logo
⁠من هو هرمان هيسه الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله

⁠من هو هرمان هيسه الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله

الدستورمنذ 2 أيام
بمناسبة ذكرى وفاته..
في مثل هذا اليوم وتحديدا 9 أغسطس لعام 1962 رحل الروائي والشاعر الألماني هرمان هيسه، في مونتانيولا بسويسرا، بعد مسيرة أدبية حافلة جعلته واحدًا من أبرز أدباء القرن العشرين، ومكنته من الفوز بجائزة نوبل في الأدب عام 1946، إذ تميزت أعماله بالبحث العميق عن الهوية والروح، وبالتأمل في ثنائية الطبيعة البشرية، وهو ما جسده في روايات خالدة مثل "سدهارتا" و"ذئب البوادي" و"لعبة الكريات الزجاجية".
نشأة هرمان هيسه
ولد هرمان هيسه في 2 يونيو لعام 1877 بمدينة كالف بألمانيا، والتحق لفترة قصيرة بمدرسة في جوبينجن قبل أن يدخله والده معهد ماولبرون اللاهوتي عام 1891، ورغم كونه طالبًا نموذجيًا، فإنه لم يستطع التأقلم وغادر المعهد بعد أقل من عام، وقد قال لاحقًا: "كنت متفوقًا في التعلم، أجيد اللاتينية بدرجة ممتازة، أما اليونانية فبدرجة متوسطة، لكنني لم أكن فتى يسهل قياده، وكان من الصعب أن أندمج في إطار التعليم البيوريتاني الذي يسعى إلى إخضاع وكسر شخصية الفرد".
كان هرمان هيسه يطمح إلى أن يصبح شاعرًا، فعمل متدربًا في مصنع ساعات بكالف، ثم في مكتبة بمدينة توبنجن، وقد عبّر عن رفضه للتعليم التقليدي في روايته "تحت العجلة" (1906) التي تحكي مأساة طالب مجتهد ينتهي إلى تدمير نفسه.
مؤلفات هرمان هيسه
وأصدر هيسه أول كتبه، وهو ديوان شعر، عام 1899، وظل يعمل في تجارة الكتب حتى عام 1904، حين تفرغ للكتابة وأصدر روايته الأولى "بيتر كامينتسيند" التي تناولت قصة كاتب فاشل غارق في حياة اللهو، وحققت الرواية نجاحًا، وعاد هيسه إلى موضوع بحث الفنان عن ذاته في روايتي "جيرترود" (1910) و"روسهالده" (1914)، وخلال هذه الفترة قام برحلة إلى الهند، انعكست لاحقًا في روايته الشهيرة "سدهارتا" (1922)، وهي عمل شعري الطابع يدور في الهند زمن بوذا ويتناول رحلة البحث عن التنوير.
أثناء الحرب العالمية الأولى عاش هرمان هيسه في سويسرا المحايدة، وكتب مقالات تندد بالنزعة العسكرية والقومية، كما حرر مجلة موجهة لأسرى الحرب والمعتقلين الألمان، وأصبح مقيمًا دائمًا في سويسرا عام 1919، وحصل على جنسيتها عام 1923، واستقر في مونتانيولا.
وأدت أزمته الشخصية العميقة إلى لجوئه للتحليل النفسي على يد ج. ب. لانج، أحد تلاميذ كارل يونج، وانعكس أثر التحليل النفسي في روايته "دميان" (1919) التي تناولت رحلة مراهق مضطرب نحو الوعي الذاتي، وهي الرواية التي كان لها تأثير واسع على ألمانيا المثقلة بالأزمات وجعلت اسم هيسه مشهورًا، وقد تجلت في أعماله اللاحقة اهتماماته بمفاهيم يونغ حول الانطواء والانبساط، واللاوعي الجمعي، والمثالية، والرموز، كما شغله موضوع الازدواجية في الطبيعة البشرية.
في رواية "ذئب البوادي" (1927) تناول هيسه الصراع بين التكيف مع المجتمع البرجوازي والسعي نحو تحقيق الذات الروحية لدى رجل في منتصف العمر، وفي "نرجس وجولدموند" (1930) قارن بين راهب مثقف قانع بالإيمان الديني التقليدي، وفنان حسي يسعى نحو خلاصه الشخصي، أما روايته الأخيرة والأطول "لعبة الكريات الزجاجية" (1943) – المعروفة أيضًا بعنوان "سيد اللعبة" – فدارت في القرن الثالث والعشرين، وناقشت ثنائية الحياة التأملية والنشطة من خلال شخصية مفكر موهوب استثنائيًا، وبعد ذلك نشر هرمان هيسه رسائل ومقالات وقصصًا.
بعد الحرب العالمية الثانية، ارتفعت شعبية "هيسه" بين القراء الألمان، لكنها تراجعت في خمسينيات القرن العشرين، غير أن دعوته لتحقيق الذات واحتفاؤه بالتصوف الشرقي جعلاه أيقونة بين الشباب في العالم الناطق بالإنجليزية خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وهو ما ضمن استمرار الاهتمام العالمي بأعماله بعد ذلك.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثقافة : حسين السيد يكتب: أحمد شوقى بقلم زكى مبارك
ثقافة : حسين السيد يكتب: أحمد شوقى بقلم زكى مبارك

