
تجربتي مع زيت اللافندر والاسترخاء العميق
لزيت اللافندر (الخزامى) خصائص علاجية عديدة أثبتها العلم عبر عدد كبير من الدراسات والأبحاث العلمية. هذا النبات الليلكي اللون، له مجموعة من الاستخدامات، بما في ذلك تحسين جودة النوم، تقليل الالتهاب، تخفيف الألم، وتحسين المزاج.
في الموضوع الآتي نطلعك على تجربة الشابة آية (30 عاماً) مع زيت اللافندر والاسترخاء العميق ، وأبرز فوائد هذا الزيت المثبتة علمياً:
تجربة آية مع زيت اللافندر
تستهل الشابة آية حديثها عن تجربتها مع زيت اللافندر والاسترخاء العميق قائلة: "كنت أعاني من عدم القدرة على الخلود للنوم، وأشعر دائماً بأن جسمي مستيقظ بكافة حواسه، وأنني غير مستعدة للنوم، بل للبدء بنهار جديد، وذلك بسبب عملي الذي يتطلب مني السهر الطويل، فيبقى دماغي مستيقظاً".
وتتابع آية:" هذه المشكلة كانت تسبب لي التوتر ، لأنني أحتاج إلى النوم ولا أستطع إلا بعد ساعات من الشقلبة يميناً ويساراً في السرير. إلى أن نصحتني خبيرة العطور السيدة ديما بحصلي حماصني ، بتجربة زيت اللافندر. وبالفعل بدأت باستعمال هذا الزيت، عبر دهن القليل منه على جبهتي، قبل موعد النوم.
يوماً بعد يوم صرت أشعر بأنني مسترخية، ورائحة الزيت تدخل إلى جسمي لتهدئه؛ الأمر الذي ساعدني على النوم بسرعة".
وتضيف آية أنها صارت تلجأ إلى زيت اللافندر ليس فقط عند النوم، بل عندما تشعر بأنها متوترة وتود الشعور بالإسترخاء والراحة. وأنها لن تتخلى عنه بعد اليوم، لأنه "كنز حقيقي"، كما وصفته لجسمها.
قد تهمك قراءة
5 فوائد لزيت اللافندر وفق العلم
أثبتت الدراسات 5 فوائد مؤكدة لزيت اللافندر، بحسب كليفلاند كلينك، وهي كالآتي:
تعزيز النوم
بفضل رائحته المُهدئة، لزيت اللافندر فوائد كثيرة في تهدئة الجسم قبل النوم كنوع من العلاج بالروائح. وأشارت دراسة علمية إلى أن اللافندر يُحسّن مستويات الميلاتونين في الجسم، مما يُساعد على النوم الجيد.
تخفيف الألم والالتهابات
تشمل إحدى المركّبات الكيميائية في اللافندر الفلافونويدات، وهي الموجودة في الخضراوات والفواكه، والكومارين. وكلاهما يملك خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.
يُساهم اللافندر في تخفيف الآلام والأوجاع أيضاً، وفي دراسة أجريت عام 2012 تبين أن استنشاق زيت اللافندر العطري لمدة 15 دقيقة قد يقلل ألم الصداع النصفي.
تحسين المزاج والقلق والتوتر
يُعرف عن اللافندر أنه نبات مهدئ، حيث يعمل على تهدئة الجهاز العصبي، و تحسين المزاج ، وربما خفض ضغط الدم، لا سيما بفضل احتوائه على مركّبات مثل اللينالول، الذي ثبتت فعاليته في تقليل القلق وخفض ضغط الدم.
وقد أظهرت نتائج إحدى التجارب العشوائية التي أُجريت عام 2020 أن استنشاق زيت الخزامى العطري لمدة 30 دقيقة ساعد في تحسين مستويات القلق والاكتئاب والتوتر لدى كبار السن.
