logo
أنغام... حنجرة ذهبية لا تعرف الشكوى والاستجداء

أنغام... حنجرة ذهبية لا تعرف الشكوى والاستجداء

Independent عربيةمنذ 2 أيام
تمر المطربة المصرية أنغام بحال صحية حرجة جداً، إذ شخّص أطباؤها وجود كيس دهني على البنكرياس، مما استدعى استئصال جزء منه خلال الأيام الأخيرة، لكن لم يمر الأمر بسلام وتعرضت لمضاعفات خطرة أجبرت الأطباء على قرار استئصال جزء من البنكرياس للتخلص من الكيس الدهني الذي يزداد حجمه بلا هوادة.
الحال الصحية لأنغام كانت حديث الناس خلال الأسابيع الأخيرة على رغم أنها لا تحب الحديث عن مرضها أو أية وعكة صحية تمر بها، وسبق ومرت بخلع في الكتف وتمزق في الأربطة ولم تكشف عن حالها على رغم إجرائها عملية جراحية دقيقة.
انغام مع ابنها عبد الرحمن بعد إجراء جراحة مؤخرا (مواقع التواصل الإجتماعي)
وأخيراً أثيرت إشاعات أكدت إصابة أنغام بسرطان الثدي وسفرها للعلاج، لكنها بعد انتشار حال من القلق بين جمهورها اضطرت إلى إصدار بيان عبر مكتبها الإعلامي أكدت عبره أن الموضوع ليست له علاقة بالسرطان، بل بالبنكرياس ولم تكُن وقتها تأكدت من حالها حتى سافرت إلى ألمانيا لإجراء الفحوص الدقيقة التي أكدت وجود كيس دهني ضخم على البنكرياس، وكان الإجراء الجراحي الأول هو استئصال جزء منه فقط عبر المنظار ومكوث أنغام تحت المراقبة حتى يتابع الأطباء مدى جدوى تلك الجراحة، لكن بكل أسف عانت أنغام آلاماً شديدة، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ زاد حجم الكيس الدهني عقب الجراحة واستلزم جراحة عاجلة تجريها اليوم لإزالته بالكامل وجزء كبير أيضاً من البنكرياس وهو الحل الجراحي الذي لم يكُن مرحب به من قبلها وأسرتها وأطبائها، لكن لم يجدوا مفراً من تنفيذه أمام تدهور وضعها.
عنصر استفزاز
على رغم حرص أنغام على الاحتفاظ بشخصية قوية وفصل حياتها الفنية عن الشخصية، وتقديم أغنياتها من دون ضجيج أو إفصاح عن تفاصيل تعنيها وعائلتها فقط، لم يرُق لكثرٍ أن تكون هذه المطربة بعيدة من الحكايات المأسوية، أو أن تحمي نفسها وأسرتها وصوتها من "القيل والقال"، ويبدو أن قوتها كانت عنصر استفزاز، فوضعها المغرضون في مرمى نيران دائم وانهالوا عليها بالافتراءات والاتهامات في كثير من المواقف.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فخلافات أنغام ووالدها محمد على سليمان القديمة التي واكبت ظهورها الذي يمتد لنحو 30 عاماً، لا يزال بعضهم يتخذها كاتهام ضد أنغام، وعلى رغم قوة علاقتها بوالدها، لا يزال بعضهم يصفها بالجحود على رغم عدم امتلاك أية معلومات مؤكدة في هذا السياق.
وعندما تزوجت أنغام مهندس الصوت مجدي عارف وأنجبت منه ابنها الأول عمر، توالت عليها الاتهامات بأن الزواج كانت من دون رغبة عائلتها، وعندما وقع الطلاق استقبله بعضهم بالشماتة على رغم أنه أمر وارد ويحدث وسيحدث دائماً في زيجات فنية أو غير ذلك.
وتكرر الأمر بزواجها الموزع فهد الذي أنجبت منه ابنها عبدالرحمن ووقع الطلاق بعد فترة وكان بينهما فارق عمر تجاوز 10 سنوات.
وعندما تزوجت الموزع أحمد إبراهيم اتهمها بعضهم بأنها قبلت برجل يصغرها بنحو 14 سنة، وأنه كان متزوجاً على رغم أن ارتباطهما كان بعد انفصاله عن زوجته، بحسب ما تردد حينها.
وظلت أنغام تعاني أصداء زواجها بإبراهيم، خصوصاً من الفنانة أصالة التي كانت صديقة شخصية لها وصرّحت برفضها زواج أنغام وإبراهيم لأنه كان متزوجاً قريبة طارق العريان الذي كان وقتها زوج أصالة.
وصمتت أنغام بعد تصريحات صديقتها أصالة التي لم تكُن متوقعة، حتى اعتذرت أصالة لأنغام بعد طلاقها من طارق العريان وقبلت بالصلح بعد إلحاح أصالة ضمن أحد البرامج، إضافة إلى منشورات كتبتها لتكسب رضا أنغام.
