
نقاط سوداء على جبين أمريكا
لطالما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن للتأثير على قضايا الشرق الأوسط، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراعات الإقليمية. فقد حرصت الولايات المتحدة على دعم إسرائيل باستخدام حق الفيتو عشرات المرات لمنع صدور قرارات تدينها وتطالبها بالانسحاب من الأراضى المحتلة أو وقف الاستيطان.
فمنذ عام 1972 استخدمت أمريكا ــ وهى واحدة من 5 أعضاء دائمى العضوية بمجلس الأمن ــ حق الفيتو أكثر من 50 مرة لمنع قرارات تدين إسرائيل أو تعرقل طموحاتها الاستيطانية غير المشروعة أو تطالبها بوقف القتال أو بإجراء تحقيقات دولية فيما ترتكبه من جرائم أو تهدف للاعتراف بالدولة الفلسطينية. فعلى سبيل المثال لا الحصر.. فى عام 2011، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات فى الضفة الغربية، باعتبارها مخالفة للقانون الدولي، رغم دعم 14 دولة من أصل 15 فى المجلس للقرار.
وفى عام 2017، حينما تقدمت مصر بمشروع قرار «يرفض قرار دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ويرفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويعتبر القدس عاصمة لدولة فلسطين»، استخدمت أمريكا الفيتو ضد القرار رغم تصويت 14 دولة لصالح مشروع القرار المصري. وفى عام 2018، حينما استخدمت إسرائيل العنف ضد المتظاهرين فى احتجاجات «مسيرة العودة الكبرى»، عُرض قرار فى مجلس الأمن يدين استخدامها للقوة المفرطة ضد الفلسطينيين إلا أن الولايات المتحدة لم تتردد فى اللجوء للفيتو لعدم المساس بحليفتها.
سبات الضمير
واستكمالا لدعمها الفج غير المحدود، والذى بات وصمة عار على جبينها.. فمنذ أكتوبر 2023، بينما ترتكب إسرائيل المجازر فى حق الشعب الفلسطينى على مرأى ومسمع العالم، لم تتوان الولايات المتحدة الأمريكية - التى لطالما تشدقت بكونها راعية الديمقراطية وخط الدفاع الأول عن الحريات وحقوق الإنسان - فى الدفاع عن إسرائيل وجرائمها حتى إنها استخدمت حق الفيتو بشكل متكرر لمنع أى قرار يدعو إلى وقف فورى وغير مشروط للقتال أو يسعى لمساءلة إسرائيل، معللة قراراتها المتحيزة بأنه «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها». ورغم ما أظهره المجتمع الدولى من غضب واستياء لما تقوم به إسرائيل إلا أن الولايات المتحدة لم تتراجع، وكأن الضمير الأمريكى بات فى سبات لا نهاية له. ففى 18 أكتوبر 2023، قدمت البرازيل قرارا يدعو إلى «وقف إنسانى مؤقت» للقتال فى غزة وإدخال المساعدات، ووافقت عليه 12 من أصل 15 دولة بالمجلس إلا أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو، مدعية أن القرار لم يذكر صراحة «حقوق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها». وفى ديسمبر 2023، لجأت أيضا الولايات المتحدة للفيتو ضد قرار يدعو إلى وقف فورى للقتال وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم أن القرار حظى بتأييد 13 دولة. وقد وصفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» القرار الأمريكى أنذاك بأنه «يخاطر بالتواطؤ فى جرائم الحرب» لدوره فى منع الأمم المتحدة من القيام بدورها، بينما أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو وعدد من المسئولين الإسرائيليين عن بالغ امتنانهم للدعم القوى الذى تقدمه لهم واشنطن. وفى فبراير 2024، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو على قرار جزائرى كان يدعو إلى «وقف إنسانى فوري» ودخول المساعدات بشكل كامل، وكذلك إطلاق جميع الرهائن، رغم تأييد 13 دولة للقرار. وكان آخر استخدام لها لحق الفيتو فى 4 يونيو الحالى، حينما تم تقديم مشروع قرار لدعم وقف فورى ودائم وغير مشروط لإطلاق النار فى غزة قدمته الدول الـ 10 غير دائمة العضوية بالمجلس، وقد صوت لصالحه 14 عضوا، بينما كانت أمريكا الصوت الوحيد المعارض له، مما أدى إلى تعطيله.
