logo
الفلفل الحار يحرق الدهون ويطيل العمر الصحي.. متى يعتاد لسانك على حرارته؟

الفلفل الحار يحرق الدهون ويطيل العمر الصحي.. متى يعتاد لسانك على حرارته؟

الجزيرة٠٥-٠٧-٢٠٢٥
"الأطعمة الحارة، التي كانت نادرة وغريبة، أصبحت الآن ظاهرة عالمية"، وفقا للتقرير الذي صدر مؤخرا عن شركة "كالسيك" للأغذية، وأظهر تزايدا في استهلاك الأطعمة الحارة، وأشار إلى أن العديد من المستهلكين حول العالم، "يبحثون عن مستويات حرارة طعام أعلى من أي وقت مضى".
وقد وجدت العديد من الدراسات الحديثة أن "الأشخاص الذين يتناولون الطعام الحار بانتظام -ولكن باعتدال- يتمتعون بصحة عامة أفضل وأمراض أقل"، وأشارت الأبحاث إلى أن "الطعام الحار يمكن أن يُساعد في عملية الأيض (التمثيل الغذائي)، مما يُعزز الشعور بالشبع والتحكم في الوزن"؛ وفقا لما ذكره الدكتور لونغ نغوين، أستاذ الطب المساعد بجامعة هارفارد، لموقع مجلة "تايم" الأميركية، موضحا أن العلماء يدركون بشكل متزايد كيف تساعد هذه الأطعمة الجسم، "على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث".
فوائد الطعام الحار
إلى جانب تحسين المذاق وما يضفيه على النظام الغذائي من نكهة مميزة، قد يكون الطعام الحار مفيدا لك -وفقا للخبراء- من النواحي التالية:
مكافحة السمنة: ففي عام 2020، وجدت مراجعة بحثية موسعة أن اتباع نظام غذائي غني بالفلفل الحار، "يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري". وقد أرجع الدكتور بو شو، طبيب القلب في كلية ليرنر للطب بمستشفى كليفلاند كلينك، والمشرف الرئيسي على المراجعة، هذه التأثيرات إلى وجود "الكابسيسين"، وهو المركب الذي يجعل الفلفل الحار حارا جدا، ويُفعّل قنوات "تي آر بي" الحساسة للحرارة في الخلايا العصبية، لتقوم بدورها بتحفيز "الأدرينالين"، الذي يحرق الدهون ويساعد في التحكم في نسبة السكر في الدم.
كما وجد جون هايز، أستاذ علوم الأغذية في جامعة بنسلفانيا، أن الناس عندما يشعرون بأن الطعام حار، فإنهم يمضغون الطعام ببطء، "مما قد يؤدي إلى تناول كميات أقل من الطعام، ومن ثم وزن صحي، وهضم صحي، ومستويات سكر في الدم صحية".
إعلان
تقليل خطر الوفاة المبكرة: حيث أظهرت نفس المراجعة أن "الأشخاص الذين تناولوا الكثير من الفلفل الحار، كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 25% من المتوقع، مقارنة بمن يتناولونه نادرا، أو لم يتناولوه مطلقا".
مقاومة الالتهاب: يؤكد نغوين أن هناك بعض البيانات الأولية التي تشير إلى "وجود علاقة بين كمية الكابسيسين التي نتناولها، وبعض التأثيرات المضادة للالتهابات". حيث تُظهر الأبحاث أن مستقبلات "تي آر بي" تساعد في التحكم في الخلايا المناعية مفرطة النشاط، لتقليل الالتهاب المُسبب لأمراض مزمنة مثل أمراض القلب. لذا، تُستخدم أحيانا أدوية تحتوي على الكابسيسين المضاد للالتهاب، كدهانات لعلاج آلام الأعصاب والتهاب المفاصل.
