logo
صحيفة بريطانية تسأل: هل إقتربت سيطرة "حزب الله" على لبنان من نهايتها؟

صحيفة بريطانية تسأل: هل إقتربت سيطرة "حزب الله" على لبنان من نهايتها؟

ليبانون 24منذ 4 ساعات

ذكرت مجلة "The Economist" البريطانية"أن بلدة القصير الصغيرة تبعد حوالي 10 كيلومترات عن الحدود بين سوريا ولبنان، ومنذ زمن بعيد ينقل المهربون الطماطم والأدوية والمخدرات والأسلحة عبر الأراضي الزراعية الواقعة على الحدود. وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبحت القصير نقطة عبور لسلعة جديدة، الصواريخ الإيرانية الصنع إلى حزب الله في لبنان. حينها، بدأت إيران باعتبار القصير جزءًا من دائرة نفوذها، فأرسلت مدنيين لبناء مسجد شيعي هناك، وعيّنت رجال دين لمحاولة تحويل السكان السنّة إلى المذهب الشيعي. وبعد ثورة عام 2011 ضد نظام بشار الأسد ، استولى المتمردون السنّة على مساحات شاسعة من المنطقة الحدودية، بما في ذلك القصير، وأصبح طريق حزب الله للأسلحة فجأةً في خطر. حينها، اتخذ حزب الله، الذي تتمثل مهمته الرسمية في محاربة إسرائيل والنفوذ الغربي ، قرارًا غير مسبوق بالتدخل في حرب أهلية في دولة عربية. وبدعم إيراني، ساعد مقاتلو حزب الله جيش الأسد في ساحات معارك رئيسية في كل أنحاء البلاد، وطردوا المتمردين من القصير. أصبحت المدينة مركزًا لوجستيًا في إمبراطورية حزب الله، الذي أرسل قادته للعيش هناك مع عائلاتهم".
وبحسب المجلة، "تعرض حزب الله لنكسة كبيرة جداً بعد سقوط الأسد في 8 كانون الأول 2024، خاصة بعد كل ما مر به بسبب الهجوم الإسرائيلي الذي تسبب باستشهاد العديد من قادته الكبار، أبرزهم أمينه العام حسن نصرالله. ورغم النكسة الكبيرة التي مني بها، كان من الممكن للحزب أن يتعافي، إلا أن فقدانه طريق إمداده الرئيسي بالأسلحة يُشكّل تحديًا وجوديًا. هذه الانتكاسة دفعت بمعارضي حزب الله في لبنان إلى المطالبة بنزع سلاحه. ولكن ليس معارضو الحزب وحدهم من يشعرون بأن شيئاً أساسياً قد تغير، بل إن أنصاره الشيعة يشعرون بالقلق إزاء تراجعه أيضاً".
وتابعت المجلة، "استُلهم حزب الله من الثورة الإيرانية عام 1979، التي أطاح فيها رجال الدين الشيعة بالديكتاتورية العلمانية للشاه، المدعوم من الغرب، وأقاموا دولة دينية بقيادة المرشد الأعلى آية الله روح الله الخميني. حينها، ساد شعور في كل أنحاء الشرق الأوسط بأن الشيعة لم يعودوا يمثلون الطبقة الدنيا. وفي عام 1982، سافر تسعة رجال دين شيعة لبنانيين إلى طهران طلبًا لمباركة الخميني لإنشاء منظمة شيعية لبنانية جديدة تتحدى النفوذ الأميركي والإسرائيلي في المنطقة. وبعد أن منحهم بركته، أرسل الخميني ألفًا من عناصر قواته النخبة، الحرس الثوري الإيراني ، للمساعدة في تأسيس الحزب. وفي طريقهم إلى لبنان، توقف مسؤولو الحرس الثوري الإيراني في دمشق لطلب الإذن من حافظ الأسد، الذي أعطى موافقته. واستمر هذا التحالف الثلاثي على مدى السنوات الثلاث والأربعين التالية".