في حين وجدت دراسة أخرى، أُجريت عام 2023، أن نسبة القلق لدى المرضى تراجعت قبل الخضوع لاختبار التصوير بالرنين المغناطيسي، بعد استنشاق العلاج العطري بالخزامى لمدة أسبوع.
تخفيف آلام الدورة الشهرية
يساهم زيت اللافندر في تخفيف آلام الدورة الشهرية. وفي دراسة علمية أفادت النساء اللواتي استنشقن رائحة اللافندر لمدة ٣٠ دقيقة يوميًا خلال الأيام الثلاثة الأولى من دورتهن الشهرية، عن انخفاض الألم بعد شهرين.
كما ربطت أبحاث أخرى تطبيق زيت اللافندر العطري على البطن بتقليل آلام الدورة الشهرية.
القضاء على الفيروسات والبكتيريا
قبل وجود المطهرات، كان الأشخاص يستخدمون اللافندر لتنظيف أجنحة المستشفيات. ولا يزال يُستخدم لخصائصه المضادة للميكروبات والفيروسات.
في حين وجدت نتائج دراسة أُجريت على أشخاص أن زيت اللافندر يُساعد على التئام الجروح من خلال تحسين قدرة الجلد على إنتاج الكولاجين بعد الجراحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


غرب الإخبارية
منذ 2 أيام
- غرب الإخبارية
د.إكرام .في حديث عن: مشاكل النوم عند الأطفال
ينام معظم الأطفال لمدة متواصلة لا تقل عن 5 ساعات عندما يبلغون من العمر 3 أشهر، ولكنهم قد يمرون بفترات من الاستيقاظ في أثناء الليل خلال السنة الأولى،وعادةً ما يكون ذلك عند الإصابة بمرض. تختلف العائلات في عاداتها وسلوكياتها الخاصة بنوم الأطفال مع الوالدين،أو غير ذلك من عادات النوم،كما تتباين الثقافات المختلفة في مواقفها تجاه عادات النوم. يوصي الخبراء بأن ينام الطفل الرضيع في نفس غرفة والديه، ولكن ليس على نفس السرير. يُعتقد أن نوم الطفل الرضيع على نفس السرير يزيد من خطر مُتلازمة موت الرضيع الفجائي(SIDS). بالنسبة لمعظم الأطفال، فإن مشاكل النوم تكون متقطعة أو مؤقَّتة، وغالبًا ما لا تحتاج إلى أي علاج. ١/الكوابيس: الكوابيس هي أحلام مخيفة تحدث في أثناء النوم الريمي.إذا شاهد الطفل كابوسًا في أثناء نومه، فقد يستيقظ مرعوبًا،ويستذكر تفاصيل ذلك الحلم. لا تُعد الكوابيس سببًا للقلق،إلا إذا كانت تحدث بشكل متكرر جدًا.يمكن أن تحدث الكوابيس بوتيرة أعلى في أوقات الشدة النفسية،أو بعد أن يشاهد الطفل برنامجًا سينمائيًا أو تلفزيونيًا يحتوي على مشاهد عنيفة أو مخيفة. ٢/الرعب الليلي والمشي أثناء النوم: الرعب الليلي(night terror) هو نوبات من الاستيقاظ غير الكامل المترافق بقلق شديد بعد فترة وجيزة من النوم.يحدث ذلك في مراحل النوم غير الريمي،ويكون أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-8 سنوات خلال نوبة رعب ليلية، قد يصرخ الطفل ويبدو مرتعبًا، ويتسرّع معدَّل ضربات قلبه، ويتعرق،ويتنفس بسرعة.ويبدو الطفل وكأنه غير مدرك لوجود والديه إلى جواره، وقد يتصارع بعنف معهما ولا يستجيب لمحاولات تهدئته،وقد يتحدث دون أن يتمكن من الإجابة عن الأسئلة.