مضادَّة الأكسدة: يقول نغوين "بالإضافة إلى احتواء أكثر أنواع الفلفل حرارة على نسبة أعلى من الكابسيسين، فإن العديد من أنواع الفلفل الحار غنية بمضادات الأكسدة".
كما وجدت دراسة نُشرت عام 2019، أن تناول الفلفل الأحمر -وهو أكثر نضجا من الفلفل الأخضر ويحتوي على نسبة أعلى من الكابسيسين- نيئا أو مطبوخا قليلا، هو الأفضل للحفاظ على الكابسيسين ومضادات الأكسدة وفيتامين "سي".
صحة القلب: فقد وجدت دراسة إيطالية نُشرت عام 2019، أن الأشخاص الذين تناولوا الفلفل الحار، "تمتعوا بفوائد صحية أوسع للقلب"، مقارنة بمن فضّلوا الفلفل الحلو، أو الذي يحتوي على كمية أقل بكثير من الكابسيسين.
فائدة الأمعاء: بحسب نغوين فإن "الأطعمة الحارة تزيد من تنوع الميكروبيوم (بكتيريا الأمعاء النافعة)، للقيام بوظائف مختلفة، مثل تكسير الطعام، وتقوية بطانة الأمعاء، ومحاربة الجراثيم الضارة". وتضيف الدكتورة إيما لينغ، أستاذة التغذية السريرية بجامعة جورجيا، أن الدراسات تشير إلى أن "خصائص الكابسيسين المفيدة للأمعاء يمكن أن تُحسّن عملية الأيض، والالتهابات، والتحكم في مستوى السكر والكوليسترول في الدم".
الحماية من الأمراض المزمنة: تُشير إيما لينغ إلى أن "الطعام الحار يمكن أن يتناسب تماما مع نظام غذائي صحي"، لكنها تُنبه إلى أن الفلفل الطازج أكثر صحة من الفلفل المُصنّع، حيث تُظهر أبحاث نُشرت عام 2015، أن الأشخاص الذين يتناولون الفلفل الطازج بانتظام، بدلا من الفلفل المجفف أو المطحون؛ "يتمتعون بمعدلات أقل للإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان".
يمكن التعود على الطعام الحار في غضون أسبوع
يُنصح المبتدئون في تناول الطعام الحار بالبدء بالفلفل المعتدل الحرارة، وتوصي أخصائية التغذية كيران كامبل، بالطعام الحار للذين يسعون لإنقاص وزنهم، "مع نصحهم بالبدء بكمية قليلة والتدرج في تناوله". حيث يزيد تناول الطعام الذي يحتوي على الكابسيسين من قدرة الجسم على تحمل الحرارة، "بزيادة كمية الفلفل الحار تدريجيا"، مما قد يوفر فوائد أكبر. وتقترح كامبل تناول وجبات حارة من مرتين إلى 4 مرات أسبوعيا، ومع كثرة تناوله، تُصبح مستقبلات الألم في اللسان أقل حساسية للكابسيسين "في غضون أسبوع تقريبا"، مما يُتيح تناول فلفل حار بطريقة أكثر صحة.
لا تُبالغ في تناول الطعام الحار
إذا بالغت في تناول الطعام الحار، فقد يثور جسمك، لذا، "من الحكمة الاعتدال في تناوله أو تجنبه"؛ بحسب تحذير الدكتور نغوين -وهو أيضا خبير في الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي- من أن "يتسبب الاستهلاك المفرط للطعام الحار في تفاقم أعراض ارتجاع المريء ومتلازمة القولون العصبي".
أيضا، إحدى طرق جعل الفلفل الحار أكثر متعة -وأقل حُرقة- هي موازنة الحرارة مع الملح والنكهات الأخرى، "فالأطعمة ذات النكهة الخفيفة، مثل الفاصوليا العادية، تتطلب فلفلا أكثر نكهة"، بحسب مارك سانشيز، رئيس شركة مقرها سان فرانسيسكو تبيع الفلفل الحار عبر الإنترنت؛ والذي ينصح بالتخلص من البذور، "فهي لا تضيف أي نكهة وعناصر غذائية، كما أنها الأكثر حرارة من الأجزاء الأخرى، حيث تتركز فيها مادة الكابسيسين".
