
عمّ يتساءلون.. عن اليمن العظيم!صفاء السلطان
عمّ يتساءلون.. عن اليمن العظيم!
صفاء السلطان*
اليمن هو ذاك البلد الذي لم يعتد على الانكسار طوال التاريخ، سواء في الماضي بحضاراته العظيمة كسبأ وحمير ويمنات، او في هزيمته للمحتلين السابقين كالعثمانيين والبريطانيين الذين مرغ اليمني أنوفهم في التراب حتى باتت تسمى عندهم ب«مقبرة الغزاة» ، وحتى في حاضرنا المعاصر حيث هزم اليمني أذرع الأمريكان في المنطقة الذين سمّوا أنفسهم حين ذاك ب «التحالف العربي» حيث عانىٰ اليمني حينها من الحصار الجائر والظالم،أيضا من قصف معظم البنية التحتية للبلد والتآمر على هذا الشعب حتى في لقمة عيشة بقطع مرتبات الموظفين ونقل البنك المركزي إلى عدن، حتى أن السفير الأمريكي حينها توعد بأن يجعل العملة لاتساوي قيمة الحبر عليها،إلا أن اليمن برجالها العظماء والثابتين والأقوياء بقوة الله وبقيادة القائد العلم خرجوا من كل هذه المؤامرات منتصرين وقد رضخ العدو لهم.
أما عن اليمن في طوفان الأقصى فقد كان النموذج الأرقى في السند والمدد لأخوة الدين والعروبة ثابتين كثبات جبال اليمن الثابتة على الأرض المعانقة لعنان السماء، موقف قل نظيره وبشهادة أعظم قادة المحور كالشهيد إسماعيل هنية والشهيد السنوار والشهيد أبو حمزة رحمة الله عليهم الذين كانوا يؤكدون في معظم كلماتهم على عظمة هذا القائد وشعبه الحر المجاهد حيث اجتمعوا جميعهم على تسمية اليمانيين ب (إخوان الصدق)، ولا ننسى في هذا السياق شهيد الاسلام والإنسانية سماحة السيد 'حسن نصرالله' رحمه الله حيث وجه في عدة خطاباته شكره وامتنانه للموقف اليمني العظيم وعبر في أكثر من كلمة عن اعجابه وانبهاره بشموخ الشعب اليمني وعظمة القائد.
أثناء الإسناد كان لابد لهذا الموقف من أن يكون لديه أعداء يقفون في وجهه سواء من الداخل (مرتزقة، خلايا، منافقون) أو على المستوى الخارجي والدولي فقد تحالفت كل قوى الشر على اليمن لصده عن الموقف المساند لغزة بداية ب «حارس الازدهار» الذي خرج خاسئاً مذءوماً مدحوراً يجر أذيال الخيبة والهزيمة، بعدها تحركوا بفخر صناعاتهم العسكرية التي كانوا يخوفون بها الدول العظمى المسماه عندهم بحاملات الطائرات وقد أخذ اليمني الذكريات معها وجعلوها أضحوكة الزمان ومن هذه الحاملات «أبراهام، أيزنهاور، ترومان، روزفلت» وكلها بفضل الله ذاقت الويل من حرارة الضربات اليمنية المنكلة بها والتي تعلمت منها كيفية الهروب شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً فأينما تولت فثم مسيرة وصاروخ كسر كبرياءها وحطم غرورها فغادرت البحر الأحمر على استحياء متعللة بالصيانة الضرورية لها.
وأما عن طائرات الإم كيو ناين فقد أصبحت من نكات العصر اليماني فبينما تسير مغرورة في الأجواء فإذا بصاروخ مضاد يسقط هيبتها وغرورها حتى أصبحت لاهيبة ولا كبرياء لها، ولعل آخر ما أصبح عند اليمني أضحوكة طائرات الإف 18 التي تقدر بملايين الدولارات فأحدها تسقط متعللة بالطقس وأخرى بإنعطاف الحاملة وثالثتها بالسرعة المفرطة التي أسقطتها من الحاملة.
أمام كل ماحدث ويحدث من مساندة وإرهاب للعدو الصهيوني في موانئه ومطاراته، يقف العالم مذهولاً متعجباً امام هذا الثبات الراسخ والعقيدة الجهادية القرآنية يتساءلون مرة وثانية وألفاً: ماسر هذا الثبات العظيم؟! من أين لكم ياشعب الإيمان كل هذا الشرف والعزة والكرامة في زمنٍ أصبح كل العالم تحكمه المصالح المادية؟!
يتساءلون ويقولون: كيف لنا أن نصبح مثلكم بهذه الروحية الإيمانية؟!
يسألون ويسألون والجواب الذي يعرفونه ويحاولون مغالطة أنفسهم هو «الله» فينقلب إليهم البصر خاسئاً وهو حسير.
فعلاً هو الله الذي أعطى القوة وأعطى المعنويات الثابته وأيد بنصره وبجنوده، فنحن بالله كل شيء وبدونه لا شيء.