ينبغي عدم إيقاظ الطفل،لأن ذلك قد يزيد من شعوره بالرعب. عادة ما يعود الطفل إلى النوم تلقائيًا بعد بضع دقائق ولا يتذكر شيئا عمّا حصل. حوالى ثلث الأطفال الذين يعانون من الرعب الليلي يعانون أيضًا من المشي في أثناء النوم (النهوض من السرير والمشي في الوقت الذي يبدو فيه نائمًا)،كما أن حوالى 15٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-12 سنة تحدث لديهم نوبة واحدة على الأقل من المشي في أثناء النوم. غالبًا ما يتوقف المشي في أثناء النوم والرعب الليلي عند جميع الأطفال بدون علاج،ولكن قد يستمر ذلك بشكل متفاوت لعدة سنوات،ولاتستدعي الحالة العلاج عادةً،ولكن إذا استمرت هذه الاضطرابات حتى مرحلة المراهقة أو البلوغ وكانت شديدة،فقد يكون العلاج ضروريًا. قد يستفيد بعض الأطفال الذين يحتاجون إلى مُعالَجَة الرعب الليلي من المهدئات أو أنواع معينة من مضادَّات الاكتئاب،ولكن هذه الأدوية قوية،وقد تترك آثارًا جانبية. ٣/مقاومة الذهاب إلى السرير: كثيرا ما يقاوم الأطفال، وخاصةً الذين تتراوح أعمارهم بين 1-2 سنة،الذهاب إلى السرير،وقد يُعزى ذلك إلى ما يُسمى قلق الانفصال،في حين أن السبب عند الأطفال الأكبر سنًا يكون غالبًا محاولتهم السيطرة على محيطهم. من الأسباب الشائعة الأخرى لمقاومة النوم هو تعديل وقت النوم حيث تحدث هذه الحالة عندما يُسمح للأطفال بالبقاء مستيقظين حتى وقت متأخر، ثم النوم في وقت متأخر أكثر من المعتاد كل ليلة، والاستمرار على هذا المنوال بما يكفي لتعديل ساعة الجسم الداخلية إلى وقت النوم المتأخر. يُعد تبكير موعد النوم لبضع دقائق في كل ليلة الطريقة الأنسب لإعادة ضبط الساعة الداخلية،ولكن يمكن عند الحاجة استخدام الأدوية المساعدة على النوم التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية لمدة بسيطة،مثل الميلاتونين وهو ما قد يُساعد على إعادة ضبط الساعة الداخلية. لا تتحسن مقاومة الطفل للنوم إذا مكث الأهل معه في الغرفة لمنحه الإحساس بالراحة أو سمحوا له بالخروج من السرير. وفي الواقع،فإن هذه التصرفات قد تعزز من سلوك الاستيقاظ ليلا،حيث يحاول الأطفال إعادة تهيئة الظروف التي ناموا فيها.ولتجنب هذه المشاكل،يمكن لأحد الوالدين الجلوس بهدوء في الردهة على مرأى من الطفل والتأكد من أنه يبقى في السرير.بعد ذلك يؤسس الطفل لروتين نومه بمفرده، ويعلم أن الخروج من السرير هو سلوك غير جيد.كما يدرك الطفل أيضًا بأن الأب أو الأم قريبين منه،دون أن يلعبا معه أو يحكيا له القصص.في نهاية المطاف،سوف يرقد الطفل ويخلد إلى النوم. ٤/الاستيقاظ أثناء النوم:كثيرًا ما يواجه الأطفال نوبات متكررة من الاستيقاظ ليلًا،بعد التحرك، أو الإصابة بمرض،أو المرور بتجربة مرهقة.قد تتفاقم مشاكل النوم إذا أخذ الطفل قيلولة طويلة في وقت متأخر من فترة ما بعد الظهر،أوتحفز بشكل كبير نتيجة الإفراط في اللعب قبل النوم. قد يتأثر النوم أحيانًا بمُتلازمة تململ الساقين،كما إن عددًا قليلًا من الأطفال،وخاصة أولئك الذين يتحركون بعنف أو يشخرون في أثناء النوم، قد يكونون مصابين بمتلازمة انقطاع التنفُّس في أثناء النوم. قد يوصي الأطباء بإعطاء مكملات الحديد للأطفال الذين يعانون من مُتلازمة تململ الساقين، حتى ولو لم يكن لديهم فقر الدَّم بسبب عوز الحديد، وربما يوصي بتحري إصابة بالطفل بانقطاع التنفس في أثناء النوم، إذا كان الطفل يتحرك بعنف أو يشخر في أثناء النوم. يجب على الوالدين وغيرهما من مقدمي الرعاية للطفل أن يحافظوا على روتين النوم كل ليلة، حتى يتعلم الطفل هذا الروتين ويتوقعه يوميًا.إذا كان الطفل يتمتع بصحة جيدة، فقد يكون تركه يبكي لبضع دقائق مفيدًا من جهة أنه يساعده على الهدوء لوحده، مما يقلل من احتمال استيقاظه ليلاً.


