logo
التكفّل بانشغالاتها ضمن أولويات رئيس الجمهورية

التكفّل بانشغالاتها ضمن أولويات رئيس الجمهورية

المساءمنذ 2 أيام
تتجسد التعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية، الخاصة بالتكفل بانشغالات الجالية الوطنية في الخارج ميدانيا، بترسيخ تقليد استقبال وفود من أبناء الجالية الوطنية بالخارج في الجزائر، لقضاء العطلة الصيفية بالمخيمات المهيئة لها ولغيرها من أطفال الجزائر المتوافدين من مختلف مناطق الوطن، لاسيما الجنوبية منها وذلك كسنّة حرص السيّد الرئيس، على إرسائها لمد جسور التواصل بين هذه الفئة ووطنها الأم، مع إشراكها بشكل فعلي في برامج التنمية في شتى القطاعات الحيوية.
سيتسنى لأبناء الجالية الوطنية على ضوء هذه التعليمات، الاطلاع على الإمكانيات الطبيعية والاقتصادية التي تزخر بها البلاد، مستفيدين من المرافقة التي سيحظون بها، خاصة بالنسبة للذين يزورون وطنهم لأول مرة، حيث شدد رئيس الجمهورية، في اجتماع سابق لمجلس الوزراء على ضرورة تعزيز آليات استقبال الجزائريين المقيمين بالخارج، والتكفّل بهم على مستوى الموانئ والمطارات طيلة فصل الصيف.
كما يحرص الرئيس تبون، على تسهيل إجراءات دخول هذه الفئة إلى الجزائر والتي تشمل الحاملين لجوازات سفر منتهية الصلاحية والحاصلين على جواز سفر أجنبي صالح لمدة 6 أشهر على الأقل، خاصة أمام الطلب الكبير المسجل في هذه السنة على مستوى القنصليات من أجل تجديد جوازات السفر، فضلا عن إنشاء أروقة خضراء مخصصة للعائلات الجزائرية القادمة من الخارج والتي تسمح بمرور سريع عند نقاط مراقبة الجمارك والشرطة.
وإذ تبرز هذه الإجراءات السعي لإرساء لبنة هامة في بناء علاقة مستدامة ومهيكلة للجالية الوطنية تجاه وطنها، فإنها تؤكد الحرص التام على التكفّل بالجزائريين المقيمين بالخارج واندماجهم في الديناميكية الوطنية، خاصة ما تعلق بتسهيل استثمار أفراد الجالية الوطنية في بلدهم.
فعلاوة على اللقاءات التي حرص الرئيس تبون، على عقدها مع أفراد الجالية الوطنية خلال زيارته للعواصم العالمية قصد الاستماع لانشغالاتها، فقد التزم بترجمة إرادته السياسية القوية في إشراك أفرادها في مسار التنمية الوطنية.
وعليه تركز كتابة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، على تنفيذ هذه الأجندة عبر نشاطات مكثفة سواء بتنقل كاتب الدولة سفيان شايب، إلى الدول التي تتواجد بها الجالية الوطنية أو عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، في سياق إبراز دورها الحيوي في مرحلة الكفاح التحرري، ومساهمتها المستمرة في معركة البناء والتنمية الوطنية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من النّسيج الوطني، حيث ساهمت في نقل الصورة الحقيقية للجزائر في الخارج والدفاع عن مصالحها وقضاياها العادلة خاصة في ظل المعطيات الاقليمية الصعبة.
ولا يفتأ كاتب الدولة المكلّف بالجالية الوطنية بالخارج، في نقل التزامات رئيس الجمهورية، من أجل اشراك هذه الفئة في رسم معالم الجزائر الجديدة، بما تمتلكه من كفاءات وقدرات بشرية عالية، وكذا تفعيل دورها في صياغة السياسات العمومية وجمع آرائها واقتراحاتها ضمن رؤية وطنية تشاركية شاملة.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى اللقاءات المخصصة من أجل بحث السبل العملية لتعزيز دور الجالية الوطنية بالخارج في الحركية الاقتصادية التي تعرفها البلاد، خاصة في مجال المؤسسات النّاشئة والابتكار عبر ضمان التنسيق مع مختلف القطاعات الحكومية لخلق الإطار المناسب الذي يسمح لحملة الأفكار والمشاريع المبتكرة من أبناء الجالية بتجسيد مشاريعهم في الجزائر، تشمل مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي والخدمات والتي من شأنها تقديم إضافة معتبرة للمجهودات الكبيرة التي تقوم بها الحكومة، وقد استقبلت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار مؤخرا، وفدا من حاملي المشاريع من أفراد الجالية الوطنية بالخارج، لتعريفهم بفرص الاستثمار في البلاد والإصلاحات المنجزة لتحسين مناخ الأعمال، وكذا التسهيلات الموجهة لدعم المستثمرين لا سيما من أفراد الجالية، حيث شارك أكثر من 50 حامل مشروع جزائري مقيم في 14 دولة في تظاهرة "72 ساعة من ريادة الأعمال" التي أطلقتها جمعية "شاب فكرة"، بالشراكة مع الحركة الديناميكية للجزائريين بفرنسا "موداف".
وأمام هذه التحفيزات يولي العديد من أبناء الجالية الوطنية اهتماما كبيرا للفرص الاستثمارية المتاحة في بلادهم، في ظل الإصلاحات التي يتبنّاها رئيس الجمهورية، خاصة تلك التي تندرج ضمن أولويات الاقتصاد الوطني، على غرار المشاريع التي تضمن نقل المعرفة والخبرة وتحويل التكنولوجيا عبر شراكات نوعية.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'شيراك ضغط عليّ للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية'
'شيراك ضغط عليّ للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية'