#اتحاد_كاتبات_اليمن
2025-05-13

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ ساعة واحدة
- موقع كتابات
الديانة الإبراهيمية… بين وهم التوحيد وحقيقة التفكيك العقائدي
الديانة الإبراهيمية…بين وهم التوحيد وحقيقة التفكيك العقائدي. إعداد: جلال عبد الحميد الحسناوي . 1 – الاتجاه الأول: الإسلام في القرآن… دين واحد لا يتعدد 2 – الاتجاه الثاني: مشروع الديانة الإبراهيمية… من التسامح إلى التفكيك 3 – التجاه الثالث: زيارة البابا للنجف الاشرف… بين التقدير الديني والتأويل السياسي 4 – الاتجاه الرابع: الإعلام والدين الإبراهيمي… من الترويج الناعم إلى التطبيع العقدي الاتجاه الأول: الإسلام في القرآن… دين واحد لا يتعدد. تمهيد: حينما نرجع إلى النص القرآني في أصل الدين، نجد خطابًا إلهيًا حاسمًا لا يحتمل التأويل: هذه الآيات لا تتحدث عن 'دين محمد' (صلى الله عليه وآله) فحسب، بل تُعرّف 'الإسلام' كدين إلهي واحد ممتد عبر التاريخ، بدأ مع آدمالنبي (ع) واكتمل مع النبي الخاتم محمد (ص) واله الطاهرين ، وتخلله أنبياء عظام كلهم خاطبوا أقوامهم بالإسلام، وإن اختلفت شرائعهم وتفاصيل مناهجهم. 1 – الإسلام لغة واصطلاحًا في القرآن. • الإسلام لغويًا: الاستسلام والطاعة والخضوع الكامل لله دون شرك. • الإسلام قرآنيًا: العقيدة التوحيدية التي حملها جميع الأنبياء، منذ النبي آدم إلى خاتمهم النبي الرسول محمد عليهم افضل الصلاة واتم التسليم. وقد نص القرآن على أن كل نبي دعا قومه إلى الإسلام بمعناه الأصيل، ومن ذلك: • إبراهيم (ع): • يعقوب وأبناؤه: • يوسف (ع): 'تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ' يوسف: 101 • سليمان (ع): 'وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ' النمل: 31 2 – موسى وعيسى عليهما السلام في ضوء القرآن أولًا: موسى (عليه السلام) • قال تعالى عن موسى وهو يخاطب قومه: • هذا التصريح ينسف المزاعم التي تفصل بين 'اليهودية' و'الإسلام'، فاليهودية شريعة نزلت ضمن دين الإسلام التوحيدي، لا خارجه. • قال تعالى على لسان موسى وإخوته: 'رَبَّنَا اجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ' البقرة: 128 ثانيًا: عيسى (عليه السلام) • قال تعالى: • وقال تعالى عن أتباع عيسى: • وبيّن صراحة أن عيسى لم يأتِ بدين منفصل، بل بشر بمن يختم الرسالة: الفيلسوف الشهيد السيد محمد باقر الصدر: 'الإسلام ليس لحظة تاريخية ظهرت في الجزيرة، بل هو استمرار رسالي متكامل، يرث كل الرسالات، ويُعبّر عن الحقيقة التي تجلت في كل الأنبياء.' المرجع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر: 'كل الأنبياء كانوا مسلمين. والقرآن لا يقر بتعدد الأديان، بل بتعدد الشرائع ضمن دين واحد، هو الإسلام.' 4 – موقف علماء الفريقين. • ابن كثير (تفسير القرآن): فسر الإسلام في سياق الآيات بأنه دين جميع الأنبياء. • الفخر الرازي: أكد في تفسيره أن الإسلام يعني التوحيد والانقياد لله، وهو الأصل في كل الرسالات. • العلامة الطباطبائي (الميزان): قال إن الإسلام في القرآن اسم للدين الإلهي، لا لمرحلة منه. ظهر مصطلح 'الديانة الإبراهيمية' في العقد الأخير كدعوة ظاهرها السلام، وباطنها إعادة تشكيل البنية العقدية للشعوب تحت شعار 'الوحدة الروحية بين أتباع إبراهيم'. لكنّ القراءة الدقيقة لمسار المشروع ومؤسساته تكشف عن مسعى صهيوني ناعم لإعادة هندسة الوعي الديني وفق مصالح سياسية وثقافية عالمية، تتزعمها قوى دولية تسعى لتفكيك الخصوصيات العقدية للأديان، ودمجها في قالب واحد يخدم الهيمنة الغربية، والتطبيع مع الكيان الصهيوني. 1.1 وثيقة 'الأخوة الإنسانية' (أبو ظبي، 2019) شملت دعوات عامة للتسامح، لكنها افتقدت لأي تحديد عقدي واضح، وهو ما مهد لاحقًا لتوسيع المفهوم نحو فكرة 'الديانة الإبراهيمية' بوصفها مرجعية جامعة بين الإسلام واليهودية والمسيحية. 1.2 مشروع 'بيت العائلة الإبراهيمية' (افتتاح 2023) في جزيرة السعديات – أبو ظبي. مجمّع يضم مسجدًا، وكنيسة، وكنيسًا يهوديًا في موقع واحد، ويُروج له باعتباره 'رمزًا لوحدة الأديان'. اتفاقات تطبيع بين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان مع الكيان الصهيوني، تحت غطاء 'السلام الإبراهيمي'، في إشارة مباشرة إلى البعد الديني في الترويج للتطبيع. 2 – ما وراء التسمية: لماذا 'إبراهيم'؟ • إبراهيم (عليه السلام) في القرآن رمز للتوحيد الخالص والبراءة من الشرك: • أما المشروع الحديث فيقدّمه كمجرد شخصية ثقافية جامعة، بلا محتوى عقدي، ولا موقف من الظلم أو الانحراف، بل كـ'رمز سلام وتسامح عالمي'. • وهنا يُفرّغ إبراهيم من رسالته، ويُعاد إنتاجه بما يناسب الأجندة الجديدة. 3.1 التمهيد النظري من الفكر الصهيوني • الحركة الصهيونية منذ نشأتها تبنت فكرة 'العدو الديني' لخلق حاجز نفسي وعقدي ضد العرب والمسلمين، لكنها عادت اليوم لتروّج لفكرة 'الوحدة الإبراهيمية' بعد أن تحقق لها النفوذ السياسي والعسكري. 