logo
إذا صمد وقف إطلاق النار

إذا صمد وقف إطلاق النار

العربي الجديدمنذ 5 ساعات

ليس المنطق السليم والقوانين الدولية والذوق العام وخير البشرية وحدهم ضحايا عصر دونالد ترامب، بل الصحافة أيضاً. تنام على حربٍ يفجّرها الرجل، وتصحو عليه وهو ينصّب نفسه خصماً وحكماً. يعلن الحرب على إيران لإتمام ما بدأته إسرائيل، ثم ببرهة يشكر مسؤوليها ويسمّي نفسه وسيطاً بينهم وبين نظرائهم في تل أبيب. يقول أي شيء، يثرثر أمراً ونقيضه، يندر أن تجد كلمة سياسية مفيدة في عنجهيته وغطرسته وغروره وقلة احترامه لمخاطبه، فلا يترك لمهنة المتاعب إلّا اللهاث وراء خبر يتغيّر في كل دقيقة، حسب تغريداته المتقلّبة والمملّة وتصريحاته وبهلوانياته المكرّرة حيناً والمتحوّلة أحياناً، والتي تكلّف العالم دماً وخسائر اقتصادية وبيئية وبأقل تقدير أعصاباً مهترئة ولعناً لهذه العيشة في هذا الزمن الرديء. ظروف كهذه تجعل التحليل في زمن ترامب شبه مستحيل، هو الذي يكره قراءة التقارير وتقدير المواقف السياسية والأمنية والاستخبارية، ويطلب من مساعديه اختصار ما يودّون إبلاغه شفهياً بكلام شعبوي مقتضب وبأجوبة من صنف نعم ولا، بلا شرح ولا إحاطة أو معلومات أو تنبيه من محاذير وتداعيات.
أمّا وقد سارع إلى سرقة جهود الآخرين كعادته، وادّعى تمكّنه من إبرام اتفاق لوقف الحرب بين إيران وإسرائيل ليل الاثنين ــ فجر الثلاثاء، بينما ما رشح يفيد بأن جلّ الجهد بذله المسؤولون القطريون في مفاوضاتٍ مكثفةٍ واتصالات ماراثونية سبقت إطلاق الحرس الثوري الإيراني عشرة صواريخ باتجاه قاعدة العديد في قطر وتلته، فإنّ الأهم يصبح لا التحليل، بل رصد الأحداث لحظة بلحظة لتبيان مصير القتال ومدى تنفيذ الاتفاق من عدمه، لأن التحليل غالباً ما يكون بلا طائل في عصر ترامب. وإن صمد وقف إطلاق النار إلى حين قراءة هذا المقال، وإن تحقق الأمل بألّا يكون مؤقتاً وأن تنتهي الحرب وكل حرب، أمكن التوقّف عند ملاحظة مركزية واحدة عنوانها كليشيه ولكن تكراره مسموح به: أسوأ اتفاق أفضل من أنبل حرب. وبما أنه حتى كتابة هذه السطور ظل مضمون الاتفاق غامضاً، ولا نعرف سوى تفاصيله الإجرائية المتعلقة بموعد توقف الطرفَين عن إطلاق الصواريخ أو المقاتلات الحربية، فإنه بجميع الأحوال يذكّرنا بكم أن النظام الإيراني من الصنف غير الانتحاري، وإلى أي قدر هو براغماتي ويضع بقاءه فوق أي اعتبار آخر. السلوك الانتحاري تركه حكّام طهران لأتباعهم وحلفائهم في المنطقة العربية، في اليمن ولبنان والعراق وفلسطين، بينما عندهم، في مركز ما كانوا يتوهّمون أنه إمبراطورية رأى العالم درجة الخرق والضعف في قلبها وكبدها، أدركوا ربما أن التراجع في منتصف الطريق هو القرار الوحيد الذي من شأنه أن ينقذهم من الخسارة المطلقة، خسارة أنفسهم، أي نظامهم، وخسارة هائلة لشعب من 90 مليون شخص وبلد كبير وعريق واقتصاد وإرث وتاريخ، فالاختلال الهائل في موازين القوى بين أميركا وإسرائيل من جهة، وإيران وأتباعها وحلفائها، أبطل مفعول قواعد الردّ المتعارف عليها والمنطقية على الهجوم الإسرائيلي ــ الأميركي، وجعل مرويات طهران عن إرغام واشنطن وتل أبيب على الندم إلى يوم الدين، والبكاء دماً، والوعد بتدفيع الثمن وردّ الصاع صاعَين وأهازيج النار بالنار، بلا صلاحية ولا نتيجة سوى إلحاق مزيد من الخسائر لإيران؛ لنظامها السياسي ولشعبها ولمقدّراتها وثرواتها ومنشآتها وبناها التحتية. كيفَ لا، وقد أظهرت حرب الأيام الـ12 (إنْ صمد وقف إطلاق النار) أن الاختلال الفاضح في موازين القوى العسكرية والتكنولوجية بين إسرائيل وأميركا في ظهرها من جهة، والمعسكر الإيراني من جهة ثانية، بدرجة التفاوت نفسها في السرعة بين سيارة فورمولا واحد وحصان.
أما احتفال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أمس الثلاثاء، بالنصر التاريخي الذي "سيسدّ كل الطرق أمام تكرار مثل هذه الاعتداءات العدوانية"، وبأن إسرائيل أُجبِرَت على قبول الهزيمة، فوحده يكفي للتذكير بحجم الخسارة المتحقّقة في إيران. وكأنّ الاتفاق المبرم يتألف من بند واحد: إيران تنتصر بالتصريحات، والطرف الآخر بتحقيق الأهداف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معاريف.. قراءة لنبرة كيسنجر وترامب: هل هُزمت إيران هزيمة مصر عام 1973؟
معاريف.. قراءة لنبرة كيسنجر وترامب: هل هُزمت إيران هزيمة مصر عام 1973؟