نافذة على العالم

timeمنذ 4 ساعات

  • نافذة على العالم

ثقافة : حسين السيد يكتب: أحمد شوقى بقلم زكى مبارك

الاثنين 11 أغسطس 2025 05:50 مساءً نافذة على العالم - انشغل زكى مبارك كثيرا بأحمد شوقى وبأشعاره، وكتب عنه مقالات عدة نشرت فى العديد من المجلات، وقامت "كريمة" ابنة الدكتور زكى مبارك بجمع هذه المقالات من المجلات والكتب، وأخرجتها على صورة كتاب؛ لأن موضوعها واحد هو أحمد شوقى، وظهر الكتاب بعنوان "أحمد شوقى بقلم زكى مبارك". يعد زكى مبارك أول ناقد ينصف أمير الشعراء أحمد شوقى فى حياته، وتطيب نفسه لهذا الأمر، فكتب يقول: "إن نفسى لتطيب كلما ذكرت أنى كنت أول ناقد أنصف شوقى فى حياته"، وهو ما جعل شوقى يرضى عنه ويضمه إلى حاشيته، ويطلب إليه أن يكتب المقدمة الأدبية لديوانه، كما كتب الدكتور محمد حسين هيكل المقدمة التاريخية، لكن زكى مبارك رفض طلب شوقى؛ فقد خشى أن تصرفه المقدمة عن السكوت على هنات شوقى، أو بعبارته: "ليحتفظ بحقه فى النقد حين يخطئ". أحمد شوقى وعرض زكى مبارك الأمر على طه حسين، وكان يسكن آنذاك بجواره بمصر الجديدة، فما كان من طه حسين إلا أن لامه وأخبره بأنه قد أخطأ بعدم كتابته المقدمة، وقال: "ليتك استشرتنى قبل أن تصنع ما صنعت، ألا تعرف أنك أضعت على نفسك فرصة من التشريف؟ لو طلب منى شوقى ما طلب منك – وأنا خصمه - لاستجبت بلا تردد، فشوقى فى رأيى هو أعظم شاعر عرفته اللغة العربية بعد المتنبى"، فرد عليه زكى مبارك: "إنى أرى أنه أشعر من المتنبى". وهو فى نقده للجزء الأول من الشوقيات يختار بعض قصائد شوقى الجياد، فمثلا يرى أن "نهج البردة" أهم قصيدة بالديوان، كما يرى أن قصيدة "الأندلس الجديدة" من القصائد التى يجب حفظها عن ظهر قلب، وهى أعظم قصيدة جاد بها الشعر الحديث فى تصوير التعاطف بين الشعوب الإسلامية، ولهذا فإن زكى مبارك يخالف جميع النقاد الذين ذهبوا إلى أن عبقرية شوقى لم تتفتح إلا بعد نفيه فى الحرب العالمية الأولى إلى إسبانيا، لكنه يرى أن عبقريته تفتحت قبل ذلك وهو فى مصر قبل نفيه، مستشهدا بقصيدة الأندلس الجديدة التى نظمها عام 1912، مقدونيا والمسلمون عشيرةٌ كيف الخئولةُ فيكِ والأعمامُ أتَرَينهم هانوا، وكان بعزِّهم وعلوهم يتخايلُ الإسلامُ إذ أنتِ نابُ الليث كلُّ كتيبةٍ طلعَت عليكِ فريسةٌ وطعامُ ثم تأتى قصيدة "انتحار طالب"، ويرى زكى مبارك أنها قصيدة طوقت بها وزارة المعارف بأطواق من حديد، فالطالب المنتحر: ناشِئٌ فى الوَردِ مِن أيامِهِ حَسبُهُ اللَهُ أَبِالوردِ عَثَر؟ سَدَّدَ السهمَ إِلى صَدرِ الصبا وَرَماهُ فى حَواشيهِ الغُرَر بِيَدٍ لا تَعرِفُ الشرَّ ولا صَلُحَت إلا لتلهو بِالأُكَر ولا يتوانى زكى مبارك فى الاعتراف بالخطأ متى أدرك الصواب، ومن ذلك أنه ذكر فى كتابه الممتع "الموازنة بين الشعراء" أن الشاعر إسماعيل صبرى هو أول من سن مذاهب القول فى وصف آثار الفراعنة سنة 1904، لكن يطَّلع زكى مبارك على قصيدة ألقاها شوقى فى مؤتمر المستشرقين سنة 1894، وكان شوقى شابا فى مقتبل حياته. ويمضى زكى مبارك فى الوقوف عند بعض قصائد الديوان، وموقف شوقى من أحداث عصره. ويأخذ على شوقى فى نقده الجزء الثانى من الشوقيات عدم تأريخ القصائد، ويرى زكى مبارك لو أن شوقى فعل ذلك لأعفى النقد الأدبى من التعب فى تعقب أسباب الضعف والقوة فى شاعريته العصماء. ويذكر أن أقدم القصائد المؤرخة فى الديوان تعود إلى العاشر من سبتمبر سنة 1900، وهى قصيدة "طابع البريد". زكى مبارك وفى هذا الجزء أيضا نرى قصائد فرنسية وتركية ومصرية وسورية ولبنانية، ويوضح زكى مبارك سبب إفراط شوقى فى الإشادة بمحاسن سوريا ولبنان فى أخريات حياته، والسبب فى هذا يعود – من وجهة نظره- إلى إقبال أهل سوريا ولبنان على حفظ أشعار شوقى إلى درجة أنه لا يتذكر بعض القصائد التى مر عليها زمن طويل، ومع ذلك فهم يحفظونها، وشوقى من عادته أنه يحب من يحفظ أشعاره ويشيد بفضله، ولهذا فإنه – شوقى- كان يتلطف فى الحديث عن المسيحية مراعاة لنصارى الشام، فيقول زكى مبارك:"إن شوقى وجد فى نصارى لبنان رجالا يؤمنون بأدبه الرفيع فجازاهم وفاء بوفاء، وقال فى المسيح كلاما يقره أدب القرآن، وهل وصف المسيح بأفضل مما وصفه القرآن؟" ليقرر فى النهاية زكى مبارك أن شوقى لم يذق طعم النعيم إلا فى سوريا ولبنان، فقد كان فى أبناء تلك البلاد الجميلة من يسمع شوقى آلاف الآبيات من شعره فى اليوم الواحد، وكان فيهم من يسمعه قصائد غابت عن وعيه الدقيق، وكان شوقى يتلقى تلك التحيات بالبكاء. يتعرض زكى مبارك للعلاقة بين الشاعرين الكبيرين أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، ويذكر أن المنافسة كانت شديدة بينهما، ويوضح الفارق بين الاثنين، وما يميز كل واحد منهما. فى البداية يؤكد زكى مبارك أن حافظ كان فى غاية الذكاء واللوذعية، وكان علمه بتاريخ العرب وآدابهم علما يفوق الوصف، وكان فهمه لدقائق الحياة المصرية أعجوبة الأعاجيب، فيما كان شوقى فرد من سواد الناس لا يمتاز بعبقرية ونبوغ. فما سر تفوق شوقى على حافظ؟! يجزم زكى مبارك أن "شهوة الحديث" هى التى أضعفت شاعرية حافظ، فقط كان كثير الحديث، وهذا ما أنهك قواه، فإذا خلد إلى بيته كان متهالكا من فرط الإعياء، أما شوقى فكان يمتاز بأنه رجل قليل الكلام، يؤثر الصمت، يهرب من الناس عند شروعه فى النظم، يهيم على وجهه من طريق إلى طريق، وكأنه فى حالة من الجنون، فهو يريد إلقاء القصيد لا الإكثار من الحديث. وهذه الحالة كانت تغضب حافظ، فإذا سمع أن شوقى يهرب من طريق إلى طريق انفعل واغتاظ أشد الغيظ، فهذا يعنى مولد قصيدة جديدة، وقد جرب زكى مبارك مرة أن يغيظ حافظ، فذكر له أن شوقى رآه يهيم على وجهه فى الطريق، فما كان من حافظ إلا أن صرخ وهاج. يذكر زكى مبارك أن الضغائن التى كانت بين الاثنين كانت تشبه ضغائن الأطفال، فسرعان ما تذوب بينهما، فعندما أقيمت حفلة عربية لتكريم شوقى ومبايعته أميرا للشعراء، أنشد حافظ قصيدته: أمير القوافى قد أتيت مبايعا وهذى وفود الشرق قد بايعت معى فقبَّل شوقى جبين حافظ والدموع الغزار تملأ عينيه. ولما مات حافظ رثاه شوقى بقصيدة تحمل الحب والوفاء والتقدير لحافظ: قد كنتُ أُوثِرُ أن تقولَ رثائى يا مُنصِفَ الموتى من الأحياءِ وفيها يقول أيضا: وودِدتُ لو أنى فِداكَ من الرَّدى والكاذبون المُرجِفونَ فِدائى الناطقون عن الضَّغينةِ والهوى المُوغِرُو المَوتى على الأحياءِ من كل هدَّامٍ ويَبنى مَجدَهُ بكرائمِ الأنقاضِ والأشلاءِ هذه القصيدة عدَّها زكى مبارك أعظم قصيدة قالها شوقى قبيل وفاته. وطبعا معروف من هو المعنىُّ بالبيتين الأخيرين، ومعروف من كان ينقض شوقى أشد النقض، وينتقص من قيمته وقدره، ويهدم بنيان شوقى ليقيم بنيانه. ويستمر زكى مبارك فى اختيار عيون قصائد الجزء الثانى ويشيد بها، لكنه لا ينسى أن يأخذ على شوقى أنه قد أسرف فى وصف مقبرة توت عنخ آمون، وأنه قد ذكر لها خصائص غير حقيقية، خصائص لم ترها عينا زكى مبارك الذى حضر افتتاح المقبرة عام 1922، فما وصفه شوقى ينطبق على أى مقبرة فرعونية أخرى.