لتخفيف الحُرقة
هناك إ ستراتيجية أخرى للتعامل مع الطعام الحار، تشمل "تناوله مع دهون صحية، مثل الحليب كامل الدسم، لتمتص الكابسيسين"؛ وفقا لأبحاث الدكتور جون هايز الذي يؤكد أن تأثير الحليب كامل الدسم، "كخرطوم إطفاء حريق فموي".
في الوقت الذي وجد فريق هايز من الباحثين أن "الحليب الخالي من الدسم" أيضا يُعطي نتائج مماثلة، ربما لأنه إلى جانب دور الدهون، "يُساعد البروتين ودرجة حرارة الحليب الباردة، في التخفيف من حدة حرارة الكابسيسين".
كما توصي كيران كامبل بوضع شرائح الفلفل الحار في زيت الزيتون (كمصدر آخر للدهون الصحية)، ثم يُحفظ في الثلاجة لبضعة أيام قبل الاستعمال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل السجائر الإلكترونية أفضل من السجائر العادية؟
هل السجائر الإلكترونية أفضل من السجائر العادية؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

هل السجائر الإلكترونية أفضل من السجائر العادية؟

قدمت السجائر الإلكترونية مع بدايات انتشارها في عام 2010 وعودا كبيرة، فقد طرحت على أنها بديل صحي للسجائر، ووسيلة للإقلاع عن التدخين. وتغري السجائر الإلكترونية المدخنين بأنها وسيلة تسهل الانتقال من السجائر التقليدية إلى الإقلاع عن التدخين تماما، ولكن هل يعد تدخين السجائر الإلكترونية أفضل من استخدام منتجات التبغ؟ وهل تسبب السجائر الإلكترونية الإدمان؟ بدأ الباحثون في الوقت الحاضر بإدراك مخاطر السجائر الإلكترونية وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فعلى سبيل المثال حلل فريق من العلماء الرذاذ الصادر عن السجائر الإلكترونية شائعة الاستخدام، ووجدوا فيه مستويات عالية جدا من المعادن الثقيلة، وكما أشارت دراسات أخرى إلى أن التدخين باستخدام السجائر الإلكترونية يمكن أن يؤثر على القلب والرئتين والدماغ. وأعرب خبراء في الولايات المتحدة عن قلقهم من أن دراسة مدى التأثير والضرر الذي يسببه التدخين باستخدام السجائر الإلكترونية قد تزداد صعوبة في ظل إغلاق حكومة ترامب وحدة تعنى بالتدخين والصحة، كما خفضت الحكومة التمويل المخصص للبرامج التي تساعد الناس وتحثهم على الإقلاع عن تدخين السجائر الإلكترونية. ومن ناحية أخرى تعد البيانات المتعلقة بالآثار الصحية طويلة المدى الناجمة عن استخدام السجائر الإلكترونية محدودة، وذلك لأنها حديثة نسبيا وتتطور باستمرار، غير أن معظم مستخدميها مراهقون أو في عمر الـ20، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تظهر آثار أخرى. تأثيرها على القلب والأوعية الدموية يقول الدكتور جيمس شتاين، أخصائي القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة ويسكونسن في الولايات المتحدة: "يخبرك المنطق السليم -كما تخبرك والدتك- أن استنشاق مادة كيميائية شديدة السخونة مباشرة إلى رئتيك لن يكون مفيدا". وتشير الأبحاث أكثر فأكثر إلى حقيقة وجود أضرار لا يمكن تجاهلها تسببها السجائر الإلكترونية رغم عدم احتوائها على المواد الكيميائية الخطيرة الموجودة في السجائر التقليدية. تسبب نفحة من السيجارة الإلكترونية ضغطا فوريا على جهاز القلب والأوعية الدموية، حيث يزداد معدل ضربات القلب وتنقبض الأوعية الدموية، مما يقود مع مرور الوقت إلى حدوث تصلب في الشرايين. وقد عقّب الدكتور شتاين على أن استخدام السجائر الإلكترونية مرارا وتكرارا طوال اليوم، يسبب ارتفاعا في ضغط الدم ، الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام في ضربات القلب و السكتات الدماغية وحتى قد يتسبب في حدوث نوبة قلبية. إعلان وصرح الدكتور عرفان رحمن، الباحث في جامعة روتشستر للطب