رواتب السعودية
منذ 3 أيام
- رواتب السعودية
اكتئاب المواسم ظاهرة متكررة ترتبط بالمناسبات الاجتماعية والضغوط النفسية
نشر في: 13 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي رغم أن المناسبات الاجتماعية والمواسم تُعد غالبًا أوقاتًا للفرح والاحتفال، إلا أن هناك شريحة من الناس تمرّ خلالها بمشاعر من الحزن والانقباض النفسي، فيما يُعرف بـ«اكتئاب المواسم«، وهي حالة لا تزال خارج التصنيفات الرسمية للاضطرابات النفسية، لكنها تتكرر في فترات مثل الأعياد والإجازات والتجمعات العائلية والمواسم الدراسية. وأوضح استشاري الطب النفسي الدكتور علي زايري في حديثه لـ«العربية.نت«، أن هذا النوع من الاكتئاب يُشبه إلى حد ما الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، لكنه يتميز بارتباطه بأحداث اجتماعية دورية أكثر من التغيرات المناخية أو الموسمية المعتادة. ويشير زايري إلى أن من أبرز العوامل المحفزة لهذه الحالة، شعور الفرد بضغط نفسي نتيجة التوقعات المجتمعية العالية بضرورة إظهار السعادة والانخراط في الأجواء الاحتفالية، حتى وإن كان لا يشعر بذلك داخليًا، مما يخلق فجوة عاطفية مؤلمة بين الواقع والشعور المفترض، ويدفع الشخص نحو مزيد من العزلة والتوتر النفسي. كما لفت إلى أن هذه المناسبات قد تستدعي عند البعض ذكريات مؤلمة أو لحظات ماضية أكثر إشراقًا، وهو ما يُعرف في الطب النفسي بـ«الحداد غير المكتمل«، إذ يعيد العقل استحضار مواقف لم يتم التكيف معها سابقًا، فتتفجر عاطفيًا مع كل موسم أو مناسبة. وأوضح أن كبت المشاعر الحزينة في وقتها، يتسبب أحيانًا في ما يشبه »الانفجار الوجداني« في المناسبات المقبلة، حيث تُستثار الأحاسيس المؤجلة عند التعرّض لمحفّزات معينة، مثل صور العائلة أو أجواء الاحتفال. ومن الناحية البيولوجية، فإن التغييرات في نمط النوم خلال الإجازات أو السفر أو السهر لساعات طويلة قد تؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي إلى اضطراب إفراز هرمون الميلاتونين المرتبط بالمزاج. وتشمل أبرز الأعراض التي ترافق هذه الحالة: شعور عام بالحزن رغم وجود محفزات للفرح، تراجع الشغف، صعوبة التفاعل مع الآخرين، الإحساس بالذنب أو عدم الاستحقاق، والرغبة في الانعزال، إضافة إلى اجترار الذكريات والتفكير السلبي، والذي قد يتطور في بعض الحالات إلى ميول لإيذاء الذات. ويؤكد زايري أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة تشمل كبار السن ممن فقدوا شركاء حياتهم، المطلقين، أصحاب الأمراض المزمنة، من لديهم تاريخ نفسي، العاملين خارج الوطن أو بعيدًا عن أسرهم، وكذلك الممارسين الصحيين، لافتًا إلى أهمية التدخل النفسي من خلال العلاج المعرفي السلوكي، والمشاركة في أنشطة إيجابية بديلة، إلى جانب تعزيز الجوانب الروحية والإيمانية التي تمنح الشخص قدرًا من التوازن الداخلي. من جانبه، أوضح