
قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: علاقة متقلبة على أعتاب لحظة حاسمة في حرب أوكرانيا
حتى إن ترامب أشاد مرة ببوتين ووصفه بأنه "ذكيٌّ للغاية" لغزوه أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
رغم ذلك، أعرب الرئيس الأميركي خلال الأشهر الأخيرة، عن إحباطه من بوتين وهدد بفرض المزيد من العقوبات على روسيا، بسبب الحرب في أوكرانيا.
إلا أن قمة ألاسكا المرتقبة عند الساعة 19 بتوقيت غرينيتش بين الرجلين قد تشكل لحظةً حاسمةً في كلٍّ من الحرب في أوكرانيا وعلاقة الزعيم الأميركي بنظيره الروسي.
علماً أن ترامب وجه أمس رسائل متضاربة حول توقعاته من القمة. فقد وصفها بأنها "اجتماعٌ تجريبيٌّ" لقياس مدى انفتاح بوتين على وقف إطلاق النار، لكنه حذّر أيضًا من "عواقب وخيمة للغاية" إذا لم يوافق على إنهاء الحرب.
تذكار لترامب وبوتين (أرشيفية- رويترز)
تذكار لترامب وبوتين (أرشيفية- رويترز)
أما بالنسبة لبوتين، فيُعدّ اجتماع اليوم فرصةً لإصلاح علاقته بترامب وفكّ عزلة الغرب عن بلاده بعد غزوه أوكرانيا قبل ثلاث سنوات ونصف. وقد أعرب عن رغبته في إعادة بناء العلاقات الأميركية الروسية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وبالعودة إلى العلاقة بين الرجلين، فقد مرت بالعديد من المطبات.
قبل أشهر من انتخابه رئيسًا لأول مرة عام 2016، شكك ترامب في نتائج وكالات الاستخبارات الأميركية التي تفيد بأن قراصنة الحكومة الروسية سرقوا رسائل بريد إلكتروني من الديمقراطيين، بمن فيهم منافسته هيلاري كلينتون، ونشروها في محاولة للإضرار بحملتها وتعزيز حملته والتأثير على نتائج الانتخابات الأميركية.
كما دعا في إحدى تصريحاته عام 2016، بشكل صادم، القراصنة الروس للعثور على رسائل البريد الإلكتروني التي ورد أن كلينتون حذفتها. وقال ترامب حينها: "روسيا، إن كنتم تستمعون، آمل أن تتمكنوا من العثور على 30 ألف رسالة بريد إلكتروني مفقودة".
إلى ذلك، طالت التساؤلات حول صلاته بروسيا معظم فترة ولايته الأولى، ما أثار تحقيقات من قبل وزارة العدل والكونغرس، وأدى إلى تعيين المحقق الخاص روبرت مولر، الذي فحص إدانات متعددة ضد مساعدي ترامب وحلفائه، لكنه لم يثبت وجود مؤامرة إجرامية بين موسكو وحملة ترامب.
ومؤخرا استذكر ترامب تلك التحقيقات قائلا: "لقد عانى بوتين كثيرًا معي. لقد خضع لحملة شعواء كاذبة استغلوا فيها روسيا متحدثين عن صفقة معها!"
علما أن بوتين كان سخر عام 2019، من التحقيق الأميركي ونتائجه النهائية، قائلاً: "تمخض الجبل فأنجب فأرًا".
إلى ذلك، التقى ترامب بوتين ست مرات خلال ولايته الأولى، بما في ذلك قمة هلسنكي عام ٢٠١٨، عندما فاجأ الرئيس الأميركي العالم بظهوره مدافعاً عن مسألة تدخل روسيا في انتخابات ٢٠١٦.
وقال ترامب حينها: "لديّ ثقة كبيرة في أجهزة استخباراتي، لكنني سأخبركم أن بوتين كان قويًا للغاية في نفيه التدخل بالانتخابات.." وتابع قائلاُ إنه لا يجد أي سبب يدعوه لعدم تصديق النفي الروسي.
لكن بعد أن واجه ترامب ردود فعل غاضبة، حاول التراجع عن تعليقه بعد ٢٤ ساعة. لكنه أثار شكوكًا حول هذا التراجع بقوله إن دولًا أخرى كان من الممكن أن تتدخل أيضًا.
في حين رأى بوتين حينها بقمة هلسنكي "بداية الطريق" للتراجع عن الجهود الغربية في عزل بلاده.