في الولايات المتحدة والمختص في دراسة منتجات النيكوتين: "عندما تسخّن السوائل في السجائر الإلكترونية إلى درجات حرارة عالية، فإنها تطلق كميات أكبر من المواد الكيميائية الضارة التي قد تتسرب إلى الرئتين، وتدخل مجرى الدم، وتتدفق إلى القلب". يمكن للمواد السائلة الموجودة في السجائر الإلكترونية أن تطلق عند تسخينها مواد كيميائية مسرطنة معروفة، مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهيد، ويمكن لهذه المواد وغيرها أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية، وتسبب الالتهابات. وأضاف الدكتور شتاين أن إقلاع المدخنين عن السجائر الإلكترونية قد يصاحبه أيضا معاناة من أعراض انسحاب النيكوتين التي قد تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم. أثر السجائر الإلكترونية على الفم والرئة أوضح الدكتور شتاين أن التدخين الإلكتروني يسبب التهابا في الشعب الهوائية والرئتين، وقد يصبح التهابا مزمنا. كما يمكن أن يتفاقم الربو وأعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن ، ويؤدي إلى سعال مستمر وضيق في التنفس. في حين أن ارتباط السجائر الإلكترونية وتسببها بحدوث السرطان ما زال مجهولا، وقد يستغرق تطوره عقودا، فإننا نعلم أنها قد تعرّض المستخدمين لمواد مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. اختبر بريت بولين، الأستاذ المساعد في علم السموم البيئية بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، 3 علامات تجارية شائعة للسجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، ووجد أنها تطلق مستويات عالية من عناصر ثقيلة مثل النيكل والأنتيمون، التي ترتبط بسرطان الرئة. ووجد فريق الدكتور بولين أيضا أن السجائر الإلكترونية تطلق كميات كبيرة من الرصاص، الذي يعد سمّا عصبيا. وأضاف الدكتور شتاين أن المواد الكيميائية المستخدمة في السجائر الإلكترونية المنكّهة، وخاصة تلك التي تستخدم لمرة واحدة، يمكن أن تلحق الضرر أيضا بأغشية الخلايا، مما يزيد من خطر حدوث تلف في الرئتين والإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى أمراض أخرى في القلب. وفي حالات نادرة، يصاب المرضى بندوب في الرئة ومشاكل في التنفس تعرف باسم "رئة الفشار" بعد استنشاق ثنائي الأسيتيل، وهو مركب موجود في بعض السجائر الإلكترونية المنكّهة. كما هو الحال مع السجائر التقليدية والمنتجات التي تحتوي على النيكوتين، يؤدي استخدام السجائر الإلكترونية من الحد من تدفق الدم إلى اللثة، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والالتهابات، كما يمكن أن يلحق النيكوتين الضرر بأنسجة اللثة. هل تسبب الإدمان؟ عملت الدكتورة باميلا لينغ، مديرة مركز أبحاث وتعليم مكافحة التبغ بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، مع مراهقين ينامون والسجائر الإلكترونية تحت وسائدهم ويباشرون استخدامها فور استيقاظهم. وأظهرت الأبحاث أن السجائر الإلكترونية تسبب الإدمان، ويمكن أن يشكّل الإدمان مشكلة خاصة للمراهقين الذين لا تزال أدمغتهم في طور النمو. يوجد هناك بعض برامج الدعم للإقلاع عن التدخين، التي تقدّم أدوية تساعد على الإقلاع عن التدخين، ولكن يمكن أن تكون هذه العملية مرهقة أيضا، حيث يصاحب الانسحاب أعراض مثل الاكتئاب والقلق والانزعاج. وتتفاقم هذه المخاوف مع تزايد انتشار السجائر الإلكترونية المسببة للإدمان، التي تحتوي على مستويات أعلى من النيكوتين، في الأسواق، حيث أصبح من السهل الآن العثور على سجائر إلكترونية تحتوي على 20 ألف نفخة من النيكوتين، وهي كمية تعادل 100 علبة سجائر.