الشروق

timeمنذ 16 دقائق

  • الشروق

'شيراك ضغط عليّ للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية'

تربّص فرنسا بمصالح الجزائر الجيوسياسية ليس وليد اليوم بروكسل رفضت الوقوف مع مدريد بضغط من باريس كشفت شهادة تاريخية ثمينة لمسؤول إسباني كبير، كيف كانت فرنسا تتآمر مع النظام المغربي للإضرار بالمصالح الجيوسياسية للجزائر، وهذا حتى في عهد الرؤساء المحسوبين على التيار الديغولي (نسبة إلى القيم التي أرساها الجنرال شارل دي غول) الذين يعتبرون في نظر بعض الجزائريين أكثر اعتدالا. الشهادة المثيرة جاءت على لسان رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسي ماريا أثنار، الذي قاد حكومة مدريد من سنة 1996 إلى 2004، أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك مارس ضغوطا مباشرة عليه لإجبار إسبانيا على تقديم تنازلات إقليمية للمغرب، بما في ذلك سبتة ومليلية وجزيرة ليبيريل، وتغيير موقفها من قضية الصحراء الغربية. هذه التصريحات خرجت إلى النور في فيلم وثائقي بثته 'قناة موفيستار بلس'، تحت عنوان 'جزيرة ليلى'، والذي يستعرض الأزمة التي نشبت بين إسبانيا والنظام المغربي في سنة 2002، عندما اجتاح الجيش المغربي جزيرة ليلى، لترد بعد ذلك إسبانيا بما سمتها 'عملية روميو سييرا'، استعادت خلالها الجزيرة من الجيش المغربي في عملية عسكرية محدودة. واستنادا إلى تقارير صحفية إسبانية عديدة، منها صحيفة 'الباييس'، وموقعا 'ألفارو دو مليلية' و'ألفارو دو سوتا'، فإن خوسي ماريا أثنار، قال إن شيراك وبدافع علاقته الوثيقة بالحسن الثاني ومن بعده محمد السادس، حاول فرض حل يصب في مصلحة الرباط: 'لقد طلب مني تغيير موقفي بشأن الصحراء الغربية وتسليم سبتة ومليلية' للملكة العلوية. ويؤكد رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، أن رده كان صارما وهو الرفض المطلق، في الوقت الذي عملت فيه فرنسا على منع صدور دعم من الاتحاد الأوروبي لإسبانيا خلال تلك الأزمة، والتي كانت أن تؤدي إلى اندلاع حرب بين مدريد والرباط، لولا إذعان النظام المغربي لمنطق القوة، وقيامه بسحب جيشه من 'جزيرة ليلى'، التي تقع تحت السيادة الإسبانية. وكان الموقف الإسباني باعتبار مدريد قوة استعمارية تدير الإقليم غير المتمتع بالحكم الذاتي يومها، صارما بشأن القضية الصحراوية، بحيث كان يدعم قرارات الأمم المتحدة، والتي تنص على إجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، استنادا إلى القرار الأممي الصادر في سنة 1991، الذي