
محمد شردي يسرد "حكايات بورسعيدية" في معرض الكتاب
يمثل محمد مصطفى شردي نموذجًا فريدًا في الصحافة والإعلام والسياسة، وقد تقلد العديد من المناصب البارزة، منها رئاسة مجلس إدارة وتحرير جريدة "الوفد"، إلى جانب مشاركاته بمقالاته في صحف محلية وعربية، مثل "العلم اليوم" و"الشرق الأوسط". كما شغل منصب المتحدث الرسمي ومساعد رئيس حزب الوفد، وحصل على درجات علمية من جامعات مصرية وأمريكية، منها إنديانا وبوسطن.
سرد الحكايات
استهل شردي حديثه بسرد حكائي عن نشأته في بورسعيد، مؤكدًا أن البيئة البورسعيدية شكّلت وعيه ورسخت لديه قيم التعدد والتسامح، مستشهدًا بعلاقته الوطيدة مع الأب بطرس الجبلاوي، الذي دعمه في بداياته. واعتبر أن "الحدوتة" تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التواصل الاجتماعي وترسيخ مفاهيم السلام.
وسرد شردي موقفًا بطوليًا لوالده خلال العدوان الثلاثي على بورسعيد، حيث التقط صورًا فوتوغرافية وثّقت جرائم الاحتلال، وأُرسلت إلى الأمم المتحدة، ما ساهم في صدور قرار بوقف إطلاق النار. وناشد في هذا السياق مؤسسة "أخبار اليوم" بتجميع هذه الصور وتوثيقها حفاظًا على الذاكرة الوطنية.
تحولت الندوة إلى مساحة تفاعلية نابضة بالحياة، حيث شارك الحضور بمداخلات حملت إشادات واسعة، أبرزها من الكاتب الصحفي سيد تاج الدين، الذي دعا شردي إلى تصوير برنامجه من أرض بورسعيد دعمًا لهويتها وتاريخها، فيما وصفه الكاتب مجدي النقيب بـ"الصوت المصري الأصيل" الحريص على ترسيخ الهوية.
النائب الحسيني أبو قمر أشاد بجرأة شردي في انتقاد الانتخابات الأمريكية أثناء مشاركته كمراقب دولي، واعتبر ذلك تعبيرًا عن مواقفه الوطنية الثابتة، فيما شدد السعيد شحطور على ضرورة التمسك بأخلاقيات وشهامة أبناء بورسعيد.
وأكدت الدكتورة وئام عثمان أهمية غرس القيم المصرية في نفوس الأطفال، محذّرة من التغريب الثقافي، بينما استعاد اللواء طارق عمران لحظات إنسانية جمعت بينه وبين شردي، تعكس عمق العلاقة التي تربطهما.
ومن جانبه، نوّه الشاعر والكاتب محمد رؤوف بدعم شردي لمسيرته الأدبية، مستعرضًا دواوينه الصادرة عن الهيئة، منها "لعله خير" و"تاريخ ما قبل الثورة"، كما ثمّن دور الهيئة في نشر الكتب بأسعار رمزية تتيح القراءة لكل فئات المجتمع.
التمسك بالهوية
اختتم محمد شردي الندوة بتأكيده على أن التمسك بالهوية المصرية، وتجذير التراث الشعبي، هو أحد أقوى أسلحة الدفاع عن الوطن، في مواجهة محاولات زعزعة استقراره، كما أشاد بالجهود المصرية في دعم القضية الفلسطينية والتصدي لمخططات تهجير أهالي غزة.