القدس العربي

timeمنذ 3 ساعات

  • القدس العربي

معاريف.. قراءة لنبرة كيسنجر وترامب: هل هُزمت إيران هزيمة مصر عام 1973؟

إن تصريحات الرئيس ترامب الغاضبة تجاه الشريك الإسرائيلي الذي وصف بأنه الحليف الأكثر ولاءً، ليست مفاجئة، بل العكس؛ هي تشكل تعبيراً موجزاً عن فهمه للقوة العسكرية كرافعة قوية يفترض أن تؤدي إلى خطوة دبلوماسية شاملة بقيادة الرئيس الـ 47. في تفكير ترامب، الذي يتبنى نهج كيسنجر الواقعي، باعتبار الخطوة العسكرية شرطاً مركزياً لنجاح هو قدرة الطرف المنتصر على وقف القتال قبل هزيمة العدو نهائياً، وعدم الانجرار وراء الإنجازات في ميدان المعركة. فالرغبة في إحداث تصفية تامة للخصم ربما تدخل لاعبين إضافيين إلى الساحة وتؤدي إلى تصعيد خطير. نهج 'الواقعية السياسية' هذا الذي يسعى إلى تنظيم 'اللعبة الكبرى' في داخل ميزان قوى يحسن للولايات المتحدة، هو الإرث الأكبر لوزير الخارجية الأسطوري. توازن ما من أجل السلام في أواخر حرب يوم الغفران، عندما قلب الجيش الإسرائيلي وجه المعركة وحاصر الجيش المصري الثالث، طلب كيسنجر بحزم من غولدا مائير رفع الحصار. وهدد بأن تفتح قوات الأسطول السادس الأمريكي مسار انسحاب للجيش المصري المهزوم. دافع هذه الخطوة تجاه إسرائيل – التي هرعت إدارة نيكسون لنجدتها من خلال قطار جوي قبل وقت قصير من ذلك– نبع من تخوف كيسنجر من عدم نجاح مسيرة سياسية بين إسرائيل ومصر في ظروف من انعدام تماثل متطرف. استسلام الجيش المصري كان سيجسد حجم هزيمة مهينة للقاهرة ويشطب النجاحات الأولية للهجوم المفاجئ في حرب يوم الغفران. وقد أتاح هذا في نهاية الأمر اتفاق السلام بين القدس والقاهرة، وفرار مصر من الكتلة السوفياتية إلى الكتلة الغربية. هذا النهج ذاته ينطبق أيضاً على تفكير ترامب اليوم، فعلى الرغم من أن إسرائيل أضرت البنية التحتية العسكرية لإيران، والمشروع النووي وقيادتها العسكرية والعلمية، فإن نظام آية الله لا يزال على قدميه. لقد حاولت القيادة الإيرانية أن تسوق المعركة لشعبها كقصة بطولة حتى حيال القصف الأمريكي في فوردو. الرد الإيراني – إطلاق صواريخ قليلة على قاعدة أمريكية في قطر – كان رمزياً ولا يحمل أي قيمة عسكرية، لكنه سمح لطهران بعرض صورة نصر وهمي لداوود أمام جالوت أمام ساحتها الداخلية. المصلحة العامة تغلبت هامش الهبوط المصطنع والسخيف الذي خلقته إيران عن نتائج المعركة سمح لها بالموافقة على وقف النار دون أن تعترف بالاستسلام. وشعر البيت الأبيض بالتزام لمنع رد إسرائيلي على الخروقات الإيرانية لمنع التدهور أو اتساع الحرب بشكل يعطل رؤيته الدبلوماسية الكبرى إزاء الاستقرار الإقليمي، وهذه المصلحة تغلبت على تقديره وتماثله مع الخطوة العسكرية الإسرائيلية. بالنسبة لأسلوبه الفظ تجاهها، لم يتميز ترامب قط بلسان حساس ومنضبط، وإن كان ترامب سيطلق لاحقاً نغمات لطيفة على الأذن الإسرائيلية بعد استسلام رئيس الوزراء للضغط الرئاسي واكتفائه برد طفيف جداً. بعد كل شيء، لا ننسى: كيسنجر أيضاً، رجل هارفرد المتمرس وطليق اللسان، كان فظاً جداً عندما اعترف بأنه 'مارس كل الأدوات وروافع الضغط التي كانت تحت تصرفه'، كي يجبر إسرائيل على رفع الحصار عن الجيش المصري الثالث، إذن لا جديد تحت الشمس. البروفيسور أبراهام بن تسفي معاريف 25/6/2025