أقر أيضا وقف إطلاق النار بين البوليساريو والنظام المغربي. كما شهدت تلك السنة (2002) توقيع معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين الجزائر ومدريد، وهي المعاهدة التي بقيت صامدة إلى غاية 2022، عندما قررت الجزائر تعليقها من جانب واحد، في أعقاب إقدام حكومة بيدرو سانشيز، على تغيير موقف بلاده من القضية الصحراوية، والخروج من موقف الحياد الداعم لقرارات الأمم المتحدة، ولا تزال معلقة على غاية اليوم، بالرغم من عودة الدفء إلى العلاقات الثنائية. ويوصف شيراك من قبل بعض السياسيين في الجزائر على أنه رئيس متزن وصديق للجزائر، وكانت زيارته إلى الجزائر في سنة 2003، تاريخية من حيث الحشد السياسي والإعلامي الذي سبقها، حيث تجول في شوارع العاصمة وسط هتافات وزغاريد من نساء وشباب. وتعتبر فرنسا أولى الدول التي دعمت مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي بشأن الصحراء الغربية في سنة 2007، وكان ذلك في عهد الرئيس الأسبق المدان في العديد من قضايا الفساد، نيكولا ساركوزي، فيما كانت الجزائر على دراية تامة بأن فرنسا هي صاحبة فكرة هذا المخطط وهي التي رعته منذ كان مجرد فكرة في نهاية تسعينيات القرن الماضي (في عهد رئاسة جاك شيراك) إلى أن أعلن عنها كمبادرة في سنة 2007. ويؤكد ما تضمنه الفيلم الوثائقي، حقيقة التواطؤ التاريخي لفرنسا مع الطموحات الإقليمية للنظام المغربي، وتكشف كيف حاولت باريس التأثير على السياسة الإسبانية في شمال إفريقيا لصالح التوسع المغربي، ومع ذلك فقد تأخر الانحياز الإسباني لصالح النظام المغربي في القضية الصحراوية عشرين سنة كاملة، أي في سنة 2022، من تلك الحادثة. غير أن باريس وحرصا منها على الإمعان في الإضرار بالمصالح الجيوسياسية للجزائر، فقد عمدت على التقدم بخطوة على مدريد، فقد قامت بعد سنتين من تغيير إسبانيا موقفها من القضية الصحراوية، بخطوة أكثر تطرفا في سنة 2024، عندما قرر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اعتبار مخطط الحكم الذاتي، الحل الوحيد للقضية الصحراوية، وهو الموقف الذي كان سببا كما هو معلوم في تدمير العلاقات بين الجزائر وباريس. وتثبت شهادة رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسي ماريا أثنار، عبارة سبق للسفير الفرنسي الأسبق في الولايات المتحدة الأمريكية، فرانسوا دولاتر، أن رددها، والتي جاء فيها أن 'المملكة المغربية هي العشيقة التي نجامعها كل ليلة، رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها'.

