
إسرائيل تنهار: حان وقت العصيان المدني
إسرائيل، التي أعلنت في وثيقة الاستقلال، والتي تمثل جوهر الرؤية الصهيونية، تنهار أمام أعيننا. وحالة الطوارئ التي نعيشها اليوم تتطلب يقظة وطنية شاملة في ظل 5 أسئلة مصيرية: ما الذي يحدث لنا؟ مَن المسؤول؟ ما هو الفعل المطلوب، هدفه ونتيجته؟ مَن هو الذي يجب أن يطلق هذا الفعل ويقوده؟ ومَن الذي يجب عليه أن ينهض لتحقيقه؟
الإجابة عن السؤال الأول: يدرك المواطنون، في أغلبيتهم الساحقة، تماماً ما الذي يحدث. لدينا شعب رائع وجيش حقق إنجازات باهرة في مواجهة "حزب الله" وإيران وسورية. لكننا عالقون في "حرب خداع" في غزة. الدماء تسيل، والعائلات ورجال الأعمال من جنود الاحتياط ينهارون، وفي المقابل، يحتفل المتهربون من الخدمة العسكرية بانتصارهم. ويسير الانقلاب القضائي وسحق حراس البوابة بسرعة. المخطوفون متروكون على مذبح بقاء السلطة التي أفشلت محاولات تحريرهم مراراً. بالنسبة إلى هذه السلطة، من المهم أن تستمر الحرب؛ لأن نهايتها ستكون يوم حساب للحكومة، ومحاكمة سريعة، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية، وعزلاً مشيناً.
مَن المسؤول؟ المسؤول الحكومة ورئيسها. قيادة عديمة المسؤولية تتأرجح ما بين الرؤية المسيحانية لإيتمار بن غفير وبِتسلئيل سموتريتش، وجشع الحريديم، والمصالح الشخصية لبنيامين نتنياهو الغارق في الفضائح. فمن أجل الدفاع عن بقائه، يسعى لتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية، من خلال تعيين "أشخاص مطيعين" في رئاسة "الشاباك" ومنصب المستشار القانوني للحكومة، وإخضاع المحكمة العليا. لم يعد هناك ما لا يمكن تصوُّره، بما في ذلك إلغاء الانتخابات الحرة وظهور ميليشيات يمينية مسلحة. إن اللحظة الدستورية" حلّت فعلاً. كنا نردد منذ طفولتنا: "شعب إسرائيل حيّ"! واليوم، هناك مَن يضيف: "حيّ في فيلم خيالي".
ماذا يجب أن نفعل؟ لا يمكن التوصل إلى تسوية بين مدمّري إسرائيل والمدافعين عنها. ما من شيء مقدس عندما ينهار الحصن، ولا حتى إجازات المحاكم والكنيست. يجب أن يستمر التحقيق في قضايا فساد نتنياهو على مدار خمسة أيام في الأسبوع. يجب على الكنيست مواصلة عمله والتوصل إلى قرارات، بينما يعاني المخطوفون في الأنفاق، وكلّ يوم قد يكون يومهم الأخير، وتتحول إسرائيل إلى دولة منبوذة في العالم، حيث فقدت الأغلبية ثقتها بالحكومة ورئيسها. الاستسلام ممنوع، يجب إسقاط الحكومة الآن. مَن يتردد في إلغاء العطل قد يجد بعدها أن ديمقراطيتنا أصبحت جثة.
ما هو الفعل الوحيد القادر على إنقاذ إسرائيل؟ أنه العصيان المدني اللاعنفي. والإضراب الشامل في الدولة حتى استقالة الحكومة، أو رئيسها. فقط عندما تتوقف إسرائيل عن العمل تماماً، ستُلغى الإجازات، وسترضخ الحكومة لإرادة الشعب، وتفسح المجال لحكومة أفضل.
مَن يجب أن يقود هذا المسار؟ قيادة الدولة! رئيس الدولة، قادة المعارضة، الهستدروت (اتحاد العمال)، قادة قطاع التكنولوجيا، رجال الأعمال، الأكاديميون، رجال القانون، رؤساء جهاز التعليم والصحة، حركات الكيبوتسات والموشافيم، وطبعاً قادة الاحتجاجات.
