
أحمد علي عبدالله صالح يُعزّي في وفاة البرلماني الشيخ زيد محمد أبو علي
وعبَّر الأخ/ أحمد علي عبد الله صالح عن عميق الحزن وبالغ الأسى في رحيل الهامة الوطنية الشيخ/ زيد أبو علي الذي كان مثالًا للحكمة والشجاعة، ومن الشخصيات الوطنية التي لها دور بارز في العمل البرلماني والسياسي على مدى عقود.
وأشار إلى أن صوت الفقيد كان دائمًا معبّرًا عن هموم الناس ومدافعًا عن قضاياهم، كما ترك بصمة واضحة في مسيرة العمل التنظيمي داخل المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه عام 1982م، وساهم بشكل فعّال في الدفاع عن قضايا الشعب ومبادئ الدولة اليمنية.
ولفت الأخ أحمد علي عبدالله صالح إلى العلاقة الأخوية الصادقة التي ربطت الفقيد الراحل، بالوالد الشهيد الزعيم/ علي عبدالله صالح، رحمهما الله، والتي كانت قائمة على الثقة المتبادلة والتقدير والاحترام.
وأكد أن رحيل شخصية فذة بحجم الشيخ/ زيد أبو علي يمثل خسارة فادحةً للوطن بشكل عام، والمؤتمر الشعبي العام بشكل خاص، كونه فقد واحدًا من قياداته البارزين المناصرين للحق والثابتين على مواقفهم بوجه التحديات والأزمات مهما كان نوعها أو حجمها، متمسكًا بأهداف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر وقيمها النبيلة ومبادئها السامية.
وتقدم إلى كافة آل أبو علي الكرام، وأبناء محافظة المحويت خاصة، والشعب اليمني عامة، بأحر التعازي وأصدق المواساة، بهذا المصاب، سائلاً الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
من جهته عبّرَ الأخ الشيخ/ محمد أبو علي عن صادق شكره وامتنانه للأخ أحمد علي عبدالله صالح على اتصاله ومواساته في هذا المُصاب الجلل، سائلاً المولى عز وجل أن لا يريه أي مكروه في عزيزٍ عليه، مُشيرًا إلى أن لاتصاله بالغ الأثر في التخفيف من هول هذا المُصاب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 6 ساعات
- الشروق
'موعدنا أمام الله للحساب' (2)!
لا شكّ أنّ المسؤولية الأولى عن ما يحصل في غزّة، هي مسؤولية الصهاينة وحلفائهم الذين لم يستطيعوا تركيع المجاهدين بالأسلحة المتطوّرة وبالعملاء والخونة، فراحوا يجوّعون المدنيين ليضغطوا على المجاهدين حتى يستسلموا ويلقوا بأسلحتهم.. إنّهم يريدون إحراج المقاومة أمام العالم! وقد انطلت حيلتهم على كثير من المغرضين الذين يتوجّهون بلومهم إلى المجاهدين الصامدين! ويحمّلونهم مسؤولية العدوان الصهيونيّ ومسؤولية الأطفال الذين يموتون جوعا بسبب حصار الصهاينة! المجاهدون يعانون ما يعانيه إخوانهم المدنيون، وأطفالهم يموتون جوعا كما يموت أطفال إخوانهم، وزوجاتهم يقضين نحبهنّ كما تقضي زوجات إخوانهم المدنيين نحبهنّ تحت القصف الصهيونيّ، ومن أمثلة قادة الجهاد الذين فقدوا أهليهم وأبناءهم في القصف الصهيونيّ، قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسّام، حسين فياض، الذي فقد زوجته وابنيه الاثنين في قصف صهيونيّ قبل أيام. المجاهدون لا ينعمون بالطّعام والشّراب وإخوانهم يجوعون، بل إنّهم يعانون ما يعانيه إخوانهم، وقد شهد العدوّ الصهيونيّ نفسه بعد تشريح جثة القائد يحيى السّنوار -تقبّله الله- أنّه لم يذق طعاما في الأيام الثلاثة التي سبقت استشهاده.. هذه هي الحقيقة ولكنّ أحفاد ابن سلول يأبون إلا ترويج الكذب والبهتان في حقّ أولياء الله المجاهدين. نعم، المسؤولية الأولى هي مسؤولية الصهاينة وحلفائهم.. لكن من يلوم عدوا صهيونيا كافرا فيما يفعل، واللهُ قد أخبر أنّه أشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا؟! المسؤولية الأكبر –حقيقة وواقعا- هي مسؤولية حكام المسلمين الذين خذلوا أطفال غزّة وتركوهم للعدوّ الصهيونيّ يروّعهم ويقتلهم صبرا وجوعا، مسؤولية الحكّام جميعا، ومسؤولية حكّام مصر والأردن وسوريا في الدّرجة الأولى، لأنّ بلادهم تجاور فلسطين، خاصّة مصر التي تملك معبرا يربط بقطاع غزّة، وفي وسعها أن تحرج العدوّ الصهيونيّ، لكنّها مع كلّ أسف حيّرت الأمّة عندما ردّت قوافل الدّعم ومنها القافلة المغاربية (المغرب العربي) من الطّريق! حكّام المسلمين أثبت أكثرهم أنّهم غير معنيين بقضية غزّة ولا قضية فلسطين ولا بأيّ قضية أخرى من قضايا الأمّة، بخلاف قادة الصهاينة الذين لا يكتفون بالتفاني في خدمة المشروع الصهيونيّ في الأرض المحتلّة، حتى يتمادى بهم الأمر إلى الدّفاع عن حلفائهم في المنطقة، وها هو رئيس الوزراء الصهيونيُّ يهبّ لنجدة إخوانه الدروز في السويداء السورية، ويقصف محيط السويداء والعاصمة دمشق نصرة لإخوانه، وقد قالها قبل أيام بلسان فصيح صريح: 'لن نقف متفرّجين أمام ما يحدث لإخواننا في السويداء'.. فأين أين حكّام المسمين من إخوانهم في غزّة، والله يقول: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ))؟! المسؤولية الأكبر بعد مسؤولية الحكّام، هي مسؤولية علماء الأمّة، في أن يجهروا بكلمة الحقّ، ويستنفروا الحكّام والشعوب لنجدة المروّعين المجوّعين في غزّة.. يجب على العلماء أن يبيّنوا حكم من يساهم في حصار المسلمين، وحكم من يسكت على حصارهم، وحكم من يخذلهم ولا يقدّم لهم يد المساعدة. العلماء يجب أن يذكّروا الحكام وكلّ من له مسؤولية في بلاد الإسلام أنّ فقهاء الأمّة قالوا إنّ من منع الطعام عن سجين عمدا، وكان السببَ في موته، فإنه يقتل به؛ لأنه يكون ظهر منه قصد موته. هذا فيمن يمنع الطّعام عن سجين يستحقّ السّجن؛ كيف بمن يمنعه عن مسلم لا ذنب له؟! وقد نُقل عن بعض الفقهاء أنّه لو مات أحد النّاس جوعا وجيرانه يعلمون به وهم يقدرون على إطعامه، فإنّ على جيرانه دفعَ ديته.. قال الإمام ابن قدامة –رحمه الله-: 'وإن مات جوعًا، وبه رمق، ولم يطعمه جيرانه مع قدرتهم، أثموا، ووجب عليهم ديته'، وقال: 'ومن اشتد جوعه حتى عجز عن طلب القوت، ففرض على كل من علم به أن يطعمه أو يدل عليه من يطعمه، صونا له عن الهلاك، فإن امتنعوا من ذلك حتى مات اشتركوا في الإثم، قال عليه الصلاة والسلام: 'ما آمن بالله من بات شبعان وجاره إلى جنبه طاو '، وقال -عليه الصلاة والسلام-: 'أيما رجل مات ضياعا بين أقوام أغنياء فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله''.. هذا في إنسان واحد يُترك حتى يموت جوعا، كيف بمن يسكت عن قتل العشرات والمئات جوعا وهو يرى ويسمع؟! هذا ما يفترض