ورأت المجلة أن "الفضل في جزء كبير من هذا النجاح يعود لنصرالله، الذي تولى القيادة عام 1992 بعد اغتيال الأمين العام السابق في غارة جوية إسرائيلية. كان نصرالله مخلصًا بشدة لإيران، ووثقت به القيادة الدينية هناك ثقةً تامةً سمحت له بصياغة سياساته بمفرده. كان نصر الله متحدثًا بارعًا، وأصبحت خطاباته التلفزيونية المنتظمة ضرورةً في لبنان. وفي عام 2006، بدا أن نصر الله قد أخطأ في حساباته بشكل نادر، بعد أن اختطف الحزب جنديين إسرائيليين على الحدود، ما دفع إسرائيل إلى الرد بشدة. لكن المقاومة الشرسة من مقاتلي حزب الله، دفعت إسرائيل إلى قبول وقف إطلاق النار. وعززت هذه الحرب القصيرة سمعة حزب الله كحركة "مقاومة". كان حزب الله بالفعل القوة الأقوى في البلاد، وبعد حرب عام 2006، أصبح قوة لا تُقهر. وفي الحقيقة، أصبح الولاء الراسخ الذي كان يتمتع به حزب الله من أتباعه موضع شك. فمنذ انتكاسات عام 2024، أصبح بعض أشد منتقدي الحزب في لبنان من أتباعه الشيعة".
وبحسب المجلة، "من المرجح أن يتجادل المحللون والمؤرخون لسنوات حول أسباب انهيار حزب الله غير المتوقع، لكن أحد هذه الأسباب كان بلا شك قراره التدخل في الحرب الأهلية السورية. من خلال مساعدة الأسد ضد المتمردين السنّة، وجد مقاتلو نصرالله نفسهم يخوضون حربًا تقليدية لأول مرة. اكتسب مقاتلو الحزب خبرة ميدانية لا تُقدر بثمن، بالإضافة إلى إمدادات جديدة من الأسلحة من إيران، لكن هذه الجولة كشفت أيضًا عن نقاط ضعف جديدة لقوة معتادة على العمل بسرية تامة. حينها، صوّر نصر الله التدخل السوري كنقطة انطلاق أخرى في مسيرة الحزب "من نصر إلى نصر". وبحلول عام 2018، بدا الأسد في مأمن. ورغم احتدام التوترات مع إسرائيل، أمل قادة الحزب في أن يكون أعداؤهم القدامى مُرتعبين بما يكفي لعدم تصعيد الوضع، وأعلن نصر الله في خطاب ألقاه عام 2018، مُعلنًا فيه حصول حزب الله على صواريخ دقيقة: "إذا فرضت إسرائيل حربًا على لبنان، فستواجه مصيرًا وواقعًا لم تتوقعه". في النهاية، كان حزب الله هو من بدأ القتال. وكان نصرالله والمسؤولون الإيرانيون يتحدثون منذ فترة عن استراتيجية جديدة تُسمى "وحدة الجبهات"، حيث ستهب كل الفصائل المتحالفة مع إيران في المنطقة، بما فيها حماس ، للدفاع عن أي فصيل في حال تعرضه للهجوم".
وتابعت المجلة، "عندما شنت حماس هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، ردت قوات الجيش الإسرائيلي بقصف جوي مدمر على غزة. وعلى الرغم من أن إيران حصرت ردها في إدانت إسرائيل، إلا أن حلفائها سارعوا إلى العمل. من جانبه، شنّ حزب الله هجمات صاروخية على بلدات وقرى وقواعد على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، وفي حين لم يعتبر الكثير من اللبنانيين حرب محور المقاومة حربهم، إلا أنه لم يكن أمامهم خيار آخر. إذا كان حزب الله يتوقع تكرار ما حدث عام 2006، فقد كان مخطئًا. ففي الواقع، أمضى عملاء المخابرات الإسرائيلية السنوات الفاصلة في دراسة الحزب دراسة معمقة، ووضعوا خططًا متطورة لإلحاق الضرر به، وكان هجوم جهاز النداء أو ما يُعرف بالبيجر إحدى هذه الحيل. ولو كان حزب الله يمتلك أسلحة دقيقة كهذه التي تفاخر بها نصر الله، فلم يستخدمها. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية جنوب لبنان ، وسهل البقاع شرقًا، والضاحية الجنوبية لبيروت، وحتى مواقع في قلب العاصمة زُعم أن حزب الله ينشط فيها. وكل ما فعله حزب الله هو الردّ بشكل فاتر باستهداف شمال إسرائيل بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة".