الفائزون بالتشجيعية يسطرون طموحاتهم
الفائزون بالتشجيعية يسطرون طموحاتهم

مصرس

timeمنذ 9 ساعات

  • مصرس

الفائزون بالتشجيعية يسطرون طموحاتهم

ملف من إعداد:عائشة المراغى - شهاب طارق – عمرو سعيدمع إعلان جوائز الدولة فى كل عام؛ تكشف لنا جائزة الدولة التشجيعية عن مواهب وطاقات شابة – ربما – لم نكن ننتبه إليها قبل فوزهم بها، ويتحول الأمر لما يشبه «الكرنفال» احتفاء بهم وبتميزهم، إذ تُمنح الجائزة لمن هم دون الأربعين عامًا، تشجيعًا لهم فى بدايات المسيرة لمواصلة العمل والإنتاج.فى نتائجها هذا العام؛ تضم الجائزة التشجيعية فى مختلف فروعها بالمجالات الثلاث، فائزين ينتمون إلى خلفيات جغرافية ومؤسسية متباينة، فمنهم من يعمل فى مؤسسات أكاديمية، ومنهم من نشأ فى بيئات ثقافية بعيدة عن العاصمة، ومنهم من اختار أدوات تعبير رقمية ومبتكرة للتفاعل مع قضايا الحاضر، بينما ركّز بعضهم على التاريخ والتراث، وتقديم سرديات إنسانية تستند إلى الخبرة الذاتية.نقدِّم فى هذا الملف شهادات يبوح بها الفائزون، ويفتح كل منهم نافذته الخاصة ليعرض ملامح مشروعه الفائز، أو المشروع الأشمل الذى يتحرك فى إطاره، إلى جانب طموحه المستقبلى وما يسعى إلى تحقيقه من خلال مجاله الإبداعى أو البحثى.سوسنة سيد: الترجمة مسؤولية مشتركة بين دور النشر والمترجمينلعل ترجمة «امرأة غريبة» هى جزءٌ من مشروع تعريف القارئ العربى على أسماء بارزة وشديدة الأهمية فى الأدب التركى، الذى ربما يعرفه القارئ العربى من خلال اسمين أساسيين هما «أورهان باموق» و«أليف شفق». بيدَ أن الأدب التركى يزخر بعديدٍ من المبدعين، والأعمال المميزة التى تستحق أن يطَّلع عليها القارئ العربى، ومنها العمل الفائز بالجائزة؛ رواية «امرأة غريبة» للأديبة التركية ليلى أربيل.وُلدت ليلى أربيل عام 1931 وتوفيت عام 2013، وهى أول كاتبة تركية تُرشح للفوز بجائزة نوبل. تسلط روايتها «امرأة غريبة» الضوء على حياة فتاة تدعى نرمين، تدرس فى كلية الآداب وتعيش مع والديها بإسطنبول تهوى نرمين كتابة الشعر وقراءة الأدب، فتبدأ التردد على بار يدعى لامبو، وهو مركز يلتقى فيه المثقفون والأدباء، الذين ترغب نرمين فى التعرف إليهم عن قرب، لكنها تُفاجأ بنظرة الرجال للمرأة، حتى فى الأوساط المثقفة الواعية. يحمل العمل أهمية كبرى كونه الرواية الأولى والأهم لليلى أربيل، التى تعد من أبرز الكاتبات التركيات، وأكثرهن تفردًا وخصوصية وقد أحدثت الرواية ضجة كبيرة لدى صدورها لأول مرة سنة 1971.والغرابة هى السمة الأكبر فيها؛ سواء على مستوى أفكارها الجريئة، أو على مستوى تقنيات السرد، أو اللغة المستخدمة. وقد صدرت الترجمة العربية عام 2024، عن دار العربى للنشر والتوزيع بالقاهرة، التى تحسن دومًا اختيار ما يُترجَم من أعمال.حظيتُ أيضًا بفرصة ترجمة عدد من الأعمال المهمة؛ منها رواية «سقوط شجرة الحور» للأديبة التركية «سافجى سويسال»، ورواية «مرآة النسيان» للكاتب «جورسال كورات»، ورواية «وحيدة» للكاتبة «زينب قتشار»، ورواية «فنار صاربنجيك» للكاتب «فرات صونال». وكلهم أسماء بارزة فى الأدب التركى تُنقل للعربية لأول مرة.وإلى جانب عملى كمدرس مساعد فى كلية الألسن جامعة عين شمس؛ انتهيتُ من ترجمة ثلاثة أعمال مهمة لثلاث أديبات تركيات، سيحظى القارئ العربى بفرصة أولى للتعرف إلى إبداعهن عن قرب ولا شك أن اختيار أعمال مميزة تستحق الترجمة هى مسؤولية مشتركة بين دور النشر والمترجمين؛ بحيث لا يرتكز الاختيار على عاملى الشهرة أو الأكثر مبيعًا، بل على استكشاف أدب قيِّم يثرى الفكر، مؤديًا دوره الثقافى والمعرفى والإنسانى. أحمد ياسر فتحى:لا أشعر أننى مستعد لهذا النوع من النجاحاتلم تأتِ فكرة مجموعتى القصصية «مدينة شديدة الوحدة» دفعة واحدة، ولم تكن هناك نية واضحة منذ البداية لكتابة عمل متكامل كل ما حدث أننى كنت أكتب عددًا من القصص المتفرقة، ثم بدأت ألاحظ وجود خيط يربط بينها جميعًا، مشكلة واحدة أو سؤال متكرر يطرح نفسه فى كل حكاية.أنا حديث العهد بالكتابة، بدأتُ منذ نحو عام ونصف تقريبًا، بعد فترة من القراءة الكثيفة. قدمت بإحدى الورش ببورسعيد، مدينتى، وهناك اكتشفتُ أن لدى ما أريد التعبير عنه، وأن الكتابة قد تكون الوسيلة الأنسب لذلك جربت، ومضيت.لم يكن لدى فى البداية أى نية لتقديم المجموعة إلى أى جائزة. فعرفت عن جائزة الدولة التشجيعية بعد نشر المجموعة، رغم أننى كنت قد سمعت عنها من قبل عندما كنت أتابع رواية «مثل الأفلام الساذجة» لنورا ناجى، لكننى لم أكن أعرف الكثير عن الشروط أو أتصوّر أن تقديم العمل لها سيكون بهذه البساطة.كنت فقط أكتب بدافع داخلى، وأردت أن أُنجز عملًا شخصيًا، أدوّن فيه أفكارى وأسئلتى، وأتركه لنفسى كعلامة على مرحلة معينة يمكن أن أعود إليها لاحقًا. ومن ثم الجائزة، كل شىء حدث بشكل مكثف وسريع وحتى اللحظة، لا أشعر أننى «مستعد» لهذا النوع من النجاحات، بل أراه جزءًا من مسار طويل فى التعلّم، أكثر منه تتويجًا لموهبة.الخطوة المقبلة بالنسبة لى هى أن أواصل التعلّم. الكتابة لم تعد مجرد تجربة أو هواية، بل أصبحت مرتبطة بشخصى بشكل لا أستطيع تجاهله. لم أعد أنتظر «الإلهام» بقدر ما أحاول الانتظام فى الكتابة، ومحاولة تطوير أدواتى وفهمى لنفسى من خلالها.ربما ألتحق بورش، لكن تجربتى علمتنى أن أفضل طريقة لتعلّم الكتابة هى أن تكتب فعلًا أن تحاول، أن تخطئ، أن تعيد الكتابة، أن تكون قارئًا صادقًا لما تكتبه. حين تكتب لنفسك فقط، بصدق، سيصل هذا الصدق إلى الآخرين. وحين تكون الكتابة امتدادًا حقيقيًا لعلاقتك بالقراءة، ستجد أن لديك ما تقوله وما يُحسّ. إبراهيم أبو سمره: الجائزة تتويج لسعيى فى تخليد اسم والدىقبل أى شىء؛ أود أن أتوجه بالشكر إلى لجنة التحكيم لاختيارها ديوان «بالتة شعر» للحصول على جائزة الدولة التشجيعية، وأن أنوه أننى بحصولى على الجائزة؛ أصبح أول كاتب سويسى يحصل عليها، فمبروك الجائزة على جيلى بمحافظة السويس هى تتويج لسعيى فى تخليد اسم والدى الشاعر أحمد أبو سمره، الذى طالما واجه العديد من محاولات التهميش، فالحمد لله دائما على كرمه وعطاياه.أما ديوانى الفائز «بالتة شعر» فهو صادر عن سلسة إبداعات بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وترتيبه الثالث بين إصداراتى؛ بعد «ماحدش ضحك» عن الهيئة العامة للكتاب و«وشوش بتكرمش من الضحك» نشر إقليمى، ولى مخطوط ديوان «على رصيف الأتكة» الفائز بالمركز الثالث فى جائزة دكتور جابر عصفور بالمجلس الاعلى للثقافة، الذى أتمنى من المجلس طباعته ضمن إصداراته.«بالتة شعر» مشروع قائم بذاته ككل مشاريعى السابقة والحالية، فأنا أتعامل مع كتبى كالتعامل مع أبنائى، فيهم ما يوصلهم ببعض ولكن لكل منهم شخصيته المتفردة، وهذا ما تعلمته من مكتبة والدى، من خلال رؤيتى للكتب المحيطة بى من جميع الأركان، والتعامل مع الأغانى السمسمية واصطحاب والدى لى لحضور الندوات فأجد أمامى قامات كالكابتن غزالى وكامل عيد رمضان ومحمد الراوى وعلى المنجى وكثيرين حتى لا أنسى أحد، وكانت السويس فى أوجها الثقافى، وفى تلك المرحلة، كان والدى بالبيت يعرض علينا - أنا وأخوتى- قصائده لنعبر عن آرائنا فيها، وهذا خلق لدينا حس نقدى وذائقة مختلفة للشعر، ولأن والدى ذا مواهب متعددة فقد ساعدنى فى تكوين صورة فى الشعر والمسرح والأشكال المختلفة فى الفنون.تخطيت مرحلة الجامعة ووجدتنى بين جيل يملك الموهبة والمثابرة والبحث عن الذات، فسبقنا أحمد عايد وركبنا أنا ومحمد أبو عمره وباقى الرفاق سفينة البحث خلفه، ولكن لأننا من الإقليم ولأن الضوء يصل إلينا خافت فانشغلنا بالبحث عن القوت فى غياهب الجب، ومع محاولات فى الخروج ورفع أيدينا «ها نحن هنا» تأتى جائزة الدولة التشجيعية لتكلل ذلك السعى وتعيد بريق الضوء إلى بلد الغريب.وأخيرًا؛ أنا أهدى هذه الجائزة إلى أخى يوسف وابنى أحمد، وإلى روح الأصدقاء محمد محمد خميس ومجدى عطية. دعاء جمال البادى: أكتب الأدب اعتمادًا على التأريخقبل خمسة عشر عاما، زرت مدينة السويس، كانت تلك هى الزيارة الأولى لى، وصدقا شعرت حينها أن المدينة مازالت تعيش حرباً ما مع عدو مجهول وبساحة غير مرئية وهو نفس الشعور الذى سيداخل بطل الرواية طيلة مسيرته وسيقوده لكثير من القرارات التى تؤثر جذريا على حياته، وقد لاحظت خلال الزيارة كثرة الغربان فى سماء السويس حتى أن أحدهم قد طاردنى ونقر رأسى، وظل المشهد عالق بذهنى حتى قررت الكتابة لتكون الغربان عالقة برأس البطل كالأوهام.بالتوازى لدى اهتمام كبير بقراءة تاريخ الحروب التى خاضتها مصر خلال القرن الماضى، خاصة التضحيات التى بذلها من شاركوا فى المعارك، ولدينا سجل حافل بهذا النوع من التضحيات حتى إبان الهزيمة.