'الصهيونية ليست مجرد دعوة للعودة إلى أرض، بل هي مشروع لتأسيس نمط عالمي جديد من الإنسان المنفصل عن عقيدته، المتصالح مع السيطرة الإمبريالية.' • إعادة تشكيل الدين عنصر أساسي في هذا النمط، بما يحقق: • دمج الصهاينة كجزء من الأسرة الروحية. • تمييع العداوة العقدية مع المحتل. • نزع سلاح المقاومة والثقافة الإسلامية. 3.2 الأدوات المستخدمة: • الإعلام الموجه: عبر الأفلام، والبرامج، والكتب المدرسية. • المؤسسات الدينية الرسمية: التي تُجرّ إلى خطاب 'السلام'. • الفعاليات الثقافية: مؤتمرات حوار الأديان، منصات التفاهم، إلخ. 4. الشهيدين الصدرين: وتحليل البنية الغربية للمشروع المفكر الفيلسوف السيد محمد باقر الصدر قال: 'الدين عند الغرب يُعاد تركيبه بحسب الحاجة السياسية، ولهذا فإن ما يقدمونه من دعوات للتوحيد ليست إلا وسائل للسيطرة، لا بحثًا عن الحق.' (من كتاب الإسلام يقود الحياة) 'ما يُطرح اليوم من دعوات لتوحيد الأديان، ليست في حقيقتها إلا تنصلًا من جوهر الإسلام، وتحريفًا لطبيعة الصراع بين الحق والباطل.' (في بحث فقه الدولة الإسلامية) 5 – نقد علمي للفكرة: هل الدين قابل للتوحيد؟ • لا يمكن توحيد الأديان لأن: • العقائد الأساسية تختلف (التوحيد، النبوة، المعاد…). • الشريعة ليست اجتهادًا بشريًا بل وحيًا. • الإسلام جاء مهيمنًا وخاتمًا لا مندمجًا أو مكمّلًا. • قال تعالى: خلاصة الاتجاه: مشروع 'الديانة الإبراهيمية' هو أداة هندسة دينية ناعمة، تهدف إلى سحب البعد الجهادي والمقاوم من الإسلام، وإعادة تعريف الدين بوصفه ثقافة مشتركة لا عقيدة ربانية. الاتجاه الثالث: زيارة البابا للنجف الاشرف… بين التقدير الديني والتأويل السياسي في السادس من آذار 2021، قام البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، بزيارة إلى مدينة النجف الأشرف للقاء السيد السيستاني دام عزه ، المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الإمامية. الحدث كان غير مسبوق، لا من حيث رمزيته، ولا من حيث توقيته، ولا من حيث ما تبعَه من تأويلات إعلامية وسياسية حاولت استثمار اللقاء ضمن سياق مشروع الديانة الإبراهيمية. ولئن كان اللقاء مغلقًا، ولم تُلتقط فيه صور، ولم يُصدر عنه بيان مشترك، إلا أن ذلك لم يمنع محاولات التوظيف المتكررة له كدليل ضمني على انخراط المرجعية في مسار 'التقارب الديني العالمي'. • جاءت الزيارة بعد عامين من توقيع ('وثيقة الأخوة الإنسانية' في أبو ظبي (2019. • بعد أشهر من إعلان ('اتفاقيات أبراهام' (2020. • وقبل افتتاح ('بيت العائلة الإبراهيمية' (2023. أي أن الزيارة وقعت ضمن تسلسل زمني يتم فيه دمج الدين داخل المسار السياسي للتطبيع، وإعادة صياغة علاقة الإسلام بالغرب واليهودية. 2 – موقف المرجعية: صمت محسوب لا مباركة ضمنية البيان الذي صدر عن مكتب السيد السيستاني بعد اللقاء لم يتطرق إلى المشروع الإبراهيمي، ولم يُلمّح إلى أي تبنٍّ لمسارات الوحدة الدينية، بل جاء بصيغة تؤكد على: • . • حق الشعوب في العيش بسلام. • رفض الظلم والاعتداء. • دعوة رجال الدين للوقوف بوجه قوى الطغيان. لم يُذكر 'التسامح بين الأديان' ولا 'الوحدة الروحية' ولا 'الأسرة الإبراهيمية' في البيان مطلقًا. وهذا يُعدّ موقفًا فاصلًا، حافظت فيه المرجعية على توازنها: • لم ترفض الزيارة، كي لا تُستغل ضدها دوليًا. • ولم تشارك بمخرجاتها الرمزية، حتى لا تُحسب على مسار لا تنتمي إليه عقديًا. ما يجعل الموقف أكثر حساسية هو أن البابا نفسه قد توفي ، مما قد يفتح الباب أمام: • إصدار وثائق لاحقة ينسب فيها تأييدٌ ضمني للمرجعية لهذا المشروع. • قيام منظمات أو جهات دينية أو إعلامية بتحريف نوايا الزيارة. • توظيف الزيارة في إنتاج سرديات دعائية تقول: 'حتى مرجعية النجف رحّبت بمشروع الأخوة الإبراهيمية'. غياب الصوت المؤسسي الإعلامي الفاعل في الحوزة يضاعف هذا الخطر، ويجعل المرجعية عرضة لاستخدام صورتها دون إذنها. 4 – ماذا أرادت المرجعية؟ وماذا أراد الآخرون؟ • المرجعية أرادت: اللقاء الإنساني والتعبير عن المظلومية الأخلاقية للشعوب. • البابا أراد: خطابًا رمزيًا يُسهم في مشروعه العالمي للتقارب الديني. وهنا يُفهم ويستنتج : 'الاستقبال كان خطأ، لكن عدم الاستقبال يكون خطأ أكبر'. إنها معادلة الصمت النشط: قول لا يُقال، لكن يُفهم. 5 – قراءة الشهيدين الصدرين للحدث وأمثاله. المفكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر: 'حين تكون الرمزية الدينية أداةً في يد الإعلام، فذلك مدخل لتشويه العقيدة. المرجعية ليست مؤسسة مجاملة، بل حارسٌ للخط الإلهي.' (من أوراق غير منشورة في فكر الدولة ) المرجع السيد الشهيد محمد الصدر: 'يجب أن تكون المرجعية فوق الإعلام، لكنها لا يجب أن تُترك للإعلام. بين الصمت والانفعال، هناك شيء اسمه البيان الواعي.' (ما وراء الفقه) زيارة البابا للنجف لم تكن تأييدًا، ولا كانت عُزوفًا. كانت حدثًا دقيقًا توازن فيه المرجعية بين الحاجة الإنسانية والوعي العقدي. لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن يُعاد تأويل الحدث خارج