"تحالف الغدر أم هندسة التواطؤ: نحو تفكيك البنية الاستراتيجية للعلاقة الثلاثيّة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية"
"تحالف الغدر أم هندسة التواطؤ: نحو تفكيك البنية الاستراتيجية للعلاقة الثلاثيّة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية"

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 24 دقائق

  • إيطاليا تلغراف

"تحالف الغدر أم هندسة التواطؤ: نحو تفكيك البنية الاستراتيجية للعلاقة الثلاثيّة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية"

إيطاليا تلغراف نشر في 14 يوليو 2025 الساعة 12 و 15 دقيقة إيطاليا تلغراف ذ. عبدالله مشنون كاتب صحفي مقيم بايطاليا * قراءة في مضمون كتاب: 'Treacherous Alliance: The Secret Dealings of Israel, Iran, and the United States' للمؤلف تريتا بارسي، خبير في العلاقات الإيرانية الأمريكية. ملخّص الكتاب: تتناول هذه القراءة تحليلًا مركبًا للعلاقة الثلاثيّة بين محور: إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، من خلال قراءة نقديّة في مضمون كتاب: 'التحالف الغادر' لصاحبه: (تريتا بارسي)، وهو كتاب أكاديمي يستند إلى وثائق وتسجيلات سريّة؛ يفكك صاحبه من خلاله مستويات الخطاب السائد حول العداء الظاهري بين هذه الأطراف. يكشف هذا المقال عن بنية جد معقدة من التفاهمات غير المعلنة، والمصالح المتقاطعة، والرهانات المشتركة التي توظف الخطاب الإعلامي كأداة للتضليل، وتعيد إنتاج خريطة النفوذ الإقليمي في الشرق الأوسط. كما يناقش المقال سؤال الغدر السياسي، وحدود الأخلاق في بناء التحالفات الدوليّة، ويتبنى منهجًا جدليًا يستفز القارئ للتفكير في منطق 'الصداقة المستحيلة' و'العداوة المدروسة'. * الكلمات المفاتيح: إيران – إسرائيل – الولايات المتحدة – الغدر السياسي – تحالفات خفيّة – تريتا بارسي – الأمن الإقليمي – الشرق الأوسط – الواقعيّة السياسيّة – التفكيك الرمزي. * مقدمة تركيبيّة منهجية: في الحاجة إلى تحليل ما وراء العداء ليس كل ما يبدو عداءً في السياسة الدوليّة هو كذلك في جوهره. من هذا المنطلق، تسعى هذه القراءة إلى مساءلة المفهوم المستقر للعلاقات الثلاثيّة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وتفكيك الرمزيّة السياسيّة والإعلاميّة التي تصوّر العلاقة بين طهران وتل أبيب كعلاقة صراع مطلق. تستند القراءة إلى تحليل نقدي لكتاب: Treacherous Alliance (2007) لتريتا بارسي، كوثيقة تحليليّة تأسيسيّة تكشف عن البعد الخفي للعلاقات الدوليّة في المنطقة، وذلك عبر منهج مركب يجمع بين التحليل السوسيولوجي للخطاب، والتفكيك الاستراتيجي لسياسات المحور الثلاثي. كما تطرح الدراسة جملة من الأسئلة الجوهريّة حول طبيعة التواطؤ، وحدود الواقعيّة، وإمكانية استبصار المستقبل من خلال ما يُدار في الظل لا في الضوء. * المحور الأول: من الخطاب العدائي إلى الواقع التعاوني: بين الظاهر والمضمر 1. عداء في العلن وتعاون في السر؟ يكشف (تريتا بارسي) أن التفاعل بين إيران وإسرائيل لم يكن في جوهره قائمًا على صراع عقائدي دائم، بل على منطق الندية المتوجّسة، بين دولة صاعدة وأخرى سائدة؛ حيث يتحول العدو إلى شريك حين تستدعي المصلحة ذلك. هذا؛ ويتجلى هذا في الدعم العسكري الإسرائيلي لإيران خلال حربها مع العراق، وفضيحة (إيران- كونترا) (Iran-Contra) التي تورطت فيها إدارة رونالد ريغان في نقل أسلحة لطهران رغم العقوبات الدوليّة. فهل نحن إذًا أمام معادلة صراع؛ أم أمام مناورة إستراتيجيّة تُدار بوجوه متعددة؟ 