في علماء الأمّة أن يقولوه ويجهروا به، لكنّنا مع كلّ أسف نرى كيف أنّ الأزهر أخرج بيانا يندّد فيه بما يحصل من تجويع للمسلمين، لكنّه ما لبث أن حذف البيان.. أمّا هيئة كبار العلماء في بلاد الحرمين، فهي منشغلة بالحديث عن فضل الذّكر، وبفتاوى بعيدة كلّ البعد عن المأساة التي يعيشها المسلمون في غزّة! بعد الحكّام والعلماء؛ المسؤولية تقع على عواتق المسلمين جميعا، فليس يكفي المسلمين أن يقفوا عند حدّ إلقاء التبعة على كواهل الحكّام والعلماء، ثمّ يواصلوا حياتهم كأنّهم قد أدّوا ما عليهم، أو كأنّ شيئا لم يكن! نحن جميعا معنيون بمحنة إخواننا المسلمين في غزّة، وإذْ لم نستطع الجهاد بأنفسنا، فنحن مسؤولون أمام الله عن جهاد المال، وجهاد بالمال هو قرين الجهاد بالنفس في كتاب الله تعالى.. حتى من لا يملك فضلا من المال، مرتّبه أو أرباح تجارته بالكاد تكفيه في ضرورياته، هذا أيضا مخاطب بالإنفاق لنجدة إخوانه الجوعى في غزّة، لأنّ الله يقول: ((لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون)). كيف بمن يملك مالاً يفضل عن حاجاته الأصلية؟ كيف بمن يتخوّض في مال الله بغير حقّ في الكماليات؟ كيف بمن يتخوّض في الشّهوات والمحرّمات؛ ؟! يقول الله –تعالى-: ((هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)). نحن الجزائريين خاصّة مسؤولون مسؤولية عظيمة أمام الله، لأنّه أتيحت لنا فرصة الإنفاق في سبيل الله، والجمعيات التي تجمع التبرّعات وتوصلها بأمانة إلى أهلنا في غزّة موجودة ومعروفة، بينها جمعية البركة التي أقاق نشاطها أولياء الصهاينة الأمريكان، فصنّفوها جمعية إرهابية! فالله الله أن تغلبنا نفوسنا على الإنفاق! نحن نعيش امتحانا، إمّا أن ننجح فيه نجاحا تغفر به ذنوبنا، أو نخسر خسرانا مبينا ربّما تحبط به أعمالنا.. كان التابعيّ أويس القرني –رحمه الله- إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب، ثم يقول: 'اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به، ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به'. هناك -ولله الحمد- محسنون كثر في بلدنا الجزائر تداعوا للبذل والإنفاق، وسطروا من أروع النّماذج، ينبغي أن نتّخذهم لنا قدوة، أعرض من صنائعهم نموذجين: أحد الأفاضل كتب تجربته ليحرّك بها همم إخوانه في العطاء، فقال: 'أمّا تجربتي فسأشاركها تحفيزا للباذلين لعلهم يهبون من جديد، ومن باب ((إن تبدو الصّدقات فنعمّا هي))، ولأن الأمر جد ولا يعتبر البتة تبرعا أو تطوعا، بل هو واجب والتحفيز له والتحريض عليه مما لا يتم الواجب إلا به فيصبح من الواجبات، أقول: 'منذ جانفي 2024م، وأنا أقتسم مداخيل المكتب والمقاولة مع غزة بالسوية (50%)، وما شعرت بقلة، بل والله رأيت أثر البركة كما لم تكن من قبل'. والأعجب منه، محسن آخر من إخواننا الجزائريين، منذ انطلاق طوفان الأقصى قبل عامين، لم يصرف شيئا من مدخوله في غير دفع الإيجار ونفقة عيشه الضرورية، يبعث جميع ما بقي إلى إخواننا في غزّة، لدرجة أنّه لم يشتر منذ عامين حذاء جديدا يلبسه.. ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون)).