صوت مصر
وكان الصراع على لقب صوت مصر بين أنغام وشيرين أكبر المشكلات التي اخترعها بعضهم للنيل من أنغام، فعلى رغم جمهورها العريض وتاريخها الطويل وضع بعضهم حجة للخلاف بين المطربتين وبرروا بها أية مشكلة تقع فيها شيرين لاتهام أنغام بأنها تقف وراءها.
ولم يكُن هناك أي دليل على الصراع بين النجمتين، فلكل منهما عالمها الخاص وأسلوبها وطريقتها وجمهورها، لكن مع أزمات شيرين المتوالية على المستوى الشخصي وما تتعرض له من انتقادات يزج باسم أنغام من دون هدف واضح.
تعرضت أنغام لهجوم شرس من بعض جمهور شيرين عبد الوهاب يتهمها بتدبير المؤامرات ضدها (مواقع التواصل الأجتماعي)
وفي آخر حفلات شيرين ضمن "مهرجان موازين" والذي قوبل بهجوم كبير جداً من الجمهور المغربي، روج قطاع من جمهور شيرين أن أنغام وقفت وراء فشل الحفل، وتزعمت حملات لتشويه شيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى رغم أن الحفل كان مذاعاً على الهواء وظهرت شيرين بسبب عدم لياقتها الصحية بصورة لم ترضِ جمهورها في المغرب، وعلى رغم منطقية أنه لا سيطرة لأنغام على رأي الجمهور الذي خرج غاضباً وسجل رأيه عبر مقاطع وبرامج أذيعت عقب الحفل، لكن كالعادة سددت فاتورة ما حدث من دون أن تعلم سبب تورطها، خصوصاً أن كل فنان معرض للانتقادات التي لا يمكن أن يكون سببها مطرب آخر ولو كان منافساً، فلا سلطة على الجمهور ولا قوامة.
أنغام دافعت عن نفسها بأنها لا تحارب أي زميلة ومن الظلم وصول الإتهامات لدرجة التجريح (مواقع التواصل الإجتماعي)
ونظراً إلى تواصل الاتهامات، خرجت أنغام عن صمتها ودافعت عن نفسها، معلنة أنها لا تكن لشيرين غير الحب والاحترام، وليس عليها أن تسدد الضريبة دائماً بسبب تعاطف الجمهور مع ظروف شيرين، وأشارت أنغام إلى أنها لا تقف وراء أية حروب ولا تكشف عن تفاصيل حياتها حتى تجلب التعاطف.
وبعد أيام انتشرت أخبار تكشف عن مرض أنغام بالسرطان وظن بعض المتربصين أنها حيلة لكسب التعاطف بعد أزمتها المزعومة عقب حفل شيرين في موازين وظل الأمر محلاً للتشكيك حتى ظهرت الحقيقة وثبت بالفعل مرض أنغام وخضوعها لجراحة خطرة في البنكرياس لا تزال تهدد حياتها حتى كتابة هذه السطور.
وربما لأنها لم تطلب يوماً التعاطف أو التدافع نحو صفها ترقد في صمت وتنتظر مصيرها وتتحمل آلاماً مبرحة وسط دعوات المحبين الحقيقيين والنجوم والأشخاص المدركين لحقيقة أن تلك المرأة تحاول الصمود دائماً وهي في مرمى النيران.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مادة في الفطر السحري قد تبطئ الشيخوخة
مادة في الفطر السحري قد تبطئ الشيخوخة

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

مادة في الفطر السحري قد تبطئ الشيخوخة

تطرح دراسة جديدة أجرتها "جامعة إيموري" الأميركية أن مادة "سيلوسيبين" التي تشكل المركب الفاعل في الفطر السحري، ربما تطيل عمرك. واكتشف علماء في قسم الطب التابع للجامعة بولاية أتلانتا الأميركية، أن "سيلوسيبين" زادت مدة عيش الخلايا وعززت معدلات البقاء على قيد الحياة في فئران متقدمة في العمر. ونشرت الدراسة مطلع شهر يوليو (تموز) الجاري ضمن مجلة "نايتشر" العلمية. وتضمنت تعريفاً لمادة "سيلوسيبين" يصفها بأنها "مادة تؤثر في الحواس وتنتجها بصورة طبيعية أنواع من الفطر تعرف بقدرتها على إحداث هلوسات". ورصد الباحثون زيادة في الاهتمام باستعمال مادة "سيلوسيبين" في علاج حالات نفسية وأخرى تتصل بحدوث تآكل وتلف في خلايا الجهاز العصبي، ولكن هذه الدراسة تقدم أول دليل تجريبي على أن "سيلوسيبين" في حالته النشطة يعزز طول العمر لدى الفئران المسنة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتقترح الدراسة نفسها أن مادة "سيلوسيبين" قد تكون عاملاً مقاوماً للشيخوخة، إذ تظهر البيانات أنها تقلل من الإجهاد التأكسدي، وتمنع تلف الحمض النووي، وتساعد في الحفاظ على طول مكون جيني يسمى "تلومير" telomere، مما يسهم في إبطاء عملية