2. البنية الرمزيّة للعداوة: وظيفة إعلامية أم تكتيك تفاوضي؟ تشير الوقائع إلى أن إطلاق الصواريخ بين حزب الله وإسرائيل، أو بين إيران وتل أبيب، كثيرًا ما يُستخدم كأداة تفاوض لا إعلان حرب. فالضربات غالبًا ما تكون محدودة، وتنتهي باتفاقات ضمنيّة. وهو ما يطرح سؤالًا حول دور العنف الرمزي في إعادة ترتيب شروط اللعبة السياسيّة. * المحور الثاني: منطق الأقليّة وهواجس الهيمنة: حين يتقاطع الصفوي مع الصهيوني 1. تفكيك الهاجس البنيوي: الأقليّة في مواجهة الأغلبية: يتقاسم الكيانان (الإيراني والإسرائيلي) نفس الموقع البنيوي باعتبارهما كيانات دينيّة وطائفيّة تشكّل أقليّة ضمن فضاء سني أوسع. هنا يقرأ بارسي هذا التلاقي بوصفه مشروعًا مشتركًا لإعادة صياغة موازين القوى في الشرق الأوسط، وتفكيك البنية الثقافيّة والسياسيّة التي تشكلت بعد الفتح الإسلامي. فهل نحن أمام تحالف أقليات لإعادة كتابة التاريخ؟ ومن يملك شرعيّة تصحيح الماضي؟ 2. المشرق السني كعدو مشترك: تتقاطع السياسات الإيرانيّة والإسرائيليّة أحيانًا بتواطؤ أمريكي، في محاصرة القوى السنّية التقليديّة، وتفكيك جيوشها، وتهميش نخبتها السياسيّة. من العراق إلى اليمن، حيث تظهر التدخلات بوصفها جزءًا من هندسة إقليميّة جديدة تتقاطع فيها الطائفية مع الجيوبوليتيك. * المحور الثالث: واقعية بلا أخلاق؟ في الحاجة إلى نظرية للغدر المصلحي 1. الغدر كتقنية لإدارة التحالفات الرمادية: مفهوم الغدر، في المنظور السياسي الواقعي، ليس انحرافًا، بل آلية إدارة وتدبير المواقف المتقلبة؛ حيث تنشأ التحالفات وتتفكك وفق ميزان القوة لا وفق منطق الوفاء. وهو ما يفسر عدم استقرار العلاقة بين أطراف هذا المحور الثلاثي، رغم تبادلهم الأسلحة والدعم والتفاهمات. فهل يمكن صياغة نظريّة جديدة في العلاقات الدوليّة تُؤسس للغدر المصلحي كصيغة تدبيريّة؟ 2. تفكيك مشهد المسرح السياسي: بين الدخان والحقيقة ما يُقدَّم على أنه صراع مصيري؛ لا يعدو أن يكون مجرد إعادة إخراج لمشهد سياسي محسوب، تُضبَط إيقاعاته داخل غرف الاستخبارات أكثر مما تُحسم في الميادين. وهنا تصبح البطولة مجرد خدعة، والمقاومة مجازًا، والخيانة تكتيكًا. * خلاصة تركيبيّة: بين وهم الأخلاق وواقعيّة الخرائط التحالف بين إيران، إسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية؛ لا يمكن قراءته من زاوية أخلاقيّة بحتة، بل علينا تفكيكه باعتباره منظومة مصلحيّة تتجدد باستمرار وفق معادلة الخوف والمصلحة والتفوق. تعيد هذه القراءة توجيه البوصلة من خطاب الثنائيّات: عدو // صديق. حق // باطل؛ نحو تحليل ثلاثي هندسي الأبعاد، يفكك النسق ويفضح الرمزيّة، ويفتح أفقًا جديدًا لفهم ما يجري في الشرق الأوسط لا كحروب، بل كصفقات جيوسياسيّة بوجه تآمري ناعم. * المراجع المعتمدة: – Trita Parsi, Treacherous Alliance: The Secret Dealings of Israel, Iran, and the United States, Yale University Press, 2007. – Stephen Walt, The Origins of Alliances, Cornell University Press, 1987. – Kenneth N. Waltz, Theory of International Politics, McGraw-Hill, 1979. – Henry Kissinger, World Order, Penguin Books, 2014. – Fawaz A. Gerges, Making the Arab World: Nasser, Qutb, and the Clash That Shaped the Middle East, Princeton University Press, 2018. إيطاليا تلغراف السابق نشرة إنذارية.. موجة حر من الثلاثاء إلى الجمعة بعدد من مناطق المملكة