أخصائي علم النفس الإكلينيكي عبدالله آل دربا أن »اكتئاب المواسم« يرتبط بما يُعرف بالتشوهات المعرفية، وهي أنماط التفكير السلبية التي تدفع بعض الأفراد إلى ربط حاضرهم بكل التجارب السلبية في الماضي، مما يعزز مشاعر اليأس والتشاؤم. وأشار آل دربا إلى أن هذا النوع من الاكتئاب يظهر بشكل واضح لدى من يعانون من ضعف في المهارات الاجتماعية أو الرهاب الاجتماعي، حيث يجدون صعوبة في الاندماج خلال الفعاليات أو التجمعات الكبيرة. كما أضاف أن الحالة تظهر كذلك لدى الشباب العاطلين عن العمل، أو الذين يمرون بأزمات منتصف العمر، وأيضًا من يشعرون بتكرار نمط حياتهم دون تغييرات ملموسة، أو يواجهون صدمة العودة المفاجئة إلى الروتين بعد الإجازات. ودعم آل دربا حديثه بنتائج دراسة أُجريت في شرق الرياض عام 2023 على عينة من 232 شخصًا من مراجعي مراكز الرعاية، حيث أظهرت أن 33.5% منهم يعانون من أعراض مرتبطة بالحزن الموسمي، وهي نسبة تتجاوز المعدلات المسجلة في بعض الدول الغربية. الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط رغم أن المناسبات الاجتماعية والمواسم تُعد غالبًا أوقاتًا للفرح والاحتفال، إلا أن هناك شريحة من الناس تمرّ خلالها بمشاعر من الحزن والانقباض النفسي، فيما يُعرف بـ«اكتئاب المواسم«، وهي حالة لا تزال خارج التصنيفات الرسمية للاضطرابات النفسية، لكنها تتكرر في فترات مثل الأعياد والإجازات والتجمعات العائلية والمواسم الدراسية. وأوضح استشاري الطب النفسي الدكتور علي زايري في حديثه لـ«العربية.نت«، أن هذا النوع من الاكتئاب يُشبه إلى حد ما الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، لكنه يتميز بارتباطه بأحداث اجتماعية دورية أكثر من التغيرات المناخية أو الموسمية المعتادة. ويشير زايري إلى أن من أبرز العوامل المحفزة لهذه الحالة، شعور الفرد بضغط نفسي نتيجة التوقعات المجتمعية العالية بضرورة إظهار السعادة والانخراط في الأجواء الاحتفالية، حتى وإن كان لا يشعر بذلك داخليًا، مما يخلق فجوة عاطفية مؤلمة بين الواقع والشعور المفترض، ويدفع الشخص نحو مزيد من العزلة والتوتر النفسي. كما لفت إلى أن هذه المناسبات قد تستدعي عند البعض ذكريات مؤلمة أو لحظات ماضية أكثر إشراقًا، وهو ما يُعرف في الطب النفسي بـ«الحداد غير المكتمل«، إذ يعيد العقل استحضار مواقف لم يتم التكيف معها سابقًا، فتتفجر عاطفيًا مع كل موسم أو مناسبة. وأوضح أن كبت المشاعر الحزينة في وقتها، يتسبب أحيانًا في ما يشبه »الانفجار الوجداني« في المناسبات المقبلة، حيث تُستثار الأحاسيس المؤجلة عند التعرّض لمحفّزات معينة، مثل صور العائلة أو أجواء الاحتفال. ومن الناحية البيولوجية، فإن التغييرات في نمط النوم خلال الإجازات أو السفر أو السهر لساعات طويلة قد تؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي إلى اضطراب