logo
بين نووي تل أبيب وطموحات طهران: العرب صامتون في معركة تُرسم فوق رؤوسهم

بين نووي تل أبيب وطموحات طهران: العرب صامتون في معركة تُرسم فوق رؤوسهم

المغرب الآنمنذ 5 ساعات

بين تل أبيب وطهران، تتصاعد مؤشرات سباق غير معلن على قيادة الإقليم، ليس فقط عبر النفوذ السياسي أو التحالفات الدولية، بل من خلال مشاريع الأسلحة النووية والتمدد الاستخباراتي والعسكري. في المقابل، تقف العواصم العربية الكبرى، ومعها شعوب المنطقة، إما في موقع المتفرج، أو في موقع الداعم الصامت لهذا الطرف أو ذاك، في مشهد يعيد إلى الأذهان منطق 'الوكالة' لا السيادة، والتبعية لا المبادرة.
لكن من يسيطر على من؟ ومن يدفع الثمن؟
المواجهة بين إسرائيل وإيران ليست مجرد تنافس على الهيمنة الإقليمية، بل تُمثل انعكاساً لصراعات أعمق ترتبط بالنظام الدولي، وإعادة توزيع مراكز القوة في مرحلة ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ومع تسارع الانكفاء الأمريكي عن بعض مناطق التوتر. في هذا السياق، تشير تقارير من وكالة الطاقة الذرية الدولية إلى أن إيران تمتلك مخزوناً من اليورانيوم المخصب بدرجات مرتفعة تكفي، نظرياً، لإنتاج أسلحة نووية في فترة زمنية قصيرة، بينما تُواصل إسرائيل سياسة الغموض النووي، رغم تأكيدات تقارير مؤسسة 'معهد العلوم والأمن الدولي' (ISIS) ومراكز بحثية أمريكية بأن تل أبيب تملك بالفعل ترسانة نووية تتراوح بين 80 إلى 200 رأس حربي، دون أي رقابة دولية.
في ظل هذا السباق النووي، أين هي الدول العربية من معادلة الردع والتوازن؟ وهل أصبح العرب مجرد 'جغرافيا' يجري التفاوض عليها بين طهران وتل أبيب وواشنطن؟
المفارقة الكبرى أن بعض الأنظمة العربية باتت تتعامل مع الصراع الإيراني-الإسرائيلي وكأنه شأن خارجي لا يعنيها، رغم أن انعكاساته تطال الأمن القومي العربي، بل وتحدد طبيعة المستقبل الجيوسياسي للمنطقة. بعض الدول تقف في صف 'التطبيع الاستراتيجي' مع إسرائيل، تحت ذرائع التنمية والتكنولوجيا، فيما ترى أخرى أن تحالفها مع طهران يشكل حماية من الانكشاف الإقليمي. لكن النتيجة واحدة: العرب خارج دوائر القرار، وخارج معادلة التوازن النووي.
هل يمكن أن نشهد يوماً تحالفاً عربيًا استراتيجياً يعيد صياغة الموقف من التهديدات المشتركة؟
ما يثير القلق أكثر أن العرب، وهم هدف الصراع وميدانه، لا يزالون عاجزين عن تطوير صناعات عسكرية ذات جدوى، رغم الموارد المالية والبشرية المتوفرة. تشير تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) إلى أن معظم الدول العربية تستورد أكثر من 90٪ من أسلحتها من الخارج، في حين أن محاولات التصنيع العسكري المحلي لا تزال محدودة وضعيفة الأثر، بل وتخضع في أحيان كثيرة للقيود المفروضة من الحلفاء قبل الخصوم.
فهل نحن أمام إعادة إنتاج لمنطق 'سايكس–بيكو' جديد، ولكن هذه المرة بسلاح نووي وبموافقة ضمنية عربية؟
إن غياب المشروع العربي، ليس فقط في المجال العسكري، بل أيضاً في التصور الاستراتيجي المستقل، يُعمّق من تبعية المنطقة لقوى خارجية، ويحوّل الشعوب العربية إلى مادة تفاوض أو هدف للهيمنة. وفي ظل هذا الواقع، يبدو ضرورياً إعادة طرح السؤال الجوهري:
هل نملك الشجاعة لبناء مشروع عربي مشترك، أم نكتفي بالتفرج على الوليمة وهم يتقاسموننا قطعة قطعة؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين نووي تل أبيب وطموحات طهران: العرب صامتون في معركة تُرسم فوق رؤوسهم
بين نووي تل أبيب وطموحات طهران: العرب صامتون في معركة تُرسم فوق رؤوسهم