سياقه، فيُبنى عليه ما لم يقله أحد، ويُقوَّل المرجع ما لم ينطق به، ما لم تنهض منظومة إعلامية مرجعية واعية تسد هذه الفجوة. في عالم اليوم، لم يعد الدين يُتداول فقط في الحوزات، والكنائس، والمعاهد، بل صار أيضًا موضوعًا لصناعة الصورة، وميدانًا لتشكيل الرأي العام. وهنا يدخل مشروع 'الديانة الإبراهيمية' من أوسع أبوابه، لا كدعوة دينية، بل كـ'رواية إعلامية ضخمة' مدعومة من مؤسسات سياسية، ومنصات دولية، ومراكز تمويل ضخمة. ولأن الإعلام لا ينقل الحقيقة كما هي، بل يُعيد صناعتها، فإن أكبر خطر يواجه الأمة اليوم هو أن تُفرض عليها عقيدة جديدة بصيغة إعلامية مُجمّلة، تتسلل من باب 'التسامح'، لتصل إلى 'إعادة تعريف الإسلام'. • إبراهيم (ع) يُقدَّم في الإعلام الغربي والعربي المؤدلج لا كنبيٍ موحّد لله، بل كـ'رمز عالمي للتسامح'، منزوع الموقف من الشرك أو الطاغوت. • المرجعيات الدينية تُختزل في 'لقطات' وصور دعائية، لا في خطابها العقدي الفعلي. • تسويق المصطلحات: 'الأخوة الإبراهيمية'، 'بيت العائلة'، 'السلام الديني'، 'الأسرة الإبراهيمية'. • استخدام المؤثرين، وصنّاع المحتوى، وبرامج الأطفال، والدراما. 1.3 تمرير التطبيع عبر الفضاء الديني • من خلال إبراز رجال دين يقفون مع ممثلي الديانة اليهودية والصهيونية تحت شعار: 'كلنا أبناء إبراهيم'. • استثمار ذلك لإضعاف الممانعة العقائدية تجاه الاحتلال، وشرعنة الصمت عن الجرائم. 2 – الإعلام المرجعي الديني … الغائب الأكبر رغم عمق الحوزة، والازهر وقوة الموقف الفقهي، إلا أن المرجعيات الدينيةالكبرى في النجف الاشرف وايران ومصر وباقي المدن التي فيها الجامعات الدينية الكبرى لم تبنِ حتى الآن جهازًا إعلاميًا استراتيجيًا قادرًا على: • التحليل الاستباقي للأحداث. • تفنيد التأويلات الملفقة. • الرد على الحملات الممنهجة. • تصدير فكرها للعالم بلغاته وقوالبه العصرية. وهذا ما جعل زيارة البابا – رغم حكمتها – قابلة للاختطاف السردي من الإعلام العالمي، دون رواية موازية من داخل النجف الاشرف تفكك ذلك بلغة العصر. 'المعركة الفكرية ليست في المنابر فقط، بل في من يكتب القصة ومن يصوغ الخبر ومن يُنتج الصورة. إن الإعلام الرسالي هو من يسبق الطاغوت، لا من يرد عليه فقط.' 'من لا يملك إعلامه، سوف يُقال عنه ما لا يقول، ويُقوّل ما لم يُرد، ويُنسَب إليه ما ينفيه. على الحوزة أن تملك لسانًا عصريًا، لا لتمجيد نفسها، بل لحماية الإسلام.' 5 – الحل المقترح: بناء جهاز إعلامي مرجعي متكامل الخصائص المطلوبة: • يكون ناطقًا باسم المرجعية، لا تابعًا لها إداريًا. • يضم باحثين، فقهاء، إعلاميين، ومحللين استراتيجيين. • يتحدث بلغات متعددة. • يرصد ويرد ويؤسس رواية معرفية مستقلة. المهام: • حماية صورة المرجعية من الاختطاف. • إنتاج محتوى يُعبّر عن العقيدة بلغة العصر. • مواجهة السرديات الغربية حول الدين. المعركة اليوم لم تعد في المساجد فقط، بل في الشاشات، والمواقع، والعناوين. وإذا لم يصدر عن المرجعية خطاب إعلامي رسالي استباقي، فإن غيرها سيكتب عنها كما يشاء، ويُقوّلها ما لم تقل، ويستثمر صورتها فيما لا تمثّله. 'الحق لا يُوحِّده التلفيق، والباطل لا يُغسله التجميل' خلاصة البحث: على امتداد الاتجاهات ، تتبعنا خطى مشروع 'الديانة الإبراهيمية' من نشأته الحديثة إلى جذوره السياسية والفكرية، وانتهينا إلى ما يلي: 1 – الدين في القرآن واحد، لا يقبل التعدد ولا التلفيق، وقد نطقت به كل الرسالات السماوية منذ آدم حتى محمد (ص) واله الطاهرين ، تحت اسم الإسلام. 2 – الأنبياء جميعًا مسلمون، بما فيهم موسى وعيسى، وكلشرائعهم كانت مندرجة في إطار دين الله الواحد وهو الاسلام. 4 – المشروع يحمل بصمات الفكر الصهيوني العالمي، الذي يتقن استخدام الدين لإعادة تشكيل الواقع الثقافي والعقدي للأمم، ضمن هندسة فكرية جديدة. 5 – زيارة البابا للنجف كانت نقطة ارتكاز وظّفها الإعلام العالمي ضمن سردية الإبراهيمية، رغم أن المرجعية كانت على وعي بالمخاطر، وامتنعت عن إصدار أي بيان مشترك أو موقف يُفسر كتبرير عقائدي للمشروع. 6 – غياب جهاز إعلامي مرجعي متكامل. أولًا: على الصعيد العقدي • ضرورة التأكيد على وحدة الدين في الخطاب الإسلامي، ونقض أي دعوة تدّعي إمكان الجمع العقائدي بين الرسالات ككيانات متساوية. • نشر الأدلة القرآنية والروائية التي تبرهن أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء، لا دينًا جديدًا بدأ بمحمد (ص) واله. • يتولى شرح المواقف. • يفند التأويلات المغرضة. • يصدر بيانات توضيحية بلغة عالمية. ثالثًا: على صعيد الأمة والمثقفين • نشر الوعي بمشروع الديانة الإبراهيمية وبيان ارتباطه بالتطبيع، وتفكيك الخطاب الإعلامي الذي يُروّج له. • دعم الأصوات الفكرية والعقدية الحرة التي تحافظ على هوية الأمة دون الانجرار إلى 'وحدة زائفة' تُبنى على التنازل عن الثوابت. نبي الله إبراهيم ع ، لم يكن جامعًا بين الحق والباطل، بل كان نقطة الفصل بين التوحيد والشرك، و'الديانة الإبراهيمية' الحديثة ليست إلا .


