
العودة إلى نقطة الصفر!
حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 بدأت مرحلة جديدة None - Existential، وللمرة الأولى التقى عرب مصريون وسوريون من أجل وقف إطلاق النار وفصل القوات عن بعضها بعضاً؛ وقام الرئيس أنور السادات بزيارة القدس في ملحمة انتهت بأول معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل. كانت هناك الوساطة الأميركية التي بحثت كيف تكون الحرب آخر الحروب؛ ولكن ما حدث كان أن هناك حروباً ليست بالضرورة بين إسرائيل ودول عربية؛ وإنما دخل على خط التناقض التاريخي منظمات سياسية - عسكرية مثل منظمة التحرير الفلسطينية وبجوارها، وليس بالضرورة متحالفاً معها، منظمات في اليسار واليمين تقوم بدور المقاومة التي امتدت من خطف الطائرات إلى دول عربية أخرى مثل لبنان؛ بينما أخذت شكل الانتفاضة داخل فلسطين.
حرب أخرى لتحرير الكويت ورافقها انتهاء الحرب الباردة، قام الرئيس الأميركي جورج بوش الأب بعقد مؤتمر مدريد لكي يسفر عن شبكة من المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف، وانتهت إلى سلام أردني - إسرائيلي، وما عُرف باتفاق أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، ودخل ياسر عرفات إلى أرض فلسطين. مر عقدان بعد ذلك حتى أقامت دول عربية أخرى معاهدات سلام مع إسرائيل.
تغير الموقف على هذه الحالة جعل ميزان الصراع يميل إلى صنع السلام بخاصة أن «الربيع العربي» أسفر عن اتجاه إصلاحي يعطي الأولوية لعمليات البناء الداخلي والحداثة وتجديد الفكر الديني والمدني في أكثر من دولة عربية، ومن ثم بات من الضروري إعطاء الاهتمام لتسوية الصراعات الإقليمية بما فيها القضية الفلسطينية.
ولكن «الربيع» أسفر على الجانب الآخر وبتشجيع من إيران ما عرف بتيار المقاومة والممانعة.ثم جاء هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي قامت به «حماس»، ونشبت على أثره «حرب غزة الخامسة» التي ما زالت جارية وجوهرها السعي الإسرائيلي لإعادة احتلال غزة، وإعادة بناء المستوطنات فيها، وفوق ذلك كله إجلاء الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية أيضاً. كانت إسرائيل قد تغيرت، ومع «الربيع الإسرائيلي» لمقاومة محاولات الوزارة الإسرائيلية لتغيير دور المحكمة العليا، فإن تياراً محافظاً وتوراتياً بات مصمماً على غزو غزة والضفة الغربية وإجلاء أهلها أو الجزء الأكبر منها إلى خارج فلسطين.
تدريجياً، عاد الصراع إلى صورته الوجودية الأولى التي امتدت إلى ساحات جديدة في البحر الأحمر، وإيران، والعراق، وسوريا، واليمن ولبنان؛ وفيما عدا مشاركة مصر وقطر في الوساطة بين «حماس» وإسرائيل؛ فإن القضية برمتها جرى تسليمها للولايات المتحدة التي باتت جزءاً من عملية السلام والحرب أيضاً!الحقيقة الآن هي أن الصراع بأكمله أولاً اتسع لكي يشمل إيران التي أحضرت معها السلاح النووي؛ وثانياً أنه بات إقليمياً نتيجة الفواعل من غير الدول؛ وثالثاً أنه بات مطلاً على عملية إعادة ترتيب المنطقة العربية الشرق أوسطية كما تجري مشاهدها الجغرافية والديموغرافية في سوريا، ولبنان، والضفة الغربية وغزة. الحقيقة أيضاً أنه رغم الأهمية الكبرى للولايات المتحدة في الصراع، فإنها لم تكن نافذة إلا في المراحل الأولية للسلام من وقف القتال إلى فصل القوات. الواقع هو أن السلام تم في معظم الأوقات من داخل الإقليم بعد أن ذهب الرئيس السادات إلى القدس ليكون السلام المصري - الإسرائيلي، وبعد أن استخدم الملك حسين ترتيبات مؤتمر مدريد لكي يعقد السلام الأردني - الإسرائيلي، وبعد أن اتخذ ياسر عرفات مسار مفاوضات أوسلو كانت الخطوة الأولى في السلام الفلسطيني.
