
خبراء فلسطينيون لـ"الدستور": مقترحات ترامب بشأن غزة عبثية والموقف العربي الموحد هو الحل
انتقد القبطان محمد اسبيته السياسي الفلسطيني ومستشار هيئة الموانئ الفلسطينية السابق، موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذهب إلى الولايات المتحدة وهو في حالة من الترقب والقلق، لكنه عاد إلى إسرائيل منتشيًا بما حصل عليه من دعم غير متوقع من ترامب، والذي فاق كل التوقعات.
وأوضح اسبيته في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن أبرز ما قدمه ترامب لنتنياهو هو إعادة طرح فكرة تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، وهي الفكرة التي رفضتها القاهرة رفضًا قاطعًا، سواء من حيث الشكل أو المضمون.
وكشف اسبيته أن مصر تعرضت لضغوط كبيرة بعد أشهر من بدء الحرب، حيث تم عرض صفقة تتضمن تغطية ديونها بالكامل، بالإضافة إلى مبلغ 250 مليار دولار، مقابل السماح بانتقال سكان غزة إلى سيناء والاستقرار فيها، إلا أن الموقف المصري كان صارمًا، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن هذا الأمر لن يحدث بأي حال من الأحوال.
وأشار اسبيته إلى أن ترامب ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث اقترح "شراء غزة"، بمعنى تقديمها كمشروع استثماري يتم تقسيمه على الدول الراغبة في الحصول على أجزاء منها لتنميتها، إلا أن هذا الطرح، بحسبه، اصطدم بإرادة الفلسطينيين، وبخاصة أهالي غزة الذين أثبتوا أنهم يتمتعون بإصرار وصمود استثنائيين.
وقارن اسبيته بين فرار نحو مليون إسرائيلي من تل أبيب بسبب الحرب، وبين مليون فلسطيني عادوا سيرًا على الأقدام لمسافة 25 كيلومترًا من جنوب غزة إلى شمالها رغم الدمار والمخاطر، متسائلًا عن الجهة التي تستحق أن تكون صاحبة الأرض الحقيقية.
وأضاف اسبيته أن إدارة ترامب لم تتوقف عند هذا الحد، بل لجأت إلى تهديد مصر والأردن بقطع المساعدات المالية عنهما في حال رفضهما للمخطط، ووفقًا للمعلومات، فإن الولايات المتحدة تقدم مساعدات سنوية للأردن تبلغ 1.8 مليار دولار، بينما تقلصت المساعدات الأمريكية لمصر من 3 مليارات إلى نحو ملياري دولار أو أقل.
واعتبر اسبيته أن هذه الضغوط تتطلب استجابة عربية قوية، مشددًا على ضرورة إنشاء "شبكة أمان مالية عربية" تتيح لمصر والأردن تجاوز هذه التهديدات وتعويض أي خسائر قد تترتب على رفض المخططات الأمريكية والإسرائيلية.
وأعرب عن استغرابه من موقف بعض الدول العربية التي تحتفظ بمئات المليارات من الدولارات في البنوك الأمريكية والأوروبية، دون أن تسهم في دعم مصر والأردن في مواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة استطاعت الحصول على 500 مليار دولار من بعض الدول العربية، بينما تهدد بقطع مساعدات ضئيلة مقارنة بهذه الأرقام عن دول أخرى تحاول الحفاظ على سيادتها ورفض التهجير القسري للفلسطينيين.
كما أشاد اسبيته بالموقف المصري، مؤكدًا أن القاهرة تقف بقوة إلى جانب الأردن، وأن العلاقات بين البلدين كانت دائمًا متميزة، حيث دعمت مصر الأردن في العديد من المواقف، ولا تزال الشريك الإقليمي الأهم له.
واختتم اسبيته تصريحاته بالدعوة إلى تحرك عربي موحد لمواجهة التهديدات الأمريكية، معربًا عن أمله في أن تدرك الدول العربية أن قوتها الحقيقية تكمن في تضامنها ووحدتها، وليس في الاستسلام للضغوط الخارجية.
الرقب: تصريحات ترامب تعكس نهج غير منطقي
من جانبه، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن التصريحات والمقترحات التي يطرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة تعكس نهجًا غير منطقي، مشيرًا إلى أنه منذ ما قبل توليه الحكم وحتى اليوم، لا يكف عن تقديم أفكار غير واقعية حول القطاع.
وأوضح الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ترامب يتحدث تارة عن تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، وأخرى إلى المملكة العربية السعودية، وأحيانًا إلى كندا، وكأنه يسعى يوميًا لطرح مقترح جديد دون أي أساس عملي أو قانوني.
وأشار الرقب إلى أن ترامب لا يكتفي بمسألة التهجير، بل يطرح أيضًا فكرة "شراء غزة"، متسائلًا: "من سيبيعه غزة؟ ومن سيقبل بهذا الطرح أصلًا؟" في إشارة إلى عبثية هذه الأفكار.