وعلى ذلك قررت أن أمزج بين مشاعرى حيال المدينة واهتمامى بتاريخ الحروب لأشرع فى كتابة النص الروائى «غربان لا تأكل الموتى».يتناول النص قصة عائلة المنسى التى استقرت بمدينة السويس خلال القرن التاسع عشر، ومن خلال حكاية الحفيد ألقى الضوء على تاريخ المدينة والحروب التى خاضتها مصر على مدار القرن الماضى، كذلك يتطرق النص إلى حقبة الثمانينات وما شهدته من تنامى الفكر المتطرف الذى ترجمت شروره إلى عمليات إرهابية فى أماكن متفرقة بالبلاد.أما حصولى على الجائزة؛ فجوائز الدولة لها مكانة خاصة لدى أى كاتب وكذلك أعتقد أنها تتمتع بثقة القراء، وأعتبر تكريمى شرف كبير أرجو فعلا أن أستحقه.وبشكل عام فالجوائز تشجع وتحمس وتعطى ثقة للكاتب بل وربما تمنحه مؤشرًا لمدى صلاحيته للكتابة، كذلك تلقى الضوء على الكتاب الجدد للتعريف بمنتجهم السردى بين القراء وداخل الأوساط الثقافية.أتذكر أننى بعدما انتهيت من كتابة روايتى الأولى «زهرة الأندلس» راسلت عددًا من دور النشر ولم أتلق سوى التجاهل حتى رسالة الرفض لم تصلنى ما أسقطنى فى دوامة التفكير حول مدى صلاحيتى للكتابة ثم بعد عامين صادفنى إعلان عن مسابقة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى فقررت الاشتراك بها لغرض واحد فقط وهو الإجابة على سؤال ظل يؤرقنى طيلة سنوات «هل أصلح للكتابة؟» وقد فزت بالجائزة وحينها شعرت بسعادة ليس فقط بسبب التكريم بل لأننى حصلت على إجابة للتساؤل.مشروعى الأدبى مبنى حتى الآن على التاريخ؛ أحب قراءة التاريخ، وأؤمن أن من يقرأ تاريخه يدرك حاضره ويستشرف مستقبله، وحقيقة لدى ولع بأعمال الأستاذ صلاح عيسى فهو لا يؤرخ فقط بل يحكى بشاعرية شديدة ما جرى.وكتاباتى حتى الآن تعتمد على التأريخ داخل إطار أدبى حتى أننى نشرت نص ساخر بعنوان «إنهم يثوورن فى درج الكومودينو» عام 2019 ولا أستثنيه من الطابع العام لمشروعى فقد تناول أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.أما عن مشروعى القادم فقد شارفت على الانتهاء من نص روائى قد يكون هو آخر تجاربى مع النصوص الطويلة كونى أميل للكتابة المسرحية والقصص القصيرة حيث أشعر بالاستمتاع أكثر خلال مراحل الكتابة وأحس بحرية لعدم ارتباطى بنص طويل يحتاج سنوات لإنجازه.محمد رفاعى: أملى أن يحكم الزمن لقصيدتى لا عليهاأمارس الكتابة بروح الهواية فقط، وأمنيتى تكمن فى أن تصمد قصيدتى بعد موتى وأن تترك أثرًا إنسانيًا ذا قيمة، على أمل أن يحكم الزمن لها – يومًا ما – لا عليها؛ بأنها أسست موقفًا حقيقيًا من العالم.ولذلك أسعى للموازنة بين كل الأشياء التى أحب أن أفعلها فى حياتى، وأسعى للإخلاص فيها قدر استطاعتى، أما النجاح وتحقيق القيمة منها، فهو أمر متروك لتوفيق الله، ولا أدرى ما هى المنح القدرية والأبواب التى سيفتحها الله لى مستقبلًا.صدر ديوانى الأول «محاولة لقتل ظلى» بداية عام 2019 عن دار روافد للنشر، والذى كتبت قصائده بين عامى 2014 و2018 على ما أتذكر، ومن ثم طبعت مجموعة أخرى بعنوان «بكاء عملة معدنية» صدرت عن الهيئة العامة للكتاب فى الربع الأخير من عام 2022، والتى حازت جائزة الدولة التشجيعية لعام 2025، وحاليًا لدىَّ مخطوط بعنوان «أركل العالم بقدمىّ».لم أنشره بعد، لكنه حاز أيضًا على جائزة المجلس الأعلى للثقافة لعام 2024، وربما إذا وجدت فرصة أو طقسًا ملائمًا لتوثيق قصائده سأطبعه هو الآخر.القصيدة فى «بكاء عملة معدنية» ببساطة هى فعل مقاومة يهدف لتحقيق توازنٍ نفسى أو ملء فراغات ما، كمن يطبب عِلّة فالكتابة فى الديوان لا أظنها تصوغ معنى، بقدر ما تقاوم حقيقة غيابه، فهى قصائد ربما تقاوم غياب الحب، غياب الدفء، غياب البراءة، غياب إنسانيتنا... إلخ.لا أتذكر بالضبط متى بدأت كتابته، فأنا أجمع قصائدى بشكل عشوائى كلما أحسست أننى أريد توثيقها، فى الحقيقة بالنسبة للنشر الورقىّ؛ أنا أطبق المثل القائل «اللى يسأل مايتوهش»، فكلما راودتنى فكرة أن أطبع ديوانًا، أسأل أولاد الحلال الذين هم أكثر خبرة منى كى يدلونى، ومؤخرًا أصبحت أسأل الذكاء الاصطناعى أيضًا.على قطب: جائزة الدولة التشجيعية حلم قديميمكن القول إن هذا المشروع لم يبدأ بقرارٍ واعٍ، بل بدأ كأثر جانبى لتجربة سردية كنتُ أظنها مستقلة تمامًا، حين بدأتُ عام 2018 العمل على مجموعتى القصصية «كل ما سبق».كانت المجموعة محاولة لتتبّع مصائر بعض الشخصيات الدرامية بعد نهاياتها، بعيون جديدة، وبافتراض أن «ما بعد النهاية» منطقة خصبة للكشف والاختبار. أثناء هذا العمل، وجدتنى أعود مرارًا إلى عالم نجيب محفوظ، لا بصفته «الأب المؤسس»، بل بوصفه كاتبًا مليئًا بالمناطق المنسية، والمسكوت عنها، والنقاط المعتمة التى لم تُقرأ بعد كما ينبغى.لفت انتباهى حضور الغناء والطرب فى نصوصه كحافز سردى، وكوسيط تعبيرى عن الرغبة، والقمع، والحنين، والحيلة. من هنا بدأ المشروع يتبلور، شيئًا فشيئًا، ليغدو قراءة تأويلية لأثر الغناء فى بنية السرد المحفوظى، لا من منظور الموسيقى فقط، وإنما من زاوية أن الغناء نفسه شكلٌ من أشكال الخطاب، ووسيلة لتدوين المكبوت.لم يكن هدفى فى البداية التقدّم للجائزة؛ فعادةً ما يكون الترشّح عبر دور النشر، وتبقى علاقتى بالجائزة – أى جائزة – مشروطة بمدى إيمانى بجدوى النص نفسه. لكن جائزة الدولة التشجيعية تحديدًا لها وقع مختلف عندى؛ فهى حلم قديم، يعود إلى أول مرة كتبت فيها نصًا شعرت تجاهه بالصدق والقلق معًا. أذكر جيدًا محاولتى الأولى للتقديم، منذ ما يقرب من خمسة عشر عامًا، وأذكر كم كانت الكتابة آنذاك مساحة مشتعلة بالخوف والتوق.أما أثر الجوائز بشكل عام، فأظن أنها تمنح العمل فرصة للظهور فى زمنٍ كثيف الإيقاع، سريع النسيان الجائزة لها أثر معنوى جيد على المبدع، ورغم أنها ليست إثباتًا وحيدًا للقيمة الفنية، لكنها أحيانًا تفتح بابًا لقراءة لم تكن لتحدث لولاها وفرصة رائعة لدراسة تجربة الكاتب ككل.أعمل حاليًا على مجموعة قصصية جديدة، تدور حول شخصية تُدعى «عُلا»، لكننا لا نراها فى صورة واحدة، بل فى تناسخات متعددة، كل تجسيد لها يعبّر عن شكل مختلف من الحب، أو الفقد، أو التكرار. أحاول فى هذا المشروع أن أفهم: لماذا نعود دائمًا لنفس النقطة؟ وهل نحن نُشفى من الحب، أم نعيد تمثيله بأقنعة جديدةنغماية صفوت: أطمح أن تتجاوز الموسيقى الكلاسيكية جدران الأوبرابدأت رحلتى مع الموسيقى فى سن السابعة عندما التحقت بمعهد الكونسرفتوار. أتذكر أنه كان أمامى خيار بين آلات التشيللو والكمانجا والبيانو، لكنى اخترت البيانو دون تردد، لأننى نشأتُ فى منزل كان البيانو جزءًا منه، لذا يمكن القول إن حبى لهذه الآلة بدأ معى – حرفيًا – «وأنا فى اللفة». مع مرور الوقت، والدراسة الجادة فى المعهد، صارت الموسيقى جزءًا أساسيًا من تكوين شخصيتى، فالحفلات والمسابقات التى شاركت فيها منذ سنتى الأولى فى المعهد غيّرت الكثير فى علاقتى بآلتى، وأنا ممتنة جدًا لهذا المجال.المقطوعة التى فزت عنها بجائزة الدولة التشجيعية قدمتها فى حفل مع أوركسترا القاهرة السيمفونى، ولم يكن فى خطتى – حينها – التقدم للجائزة، بل لم تكن الجائزة قد أُعلِن عنها عندما تم تحديد برنامج الحفل، فقد تقدمت فى اللحظات الأخيرة بعدما علمت بأمرها، وكان هذا العمل هو المشروع الفنى الجاهز والمناسب للمشاركة، لذا كان الفوز مفاجأة كبيرة فى هذا الحفل، عزفت عملًا للمؤلف الروسى شوستاكوفيتش، لأننى مهتمة فى الوقت الحالى بالموسيقى الروسية، فهى غنية وعميقة وقريبة من شخصيتى، حتى رسالتى للماجستير تتناول المؤلف الروسى بروكوفييف.أما خططى المستقبلية، فتتنوع بين المديين القريب والبعيد. على الصعيد الأكاديمى؛ أعمل جاهدة لإنهاء رسالتى الماجستير والدكتوراه. أما على الصعيد العملى؛ فأسعى دائمًا لتعلم المزيد، لأننى مهما بلغت خبرتى - والتى تتجاوز العشرين عامًا – أؤمن أننى لا أزال «نقطة فى بحر»، وهناك دائمًا مساحة للتطور واكتشاف الجديد فى عالم الموسيقى.كما أن أحد أكبر طموحاتى هو أن أرى الموسيقى الكلاسيكية تتجاوز جدران المسارح ودور الأوبرا، وأن تصل إلى شريحة أوسع من الناس، فى أماكن غير متوقعة مثل المستشفيات والملاجئ وقصور الثقافة. أؤمن أن جزء من دورنا كفنانين هو أن نأخذ زمام المبادرة ونقرّب هذا الفن الجميل من الجميع. وقد بدأت – بالفعل – العمل على تحقيق ذلك من خلال مشروع جديد أشارك فيه مع صديقتى د. أمنية عز الدين صاحبة الفكرة، وهو «مجموعات البيانو المصرية» وتقوم على أن يعزف أكثر من عازف بيانو معًا فى نفس الوقت، سواء على آلة واحدة أو أكثر.الهدف هو كسر فكرة أن البيانو آلة «صولو» فقط، وتشجيع الموسيقيين الشباب والطلبة على العزف الجماعى والاستمتاع بالتجربة وتنمية انتمائهم للموسيقى.