الشيخوخة. حتى الفئران الأكبر سناً ذات الشعر الأبيض بدت أصغر سناً بعد العلاج، إذ نما عندها شعر أسود مرة أخرى. ونقل موقع "فوكس نيوز ديجيتال" عن لويز هيكير التي تعمل في "جامعة إيموري"، وهي المؤلفة المشاركة في الدراسة، "يبدو أن سيلوسيبين تبطئ عملية 'الإتلاف والتبديل' التي ترافق التقدم في العمر. لقد بدت الفئران وخلاياها في حال صحية أفضل، وعاشت لفترة أطول بصورة ملموسة". وفيما تقترح الدراسة أن الأمر نفسه ربما ينطبق على البشر، إلا أن ذلك يحتاج إلى إجراء مزيد من الاختبارات. وقالت هيكير في تصريحها الإعلامي إن الباحثين يحتاجون إلى أجوبة عن أسئلة من نوع "ما الجرعة المثالية التي يجب اعتمادها كبروتوكول في حالات البشر؟ وما العمر الأنسب لبدء العلاج بغية التوصل إلى أفضل فائدة منه؟" وتابعت "هل هناك عمر معين يصبح فيه العلاج غير فعال؟ هل هناك أضرار أو آثار جانبية محتملة مرتبطة بالعلاج طويل الأمد؟ ما آلية عمله؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى اختبارات دقيقة". أما مؤسس أول منتجع قانوني للعلاج بالـ"سيلوسيبين"، ومقره ولاية أوريغون، غابي شارامبيدس فقد وصف نتائج الدراسة بأنها "مقنعة"، لكنه شدد على أن استخدامه لدى البشر يتطلب فحصاً وتحضيراً وسلامة أكثر صرامة مقارنة بالفئران. وأضاف أن الأشخاص الذين قد يستفيدون أكثر من علاج الـ"سيلوسيبين" هم أولئك الذين يشعرون بأنهم "عالقون" بعد أحداث حياتية كبيرة، مثل الصدمة في الطفولة والطلاق وفقدان الوظيفة أو الأحبة، أو من يسعون إلى تحسين صحتهم النفسية. وأوضح شارامبيدس أن ضيوف منتجعه أعربوا عن تخلصهم من مشكلات جسدية كالألم المزمن وصداع الشقيقة، على رغم عدم إجراء فحوص بيولوجية في هذا الخصوص. وسبق أن صرح راين موس العامل في شركة "فيلمنت هيلث" Filament Health الكندية المتخصصة في المراحل السريرية من تطوير أدوية مؤثرة في الحواس لموقع "فوكس نيوز ديجيتال"، بأن استخدام ذلك النوع من الأدوية يجب أن يجري داخل بيئات آمنة وتخضع للسيطرة. وأورد موس أن "يمكن أن تتضمن التجارب الناتجة من استخدام المواد المهلوسة حالات من القلق والهلوسة والبارانويا (جنون الارتياب)"، مضيفاً " أفاد بعض المرضى الذين استخدموا المواد المهلوسة التقليدية خلال التجارب السريرية بتعرضهم لمشكلات قلبية وعائية سلبية". وأوصى موس بضرورة أن يكون المشاركون في التجارب السريرية مستعدين جيداً، وتحت مراقبة دقيقة من قبل متخصصين مدربين.

ارتفاع نسبة تعاطي الكحول وأمراض الكبد بين النساء الأميركيات
ارتفاع نسبة تعاطي الكحول وأمراض الكبد بين النساء الأميركيات

Independent عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • Independent عربية

ارتفاع نسبة تعاطي الكحول وأمراض الكبد بين النساء الأميركيات

خلال الـ20 عاماً الماضية، تضاعفت أمراض الكبد المرتبطة بالكحول داخل الولايات المتحدة، ويرتبط هذا بأربع فئات تشكل النسبة الأكبر من مدمني الكحول مقارنة بما كانت عليه قبل عقدين، النساء، والبالغون الذين تراوح أعمارهم ما بين 45 سنة وما فوق والفقراء، وأولئك الذين يعانون متلازمة التمثيل الغذائي. وتشير متلازمة التمثيل الغذائي إلى مجموعة من الحالات، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وسكر الدم والكوليسترول التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني. ولا يزال السبب وراء زيادة استهلاك هذه الفئات للكحول غير واضح. في تصريح سابق له، قال الدكتور بيتر مارتن من كلية الطب في جامعة فاندربيلت لقناة "أن بي سي" NBC إنه "بات مقبولاً اجتماعياً بصورة متزايدة أن تشرب النساء بقدر ما يشرب الرجال"، بينما أشار مدير "المعهد الوطني لتعاطي وادمان الكحول" في أميركا جورج كوب، ضمن تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أنه يعتقد أن كبار السن من الأميركيين "أقل وعياً" بأخطار الكحول. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومن جانبه، قال الباحث الدكتور براين لي متخصص أمراض الكبد وزراعة الكبد في مستشفى كيك الطبي بجامعة جنوب كاليفورنيا، ضمن بيان بعد نشر الدراسة الجديدة الأربعاء (الـ23 من يوليو "تموز")، أن "أمراض الكبد المرتبطة بالكحول هي السبب الرئيس للوفيات المرتبطة بالكبد، وهذه النتائج تمثل جرس إنذار كبير لأخطار الشرب". وأضاف لي أن "النتائج تقدم أول نظرة شاملة على التركيبة السكانية لتناول الكحول بصورة مفرطة وعلاقتها بأمراض الكبد منذ تسعينيات القرن الماضي". ونظراً إلى ثبات معدل استهلاك الكحول في الولايات المتحدة على مدار الـ20 عاماً الماضية -باستثناء فترة الجائحة- فإن ذلك يشير إلى أن عوامل مثل التغيرات الصحية والتركيبة السكانية قد تلعب دوراً في هذه الزيادة. واعتمد الباحثون في تحليلهم على بيانات من "المسح الوطني [الأميركي] للصحة والتغذية" National Health and Nutrition Examination Survey للبالغين والأطفال في الولايات المتحدة، والذي امتد بين عامي 1999 و2020. وتتبعوا الزيادة الإجمالية في أمراض الكبد الحادة، وهي المرحلة التي يتسبب فيها النسيج الندبي في تضرر وظيفة العضو، وغالباً ما يكون سببها شرب الكحول بصورة مفرطة. وخلال عام 2020، توفي أكثر من 51600 بالغ بسبب أمراض الكبد في الولايات المتحدة. كذلك درس الباحثون الخصائص السكانية والصحية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 20 سنة ويشربون الكحول بكميات كبيرة –أي ثمانية مشروبات أسبوعياً للنساء و15 للرجال- وفقاً لـ"مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركية. وربطت الأبحاث السابقة بين الفئات الأربع التي تناولتها الدراسة وزيادة خطر الإصابة بأمراض الكبد عند التعرض للكحول. وأظهرت دراسة أخرى عام 2024، أعدها الدكتور براين لي أن شرب الكحول بصورة مفرطة ارتفع في ذروة الجائحة واستمر لمدة عامين بعد ذلك، مفترضاً أن هذه الزيادة قد تكون نتيجة للضغوط النفسية. وتزامناً مع تضاعف عدد وفيات أمراض الكبد خلال الـ20 عاماً الماضية، تضاعف عدد الوفيات السنوية الناتجة من الكحول بسبب السرطان خلال الفترة الزمنية نفسها. ويعتقد الدكتور لي أن النتائج ستساعد في توفير التحديثات اللازمة للأطباء لتحسين علاج المرضى، وقد تؤدي إلى مزيد من الفحوصات والتدخلات للأميركيين ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر. وقال "تظهر نتائجنا أن تركيبة الجمهور الأميركي من حيث استهلاك المفرط للكحول تغيرت، مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عاماً".

دليل منتصف العمر الغذائي... هكذا تحافظ على قوتك الجسدية والذهنية
دليل منتصف العمر الغذائي... هكذا تحافظ على قوتك الجسدية والذهنية

Independent عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • Independent عربية

دليل منتصف العمر الغذائي... هكذا تحافظ على قوتك الجسدية والذهنية

تصفح "تيك توك"، ولن يكون مستهجنناً إن ظننت أن الاهتمام بالصحة حكر على الشباب في العشرينيات من عمرهم، الذين يتناولون مساحيق المكملات الغذائية الخضراء وجرعات الكولاجين كما لو أن حياتهم تتوقف عليها. ولكن مرحلة منتصف العمر تحمل معها واقعاً مختلفاً، يدعونا إلى مراجعة حساباتنا الصحية بنضج ووعي أعمق. في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، يتحول التركيز من اعتماد الحلول السريعة إلى الاهتمام بالمكاسب الطويلة الأمد، مما يساعد المرء في الحفاظ على قوته وصفاء ذهنه اليوم وغداً، وعلى مدى سنوات حياته المقبلة. في هذه المرحلة العمرية، تبدأ مستويات الهرمونات بالتقلب، وتتراجع الطاقة بصورة ملاحظة، بينما تزداد النصائح المتضاربة في شأن الأطعمة المناسبة وتلك الضارة. إذاً، ما المتطلبات الغذائية الصحيحة في منتصف العمر، إلى أي مدى يمكن الوثوق بالصيحات الغذائية الرائجة، وهل من الحكمة اتباعها؟ قبل أن نتطرق إلى التغييرات اللازمة، من المفيد أن نعرف أولاً الأسباب الكامنة وراء التغير الذي تشهده احتياجاتنا الغذائية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تؤدي التغيرات الهرمونية دوراً محورياً في هذه المرحلة من الحياة، إذ تقول الدكتورة لينيا باتيل، اختصاصية في التغذية الصحية النسائية ومؤلفة كتاب "الغذاء المناسب لمرحلة انقطاع الطمث" Food for Menopause: "يبدو أن 'التستوستيرون' يشكل الهرمون الرئيس المسؤول عن تطور ما يسمى 'الساركوبينيا'sarcopenia (أو فقدان الكتلة العضلية مع التقدم في السن)". وتضيف: "لدى الرجال، يتراجع مستوى التستوستيرون بنسبة واحد في المئة سنوياً، مما يتسبب تالياً بتناقص كتلة العضلات". ليست الحال أفضل لدى النساء الأكبر سناً، إذ "يمثل انقطاع الطمث مرحلة من التحولات الكبرى في الهرمونات، ويرتبط بتراجع الكتلة العضلية في مقابل زيادة نسبة الدهون. وعلى نطاق أوسع، يؤثر انقطاع الطمث في قدرة الجسم على هضم الكربوهيدرات وامتصاصها واستخدامها مصدراً للطاقة، كذلك يرفع مستويات الالتهابات المزمنة في الجسم، ويؤثر سلباً في صحة أمعائنا"، تشرح الدكتورة باتيل. مؤشرات صحية أخرى تبدأ في التغير أيضاً تقول الدكتورة باتيل، مضيفة أن "الرجال يواجهون طوال سنوات حياتهم خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن بعد انقطاع الطمث تتعاظم أخطار هذه الأمراض لدى النساء أيضاً لتبلغ مستويات مماثلة للمستويات المسجلة لدى الرجال". ولا تسلم صحة العظام من التأثيرات السلبية أيضاً، توضح الدكتورة: "تشير التقديرات في البلدان الغربية إلى أن الفرد يفقد نحو 0.5 في المئة من الكتلة العظمية سنوياً بعد سن الـ40. وبالنسبة إلى النساء، يبدأ هذا الفقدان بوتيرة متسارعة مع دخولهن سن الـ40، ويبلغ ذروته خلال فترة انقطاع الطمث، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الاستروجين الذي يحمي العظام. وللأسف تفقد المرأة نحو 10 في المئة من كتلتها العظمية، خلال السنوات الخمس الأولى من هذه المرحلة." كل العوامل التي تناولناها سابقاً توضح لماذا لم تعد الأساليب التي اعتدناها في العشرينيات والثلاثينيات من عمرنا تلبي حاجاتنا الصحية الآن. البروتين: كلمة السر في منتصف العمر نظرة إلى قسم الوجبات الخفيفة في المتاجر المليء بمنتجات البروتين تؤكد أننا أمة مهووسة بهذا العنصر الغذائي، ولكن هل يعني ذلك أننا نعاني جميعاً نقصاً فيه؟ ليس بالضرورة. تحدثت في هذه المسألة الدكتورة فيديريكا أماتي، رئيسة قسم التغذية في شركة "زوي" ZOE للأنظمة الغذائية ومسؤولة التغذية في "إمبريال كوليدج لندن"، فقالت إن "معظم البالغين الذين يتمتعون بصحة جيدة في الغرب يحصلون فعلاً على أكثر من كفايتهم من البروتين، ولكن عند النظر إلى رفوف السوبر ماركت التي تعج بالوجبات الخفيفة 'الغنية بالبروتين'، لك أن تعتقد بأننا جميعاً نعاني نقصاً في هذا العنصر الغذائي، ولكنها في الحقيقة مجرد حيلة تسويقية". مع ذلك، تتغير احتياجاتنا الغذائية مع تقدمنا في العمر. توضح الدكتورة أماتي أن احتياجاتنا من البروتين تبقى مستقرة نسبياً طوال مرحلة البلوغ، بيد أنها ترتفع قليلاً بعد انقطاع الطمث وبعد سن الـ65. وتوضح: "يحتاج البالغون إلى نحو غرام من البروتين يومياً، لكل كيلوغرام من وزن الجسم. بناء عليه، إذا كان وزنك 70 كيلوغراماً، ستحتاج إلى نحو 70 غراماً من البروتين يومياً. أما إذا كان عمرك 65 سنة أو أكثر، أو إذا كنت تمرين بفترة ما قبل انقطاع الطمث أو دخلت فعلاً هذه المرحلة، فعليك أن تتناولي يومياً 1.2 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم". وتضيف الدكتورة باتيل أن الإرشادات القديمة لم تعد تواكب المعطيات الحالية، وتقول: "تتباين الحاجة إلى البروتين باختلاف الأشخاص، ولكننا اليوم نمتلك وسائل وأدوات أدق لتقدير الكمية المثلى منه، خصوصاً لدى النساء في منتصف العمر". وتوضح: "تبلغ الكمية المرجعية الموصى بها من البروتين (اختصاراً RNI) في المملكة المتحدة 0.75 