الخبر
منذ 13 ساعات
- الخبر
النهي عن خذلان المسلم وقت حاجته للنصرة
الخذلان هو ترك الإعانة والنصر والإغاثة، وهو من الصفات الذميمة التي تستجلب الذل والهوان؛ ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره'. قال النووي رحمه الله: (وأما 'لا يَخْذُله'، فقال العلماء: الخَذْل: ترك الإعانة والنصر، ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه، لزمه إعانته إذا أمكنه، ولم يكن له عذر شرعي). إن تسليم المسلم أخيه المسلم لعدوه وتركه له لينفرد به دون خوف أو اعتبار لكثرة المسلمين لأنهم غثاء كغثاء السيل؛ فقلة من اليهود دنست الأقصى وتقتل المسلمين وأذاقتهم ألوانا من الذل والهوان على مرأى ومسمع من العالم كله عامة والإسلامي خاصة، ومع ذلك فلم نستطع أن نحمي إخواننا منهم وكأننا شاركنا في تسليمهم إليهم، وهذا ما نهانا عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: 'المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه –أي إلى عدوه– من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة'. خذلان المسلم لأخيه المسلم حرام شرعا، وقد عدّه ابن حجر الهيثمي من الكبائر، قال المُناوي: (خِذلان المؤمنِ حرام شديد التحريم؛ دنيويا كان، مثل أن يقدر على دفعِ عدو يريد البطش به، فلا يدفعه، أو أُخرويا كأن يقدر على نصحه من غيّه بنحوِ وعظ، فيترك). وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على نصرة المسلم لأخيه المسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'انصر أخاك ظالما أو مظلوما'، قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟ قال: 'تأخذ فوق يديه'. وللوقوع في الخذلان أسباب كثيرة، منها الافتراق والاختلاف في الدين، والاستعانة بغير الله، وطاعة الكافرين والمنافقين، والركون إلى الظالمين، والتكالب على الدنيا وكراهية الموت، والإغراق في اللهو وطلب الراحة، الجبن وسوء الرأي. ومِن أهم صور الخذلان ما يحدث لإخواننا في غزة من بطش وتجويع وتقتيل، ونحن نتفرج عليهم وكأن الأمر لا يهمنا، وإن خذلان المسلمين وعدم نصرتهم عند جهادهم لعدوهم، لاسيما عند اعتداء هؤلاء الأعداء على المسلمين، صفة مِن صفات المنافقين، قال الله تعالى فيهم: {وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون * الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين}. ونصرة المسلمين سبب لتفريج الكربات، فالجزاء من جنس العمل، ففي الصحيح قول نبينا صلى الله عليه وسلم: 'ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة'. قد يظن البعض من المسلمين أنه مادام مؤديا لأركان الإسلام ومحافظا على الصلوات الخمس في جماعة ومؤديا زكاة ماله للفقراء والمساكين ومداوما على تكرار الحج والعمرة ووصولا للرحم ونحو ذلك من الواجبات الشرعية تجعله في حل من نصرة أخيه المسلم في أي مكان، وهذا فهم خاطئ، وواجب على أهل العلم أن يصححوا هذه المفاهيم الخاطئة، وأن يذكروا المسلمين بأدنى حقوق الأخوة في الإسلام وبيان حكم الشرع في هذه النصرة. إن المسلمين في شتى بقاع الأرض، وبحكم الأخوة التي تجمعهم، ملزمون ومطالبون شرعا بأن ينصر ويؤازروا بعضهم بعضا، لاسيما حين تدعو لهذا ضرورة من ظلم أو استضعاف أو اعتداء خارجي أو نحو هذا. وهذا التناصر والتآزر من أعظم وأهم حقوق الأخوة بين المسلمين، كما أنه من مظاهر الولاء بينهم، ومقتضياته كذلك أن أولئك المسلمين المقهورين المظلومين لهم على إخوانهم المسلمين القادرين على نصرتهم حق النصرة والنجدة بكل الوسائل الممكنة، حتى يبرؤوا من محنتهم وينفكوا من أغلال الظلم الذي يكتنفهم، وهؤلاء المسلمون المستضعفون المظلومون يستنجدون بإخوانهم المسلمين في العالم صباحا ومساء، ومع الأسى والأسف لا تجد استغاثاتهم من المسلمين إلا الخذلان. لقد هان المسلمون أفرادًا وهانوا أممًا، يوم وهت أواصر الأخوة بينهم، ونظر أحدهم إلى الآخر نظرة استغراب وتنكُّرٍ، وأصبح الأخ يُنتقص أمام أخيه فيهز كتفيه ويمضي لشأنه كأن الأمر لا يعنيه.