نحن نحاول حاليًا الخروج عن الإطار التقليدى للحفلات، ونسعى لتنظيم فعاليات فى أماكن مثل مستشفى 57357، مع تقديم برامج موسيقية تناسب طبيعة المكان والجمهور، كالأطفال مثلًا.محمود زين: فكرة الفيلم نبعت من هاجس الموت الذى يرافقنى دائمًامنذ صغرى، كنت أسمع عن «جائزة الدولة» وأشعر بثقلها وقيمتها. أن أبدأ مشوارى وأحصل على هذا النوع من التقدير، فذلك بالنسبة لى أمر بالغ الأهمية. وما يزيد من خصوصية هذه الجائزة أنها جاءت عن سيناريو كتبته بدافع داخلى حقيقى.ففكرة الفيلم نبعت من هاجس يرافقنى دائمًا: الموت ومن ثم السؤال: ماذا لو مات أحدنا وهو يحمل سرًا، أو ارتكب فعلًا يضعه لاحقًا فى موضع مساءلة أخلاقية؟ من هذا السؤال خرجت الفكرة، وبدأت كتابة السيناريو وأنا أؤمن تمامًا أن هذه الحكاية تستحق أن تُروى.لم يكن فى بالى أبدًا أى تفكير فى الجوائز. الفيلم كان مشروع تخرجى من المعهد العالى للسينما، وكل ما كنت أريده هو أن أقدّم فيلمًا قويًا، يحمل بصمتى كمخرج. والحمد لله، الفيلم شارك فى ثلاثة مهرجانات مهمة، وحصل على تنويه خاص فى مهرجانى أسوان وكازابلانكا، ثم فاز بجائزة أفضل فيلم فى مهرجان روتردام للفيلم العربى. أما جائزة الدولة التشجيعية، فهى الرابعة من حيث الترتيب، لكنها، من وجهة نظرى الأهم.الجوائز فى رأيى ليست فقط للتكريم، بل هى دعم معنوى وتحديدًا للصناع الشباب فى تجاربهم الأولى. عندما تأتى الجائزة من جهة رسمية، فهى تُشعِر الفنان أن هناك من يرى جهده ويقول له بوضوح: أنت على الطريق الصحيح. نحن بحاجة ماسة فى هذا الوقت لأن نشعر بأن الدولة ترى شبابها وتراهن عليهم.أما عن مشاريعى المقبلة، فأعمل حاليًا على فيلم قصير جديد، هو الثانى فى ثلاثية تدور حول الموت. وسأصوّره فى نهاية العام، يليه مشروع فيلمى الطويل الأول، الذى سيكمل الدائرة، لكن من زاوية أخرى.إسلام الريحانى: طموحى أن أترك أثرًا حقيقيًا فى الفن والتعليمبدأت رحلتى فى مجال الفنون عام 2003، عندما التحقت بكلية الفنون الجميلة فى جامعة المنيا. تخرجتُ عام 2008، ثم واصلت دراساتى العليا فحصلت على درجة الماجستير عام 2016، ثم الدكتوراه عام 2021. على الصعيد الأكاديمى، تدرجتُ من معيد إلى مدرس مساعد، ثم مدرس، وأعمل حاليًا بكلية الفنون والتصميم فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى.عملى الفائز هو جزء من مشروع أوسع بعنوان «موسيقى الجسد» ويتكوّن من ست لوحات. المشروع بشكل عام يستكشف العلاقة بين الحركة الجسدية والتعبير البصرى، وكيف يمكن للجسد أن يتحول إلى أداة موسيقية مرئية، تعبر عن الانفعالات الإنسانية والصراعات الداخلية من خلال الإيقاع واللون والتكوين.كونى خريجًا من خارج مركزية القاهرة يُحمّلنى ذلك مسؤولية مضاعفة، لأن المشهد الفنى فى مصر غالبًا ما يتمركز فى العاصمة، وبالتالى يكون على الفنانين خريجى الكليات الفنية الأخرى بذل مجهود أكبر كى يكون لهم تواجد فعلى داخل الحركة الفنية، وقد ساعدنى على ذلك إقامتى فى القاهرة. لكن التحدى الحقيقى كان كيفية تطوير نفسى باستمرار والعمل على مشروعات فنية متكاملة ومختلفة.أعمل حاليًا على مجموعة من اللوحات بعنوان «الرقصة المقدسة» وهى مشروع يتناول البُعد الروحى للحركة الجسدية، ويحاول التعبير عن لحظات الصفاء أو النشوة الصوفية من خلال الجسد كوسيط بصرى وروحى فى آنٍ واحد.وعلى المستوى العملى؛ أسعى إلى تحقيق توازن بين النجاح الأكاديمى والفنى، من خلال التواجد المستمر فى الساحة الفنية، والمساهمة الفعالة فى تطوير طلابى خريجى الكلية طموحى هو أن أترك أثرًا حقيقيًا سواء على مستوى الإنتاج الفنى أو العملية التعليمية.مصطفى سالم: أحاول ربط الناس بتراثهم ومجتمعهمفكرة مشروعى لتقديم حلقات توعوية حول أهمية العمارة والحفاظ على التراث سببها هى رغبتى فى رفع الوعى بأهمية تراثنا ومبانينا التاريخية، إذ أردت إحياء المبانى المهملة. البداية كانت من قلب المدينة «وسط البلد»، كان لدى إيمان أن تنفيذ الفكرة وميلادها لا بد أن يبدأ من المكان الذى يحمل روحها، فوسط البلد لم يكن مشروعًا تقليديًا بل ارتبط بالناس، وبمرور الوقت أدرك المصريون قيمة المعمار داخله، لذلك قررت أن تكون مبادرتى بهدف توعية الناس.حاولت ربط الناس والمجتمع بتراثهم، من خلال تبسيط المعلومات وربط الناس بقصص حقيقية عن الأماكن المرتبطة بذاكرة الناس؛ لذلك قررت استخدام وسائل التواصل الاجتماعى كأداة فعالة لجذب شرائح من الناس واستخدام لغة قريبة منهم، وكان الهدف أن يشعر كل شخص أن هناك علاقة ما بينه وبين وسط المدينة، وكذلك فهم تاريخ المدينة، والتعرف على قيمتها الحقيقية.وسط المدينة ليست مجرد حى سكنى مغلق، لكنها من وجهة نظرى مدينة حية تنبض بالحياة، إذ تستوعب جميع طبقات المجتمع، لذلك أرى أنه من الضرورى البدء فى إعادة استخدام مبانيها التاريخية بشكل يليق بتاريخها؛ أى تحويلها لمراكز ثقافية، أو مساحات للفن والإبداع، أو مشاريع اقتصادية قادرة على احترام هويتها.لم يكن عندى أى نية للتقدم للجائزة، هدفى الأساسى كان خدمة بلدى، وما يهمنى هو إحداث تغيير حقيقى، وفوزى بالجائزة رسالة معناها أننى أمشى على الطريق الصحيح، وهى حافز كبير بالنسبة إلى لاستكمال ما بدأته.نهاد السيد: أسعى دائمًا كى أكون الأفضلتخرجتُ فى كلية التربية النوعية قسم تربية فنية بجامعة بورسعيد، ومن حينها امتهنتُ تصميم الأزياء والديكور المسرحى، وفزت بجائزة المركز الأول للديكور فى أول أعمالى، وقد كان مسرحية «الغجري» لبهيج إسماعيل ببيت ثقافة قوص لمحافظة قنا، والتى بها حالفنى الحظ وتعينت بالهيئة العامة لقصور الثقافة بفرع ثقافة بورسعيد.. ومن ثم واظبتُ على العمل الفنى والإدارى سويا.ومنذ أن تقدمت للدراسات العليا بمعهد النقد الفنى بأكاديمية الفنون وحصلتُ على درجة الماجستير فى النقد التشكيلى وحتى يومنا هذا وأنا باحثة دكتوراه فى فلسفة الفن؛ أحاول جاهدة ألا يتأثر أو يؤثر الجانب الفنى المتمثل فى تصميم الديكور والملابس على الجانب الأكاديمى وكذلك المهنى. أسعى دائما كى أكون الأفضل فى أى جانب رغم صعوبة تحقيق ذلك بالتأكيد، إلا أننى أحافظ جاهدة على التواجد فى الوسط الفنى. وأسعى حاليًا وراء إتمام مناقشة رسالة الدكتوراه بمعهد النقد الفنى بأكاديمية الفنون والتى تحمل بعنوان «التكوين التشكيلى للرسوم المتحركة فى مقدمات الأفلام الروائية المصرية».عرض «شتات» الذى فزت بجائزة الدولة عنه فى السينوغرافيا؛ من تأليف رشا فلتس، وإخراج سعيد سليمان، ومن إنتاج مركز الهناجر للفنون بقيادة الفنان شادى سرور والتابع لصندوق التنمية الثقافية بقيادة الأستاذ خالد جلال. يحمل العرض سمة التجريب والحداثة، ولهذا فضلت أن أتعامل مع طبيعة الموقع المسرحى المميزة بالعمق، وفضلت أن أتجنب أغلب مظاهر الموقع المسرحى التقليدى، فبعدنا عن تقاسيم الكواليس التقليدية وقمنا بوضع بعض من شرائح الخيش عوضًا عنها حتى يتلاءم ذلك مع طبيعة العرض المسرحى وآليته ويسهل على توظيفه.يتحدث «شتات» عن كل أنواع الشتات الذى يمر به الإنسان منذ بداية الخليقة وحتى الممات؛ مرورًا بالعلاقات الاجتماعية والعملية.. فهناك صراع داخلى دائم بين الإنسان ومتطلباته من مأكل ومسكن ومأوى.. وفى رحلته تلك تجاه سد الرغبات والاحتياجات يبرز أيضًا صراعات العمل تجاه النهوض بهدف السعى حول البقاء والاستمرارية. ولذلك جاء الديكور يحمل الألوان الرمادية التى تشعر المتلقى وكأنه يقف أمام صفائح معدنية، رغم اختيارى لاستخدام خامة الخشب دون غيرها نظرًا لضآلة التكلفة الإنتاجية، بل إننى آثرتُ تجسيد رموز المتاريس وكل ما يحقق لدى المتلقى الشعور بإحساس الآلة.أحمد معروف: لدىَّ مشروع مجموعة قصصيةتعد فكرة كتابى «سور له أبواب: الحدود السياسية فى التراث التاريخى الإسلامى» ثمرة الاهتمام بجذور الأفكار والبنى والقضايا الحديثة، وتتبع سيرورتها ورصد تحولاتها؛ وصولًا إلى محاولة استخلاص القانون الكامن خلفها والمسئول عن تطورها (إن وجد)، تلبيةً لمواضعات العلم واشتراطاته، تلك التى ما زالت الدراسات التاريخية تسعى نحو الوفاء بها - أو ببعضها على الأقل - ومن تلك المسائل التى كانت بحاجة إلى رصد تطورها (فى حدود نطاق التخصص فى التاريخ الإسلامى والوسيط)، مسألة الحدود أو التخوم بتعبير أدق وأقرب إلى الأحوال السياسية والجغرافية فى حقبة ما قبل العصر الحديث؛ وتأسيسًا على هذا كان اختيار أطروحة الدكتوراه؛ إذ جاء عنوانها «التخوم الإسلامية الصليبية فى بلاد الشام.. دراسة تاريخية»، ثم انبثقت فكرة الكتاب فى الإطار نفسه؛ حيث دراسة هذه المسألة ولكن فى سياق أوسع، يتجاوز خصوصية الحروب الصليبية - وإن لم يغفلها تمامًا - إلى محاولة الوقوف على مقاربة التراث التاريخى الإسلامى عمومًا لهذا الأمر، ذلك التراث الذى ما زال بحاجة إلى الغوص فيه؛ بهدف إعادة تقديمه بعد الكشف عن مكنوناته ومواقفه من القضايا المختلفة؛ وبخاصة تلك المشتبكة مع هموم الإنسان فى العصر الحديث.