
قمة ناتو تتفق على زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة "التهديد" الروسي
تعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الأربعاء بزيادة إنفاقهم الدفاعي السنوي إلى ما مجموعه خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وأكدوا في قمة استضافتها لاهاي الأربعاء، أن
روسيا
تمثل "تهديداً طويل الأمد" للأمن الجماعي للحلفاء، وسط إشادة من الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
الذي وصف القمة بالـ"رائعة"، وقال لرئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: "أعتقد أن القمة كانت رائعة. كانت نجاحاً كبيراً".
وشدد الزعماء مجدداً على التزامهم بالدفاع الجماعي قائلين إن "الهجوم على عضو هو هجوم على الجميع". وفي الإعلان الصادر عن قمتهم، قال قادة
حلف شمال الأطلسي
إن التعهد الدفاعي سيتألف من استثمارات لا تقل عن 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً في متطلبات الدفاع الأساسية. وتعهدوا أيضاً بإنفاق ما يصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي على النفقات المتعلقة بالأمن مثل حماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف.
وقال القادة إن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة "التهديدات الأمنية الهائلة"، مشيرين على وجه الخصوص إلى "التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا على الأمن الأوروبي الأطلسي والتهديد المستمر للإرهاب". وجددت القمة دعمها لأوكرانيا في مواجهة موسكو. وأكدت الدول الـ32 الأعضاء في إعلان مشترك أن "الحلفاء يجددون التزاماتهم السيادية لتوفير الدعم لأوكرانيا التي يساهم أمنها في (ضمان) أمننا".
الصورة
جلسة لقادة دول ناتو في قمة لاهاي، 25 يونيو 2025 (Getty)
ترامب يتبنى نبرة تصالحية حيال ناتو
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، إن الميزانية المستهدفة لحلف ناتو، ستشهد زيادة بأكثر من تريليون دولار سنويا. وأضاف في تصريحاته، خلال قمة الحلف أن "جميع دول ناتو تقريبا" سرعت خططها للوصول إلى نسبة 5%، وهي نسبة الإنفاق الدفاعي الجديدة للأعضاء. وأوضح أن حصة الولايات المتحدة في ميزانية الدفاع أكبر من حصة الحلفاء الآخرين، معتبرا ذلك "ظلما" لبلاده. كما أفاد بأن الزيادة المخططة في ميزانية الإنفاق الدفاعي لدول (ناتو) ستكون بمثابة "مكسب كبير" لبلاده.
وتبنى الرئيس الأميركي نبرة تصالحية حيال بقية أعضاء الحلف قبل انعقاد القمة، ووصف الاتفاق بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي -قبل توقيعه- بأنه "انتصار عظيم للجميع". وتم الاعتناء بأدق التفاصيل أثناء زيارة الرئيس الأميركي المتقلّب، انطلاقاً من تخفيف الجزء الرسمي من الاجتماع وصولاً إلى استضافته لتمضية ليلته في القصر الملكي.
وبدا أن الاستراتيجية تؤتي ثمارها، على الأقل في الوقت الحالي، إذ أبدى ترامب حماسة لتشارك الإشادات بالاتفاق. وقال قبل إعلان الاتفاق: "أطلب منهم زيادة الإنفاق إلى خمسة في المئة منذ سنوات وسيقومون بزيادته إلى خمسة في المئة... أعتقد بأن ذلك سيكون خبراً مهماً جداً". وأضاف: "نقف بجانبهم".
وفي وقت سابق اليوم، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته للصحافيين أن ترامب كان "في حالة مزاجية ممتازة" أثناء العشاء الذي استضافه الملك فيليم ألكسندر في القصر الملكي. وقال ترامب على شبكته الاجتماعية "تروث سوشال" "يبدأ اليوم في هولندا الرائعة. الملك والملكة شخصان رائعان. كان اجتماعنا على مائدة الفطور رائعاً!". ولدى وصوله إلى اجتماع ناتو، اتفق القادة على أن إعلان زيادة الإنفاق المقررة أثناء القمة "تاريخي".
الصورة
ترامب وأمين عام حلف ناتو مارك روته على هامش القمة، 25 يونيو 2025 (Getty)
ويشير حلفاء ناتو إلى أن الزيادة ضرورية لمواجهة التهديد الروسي المتزايد من جهة، والمحافظة على دعم ترامب الذي لطالما اشتكى من أن أوروبا تنفق مبالغ ضئيلة جداً للدفاع عن نفسها، من جهة أخرى. وقال رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر: "نحن الأوروبيين، علينا أن ندرك أن انقطاعنا الطويل عن التاريخ انتهى"، مضيفاً أن على القارة تحمّل مسؤولية أمنها "في فترة صعبة جداً".