إفراز هرمون الميلاتونين المرتبط بالمزاج. وتشمل أبرز الأعراض التي ترافق هذه الحالة: شعور عام بالحزن رغم وجود محفزات للفرح، تراجع الشغف، صعوبة التفاعل مع الآخرين، الإحساس بالذنب أو عدم الاستحقاق، والرغبة في الانعزال، إضافة إلى اجترار الذكريات والتفكير السلبي، والذي قد يتطور في بعض الحالات إلى ميول لإيذاء الذات. ويؤكد زايري أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة تشمل كبار السن ممن فقدوا شركاء حياتهم، المطلقين، أصحاب الأمراض المزمنة، من لديهم تاريخ نفسي، العاملين خارج الوطن أو بعيدًا عن أسرهم، وكذلك الممارسين الصحيين، لافتًا إلى أهمية التدخل النفسي من خلال العلاج المعرفي السلوكي، والمشاركة في أنشطة إيجابية بديلة، إلى جانب تعزيز الجوانب الروحية والإيمانية التي تمنح الشخص قدرًا من التوازن الداخلي. من جانبه، أوضح أخصائي علم النفس الإكلينيكي عبدالله آل دربا أن »اكتئاب المواسم« يرتبط بما يُعرف بالتشوهات المعرفية، وهي أنماط التفكير السلبية التي تدفع بعض الأفراد إلى ربط حاضرهم بكل التجارب السلبية في الماضي، مما يعزز مشاعر اليأس والتشاؤم. وأشار آل دربا إلى أن هذا النوع من الاكتئاب يظهر بشكل واضح لدى من يعانون من ضعف في المهارات الاجتماعية أو الرهاب الاجتماعي، حيث يجدون صعوبة في الاندماج خلال الفعاليات أو التجمعات الكبيرة. كما أضاف أن الحالة تظهر كذلك لدى الشباب العاطلين عن العمل، أو الذين يمرون بأزمات منتصف العمر، وأيضًا من يشعرون بتكرار نمط حياتهم دون تغييرات ملموسة، أو يواجهون صدمة العودة المفاجئة إلى الروتين بعد الإجازات. ودعم آل دربا حديثه بنتائج دراسة أُجريت في شرق الرياض عام 2023 على عينة من 232 شخصًا من مراجعي مراكز الرعاية، حيث أظهرت أن 33.5% منهم يعانون من أعراض مرتبطة بالحزن الموسمي، وهي نسبة تتجاوز المعدلات المسجلة في بعض الدول الغربية. المصدر: صدى


صدى الالكترونية
منذ 3 أيام
- صدى الالكترونية
استشاريون: اكتئاب المواسم ظاهرة متكررة ترتبط بالمناسبات الاجتماعية والضغوط النفسية
رغم أن المناسبات الاجتماعية والمواسم تُعد غالبًا أوقاتًا للفرح والاحتفال، إلا أن هناك شريحة من الناس تمرّ خلالها بمشاعر من الحزن والانقباض النفسي، فيما يُعرف بـ'اكتئاب المواسم'، وهي حالة لا تزال خارج التصنيفات الرسمية للاضطرابات النفسية، لكنها تتكرر في فترات مثل الأعياد والإجازات والتجمعات العائلية والمواسم الدراسية. وأوضح استشاري الطب النفسي الدكتور علي زايري في حديثه لـ'العربية.