4 عادات للحفاظ على الصحة حتى سن الـ80
4 عادات للحفاظ على الصحة حتى سن الـ80

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

4 عادات للحفاظ على الصحة حتى سن الـ80

يشكل طول العمر هوسا صحيا جديدا، حيث يستثمر الأثرياء ملايين الدولارات في المكملات الغذائية ، ويعتقد البعض أن عليه أن يكون مليونيرا حتى يعيش عمرا طويلا بصحة جيدة، ولكن تحسين بعض الأمور البسيطة -وخاصة النظام الغذائي ومستويات التمارين الرياضية- تسخر قوة الجهاز المناعي للحفاظ على صحة أفضل طوال الـ80 عاما التي قد نعيشها. يقاوم الجهاز المناعي الجراثيم ويحدد المدة التي نحتاجها للتعافي من الأمراض، ربما يحاول البعض تعزيزه بتناول مكمّل غذائي مكون من عدد من الفيتامينات ، أو تناول برتقالة. توضح الدكتورة جينا ماتشيوكي، عالمة المناعة لصحيفة التلغراف البريطانية أن هذه النظرة الضيقة للجهاز المناعي لا تغطي سوى جزء بسيط من تأثيره واسع النطاق، ليس فقط على الصحة، بل على طول العمر. ما الجهاز المناعي؟ يتكون جهاز المناعة من مئات الأنواع المختلفة من الخلايا وجزيئات الإشارة، التي يتحكم فيها حوالي 8 آلاف جين، مما يجعله ثاني أكثر الأجهزة تعقيدا في أجسامنا، بعد أدمغتنا. يوجد حوالي 70% من جهاز المناعة في الجهاز الهضمي، بينما يمتد الباقي من سطح الجلد إلى نخاع العظم، ومن الدماغ إلى إصبع القدم الكبير. تبطن الخلايا المناعية نقاط الدخول إلى الجسم -العينين والأنف والفم- التي تغلفها طبقة مخاطية دفاعية تهدف إلى التقاط الفيروسات والبكتيريا قبل أن تتمكن من التسلل إلى أعماق الجسم، وتعد الحماية من الجراثيم أحد أدوار الجهاز المناعي الرئيسية. وتوضح الدكتورة ماتشيوكي أن جهازنا المناعي يعمل أيضا بطرق أخرى للحفاظ على الصحة، فهو يراقب الخلايا السرطانية المحتملة ويقضي عليها، ويحمي من اضطرابات المناعة الذاتية ، ويدير عملية الاستجابة لمسببات الحساسية. ويلعب الجهاز المناعي دورا في الأمراض المزمنة، حيث يعتقد أن الالتهاب، الذي يحفزه الجهاز المناعي، هو العامل المسبب لأمراض القلب والسكري والسرطان والخرف. كيف يرتبط الجهاز المناعي بطول العمر؟ يحفز الجهاز المناعة حدوث استجابة التهابية عند الإصابة بفيروس أو بكتيريا. وتوضح الدكتورة ماتشيوكي: "إنه يجعل الجسم بيئة معادية للجراثيم، مما يتيح لنا قتل الجراثيم والتخلص منها". وتتحفز هذه الاستجابة الالتهابية في كثير من الأحيان نتيجة لأنماط الحياة العصرية التي عادة ما تتكون من نظام غذائي رديء الجودة، والتعرض المتكرر للملوثات، والضغط النفسي. تقول الدكتورة ماتشيوكي: "إنه يرسل إشارات خطر إلى جهازنا المناعي، لكن هذا الخطر ليس حقيقيا ولا حادا، بل هو مجرد ضربات خفيفة مستمرة". والنتيجة هي الالتهاب، وهو التهاب منخفض المستوى وغير مرغوب فيه يتراكم مع مرور الوقت، ويزيد