وبحسب المجلة، "قد يكون سلوك إسرائيل منذ هزيمة حزب الله بمثابة السبب القوي الذي سيدفع الحزب في نهاية المطاف إلى العودة. بالنسبة للعديد من الشيعة في لبنان، كان خبر اغتيال نصرالله في أواخر أيلول مدمراً. لكن حزب الله لم ينتهِ بعد، إلا أنه لم يعد يُسيطر على المشهد السياسي. وبدأت بوادر الانتعاش في بيروت تظهر بشكل حذر بعد فترة طويلة من التدهور بدأت مع الانهيار الاقتصادي عام 2019. وعلى الرغم من أن حزب الله لم يكن مسؤولاً عن الأزمة، إلا أنه وبحلول عام 2018، أصبحت كتلة الحزب السياسية القوة المهيمنة في الحكومة، ولطخت سمعة الحزب بفشلها في إنقاذ الاقتصاد المنهار. ومنذ انتهاء الحرب الإسرائيلية عام 2024، بدا أن البلاد تتعافى من انحدارها، وفي كانون الثاني، انتخب مجلس النواب رئيسًا جديدًا مدعوما أميركيًا، على الرغم من امتعاض حزب الله. والآن، يشعر بعض معارضي الحزب أن لديهم فرصة لتغيير البلاد الآن".
وتابعت المجلة، "بحسب أوساط مقربة من حزب الله، هناك صراع على السلطة بين قادة الحزب الحاليين. ويُقال أيضًا إن هناك انقسامًا داخليًا حول ما إذا كان ينبغي للحزب إعطاء الأولوية لاستعادة الدعم بين اللبنانيين أم إعادة بناء جناحه العسكري، ويبدو أن مؤيدي الخيار الثاني في ازدياد. وفي الوقت الذي بدأ فيه لبنان بالتعافي، لا يزال الجنوب، معقل حزب الله، عالقًا في حالة من الخراب بعد الحرب. دُمّرت بلدات بأكملها، وأُحرقت بساتين وحقول، وانهارت البنية التحتية، ولم يتمكن معظم السكان الذين نزحوا من منازلهم في أيلول الماضي من العودة إليها. من جانبها، أبدت دول الخليج حتى الآن حذرها من تقديم الأموال للبنان، بعد أن أدركت أن الأموال التي قدمتها سابقًا لم تنجح إلا في تعزيز قوة حزب الله. أما إيران، فتعاني من ضائقة مالية أشد مما كانت عليه عام 2006، وستواجه صعوبة في إيصال الأموال إلى حزب الله حتى لو أرادت ذلك. ولمنع إسرائيل من قصف مطار بيروت، اضطرت الحكومة إلى منع حزب الله من استخدامه، فأُعيدت عدة طائرات قادمة من إيران، واعترضت السلطات عددًا من الأفراد يحملون حقائب مليئة بالنقود للاشتباه في أنها كانت متجهة إلى حزب الله".
وختمت المجلة، "يبقى أن نرى ما إذا كانت الحالة الكارثية للبنية التحتية في جنوب لبنان ستدفع الشيعة إلى فعل أكثر من مجرد التذمر. فمن خلال مزيج من المحسوبية والأيديولوجيا والترهيب التكتيكي، لا يزال حزب الله يتمتع بنفوذ قوي عليهم، ولكن كلما طال انتظار أصحاب المنازل المتضررة في الحرب للمساعدة، ازداد حزب الله ضعفًا سياسيًا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ملفات تهدد اتفاق إيران - أميركا.. تفاصيل مهمة على "خط النووي"
ملفات تهدد اتفاق إيران - أميركا.. تفاصيل مهمة على "خط النووي"