موقع كتابات
منذ ساعة واحدة
- موقع كتابات
كُردستان ضحية الخلاصات الضحلة ! فلا تستفزوها أكثر؟
إن الكتابة رسم بالكلمات وهي رحلة بين عالم الحقائق وخواطر الفكر بالخطوط والاشارات وجولة بين المفردات ومأزق الكلمات وهي ليست جمل عشوائية نطيّرها في السماء عبثاً. وقد تتحول دقة المعاني أحيانا الى غضب تطال أظافرنا وتمزق أعصابنا وما أجبن الكتابة إن لم تركب الغضبا ؟ حتى تخرج الحقائق من دائرة النفاق السياسي ومغارة التواريخ المزيفة آنذاك نقول بكل حرية للاخوة لأبعاض الساسة في بغداد ممن أوصلوا الامور مع كُردستان الى نفق مسدود معتم و نقطة اللارجوع بعدما أصابهم عمى الالوان في وحشة الدرب وهم يهاجموننا كل يوم بنوبات الهلوسة والتناقضات وتشويه الحقائق وهكذا إعتديتم على جميع الشرائع ؟ لكن هيهات ونحن على مستوى النزيف والاستشهاد نمارس حريتنا وطقوسنا لنقول مانشاء لمن نشاء وفي الوقت الذي نشاء؟ . فالدروب التي مشيناها لايمكن أن تسكت أبداً ؟ والشمس فتحت نوافذها من جديد وماأشبه الليلة بالبارحة . ومعلوم إن مقوّمات النهوض لكل الشعوب تستمد قوتها من خلال ثرواتهم المعنوية وعمقهم الحضاري تأريخياًوإرادتهم وعزمهم على بلوغ الاهداف بخطوات مدروسة متأنية فضلا عن ثرواتهم المادية ومدى ثباتهم أمام كلالتحديات والمؤامرات التي تحاك ضدهم داخليا وخارجيا فضلا عن ماهية تكوين فسيفساء التنوع المجتمعي والعرقي داخل بلدهم . وهذا التأويل والتفسير العقلاني إن صح التعبير لو أخذناه بمحمل الجد كعينة على وقائع الاحداث السياسية منذ تأسيس الدولة العراقية باعتبارها محكاً عميقاً لقراءة ماجرى سابقاً كشرط للتعامل مع واقع المسألة الكُردية في العراق لتوصلنا الى الاعتقاد السائد بأن حجم الامتداد السياسي و التأريخي والثقافي بين حكومتي بغداد و اقليم كُردستان يعكس آثاراً ارتجاعية لكل حدث سياسي فكري أو متغير جيوسياسي في ساحة أيّ منهما على الآخر الأمر الذي يجعل من أية محاولة طارئة لاستيعاب مفردات ما ترتب من تطورات على المسار الثنائي لعلاقات بغداد وحكومة اقليم كُردستان باعتبارهما أحيانا ندّين ينتظرون بعضهم البعض في كل مالا ينتظر ؟ أو خصمين لدودين؟ يتراشقان بوابل التصريحات الناريةً في غضب الوعد والوعيد كخطوة ليس بالسهل فهمها . وغالباً ما يقع المتسرعون في تشخيص دوافع القضية ضحية التحليل السطحي و خلاصاته الضحلة الى درجة يتفق المهتمون بالملف الكُردي على ما تكتنف هذه المسألة والمشكلة المزمنة من اخطار جسيمة وما يحيط بها من تحديات من النواحي الأمنية والاقتصادية والسياسية وعلى الصُعُد المحلية والإقليميةوالدولية بالذات. وعلى مدى اكثر من مئة عام مضت خاصة بعد اتفاقية سايكس بيكو السرية عام 1916 ( اتفاقية الغدر والخيانة) ضد مستقبل الامة الكُردية . لذا فمن الطبيعي جداً أن ننعت هذا الاتفاق ونقول بأنه لا توجد مجموعة عرقية واحدة في منطقة الشرق الاوسط تبغض هذه الاتفاقية المشؤومة اكثر من الاكراد والتي بموجبها قسمت الامة الكُردية بين أربعة دول مارسوا ضدهم شتى أنواع الإضطهاد الثقافي والقومي والسياسي والاجتماعي والتغير الديموغرافي وحتى البنيوي ضد نفسية الانسان الكُردي لذا فاليوم فان كل كُردي يعتبر في قرارة نفسه صياغة الدول العظمى لهذه المعاهدة المشينة والمحمية بحماية القانون التعسفي !؟ السبب الأول والعامل الجوهري في تعليق حلم قيام دولة كردية مستقلة على أرض كُردستان وتعطيله إلى يومنا هذا. لكننا باقون في دفاتر الايام وفي خربشة الاقلام و لنا موعد حين يجيء المغيب . ونصر من الله وفتح قريب… واستناداً على المصادر والشهود التي تتحدث عن تاريخ الصراع العسكري المسلح بين بغداد والحركة التحررية الكُردية فان كُردستان ومنذ ما يزيد على سبعة عقود وحتى الوقت الراهن باتت مجالا للاستنزاف والتجاذبات كما حدث أخيراً عام 2017 في مدينة كركوك عندما لجأت الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي وبخلاف قوانين و مواد الدستور العراقي بزج الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي في اتون المعارك والاصطدامات المسلحة ضد قوات البيشمركة المرابطة في اطراف كركوك في خضم قيام اقليم كُردستان بإجراء الاستفتاء على الاستقلال في وقت قدمت قوات البيشمركة في وقت سابق كل انواع الدعم العسكري واللوجستي والتسهيلات الممكنة للقوات