الشروق
منذ 16 ساعات
- الشروق
هكذا يعمل ذباب الصهاينة الناطق بالعربية على تشويه المقاومة!
في عصر الهيمنة الرقمية، لم تعد أرض الواقع هي الميدان الوحيد للحروب، بل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحات مواجهة حقيقية، لا تقل ضراوة عن نيران الدبابات، فذباب الصهاينة الناطق بالعربية يعمل على تشويه صورة المقاومة، بلا كلل منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023. وبينما يقف رجال المقاومة في الميدان مدافعين بكل بسالة عن الأرض والعرض والكرامة، تتحرك ضدهم جيوش من الحسابات الوهمية لتشنّ حربا من نوع مختلف، حرب تشويه لأخلاقهم، وتضليل للوعي العربي، ولعلنا جميعا صادفنا منشورات تتهم كتائب القسام بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة لسكان غزة، أو تروّج لمزاعم اعتداء حركة حماس على النساء والأطفال، أو اغتصاب المجاهدين لجنديات صهيونيات.. وغيرها. كوادر من حركة حماس تعتدي على قافلة كانت تحمل مساعدات لشعب غزة (لكم الله يااطفال غزه من حركة #حماس الأرهابيه ) — بو عيسى 🇧🇭 (@shawqibh122) July 26, 2025 وما لم يعد خافيا على أحد أن الكلمات، والصور، والتغريدات التحريضية أصبحت أدوات حقيقية في ميادين الصراع الافتراضية، حيث يعمل الذباب الإلكتروني بكل مكر ودهاء وتحت أجندات صهيونية وأمنية، لضرب روح المقاومة، وزرع الشك والانقسام بين أبناء الأمة. هذا الذباب لا يظهر على هيئة جندي بزيّ الاحتلال، بل يتخفّى في صورة 'شاب عربي'، أو 'مواطنة مهتمة بالسلام'، أو 'صوت عقلاني' على وسائل التواصل، يتقن استخدام لغتنا ولهجاتنا ويُحسن التمويه خلف شعارات 'المنطق' و'الواقعية' و'الإنسانية' لكنه في الواقع جزء من منظومة موجهة ومدربة تستهدف العقول، وتطمس الحقائق، وتبث الإحباط والتشكيك. 🚨عاجل من غزة هذا اليوم … تكتم إعلامي حول الحدث ✍️في حادثة صادمة أثارت موجة غضب واسعة، شهدت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة اعتداءً من قبل عناصر شرطة حـ.ماس النسائية على نازحات فلسطينيات أمام أحد المخابز، وسط أزمة إنسانية متفاقمة. حماس الخمينية حولت الجنس الناعم إلى مجرم — 🇸🇦 Panadol_Extra❤️ (@K_h_s_260) May 20, 2025 الاحتلال يدرّس شبابه اللغة العربية.. لكن ليس حبًا في العرب كشفت تقارير رسمية أن المدراس والجامعات في تل أبيب تدرّس طلاب الجيش والمخابرات اللغة العربية ومختلف اللهجات المحلية (خليجية، شامية، مغاربية…)، وذلك ليس حبا في العرب أو من باب التعرف على ثقافة الآخر وإنما إعدادا لهم ليشنوا حروبا نفسية عبر السوشيال ميديا، فيتسللون بهويات وهمية ودافعهم التشويش، والتشكيك، والاختراق الناعم للوعي. وتُظهر تقارير عبرية أن وحدات متخصصة في الجيش، مثل وحدة 8200، تُدرّب عناصرها على الحرب الإلكترونية والإعلامية، من ضمنها: التجسس، التلاعب بالمعلومات، وبث الروايات باللغة التي يفهمها 'العدو'، أي الشعوب العربية، وهنا على الشباب العربي أن يتحلى بالوعي. إذًا، حين ترى حسابًا على 'X' أو 'فيسبوك' أو أي منصة تواصل يكتب باللهجة المصرية أو الخليجية ويهاجم المقاومة، فلا تنخدع بمظهره.. قد يكون خلفه شاب من تل أبيب، لا من طنطا أو الرياض. كيف يعمل ذباب الصهاينة؟ بصمتٍ ماكر يتسلل إلى العقول عبر الشاشات، يقود ذباب الصهاينة الناطق بالعربية، حربا نفسية بامتياز، يعمل خلالها على تشويه صورة المقاومة، وإضعاف الدعم الشعبي العربي لها، وخلق حالة من الإحباط واللامبالاة. ويتحايل العدو الصهيوني على اللغة والمشاعر لهدف خبيث متمثل في إفراغ القضية الفلسطينية من عمقها الإنساني والتحرّري، وتحويلها إلى مجرد 'نزاع' يُستحسن الصمت عنه، متبعا عدة أساليب ماكرة أبرزها: 1ـ الحسابات الوهمية والمزيفة وتُدار هذه الحسابات من غرف عمليات داخل كيان الاحتلال أو من شركات متعاونة معه، حيث تستخدم أسماء عربية وصور رمزية، أحيانًا لأشخاص حقيقيين دون علمهم، وتعتمد على لهجات محلية لتبدو 'منّا وفينا'. 2ـ تكرار الرسائل المضللة يعتمد هذا الأسلوب على نشر نفس الجمل والعبارات في كل مكان، لتبدو كأنها 'رأي عام'، مثل: 'المقاومة سبب الدمار'، 'كفاية دعم فلسطين'، 'حماس باعت غزة'، وما إلى ذلك من الرسائل المغرضة. 3ـ فبركة الأخبار والمشاهد هنا يعمل العدو على إغراق منصات التواصل الاجتماعي بسيل من المواد الرقمية المزيفة باستخدام صور قديمة أو من سياقات مختلفة، فيقوم مثلا باجتزاء مقاطع فيديو لإظهار المقاومة كأنها تعتدي على المدنيين أو تستغلهم. 4ـ التعليق المنسق لإغراق المنشورات وذلك بالدخول الجماعي على منشورات داعمة للمقاومة بهدف: تحويل النقاش.، وبث السخرية أو الشتائم، وخصوصا من أجل التشكيك بالمعلومة أو بصاحبها. 5ـ استغلال أخطاء فردية تضخيم أي خطأ أو تصرف غير مدروس من طرف المقاومة، بتحويل الخطأ الفردي إلى 'عيب بنيوي' يتم تكراره لتشويه كامل الحركة. 6ـ التظاهر بـ'الحياد' أو 'الواقعية' مثل: 'أنا ضد الاحتلال بس كمان ضد حماس لأنها تخرب غزة'، وهذا النوع من الخطاب يسعى لكسب التعاطف ثم دس السمّ في الكلام 'المنطقي'. 7ـ الهجوم على الداعمين للمقاومة وهذا من أخطر الأساليب وأكثرها خبثا، حيث يعمل الذباب على تشويه سمعة المؤثرين والمراسلين، والقيام بحملات ضد كل من يتبنى موقفًا واضحًا ضد الاحتلال. ولا يتوقف الاحتلال في حربه النفسية التي يشنها على رجال المقاومة، عند حدود القتل أو الحصار، بل يتعمد اختلاق صورة انتصار وهمي، يُروّج لها عبر الإعلام ووسائل التواصل، حتى وإن كانت المؤشرات الميدانية تفضح تخبطه، وارتباكه، وعجزه العسكري والأمني. فحين يفشل في اغتيال قيادات المقاومة، يُعلن 'نجاحات استخباراتية'، وحين تُدك مستوطناته بالصواريخ، يتحدث عن 'ضبط النفس'، وحين تخرج المقاومة من المعركة مرفوعة الرأس، يطلق