روته: واشنطن "ملتزمة بالكامل" بالمادة الخامسة
وفيما تركزت الأنظار على القاعدة الأساسية للحلف المتمثّلة بالمادة الخامسة الواردة في ميثاقه والتي تنص على أن أي هجوم على أحد أعضائه يعد هجوماً على التحالف العسكري الغربي بأكمله، أحدث ترامب هزّة في أوساط حلفائه عندما بدا أنه يشكك في هذه المادة، إذ قال للصحافيين وهو في طريقه إلى لاهاي إن الأمر "يعتمد على التعريف الذي يتم تبنيه. هناك العديد من التعريفات للمادة الخامسة". لكن الأمين العام لحلف ناتو مارك روته قلل من أهمية تصريحات ترامب معرباً عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة "ملتزمة تماماً" المادة الخامسة. ولدى سؤاله عن تعهّد الدفاع المشترك أثناء اجتماعه مع روته الأربعاء، ردّ ترامب بالقول "نقف بجانبهم على طول الطريق".
أخبار
التحديثات الحية
ترامب يكذّب استخباراته: متأكدون من تدمير المنشآت النووية في إيران
من جهته، تجنّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الردّ على العديد من الأسئلة التي سعت لاستيضاح موقف واشنطن. وقال ستارمر: "نعيش في عالم متقلّب للغاية ويتعلّق الأمر اليوم بوحدة ناتو، إظهار هذه القوة". وفي رسالة في وقت سابق يرجّح أنه لم يكن من المفترض تداولها علناً، أشاد روته بالرئيس الأميركي لنجاحه في إقناع الجميع بزيادة الإنفاق الدفاعي. وكتب روته في رسالة لترامب سارع الأخير إلى نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي أن "أوروبا ستدفع الكثير، وهو ما يتوجب عليها القيام به، وستكون أنت المنتصر". وأضاف: "تتّجه نحو نجاح كبير آخر في لاهاي".
"رجل لطيف"
ويشكّل الغزو الروسي لأوكرانيا أساساً لمحادثات القادة المرتبطة بالإنفاق الدفاعي، فيما أشارت توقعات في وقت سابق اليوم إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجتمع مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش القمة. ويعد دور الأخير هذه المرة هامشياً أكثر مما كانت عليه الحال في قمم سابقة، في مسعى لتجنّب الدخول في مواجهة مع ترامب بعد السجال العلني الذي دار بينهما في المكتب البيضاوي في وقت سابق هذا العام. لكن ترامب وصفه بـ"الرجل اللطيف"، وأضاف أنه يبحث ملف الحرب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: "أعتقد أنه يتم تحقيق تقدّم".
وفي وقت لاحق بعد انتهاء مشاركته في القمة، قال ترامب إنه من المحتمل أن تكون لدى الرئيس الروسي طموحات في أراض أبعد من أوكرانيا. وأضاف في مؤتمر صحافي أنه قال لبوتين في اتصال هاتفي مؤخراً "ساعدني في تسوية معك"، لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
(العربي الجديد، وكالات)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 8 ساعات
- القدس العربي
معاريف.. قراءة لنبرة كيسنجر وترامب: هل هُزمت إيران هزيمة مصر عام 1973؟
إن تصريحات الرئيس ترامب الغاضبة تجاه الشريك الإسرائيلي الذي وصف بأنه الحليف الأكثر ولاءً، ليست مفاجئة، بل العكس؛ هي تشكل تعبيراً موجزاً عن فهمه للقوة العسكرية كرافعة قوية يفترض أن تؤدي إلى خطوة دبلوماسية شاملة بقيادة الرئيس الـ 47. في تفكير ترامب، الذي يتبنى نهج كيسنجر الواقعي، باعتبار الخطوة العسكرية شرطاً مركزياً لنجاح هو قدرة الطرف المنتصر على وقف القتال قبل هزيمة العدو نهائياً، وعدم الانجرار وراء الإنجازات في ميدان المعركة. فالرغبة في إحداث تصفية تامة للخصم ربما تدخل لاعبين إضافيين إلى الساحة وتؤدي إلى تصعيد خطير. نهج 'الواقعية السياسية' هذا الذي يسعى إلى تنظيم 'اللعبة الكبرى' في داخل ميزان قوى يحسن للولايات المتحدة، هو الإرث الأكبر لوزير الخارجية الأسطوري. توازن ما من أجل السلام في أواخر حرب يوم الغفران، عندما قلب الجيش الإسرائيلي وجه المعركة وحاصر الجيش المصري الثالث، طلب كيسنجر بحزم من غولدا مائير رفع الحصار. وهدد بأن تفتح قوات الأسطول السادس الأمريكي