logo
فيديو.. علماء الحفريات .. اكتشافات لآكلات لحوم عاشت بمصر قبل 30 مليون عام

فيديو.. علماء الحفريات .. اكتشافات لآكلات لحوم عاشت بمصر قبل 30 مليون عام

نون الإخبارية١٨-٠٢-٢٠٢٥

اكتشف
أخبار ذات صلة
12:09 صباحًا - 11 فبراير, 2025
12:18 صباحًا - 10 فبراير, 2025
1:01 مساءً - 10 فبراير, 2025
2:06 مساءً - 9 فبراير, 2025
الحيوان المكتشف حديثًا، والذي أُطلق عليه اسم 'باستيتودون'، كان يتميز بحجمه الكبير المماثل للنمر، وبأسنانه الحادة المدعومة بعضلات فك قوية تجعل من عضيته أمرًا قاتلًا. وكمفترس رئيسي في عصره، كان يحتل قمة السلسلة الغذائية حين كانت الرئيسيات الأولى في بدايات تطورها نحو أسلاف البشر المعاصرين، وفقًا لمقال نُشر في مجلة *Journal of Vertebrate Paleontology* المتخصصة في علم الحفريات.
تشير الدراسة إلى أن 'باستيتودون' كان يصطاد أنواعًا مختلفة من الكائنات مثل الرئيسيات، وأفراس النهر، وحتى الفيلة، في غابات خصبة كانت تغطي منطقة الفيوم، التي تحولت مع الوقت إلى صحراء قاحلة. وقام فريق علمي من جامعتي المنصورة والأميركية بالقاهرة
وأوضحت الأشقر أن لحظة الاكتشاف كانت استثنائية؛ إذ عثر أحد أعضاء الفريق على أسنان كبيرة بارزة من الأرض، مما أثار حماس الجميع ودفعهم للكشف عن الجمجمة شبه الكاملة لهذا الكائن المفترس. وأشارت إلى أن هذا الحيوان ينتمي لعائلة hyaenodon المنقرضة، التي سبقت ظهور الحيوانات المفترسة الحديثة مثل القطط والكلاب، وكانت أبرز مفترسات إفريقيا بعد انقراض الديناصورات بفضل أسنانها الحادة المشابهة لأسنان الضباع.
اختار الفريق تسمية الحيوان بـ 'باستيتودون'، نسبةً إلى المعبودة الفرعونية باستيت التي كانت تمثل الأمان والمتعة والصحة الجيدة، ما يرمز أيضًا إلى منطقة الاكتشاف المعروفة بغناها بالحفريات. أما المقطع 'odon' في الاسم فيعني الأسنان، إشارةً إلى فك الحيوان القوي.
تم العثور على الجمجمة خلال رحلة استكشافية قادها 'مختبر سلام' إلى منخفض الفيوم، وهو موقع يقدّم نافذة زمنية مهمة تمتد 15 مليون عام من التطور الثديّي في إفريقيا. هذا الموقع لا يكشف فقط التحولات المناخية من الاحتباس الحراري في العصر الإيوسيني إلى التبريد العالمي في العصر الأوليجوسيني، بل يظهر أيضًا كيف أثرت هذه التحولات على تشكيل النظم البيئية الحالية.
وفي حين أن 'سخمتوبس' كان قد أُدرج عام 1904 ضمن مجموعة ضباعيات أوروبية ذات رؤوس شبيهة برؤوس الأسود، أظهرت الدراسة أن باستيتودون وسخمتوبس ينتميان لعائلة نشأت أصلاً في إفريقيا. كما أن ارتباط اسم باستيت بالمعبودة سخمت في مصر القديمة يعكس العلاقات العلمية والرمزية بين الجنسين. وقد هاجرت أجيال هذه الحيوانات من إفريقيا إلى
وفي ختام الدراسة، أشار الدكتور مات بورثز، أمين قسم الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي لجامعة ديوك، إلى أن منطقة الفيوم تعد إحدى
المصدر



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإكتشاف الأخير لمركز الحفريات الفقارية يتصدَّر غلاف مجلة 'ساينس فيجا' البريطانية
الإكتشاف الأخير لمركز الحفريات الفقارية يتصدَّر غلاف مجلة 'ساينس فيجا' البريطانية