آثار ونتائج كارثية
خلف الدعم الأمريكى للكيان الصهيونى آثارا ونتائج يمكن وصفها بالكارثية:
أولها: إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلى ومنح إسرائيل الضوء الضوء الأخضر لاستكمال جرائمها دون رادع، بل ومنحها «غطاء دبلوماسيا» لاستمرار عملياتها العسكرية فى غزة دون مساءلة من مجلس الأمن.
ثانيا: فشل الأمم المتحدة فى تنفيذ قراراتها حيث إنه بسبب الفيتو الأمريكى تصبح قرارات مجلس الأمن مجرد حبر على ورق.
ثالثا: تشجيع الإفلات من العقاب حيث إن دولا إقليمية باتت على يقين من أن إسرائيل والولايات المتحدة تتمتعان بالحماية من المساءلة الدولية، مما سيعنى استمرار الانتهاكات وغياب العدالة.
رابعا: زيادة انعدام الثقة فى النظام الدولى وتلاشى الإيمان بدور المنظمات الدولية فى الحفاظ على السلم والأمن وحماية الحقوق، وسط يقين بأن الأمم المتحدة باتت أداة بيد الدول الكبرى، خصوصا أمريكا. ومن ثم، يمكن القول إن الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو كأداة استراتيجية لحماية مصالحها ومصالح حلفائها، وعلى رأسهم إسرائيل، وهو ما أدى إلى إضعاف دور مجلس الأمن فى حماية شعوب الشرق الأوسط من العدوان والانتهاكات الجسيمة.
فهذه السياسة، إلى جانب التدخلات العسكرية والدبلوماسية، أسهمت فى تفكيك دول وظهور الفوضى وتعقيد الصراعات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 33 دقائق
- الدستور
عاجل.. ترامب: موقع فوردو انتهى
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن موقع فوردو النووي الإيراني قد انتهى، وذلك حسبما ذكرت قناة 'القاهرة الإخبارية'.


فيتو
منذ 33 دقائق
- فيتو
مسئول أمريكي: قاذفات "بي 2" شاركت في الضربة الأمريكية على إيران
نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسئول أمريكي رفيع فجر اليوم الأحد بأن قاذفات "بي 2" شاركت في الضربة الأمريكية على إيران. ترامب يعلن تنفيذ هجوم على المواقع النووية الإيرانية بينها منشأة فوردو يأتي هذا بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ هجوم على المواقع النووية الإيرانية بينها منشأة فوردو. وقال ترامب: 'لقد نفذنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني'. وأضاف: "أُلقيت حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو. جميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بسلام. تهانينا لمحاربينا الأمريكيين العظماء. لا يوجد جيش آخر في العالم يستطيع فعل هذا. الآن هو وقت السلام! شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


بوابة ماسبيرو
منذ 35 دقائق
- بوابة ماسبيرو
"ترامب": نفذنا هجوما على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - فجر اليوم الأحد - شن هجوم ناجح على 3 مواقع نووية في إيران, هي فوردو ونطنز وأصفهان. وكتب ترامب - على منصة "تروث سوشال" - "أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران, بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان". وأضاف: "جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني. تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي فوردو". وتابع الرئيس الأمريكي: "جميع الطائرات عادت بأمان إلى قواعدها. تهانينا لمحاربينا الأمريكيين العظماء. لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم كان بإمكانها تنفيذ هذا". وختم قائلا: "الآن هو وقت السلام. شكرا لاهتمامكم بهذا الأمر".