مسار انسحاب للجيش المصري المهزوم. دافع هذه الخطوة تجاه إسرائيل – التي هرعت إدارة نيكسون لنجدتها من خلال قطار جوي قبل وقت قصير من ذلك– نبع من تخوف كيسنجر من عدم نجاح مسيرة سياسية بين إسرائيل ومصر في ظروف من انعدام تماثل متطرف. استسلام الجيش المصري كان سيجسد حجم هزيمة مهينة للقاهرة ويشطب النجاحات الأولية للهجوم المفاجئ في حرب يوم الغفران. وقد أتاح هذا في نهاية الأمر اتفاق السلام بين القدس والقاهرة، وفرار مصر من الكتلة السوفياتية إلى الكتلة الغربية. هذا النهج ذاته ينطبق أيضاً على تفكير ترامب اليوم، فعلى الرغم من أن إسرائيل أضرت البنية التحتية العسكرية لإيران، والمشروع النووي وقيادتها العسكرية والعلمية، فإن نظام آية الله لا يزال على قدميه. لقد حاولت القيادة الإيرانية أن تسوق المعركة لشعبها كقصة بطولة حتى حيال القصف الأمريكي في فوردو. الرد الإيراني – إطلاق صواريخ قليلة على قاعدة أمريكية في قطر – كان رمزياً ولا يحمل أي قيمة عسكرية، لكنه سمح لطهران بعرض صورة نصر وهمي لداوود أمام جالوت أمام ساحتها الداخلية. المصلحة العامة تغلبت هامش الهبوط المصطنع والسخيف الذي خلقته إيران عن نتائج المعركة سمح لها بالموافقة على وقف النار دون أن تعترف بالاستسلام. وشعر البيت الأبيض بالتزام لمنع رد إسرائيلي على الخروقات الإيرانية لمنع التدهور أو اتساع الحرب بشكل يعطل رؤيته الدبلوماسية الكبرى إزاء الاستقرار الإقليمي، وهذه المصلحة تغلبت على تقديره وتماثله مع الخطوة العسكرية الإسرائيلية. بالنسبة لأسلوبه الفظ تجاهها، لم يتميز ترامب قط بلسان حساس ومنضبط، وإن كان ترامب سيطلق لاحقاً نغمات لطيفة على الأذن الإسرائيلية بعد استسلام رئيس الوزراء للضغط الرئاسي واكتفائه برد طفيف جداً. بعد كل شيء، لا ننسى: كيسنجر أيضاً، رجل هارفرد المتمرس وطليق اللسان، كان فظاً جداً عندما اعترف بأنه 'مارس كل الأدوات وروافع الضغط التي كانت تحت تصرفه'، كي يجبر إسرائيل على رفع الحصار عن الجيش المصري الثالث، إذن لا جديد تحت الشمس. البروفيسور أبراهام بن تسفي معاريف 25/6/2025


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يكذّب استخباراته: متأكدون من تدمير المنشآت النووية في إيران
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و إيران يسير على ما يرام، مؤكداً عزمه عدم السماح للأخيرة بتخصيب اليورانيوم . وأشار أيضاً إلى ما ملف غزة قائلاً: "بعد الضربة على إيران ستكون هناك أنباء جيدة بشأن غزة وإعلان قريب عن اتفاق"، معتبراً أن "الضربة ستساعد في إطلاق سراح الرهائن من غزة". وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، إن "المنشآت النووية في إيران تدمرت بالكامل ولم ينجحوا في إخراج أي مواد"، وهو بذلك يكذب تقييماً للاستخبارات الأميركية أشار إلى أن الضربات العسكرية الأميركية على ثلاث منشآت نووية إيرانية الأسبوع الماضي لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل عطلته على الأرجح لعدة أشهر فقط. ورداً على سؤال عن خطط إيران لتخصيب اليورانيوم، قال "لن نسمح بذلك لأغراض عسكرية"، مضيفاً "آخر ما تريده إيران الآن هو تخصيب اليورانيوم وسينتهي بنا المطاف لنوع من العلاقات". وتابع "انتصارنا كان كبيراً وساحقاً والإيرانيون كانوا يعلمون بأننا سنستهدفهم ولذلك احتموا تحت الأرض". وأكد أن الضربة الأميركية على إيران "أنهت الحرب وأوقفت البرنامج النووي لعقود وليس لسنوات"، لافتاً إلى أن "معلومات المخابرات غير قاطعة بشأن الضربة على إيران". أخبار التحديثات الحية تقييم للمخابرات الأميركية: قصف إيران لم يدمر منشآتها النووية وفي إشارة إلى وقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران، قال ترامب إن "إسرائيل أعادت الطائرات التي كانت تنوي قصف إيران أمس". وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقصف إيران مجدداً إذا أعادت