الكنانة

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • الكنانة

الإكتشاف الأخير لمركز الحفريات الفقارية يتصدَّر غلاف مجلة 'ساينس فيجا' البريطانية

الإكتشاف الأخير لمركز الحفريات الفقارية يتصدَّر غلاف مجلة 'ساينس فيجا' البريطانية كتب / حامد خليفة تصدَّر الإكتشاف العلمي الأخير لفريق مركز الحفريات الفقارية البحثي ــ المتعلق باكتشاف وتسمية جنس جديد من الثدييات المفترسة التي عاشت في مصر قبل 30 مليون عام، وإعادة تسمية جنس آخر مُكتشَف منذ 120 عامًا ــ غلافَ عدد أبريل من مجلة ScienceVega البريطانية المتخصصة في تبسيط العلوم لطلاب المدارس والجامعات. وأعرب الدكتور شريف خاطر، رئيس الجامعة، عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز العلمي العالمي في مجال الحفريات الفقارية مؤكدًا إستمرار الجامعة في دعم باحثيها لتحقيق مزيد من الإنجازات التي تضع مصر في صدارة الدول الرائدة في البحث العلمي. وقد أجرت المجلة حوارًا خاصًا مع الدكتورة شروق الأشقر المؤلفة الرئيسة للبحث، وعضو فريق 'سلام لاب' البحثي، برئاسة الدكتور هشام سلام مؤسس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية بكلية العلوم تناولت فيه تفاصيل إكتشافها البحثي الجديد، الذي حظي باهتمام كبير من قِبَل المؤسسات التعليمية في المملكة المتحدة؛ حيث جرى توزيع العدد على أكثر من 500 معلم في 350 مدرسة بريطانية مما يفتح المجال لوصول المحتوى إلى أكثر من 175 ألف طالب علوم، بالإضافة إلى عدد من الجامعات والمعاهد العالمية. وتُعد منصة ScienceVega من المنصات التعليمية المرموقة في بريطانيا وتهدف إلى إلهام الطلاب وتوسيع آفاقهم العلمية من خلال تسليط الضوء على الاكتشافات والإبتكارات المميزة حول العالم. يُذكر أن إكتشافي 'باستيت' و'سخمت' تمَّا خلال رحلة استكشافية لفريق 'سلام لاب' إلى منخفض الفيوم عام 2020 واستمر العمل على مدى خمس سنوات لاستكمال اكتشاف وتسمية جنس جديد من الثدييات المفترسة التي عاشت في مصر، وإعادة تسمية جنس آخر مُكتشَف منذ 120 عامًا. وقد نُشر البحث في مجلة الحفريات الفقارية الدولية كما نُشر إعلاميًّا في 449 وسيلة إعلامية حول العالم من بينها 106 روابط مباشرة إلى موقع 'تايلور وفرانسيس' إحدى كبرى وسائل الإعلام العلمية الدولية وأسفر هذا الإنتشار العالمي عن حصول البحث على المركز السادس في قائمة أكثر الأبحاث تأثيرًا بين جميع المقالات العلمية المنشورة بواسطة 'تايلور وفرانسيس' في عام 2025، كما احتل المركز الثالث عشر بين أعلى الأبحاث تأثيرًا في تاريخ مجلة الحفريات الفقارية، والمركز العاشر بين أكثر الأبحاث تأثيرًا خلال السنوات الخمس الماضية في المجلة ذاتها، وبلغت درجة التأثير 849 نقطة مما يعكس مدى الاهتمام العالمي بهذا البحث.