ترامب يكذّب استخباراته: متأكدون من تدمير المنشآت النووية في إيران
ترامب يكذّب استخباراته: متأكدون من تدمير المنشآت النووية في إيران

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب يكذّب استخباراته: متأكدون من تدمير المنشآت النووية في إيران

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و إيران يسير على ما يرام، مؤكداً عزمه عدم السماح للأخيرة بتخصيب اليورانيوم . وأشار أيضاً إلى ما ملف غزة قائلاً: "بعد الضربة على إيران ستكون هناك أنباء جيدة بشأن غزة وإعلان قريب عن اتفاق"، معتبراً أن "الضربة ستساعد في إطلاق سراح الرهائن من غزة". وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، إن "المنشآت النووية في إيران تدمرت بالكامل ولم ينجحوا في إخراج أي مواد"، وهو بذلك يكذب تقييماً للاستخبارات الأميركية أشار إلى أن الضربات العسكرية الأميركية على ثلاث منشآت نووية إيرانية الأسبوع الماضي لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل عطلته على الأرجح لعدة أشهر فقط. ورداً على سؤال عن خطط إيران لتخصيب اليورانيوم، قال "لن نسمح بذلك لأغراض عسكرية"، مضيفاً "آخر ما تريده إيران الآن هو تخصيب اليورانيوم وسينتهي بنا المطاف لنوع من العلاقات". وتابع "انتصارنا كان كبيراً وساحقاً والإيرانيون كانوا يعلمون بأننا سنستهدفهم ولذلك احتموا تحت الأرض". وأكد أن الضربة الأميركية على إيران "أنهت الحرب وأوقفت البرنامج النووي لعقود وليس لسنوات"، لافتاً إلى أن "معلومات المخابرات غير قاطعة بشأن الضربة على إيران". أخبار التحديثات الحية تقييم للمخابرات الأميركية: قصف إيران لم يدمر منشآتها النووية وفي إشارة إلى وقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران، قال ترامب إن "إسرائيل أعادت الطائرات التي كانت تنوي قصف إيران أمس". وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقصف إيران مجدداً إذا أعادت بناء برنامجها، رد ترامب قائلاً: "بالتأكيد". روبيو: إيران باتت "أبعد بكثير" عن امتلاك سلاح نووي من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن إيران باتت "أبعد بكثير" عن صنع وامتلاك سلاح نووي بعد الهجوم الأميركي على منشآتها النووية. جاء ذلك في مقابلة مع موقع "بوليتيكو"، الأربعاء، خلال وجوده بمدينة لاهاي الهولندية لحضور قمة زعماء حلف شمال الأطلسي. وأشار روبيو إلى أن الهجوم ألحق "أضراراً جسيمة" بعدة منشآت إيرانية، مضيفاً: "النتيجة هي أنهم الآن أبعد بكثير عن تطوير سلاح نووي مقارنة بما كانوا عليه قبل الهجوم". ووصف روبيو التقارير الإعلامية التي تقول إن الهجوم الأميركي لم يمنع تماماً قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، بأنها "خاطئة"، مؤكداً أن التقارير الإعلامية لا تعكس ما جرى على أرض الواقع بدقة.