وأكد الرقب أن هذه المقترحات لن تجد أي قبول، سواء فلسطينيًا أو عربيًا، لأنها تتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني الراسخة في أرضه.
وشدد الرقب على أن التصدي لهذه التحديات يتطلب موقفًا عربيًا موحدًا، رافضًا لفكرة ترك أي دولة تواجه الضغوط الأمريكية بمفردها.
وأكد الرقب أن السبيل لقطع الطريق على هذه المخططات هو عبر موقف عربي صلب، يرفض بشكل قاطع تهديدات واشنطن للدول العربية، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات المالية.
وأوضح أن مصر على وجه التحديد، باتت تمتلك استراتيجية ودبلوماسية رفيعة المستوى في التعامل مع مثل هذه التهديدات، ولم تعد تعتبر المساعدات الأمريكية عامل ضغط، إذ اعتادت القاهرة على التعامل مع مثل هذه القرارات.
كما أشار الرقب إلى أن هذه المساعدات ليست منحة أمريكية، بل جزء من التزامات ترتبط باتفاقية كامب ديفيد، وبالتالي لا يمكن للولايات المتحدة إلغاؤها بشكل أحادي دون تبعات سياسية وأمنية.
وحول تهجير سكان غزة، أكد الرقب أن هذا المشروع مرفوض تمامًا على جميع المستويات العربية، مشيرًا إلى أن كل المحاولات السابقة لإعادة طرح هذا المخطط باءت بالفشل، تمامًا كما فشلت خطة "صفقة القرن" التي روّج لها ترامب سابقًا.
واختتم الرقب حديثه بالإشارة إلى القمة العربية المرتقبة، معربًا عن تفاؤله بأن تكون إحدى مخرجاتها توحيد الجبهة العربية وتعزيز الموقف الفلسطيني، مما سيؤدي إلى إفشال أي محاولات للمساس بحقوق الفلسطينيين أو تهجيرهم من أرضهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

يمرس
منذ 34 دقائق
- يمرس
في مؤتمر صحفي بميناء الحديدة استعرض حجم الأضرار وجهوزية الموانئ لاستقبال السفن
الحديدة ، أمس الأحد مؤتمر صحفي لاستعراض حجم الأضرار التي لحقت بالموانئ جراء استهدافها من قبل العدوان الصهيوني، الأمريكي على مدى عشرة أشهر والجهود التي بذلت لاستمرار الخدمات الملاحية. وتناول المؤتمر الذي نظمته مؤسسة موانئ البحر الأحمر بحضور وزير النقل والأشغال العامة محمد قحيم ومحافظ الحديدة عبدالله عطيفي ووكيل قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية السفير محمد المتوكل، ووكيل المحافظة محمد حليصي ووفد أممي مشترك برئاسة ماريا روزاريا برونو، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. وركز المؤتمر الذي ضم ممثلي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ، بحضور رئيس المؤسسة، على أضرار البنية التحتية وما تم من جهود لتعزيز دور الموانئ في استقبال السفن. وفي المؤتمر، اعتبر وزير النقل والأشغال العامة، استهداف العدو الصهيوني، الأمريكي لموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، في ظل صمت دولي فاضح وغير مبرر.. مشيداً بالجهود الاستثنائية التي بذلتها قيادة وكوادر مؤسسة موانئ البحر الأحمر لإعادة تشغيل الميناء خلال فترة قياسية، رغم حجم الدمار الذي خلفه العدوان، معتبرًا استهداف المنشآت المدنية وسيلة للابتزاز السياسي والضغط على الموقف اليمني المساند لفلسطين. وأكد قحيم أن الاعتداءات الصهيونية، الأمريكية لن تغير من موقف اليمن الثابت تجاه الشعب الفلسطيني، ودعمه الكامل للمقاومة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة ، داعياً الأمم المتحدة ومنظماتها إلى الكف عن الصمت وإدانة هذه الجرائم بحق البنية التحتية والمدنيين. بدوره، أكد محافظ الحديدة ، أن موانئ البحر الأحمر تمثل الشريان الحيوي لأكثر من 80 بالمائة من احتياجات الشعب اليمني من الغذاء والدواء، مشيرًا إلى الجاهزية الكاملة لميناء الحديدة لاستقبال كافة السفن. وفي السياق ذاته، أكدت مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية برونو، أن الأمم المتحدة على دراية تامة بحجم الأضرار المباشرة التي تعرضت لها موانئ البحر الأحمر.. وأشادت بالدور الحيوي الذي يؤديه ميناء الحديدة في استقبال المساعدات الإنسانية الموجهة لليمنيين. وكشفت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية في بيان صادر عنها خلال المؤتمر، عن حجم الأضرار التي لحقت بموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، جراء سلسلة غارات طيران العدوان الصهيوني، الأمريكي منذ يوليو 2024 حتى مايو 2025. وأوضحت المؤسسة أن الاعتداءات طالت البنية التحتية والمنشآت التشغيلية للموانئ المدنية، وتسببت بخسائر مباشرة وغير مباشرة تجاوزت مليار و387 مليون دولار، منها أكثر من 531 مليون دولار أضرار مباشرة، و856 مليون دولار خسائر غير مباشرة نتيجة توقف الخدمات وتعطل تدفق الإمدادات. وأكد