اكتشاف عالمى جديد لمركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة.. «باستيت» و«سخمت».. مفترسات شرسة استوطنت غابات مصر قبل 30 مليون عام
اكتشاف عالمى جديد لمركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة.. «باستيت» و«سخمت».. مفترسات شرسة استوطنت غابات مصر قبل 30 مليون عام

مصرس

time٠٢-٠٣-٢٠٢٥

  • مصرس

اكتشاف عالمى جديد لمركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة.. «باستيت» و«سخمت».. مفترسات شرسة استوطنت غابات مصر قبل 30 مليون عام

تمكّن فريق مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية بقيادة د.هشام سلام، مؤسّس مركز الحفريات، وعالم الحفريات بجامعة المنصورة والجامعة الأمريكية، من اكتشاف وتسمية جنس جديد من الثدييات المفترسة التى عاشت فى مصر قبل 30 مليون عام، وإعادة تسمية جنس آخر مُكتَشف منذ 120 عامًا، وذلك بعد نشر البحث فى مجلة «الحفريات الفقارية الدولية» للباحثة شروق الأشقر، المؤلف الرئيسى للبحث المنشور. وأثبتت الباحثة المصرية شروق الأشقر على مدار السنوات الماضية، جدارتها بالعمل فى مجال الحفريات، وبراعتها فى المجالات العلمية، حتى باتت باحثة بمركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، وعضو فريق «سلام-لاب» فى مصر.وقالت د.شروق الأشقر، عضو الفريق البحثى المصرى «سلام لاب»، والمؤلف الرئيسى للدراسة: «إن الباحثين أطلقوا على هذا الجنس الجديد اسم باستيتودون (Bastetodon)، نسبةً إلى الإلهة المصرية القديمة باستيت، التى كانت رمزًا للحماية والمتعة والصحة الجيدة، وتم تصويرها برأس قطة، وأوضح الباحثون أن هذا المفترس يتميز بنقص فى عدد الأسنان مثل القطط، ومن هنا جاء اختيار باستيت، أمّا كلمة «أودون» فى اليونانية القديمة فتعنى «سن». وتمكَّن العلماء، باستخدام تحليلات الانحدار الإحصائية الدقيقة، من تقدير وزن باستيتودون بنحو 27 كيلوجرامًا، مما يضعه فى فئة الحجم المتوسط بين أقرانه من الهينودونتات، وقريبًا فى حجمه من الضبع أو النمر الحديث.يتميز باستيتودون بأسنانه الحادة التى تشبه السكاكين، وعضلات رأسه القوية، وما يتصل منها بالفك، ما ينم عن قوة عض شرسة، تجعله مفترسًا من الطراز الرفيع فى غابات غنية بشتى أنواع الحياة، من قردة وأسلاف فرس النهر وأسلاف الفيلة وأسلاف الوبر، مما يزيد من فرص الصيد أمامه وتنوعها».كما ألقت الدراسة الضوء على الوضع التصنيفى لجنس «تيرودون» (Pterodon)، فما بين اعتقاد مسبق بأن هذا الجنس قد انتشر فى أوروبا وإفريقيا وبين التشكك فى ذلك الأمر، أكَّدت الورقة البحثية أن التيرودون موطنه أوروبا فقط، لذا أعاد الفريق البحثى تسمية جنس آخر كان قد اكتُشف سابقًا، وعاش فى غابات الفيوم أيضًا وفى نفس الحقبة الزمنية، وأطلقوا عليه اسم «سخمتوبس» (Sekhmetops) بدلًا من تيرودون (Pterodon)، تيمنًا بالإلهة سخمت. وكلمة «أوبس» فى اليونانية تعنى «وجه»؛ حيث يجدر بالذكر أنه فى الحضارة المصرية القديمة، كانت الإلهة باستيت مرتبطة بالمعبودة سخمت، التى كانت تُصوَّر برأس أسد وترمز للغضب والحرب.وقد أظهرت التحليلات المورفولوجية والإحصائية باستخدام طريقة التحليل الفيلوجينى أن باستيتودون وسخمتوبس ينتميان إلى الهينودونتات ضمن عائلة الهاينيلورينات، وتؤكد الدراسة على الأصل «الأفرو- عربى» لهذه العائلة والتى تلتها هجرات متعددة ومتتالية إلى آسيا، أوروبا، الهند، وأمريكا الشمالية فى عدة موجات.وتقول الأشقر: «يُعتبر اكتشاف باستيتودون إنجازًا مُهمًا لفهمنا لتنوع وتطوُّر الهينودونتات وانتشارها الجغرافى حول العالم، تتطلع الأشقر إلى مزيد من البحث والتنقيب لفهم ماهية العلاقات بين الهاينودونتات التى كانت منتشرة حول العالم وكيفية تطورها عبْر الزمان والمكان».وأشار د.