تفاعل الجمهور الكبير مع الندوة، وأشاد بمهارة شردي الإعلامية وسرده الحيّ، ما جعل من اللقاء لحظة استثنائية جمعت بين عبق الحكاية وصدق الانتماء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 أيام
- الاتحاد
مهرجانات الرطب وحفاوتنا بالنخيل
مهرجانات الرطب وحفاوتنا بالنخيل مع إكمال مهرجان ليوا للرطب دورتَه الـ21 وتنظيم 3 مهرجانات أخرى في دبي والذيد وعجمان، خلال الصيف الجاري، لم أستغرب هذه الحفاوة الإماراتية بالشجرة المباركة وثمارها الطيبة، فلقد شكلت النخلة رمزاً للخير في وجداننا وركناً من أركان الهوية، وركيزةً للأمن الغذائي. ومثل هذه المهرجانات تجسّد نهجَ الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بترسيخ الهوية الوطنية وغرس القيم التراثية الأصيلة في نفوس أبناء المجتمع، كما تعكس المكانة التاريخية للنخيل وتؤكد ضرورة المحافظة عليه، وتعزز رؤية الإمارات في دعم الموروث كمصدر إلهام مجتمعي. لا شك في أن النخلة لها شأن عظيم، فقد ذُكرت في القرآن الكريم وفي السنّة النبوية وتناولها الشعراء في أشعارهم، وارتبطت بالحضارات الأولى قبل نحو 5000 سنة، والتمر يشكل أهم مصدر غذائي في المناطق الصحراوية. والنخلة يؤكل ثمرها رطباً ويابساً، ويستخدم جذعها وأوراقها كمواد للبناء، وتستعمل أوراقها في صناعة السلال والحصير، وألياف النخلة تستخدم في صنع الحبال، ونواتها تستخدم كطعام للبهائم ويمكن أن تستخدم كوقود. فهي إذن مصدر للغذاء والكساء ومواد البناء، عاش عليها آباؤنا وأجدادنا وما زلنا نعيش نحن على رطبها في الصيف وتمرها في الشتاء. ومنذ عصور قديمة اعتبر العربي النخلةَ صديقتَه التي وقفت إلى جانبه على مر العصور، في مواجهة صعوبات الحياة وقسوة المناخ، فكانت مصدر الخير له، ووسيلته للحصول على الطعام والمواد التي كان يستخدمها في حياته. ويقول المؤرخ و. بارفيلد: «لو لم يوجد نخيل البلح، لكان تمدد الجنس البشري وتوسعه نحو المناطق القاحلة والحارة من العالم أكثر صعوبة، فالبلح لم يؤمّن الغذاء والطاقة بشكل يسهل تخزينه وحمله ونقله خلال رحلات طويلة في الصحراء فحسب، بل خلق موطناً للناس للعيش، عبر تأمين الظل والحماية من رياح الصحراء. كل أجزاء النخلة لها فائدة معينة». والإمارات من أكثر دول العالم اهتماماً بزراعة النخيل، حيث دخلت موسوعة «غينيس» في عام 2009 بأكثر من 40 مليون نخلة، كما حلّت في المرتبة الثالثة عالمياً في تصدير التمور عام 2021، بإجمالي صادرات بلغ 261.42 ألف طن، بقيمة تقارب المليار درهم. والأرقام في تصاعد، فالرطب والتمور الإماراتية تشهد إقبالاً متزايداً في الأسواق العالمية، وقد أصبحت من المنتجات الزراعية الوطنية التي يتم تصديرها إلى العديد من الدول حول العالم. ووفق مصادر الأمم المتحدة، يوفر امتلاك 10 أشجار من نخيل التمر دخلاً حده الأدنى 500 دولار أميركي للزيادة المطّردة في استهلاك التمور حول العالم، ومن ثمّ أصبح التمر محصولاً مدرّاً للمال الوفير في مناطق إنتاجه. ما سبق يؤكد أن زراعة النخيل لم تعد مجرد موروث ثقافي أو تراثي انتقل إلينا من الأجيال السابقة، بل أصبحت اليوم من الأعمدة الاقتصادية الحيوية التي تسهم بشكل مباشر في دعم صادرات الدولة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويمثل الرطب عنصراً مهماً وفق رؤية الدولة وخططها المستقبلية، إذ يُصنف التمر من بين 18 صنفاً غذائياً أساسياً حددتها الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، بناءً على معايير تشمل القدرة على الإنتاج والتغذية والحاجة المحلية. واللافت أن المهرجانات لا تحتفي بالرطب فقط، بل تدعم المزارعين اقتصادياً، وتوفر منصات مهمة لتصريف الإنتاج وإبرام الصفقات، إلى جانب الجوائز المجزية والمسابقات التي تحفّز التنافس والإبداع الزراعي، كما تُعد ملتقيات علمية تسهم في تطوير المعرفة والخبرة في مجال زراعة النخيل من خلال ورش العمل والبرامج التثقيفية. لا شك في أن الحدثَ يشكل رسالةً اجتماعيةً ووطنيةً، تهدف إلى ترسيخ ارتباط الإنسان بأرضه، وبالموروث الذي هو جزء كبير من هويته، ويسهم في إرساء قيم التعاون والانتماء من خلال أنشطته التي تهدف لصون التراث ونقله للأجيال الجديدة. ولأن النخلة تُعد رمزاً للهوية، وضعت الإمارات صورتها على إحدى عملاتها النقدية واختارتها بعض الدول العربية كشعار لها، مثل السعودية وموريتانيا، كما تسعى العديد من دول المنطقة إلى ضم النخيل إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. النخلة إذن ليست مجرد شجرة، بل رمز للكرم والجذور والارتباط بين الأجيال، وهي حاضرة دائماً في منازلنا، وخلف كل نخلة شامخة، وكل ثمرة رطب طيبة، حكايةٌ تُروى عن وطن آمن بأن الزراعة حضارة، وأن الحفاظ على التراث هو استثمار في الهوية. إن مهرجانات الرطب لم تعد مجرد فعاليات موسمية، بل أصبحت أعياداً وطنية لتمجيد النخلة، وتكريم مَن يغرسها، والاحتفاء بمن يرعاها، وتمكين مَن يبني بها مستقبل الغذاء والاقتصاد في بلادنا.


