى انقلاب الموازين، أعلنت الحكومة الجديدة أنها تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة مما يعني ضرورة نزع سلاح "حزب الله" كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث، إن نتائج الانتخابات تشير بناء على ذلك إلى أن "الحرب لم تحقق هدفها المتمثل في خفض شعبية 'حزب الله'... بل على العكس، يشعر كثير من الشيعة الآن بأن مصيرهم مرتبط بمصير الحزب"، وأضاف "هذا (الأداء الذي يظهره 'حزب الله' في الانتخابات) مهم فعلاً... فهو يُظهر أنهم لا يزالون يمثلون الغالبية العظمى من الشيعة ويؤكد حقيقة أن أية محاولة من أطراف لبنانية أخرى لنزع سلاحهم بالقوة قد تُعد خطوة ضد مجتمع (الشيعة)، مما قد يهدد السلم الأهلي". وكثيراً ما كان سلاح الجماعة مصدر انقسام في لبنان مما أشعل فتيل اقتتال قصير عام 2008، ويقول منتقدون إن "حزب الله" جر لبنان إلى صراعات على نطاق أوسع في الشرق الأوسط. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى إجراء حوار مع "حزب الله" في شأن إستراتيجية للدفاع الوطني، وهو ما يعني مناقشة سلاح الجماعة، لكن المحادثات لم تبدأ بعد. وقال وزير الخارجية يوسف راجي، وهو معارض لـ"حزب الله"، إن لبنان أُبلغ بأنه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب لإعادة الإعمار لحين حصر السلاح بيد الدولة. من ناحيته، ألقى "حزب الله" بعبء إعادة الإعمار على عاتق الحكومة، واتهمها بالتقصير في اتخاذ خطوات تجاه هذا الأمر على رغم وعود الحكومة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه بينما تشارك واشنطن في دعم إعادة الإعمار المستدامة في لبنان "فإن هذا لا يمكن أن يحدث من دون تخلي 'حزب الله' عن سلاحه". وأضاف رداً على سؤال من "رويترز"، "لقد أوضحنا أيضاً أن الشفافية والإصلاح الاقتصادي هما السبيل الوحيد لزيادة الاستثمار والتعافي الاقتصادي للبلاد". شروط نزع السلاح تقول الجماعة إنه لا يوجد أي سلاح لها حالياً في الجنوب، لكنها تربط أي نقاش عما تبقى من ترسانة أسلحتها بانسحاب إسرائيل من خمسة مواقع لا تزال تسيطر عليها وبوقف الهجمات الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إن "حزب الله" لا يزال يمتلك بنية تحتية قتالية في الجنوب تضم منصات إطلاق صواريخ، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك صارخ للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن إعادة الإعمار لن تتحقق إذا استمرت إسرائيل في القصف وإذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية بالسرعة الكافية لنزع السلاح، ويريد المانحون أيضاً أن يقوم لبنان بإصلاحات اقتصادية. وقال رئيس مجلس الجنوب، هاشم حيدر، إن الدولة ليس لديها الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، لكنه أشار إلى أن هناك تقدماً في رفع الأنقاض. ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، يحتاج لبنان إلى 11 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي. وتشير كومة من الأنقاض في النبطية إلى مكان متجر خليل ترحيني (71 سنة) الذي كان بين عشرات المتاجر التي دمرها القصف الإسرائيلي في سوق النبطية. ولم يحصل ترحيني على أي تعويض، ولا يرى جدوى من التصويت، وقال "الدولة لم تقف إلى جانبنا"، في تعبير عن شعوره بالخذلان. لكن الوضع كان مختلفاً تماماً بعد حرب سابقة بين "حزب الله" وإسرائيل عام 2006 حين تدفقت المساعدات من إيران ودول الخليج العربية. وقال "حزب الله" إنه ساعد 400 ألف شخص ودفع كلف الإيجار والأثاث وترميم الأضرار، لكن المستفيدين يقولون إن الأموال المتاحة له تبدو أقل بكثير من عام 2006. واتهم "حزب الله" السلطات الحكومية بعرقلة وصول الأموال القادمة من إيران على رغم أن طهران تعاني أيضاً ضائقة مالية أكبر مما كانت عليه قبل عقدين، بسبب تشديد الولايات المتحدة العقوبات التي تفرضها عليها وعودتها من جديد لسياسة ممارسة "أقصى الضغوط". أما دول الخليج فقد توقفت مساعداتها للبنان مع انخراط "حزب الله" في صراعات إقليمية وتصنيفها له منظمة إرهابية عام 2016، وأيدت السعودية موقف الحكومة اللبنانية بأن تكون المتحكم الوحيد في السلاح. وقال النائب البرلماني عن "حزب الله"، حسن فضل الله، إن توفير تمويل لإعادة الإعمار يقع على عاتق الحكومة، واتهمها بالتقصير في اتخاذ "أية تحركات فعالة في هذا السياق". وحذر من أن هذه المسألة قد تفاقم الانقسامات في لبنان إذا لم تُعالج، وتساءل "هل يمكن أن يستقر جزء من الوطن وجزء آخر يتألم؟ هذا لا يستقيم" في إشارة إلى الشيعة في الجنوب ومناطق أخرى، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت التي يُهيمن عليها "حزب الله"، وتضررت بشدة من قصف إسرائيل.