فالكتاب يعالج تصور نصوص التراث الإسلامى ذات الطابع التاريخى لفكرة الحدود السياسية، وذلك بواسطة نماذج؛ جاء بعضها مفصلًا، وبعضها الآخر نزل منزلة المداخل التى يوصى بالبناء عليها. وفى ضوء هذا، تكوَّن العمل من مقدمة، ثم مدخل مؤسِّس، بَحَث الفرق بين مصطلحى الحدود والتخوم، ثم قسم أول بعنوان «آفاق الوجود»، تناول مفهوم الوجود الإسلامى والآفاق التى شغلها، ثم المُتخيَّل الذى تصوَّر هذا الوجود وصوَّره على صفحات بعض النصوص التراثية، ثم هناك جانب من تجليات الهوية لدى المسلمين، وعلاقتها بالمكان، مع محاولة الإجابة عن سؤال الوطن فى هذا التراث. أما القسم الثانى فهو «مجالات التخوم»، وقد تناول الأماكن التى شغلتها التخوم/الحدود؛ بداية من مفهوم مناطق الالتقاء، وبعض التعبيرات التراثية المرتبطة بها؛ وعلى رأسها الثغور، ثم تصنيف هذه المناطق، وصولًا إلى معرفة ما وقع منها داخل العالم الإسلامى، وما امتد منها بين المسلمين وغيرهم. ثم هناك قسم ثالث بعنوان «مجتمع التخوم»، وقد حمل إشارات إلى آثار الخصوصية المكانية فى حياة سكان المجتمعات التى عاشت فى تلك المناطق.أما فوزى بالجائزة فهو قوة دافعة بالنسبة لى للتطلع نحو المستقبل بطموح أكبر، والجائزة - قبل ذلك وبعده - مسؤولية كبيرة. والآن أعكف على إعداد بحث عن أحوال المسلمين تحت الحكم الصليبى، ينشر ضمن كتاب جماعى يتناول علاقة المسلمين بحكامهم فيما قبل العصر الحديث، سواء أكان هؤلاء الحكام من أهل الدين نفسه أم كانوا على دين مختلف، كما أن لدى مشروعًا لنشر مجموعة من القصص القصيرة.شريف إمام: كتابى محاولة لإعادة رسم ملامح ثورة 1919تعود فكرة الكتاب لعام 2014، حين كنت باحثًا فى كلية العلوم السياسية بجامعة جنت فى بلجيكا، وقتها انفتحتُ على أدبيات مدرسة التبعية التى أسسها أندريه فرانك وسمير أمين وكذلك مدارس ما بعد الماركسية الأرثوذوكسية عمومًا، وتزاملت مع الدكتور بريخت دى سميت، وهو باحث متخصص فى الحركة العمالية فى مصر، وكان قد فرغ لتوّه من تطبيق بعض أطروحات جرامشى على تلك الحركة. وقد جمعتنا نقاشات مطوّلة حول فكر أنطونيو غرامشى، وإمكانية توظيف منهجه فى قراءة تاريخ مصر الحديث، خصوصًا فى لحظاته المفصلية.أما اختيار ثورة 1919 كدراسة حالة، فيعود إلى عام 2009، حين كنت طالبًا فى مرحلة الماجستير تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد الخالق لاشين، صاحب أحد أبرز الأعمال حول ثورة 1919، والذى قدّم قراءة ترى فى سعد زغلول مصلحًا فى زمن الثورة، وهو ما سهّل - من وجهة نظره - على بريطانيا احتواء حركة الجماهير. ومنذ ذلك الحين، بدأت فكرة توظيف مفهوم «الثورة السلبية» لدى جرامشى فى فهم هذه الثورة تختمر فى ذهنى، على مدى أكثر من عشر سنوات.وخلال تلك الفترة، أنجزت خمس دراسات تمهيدية تناولت جوانب متعددة من هذا الموضوع، من بينها: «صورة سعد زغلول فى الكتابات الأمريكية المبكرة»، وإشكالية استخدام مناهج ما بعد المركزية فى دراسة تاريخ مصر المعاصر، ودراسة أخرى عن مفاوضات إعلان الحماية البريطانية. وقد نُشرت هذه الدراسات فى مصر وقطر والجزائر، ولاقت استحسان عدد من المؤرخين كان من أهمهم المؤرخ بيتر جران، والذى وعدنى بمزاملة البروفسور جون كالكرافت أحد المتخصصين فى نظرية جرامشى وهو ما لم يتم لتعهده بتحمل نصف نفقات إقامتى فى لندن وأن أدفع الباقى وهو ما كان عسيرًا على. على كل؛ شجعنى هذا الدعم على بلورة هذا العمل الذى بين أيديكم، ويحمل عنوان «سعد زغلول فى مرآة جرامشى: قراءة جديدة فى حركة الجماهير وثورة 1919».فالكتاب محاولة لإعادة رسم ملامح ثورة 1919 من خلال استخدام المفهوم الرائد لجرامشى: الثورة السلبية، والإجابة عن السؤال: لماذا لم تنجح حركة الجماهير فى تغيير الكتلة التاريخية المسيطرة على مصر فى تلك الفترة؟ إذ يعد الكتاب محاولة للإجابة عن هذا السؤال من خلال البحث فى طبيعة الكتلة التاريخية المسيطرة فى تلك الفترة، وفى القلب منها البرجوازية الزراعية، التى سعت إلى ترويض حركة الجماهير ومنع تحوّلها إلى ثورة حقيقية تجرف تلك الطبقة ومكتسباتها. لذا، استغلت هذه الطبقة عشوائية حركة الجماهير، وتصدّرت المشهد، لتفرغ الحركة من مضامينها الاجتماعية.أحمد مجدى: الذكاء الاصطناعى هو المجال الأقرب إلى قلبىالبحث الخاص بى يمزج بين الفنون والثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعى، حيث يبحث فى الأساس عن استخدامات الذكاء الاصطناعى فى فن السينما، من مرحلة التحضير للعمل حتى التسويق له، مع الأخذ فى الاعتبار أن البحث يؤكد أن الذكاء الاصطناعى يعد من الأدوات المكملة للإبداع البشرى، ولن تحل محله بشكل كامل كيفما يظن البعض، وأنه لابد من مواكبة العصر والمزج بين التقنيات الحديثة والأفكار البشرية، ومحاولة تطويع الذكاء الاصطناعى عند الضرورة، بشكل متوازن لا يتخطى مساحات الإبداع البشرى.أما جائزة الدولة التشجيعية، فإنها تمثل لى وسامًا كبيرًا على صدرى، فجوائز الدولة لا أعتبرها مجرد جوائز أو ألقاب، بل أوسمة ومسؤولية كبيرة على عاتق من يحصل عليها، وأعبر عن امتنانى الشديد لوزارة الثقافة وأمانة الجائزة لإدراج فرع الثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعى فى فروع الجائزة، وذلك إيمانًا من الدولة المصرية العظيمة وقياداتها بأن الثقافة الرقمية أصبحت ضرورة ملحة فى ظل التحولات التكنولوجية التى نشهدها، حيث أصبح المجال مواتيًا ومفتوحًا الآن إلى دراسة استخدام التكنولوجيا الرقمية والإنترنت والذكاء الاصطناعى، وهو الدافع الأكبر لعمل البحث الخاص بى، حيث أردت أن أجمع وأمزج بين الفنون، وبين التقنيات الحديثة بوصفها المجال البحثى المستقبلى الأهم الذى يهم الجميع الآن، وهو الأمر الذى توليه وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والقيادة المصرية العظيمة أهمية كبرى، فى شتى المجالات المختلفة، لذلك أرى أن الجائزة مهمة جدًا فى دفع المجال البحثى وخاصة فى دراسات المستقبل التى تُعنى بالتقنيات الرقمية وكيفية استخدامها والتوعية بمخاطرها والتعريف بالوسائل الصحيحة لاسخدامها .أما عن مشروعاتى القادمة، أنوى تقديم أكثر من كتاب وبحث فى مجال الثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعى، حتى يتسنى لأكبر عدد من الباحثين والدارسين الاطلاع عليها، حيث أنه المجال الأقرب إلى قلبى وأود توثيق تجربتى البحثية فيه على نطاق واسع يشمل سلسة من الكتب، إلى جانب عملى كعضو هيئة تدريس بقسم الدراما والنقد المسرحى كلية الآداب جامعة عين شمس.محمد عبد الخالق: اخترتُ التميز فى موضوع لا يكتب حوله الكثيرونفى البداية، أعتقد اعتقادًا لا يخالجه شك أن صفة الإنسان فى هذه الحياة أن «يكتب شيئًا يستحق القراءة» أو «يفعل شيئًا مفيدًا يستحق الكتابة»، وكلا الأمرين يتوفر فى الإنسان الأكاديمى الذى يرغب فى الريادة والتميز.فالأكاديميون يقومون بأعمال أدبية أو علمية تستحق التوثيق وتسليط الضوء عليها لتميزها، كما أنهم يكتبونها بلغة رصينة تجذب القارئ إليها؛ وهذا يتطلب بالضرورة عملًا بحثيًّا رصينًا يُمثّل إضافة إلى المكتبة العلمية، أو عملًا أدبيًّا يُثرى الثقافة الإنسانية.لذلك، عندما نويتُ خوض غمار المسابقة، قلتُ: لا بد من التميز فى اختيار موضوع لا يكتب فيه كثير من الباحثين، فاخترتُ مجال التربية وعلم النفس، باعتباره أحد مجالات العلوم الاجتماعية. وكان مجال فلسفة التربية هو الأنسب؛ إذ يعزف كثير من الباحثين عن الكتابة فيه نظرًا لما تتسم به لغته من رصانة وقوة.ولكى يجمع البحث بين الأصالة والمعاصرة، لا بد من ربط الفكرة الفلسفية المختارة بقضية تربوية معاصرة. فكانت فكرة «التربية الدولية» هى الأنسب، نظرًا لبروزها على الساحة فى الآونة الأخيرة، بسبب تنامى تعليم اللاجئين، وتزايد أعداد الوافدين، وتبادل الخبرات الطلابية بين الطلاب الدوليين. وربطتُ هذه القضية بفلسفة قديمة داعمة لها، من خلال التأصيل الفلسفى وسبر أغوارها للتعرف على جذورها الممتدة فى أعماق التاريخ.وحينما قرأتُ فى الفلسفة الرواقية، وجدتُ أنها تقوم على فكرة أن «العالم وطن للجميع»، وتدعو إلى التمتع بالحقوق، والاعتراف بالحريات، والتناغم مع البيئة، وإرساء قواعد المواطنة العالمية، والتعايش السلمى بين البشر، وتحقيق الرفاه الاجتماعى. وما أحوج العالم المعاصر إلى ذلك!