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

ملفات تهدد اتفاق إيران - أميركا.. تفاصيل مهمة على "خط النووي"

يوم الجمعة الماضي، عقدت إيران والولايات المتحدة في روما جولة خامسة من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني. وإثر ذلك، غادر وفدا البلدين من دون إحراز تقدم ملحوظ، لكنهما أبديا استعدادهما لإجراء مباحثات جديدة. ورغم الحديث عن تقدم في المفاوضات إلا أن نقاط خلاف ما زالت مستمرة حول الملف النووي الإيراني رغم وساطة سلطنة عمان. ويشكل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيسي ، وتشتبه الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران والتي يرى الخبراء إنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ، بنية طهران امتلاك سلاح نووي. من جهتها، تنفي طهران أي طموحات نووية عسكرية، فيما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخصب اليورانيوم راهنا بنسبة 60 في المئة، متجاوزة إلى حد بعيد سقف 3.67 في المئة الذي نص عليه اتفاق 2015 النووي مع القوى الغربية الكبرى، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018. ورداً على الخطوة الأميركية، أعلنت إيران أنها غير ملزمة بعد اليوم بمضمون الاتفاق. ويعتبر الخبراء أنه ابتداءً من 20 في المئة، قد يكون لليورانيوم استخدامات عسكرية، علماً أن التخصيب ينبغي أن يكون بنسبة 90 في المئة للتمكن من صنع قنبلة. والأحد الماضي، صرح الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يترأس وفد بلاده في المباحثات مع طهران، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لايران بأن تملك ولو واحداً في المئة من القدرة على التخصيب. وفيما تؤكد إيران أن قضية التخصيب "خط أحمر" بالنسبة إليها، قال الباحث في مركز السياسة الدولية في واشنطن سينا توسي، إن محادثات الجمعة أبرزت "صراع الخطوط الحمراء، التي يبدو أنه لا يمكن تحقيق تقارب في شأنها". وتصر طهران على أن تنحصر المحادثات بالمسألة النووية ورفع العقوبات عنها، جاعلة من ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض. وفي 2018، اعتبر الانسحاب الأميركي من الاتفاق الدولي حول النووي مدفوعاً في شكل جزئي بعدم وجود إجراءات ضد برنامج إيران البالستي الذي ينظر إليه كتهديد لإسرائيل حليفة واشنطن. وفي 27 نيسان، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الولايات المتحدة إلى بلوغ اتفاق يحرم في الوقت نفسه إيران من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ. واستبق محللون الأمر بالقول إن هذا الموضوع مطروح على جدول أعمال المباحثات، وكذلك دعم إيران لما يسمى "محور المقاومة" الذي يضم تنظيمات مسلحة معادية لإسرائيل أبرزها حزب الله في لبنان وحركة حماس الفلسطينية في غزة والمتمردون الحوثيون في اليمن. ولا تخفي إيران استياءها من مطالب "غير عقلانية" من جانب الولايات المتحدة، فضلاً عن شكواها من مواقف متناقضة لدى المسؤولين الأمريكيين. إلى ذلك، تندد إيران بموقف واشنطن "العدائي" بعدما فرضت عقوبات جديدة عليها قبل العديد من جولات التفاوض. وفي هذا السياق، استهدفت الخارجية الأميركية، الأربعاء، قطاع البناء بحجة أن بعض المواد تستخدمها إيران في برامجها النووية والعسكرية والبالستية. ورأت الدبلوماسية الإيرانية أن "هذه العقوبات تثير تساؤلات حول مدى جدية الأميركيين على الصعيد الدبلوماسي". ومع نهاية نيسان، وقبل الجولة الثالثة من المباحثات، فرضت واشنطن أيضاً عقوبات على قطاعي النفط والغاز في إيران. في موازاة دعوته القادة الإيرانيين بإلحاح إلى التوصل لاتفاق، يتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، بقصف إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي. والجمعة، حذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، من أن "أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول بها إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان". ونقلت شبكة سي إن إن الثلاثاء عن العديد من المسؤولين الأميركيين، أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية.