هشام سلام مؤسّس مركز الحفريات، وعالم الحفريات بجامعة المنصورة والجامعة الأمريكية، إلى أن بداية الاكتشاف ترجع إلى ربيع عام 2020، وخلال رحلة استكشافية لفريق «سلام لاب» إلى منخفض الفيوم؛ حيث عكفت خلالها البعثة على الاستكشاف لعدة أيام بين طبقات الصخور التى يعود عمرها إلى نحو 30 مليون عام. وخلال رحلة البحث، لفت انتباه «بلال سالم»، أحد أعضاء الفريق، بعض الأسنان البارزة، لتبدأ عملية استخراج الحفرية، وتظهر الحفرية لجمجمة ثلاثية الأبعاد كاملة محفوظة فى حالة استثنائية، خالية من أى تشوهات، مما يُعَد اكتشافًا نادرًا وحلمًا لأى باحث فى مجال الحفريات.وتابع «سلام»: إن العمل استمر فى صمت على مدار 5 سنوات لاستكمال اكتشاف وتسمية جنس جديد من الثدييات المفترسة التى عاشت فى مصر، وإعادة تسمية جنس آخر مُكتشف منذ 120 عامًا، وفى إطار تعاون دولى بقيادة مصرية نجح الباحثون فى كشف هوية الكائن صاحب تلك الجمجمة، حيث أظهرت الدراسات التشريحية والتحليلات الإحصائية والمورفولوجية أن الجمجمة تعود إلى جنس جديد من آكلات اللحوم المنقرضة تُعرف بال«هينودونتات»، والتى تطورت قبل زمن بعيد من ظهور القطط والكلاب والضباع وبقية آكلات اللحوم التى تعيش بيننا اليوم، وكانت هى المفترسات المسيطرة على بيئات القارة الأفرو-عربية بعد انقراض الديناصورات، إلى أن انقرضت هى الأخرى.وقال سلام: «مضت البعثة فى ظروف استثنائية سادت العالم بأجمعه، إذ قررنا قضاء وقت الحجر الصحى فى الصحراء، وهو الأنسب للبعد عن أى ملوثات خارجية من جهة، ومن جهة أخرى نخوض مغامرة لاستكشاف الماضى السحيق، حيث يوفر منخفض الفيوم فى مصر حقبة زمنية لفترة 15 مليون سنة من التاريخ التطورى للكائنات، وهى الفترة من 30-45 مليون سنة، والتى ربطت بين الأنواع القديمة وأسلاف الثدييات الحديثة».وأضاف: «إن الاكتشاف الجديد يبرز الدور الحاسم الذى لعبته هذه التغيرات المُناخية فى تشكيل النظم البيئية التى لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، فمن المثير للاهتمام أن نكتشف كيف ساهمت أحداث الماضى فى تشكيل عالمنا، وأن نتأمل فى الدروس التى قد تقدمها لفهم التغيرات المُناخية المستقبلية». دخول المركز موسوعة جينيس للأرقام القياسية لامتلاكه أصغر حفرية للحيتان القديمة.ومن جهته عبَّر د.شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة عن فخر الجامعة بالاكتشافات والإنجازات الجديدة المتتالية للمركز، والتى كان آخرها دخول المركز موسوعة جينيس للأرقام القياسية، لامتلاكه أصغر حفرية للحيتان القديمة ممثلة فى حفرية «توتسيتس»، بعد اكتشافها فى صخور يعود عمرها إلى 41 مليون سنة فى مصر.وهنأ د.شريف خاطر أسرة مركز المنصورة للحفريات الفقارية، وجميع منسوبى جامعة المنصورة على تسجيل هذا الاكتشاف عالميًّا باسم الجامعة، ما يُعد نجاحًا كبيرًا وتميزًا غير مسبوق للأبحاث العلمية، تم تسجيله بأحرف من نور فى سجل جامعة المنصورة الحافل بالعديد من الإنجازات العلمية والبحثية، التى من شأنها رفع اسم جامعة المنصورة فى جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية، لتتصدر بكل اقتدار مجال التنافس العالمى فى البحوث والريادة والابتكار، وتتبوأ المكانة التى تطمح إليها.وأشاد رئيس الجامعة بالجهود المبذولة من قِبل قطاع الدراسات العليا والبحوث بالجامعة، مشيرًا إلى أن ما تحقق من إنجاز يُعد تتويجًا للجهود المستمرة فى تطوير منظومة البحث العلمى وتعزيز جودة الأبحاث ونشرها دوليًّا، ما يعزز مكانتها كجامعة رائدة فى مجال التعليم والبحث العلمى على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.وأشار «خاطر» إلى أن العمل فى هذا الاكتشاف الجديد تم بدعم واسع من إدارة الجامعة، بالتعاون مع هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF)، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والجامعة الأمريكية بالقاهرة.وأعرب د.طارق غلوش، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، عن افتخاره بالمركز، من حيث وتيرة وغزارة أبحاثه المتتالية من جهة، وثقلها علميًّا ودوليًّا من جهة أخرى، مشيرًا إلى حرص الجامعة على دعم منتسبيها الدائم فى مجال البحث العلمى إيمانًا بأهمية تعزيز قوى مصر الناعمة.24