العراقية لتحرير مدينة الموصل من الدواعش اضافة الى قيام البيشمركة بحماية مدينة كركوك من هجمات داعش اثناء انسحاب القوات العراقية منها عقب سقوط الموصل بيد الدواعش في عهد السيد نوري المالكي اضافة الى أن الدستور العراقي ينص حرفيا على أنه لايجوز بأي حالٍ من الاحوال ولأي سبب كان استخدام قطعات الجيش العراقي والقوات العراقية المسلحة في الصراعات الداخلية بين مكونات الشعب العراقي . ومن المضحك جداً أن عملية عسكرية مخالفة كلياً للدستور والقانون اطلق عليها اسم ( عملية فرض الامن و القانون في كركوك!! ) وهكذا هتكتم وطناً بعدما صادرتم الالوف من بيوتنا ونصبتم مأتماً في كل بيت وصفق الغادرون للمغامرة ؟لكن تذكروا دائماً وأبداً : مابيننا وبينكم لاينتهي بعام او بالف عام ؟ وطويلة هي معارك التحرير ونحن باقون على صدوركم وفي ذاكرة الشمس ؟ … والأكثر صحة اليوم أن نقول لبعض الجهات والاخوة ممن يحكمون عراق اليوم بعيداً عن القسطاس المستقيم؟ نقول لهم أن من يرفضون التجربة الكُردية في اقليم كُردستان يرفضون في الحقيقة كل تغيير ولايقبلون بواقع العراق الجديد بعد عام 2003..صحيح أن هذه القضية المزمنة في العراق لا يمكن إرجاعه فقط إلى عوامله المحلية 'الوطنية' بمعزل عن مناخه الدولي العام لكن لو تمعنا قليلاً في تاريخ العراق منذ العهد الملكي وكيفية قمعهم للثورات والانتفاضات الكُردية كحركة بارزان الاولى عام 1931-1932 وثورة بارزان الثانية عام 1943 التي قادها المرحوم مصطفى البارزاني اضافة الى ثورة الشيخ محمود الحفيد في مناطق السليمانية عام 1919-1931 وما أعقب ذلك من قمع هذه الحركات الثورية بمساعدة السلطات البريطانية المحتلة للعراق ومروراً بكل الانظمة السياسية التي حكمت العراق حتى سقوط النظام العراقي في نيسان 2003 وما أعقبت هذه الحقبة الفاصلة من أحداث اليمة يؤسف لها مابعد سنة 2003 والمتمثلة بتصرفات ابرز وجوه الحكم في العراق مابعد سقوط نظام صدام حسين واعتمادهم على نظام شمولي طائفي ورؤية شمولية ضيقة تعتمد الاقصاء والتهميش ضد المكونات الاساسية في العراق خاصة ضد اقليم كُردستان والعرب السنة وبقية المكونات الاخرى.. ولكي نضع النقاط على الحروف يجب القول بكل جرأة أن العرب السنة في العراق بعد عام 2003 مورس ضدهم كل اشكال البطش و القتل والترهيب والتهجير والاغتيالات حتى اظطر الغالبية منهم إما لمغادرة العراق او السكن في اقليم كُردستان والقلة القليلة الباقية الان في مناطقهم فهم وعوائلهم تحت رحمة وسيطرة أجندات الحشد الشعبي الموالي لايران أي بمعنى أن العرب السنة قد أزيحوا عن المشهد السياسي نهائياً بعد عام 2003 وأبعدوا غصباً من دائرة النفوذ السياسي والسلطة الفعلية في العراق و وجودهم الان فقط وجود شكلي وهامشي جداً ولم يبق الان في العراق غير اقليم كُردستان والحزب الديمقراطي الكُردستاني وبعض الشخصيات الوطنية في العراق في مواجهة سياسات وهيمنة الاحزاب الموالية للتوجه الايراني في العراق والوقوف أمامهم كحائط صدٍ ضد توجهاتم الطائفية الصرفة واستحواذهم بشكل مطلق على دوائر القرار السياسي في العراق . ويمثل الرئيس مسعود بارزاني السد المنيع والحصن الحصين ضد كل السياسات الهوجاء التي عصفت وتعصف بالعراق مابعد عام 2003 لذا فهو صمام الامان لاقليم كُردستان والعراق. ومقابل هذا حاولت بغداد جاهدة ومازالت تحاول بكل إمكاناتها السياسية وحتى العسكرية تحجيم حكومة اقليم كُردستان وحصر نفوذها وخلق المشاكل الاقتصادية لها خاصة في موضوع الميزانية ورواتب موظفي الاقليم وتقليل الدور السياسي والتمثيل الدبلوماسي لحكومة الاقليم داخل وخارج العراق وتصغير حجمها و طاقاتها بشتى الطرق والوسائل لهدف واحد وأمنية واحدة تتمناها بعض ساسة بغداد بعدما صارت غصةً في قلبهم وهي إلغاء اقليم كُردستان كلياً ككيان فدرالي في العراق!!؟ وهكذا يخلو لهم البلاد بطولها وعرضها وينجح المشروع الايراني في العراق ويقطع السيف لحم خاصرة كل وطنيّ غيور على أرضه وبلده ويا قبراً يسافر في الغمام !!.. وهنا من المفيد جداً أن نذكر بعض الاخوة في بغداد بحقيقة دامغة جداً قد يسخرون منها ! وهي أن نظام صدام حسين لو اتفق مع الجانب الكُردي وأقر بحقوقهم لما سقط هذا النظام !؟