بمناسبة عيد تحرير الجنوب اللبناني.. بيان للحوثيين
بمناسبة عيد تحرير الجنوب اللبناني.. بيان للحوثيين

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

بمناسبة عيد تحرير الجنوب اللبناني.. بيان للحوثيين

صدر عن المكتب السياسي لأنصار الله البيان التالي: نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لأمين عام حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان والشعب اللبناني بمناسبة العيد 25 للمقاومة والتحرير. مناسبة العيد 25 للمقاومة والتحرير توجت بالهزيمة المذلة للصهيوني وطرده من جنوب لبنان. انتصار المقاومة الإسلامية في 25 مايو 2000 متغير استراتيجي مهم في إطار الصراع العربي والإسلامي مع العدو الصهيوني. الأمة العربية والإسلامية بانتصار المجاهدين في حزب الله استعادت الثقة بنفسها وشعوبها وإمكانياتها الذاتية. انتصار حزب الله على العدو في 2006 رسم خطوط معادلات وقواعد اشتباك جديدة مع كيان الاحتلال. نجدد العهد والوفاء مع حزب الله ومع المقاومة والسير على خطى القادة الشهداء، وفي مقدمتهم شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه. نؤكد التضامن مع لبنان والمقاومة الإسلامية ونستنكر الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحق الأراضي والسيادة اللبنانية. ندعو الأطراف اللبنانية إلى استلهام دروس التاريخ التي أكدت أن قوة لبنان كانت وستبقى في مقاومته الشريفة، وفي سلاحها الذي شكل توازن الردع مع العدو الصهيوني.

نتائج صيدا أبرزت حضور سعد وبهية الحريري... حجازي رئيساً وعكرة نائباً للرئيس في مجلس بلدي مركّب
نتائج صيدا أبرزت حضور سعد وبهية الحريري... حجازي رئيساً وعكرة نائباً للرئيس في مجلس بلدي مركّب

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

نتائج صيدا أبرزت حضور سعد وبهية الحريري... حجازي رئيساً وعكرة نائباً للرئيس في مجلس بلدي مركّب