حملات تشويه لتقليل شأنها وتبرير فشله أمام جمهوره. يذكر أن الإعلام العبري، نشر مؤخرًا، تقريرًا صادمًا عن الوضع الداخلي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي اعتبره كثير من المتابعين والمحللين إجابة حاسمة على سؤال طالما طُرح بشأن إنجازات المقاومة بعد عملية طوفان الأقصى. التقرير نشرته صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، ولم يقتصر على رصد الخسائر الميدانية، بل كشف 'الانهيار الصامت' في بنية جيش الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تفشي الإصابات الجسدية والنفسية، وتزايد أعداد الجنود المعاقين، وتدهور الروح المعنوية داخل الوحدات القتالية. وبينما تحاول قيادة الاحتلال تشويه صورة المقاومة والإبقاء على صورة 'الجيش الذي لا يُقهر' لامعة، تُظهر المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الدفاع عكس ذلك تمامًا: جيشٌ يترنّح تحت وطأة الصدمة، ووحدات كاملة تخرج من الخدمة بفعل الضغط النفسي، وآلاف الجنود يُعاد تصنيفهم كمُعاقين أو غير صالحين للقتال. ماذا حققت المقاومة منذ السابع من أكتوبر 2023؟ وفقا لتقرير الصحيفة العبرية، واسعة الانتشار في تل أبيب: ـ تتوقع وزارة حرب الاحتلال أن يكون لدى الجيش عام 2028 قرابة 100 ألف من الجنود والضباط المعاقين كقدامى محاربين، نصفهم على الأقل يعانون من مشاكل 'تخلف عقلي'. ـ أكثر من 10,000 جندي تلقوا علاجًا نفسيًا منذ بداية الحرب، تم الاعتراف بـ 3,769 منهم كمصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، بينهم 1,600 جندي خلال عام 2024 وحده. ـ9 آلاف جندي آخرين، معظمهم من الجنود المقاتلين، يعانون من القلق والاكتئاب وأعراض ما بعد الصدمة. ـ 18.500 جندي جريح يتلقون العلاج من الحرب وهم ما يقرب فرقتين 'اختفتا من تعداد جيش الاحتلال الذي يعاني نقص في الجنود' وفق الصحيفة. ـ عانى أكثر من 3600 جندي صهيوني من 'اضطراب ما بعد الصدمة' منذ فوجئوا بطوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 وما تلاه من حرب وهم ما يعادل لواءين (تم حذفهم من ميزان القوة في الجيش الإسرائيلي باعتبارهم 'ضحايا ما بعد الصدمة'، وفق الصحيفة. ـ أكثر من 12 ألفًا من المصابين لم يغادروا فقط وحداتهم القتالية، بل خرجوا أيضًا من سوق العمل، ما يُلحق ضررًا إضافيًا بالاقتصاد. ـ مئات الحالات التي صُنفت بأنها حادة استدعت إدخالًا قسريًا إلى مستشفيات نفسية، وتُشير الوزارة إلى أن وحدة العلاج النفسي المتنقلة تتعامل أحيانًا مع 3–4 حالات طوارئ في اليوم الواحد. هذه المعطيات، التي جاءت على لسان وزارة دفاع الاحتلال نفسها، ترسم وفقا لمحللين سياسيين ملامح أزمة وجودية قد تغير شكل جيش العدو وتوازناته في السنوات المقبلة، كما تكشف نجاح المقاومة، ليس فقط في استنزافه عسكريًا، بل في ضرب بنيته النفسية والمعنوية من الداخل.