
نظرية الحصان الميت !!
الموت هو الحقيقة الواقعة التي يكمُن أمرها بيد الله سبحانه وتعالى وحده دون غيره؛ وبالتالي لا يوجد للموت حل وفيما عدا ذلك فلكل مشكلة أو أزمة أو مصيبة حل، طالما الأمر بعيد عن الموت.
وأتصور أن حل كل مشكلة يختلف عن أخرى وفقا لطبيعة كل واحدة، فبالتأكيد حل مشكلة شخص أصيب بالسرطان أصعب كثيرا من حل مشكلة رسوب طالب في الثانوية العامة، وحل مشكلة فتاة تم اغتصابها أسهل كثيرًا من حل مشكلة شخص يواجه حكمًا بالإعدام، وحل أزمة نفسية يمر بها ابنك أصعب من تأخرك في دفع قسط قرض البنك وهكذا.
المعايير تختلف ونسب النجاة تتزايد وتتناقص حسب طبيعة المشكلة ذاتها، ولكن في كل الأحوال الاعتراف بالخطأ أو بالتقصير أو بسوء التقدير أحيانًا؛ يمثل بداية حقيقية وجذرية للبدء في الحل، الأمر يبدو معقدًا ولكن عدم الاعتراف بالمشكلة هو الذي يزيد من تعقيدها فلا تكابر وتراهن على الاستمرار وتعاند وتتصور أن الأمور ستنصلح حالها، لأن العكس تماما هو ما سيحدث فما هو المانع أن يقرر مريض السرطان أن يواجه ويقوم بالكشف مبكرًا قبل فوات الأوان !؟ وما المانع أن يدرك الطالب أنه سيرسب ويبدأ بجدية في التغير والتركيز الشديد قبل اختباراته !؟ وما المانع وما المانع وما المانع !؟!؟!؟.
الحل في مواجهة النفس أولًا بدلًا من اتباع نظرية الحصان الميت Dead Horse Theory، التي تعد استعارة ساخرة توضح أن هناك بعض الناس تتعامل مع مشكلة واضحة وكأنها بسيطة بل وغير موجودة من الأساس، وبدلًا من الاعتراف بالحقيقة يتفننون في إيجاد مبررات !! والفكرة ببساطة أنك لو أيقنت أنك تركب على حصان ميت، فإن أفضل حل أن تنزل من على ظهره وتتركه أو تدفنه، بدلا من أن تتخذ إجراءات أخرى لإثبات وجهة نظرك، أن الحصان لا يزال حيًا مثل شراء سرج جديد له أو علف لإطعامه ومقويات وفيتامينات، أو أن تأتي بفارس محترفًا لتحريك الحصان !! لا تضع الوقت وتكابر وتغمض عيناك عن الحقيقة؛ لقد مات الحصان ولا حياة لمَن تنادي.
يحضرني هنا موقف الدولة المصرية في أعقاب ثورة 30 يونيو العظيمة، التي كانت نقطة فاصلة في تاريخ مصر وكانت بمثابة الحل المبكر لمرض استشرى في جسد الوطن، وأستشهد ببعض المواقف الحاسمة التي اتخذتها القيادة السياسية بعد مواجهة المشاكل وتدخلت بحسم لحلها، ولنا في ذلك أمثلة عديدة شهدناها على مدار فترة حكم الرئيس السيسي للبلاد، أبرزها حل مشكلة التكدس المروري بتشييد شبكة طرق تُضاهي شبكات الطرق العالمية بالدول العظمي، والقضاء على المناطق العشوائية وتشييد بدائل آدمية ستؤثر حتمًا بشكل إيجابي على نشء المستقبل، وغير ذلك من أمثلة لا تتسع المساحة لسردها.