كما كشف أنه كان يتمنى فوز ترامب عام ٢٠١٦. وقال: "لا أستطيع أن أختلف معه في أنه لو كان رئيسًا، ولو لم يُسلب منه النصر في الانتخابات|، لكان من الممكن تجنب الأزمة التي نشبت في أوكرانيا عام ٢٠٢٢".
وبعد مغادرة ترامب البيت الأيض في 2021، حافظ الزعيمان على علاقتهما الودية. فبعد غزو بوتين لأوكرانيا عام ٢٠٢٢، وصف ترامب الزعيم الروسي بعبارات إيجابية.
وقال ترامب من منتجعه مار-إيه-لاغو حينها: " أعتقد أن بوتين ذكي جدًا". كما ألمح إلى أن الرئيس الروسي دخل أوكرانيا "ليكون حارس سلام".
كذلك كرر ترامب مرارًا وتكرارًا أن غزو أوكرانيا ما كان ليحدث لو كان في البيت الأبيض - وهو ادعاء أيده بوتين أيضاً
لكن بعد توليه الرئاسة للمرة الثانية، توقف ترامب عن الادعاء بأنه سيحل الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة.
وفي مارس/آذار الماضي، أوضح أنه كان يمزح حين قال ذلك.
لكنه منذ الأيام الأولى لولايته الثانية، سعى بوتين إلى عقد قمة، محاولاً الابتعاد عن الصراع الأوكراني من خلال التأكيد على إمكانية إطلاق مشاريع اقتصادية أميركية روسية مشتركة، من بين قضايا أخرى.
فيما انتقد ترامب أكثر من مرة الدعم الأميركي لكييف، وسخر حتى من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفًا إياه بـ"البائع" الذي يدور العالم ويتجول لإقناع واشنطن بتزويد بلاده بالأسلحة والتمويل العسكري.
وفي فبراير، بدت الأمور مواتية لبوتين عندما اشتعل الخلاف بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، فوصف تصرف الرئيس الأوكراني بـ" غير المهذب وقليل الاحترام".
في حين بقيت العلاقة بين الرجلين هادئة، إذ تحدث ترامب في أواخر مارس، عن ثقته ببوتين فيما يتعلق بآمال وقف إطلاق النار، قائلاً: "لا أعتقد أنه سيتراجع عن وعده".
لكن بعد شهر، ومع تصاعد الضربات الروسية، نشر ترامب منشورا مقتضبا على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "فلاديمير، توقف!".
ثم بدأ يُعرب عن المزيد من إحباطه من الزعيم الروسي. حتى انه اعتبر في مايو أن بوتين "جن جنونه!".
كما أمر ترامب قبل أسابيع قليلة بإعادة تمركز غواصتين نوويتين أميركيتين "بناءً على تصريحات استفزازية للغاية" للرئيس السابق للبلاد، ديمتري ميدفيديف.
إلا أن التوتر عاد وخفت إلى حد ما منذ الإعلان عن اجتماع الرئيسين المرتقب في ألاسكا. رغم أن توقعات ترامب بشأن ما قد يُنجزه هذا اللقاء خفتت أيضًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 29 دقائق
- هبة بريس
بسبب البوليساريو.. النظام الجزائري يسابق الزمن لمنح شركات أمريكية صفقات غاز ضخمة
هبة بريس تسابق الجزائر الزمن للدخول في اتفاقيات لبيع الغاز الصخري غير المسبوقة مع العملاقين الأمريكيين 'إكسون موبيل' و'شيفرون'، في خطوة تكشف ارتهان النظام العسكري للضغوط الدولية، بعدما وجد نفسه محاصراً بملفات ثقيلة، على رأسها تحركات داخل الكونغرس الأمريكي لسنّ قانون يصنّف ميليشيا البوليساريو الانفصالية تنظيماً إرهابياً. خوف عميق داخل أروقة قصر المرادية هذا التحول لم يأتِ صدفة، بل جاء بعد خوف عميق داخل أروقة قصر المرادية في الجزائر من العقوبات الأمريكية المحتملة بسبب الارتماء في أحضان موسكو وصفقات السلاح المشبوهة، خاصة مع وصول دونالد ترامب مجدداً إلى البيت الأبيض. وهو ما أعاد إلى الواجهة مواقف وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو، الذي سبق أن دعا إلى معاقبة الجزائر على خلفية صفقاتها العسكرية مع روسيا. وفي محاولة يائسة لتجنب العزلة، خرج السفير الجزائري في واشنطن صبري