قمة ناتو تتفق على زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة "التهديد" الروسي
قمة ناتو تتفق على زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة "التهديد" الروسي

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

قمة ناتو تتفق على زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة "التهديد" الروسي

تعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الأربعاء بزيادة إنفاقهم الدفاعي السنوي إلى ما مجموعه خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وأكدوا في قمة استضافتها لاهاي الأربعاء، أن روسيا تمثل "تهديداً طويل الأمد" للأمن الجماعي للحلفاء، وسط إشادة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصف القمة بالـ"رائعة"، وقال لرئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: "أعتقد أن القمة كانت رائعة. كانت نجاحاً كبيراً". وشدد الزعماء مجدداً على التزامهم بالدفاع الجماعي قائلين إن "الهجوم على عضو هو هجوم على الجميع". وفي الإعلان الصادر عن قمتهم، قال قادة حلف شمال الأطلسي إن التعهد الدفاعي سيتألف من استثمارات لا تقل عن 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً في متطلبات الدفاع الأساسية. وتعهدوا أيضاً بإنفاق ما يصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي على النفقات المتعلقة بالأمن مثل حماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف. وقال القادة إن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة "التهديدات الأمنية الهائلة"، مشيرين على وجه الخصوص إلى "التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا على الأمن الأوروبي الأطلسي والتهديد المستمر للإرهاب". وجددت القمة دعمها لأوكرانيا في مواجهة موسكو. وأكدت الدول الـ32 الأعضاء في إعلان مشترك أن "الحلفاء يجددون التزاماتهم السيادية لتوفير الدعم لأوكرانيا التي يساهم أمنها في (ضمان) أمننا". الصورة جلسة لقادة دول ناتو في قمة لاهاي، 25 يونيو 2025 (Getty) ترامب يتبنى نبرة تصالحية حيال ناتو من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، إن الميزانية المستهدفة لحلف ناتو، ستشهد زيادة بأكثر من تريليون دولار سنويا. وأضاف في تصريحاته، خلال قمة الحلف أن "جميع دول ناتو تقريبا" سرعت خططها للوصول إلى نسبة 5%، وهي نسبة الإنفاق الدفاعي الجديدة للأعضاء. وأوضح أن حصة الولايات المتحدة في ميزانية الدفاع أكبر من حصة الحلفاء الآخرين، معتبرا ذلك "ظلما" لبلاده. كما أفاد بأن الزيادة المخططة في ميزانية الإنفاق الدفاعي لدول (ناتو) ستكون بمثابة "مكسب كبير" لبلاده. وتبنى الرئيس الأميركي نبرة تصالحية حيال بقية أعضاء الحلف قبل انعقاد القمة، ووصف الاتفاق بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي -قبل توقيعه- بأنه "انتصار عظيم للجميع". وتم الاعتناء بأدق التفاصيل أثناء زيارة الرئيس الأميركي المتقلّب، انطلاقاً من تخفيف الجزء الرسمي من الاجتماع وصولاً إلى استضافته لتمضية ليلته في القصر الملكي. وبدا أن الاستراتيجية تؤتي ثمارها، على الأقل في الوقت الحالي، إذ أبدى ترامب حماسة لتشارك الإشادات بالاتفاق. وقال قبل إعلان الاتفاق: "أطلب منهم زيادة الإنفاق إلى خمسة في المئة منذ سنوات وسيقومون بزيادته إلى خمسة في المئة... أعتقد بأن ذلك سيكون خبراً مهماً جداً". وأضاف: "نقف بجانبهم". وفي وقت سابق اليوم، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته للصحافيين أن ترامب كان "في حالة مزاجية ممتازة" أثناء العشاء