الإمارات اليوم
٣٠-٠٧-٢٠٢٥
- الإمارات اليوم
«طيران الإمارات» تحلِّق بـ «مئوية العويس» في باريس
أعلنت «طيران الإمارات» عن دعمها لمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس (1925 ـ 2025)، حيث ستقام ندوة دولية كبيرة بعنوان «سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء»، يومَي 11 و12 سبتمبر المقبل، بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في باريس. ووجّه أمين عام مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، عبدالحميد أحمد، الشكر لـ«طيران الإمارات» على هذه المبادرة الكريمة التي تصب في خانة العمل الثقافي، وتسهم في حضور الإمارات بالمحافل الدولية، وأكد أن مئوية العويس حدث ثقافي إماراتي كبير، يجري الاهتمام به داخل الإمارات وخارجها، وأن مؤسسة العويس الثقافية لن تألو جهداً في إنجاح هذه الاحتفالية عبر شراكات مثمرة مع مؤسسات وطنية ترفع من قيمة العمل الثقافي، وتعزز حضوره في المجتمع، وستشارك في هذه الندوة كوكبة من الشخصيات الثقافية والقامات الفكرية والإبداعية من الإمارات والوطن العربي، فضلاً عن نخبة من المستشرقين. كما يشارك شعراء فائزون بالجائزة، إضافة إلى أنشطة موازية على هامش الندوة، يجري الإعداد لها بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). يذكر أن «اليونسكو» اعتمدت عام 2025 سنةً للاحتفاء بمرور 100 عام على ولادة سلطان العويس، وانطلقت احتفالية المئوية بحفل موسيقي في 23 يناير الماضي، بعنوان «نغم في دبي» مع الموسيقار المايسترو محمد القحوم، وتشتمل الفعالية على معارض تشكيلية وفنية، وأفلام وثائقية، وإصدار طوابع بريدية ومسكوكة تذكارية من المصرف المركزي، وإصدارات كتب ودواوين وندوات فكرية وجلسات حوارية.


البيان
٢٩-٠٧-٢٠٢٥
- البيان
طيران الإمارات تدعم مئوية الشاعر سلطان العويس في باريس
أعلنت مجموعة طيران الإمارات دعمها لمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس (1925 ـ 2025)، وتحديداً في ندوة دولية كبيرة بعنوان (سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء)، برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وذلك يومي 11 و12 سبتمبر المقبل في مقر اليونسكو بباريس. ووجّه أمين عام مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، عبدالحميد أحمد، الشكر لطيران الإمارات على هذه المبادرة الكريمة التي تصب في خانة العمل الثقافي وتسهم في حضور الإمارات بالمحافل الدولية، وأكد أن مئوية العويس حدث ثقافي إماراتي كبير يجري الاهتمام به داخل وخارج الإمارات، وأن مؤسسة العويس الثقافية لن تألو جهداً في إنجاح هذه الاحتفالية عبر شراكات مثمرة مع مؤسسات وطنية ترفع من قيمة العمل الثقافي وتعزز حضوره في المجتمع. وتشارك في الندوة كوكبة من الشخصيات الثقافية والقامات الفكرية والإبداعية من الإمارات والوطن العربي، فضلاً عن نخبة من المستشرقين، كما يشارك فيها شعراء فائزون بالجائزة، بالإضافة إلى أنشطة موازية على هامش الندوة يجري الإعداد لها بالتعاون مع (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»). يذكر أن منظمة اليونسكو اعتمدت عام 2025 سنة للاحتفاء بمرور 100 عام على ولادة سلطان العويس، وقد انطلقت احتفالية المئوية بحفل موسيقي ضخم في 23 يناير الماضي بعنوان (نغم في دبي) مع الموسيقار المايسترو محمد القحوم، وتشتمل الفعالية على معارض تشكيلية وفنية وأفلام وثائقية، وإصدار طوابع بريدية ومسكوكة تذكارية من المصرف المركزي، وإصدارات كتب ودواوين وندوات فكرية وجلسات حوارية.