المشاركة فى المسابقات والجوائز من أكثر الأمور التى تُسهم فى تشجيع الأكاديميين وتحفيزهم على جودة العمل العلمى، رغبةً فى الحصول على الجائزة، وأملًا فى خدمة البشرية. وللجوائز أثر طيّب؛ فمنذ إعلان النتيجة، صار لدى شغف كبير بأن أتقدّم لجائزة الدولة التقديرية أو جائزة النيل.وهذا، بالطبع، يتطلب أعمالًا بحثية تخدم البشرية، ويستلزم أيضًا تجويدًا أكبر للبحوث مما كان من ذى قبل، ويحفّز على جودة العمل والإبداع فيه.إيرينى سمير: عملتُ على الكتاب لأكثر من أربع سنواتراودتنى فكرة الكتاب بشكل عام منذ 2020، حين بدأت فى كتابة بحث عن الحذر من «صور الختان المختلفة»، حيث توقفت أمام معلومة «تقليد طىّ الأقدام» فى الصين، وقد تأملت أبعاده وتشابهه مع «الختان»، فكلاهما يحمل نفس المنهج الفكرى فى جوهره، بينما يكمن الاختلاف بينهما فى طريقة التطبيق وموضع التنفيذ فى الجسم، وبمتابعة البحث والتحليل، وجدت تكرارًا لنفس التشابه مع صور أخرى لممارسات تُطبق على المرأة، تحمل نفس التشابه الجوهرى مع «الختان التقليدى»، حتى وإن كان تنفيذها يتم فى صور متناقضة، فهى بالرغم من اختلافات طرق تطبيقها، حسب اختلاف العصر، وتقاليد وثقافات المجتمعات، تبقى ذات رؤية منهجية واحدة.ومن هنا ركزت على كشف صور «الختان» الذى يستتر خلف صورته التقليدية الشهيرة، وهى «تشويه الأعضاء التناسلية للإناث»، للتنقيب فى أعماق جذوره، المنتشرة فروعها المتلونة الأشكال على سطح حياتنا، دون أن ندرك مدى اتصالها الجذرى بهذا الفعل.يدور كتابى الفائز «أقنعة الختان المختلفة» حول النظرية التى طرحتُها تحت عنوان «المقايضة الختانية»، والتى تُعدّ الركيزة الأساسية للمنهج التحليلى المُقارَن الذى اعتمدتُه فى هذا البحث. وتُشير هذه النظرية إلى نمط متكرّر وراسخ فى الثقافات المختلفة، حيث تُقدِّم الأنثى سلامتها الجسدية، وصحتها النفسية، وكرامتها الإنسانية، مقابل نَيل «القبول الاجتماعى»، والسماح لها بالتعايش داخل المجتمع كزوجة وأم وامرأة «صالحة» وغير مرفوضة جماعيًا.ويظهر هذا النمط بوضوح فى النماذج الأنثروبولوجية التى تم رصدها فى الكتاب، إذ تتجلّى هذه «المقايضة» فى جوهر ممارسات عديدة، منها: «الختان التقليدى»، و«كى الثدى» فى الكاميرون، و«جلد الفتيات» فى قبيلة «الهمر»، و«بيع الزوجات» فى إنجلترا خلال القرن السادس عشر، و«سوق العرائس» فى «بلغاريا» الذى ما يزال قائمًا حتى اليوم.ولا تقتصر هذه الممارسات على صورها العنيفة أو البدائية فحسب، بل تتخذ فى العصر الحديث أشكالًا أكثر نعومة وخداعًا، كما فى «عمليات التجميل»، و«الاتجاه العالمى لتعهير مظهر المرأة»، هذا الاتجاه الذى تجاوز حدود «تحرر الملبس» أو «مقاييس الموضة»، ليصبح عدوانًا ناعمًا على جسد المرأة وخصوصيته، ولكن بقناع الحداثة والتحضر. وهو ما أسمّيه فى هذا السياق «ختان الإناث فى ما بعد الحداثة»، فكما فككت «ما بعد الحداثة» النص، ونحَّت سلطة مؤلفه عليه، هكذا فكك «ختان ما بعد الحداثة» الأسوار المُقامة حول جسد المرأة، التى للحبس والتى للحماية معًا، وأصبح المجتمع المُتلقى مظهرها، هو ما يحدد ما تكون عليه كيفما يشاء، وهذا القناع الختانى لم يُرجع المرأة إلى قيود العبودية الرجعية فحسب، بل سجنها فى أسوار شفافة، من حرية زائفة وثقافة مُضلِّلة، ما يُصعِّب عليها فرص الوعى الحقيقى.كما يُبرز الكتاب التناقض الظاهرى فى الأقنعة التى يرتديها «الختان»، إذ يوازِن بين صور متباينة ظاهريًا، لكنها تقوم على المقايضة نفسها للأنثى، فعلى سبيل المثال، يظهر ذلك فى قناع «زواج القاصرات» فى مجتمعات تُوصم بالجهل أو الرجعية، مقابل الضغط المجتمعى على الفتيات الصغيرات فى مجتمعات توصف بالتحضُّر، للانخراط المبكر فى حرية جنسية مُبتذلة، تُقدَّمها للأنثى كجزء من التمكين أو التحرر.وهذا التوازى يكشف بوضوح أنَّ المجتمعات التى تتبنَّى أفكار «ما بعد الحداثة» لا تُلغى «الختان»، بل تُعيد إنتاجه بأقنعة جديدة تتخفّى خلف خطاب التقدّم والتحرر، بينما ترجم «الختان التقليدى» باعتباره عنفًا مرفوضًا وتدين ممارسته. وهكذا، يبقى جوهر المقايضة الختانية واحدًا: تقديم الأنثى لسلامتها وكرامتها مقابل القبول الاجتماعى، وإن اختلفت الواجهة وتباينت اللغة الثقافية المُستخدمة.امتد عملى البحثى فى هذا الكتاب لأكثر من أربع سنوات، ولم تكن الجوائز هدفًا أساسيًا بالنسبة لى، كان همّى الأول أن يرى الكتاب النور، وأن أطرح من خلاله نظريتى حول جوهر الختان وصوره المتعددة، التى تُظهر صموده رغم تغيّر الأزمنة وتنوع الثقافات. لكن بعد صدوره، راودنى الأمل فى أن يُقدَّر هذا الجهد العلمى والبحثى بما يليق به، والحمد لله، قد تحقق ذلك بالفعل.وحاليًا أعمل على كتاب علمى جديد، يتناول إحدى قضايا الأسرة وتنشئة الأطفال، فى سياق التحديات المعاصرة، من زاوية نفسية مغايرة تحمل طرحًا جديدًا وغير تقليديًا.آلاء جعفر: دورياتنا مرايا صادقة لإنتاجنا الفكرىثمة لحظات لا تُولد فيها الأسئلة من فجوة منهجية، بل من قلق وجودى يتسلّل إلى نفس الباحث خلسة. وهذا ما حدث لى؛ فمن موقعى كعضو فى مكتب الدعم الفنى لدوريات جامعة الإسكندرية، رأيت حجم الجهد الذى يُبذل، كما رأيت حجم الصمت الذى يُقابَل به.وأدركت أن ما يتوارى خلف تلك الأغلفة ليس ورقًا وحبرًا، بل زمنٌ طويل من الشغف، ومحاولة حثيثة لأن نقول للعالم: نحن نكتب، نحن نُنتج، نحن نُفكّر.من هنا بدأ سؤالى، لا سؤال الباحث فحسب، وإنما سؤال الإنسان المنشغل بمصير المعرفة فى بلاد تُكتب بلغتها – وهو حقّ أصيل لها – لكن ذلك أدى إلى ألا تُقرأ خارج حدودها. لم يكن بحثى عن «جاهزية الدوريات المحلية الإلكترونية بجامعة الإسكندرية للإدراج فى المؤشرات العالمية» تفتيشًا فى لوائح، ولا استقصاءً تقنيًا؛ كان محاولة لاستنطاق صمتٍ طال أمده: لماذا، ونحن نملك أدوات المعرفة، لا نملك حق تمثيلها فى فضاء العالم؟إن مجلات جامعة الإسكندرية، التى نُشرت بجدّ واجتهاد على امتداد عقود عبارة عن كائنات معرفية تتنفّس داخل بيئة ثقافية محلية، وشواهد تاريخية حيّة على حيوية الحركة العلمية فى مؤسساتنا، وتحمل وعودًا مستحقّة بالتدويل. ومع ذلك، ظل الواقع يُظهر فجوة بين الجهد المبذول والظهور الدولى، ما دفعنى إلى إخضاع خمس عشرة دورية محلية من الأبرز على مستوى الجامعة لتحليل دقيق، وفق معايير مؤشرات عالمية مثل Scopus وWeb of Science وDOAJ. فهذه المؤشرات لا تقيس جودة النصوص فحسب، بل تصوغ المعايير وتعيد رسم حدود القيمة فى الجغرافيا العلمية. وفى قلب تلك المعايير يكمن التحيز اللغوى؛ تحيز لا يُصرّح بعداوته، لكنه يختزل القيمة فيما يفهمه ويقصى ما لا يُجيده.هكذا بدأت رحلتى مع البحث الذى نال شرف جائزة الدولة التشجيعية، برغبة أصيلة فى فك الحجب عن كنوزنا المعرفية، وإعادة الاعتبار لدورياتنا بوصفها مرايا صادقة لإنتاجنا الفكرى. حيث وجدت أن معظم هذه المجلات بلغت ذروة التقييم المحلى، لكنها تُواجَه بشروط قاسية – لا سيّما حين تصدر بالعربية – عند طرق أبواب المؤشرات العالمية. ولم أرَ فيها ضعفًا، ولكن طاقة كامنة تحتاج إلى إرادة مؤسسية ترفع عنها الغبار.لقد منحتنى الجائزة ما هو أسمى من التقدير؛ منحتنى اليقين بأن البحث العلمى، حين يتماس مع هموم الواقع، يصبح فعلًا تغييريًا لا مجرد ترقية أكاديمية. فكان هذا التكريم اعترافًا بأهمية قضايا تُصنَّف إداريّة، رغم أنها تمسّ صميم حضور الجامعات المصرية فى خريطة العالم المعرفى.أما الآن، فإننى أعيش مغامرة بحثية من نوع مختلف، تتقاطع فيها ذاكرة الأمة التراثية بالذكاء الاصطناعى، ويُستبدل الورق بالخوارزميات. حيث أنهيت بحث ركز على تطوير مساعد بحثى ذكى قائم على تقنيات المحوّلات التوليدية المدربة (GPT)، مدمج بقاعدة معرفة مهيكلة للمجموعات التراثية الفريدة بمكتبات جامعة الإسكندرية، هذا البحث، المقبول للعرض فى مؤتمر (استدامة المعرفة وحفظ التراث فى عصر الذكاء الاصطناعى) بجدة، يستبطن سؤالاً عميقًا: كيف نُعيد تفعيل الذاكرة الثقافية عبر أدوات الذكاء الاصطناعى، دون أن نفرّط فى السيادة الرقمية أو الهوية المعرفية؟ الدراسة شبه التجريبية أثبتت بالأرقام تحسنًا نوعيًا فى الأداء والسرعة والرضا، وفتحت الباب لنموذج قابل للتطبيق فى مكتبات جامعية أخرى.لكن الأهم من الأرقام، هو الإيمان بأن التكنولوجيا، حين تُخضع لصالح المعرفة، يمكن أن تُعيد للتراث بريقه، وللمكتبة دورها كمرآة للهوية.وكان الرهان أن نحمى تراثنا من «هلوسة» الخوارزميات، وأن نُعيد للغة العربية حضورها فى منظومة رقمية تُخضعها غالبًا للفقد، أو تُترجمها بترجمة تخون سياقها وأفقها.وفى كل ذلك، يبقى الحرف هو البوصلة. فكما يبدأ كل بحث بسؤال، يبدأ كل طريق بإرادة، وكل انتماء بمعرفة.