غرام يومياً، لكل كيلوغرام من الجسم. وقد استند هذا الرقم إلى دراسات قديمة اعتمدت على مبدأ توازن النيتروجين في الجسم، [أي قياس كمية البروتين اللازمة للحفاظ على التوازن بين ما يستهلكه الجسم من النيتروجين (الموجود في البروتين)، وما يفقده منه عبر البول والتعرق وغيرها]. وإذا كانت هذه الطريقة مقياساً مفيداً في تجنب نقص البروتين، بيد أنها لا تأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مهمة مثل تعزيز القوة العضلية، أو دعم الصحة الأيضية [كفاءة الجسم في تحويل الطعام إلى طاقة وتنظيم مستويات السكر والدهون في الدم]. وتشير البحوث الحديثة إلى أن النساء في منتصف العمر يجب أن يحصلن على 1.0 إلى 1.2 غرام من البروتين يومياً لكل كيلوغرام من وزن الجسم، خصوصاً خلال فترات التقلبات الهرمونية، علماً أن هذا الحد يبقى بالغ الأهمية بالنسبة إلى كبار السن والأشخاص النشطين والراغبين في الحفاظ على كتلة العضلات والصحة الأيضية. وتوقيت تناول البروتين لا يقل أهمية عن الكمية المطلوبة منه، وتنصح الدكتورة باتيل بتوزيع الكمية المستهلكة منه بالتساوي على مدار اليوم، مع "إعطاء الأفضلية لوجبات الصباح بغية دعم الشعور بالشبع، وضبط مستويات السكر في الدم، وتعزيز الطاقة". ولكنها تحذر من الإفراط في تناوله: "زيادة [الكمية] لا تترتب عليها بالضرورة فائدة أكبر، تجاوز معدل غرامين يومياً لكل كيلوغرام من الجسم لا يقدم عادة أية فائدة إضافية، بل ربما يؤدي إلى استبعاد عناصر غذائية أساسية أخرى من حميتك، خصوصاً الألياف، التي تشكل مفتاحاً أساسياً لصحة الأمعاء وللعلاقة المتبادلة والمعقدة بين صحة الأمعاء وصحة العضلات (نعم، صحة الأمعاء تؤثر في صحة العضلات أيضاً)، [مثلاً يؤدي "الميكروبيوم" المعوي دوراً في امتصاص العناصر الغذائية الأساسية لبناء العضلات]. البروفيسور برنارد كورف، الباحث المتخصص في دراسة العلاقة بين البروتين والتقدم في العمر، يشرح المسألة من منظور واقعي، فيقول: "ربما يكون الحصول على 30 غراماً من البروتين في وجبة الإفطار مهمة صعبة، ونادراً ما يحققها كبار السن". لذا، يدعو إلى اتباع نهج أكثر مرونة ومتدرجاً: "من الأفضل زيادة استهلاك البروتين على نحو تدريجي، والتأقلم مع التغيرات، من دون القلق إذا تخلفت عن ذلك ليوم أو يومين من حين إلى آخر، فالمهم الحفاظ على التغيرات الإيجابية على المدى البعيد". لا تخسر كتلتك العضلية يشكل الفقدان التدريجي للكتلة العضلية، أو ما يعرف بـ"الساركوبينيا"، أحد أكبر المخاوف في منتصف العمر، علماً أنه ليس حكراً على من تجاوزوا الـ70 من عمرهم. يوضح كورف أن "بعض الأدلة تشير إلى أن فقدان العضلات يمكن أن يبدأ مبكراً، حتى في الثلاثينيات من العمر ويتسارع ويزداد مع مرور الوقت، خصوصاً بعد سن الـ60"، ولكن مع ذلك "من الممكن جداً الحفاظ على الكتلة العضلية طوال مرحلة منتصف العمر وما يليها عبر اتباع نظام غذائي غني بالبروتين، إلى جانب الالتزام ببرنامج تمارين رياضية يتضمن تمارين المقاومة". ولكن الخبر السار أنه في مقدورنا إبطاء فقدان العضلات أو حتى منعه، ويتفق الخبراء الثلاثة على أن البروتين وحده ليس كافياً لتحقيق هذا الهدف، بل يجب أن يقترن بالحركة والنشاط البدني. لمكافحة ضمور العضلات، حري بالمرء التركيز، وفق الدكتورة أماتي، على أمرين أساسيين: "استهلاك كمية كافية من البروتين، مع مراعاة أن الزيادة لا تعني بالضرورة فائدة أكبر، والحفاظ على النشاط البدني"، وتضيف أن النشاط البدني يشكل "القوة الدافعة الرئيسة للحفاظ على صحة العضلات. مجرد المشي يومياً في محيط منزلك يعتبر بداية جيدة. ومن المهم أيضاً تجربة بعض تمارين المقاومة، كأن تقوم ببساطة برفع علب الفاصوليا باليدين أو رفع الساقين أثناء الجلوس على كرسي. ليس في مستطاعنا بناء العضلات، أو الحفاظ عليها، إلا إذا استخدمناها." وتسلط الدكتورة باتيل الضوء على الإحصاءات في هذا المجال قائلة إنه "بين الـ30 والـ60 من