الذي استضافه الملك فيليم ألكسندر في القصر الملكي. وقال ترامب على شبكته الاجتماعية "تروث سوشال" "يبدأ اليوم في هولندا الرائعة. الملك والملكة شخصان رائعان. كان اجتماعنا على مائدة الفطور رائعاً!". ولدى وصوله إلى اجتماع ناتو، اتفق القادة على أن إعلان زيادة الإنفاق المقررة أثناء القمة "تاريخي". الصورة ترامب وأمين عام حلف ناتو مارك روته على هامش القمة، 25 يونيو 2025 (Getty) ويشير حلفاء ناتو إلى أن الزيادة ضرورية لمواجهة التهديد الروسي المتزايد من جهة، والمحافظة على دعم ترامب الذي لطالما اشتكى من أن أوروبا تنفق مبالغ ضئيلة جداً للدفاع عن نفسها، من جهة أخرى. وقال رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر: "نحن الأوروبيين، علينا أن ندرك أن انقطاعنا الطويل عن التاريخ انتهى"، مضيفاً أن على القارة تحمّل مسؤولية أمنها "في فترة صعبة جداً". روته: واشنطن "ملتزمة بالكامل" بالمادة الخامسة وفيما تركزت الأنظار على القاعدة الأساسية للحلف المتمثّلة بالمادة الخامسة الواردة في ميثاقه والتي تنص على أن أي هجوم على أحد أعضائه يعد هجوماً على التحالف العسكري الغربي بأكمله، أحدث ترامب هزّة في أوساط حلفائه عندما بدا أنه يشكك في هذه المادة، إذ قال للصحافيين وهو في طريقه إلى لاهاي إن الأمر "يعتمد على التعريف الذي يتم تبنيه. هناك العديد من التعريفات للمادة الخامسة". لكن الأمين العام لحلف ناتو مارك روته قلل من أهمية تصريحات ترامب معرباً عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة "ملتزمة تماماً" المادة الخامسة. ولدى سؤاله عن تعهّد الدفاع المشترك أثناء اجتماعه مع روته الأربعاء، ردّ ترامب بالقول "نقف بجانبهم على طول الطريق". أخبار التحديثات الحية ترامب يكذّب استخباراته: متأكدون من تدمير المنشآت النووية في إيران من جهته، تجنّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الردّ على العديد من الأسئلة التي سعت لاستيضاح موقف واشنطن. وقال ستارمر: "نعيش في عالم متقلّب للغاية ويتعلّق الأمر اليوم بوحدة ناتو، إظهار هذه القوة". وفي رسالة في وقت سابق يرجّح أنه لم يكن من المفترض تداولها علناً، أشاد روته بالرئيس الأميركي لنجاحه في إقناع الجميع بزيادة الإنفاق الدفاعي. وكتب روته في رسالة لترامب سارع الأخير إلى نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي أن "أوروبا ستدفع الكثير، وهو ما يتوجب عليها القيام به، وستكون أنت المنتصر". وأضاف: "تتّجه نحو نجاح كبير آخر في لاهاي". "رجل لطيف" ويشكّل الغزو الروسي لأوكرانيا أساساً لمحادثات القادة المرتبطة بالإنفاق الدفاعي، فيما أشارت توقعات في وقت سابق اليوم إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجتمع مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش القمة. ويعد دور الأخير هذه المرة هامشياً أكثر مما كانت عليه الحال في قمم سابقة، في مسعى لتجنّب الدخول في مواجهة مع ترامب بعد السجال العلني الذي دار بينهما في المكتب البيضاوي في وقت سابق هذا العام. لكن ترامب وصفه بـ"الرجل اللطيف"، وأضاف أنه يبحث ملف الحرب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: "أعتقد أنه يتم تحقيق تقدّم". وفي وقت لاحق بعد انتهاء مشاركته في القمة، قال ترامب إنه من المحتمل أن تكون لدى الرئيس الروسي طموحات في أراض أبعد من أوكرانيا. وأضاف في مؤتمر صحافي أنه قال لبوتين في اتصال هاتفي مؤخراً "ساعدني في تسوية معك"، لإنهاء الحرب في أوكرانيا. (العربي الجديد، وكالات)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store