ثقافة : نجيب محفوظ فى الغرب.. ترجمات وإشادات نقدية واسعة بأعماله
ثقافة : نجيب محفوظ فى الغرب.. ترجمات وإشادات نقدية واسعة بأعماله

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

ثقافة : نجيب محفوظ فى الغرب.. ترجمات وإشادات نقدية واسعة بأعماله

الأحد 10 أغسطس 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - أثنى العديد من الكتاب الأجانب على نجيب محفوظ، واعتبروه أحد أبرز الروائيين في تاريخ الأدب، وأحد أهم الكتاب العرب الذين أثروا الأدب العالمي، وأشادوا بأسلوبه الواقعي، وقدرته على تصوير الحياة المصرية بجميع تفاصيلها، وتعمقه في القضايا الإنسانية والوجودية. أشار البعض إلى أن محفوظ لم يكن يدرك في البداية صراعه مع اللغة العربية وكيفية تذليلها وتطويعها في كتاباته، وأن بعض الحوارات في رواياته الأولى كانت متكلفة. ترجمت بعض من أعمال نجيب محفوظ للإنجليزية خاصة بعد فوزه بجائزة نوبل للأدب عام 1988، ويومها قال الناقد أندريس هالينجرن، إن نجيب محفوظ يشبه أوزيريس، حيث يقيم ويوازن الحياة المصرية وتظهر فى كتاباته روح المجتمع المصرى حيث يطرح نجيب محفوظ أسئلة من واقع رواياته ويعطى هو الأحكام عليها ولكن فى نفس الوقت لا نحصل نحن كقراء على إجابة قاطعة. أما موقع Complete review الخاص بمراجعات ونقد الكتب فيصب اهتمامه على ثلاثية نجيب محفوظ "بين القصرين وقصر الشوق والسكرية" ووصفها الموقع بأنها أعلى قمة أعمال نجيب محفوظ وقارنها الموقع بأنها تقارن بأعظم أعمال تولستوى. الكاتب جاى بارينى فى صحيفة "الجارديان"، قال إن نجيب محفوظ هو "سيد الواقعية التفصيلية فى السرد"، واعتبر الصورة التى رسمها نجيب محفوظ فى رواياته عن القاهرة صورة حية تقارن بسادة الأدب الأوروبى مثل بالزاك وتوليستوى وديكنز. كذلك فعل روبرت فيسك فى حديثه عن نجيب محفوظ فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" إن نجيب محفوظ هو تشارلز ديكنز مصر. المستشرقة فاليريا كيربتشنكو، أحد أكثر المستشرقين اهتماماً بأعمال نجيب محفوظ والأدب المصري، حيث تناولت فى كتابها (الأدب المصرى فى الستينيات والسبعينيات، ست روايات لمحفوظ هى "اللص والكلاب، السمان والخريف، الطريق، الشحاذ، ثرثرة فوق النيل، وميرامار". كتاب "عالم نجيب محفوظ" منشور باللغة الإسبانية عام 1989، ويضم عدداً من الأبحاث لكتاب عرب وأجانب، منهم الدكتور بدرو مارتينيث مونتابيث، وهو أحد المستعربين البارزين فى إسبانيا مشبهاً محفوظ بالكتاب العالمين الكبار مثل بلزاك وزولا وجالدوس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store