البيان، أن الغارات تسببت بتدمير الأرصفة (1، 2، 5، 6، 7، 8)، ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية، بما في ذلك الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات، التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية. وأشارت المؤسسة إلى أنها واصلت العمل دون توقف، وتمكنت من تأمين الخدمات واستقبال السفن، حفاظاً على تدفق السلع الأساسية لملايين اليمنيين ، معتبرة استهداف العدو الأمريكي، الصهيوني لمرافق مدنية محمية دوليًا والصمت الدولي المخزي، "جريمة مزدوجة"، بالرغم من مخاطبة عشرات المنظمات وتسليم تقارير فنية توثق هذه الانتهاكات. وحملّت المؤسسة الكيان الصهيوني كامل المسؤولية القانونية والإنسانية عن نتائج هذه الاعتداءات، محذرة من تداعياتها على الأمن الغذائي والصحي والاقتصادي، كما حملت الأمم المتحدة والمبعوث الخاص مسؤولية الصمت والتقاعس إزاء حماية الموانئ اليمنية. ودعا البيان المنظمات الأممية والدولية ووسائل الإعلام الحرة إلى كسر الصمت، والتحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات، مطالبة بتقديم دعم فوري لإعادة تأهيل ما دمره العدوان. وجدّدت مؤسسة موانئ البحر الأحمر التزامها بأداء واجبها الوطني والإنساني، مؤكدة أن موانئ الحديدة ستظل صامدة، ولن تُثنيها الاعتداءات عن مواصلة رسالتها كشريان حياة لملايين اليمنيين. عقب المؤتمر، اطلع الوفد الأممي على حجم الأضرار التي لحقت بالأرصفة من (1 إلى 7) والبنية التحتية في ميناء الحديدة ، جراء الاستهداف المتكرر من قبل العدوان، واستمع من قيادة مؤسسة موانئ البحر الأحمر إلى شرح تفصيلي حول الاحتياجات العاجلة المطلوبة لإعادة التأهيل وضمان استمرارية العمل الإنساني.


أخبار اليوم المصرية
منذ 35 دقائق
- أخبار اليوم المصرية
الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين ، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لخوض محادثات تجارية حاسمة مع الولايات المتحدة الأمريكية. اقرأ أيضا | مستشار النمسا في «تيرانا» للمشاركة في قمة أوروبية جاء ذلك في منشور على صفحته الشخصية على موقع "إكس"، يوم الأحد، قالت فيه إن التوصل إلى اتفاق جيد مع واشنطن يحتاج إلى مهلة حتى التاسع من شهر يوليو المقبل. وأوضحت فون دير لاين أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعد من أقوى وأوثق العلاقات التجارية في العالم، مضيفة أن الجانبين بحاجة إلى مزيد من الوقت لصياغة اتفاق يخدم مصالح الطرفين. تصريحات رئيسة المفوضية تأتي في وقت يشهد توترا متصاعدا في الملف التجاري بين الطرفين حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف التعامل مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن المحادثات الجارية لا تحقق أي نتائج. كما اقترح ترامب فرض رسوم بنسبة 50 في المئة على واردات التكتل الأوروبي اعتبارا من الأول من يونيو المقبل. ومن جانبه، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التفاوض مع إدارة ترامب بهدف الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية الأمريكية التي تشمل ضرائب تصل إلى 25 في المئة على السيارات الأوروبية. يذكر أنه في فبراير الماضي، فرضت الإدارة الأمريكية رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب والألمنيوم من أوروبا، بينما توعد الأوروبيون بالرد على تلك الخطوة.


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة
وقال ترامب فجر اليوم الاثنين في حديث للصحفيين 'نريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف القتال' في غزة. وأضاف 'تحدثنا مع إسرائيل ونريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف هذا الوضع بأكمله في أقرب وقت ممكن'. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يوم الأحد، استشهاد 37 فلسطينيًا منذ فجر اليوم، نتيجة قصف عنيف شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع. وأوضحت الوزارة أن الحصيلة الكاملة منذ 18 مارس الماضي قد تجاوزت 3 آلاف شهيد وآلاف الجرحى، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع غزة. وفي السياق، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض سيطرته على نحو 77% من أراضي القطاع، من خلال ما وصفه بـ'التطهير العرقي والإخلاء القسري والإبادة الجماعية الممنهجة'. وأشار المكتب إلى أن ما تشهده غزة 'يُمثل واحدة من أبشع الجرائم الممنهجة في العصر الحديث'، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لاتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.