المغرب الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • المغرب الآن

بين نووي تل أبيب وطموحات طهران: العرب صامتون في معركة تُرسم فوق رؤوسهم

بين تل أبيب وطهران، تتصاعد مؤشرات سباق غير معلن على قيادة الإقليم، ليس فقط عبر النفوذ السياسي أو التحالفات الدولية، بل من خلال مشاريع الأسلحة النووية والتمدد الاستخباراتي والعسكري. في المقابل، تقف العواصم العربية الكبرى، ومعها شعوب المنطقة، إما في موقع المتفرج، أو في موقع الداعم الصامت لهذا الطرف أو ذاك، في مشهد يعيد إلى الأذهان منطق 'الوكالة' لا السيادة، والتبعية لا المبادرة. لكن من يسيطر على من؟ ومن يدفع الثمن؟ المواجهة بين إسرائيل وإيران ليست مجرد تنافس على الهيمنة الإقليمية، بل تُمثل انعكاساً لصراعات أعمق ترتبط بالنظام الدولي، وإعادة توزيع مراكز القوة في مرحلة ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ومع تسارع الانكفاء الأمريكي عن بعض مناطق التوتر. في هذا السياق، تشير تقارير من وكالة الطاقة الذرية الدولية إلى أن إيران تمتلك مخزوناً من اليورانيوم المخصب بدرجات مرتفعة تكفي، نظرياً، لإنتاج أسلحة نووية في فترة زمنية قصيرة، بينما تُواصل إسرائيل سياسة الغموض النووي، رغم تأكيدات تقارير مؤسسة 'معهد العلوم والأمن الدولي' (ISIS) ومراكز بحثية أمريكية بأن تل أبيب تملك بالفعل ترسانة نووية تتراوح بين 80 إلى 200 رأس حربي، دون أي رقابة دولية. في ظل هذا السباق النووي، أين هي الدول العربية من معادلة الردع والتوازن؟ وهل أصبح العرب مجرد 'جغرافيا' يجري التفاوض عليها بين طهران وتل أبيب وواشنطن؟ المفارقة الكبرى أن بعض الأنظمة العربية باتت تتعامل مع الصراع الإيراني-الإسرائيلي وكأنه شأن خارجي لا يعنيها، رغم أن انعكاساته تطال الأمن القومي العربي، بل وتحدد طبيعة المستقبل الجيوسياسي للمنطقة. بعض الدول تقف في صف 'التطبيع الاستراتيجي' مع إسرائيل، تحت ذرائع التنمية والتكنولوجيا، فيما ترى أخرى أن تحالفها مع طهران يشكل حماية من الانكشاف الإقليمي. لكن النتيجة واحدة: العرب خارج دوائر القرار، وخارج معادلة التوازن النووي. هل يمكن أن نشهد يوماً تحالفاً عربيًا استراتيجياً يعيد صياغة الموقف من التهديدات المشتركة؟ ما يثير القلق أكثر أن العرب، وهم هدف الصراع وميدانه، لا يزالون عاجزين عن تطوير صناعات عسكرية ذات جدوى، رغم الموارد المالية والبشرية المتوفرة. تشير تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) إلى أن معظم الدول العربية تستورد أكثر من 90٪ من أسلحتها من الخارج، في حين أن محاولات التصنيع العسكري المحلي لا تزال محدودة وضعيفة الأثر، بل وتخضع في أحيان كثيرة للقيود المفروضة من الحلفاء قبل الخصوم. فهل نحن أمام إعادة إنتاج لمنطق 'سايكس–بيكو' جديد، ولكن هذه المرة بسلاح نووي وبموافقة ضمنية عربية؟ إن غياب المشروع العربي، ليس فقط في المجال العسكري، بل أيضاً في التصور الاستراتيجي المستقل، يُعمّق من تبعية المنطقة لقوى خارجية، ويحوّل الشعوب العربية إلى مادة تفاوض أو هدف للهيمنة. وفي ظل هذا الواقع، يبدو ضرورياً إعادة طرح السؤال الجوهري: هل نملك الشجاعة لبناء مشروع عربي مشترك، أم نكتفي بالتفرج على الوليمة وهم يتقاسموننا قطعة قطعة؟