ومع الامتداد الإيراني إلى أربع عواصم عربية وجدت الإمارات والبحرين سبيلاً للمواجهة في نوع من التطبيع؛ ونتيجة ظروف محلية في السودان ووجوده على قائمة الإرهاب حدث الأمر نفسه. وهكذا، فإذا كان السلام كما الحرب لا يأتي إلا إقليمياً فما هو الطريق الموصل لهذا الأمر لمواجهة الحالة المنذرة التي يعيشها الإقليم التعيس!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 17 دقائق
- الشرق الأوسط
«حماس»: لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والتجويع
قال رئيس حركة «حماس» في غزة، خليل الحية، اليوم (الأحد)، إنه لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع، مشيراً إلى أن الحركة فوجئت بانسحاب إسرائيل من جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة. وأضاف الحية في بيان: «نقول بوضوح، لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة، وإن إدخال الغذاء والدواء فوراً وبطريقة كريمة لشعبنا، هو التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات، ولن نقبل أن يكون شعبنا ومعاناته ودماء أبنائه ضحية لألاعيب الاحتلال التفاوضية، وتحقيق أهدافه السياسية». وتابع: «نرفض المسرحيات الهزلية التي تسمى بعمليات الإنزال الجوي، والتي لا تعدو كونها دعاية للتعمية على الجريمة، ولا أدل على ذلك من أن كل 5 عمليات إنزال جوي تساوي شاحنة صغيرة». ومضى يقول إن «إسرائيل تصر على أن تبقى آلية المساعدات التي حولتها لمصايد موت، والتي تسببت في قتل وجرح الآلاف من الفلسطينيين، كذلك تصر على أخذ منطقة واسعة من رفح لإقامة منطقة عزل للنازحين تمهيداً للتهجير».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«اختراقات إنسانية» في غزة... هل تمهّد لاتفاق «هدنة»؟
على نحو منفرد ومفاجئ، أعلنت إسرائيل عن ممرات إنسانية جزئية في قطاع غزة، بعد يومين من انسحابها رفقة الوسيط الأميركي من مفاوضات الهدنة في قطاع غزة بهدف التشاور، عقب رفض رد من «حماس» على مقترح للتهدئة، مع التلويح بالبحث عن «خيارات بديلة» لاستعادة الرهائن. ذلك المشهد الإنساني الذي تريد إسرائيل تصديره للعالم مع ضغوط دولية رافضة للمجاعة بالقطاع، تزامن مع حديث أميركي عن «تقدم» بالمفاوضات، ويراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» يحمل مخاوف أكثر وسيناريوهات محدودة، قد تقود لهدنة إذا أرادت واشنطن. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، الأحد، أنه قرر تعليق عمليته العسكرية كل يوم لمدة عشر ساعات في مناطق محددة بغزة، وسيسمح بفتح ممرات جديدة للمساعدات في القطاع بعد أن أثارت صور الفلسطينيين الجائعين قلق العالم، في حين نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن أحد مصادرها قوله إن «إسرائيل اتخذت قرار الهدنة الإنسانية المحدودة بسبب الضغط الدولي»، دون أن تكشف مدة تلك الهدنة. فلسطينية تحمل كيس مساعدات جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب) وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، الأحد، بأن المساعدات بدأت تتحرك من معبر رفح الحدودي من الجانب المصري باتجاه غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي يقع تحت السيطرة الإسرائيلية. وقالت منظمات الإغاثة، الأسبوع الماضي، إن الجوع يتفشى بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مع نفاد الغذاء، في حين أكدت وزارة الصحة في القطاع أن العشرات من سكان غزة توفوا بسبب سوء التغذية في الأسابيع القليلة الماضية. وأضافت أن 127 شخصاً في المجمل ماتوا بسبب سوء التغذية، من بينهم 85 طفلاً، منذ بداية الحرب. يأتي هذا القرار الإسرائيلي بعد يومين من إعلان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عودة فريقهما من الدوحة التي تستضيف مفاوضات منذ 6 يوليو (تموز) بشأن غزة، بهدف التشاور، والحديث عن دراسة «خيارات بديلة» لعودة الرهائن. فلسطينيون يسحبون أسطوانة غاز من موقع غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين (أ.ف.ب) وبالتزامن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، إن الحركة «لم تكن تريد التوصل إلى اتفاق. أعتقد أن (قياداتها) يريدون الموت، وهذا أمر سيئ للغاية، لقد وصل الأمر إلى نقطة لا بد فيها من إنهاء المهمة». ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، سعيد عكاشة، أن إعلان إسرائيل بشأن المساعدات محاولة لتقليل الضغوط الدولية على نتنياهو، مرجحاً أن تكون تلك الخطوة لجذب انتباه العالم إعلامياً لهدنة إنسانية، في حين أنه في الكواليس تكون إسرائيل وواشنطن تعد لعملية عسكرية واسعة لمزيد من الضغط على «حماس» للقبول باتفاق دون شروط. وأوضح عكاشة أن تلك الهدنة الإنسانية ستروج أن إسرائيل لا تستهدف المدنيين، وستكون ذريعة للعملية العسكرية، لإنهاء ورقة المجاعة التي لعبت عليها «حماس» ولاقت تأييداً دولياً، وبدء ضغوط إضافية على الحركة الفلسطينية، وربما تكون تلك الخطوة من ضمن البدائل التي كانت تتحدث عنها واشنطن وإسرائيل. وهذا ما أكده بالفعل رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما قال إنه على الأمم المتحدة أن تتوقف عن إلقاء اللوم على حكومته بشأن الوضع الإنساني في غزة، بعد إعلان الجيش فتح طرق آمنة لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر. فلسطينيون يحملون أجولة طحين بمدينة غزة يوم الأحد (د.ب.أ) وأضاف نتنياهو خلال تفقده قاعدة جوية، الأحد، أن الأمم المتحدة «تختلق أعذاراً، وتقول إنه ليست هناك طرق آمنة». وتابع: «هذا غير صحيح. هناك طرق آمنة. لطالما كانت موجودة، لكنها (اليوم) أصبحت رسمية. لن تكون هناك أعذار بعد الآن». المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، يرى أن «السلوك الإسرائيلي الأخير يثير تساؤلات جدية: هل هو توجّه حقيقي نحو إدخال المساعدات أو مجرّد مناورة تضليلية؟». ولفت إلى أن الحركة الفلسطينية «لا تمانع أي خطوة تؤدي إلى إدخال المساعدات، لكنها تظل حذرة من أي محاولة غدر أو خداع، خاصة في ظل التهديدات العلنية الصادرة عن الاحتلال الإسرائيلي بشأن تنفيذ عمليات اغتيال بحق قيادات الحركة في الخارج». وتغيرت واشنطن من الوعيد للتفاؤل. وقال ويتكوف، خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، إن المفاوضات مع «حماس» قد «بدأت تعود إلى مسارها». وفي تصريحات للقناة ذاتها، أبدى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب. ولفت إلى أن ويتكوف يعمل على الملف منذ أسابيع، وقد تم إحراز «تقدم كبير» في المفاوضات، وهم «باتوا قريبين جداً» من اتفاق. وكانت «القاهرة الإخبارية» قد نقلت، الجمعة، عن مصدر مصري أن اتصالات مكثفة جرت بين الوسيطين المصري والقطري للتشاور بخصوص آخر مستجدات المفاوضات التي «ستستأنف الأسبوع (الجاري) بعد دراسة عرض (حماس)». وأكد عضو فريق التفاوض في «حماس»، غازي حمد، في تصريحات نقلها إعلام فلسطيني، السبت، أن الحركة تعمل مع الوسطاء على استمرار المفاوضات رغبة في الوصول إلى وقف نهائي لإطلاق النار في غزة. جندي إسرائيلي يقف للحراسة بجوار مساعدات إنسانية عند معبر كرم أبو سالم يوم الأحد (أ.ف.ب) وأعرب حمد عن أمله أن تعود المفاوضات إلى «مسارها الصحيح» قريباً. وأضاف: «لا أحد يريد انهيار المفاوضات، والجميع يسعى إلى التوصل لاتفاق؛ لأننا الآن أمام لحظة مفصلية لا تسمح ببدائل، والحرب فظيعة والخسائر مهولة، والكل يدرك أنه لم يعد هناك خيار سوى وقفها باتفاق عادل ومنصف يحفظ كرامة شعبنا». ويعتقد عكاشة أن كل شيء وارد في ضوء التصريحات الأميركية المختلفة عما سبقها من تهديدات وانسحابات، مؤكداً أن الذهاب لاتفاق هدنة وتبادل رهائن في ضوء تلك المتغيرات لا يمكن التنبؤ به حالياً. في المقابل، يرى المدهون أنه حتى هذه اللحظة «لا يزال الموقف الأميركي غامضاً، وخاصة أن هناك تصريحات إسرائيلية وأميركية إضافية تؤكد وجود نيات لمحاولة تحرير الأسرى الإسرائيليين بالقوة دون التوصل إلى صفقة تبادل، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً ليس فقط على حياة الأسرى، بل أيضاً على المسار التفاوضي برمّته». وأضاف: «ما قدمته (حماس) يُعد موقفاً إيجابياً وواقعياً يفتح الباب أمام إمكانية التوصل إلى هدنة»، مؤكداً أن الموقف بات الآن عند إسرائيل والإدارة الأميركية. وتوقع أن تبقى «حماس» يقظة لكل السيناريوهات، ومُستعدة للتعامل مع أي تطورات، مع تمسكها بأولويتها الأساسية، وهي «وقف الحرب، والتوصل إلى هدنة تنهي الإبادة والحرب».

العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
مكتب نتنياهو للعربية: بوادر إيجابية بشأن التوصل لاتفاق في غزة
صرح المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أن هناك بوادر إيجابية بشأن التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة. وقال هاني مرزوق لـ"العربية": "مستمرون في إدخال المساعدات إلى مناطق غزة". فيما أضاف مرزوق أن "أميركا لم تفرض علينا أي شيء خلال هذه الحرب". "خضنا مفاوضات شاقة" إلى ذلك قال رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، الأحد، إن لا معنى لمفاوضات وقف إطلاق النار في ظل استمرار الحصار والتجويع. وتابع الحية في كلمة مسجلة: "خضنا مفاوضات شاقة وقدمنا كل المرونة الممكنة". كما أردف قائلاً: "توافقنا مع عرض الوسطاء خلال جولة المفاوضات الأخيرة وتفاجأنا بما حدث بعدها".