مشاهد جديدة لعشرات المنازل المدمرة جراء انفجارات مخازن أسلحة حوثية بصنعاء
مشاهد جديدة لعشرات المنازل المدمرة جراء انفجارات مخازن أسلحة حوثية بصنعاء

حضرموت نت

timeمنذ 8 ساعات

  • حضرموت نت

مشاهد جديدة لعشرات المنازل المدمرة جراء انفجارات مخازن أسلحة حوثية بصنعاء

أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بأشد العبارات الجريمة المروعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي التابعة لإيران، جراء تخزينها أسلحة داخل أحد المنازل في حي سكني مكتظ بمنطقة صرف، مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء. وأسفرت هذه الجريمة، وفق حصيلة أولية، عن استشهاد 40 مواطناً وإصابة المئات، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل، وسط تعتيم إعلامي تفرضه المليشيا. وقال الإرياني إن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها خلال الساعات الماضية، حيث وقعت جريمة مماثلة بعد انفجار صاروخ فشلت المليشيا في إطلاقه من محيط مطار صنعاء. وأكد أن ذلك يعكس إصرار الحوثيين على عسكرة المدن وتحويل الأحياء السكنية والمرافق المدنية إلى مخازن أسلحة ومنصات لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، في سلوك يشبه ما تمارسه ميليشيا حزب الله في لبنان، مما يعرض حياة المدنيين ومقدرات الدولة لخطر دائم. وأرفق الإرياني، تصريحاته على منصة إكس، بمشاهد جديدة توثق جانبا من الأضرار الناجمة عن الانفجارات داعيًا المواطنين في مناطق سيطرة المليشيا إلى رفض تحويل أحيائهم إلى مخازن أسلحة، وحث كل من يعلم بوجود مستودع أسلحة في منطقته على التحرك فوراً مع جيرانه لإزالته، تفادياً لتكرار مثل هذه المآسي التي شهدتها منطقة صرف. وأكد أن ما حدث ليس مجرد انفجار عرضي، بل جريمة حرب مكتملة الأركان ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين. وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ'المشهد اليمني' عن وقوع ثلاثة انفجارات متتالية في منطقة صرف والمناطق المجاورة عند الساعة التاسعة صباح الخميس، بالتزامن مع تواجد مسافرين في مطار صنعاء قبيل إقلاع رحلة لطيران اليمنية إلى العاصمة الأردنية عمّان. ووثّق المسافرون الانفجارات، معتقدين في البداية أنها قصف جوي. وأوضحت المصادر أن الانفجارات وقعت في هناجر مخصصة لتخزين الأسلحة والذخائر، بما في ذلك قذائف الهاون والرشاشات والقنابل، إضافة إلى انفجار في بدروم عمارة سكنية تقطنها عدة أسر. وأشارت المصادر إلى وفاة حوالي ثلاث أسر بالكامل، وتم نقل الضحايا إلى المستشفى الجمهوري ومستشفى الشرطة، إضافة إلى إصابة أعداد كبيرة لم تُحدد بدقة. وكان المستشفى الجمهوري قد أصدر بياناً صباح الخميس بشأن ضحايا الانفجارات، قبل أن يتم حذف البيان من صفحته على فيسبوك بعد تأكد الجهات المختصة من عدم وقوع غارات جوية. وأكدت المصادر أن مليشيا الحوثي قامت بعزل المنطقة بالكامل، وشرعت في تفتيش الداخلين والخارجين منها لمنع تسرب المعلومات عن الحادث. ولم تعلق المليشيات عن الكارثة حتى هذه اللحظة.

رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من الامين العام لجامعة الدول العربية بمناسبة العيد الوطني 22 مايو
رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من الامين العام لجامعة الدول العربية بمناسبة العيد الوطني 22 مايو

حضرموت نت

timeمنذ 17 ساعات

  • حضرموت نت

رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من الامين العام لجامعة الدول العربية بمناسبة العيد الوطني 22 مايو

عدن – سبأنت تلقى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية تهنئة من الامين العام لجامعة الدول العربية، احمد ابو الغيط، بمناسبة العيد الوطني الـ 35 للجمهورية اليمنية 22 مايو. وقال ابو الغيط في البرقية 'يشرفني ان اتوجه الى فخامتكم بأصدق التهاني، واطيب التمنيات بمناسبة اليوم الوطني للجمهورية اليمنية، داعياً الله العلي القدير ان يحفظكم ويرعاكم وان يعيد هذه المناسبة على فخامتكم بموفور الصحة والسعادة، وعلى شعب اليمن الكريم، بمزيد من التقدم ودوام الازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة'. واضاف' انني على يقين في انكم ستواصلون بكل اقتدار وحكمة، الجهود الرامية الى حل سياسي للازمة اليمنية بما يلبي طموحات الشعب اليمني ويرعى مصالح اليمن الوطنية'. وجدد ابو الغيط، حرص جامعة الدول العربية على تسخير كافة طاقاتها للتعاون مع اليمن وحكومته في كل ما من شأنه ان يحقق له ولامتنا العربية الرفعة والتقدم والازدهار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store