فهل مَن منادٍ؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
نجاة الدكتور جمال شعبان من حادث سير
وكتب أحد المقربين من الدكتور جمال شعبان عبر حسابه: "حبيب القلب الغالي.. الحمد لله على سلامتك، قدر ولطف.. دعاء الفقراء والبسطاء وجبر خواطرهم كان خير حافظ لك، دمت بخير أخي الحبيب، حفظك الله من كل سوء". تحوّلت منصات السوشيال ميديا إلى ساحة للدعاء والامتنان بسلامة الطبيب الإنسان، الذي لطالما عرف بمبادراته لدعم المرضى البسطاء، وجبر خواطرهم سواء بالكلمة الطيبة أو بالعلاج المجاني. وقد عبّر الدكتور جمال شعبان عن شكره العميق لكل من سأل عنه واطمأن على حالته، مؤكداً أن العناية الإلهية كانت الحامي، وأن محبة الناس ودعائهم كانت الدرع الحقيقي في هذا الموقف الصعب. Previous Next تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار مصر : نجاة الدكتور جمال شعبان من حادث سير.. «دعاء الفقراء كان الحارس الأمين»
الأربعاء 21 مايو 2025 02:00 صباحاً نافذة على العالم - نجا الدكتور جمال شعبان، طبيب القلب الشهير وعميد معهد القلب الأسبق، من حادث سير مروع، في لطف إلهي أثار ارتياح ومحبة الآلاف من متابعيه ومحبيه على مواقع التواصل الاجتماعي. دعاء الفقراء ينجي الدكتور جمال شعبان من حادث سير وكتب أحد المقربين من الدكتور جمال شعبان عبر حسابه: "حبيب القلب الغالي.. الحمد لله على سلامتك، قدر ولطف.. دعاء الفقراء والبسطاء وجبر خواطرهم كان خير حافظ لك، دمت بخير أخي الحبيب، حفظك الله من كل سوء". وتحوّلت منصات السوشيال ميديا إلى ساحة للدعاء والامتنان بسلامة الطبيب الإنسان، الذي لطالما عرف بمبادراته لدعم المرضى البسطاء، وجبر خواطرهم سواء بالكلمة الطيبة أو بالعلاج المجاني. وقد عبّر الدكتور جمال شعبان عن شكره العميق لكل من سأل عنه واطمأن على حالته، مؤكداً أن العناية الإلهية كانت الحامي، وأن محبة الناس ودعائهم كانت الدرع الحقيقي في هذا الموقف الصعب.


أخبار اليوم المصرية
منذ 5 ساعات
- أخبار اليوم المصرية
علي جمعة: العلاقة بين العلماء والناس رعاية وعناية وليست وصاية
أكد الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية الأسبق ، أن الفقه الإسلامي يجب أن يُعامل بمنطق التخصص كما يُعامل الطب في الحالات الحرجة، حيث يُعرض المريض على مجموعة من الأطباء في تخصصات مختلفة للوصول إلى قرار علاجي موحد دون تحميله مسؤولية المفاضلة بين الآراء الطبية، مشيرًا إلى أن هذه المقارنة توضح دور العلماء في صون العامة من الحيرة في أمور الدين. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، خلال بوكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن "الكونسلتو" الطبي، المكوَّن من متخصصين في القلب والرئة والعيون وغيرهم، يناقش الحالة فيما بينهم، وغالبًا يتحدثون بمصطلحات علمية قد لا تُفهم من قبل المريض عمدًا، حرصًا على نفسيته وعدم إرباكه، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب المتبع في الطب هدفه الوصول إلى أفضل قرار دون تعريض المريض للتفاصيل الجدلية التي قد تزيد حالته سوءًا. وقال: "هكذا هو دور العلماء، يصونون المستفتي من الغرق في التفاصيل الفقهية أو الترجيح بين أقوال لا يملك أدواتها، فليست كل معلومة تُقال لكل أحد، وأن هذا الأسلوب ليس وصاية، كما يدعي البعض، بل هو رعاية وعناية ورحمة بالمستفتي، شأنه في ذلك شأن المريض الذي يُصان عن المعاناة النفسية الناتجة عن كثرة الخيارات". وانتقد جمعة الدعوات التي تروج لرفع ما يسمونه بـ"سلطان العلماء عن رقاب الناس"، مؤكدًا أن هذه الدعوات تهدف لهدم مرجعية العلم والتخصص، مشيرًا إلى أن العلماء الحقيقيين لم يُفرضوا على الناس بل أحبهم الناس والتفوا حولهم بإرادتهم، مستشهدًا بمواقف العلماء الكبار مثل الإمام الدردير الذي واجه الحكام بالحق دون تردد. بالطبع، إليك الفقرة *منسقة بشكل كامل* في سطور: وأوضح الدكتور علي جمعة: "كان أيام الشيخ الدردير، رحمه الله عليه، كان للشيخ الدردير سلطان، فذهب إلى علي بك الكبير، ولما وجده غير مهتم بكلامه وبيعلب في الأرض كده، سَبَّه وهدده، علي بك الكبير كان من الحكام وقتها، وكان أكبر حاكم، الوالي بتاع مصر، ومعه الجيوش ومعه كذا، لكن الشيخ الدردير قال له: 'لعنه الله عليك وعلى النخاس الذي أتى بك'، فارتعد الرجل! ده العلماء ساعتها، بمقتضيات زمنهم، كان لهم سلطان على الناس، عوامهم وكبيرهم وصغيرهم، النهارده، العلماء بيحبوا العوام، والعوام بيحبوا العلماء، والعلاقة بين العلماء والناس رعاية وليست وصاية." وفي رده على من يقول إن الفقه ظني والمسائل نسبية، قال جمعة: "حتى في حال اختلاف العلماء، يبقى منهج الجمهور هو المعيار، وقد أوصانا النبي ﷺ بقوله: إذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم، ومن شذ شذ في النار"، مضيفا أن تتبع الآراء الشاذة يوقع الناس في الحرج، وأن الله أمرنا باتباع سبيل الجماعة.