… لأن اكراد العراق يمتازون بثقلهم السياسي داخل العراق وعلى مستوى المنطقة برمتها بعكس الاحزاب الشيعية الداخلة في المحور الايراني . لذا رأينا صدام حسين كثيراً مايفاوض الاحزاب الكُردية ولم يتفاوض مع الاحزاب الشيعية ولو لمرة واحدة ؟!.. ( فاعتبروا ياأولي الالباب ) ؟… والسقوط في الهاوية مصير كل الانظمة العراقية السابقة التي قمعت الشعب الكُردي ولم تعترف بحقوقهم المشروعة والسبب هو أن الاكراد إضافة الى كونهم القومية الثانية في العراق و واحد من أكبر المجموعات العرقية في العالم التي لا تملك دولة خاصة بها فهم العامل الرئيسي والضمانة الحقيقة لاستقرار العراق إضافة الى امتلاك القيادات الكُردية شبكة واسعة جداً من الاتصالات والعلاقات الدولية الحصينة خاصة مع الدول العظمى وذلك نتيجة لتراكم خبرات الماضي فضلا عن اعتراف واشنطن وغالبية الدول الاوروبية ودول المنطقة بنجاح حكومة الاقليم في مسألة ترسيخ مباديء الديمقراطية وتوفير ومراعاة حقوق كافة الاديان والقوميات والمكونات الموجودة في كُردستان . لذا فليس غريبا عندما تتوجه قادة الاقليم في زيارات رسمية الى خارج العراق يكون مستوى الاستقبال الرسمي والدبلوماسي لهم رفيعاً جداً واكثر بكثير مقارنة باقرانهم في الحكومة العراقية؟!.. ومن عجب العجاب عندما نشاهدحكام العراق الحالي يروجون للعالم ويطبلون بشكل دائم بأن العراق الجديد يحافظ على كرامة الفرد العراقي بعض النظر عن انتمائه القومي والديني والمذهبي ويصون عزته وسيادته وكامل حقوقه الدستورية في حين لمسنا عكس ذلك من خلال تصرفات الكثيرين من صناع القرار في الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سقوط النظام وهم يتحايلون على الذاكرة التاريخية وصولا الى الظرف الراهن في عهد رئيس الوزراء الحالي السيد محمد شياع السوداني بالشكل الذي يبدو ان صناع القرار في بغداد كانوا دائماً وعبر جميع الانظمة يتقنون فن العيش بين الالغاز السياسية ضد شعب كُردستان؟.( باستثناء طفيف في عهد الرئيس الراحل عبدالرحمن عارف) فعلى الرغم من أن عبد الرحمن عارف لم يتمتع بخبرة واسعة في السياسة الدولية ولم تكن خلال فترة حكمه هنالك أي سياسة مميزة للدولة العراقية إلا بعض الإنجازات المحدودة لكن يمكن القول أن فترة حكمه كانت من أهدأ الفترات في تاريخ العراق. وأكثر ما عرف عن الراحل عبدالرحمن عارف سعة صدره ومرونته ومحاولاته في فسح المجال لمعارضيه بنوع من الديمقراطية فأسس مثلاً ما يعرف بالمجلس الرئاسي الاستشاري الذي ضم عدداً من رؤساء الوزارات السابقين في حين كان اليعض منهم يُعد من الخصوم… أم اليوم فقد برهنت التجارب التاريخية لنا أن بغداد لا تتفاوض بل تمارس دور المفاوضات بلهجة الصدق الكاذب و اخبرتنا أن السلطة الاتحادية مختصة بشنق الخطاب الكُردي على أسوار بغداد إن لزم الأمر ذلك!! ومن الغريب جداً أن الحليف دائماً كان عندهم لغزاً والخصم كذلك وهذه الحالة ليست وليدة اللحظة او المرحلة فهي متأصلة الى الحد الذي يصعب تحديد بداياتها وان طفت ملامحها على مفاصل تاريخية من فصول المؤامرة ضد الحركة الكُردية . واذا كانت هناك قواسم مشتركة بين المفاصل التاريخيية بحيث يصعب استبعاد وخروج اقليم كُردستان بـ ' خفي حنين 'من المعادلة السياسية ومن كل أزمة حدثت في الماضي وبما في ذلك الازمات الحالية والمشاكل العالقة التي ستبقى دائماً عالقة بين بغداد وأربيل ؟ لعدم إمتلاك سلطات بغداد النية والجرأة الحقيقية و الدافع الوطني الخالص بعيدا عن الاملاءات الخارجية وخاصة الايرانية في بلد منزوع السيادة وهو مجاز جرت العادة على استخدامه في خداع الذات للتنصل من تحمل مسؤولية الخطأ والتقليل من تداعيات كل الازمات الموجودة على الساحة العراقية حتى اكتشفت بغداد لكن بعد فوات الاوان أن منطق 'الفهلوي' في التعامل مع سلطات كردستان لم يكن مجديا لخياراتهم المعلقة والبحث عن الانتصارات السهلة جعلت من الابرياء رمادا لنياتهم كما حدث على مدى كل الحوادث التاريخية الاليمة بين ابناء الشعب الواحد داخل الوطن الواحد وبكل أسف؟ وأخيراً نخاطب الاخوة الاحباب الاعزاء القدماء ؟ في بغداد الحبيبة ونقول لهم : من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لاتكلف شيئاً ؟ غداً سوف يظطر مرغماً الى شراء الاسف بأغلى الاثمان ؟؟ بغداد عاصمتنا خدمناها وعشقناها وكتبنا الشعر فيها ورجعنا البسمة الى تاريخها وازقتها والحبر والطبشور والصور الى جدرانها خاصة بعد سقوط النظام في 2003 وها هي اليوم تفتك بلقمتنا وأرزاقنا و تذبحنا من الوريد الى الوريد وتجلدنا بالدقائق والثواني والتفاصيل الصغيرة! وهي تجهل انها قتلت أحبابها وناسها وأغمرت خصومها ؟ بامطار الحنان كعادتها !! وسوف تظل أجيال من الاطفال تسألكم : لماذا تورطم في تجويعنا ؟ فلاتستفزوا كُردستان أكثر ؟ فللحالاتِ ضِيقٌ وَ اِتِّسَاعٌ وَ لِلدُّنيا اِنغِلاقٌ وَ اِنفِتاحُ وإن غداً لناظره لقريب والله المستعان . آريان ابراهيم شوكت