'حماس' و'الجهاد': أي مفاوضات يجب أن تفضي لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني
'حماس' و'الجهاد': أي مفاوضات يجب أن تفضي لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني

الشروق

timeمنذ 31 دقائق

  • الشروق

'حماس' و'الجهاد': أي مفاوضات يجب أن تفضي لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني

التقى وفد من قيادة حركة 'حماس' برئاسة رئيس مجلسها القيادي محمد درويش يوم الأحد، مع وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة أمينها العام زياد النخالة. وحسب ما ذكره بيان لحماس، فقد بحث الوفدان 'تطوّرات المفاوضات الجارية. مؤكدين أن أي مفاوضات يجب أن تفضي لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وتطلعاته. وفي مقدمتها: إنهاء الحرب، وانسحاب قوات العدو بالكامل، وفتح المعابر، وإعادة الإعمار'. كما بحث الوفدان 'ردود الاحتلال على المقترحات التي قدمها الوسطاء (المصريون والقطريون)، للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وسبل التعامل معها'، يضيف المصدر. 'إعادة الإعمار والحياة بكرامة مقابل إطلاق سراح أسرى متبادل' 'تصريحات مجرم الحرب نتنياهو، التي أبلغ فيها عائلات الأسرى بعدم إمكانية التوصّل إلى صفقة شاملة، تؤكّد النوايا الخبيثة والسيئة لمجرم الحرب، بوضعه العراقيل أمام التوصّل إلى اتفاق'. جاء هذا في بيان أصدرته حركة 'حماس' مساء الخميس 10 جويلية الجاري، جدّدت فيه التأكيد على استعدادها الجدّي، للتوصّل إلى 'اتفاق يُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى، ووقف العدوان على قطاع غزّة'. وقالت 'حماس' في بيانها:'لقد عرضت الحركة في وقت سابق التوصّل إلى صفقة تبادل شاملة، يتمّ خلالها الإفراج عن جميع الأسرى دفعةً واحدة. مقابل اتفاق يُحقّق: وقفًا دائمًا للعدوان، وانسحابًا شاملًا لجيش الاحتلال، وتدفّقًا حرًّا للمساعدات. لكنّ نتنياهو رفض هذا العرض في حينه، وما يزال يراوغ ويضع المزيد من العراقيل'. مشدّدة بالمقابل على 'تعاملها الإيجابي والمسؤول في المفاوضات، للتوصّل إلى اتفاق. حتى يتمكّن الشعب الفلسطيني من إعادة الإعمار والحياة بكرامة، مقابل إطلاق سراح أسرى متبادل'. '3 نقاط جوهرية لا تزال قيد التفاوض' وفي 9 جويلية، أكدت 'حماس' في بيان سابق، إن 'قيادتها تواصل جهودها المكثفة والمسؤولة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعيًا للتوصّل إلى اتفاق شامل يُنهي العدوان على قطاع غزة'. 'وفي إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية، أبدت الحركة المرونة اللازمة، ووافقت على إطلاق سراح 10 أسرى'، يكشف ذات البيان. قبل أن يوضح بأن 'نقاطا جوهرية لا تزال قيد التفاوض، وفي مقدّمتها: تدفّق المساعدات، وانسحاب الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار. 'وعلى الرغم من صعوبة المفاوضات حول هذه القضايا حتى الآن بسبب تعنّت الاحتلال'، قالت المقاومة إنها 'تواصل العمل بجدّية، وبروح إيجابية مع الوسطاء، لتجاوز العقبات وإنهاء معاناة الفلسطينيين'. 'حماس' سلّمت ردّها للوسطاء وفي 4 جويلية الجاري، أعلنت 'حماس' في بيان سابق، أنها سلّمت ردّها على مقترح الوسطاء الأخير حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء في بيان 'حماس' أن الحركة 'أكملت مشاوراتها الداخلية، ومع الفصائل والقوى الفلسطينية. حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة'. 'وقامت الحركة بتسليم الردّ للإخوة الوسطاء (المصريين والقطريين)'، يضيف البيان. مؤكدا أن ردّ المقاومة 'اتسم بالإيجابية. وأن الحركة جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار'. ويوم الأربعاء الماضي، أكد ممثل الحركة في الجزائر يوسف حمدان، أن 'حماس' تتعامل بجدية ومسؤولية مع مسار المباحاثات الجارية للوصول إلى اتفاق وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة. حمدان قال في تصريح صحفي يوم الأربعاء:'تابعنا تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، وندرس المقترح الذي تحدث عنه داخل أطر الحركة المعنية، ومع فصائل المقاومة'. وفيما أكد 'استمرار المباحثات مع الوسطاء الأشقاء القطريين والمصريين'، أعرب المتحدث عن انفتاح المقاومة على 'الوصول إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، طالما أنه يحقق: وقف العدوان وقفا دائما، وانسحاب الاحتلال انسحابا شاملا، وفتح المعابر بما يضمن دخول المساعدات ومستلزمات إزالة الأنقاض والإعمار، ووفقا لضمانات واضحة بعدم الانقلاب على الاتفاق وعودة العدوان'. وقال حمدان في هذا الشأن:'إذا توفرت هذه الحقوق في الاتفاق، سنكون أمام إتفاق شامل يتضمن صفقة تبادل جادة'. مندّدا من جهة أخرى، بـ'إمعان الاحتلال في مواصلة القتل والتنكيل والتجويع، وتماديه في مستوى الإجرام'. قبل أن يؤكد مرة أخرى أن 'حماس' ستواصل 'على الرغم من ذلك، التعامل بمسؤولية وجدية مع هذا المسار التفاوضي. بالتوازي مع المسار الميداني، حيث تواصل المقاومة مواجهة الاحتلال، واستهداف قواته'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store