من ظهور الأمراض غير المعدية، الالتهاب سيحدث على أي حال، سيكون هناك زيادة تدريجية مع التقدم في السن، تماما كما يتلاشى كل شيء مع مرور الوقت. أظهرت الأبحاث التي أجريت على السمات المميزة للشيخوخة أن الالتهاب يسرّعها جميعا، تقول الدكتورة ماتشيوكي: "يسرّع الالتهاب تآكل التيلوميرات الموجودة في نهاية كروموسوماتنا، وهي أطراف واقية. كما يقلّل الالتهاب من كفاءة الميتوكوندريا في خلايانا، وهي بطاريات الطاقة الصغيرة". وتضيف أنه يسهم في تلف الحمض النووي، مما قد يحفّز نمو السرطان. يحمّل الالتهاب عبئا إضافيا على جميع أجهزة الجسم، فيُضطرّها إلى العمل بجهد أكبر، ثم يصاب الجسم بمرور الوقت بتأثير التآكل والتلف. 4 عادات لتعزيز جهاز المناعة وزيادة العمر وجدت إحدى الدراسات أن من يمارسون الرياضة بانتظام يعيشون ما يصل إلى 7 سنوات أطول، ولكنهم أيضا يتمتعون بصحة جيدة لسنوات أطول. وتشير الدكتورة ماتشيوكي إلى أن "هناك القليل جدا، إن وجد، من الأشياء التي يمكن أن يقدمها الطب التي تقارب هذا القدر من الفائدة". تنبع فوائد التمارين الرياضية كونها تحفز الالتهابات، ولكن من النوع الجيد. تقول الدكتورة ماتشيوكي: "أُشبّهها بطاولة مطبخ متسخة. إذا سكبت عليها بعض القهوة، ثم نظفتها، فستصبح الطاولة أنظف مما كانت عليه قبل سكب القهوة. هكذا تعمل التمارين الرياضية كمضاد للالتهابات". وتضيف: "عندما تمارس الرياضة، يزداد الالتهاب، ولكن بطريقة محكمة للغاية، مما يعطي زيادة هائلة في عملية التنظيف المضادة للالتهابات، التي لا تنظف العضلات التي كنت تمرّنها في صالة الألعاب الرياضية فحسب، بل تؤثر في جميع أنحاء الجسم. إنها من أفضل الأدوات المضادة للالتهابات التي نملكها". وتحافظ التمارين الرياضية على صحة الغدة الزعترية لفترة أطول، تقع هذه الغدة في العنق، وتنتج الخلايا التائية، وهي المتحكم الرئيسي في الجهاز المناعي، لكن أداءها يتراجع مع التقدم في السن، ويتدهور بشكل ملحوظ بحلول سن الـ70، وهذا هو السبب في أن كبار السن يصبحون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مثل الالتهاب الرئوي والقوباء المنطقية، وفقا للدكتورة ماتشيوكي. وتضيف: "هناك بعض الأبحاث الرائعة التي تظهر أن النشاط البدني يعوّض هذا التراجع. لن يوقفه، سيظل هذا التغيير قائما، ولكنه سيحدث بشكل أبطأ بكثير". تناول سعرات حرارية أقل وتوقف عن تناول الوجبات الخفيفة تقول الدكتورة ماتشيوكي: "نحن نأكل طوال الوقت تقريبا، لم يصمَّم هضمنا أبدا للتعامل مع هذا". توضح أنه في الفترة التي تلي تناول الوجبة، تحتاج أجسامنا إلى استراحة لهضم الطعام وإعادة الالتهاب الذي يلي الأكل إلى مستوياته الطبيعية. إعلان وتقول الدكتورة ماتشيوكي: "إذا كنت تتناول وجبات خفيفة من السابعة صباحا حتى التاسعة مساء، فلن يحصل جسمك على هذا