بناء برنامجها، رد ترامب قائلاً: "بالتأكيد". روبيو: إيران باتت "أبعد بكثير" عن امتلاك سلاح نووي من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن إيران باتت "أبعد بكثير" عن صنع وامتلاك سلاح نووي بعد الهجوم الأميركي على منشآتها النووية. جاء ذلك في مقابلة مع موقع "بوليتيكو"، الأربعاء، خلال وجوده بمدينة لاهاي الهولندية لحضور قمة زعماء حلف شمال الأطلسي. وأشار روبيو إلى أن الهجوم ألحق "أضراراً جسيمة" بعدة منشآت إيرانية، مضيفاً: "النتيجة هي أنهم الآن أبعد بكثير عن تطوير سلاح نووي مقارنة بما كانوا عليه قبل الهجوم". ووصف روبيو التقارير الإعلامية التي تقول إن الهجوم الأميركي لم يمنع تماماً قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، بأنها "خاطئة"، مؤكداً أن التقارير الإعلامية لا تعكس ما جرى على أرض الواقع بدقة.


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
قمة ناتو تتفق على زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة "التهديد" الروسي
تعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الأربعاء بزيادة إنفاقهم الدفاعي السنوي إلى ما مجموعه خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وأكدوا في قمة استضافتها لاهاي الأربعاء، أن روسيا تمثل "تهديداً طويل الأمد" للأمن الجماعي للحلفاء، وسط إشادة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصف القمة بالـ"رائعة"، وقال لرئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: "أعتقد أن القمة كانت رائعة. كانت نجاحاً كبيراً". وشدد الزعماء مجدداً على التزامهم بالدفاع الجماعي قائلين إن "الهجوم على عضو هو هجوم على الجميع". وفي الإعلان الصادر عن قمتهم، قال قادة حلف شمال الأطلسي إن التعهد الدفاعي سيتألف من استثمارات لا تقل عن 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً في متطلبات الدفاع الأساسية. وتعهدوا أيضاً بإنفاق ما يصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي على النفقات المتعلقة بالأمن مثل حماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف. وقال القادة إن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة "التهديدات الأمنية الهائلة"، مشيرين على وجه الخصوص إلى "التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا على الأمن الأوروبي الأطلسي والتهديد المستمر للإرهاب". وجددت القمة دعمها لأوكرانيا في مواجهة موسكو. وأكدت الدول الـ32 الأعضاء في إعلان مشترك أن "الحلفاء يجددون التزاماتهم السيادية لتوفير الدعم لأوكرانيا التي يساهم أمنها في (ضمان) أمننا". الصورة جلسة لقادة دول ناتو في قمة لاهاي، 25 يونيو 2025 (Getty) ترامب يتبنى نبرة تصالحية حيال ناتو من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، إن الميزانية المستهدفة لحلف ناتو، ستشهد زيادة بأكثر من تريليون دولار سنويا. وأضاف في تصريحاته، خلال قمة الحلف أن "جميع دول ناتو تقريبا" سرعت خططها للوصول إلى نسبة 5%، وهي نسبة الإنفاق الدفاعي الجديدة للأعضاء. وأوضح أن حصة الولايات المتحدة في ميزانية الدفاع أكبر من حصة الحلفاء الآخرين، معتبرا ذلك "ظلما" لبلاده. كما أفاد بأن الزيادة المخططة في ميزانية الإنفاق الدفاعي لدول (ناتو) ستكون بمثابة "مكسب كبير" لبلاده. وتبنى الرئيس الأميركي نبرة تصالحية حيال بقية أعضاء الحلف قبل انعقاد القمة، ووصف الاتفاق بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي -قبل توقيعه- بأنه "انتصار عظيم للجميع". وتم الاعتناء بأدق التفاصيل أثناء زيارة الرئيس الأميركي المتقلّب، انطلاقاً من تخفيف الجزء الرسمي من الاجتماع وصولاً إلى استضافته لتمضية ليلته في القصر الملكي. وبدا أن الاستراتيجية تؤتي ثمارها، على الأقل في الوقت الحالي، إذ أبدى ترامب حماسة لتشارك الإشادات بالاتفاق. وقال قبل