مثلما توقعت "النهار" قبل أيام، جاءت نتائج معركة الانتخابات البلدية والاختيارية في مدينة صيدا، بعد فرز الأصوات وظهور نتائج غير رسمية، لمصلحة اللائحتين الرئيسيتين "سوا لصيدا" برئاسة المهندس مصطفى حجازي المدعومة من "تيار المستقبل" والنائبة بهية الحريري ورجل الأعمال مرعي ابو مرعي ورئيس البلدية السابق المهندس محمد السعودي والسيد يوسف النقيب، والتي حصدت 11 عضواً من المقاعد الـ21 للمجلس البلدي، و"نبض البلد" برئاسة المهندس محمد الدندشلي المدعومة من النائب أسامة سعد ورجل الأعمال محمد زيدان و"تجمع المهندسين" وتجمع "علّ صوتك" والحزبين الشيوعي و"الديموقراطي الشعبي" والى حد ما "حزب الله"، والتي حصدت 7 أعضاء. فيما استطاعت لائحة "صيدا بدها ونحنا قدها" برئاسة الصيدلاني عمر مرجان والمدعومة بشكل غير مباشر من النائب عبد الرحمن البزري الفوز بثلاثة مقاعد والفائزون هم من القريبين من "الجماعة الإسلامية". وكان لافتاً أن رئيس اللائحة عمر مرجان لم يحالفه الحظ بالفوز. كذلك لم يفز أي مرشح من اللائحة المدعومة من "الجماعة" والتي ضمت 16 مرشحاً. قبل ساعات من إعلان النتائج رسمياً، تردد أن لائحة "سوا لصيدا" حصدت 10 أعضاء فيما فازت لائحة "نبض البلد" بـ8 ولائحة "صيدا بدها ونحنا قدها" بـ3، أظهرت النتائج شبه النهائية سقوط مرشح من "نبض البلد" وفوز مرشح من "سوا لصيدا"، الأمر الذي حسم مسألة انتخاب المهندس مصطفى حجازي رئيساً للمجلس البلدي والدكتور أحمد سعيد عكره نائباً للرئيس، مما جنب رؤساء اللوائح والداعمين لهم معضلة صعبة ومعقدة. ومن دون شك، أظهرت هذه النتيجة قوة تمثيل بهية الحريري و"تيار المستقبل" على رغم عدم مشاركتهما بشكل مباشر التزاما لقرار الرئيس سعد الحريري. وبدأ واضحاً أن بعض المواقف التي صدرت عن البعض حيال إقصاء التيار، رغم النفي، دفع نائبة صيدا السابقة عشية الانتخابات، الى استنهاض قاعدتها والمؤيدين لها للاقتراع لمصلحة "سوا لصيدا". كذلك ساعدت في إعادة التقارب بينها وبين رئيس ماكينتها الانتخابية سابقاً المهندس يوسف النقيب، وفي فوز اللائحة بـ 11 مقعداً فضلاً عن الدعم القوي من رجل الأعمال ابو مرعي والمهندس السعودي وأيضا من الرئيس فؤاد السنيورة الذي اقترع لمصلحتها. أظهرت النتائج، بقاء التمثيل والحضور الفاعل لبهية الحريري، بعد فقدانها المقعد النيابي نتيجة عدم ترشحها في الانتخابات النيابية عام 2022، وأظهرت التمثيل والحضور الفاعلين للنائب سعد الذي أصر على خوض معركة تنافسية بعيدة من المحاصصة السياسية. كما أن "الجماعة" التي اتخذت خيارا صعبا بتشكيل لائحة أثبتت حضورها من خلال الأرقام التي حصدها مرشحوها خلافاً لكل التوقعات. وبدا أن الخاسر الوحيد في المعركة هو النائب البزري الذي تصدر الصوت التفصيلي في الانتخابات النيابية الاخيرة. فهو لم يتخذ في الانتخابات البلدية موقفاً واضحاً الى أن ظهر داعماً لـ"صيدا بدها ونحنا قدها" التي أوصلت 3 أعضاء كانوا جميعاً قريبين من "الجماعة". وكان لافتا تصدر المرشح في "نبض البلد" رامي بشاشة المشهد الانتخابي بحصوله على أكبر عدد من أصوات الناخبين 10152 متفوقاً على رئيس لائحته محمد الدندشلي بفارق 2040 صوتاً، وعلى رئيس "سوا لصيدا" مصطفى حجازي بفارق 1777 صوتاً. وبشاشة، المسؤول عن جمعية الكشاف المسلم - مفوضية الجنوب افترق عن "الجماعة" وانضم إلى "نبض البلد"، خلافاً لرأي "الجماعة". فقدان مقعدين للشيعة والموارنة وخلافا للعرف السائد بلدية صيدا بوجود مقعدين للشيعة ومقعدين آخرين للمسيحيين واحد للموارانة وآخر للروم الكاثوليك، أظهرت النتائج فوز المرشح أحمد شعيب عن الشيعة والمرشح يوسف طعمة عن الروم الكاثوليك، وكلاهما على لائحة "سوا لصيدا". كذلك أظهرت النتائج فوز مرشحتين فقط هما براء الحريري وآنجي العطروني، على رغم وجود أكثر من 20 مرشحة في اللوائح الخمس. ولا بد من التأكيد أن الانتخابات في صيدا حصلت وسط أجواء من التنافس الديموقراطي والحضاري، وفي ظل أجواء أمنية طبيعية وهادئة ونسبة الاقتراع كانت فيها جيدة ومرتفعة. ويبقى السؤال كيف سيعمل المجلس البلدي المنتخب كفريق غير متجانس وهل يتمكن من تنفيذ المشاريع والخطط الموضوعة للنهوض بها ومعالجة كل المشكلات التي تواجهها؟ سؤال قد يبقى من دون جواب الى مدة من الزمن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store