الإيقاع الجيد". وتضيف أن الالتهاب غير المرغوب فيه سيتراكم ويساهم في الالتهاب. وفي الوقت نفسه، أظهرت الدراسات أن تناول كميات أقل من الطعام -أي تقليل السعرات الحرارية بنسبة 20% إلى 30% مع تلبية جميع الاحتياجات الغذائية- يقلل من علامات الالتهاب والالتهاب. وبينما قد يوصى بهذا النهج للشباب، وخاصة لمن هم دون سن الـ40، تنصح الدكتورة ماتشيوكي كبار السن بعدم تقييد السعرات الحرارية، حتى لا يفقدوا كتلة العضلات. أضف أطعمة مضادة للالتهابات إلى وجباتك تقول الدكتورة ماتشيوكي إن زيت الزيتون من أكثر الأطعمة المضادة للالتهابات بحثا، ويحتوي على مادة الأوليوكانثال (oleocanthal) التي لها بنية جزيئية مشابهة، لتُشير إلى أن الإيبوبروفين المضاد للالتهابات المعروف جيدا. ويعتقد أن سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط يعيشون حياة طويلة وصحية بفضل تأثيره البسيط المضاد للالتهابات الذي يحصلون عليه يوميا من زيت الزيتون الذي يستخدمونه. وتنصح الدكتورة ماتشيوكي من يرغب في الاستثمار في مكمّل غذائي يطيل العمر، بالبدء بزيت الزيتون. وتشير إلى أن النظام الغذائي المتوسطي يتكون من الحبوب قليلة المعالجة والبقوليات والمكسرات والبذور والمنتجات الموسمية الطازجة وزيت الزيتون والأسماك الزيتية. وتقول الدكتورة ماتشيوكي: "هذه الأنماط الغذائية لا تمنع الأمراض المزمنة فحسب، بل تخفف بفعالية من الآليات المسببة للالتهابات". كما تظهر الأبحاث أن اتباع نظام "مايند" (MIND) الغذائي، المكون من الخضروات الورقية الغنية بمضادات الأكسدة، والتوت والحبوب الكاملة والمكسرات والفاصوليا والأسماك سيقلل الالتهاب ويحمي من مرض الزهايمر. وتوضح الدكتورة ماتشيوكي: "صمم هذا النظام ليحتوي على عناصر مفيدة لصحة الدماغ. فهو غني بالبوليفينول ومضادات الأكسدة، وهو مفيد للأمعاء ومضاد للالتهابات". وتقول: "لا يربط الناس بين الوظيفة الإدراكية والالتهاب، ولكن هذا مجال آخذ في النمو. فإذا زاد الالتهاب في الجسم، فسيؤثر ذلك على ما يحدث في الدماغ". تناول المزيد من الألياف لتحسين صحة الأمعاء تشير الدكتورة ماتشيوكي إلى أن "حوالي 70% من خلايانا المناعية تقع على طول الجهاز الهضمي. والسبب الرئيسي لذلك هو أن الجهاز الهضمي طريق واضح للعدوى. كما أن لدينا مجموعة من الميكروبات التي تعيش فيه وتشكل الميكروبيوم". توضح أن الميكروبيوم لدينا ضروري لإنتاج الخلايا المعدّلة للمناعة، مثل الخلايا التائية التي تمنع الجهاز المناعي من المبالغة في رد فعله تجاه المواد غير الضارة أو ضعف أدائه عند مواجهة أي مرض. تشكل الألياف مفتاحا مهما لصحة الأمعاء والصحة المناعية، وتضيف أن الخضروات والفواكه والبقوليات كلها مصادر غنية بالألياف، ولكن من المهم زيادة الكمية التي تتناولها ببطء لتقليل خطر الانتفاخ غير المريح.