إعلان الاتفاق: "أطلب منهم زيادة الإنفاق إلى خمسة في المئة منذ سنوات وسيقومون بزيادته إلى خمسة في المئة... أعتقد بأن ذلك سيكون خبراً مهماً جداً". وأضاف: "نقف بجانبهم". وفي وقت سابق اليوم، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته للصحافيين أن ترامب كان "في حالة مزاجية ممتازة" أثناء العشاء الذي استضافه الملك فيليم ألكسندر في القصر الملكي. وقال ترامب على شبكته الاجتماعية "تروث سوشال" "يبدأ اليوم في هولندا الرائعة. الملك والملكة شخصان رائعان. كان اجتماعنا على مائدة الفطور رائعاً!". ولدى وصوله إلى اجتماع ناتو، اتفق القادة على أن إعلان زيادة الإنفاق المقررة أثناء القمة "تاريخي". الصورة ترامب وأمين عام حلف ناتو مارك روته على هامش القمة، 25 يونيو 2025 (Getty) ويشير حلفاء ناتو إلى أن الزيادة ضرورية لمواجهة التهديد الروسي المتزايد من جهة، والمحافظة على دعم ترامب الذي لطالما اشتكى من أن أوروبا تنفق مبالغ ضئيلة جداً للدفاع عن نفسها، من جهة أخرى. وقال رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر: "نحن الأوروبيين، علينا أن ندرك أن انقطاعنا الطويل عن التاريخ انتهى"، مضيفاً أن على القارة تحمّل مسؤولية أمنها "في فترة صعبة جداً". روته: واشنطن "ملتزمة بالكامل" بالمادة الخامسة وفيما تركزت الأنظار على القاعدة الأساسية للحلف المتمثّلة بالمادة الخامسة الواردة في ميثاقه والتي تنص على أن أي هجوم على أحد أعضائه يعد هجوماً على التحالف العسكري الغربي بأكمله، أحدث ترامب هزّة في أوساط حلفائه عندما بدا أنه يشكك في هذه المادة، إذ قال للصحافيين وهو في طريقه إلى لاهاي إن الأمر "يعتمد على التعريف الذي يتم تبنيه. هناك العديد من التعريفات للمادة الخامسة". لكن الأمين العام لحلف ناتو مارك روته قلل من أهمية تصريحات ترامب معرباً عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة "ملتزمة تماماً" المادة الخامسة. ولدى سؤاله عن تعهّد الدفاع المشترك أثناء اجتماعه مع روته الأربعاء، ردّ ترامب بالقول "نقف بجانبهم على طول الطريق". أخبار التحديثات الحية ترامب يكذّب استخباراته: متأكدون من تدمير المنشآت النووية في إيران من جهته، تجنّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الردّ على العديد من الأسئلة التي سعت لاستيضاح موقف واشنطن. وقال ستارمر: "نعيش في عالم متقلّب للغاية ويتعلّق الأمر اليوم بوحدة ناتو، إظهار هذه القوة". وفي رسالة في وقت سابق يرجّح أنه لم يكن من المفترض تداولها علناً، أشاد روته بالرئيس الأميركي لنجاحه في إقناع الجميع بزيادة الإنفاق الدفاعي. وكتب روته في رسالة لترامب سارع الأخير إلى نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي أن "أوروبا ستدفع الكثير، وهو ما يتوجب عليها القيام به، وستكون أنت المنتصر". وأضاف: "تتّجه نحو نجاح كبير آخر في لاهاي". "رجل لطيف" ويشكّل الغزو الروسي لأوكرانيا أساساً لمحادثات القادة المرتبطة بالإنفاق الدفاعي، فيما أشارت توقعات في وقت سابق اليوم إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجتمع مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش القمة. ويعد دور الأخير هذه المرة هامشياً أكثر مما كانت عليه الحال في قمم سابقة، في مسعى لتجنّب الدخول في مواجهة مع ترامب بعد السجال العلني الذي دار بينهما في المكتب البيضاوي في وقت سابق هذا العام. لكن ترامب وصفه بـ"الرجل اللطيف"، وأضاف أنه يبحث ملف الحرب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: "أعتقد أنه يتم تحقيق تقدّم". وفي وقت لاحق بعد انتهاء مشاركته في القمة، قال ترامب إنه من المحتمل أن تكون لدى الرئيس الروسي طموحات في أراض أبعد من أوكرانيا. وأضاف في مؤتمر صحافي أنه قال لبوتين في اتصال هاتفي مؤخراً "ساعدني في تسوية معك"، لإنهاء الحرب في أوكرانيا. (العربي الجديد، وكالات)