العمر، يفقد الشخص البالغ العادي نحو 250 غراماً من العضلات سنوياً. وفي سن الـ70، يتسارع فقدان العضلات ليصل حتى 15 في المئة تقريباً لكل عقد من الزمن." ولا تنسى أن تناول كمية عالية من البروتين لا يعني بالضرورة زيادة في الكتلة العضلية، إذ تقول الدكتورة باتيل إن عضلاتك لن تزداد حجماً من دون ممارسة تمارين المقاومة. "تحتاج العضلات إلى محفز كي تنمو. والبروتين مادة بناء أساسية، ولكنها ليست المهندس المعماري." غذاء العقل كثيراً ما تبدأ مشكلات النسيان المفاجئ، وضبابية الدماغ، بمعنى تشتت الذهن والتركيز، وتقلبات المزاج بالظهور في منتصف العمر. النظام الغذائي لن يوقف عجلة الزمن، ولكنه يخفف ربما من وطأة تأثيراتها. "مع تقدمنا في العمر، تميل قدراتنا المعرفية إلى التراجع"، تقول الخبيرة أماتي موضحة أنه على رغم أن تأثير العمر يختلف تماماً من شخص إلى آخر، يحافظ بعضنا على صفاء ذهنه وحدة إدراكه حتى التسعينيات من العمر". ما الخطوات المفيدة إذاً؟ تؤكد الدكتورة أماتي أن "النظام الغذائي يؤدي دوراً أساساً في تقليص سرعة التدهور المحتمل في القدرات الذهنية، ولكن بدلاً من التركيز على عناصر غذائية بعينها، صب تركيزك على جودة الطعام وتنوعه". وتوصي بتناول "30 نوعاً من النباتات أسبوعياً، مثل المكسرات والبذور والفواكه والخضراوات والبقوليات. كلما ازدادت أنواع النباتات في طعامك، زادت كمية العناصر الغذائية والمكونات النباتية الصحية التي يحظى بها جسمك". كذلك تنصح باتباع قاعدة "قوس القزح" في اختيار الأطعمة، "ذلك أن المركبات النبانية المعروفة باسم "البوليفينولات" Polyphenols، [التي تتميز بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات] تعطي النباتات ألوانها المتنوعة، وباختيار نباتات ذات ألوان مختلفة، ستحصل على مجموعة أوسع من البوليفينولات"، التي تساعد في الوقاية من أمراض مزمنة عدة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض العصبية التنكسية، وبعض أنواع السرطان. وتعدد الدكتورة باتيل مجموعة من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الدماغ، التي تستحق إضافتها إلى نظامك الغذائي: "الأطعمة الغنية بأحماض الأوميغا 3، لأنها تشكل اللبنات الرئيسة للخلايا العصبية. و"الكولين" Choline، علماً أنه أحد فيتامينات المجموعة بي B، لا يحصل عليه بكميات كافية، خصوصاً في المملكة المتحدة، على رغم دوره المحوري في عدد من العمليات الدماغية الحيوية (يتوفر بكثرة في البيض). كذلك "الكرياتين" Creatine، الوافد الجديد الذي يتصدر المشهد في ساحة المكملات الغذائية (مع أنه حاضر منذ سنوات في عالم الرياضة)، فيتصاعد الاهتمام به خارج حدود الأوساط الرياضية. حتى أن الأبحاث الحديثة تشير إلى فوائده المحتملة لصحة الدماغ، خصوصاً لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث وما بعدها". ماذا عن الماء؟ إنه أحد العناصر المعززة لنشاط الدماغ التي يستهان بها غالباً. تحذر الدكتورة باتيل بلهجة قاطعة: "اشرب ما يكفي من الماء، فجفاف الجسم حتى لو كان خفيفاً يؤدي إلى انكماش الدماغ". الألياف والنوم والسكر إذا أصبح النوم عصياً عليك في منتصف العمر، ربما يكون لنظامك الغذائي دور في ذلك. يظهر بعض الدراسات، كما تشير الخبيرة أماتي، "أن خفض استهلاك السكريات المضافة يساعد في تحسين جودة النوم. أضف إلى ذلك أن خفض السكر عموماً يشكل خياراً صحياً بحد ذاته، لذلك يستحق التجربة. كذلك تتوفر أدلة على أن زيادة استهلاك الألياف تسهم في التمتع بنوم أعمق، وأكثر انتظاماً". لا نملك حتى الآن فهماً كاملاً للأسباب، تقول الدكتورة أماتي، ولكن ربما تكون الألياف مرتبطة بالالتهابات واستقرار نسبة السكر في الدم. وتضيف: "بغض النظر عن السبب، نعلم أن الخضراوات الغنية بالألياف مفيدة لصحة المرء، لذا لا تتردد في ملء سلتك بها". توافق الدكتورة باتيل أن الألياف عنصر غذائي ضروري، وغالباً ما يلقى التجاهل. وتقول إنها "العنصر الغذائي المنسي، ولكنها مفيدة جداً لنا. حاول أن تستهلك 30 غراماً يومياً من الألياف كحد أدنى، وابدأ بتناول الحبوب الكاملة بدلاً من الحبوب "المكررة" المنزوعة القشرة. بعد ذلك، أضف مزيداً من البقوليات. زد الألياف بصورة بطيئة وبانتظام"، [تجنباً للمشكلات الهضمية مثل الانتفاخ والغازات...]