أستاذ حفريات بالجامعة الأمريكية يعلن اكتشاف جمجمة لآكل لحوم
أستاذ حفريات بالجامعة الأمريكية يعلن اكتشاف جمجمة لآكل لحوم

عالم المال

time٢٤-٠٢-٢٠٢٥

  • عالم المال

أستاذ حفريات بالجامعة الأمريكية يعلن اكتشاف جمجمة لآكل لحوم

اكتشف فريق مصري بقيادة الدكتور هشام سلام أستاذ علم الحفريات الفقارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومؤسس مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة و بتعاون دولي جمجمة شبه مكتملة لنوع جديد من الحيوانات المفترسة القديمة من فصيلة الهاينودونتا التي كانت تستوطن شمال افريقيا من 30 مليون عاما. نُشرت نتائج هذه الدراسة اليوم في مجلة الحفريات الفقارية الدولية Journal of Vertebrate Paleontology بقيادة شروق الأشقر، عضو الفريق البحثي المصري 'سلام لاب' بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة المنصورة وبالتعاون مع باحثين من جامعة ديوك وجامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة ميشيجان. أظهرت الدراسات التشريحية والتحليلات الإحصائية والمورفولوجية التي قام بها الباحثون أن الجمجمة تعود إلى جنس جديد من آكلات اللحوم المنقرضة والتي تطورت قبل زمن بعيد من ظهور القطط والكلاب والضباع وبقية آكلات اللحوم التي تعيش بيننا اليوم، وكانت هي المفترسات المسيطرة على بيئات القارة الأفرو-عربية بعد انقراض الديناصورات، إلى أن انقرضت هي الأخرى. وفي وصفها للاكتشاف صرحت الأشقر أنه في ربيع عام 2020، انطلق فريق 'سلام لاب' في رحلة استكشافية إلى منخفض الفيوم، تلك النافذة الزمنية التي تطل على تاريخ تطور الثدييات في إفريقيا والوطن العربي حيث عكفت البعثة على الاستكشاف لعدة أيام بين طبقات الصخور التي يعود عمرها إلى حوالي 30 مليون عام. 'وفي اللحظات التي كان فيها الفريق يستعد لاختتام الرحلة ومغادرة الموقع، لفت انتباه بلال سالم، أحد أعضاء الفريق بعض الأسنان البارزة، فنادى بصوت يملأه الفضول والإثارة على بقية أعضاء الفريق، لتبدئ قصة اكتشاف مثير، ومع استمرار عملية الكشف، بدأت تظهر أمام أعينهم حفرية لجمجمة كاملة محفوظة في حالة استثنائية. كانت الجمجمة ثلاثية الأبعاد، خالية من أي تشوهات، مما جعلها اكتشافًا نادرًا، يُعَد بمثابة حلم لأي باحث في مجال الحفريات الفقارية.' أطلق الباحثون على هذا الجنس الجديد اسم باستيتودون (Bastetodon) نسبةً إلى الإلهة المصرية القديمة باستيت، التي كانت رمزًا للحماية والمتعة والصحة الجيدة، وتم تصويرها برأس قطة. وأوضح الباحثون أن هذا المفترس يتميز بنقص في عدد الأسنان مثل القطط لذلك تم اختيار ذلك الاسم، أما كلمة 'أودون' في اليونانية القديمة تعني 'سن'. يوضح سلام أن منخفض الفيوم في مصر يوفر نافذة استثنائية تمتد عبر نحو 15 مليون سنة من التاريخ التطوري، وهي فترة ربطت بين الأنواع القديمة وأسلاف الثدييات الحديثة. 