إذا فشلنا، فسيهبط الظلام على إسرائيل، الذي يهدد هويتها وأمنها ووجودها. وستُحفر وصمة عار على جبين رئيس الحكومة ووزرائه إلى الأبد. لكن العار سيلحق أيضاً بكل مَن وقف جانباً وصمت.
الوحيد القادر على النجاح في ذلك هو الشعب. عندما يخرج مليون شخص إلى الشوارع، بعزيمة وإصرار، يمكنهم إسقاط الحكومة. يجب أن نكون كلنا معاً، وعلى مدار الساعة: في الساحات، وفي المفترقات، وعلى الجسور، ويجب الجلوس على الطرقات، في قوافل السيارات، وفي المسيرات، حتى يُطرَد رئيس الحكومة وحكومته، ويذهبون إلى منازلهم.
وأكرّر تحذيري: المطلوب عصيان مدني الآن، فبعد العطلة سيكون فات الأوان.
عن "هآرتس"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس وزراء أسبق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 13 دقائق
- فلسطين أون لاين
تقرير مخيَّمات شمال الضَّفَّة... دمار واسع ونازحون بلا مأوى وسط صمت السُّلطة
جنين- غزة/ نور الدين صالح: تعيش مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية، ولا سيما مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، واحدة من أعنف الحملات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، وسط تدمير ممنهج للبنية التحتية وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في ظل غياب أي أفق حقيقي لحل إنساني. ولا تزال الحملة العدوانية الإسرائيلية التي بدأت في الـ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي متواصلة، حيث كانت باكورتها في مخيم جنين، ثم امتدت إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، إذ دمّر الاحتلال آلاف المنازل في تلك المخيمات إضافة إلى تدمير البنية التحتية والشوارع وقطع المياه والكهرباء، ما دفع سكانها إلى النزوح لمدن وقرى ومجاورة. ورغم دخول هذه الحملة شهرها الثامن، إلا أن تلك المخيمات تواجه مصيراً مجهولاً في ظل عدم تدخل أي جهات على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي للجم هذه الانتهاكات الإسرائيلية، وهو ما يضاعف معاناة النازحين ويشجع الاحتلال لمواصلة تدمير المخيمات بشكل كامل. ووفق مراقبين فإن ما يجري في مخيمات شمال الضفة الغربية لا يمكن فصله عن السياق الأوسع لمحاولة الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية بدءاً من شطب قضية اللاجئين وانهاء ظاهرة "المخيمات" التي تُشكل معقلاً للمقاومة. يقول عضو لجنة خدمات مخيم جنين محمد المصري، إن الاحتلال نقل تحذيرات لرئيس بلدية جنين مفادها "لا شيء يُدعى مخيم جنين بعد اليوم"، وهو ما يُشكّل إعلاناً صريحاً لمساعي الاحتلال لإزالة المخيم من الخارطة وتحويله إلى حي تابع للمدينة، في محاولة لطمس هويته وتاريخه كمكان لجوء وذاكرة جماعية للاجئين الفلسطينيين، وفق المصري. وأوضح المصري لصحيفة "فلسطين"، أن المخيم فارغ من سكانه، وتحوّل لثكنة عسكرية مغلقة، ولا أحد يستطيع الدخول إليه، والانفجارات دمرت الأبنية، والطرق، والبنية التحتية حتى أصبح المخيم لا يصلح للعيش، مشيراً إلى أن أكثر من 1200 منزل دُمرت بشكل كلي. وأضاف "المجتمع في المخيم تفكك بالكامل، والعائلات وجدت نفسها مشتتة بين مناطق عدة، أبرزها حرم الجامعة الأمريكية التي تحولت إلى مركز إيواء، لكنه يفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم"، لافتاً إلى أن أكثر من 3 آلاف عائلة نازحة تعيش في ظروف قاسية، لا تتلقى أي مساعدات منذ أكثر من 7 شهور. من جهته، رأى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب سهيل السلمان، أن هذه العمليات ليست أمنية فقط، بل لها أهداف استراتيجية واضحة، قائلاً: "الاحتلال يسعى لشطب صفة اللاجئ، وإنهاء المخيم كرمز سياسي ووطني. يعتقد أن المخيمات هي منبع الثورة، ويحاول كي وعي الناس من خلال التدمير والتهجير". وقال السلمان لـ"فلسطين": "العملية مستمرة، وأكثر من 50 ألف مواطن نزحوا من جنين وطولكرم. الاحتلال يكرر في الضفة ما يفعله في غزة: تدمير، حصار، وعقاب جماعي. 