بوقادوم بتصريحات، معلناً أن بلاده 'مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة بلا حدود'، حيث أن النظام العسكري مستعد للتفريط في ثروات البلاد فقط لضمان بقائه في السلطة وحماية ميليشيا البوليساريو. خضوع النظام العسكري الجزائري للبيت الأبيض ويرى مراقبون أن صفقة الغاز المرتقبة مع 'إكسون' و'شيفرون' ليست سوى رسالة خضوع واضحة من النظام العسكري للبيت الأبيض، في وقت يعيش فيه الجزائريون أزمات خانقة، بينما تُعرض ثرواتهم الطبيعية للبيع في المزاد العلني. فالجزائر تملك ثالث أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الصخري في العالم، بعد الصين والأرجنتين، لكن هذه الثروة تحولت إلى ورقة مساومة في يد العسكر. وكانت 'سوناطراك' قد وقّعت العام الماضي اتفاقات أولية مع الشركتين الأمريكيتين لتطوير موارد الطاقة في أحواض 'آهنت' و'بركين'، حيث سبق أن حفرت أول بئر تجريبية سنة 2014. واليوم، يبدو أن النظام مستعد لفتح الأبواب على مصراعيها أمام الشركات الأجنبية، فقط لتفادي تصنيف ذراعه الانفصالية كتنظيم إرهابي، ولو على حساب مستقبل الجزائر وشعبها.


صوت العدالة
منذ 3 ساعات
- صوت العدالة
ترامب: أمنح لقائي مع بوتين في ألاسكا تقييم 10 على 10
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه على مقياس من 1 إلى 10 يصنف القمة الأخيرة مع بوتين على أنها '10 على 10'. جاء تصريح الرئيس الأمريكي في حديث حصري لشبكة 'فوكس نيوز'. وكان ترامب قال في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الروسي: 'أستطيع القول إننا عقدنا اجتماعا مثمرا للغاية، ولقد حققنا بالفعل تقدما هائلا'. وعقد لقاء القائدين في القاعدة العسكرية 'إلمندورف-ريتشاردسون' في ألاسكا، حيث أجرى بوتين وترامب مباحثات خلف الأبواب المغلقة.


كش 24
منذ 4 ساعات
- كش 24
بسبب استيلائها على إدارة شرطة العاصمة.. واشنطن تقاضي إدارة ترامب
أقامت سلطات العاصمة الأميركية واشنطن دعوى قضائية الجمعة ضد إدارة الرئيس دونالد ترامب بسبب ما وصفته بـ"الاستيلاء العدائي" على إدارة شرطة المدينة بهدف معلن هو تعزيز مكافحة الجريمة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ترامب أن الحكومة الفدرالية ستتولى سلطة إنفاذ القانون في العاصمة، ونشر قوات الحرس الوطني في إطار إجراءات استثنائية في مدينة يقول إنّها "تعجّ بالعصابات العنيفة" ويريد "تطهيرها". بموازاة ذلك، قرّرت وزيرة العدل بام بوندي تعيين "مسؤول طوارئ" جديد على رأس الشرطة. وجاء في الشكوى التي رفعها المدعي العام في العاصمة بريان شوالب أنّ "القانون الذي يحكم واشنطن لا يجيز الاستيلاء على حكومتها". وأضاف "استولى المدعى عليهم بشكل غير قانوني على السيطرة التشغيلية للشرطة، بما في ذلك من خلال تولي مناصب في سلسلة القيادة وإصدار التوجيهات". وأورد شوالب في وقت لاحق في منشور على منصة إكس أنّ "الإجراءات التي اتخذتها الإدارة غير قانونية بشكل واضح". واعتبر أنّ "هذه إهانة لكرامة واستقلال 700 ألف أميركي" يعيشون في واشنطن. وأمر الرئيس بنشر 800 من عناصر الحرس الوطني "لتوفير وجود واضح في الأماكن العامة المهمة كرادع"، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الخميس. على عكس الولايات الأميركية الخمسين، تعمل بلدية واشنطن في إطار علاقة خاصة مع الحكومة الفدرالية تحدّ من استقلاليتها. وكانت وزارة العدل في عهد الرئيس السابق جو بايدن أعلنت في بداية يناير أنّ الجرائم العنيفة وصلت في العام 2024 إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من ثلاثين عاما.