الزمان
منذ 2 ساعات
- الزمان
أوربا والعرب وإسرائيل
أوربا والعرب وإسرائيل – جاسم مراد الوضع العربي الرسمي يعيش مفارقة ، أسست لفردانيتها في التاريخ ، ففي الوقت الذي تنهض فيه أوروبا أو بعض من الدول الأوروبية لمعاقبة إسرائيل لجرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها ضد أطفال ونساء غزة ، يسكت العرب حتى عن تجميد الاتفاقيات مع هذا الكيان بسبب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني ، وفي الوقت ذاته تعلن بريطانيا عن تجميد بيع الأسلحة لإسرائيل واستدعاء سفيرة هذا الكيان لدى بريطانيا ابلاغها ادانة بريطانيا للحرب في قطاع غزة والضفة الغربية ، تشعر الدول العربية وجامعتها بالتيه والحيرة بما تريد ان تفعله . أوروبا بدأت بإدانة إسرائيل والعمل على فرض عقوبات على بعض الوزراء الإسرائيليين العنصريين الداعين لتدمير غزة وقتل وتهجير شعبها ، والعرب ارسلوا لقمة بغداد ادنى المشاركات لكي لا تتخذ مواقفً قيادية رسمية عربية ضد إسرائيل ومن يدعمها في حربها الجنونية على شعب غزة ، شعوب أوروبا واحزابها ومنظماتها ، تثأر لغزة ، والشعوب والأحزاب والمنظمات والمشايخ والشخصيات والكيانات الإسلامية والأحزاب العربية تلوي اعناقها وتستعجل الذهاب الى النوم لكي لا تسمع صراخ أطفال غزة وبكاء الأمهات ، أي أمة نحن صحيح انها احسن أمة ..؟ ، أم إن هذه الامة بكل مؤسساتها تم تدجينها وسلخ جلدها بحيث لا تقوى حتى لكلمة حق في زمن الباطل . في هذا الزمن العربي الرديء ، الذي بات فيه الأطفال العرب والنساء الثكالى يلوون رقابهم بغية الحصول على كسرة خبز وحفنة ماء من الاوربيين شعوبا ودول ، في حين نسوا أو بالأحرى اجبروا على النسيان إن في هذه الأرض التي تسمى لغة الضاد ترليونات من الأموال ولم يحصلوا منها ليس الخبز والماء وإنما على موقف جمعي شجاع ، يقول لإسرائيل كل اتفاقياتنا وعلاقاتنا وتواصلنا مجمد ،( لا نقول ملغية) بل مجمدة حتى توقف حرب الإبادة ويصل الماء والغذاء والدواء لشعب غزة . نحن الان في مرحلة مفصلية ، ومن يتصور بأنه بمأمن بما يجري في غزة ، فهو واهم ، إذ كان ذلك من غضب الله ، أو من عسكري شجاع ، أو من شعب طفح كيله ولم يعد امامة سوى النهوض والخروج الى الشوارع لرسم خارطة جديدة لأمة نهشت جسمها الضباع قبل الذئاب . اين رجال الامة راحوا وأين رجال الدين من نساء تغتصب وأطفال تقطع وشيوخ وقت فجر الصلاة يذبحون، دعوني احلفكم ب لله لو تحدثنا بكلمة لخطاب غير متوازن لرجل دين ، الا ينتشر المسلحون وتصرخ المآذن ويحكي انصاف السياسة والحكم ، اقتلوه أنه زنديق ، فلماذا إذن تخرس الافواه ويلوي خطباء المساجد السنتهم ، حتى لا يدعون الى موقف ينتصر للمذبوحين من المسلمين في غزة . شكراً لبريطانيا بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل ، والعمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، لكن على بريطانيا اكثر من غيرها من الدول الأوروبية فهي التي جاءت بإسرائيل الى فلسطين وهي التي أرغمتهم للخروج من البلاد العربية والذهاب الى فلسطين ، فعليها إذن ان تتخذ خطوات اكثر فعالية على مستوى بريطانيا ذاتها وفي المجال الأوربي لمقاطعة إسرائيل وادانتها ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم . الفلسطينيون لا يريدون رثائهم ولا هم يقبلون بالبكاء عليهم ، كما لا يريدون المواقف الذليلة من العرب وجامعتهم ، فهم ابطال بواسل ، وإنما كل ما يريدونه ، أن يكون الموقف العربي بمستوى موقف الطفل الغزاوي ، الذي يقول نحن ابطال غزة رغم الجراح والموت لانهزم . أوروبا التي تتغني بالإنسانية وحقوق الانسان والطفل ، هي امام امتحان حقيقي لما يجري في غزة ، والعرب الذي يصلّون ويزعمون أنهم على طريق النبي ماشين ، عليهم ان يثبتوا انتمائهم لهذه الامة ومركز اشعاعها النبي محمد .