98 شهيدا بقصف الاحتلال لغزة منذ فجر اليوم والمجاعة تتفاقم
98 شهيدا بقصف الاحتلال لغزة منذ فجر اليوم والمجاعة تتفاقم

الجزيرة

timeمنذ 16 ساعات

  • الجزيرة

98 شهيدا بقصف الاحتلال لغزة منذ فجر اليوم والمجاعة تتفاقم

قالت مصادر في مستشفيات قطاع غزة إن 98 فلسطينيا استشهدوا في غارات للاحتلال منذ فجر اليوم السبت. ووثق الإسعاف والطوارئ في القطاع استشهاد 34 من منتظري المساعدات، وإصابة 180 منهم بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات شمالي رفح جنوبي القطاع. كما أفاد مصدر طبي في المستشفى المعمداني في مدينة غزة، باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين وُصفت حالة أحدهم بالحرجة، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا قرب مسجد صلاح الدين في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة. وذكر مراسل الجزيرة أن عدة فلسطينيين أصيبوا بنيرانِ مسيَّرة للاحتلال قرب مفرق الأمن العام غربي مدينة غزة، وكان جيش الاحتلال قد أعلن أنه قصف أكثر 250 "هدفا" خلال الـ48 ساعة الأخيرة في أنحاء قطاع غزة. كما أفاد المراسل أن نحو 20 فلسطينيا فقدوا في غارة للاحتلال الإسرائيلي على منزلين في جباليا النزلة شمالي القطاع. ووفقًا لوزارة الصحة فقد ارتفع عدد الشهداء في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 57 ألفا و882 شهيدا و138 ألفا و95 مصابا. وأشارت إلى أن حصيلة ضحايا المساعدات ارتفعت منذ 27 مايو/أيار الماضي، إلى 805 شهداء، وأكثر من 5252 إصابة. ويطلق جيش الاحتلال بشكل يومي النار على المجوّعين المصطفين قرب مراكز التوزيع، مما تركهم بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة. تفاقم خطر المجاعة على الصعيد الإنساني قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن الوضع الإنساني في القطاع بلغ مستويات كارثية بعد أكثر من 100 يوم على الإغلاق الكامل ل معابر القطاع. وكشف المكتب أن خطر المجاعة يتفاقم وأن الموت يتهدد مئات الآلاف، بينهم 650 ألف طفل، وأضاف أن عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب سوء التغذية بلغ 67 طفلا. وأوضح أن نحو مليون وربع المليون شخص في غزة يعيشون حالة جوع كارثي، وكشف المكتب أن 96% من سكان القطاع يعانون من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي. وفي السياق ذاته أعلنت منظمات الأمم المتحدة أن سكان غزة يواجهون انعداما للأمن الغذائي على نطاق واسع ويقفون على حافة المجاعة وحذرت تلك المنظمات في بيان أصدرته اليوم "من أن نقص الوقود في غزة قد بلغ مستويات حرجة"، وأن وكالات الأمم المتحدة قد تضطر لوقف عملياتها في غزة بسبب نقص الوقود. فيما حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من العواقب الصحية الخطيرة الناجمة عن الاكتظاظ الشديد في الملاجئ، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف. وأضافت الأونروا أن الحصار المستمر على القطاع يحرم الأطفال من أبسط مقومات النظافة، نتيجة انعدام أدوات النظافة وشح المياه النظيفة. كما شددت الأونروا على ضرورة رفع الحصار، والسماح باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية، فورا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store