. جوهر المسألة يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب في منتصف العمر، خصوصاً في صفوف النساء بعد انقطاع الطمث. إذاً، ماذا نأكل إذا أخذت مستويات الكوليسترول لدينا تتصاعد تدريجاً؟ تقول الدكتورة أماتي: "يساعد بعض الأطعمة في خفض مستويات الكوليسترول في الجسم، من بينها الشوفان، الذي يحتوي على نوع من الألياف اسمه "بيتا غلوكان" beta-glucan، إذ يلتصق بالكوليسترول فيخرج الأخير من الجسم عبر الفضلات. كذلك تحتوي المكسرات والبذور على دهون غير مشبعة متعددة تسمى "الدهون الجيدة"، تسهم في خفض مستويات الكوليسترول 'الضار'. وعموماً، اتباع نظام غذائي غني بالألياف يعتبر طريقة فاعلة في حماية صحة القلب." ولكن نمط الغذاء ككل يبقى أهم من أي طعام بعينه، وتضيف الدكتورة أماتي: "بدلاً من التركيز على أطعمة معينة، اتبع نظاماً غذائياً متنوعاً قائماً على النباتات، مثل النظام الغذائي المتوسطي، وستبدأ مستويات الكوليسترول لديك تتحرك تدريجاً نحو النطاق الصحي. لن يتحقق التغيير بين عشية وضحاها، لذا التزم بهذه الحمية. كذلك سيشكرك "الميكروبيوم" المعوي، [ستزدهر أيضاً الخلايا النافعة في الأمعاء بفضل هذا النظام الغذائي]." تسلط الدكتورة باتيل الضوء على أنماط غذائية أخرى قائمة على الأدلة العلمية، من حمية "داش"Dash (أسلوب غذائي للحد من ارتفاع ضغط الدم)، إلى حمية "بورتفوليو"portfolio [التي تجمع بين باقة من الأطعمة النباتية الفاعلة في خفض الكوليسترول، مثل الشوفان والمكسرات والبروتين النباتي]، إضافة إلى "الخطة المثالية لخفض الكوليسترول" التي توصي بها "جمعية القلب البريطانية" Heart UK. نصيحتها؟ ابدأ بخطوات صغيرة. وتقول: "صحيح أن فوائد هذه الحميات مثبتة علمياً، ولكن ربما يكون الالتزام بها صعباً. غالباً ما أنصح بالبدء بتغييرات صغيرة وقابلة للتطبيق، يمكن تطويرها تدريجاً لتحقيق تأثير إيجابي مع مرور الوقت." مثلاً، "استبدال نصف كمية اللحم في طبق 'بولونيز' بخيارات نباتية مثل العدس أو الحمص، يعتبر طريقة بسيطة وفاعلة لخفض مستوى الكوليسترول الضار (اختصاراً LDL). لا يعود هذا الخيار بالنفع على قلب المرء وحده، بل يخفف العبء على محفظته أيضاً"، تقول باتيل. وتقترح الدكتورة "تناول الشوفان على الفطور مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً في أقل تقدير، وتناول حفنة من المكسرات غير المملحة وغير المحمصة كوجبة خفيفة، إضافة إلى تناول حصتين من السمك أسبوعياً في الحد الأدنى." كذلك تؤكد أن الخطوات الصغيرة تتضافر، وتخلف أثراً كبيراً في نهاية الأمر. طبق بسيط عندما سألناها عن ثلاثة تغييرات تنصح بها شخصاً في الأربعينيات أو الخمسينيات من عمره، ويرغب في الحفاظ على صحته فيما تتقدم به سنوات العمر، كانت الدكتورة أماتي واضحة: "تناول 30 نوعاً مختلفاً من النباتات أسبوعياً. قلل من الأطعمة المصنعة الكثيرة الضرر، واعتمد قاعدة "قوس القزح" [أي تناول أطعمة متنوعة وملونة]. وتقدم الدكتورة باتيل بدورها نصيحة عملية أيضاً، إذ تقول: "اعرف نفسك جيداً. ليس في المتناول حمية واحدة تناسب الجميع، عليك أن تكتشف النظام الغذائي الذي يغذي جسدك، ويكون الالتزام به سهلاً بالنسبة إليك، ويمنحك في الوقت نفسه متعة تناول الطعام". وإذا بدت النصائح والمعلومات السابق ذكرها كثيرة ومعقدة وصعبة الاستيعاب، يذكرنا البروفيسور برنارد كورف بالحقيقة التي ينبغي أن نعيها جميعاً، بغض النظر عن عمرنا: "لا ريب أن الأوان لم يفت أبداً لإجراء تغييرات صحية في حياتنا وجني ثمارها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store