'لا تقتصر أهمية هذه الحقبة على توثيق الانتقال من الاحترار العالمي في عصر الإيوسين إلى التبريد العالمي في عصر الأوليجوسين، بل تكشف أيضًا عن الدور الحاسم الذي لعبته هذه التغيرات المناخية في تشكيل النظم البيئية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا'. تمكن العلماء، باستخدام تحليلات الانحدار الإحصائية الدقيقة، من تقدير وزن باستيتودون بحوالي 27 كيلوجرامًا، مما يضعه في فئة الحجم المتوسط بين أقرانه من الهينودونتات، وقريبًا في حجمه من الضبع الحديث أو النمر. يتميز باستيتودون بأسنانه الحادة التي تشبه السكاكين، وعضلات رأسه القوية، وما يتصل منها بالفك، ما ينم عن قوة عض شرسة، تجعله مفترساً من الطراز الرفيع في غابات غنية بشتى أنواع الحياة، من قردة وأسلاف فرس النهر وأسلاف الفيلة وأسلاف الوبر، مما يزيد من فرص الصيد أمامه وتنوعها. كما ألقت الدراسة الضوء على الوضع التصنيفي لجنس 'تيرودون' (Pterodon)، فما بين اعتقاد مسبق بأن هذا الجنس قد انتشر في أوروبا وأفريقيا وبين التشكك في ذلك الأمر، أكدت الورقة البحثية أن التيرودون موطنه أوروبا فقط، لذا أعاد الفريق البحثي تسمية جنس آخر كان قد اكتُشف سابقًا، وعاش في غابات الفيوم أيضا وفي نفس الحقبة الزمنية، وأطلقوا عليه اسم 'سخمتوبس' (Sekhmetops) بدلا من تيرودون (Pterodon)، تيمنًا بالإلهة سخمت. وكلمة 'أوبس' في اليونانية تعني 'وجه'، وجديرا بالذكر أنه في الحضارة المصرية القديمة، كانت الإلهة باستيت مرتبطة بالمعبودة سخمت، التي كانت تصوّر برأس أسد وترمز للغضب والحرب. أظهرت التحليلات المورفولوجية والاحصائية باستخدام طريقة التحليل الفيلوجيني أن باستيتودون وسخمتوبس ينتميان إلى الهينودونتات ضمن عائلة الهاينيلورينات، وتؤكد الدراسة على الأصل الآفروعربي لهذه العائلة والتي تلتها هجرات متعددة ومتتالية إلى آسيا، أوروبا، الهند، وأمريكا الشمالية في عدة موجات. تقول الأشقر:'يُعتبر اكتشاف باستيتودون إنجازًا هامًا لفهمنا لتنوع وتطور الهينودونتات وانتشارها الجغرافي حول العالم، تتطلع الأشقر الي مزيد من البحث والتنقيب لفهم ماهية العلاقات بين الهاينودونتات التي كانت منتشرة حول العالم وكيفية تطورها عبر الزمان والمكان. ويضيف سلام:' من المثير للاهتمام أن نكتشف كيف ساهمت أحداث الماضي في تشكيل عالمنا—وأن نتأمل في الدروس التي قد تقدمها لفهم التغيرات المناخية المستقبلية.' جدير بالذكر أن هذا المشروع قد تم تمويله من قبل جامعة المنصورة والجامعة الأمريكية بالقاهرة وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار والوكالة الأمريكية للإنماء الدولي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store