جروسي يؤكد أنه لا مؤشرات على أضرار إضافية في منشآت التخصيب النووية الإيرانية بعد الهجمات الإسرائيلية
جروسي يؤكد أنه لا مؤشرات على أضرار إضافية في منشآت التخصيب النووية الإيرانية بعد الهجمات الإسرائيلية

المغرب اليوم

timeمنذ 7 ساعات

  • المغرب اليوم

جروسي يؤكد أنه لا مؤشرات على أضرار إضافية في منشآت التخصيب النووية الإيرانية بعد الهجمات الإسرائيلية

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، الاثنين، أن الضربات العسكرية الإسرائيلية لم تتسبب في أضرار إضافية بموقعي تخصيب اليورانيوم الرئيسيين في إيران ، نطنز وفوردو، منذ آخر تقييم أجرته الوكالة في أعقاب الهجوم الذي وقع يوم الجمعة. وأوضح جروسي، في إفادة خلال اجتماع استثنائي لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، أن الوكالة رصدت تدمير المفاعل التجريبي فوق سطح الأرض في مجمع نطنز النووي، لكنه أشار إلى أن المفاعل الرئيسي تحت الأرض لم يتعرض لقصف مباشر، رغم تضرر مصادر الطاقة التي تغذيه، وهو ما قد يؤثر بشكل غير مباشر على أجهزة الطرد المركزي. وقال جروسي: "لم يُلحظ وقوع ضرر إضافي في منشأة نطنز منذ هجوم الجمعة الذي أسفر عن تدمير مفاعل تخصيب الوقود التجريبي الواقع فوق الأرض". وفيما يخص منشأة فوردو النووية، والموجودة داخل جبل، أكد جروسي أن الوكالة لم ترصد أي أضرار مباشرة نتيجة الهجوم، مشيرًا إلى استمرار مراقبة الوضع عن كثب. وكان جروسي قد أعلن في وقت سابق أن أربع منشآت نووية في مدينة أصفهان تعرضت لأضرار متفاوتة نتيجة القصف الإسرائيلي، من بينها المعمل الكيميائي المركزي، منشأة تحويل اليورانيوم، مفاعل طهران لتصنيع الوقود، ومنشأة معالجة لا تزال قيد الإنشاء. كما أكد أن أحد الأهداف التي تضررت يتعلق بعملية تحويل "الكعكة الصفراء" (شكل خام من اليورانيوم) إلى سداسي فلوريد اليورانيوم، وهي المادة الأساسية لتغذية أجهزة الطرد المركزي اللازمة لعملية التخصيب. وفي بيانه، شدد جروسي على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تزال حاضرة في إيران وستواصل مهامها الرقابية والتفتيشية وفقاً لما تسمح به الظروف الأمنية، وقال: "الوكالة ستبقى في إيران، وسنستأنف عمليات التفتيش المرتبطة بالضمانات حالما تسمح ظروف السلامة بذلك، بما يتماشى مع التزامات إيران في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي". بالتوازي مع التصعيد الميداني، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية علي بقائي، أن البرلمان الإيراني بصدد مناقشة مشروع قانون يقضي بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، وذلك في حال استمرت الضغوط والاتهامات الدولية بشأن طبيعة برنامج طهران النووي. ورغم هذه التطورات، كررت إيران موقفها الرسمي بأنها لا تسعى إلى تطوير أسلحة دمار شامل، وأن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة. وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية قد أدان إيران الأسبوع الماضي لعدم امتثالها الكامل لالتزاماتها، في أول قرار من نوعه منذ ما يقارب عشرين عاماً، ما يزيد من حدة التوتر بين طهران والوكالة الدولية والمجتمع الدولي على خلفية البرنامج النووي المتنازع عليه. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

نتنياهو يُعلن استهداف قلب الاستخبارات الإيرانية وإسرائيل تعلن نجاح المرحلة الأولى من ضرباتها وطهران تسقط مسيّرات متطورة
نتنياهو يُعلن استهداف قلب الاستخبارات الإيرانية وإسرائيل تعلن نجاح المرحلة الأولى من ضرباتها وطهران تسقط مسيّرات متطورة