نت'، أن هذا النوع من الاكتئاب يُشبه إلى حد ما الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، لكنه يتميز بارتباطه بأحداث اجتماعية دورية أكثر من التغيرات المناخية أو الموسمية المعتادة. ويشير زايري إلى أن من أبرز العوامل المحفزة لهذه الحالة، شعور الفرد بضغط نفسي نتيجة التوقعات المجتمعية العالية بضرورة إظهار السعادة والانخراط في الأجواء الاحتفالية، حتى وإن كان لا يشعر بذلك داخليًا، مما يخلق فجوة عاطفية مؤلمة بين الواقع والشعور المفترض، ويدفع الشخص نحو مزيد من العزلة والتوتر النفسي. كما لفت إلى أن هذه المناسبات قد تستدعي عند البعض ذكريات مؤلمة أو لحظات ماضية أكثر إشراقًا، وهو ما يُعرف في الطب النفسي بـ'الحداد غير المكتمل'، إذ يعيد العقل استحضار مواقف لم يتم التكيف معها سابقًا، فتتفجر عاطفيًا مع كل موسم أو مناسبة. وأوضح أن كبت المشاعر الحزينة في وقتها، يتسبب أحيانًا في ما يشبه 'الانفجار الوجداني' في المناسبات المقبلة، حيث تُستثار الأحاسيس المؤجلة عند التعرّض لمحفّزات معينة، مثل صور العائلة أو أجواء الاحتفال. ومن الناحية البيولوجية، فإن التغييرات في نمط النوم خلال الإجازات أو السفر أو السهر لساعات طويلة قد تؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي إلى اضطراب إفراز هرمون الميلاتونين المرتبط بالمزاج. وتشمل أبرز الأعراض التي ترافق هذه الحالة: شعور عام بالحزن رغم وجود محفزات للفرح، تراجع الشغف، صعوبة التفاعل مع الآخرين، الإحساس بالذنب أو عدم الاستحقاق، والرغبة في الانعزال، إضافة إلى اجترار الذكريات والتفكير السلبي، والذي قد يتطور في بعض الحالات إلى ميول لإيذاء الذات. ويؤكد زايري أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة تشمل كبار السن ممن فقدوا شركاء حياتهم، المطلقين، أصحاب الأمراض المزمنة، من لديهم تاريخ نفسي، العاملين خارج الوطن أو بعيدًا عن أسرهم، وكذلك الممارسين الصحيين، لافتًا إلى أهمية التدخل النفسي من خلال العلاج المعرفي السلوكي، والمشاركة في أنشطة إيجابية بديلة، إلى جانب تعزيز الجوانب الروحية والإيمانية التي تمنح الشخص قدرًا من التوازن الداخلي. من جانبه، أوضح أخصائي علم النفس الإكلينيكي عبدالله آل دربا أن 'اكتئاب المواسم' يرتبط بما يُعرف بالتشوهات المعرفية، وهي أنماط التفكير السلبية التي تدفع بعض الأفراد إلى ربط حاضرهم بكل التجارب السلبية في الماضي، مما يعزز مشاعر اليأس والتشاؤم. وأشار آل دربا إلى أن هذا النوع من الاكتئاب يظهر بشكل واضح لدى من يعانون من ضعف في المهارات الاجتماعية أو الرهاب الاجتماعي، حيث يجدون صعوبة في الاندماج خلال الفعاليات أو التجمعات الكبيرة. كما أضاف أن الحالة تظهر كذلك لدى الشباب العاطلين عن العمل، أو الذين يمرون بأزمات منتصف العمر، وأيضًا من يشعرون بتكرار نمط حياتهم دون تغييرات ملموسة، أو يواجهون صدمة العودة المفاجئة إلى الروتين بعد الإجازات. ودعم آل دربا حديثه بنتائج دراسة أُجريت في شرق الرياض عام 2023 على عينة من 232 شخصًا من مراجعي مراكز الرعاية، حيث أظهرت أن 33.5% منهم يعانون من أعراض مرتبطة بالحزن الموسمي، وهي نسبة تتجاوز المعدلات المسجلة في بعض الدول الغربية.