50% من مباني المخيمات تضررت، وتم استهداف البيوت والطرق والمؤسسات لإزالة أي مظهر للحياة". وأشار إلى أن الاحتلال أطلق العنان للمستوطنين في مختلف المناطق لتضييق الخناق على الفلسطينيين، وتسهيل الاستيلاء على مزيد من الأراضي، ضمن استراتيجية طويلة الأمد لفرض واقع ديمغرافي وجغرافي جديد. عجز السلطة كلا من المصري والسلمان أشارا إلى عجز السلطة في رام الله عن التعامل مع حجم الكارثة. يقول المصري: "ما يصل للنازحين لا يكفي، مجرد كرتونة تموين كل ثلاثة أشهر. السلطة عاجزة اقتصاديًا، حتى أنها لم تتمكن من إعادة تقديم أي مساعدات بعد الدفعة الأولى". أما السلمان، فيضيف: "ما قامت به السلطة لا يرتقي لحجم الجريمة، دفع بعض الإيجارات وتوزيع مواد غذائية لا يكفي. الناس فقدت بيوتها، أوراقها، حياتها بالكامل، ولا يوجد دعم مالي طارئ حقيقي". ورغم حجم الدمار، يرى السلمان أن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكًا بحقوقه، قائلاً: "نحن واثقون أن هذا الاحتلال إلى زوال. التضامن الدولي يتزايد، والجرائم التي تُرتكب لن تُمحى من الذاكرة". وطالب بتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، ووضع خطة وطنية شاملة لمواجهة هذا العدوان. "نحن أصحاب الأرض، ومطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بتعزيز صمود أهلنا سواء في غزة أو الضفة"، وفق تعبيره. المصدر / فلسطين أون لاين


معا الاخبارية
منذ 43 دقائق
- معا الاخبارية
ماكرون: نطالب بنزع سلاح حماس واستبعادها من الحكم
باريس -معا- قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ان الأولوية هي الإفراج الفوري عن جميع الرهائن وإعادة فرض وقف إطلاق النار بغزة والسماح بإيصال المساعدات. وتابع"نطالب بنزع سلاح حماس واستبعادها الكامل من أي شكل من أشكال الحكم والاعتراف بإسرائيل من قبل دولة فلسطين".


فلسطين أون لاين
منذ 43 دقائق
- فلسطين أون لاين
مأساة إنسانية صامتة.. 72 مفقودًا قرب نقاط توزيع المساعدات في غزة
متابعة/ فلسطين أون لاين أفادت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، بأنها وثّقت 72 حالة لمفقودين قرب نقاط توزيع المساعدات وممرّات دخول الشاحنات في قطاع غزة. وأشارت المؤسسة الحقوقية إلى أنه تمّ التعرف على مصير 18 مفقودًا، تبيّن أنهم معتقلون لدى جيش الاحتلال من قطاع غزة، لافتةً إلى أن مصير 54 شخصًا لا يزال مجهولًا. وحذّرت المؤسسة من الارتفاع المستمر في أعداد المفقودين خلال الأيام القادمة في قطاع غزة. وفي وقت سابق، أعلن المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً، عن استمرار تلقيه بلاغات متزايدة بشأن حالات فقدان لمواطنين فلسطينيين في قطاع غزة، في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي للشهر الثاني والعشرين على التوالي. وأوضح المركز أن حالات الفقدان تتركز بشكل خاص في مناطق شمال وجنوب القطاع، لاسيما حول مواقع توزيع المساعدات ومناطق التوغلات العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال. وفي السياق، أعرب المركز عن "قلق بالغ" حيال مصير الدكتور مروان الهمص، بعد أن اختطفته قوة مسلحة مجهولة في محافظة رفح عقب إصابته، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الكشف عن مصيره وضمان سلامته. وشدد البيان على أن قضية المفقودين "تمثل مأساة إنسانية صامتة في ظل انقطاع الاتصالات، وصعوبة الوصول إلى مناطق المواجهة والتوغل"، مطالبًا بتحرك دولي فوري لحماية المدنيين وضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.