المغرب اليوم

timeمنذ 7 ساعات

  • المغرب اليوم

نتنياهو يُعلن استهداف قلب الاستخبارات الإيرانية وإسرائيل تعلن نجاح المرحلة الأولى من ضرباتها وطهران تسقط مسيّرات متطورة

طهران - المغرب اليوم لليوم الرابع على التوالي، واصلت إسرائيل، الاثنين، موجة ضربات عسكرية واسعة النطاق استهدفت مواقع حساسة في إيران ، في تصعيد خطير هو الأكبر من نوعه منذ سنوات، بينما أعلنت طهران إسقاط عدد من المسيّرات المتطورة والتصدي لهجمات على مناطق حدودية وغربية. وأعلنت إسرائيل أن "المرحلة الأولى" من عمليتها العسكرية قد اكتملت بنجاح، مؤكدة أنها استهدفت مراكز قيادة واستخبارات، ومنشآت نووية وعسكرية، ومقار للحرس الثوري الإيراني، في قلب العاصمة طهران وعدة محافظات أخرى. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الاثنين، إن إسرائيل "استهدفت قلب الاستخبارات الإيرانية" عبر اغتيال كبار قادة الحرس الثوري في طهران، مؤكداً أن الضربات تمثل "رسالة واضحة" وقد "تُفضي إلى تغيير في النظام الإيراني"، فيما واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ موجة واسعة من الضربات الجوية على أهداف إيرانية لليوم الرابع على التوالي. وأوضح نتنياهو في مقابلة مع قناة FOX News الأميركية: "استهدفنا رئيس استخباراتهم ونائبه في طهران. نحن نضرب في العمق، في قلب مؤسسات النظام. وربما يؤدي هذا إلى تغيير حقيقي في إيران." وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن المرحلة الأولى من عمليته ضد إيران قد أُنجزت بالكامل، مشيراً إلى "تحقيق كل الأهداف المحددة" ضمن الهجوم الذي استهدف منشآت حساسة، بينها مراكز استخباراتية، مواقع نووية، وقواعد صاروخية. من بين المستهدفين، محمد كاظمي رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، ونائبه محمد حسن محقق، إلى جانب رئيس قسم استخبارات فيلق القدس ونائبه. وقال الجيش إن هؤلاء القادة الأربعة "كانوا العقل المدبر لعمليات إرهابية ضد إسرائيل ودول المنطقة". وأكدت وكالة "تسنيم" الإيرانية مقتل كاظمي، ونعاه الحرس الثوري رسمياً، فيما توعد المرشد الإيراني علي خامنئي برد "كامل وشامل" على ما وصفه بـ"العدوان الصهيوني". في المقابل، أعلنت السلطات الإيرانية إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة في محافظة دهلران جنوب غربي البلاد، إلى جانب تدمير طائرة هجومية أميركية من طراز MQ-9 Reaper قرب الحدود العراقية. وأكد محافظ دهلران أن الدفاعات الجوية "تصدت بنجاح لموجة هجومية جديدة"، بينما شهدت محافظة كرمنشاه انفجارات عنيفة ودخاناً كثيفاً، طال بعضها مستشفى "الفرابي". قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إن إحدى منشآت تخصيب اليورانيوم فوق الأرض في نطنز "تعرّضت للتدمير"، مؤكداً أن الوكالة "لا تملك حتى الآن أدلة على أضرار إضافية" في باقي المنشآت، لكنها ستواصل عمليات التفتيش عند استقرار الوضع الأمني. في ظل هذا التصعيد، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن البرلمان يعمل على إعداد مشروع قانون للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، لكنه أكد أن القرار "لم يُتخذ بعد"، مرجعاً الخطوة إلى التطورات الأخيرة، خاصة هجوم إسرائيل والقرار الصادر عن الوكالة الدولية بحق طهران. يأتي التصعيد بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ضرب رأس جهاز الاستخبارات الإيراني يمثل "رسالة رادعة"، مرجحاً أن تؤدي العمليات إلى تغيير سياسي في إيران. في المقابل، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي أن "إسرائيل لن تخرج سالمة"، متعهداً بردّ "كامل وواسع"، وسط رفض إيراني للتفاوض على وقف إطلاق النار قبل استكمال الرد على الهجمات الإسرائيلية. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store